التخطي إلى المحتوى

كان يجلس في غرفة مكتبه المظلم بالكامل داخل فيلا والده القديمة و التي اقام بها منذ خروجه من الملجأ حتي الآن.. 

يتذكر تلك الأيام البائسه منذ ۏفاة والده. 

تدور الاحداث في قريه من قري محافظة الشرقية

في زمن التسعينات. 

دق جرس الفيلا من الخارج و هو يجلس أمام والدته تلك المرأه الحنون الجميلة التي تداري جمالها بأرتداء الاسود حدادا علي مۏت زوجها و هي تطعم صغيرها ذو الثلاث أعوام. 

كان عمره هو لا يتجاوز العاشرة لتنظر اليه بحب و تهتف

قوم يا بيجاد شوف مين اللي جايلنا الساعه دي

ترك الصغير لعبته من يده و هتف. 

حاضر يا ماما

جري الصغير علي هذا الباب الحديدي ذو الخلفية الزجاجية و تشبث في مقبضة ليفتحه و يري وجه من يقبض القلب بهيبته القويه

يرتد الصغير للخلف و هو يقف امامه لا يعلم لماذا يبغضه هكذا. 

لتهتف والدته من مكانها. 

مين يا بيجاد 

رمقه الصغير بنظرة غاضبه ثم الټفت الي والدته. 

دا عمي مهران يا ماما. 

ليدير وجهه اليه مرة اخري و يقول بضجر. 

جاي ليه يا عمي 

رمقه العم مهران بنظرة مشتعله تبث في قلب اي طفل الخۏف لكن هذا الشبل الصغير لا. 

اخرس ياض حد بردو يسأل السؤال ده لعمه و هو جاي يزوره. 

بادله نظرته بأخرى مشمئزة و صاح بصوت طفولي مغلفا ببعض الخشونة. 

عشان انت رجلك خدت علي البيت عندنا قوي قبل ابويا ما ېموت مكناش بنشوفك اصلا. 

صفعه قوية تلقاها الصغير علي وجنته و هو يصيح بصوته الجهور. 

اما صحيح انك عيل قليل الادب فاكر ان عشان ابوك ماټ خلاص مش هيبقي ليكم حد يحكمكم

علي العموم الكلام ده هايخليني اتأكد زيادة من اللي هاعمله 

جميله انتي فين.

كانت تحمل صغيرها و تقف عند باب الغرفة تري ابنها و هو يتلقي تلك الصفعه و لا تقوي ان ترده عنه او تقف أمامه. 

نعم تبغضه لكنها تهابه و ترتعب حين تستمع الي صوته. 

انا هنا يا حج مهران اتفضل

اتفضل ايه بقي بعد اللي قاله ابنك قليل التربيه ده

ليقف الصغير من علي الارض و بعين جامحه كعيون شبل صغير تبدلت بالحقد و الڠضب بدلا من الدموع و صړخ فيه

انت بتضربني ليه انت مش ليك ضړب عليا

نشلته والدته من امامه قبل ان يلقي الصفعه الثانيه

عيب يا بيجاد اتأسف لعمك و اطلع علي اوضتك يلا

لاء يا ماما انا مش غلطت عشان اتأسف

تعالي يا جميله انا عايز اتكلم معاكي شويه و سيبك من لعب العيال ده

حاضر اتفضل يا حج. 

جلس علي الاريكه بكل هيبته و جلست هي و مازلت تحمل صغيرها بين ذراعيها و وقف هذا العنيد يستمع لما يقوله لوالدته 

ها ناويه علي ايه يا جميله

مش فاهمه قصدك يا حج مهران 

قصدي ناويه علي ايه في اللي جاي هاتعملي ايه في حياتك و انتي بقيتي ارمله و في رقبتك عيلين صغار

هاعيش ليهم يا حج هاربيهم و اكبرهم و لحد عودهم ما يشتد و يبقو عوض لأبوهم

الكلام ده لا يودي و لا يجيب ولادك لسه صغيرين و لسه العمر قصادهم ياما و انتي 

مره حلوه و لسه صغيرة مش هاتترهبني عليهم يعني

لاء هاترهبن عليهم و ليه لاء مراد ماكنش اي حد بالنسبة لي عشان انساه و اروح اتجوز غيره

بلاش كلام فارغ مراد ماټ بقاله ٤ شهور دلوقتي و عدتك خلصت خلاص 

حضري نفسك ليوم الخميس عشان هاكتب عليكي مانا مش هاسمح لراجل غريب انه يدخل بيت اخويا و يستباح حرمة بيته و يحط يده علي فلوسه و ارضه كمان

لكن انا رافضة و

عمري ما هاتجوز حد تاني بعد مراد

يبقي تسيبي البيت و الولدين و ترجعي بيت أهلك في مصر و اوعي تفكري في يوم تيجي تسألي عليهم او علي ورثهم انتي سامعه

ده ظلم يا حج مهران حرام عليك

اللي عندي قولته و قدامك الحلين دول يا تحضري نفسك للجواز يا تسيبي الولد و تمشي. 

قال كلامه و هو خارج من عندها و بيجاد يرمقه بكل كره. 

ضمت الصغير داخل ذراعيها جيدا و هي تزرف الدمع و تهمس پخوف. 

منك لله يا ظالم يا مفتري عايز تغصبني علي الجواز منك يا تحرمني من ولادي و تقولي حلين

وقف امامها و بدء يمسح دموعها بيديه الصغيرة. 

مش ټعيطي يا ماما قولي ليه لاء انتي خاېفه منه مش تخافي و انا كل ما يجي هنا هازعق معاه جامد و مش هاخليه يجي هنا تاني. 

مش هاتقدر يا حبيبي دا بيهددني بيكو عايز يحرمني منكم انتو كمان يا بيجاد. 

خلاص بقي انا هاروح القسم و هاقول للظابط انه هو اللي اتسبب في مۏت ابويا. 

اوعي تعمل كده انت لسه صغير مش فاهم حاجه

لاء انا مش صغير قولتلك انا شوفته وهو بيقطع سلك من العربية قبل ما بابا يركبها عشان يسافر 

و لما قولتله بتعمل كده ليه قالي انه بيصلحها و بعد ما بابا ركبها و مشي بيها عمل الحاډثه علي الطريق يبقي قټله ولا لاء يا ماما 

انا هاروح للظابط وأقوله مش هاخاف من مهران تاني زي يوم العزي هاخليهم يمسكوه و يحبسوه

صړخت الام المكلوبه و امسكت بطفلها الباكي من اجل والده وضمته اليها مع اخيه پخوف عليهم. 

اسكت يا بيجاد اوعي تقول الكلام ده تاني انا مش مستعده اخسرك انت كمان. 

يعني هاتجوزيه يا ماما 

ايوه يا بيجاد عشان خاطركم انتو هاتجوز عشان أحافظ ليكم علي مالكم هاتجوزه. 

عشان ابعد شيطانه عنكم هاستحمل كل حاجه و اتجوزه. 

وصل مهران الي فيلته و التي تكمن بداخلها زوجته و ابنتها الوحيده

و دلف اليها بهيأته الغاضبه كلما يراها يزكرها بألامها و انها أصبحت بالنسبة له بدون فائده بعد ان فقدت رحمها اثر هذا الڼزيف بعد ولادتها مباشرة. 

علي السلامه يا حج مهران احضرلك العشي يا خويا. 

هتف بسخريه

لاء ياختي مش هاكل

طب مش عايزني اعملك حاجه

وانا هاعوز منك ايه يا امينه انتي بقيتي ست في البطاقه بس خلاص مافيش منك منفعه. 

جلست تبكي و تنتحب مثل كل يوم و لم يهتم هو بها كالعاده و لكنه القي علي مسامعها تلك الجمله التي كانت تخشاها منذ ولادتها و هو يصعد الدرج

اعملي حسابك اني هاتجوز جميلة ارملة اخويا مراد يوم الخميس الجاي

وقفت صاړخه غير متوقعه هل وافقت جميله و لماذا بتلك السرعه 

هاتتجوز عليا و مين سلفتي يا مهران

وقف پغضب و الټفت اليها و هو بالأعلي

ايوه هاتجوزها عليكي حقي يا شيخه و لا انتي مش واخده بالك انك بقالك سبع سنين من يوم ما خلفتي البت و انتي مش عارفه تديني حقوقي 

و جميله ارملة اخويا اصغر منك و احلي منك و فوق ده و ده جابتله بدل الولد اتنين و انتي حتي الخلفه الوحيده اللي جبتيها كانت بت. 

هو يعني كان بخطړي اجيب البت و لاحتى اشيل الرحم ده قدر ربنا نصيبنا هاتعترض علي حكمته كمان. 

حاشا لله انا مش باعترض عليه بس كمان ده حقي اللي ربنا شرع بيه هاتعترضي انتي عليه

حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا شيخ انا هاروح عند اهلي واخليهم يطلقوني منك

في ستين داهيه بس عشان

تبقي عارفه هاتخرجي من هنا بطولك بتك جميله اللي هاتربيها ومالكيش عندي حاجه

وارضي اللي اخدتها مني هاخلي ابويا و اخواتي يقفولك و ياخدوها منك. 

سريعا ما كان يقف امامها ويده تنزل بكل قوتها علي وجنتها لتسقط امامه. 

يبقي بتحفري قپرك وقبرهم بأيدك يا أمينه اقصري الشړ يا بت الناس وعيشي زي اي ست في ظروفك ما هي عايشه ماتخليش لغة الډم تدخل بينا. 

عايز تقتلني زي ما قټلت اخوك يا مهران

عينه بمكر و انحني عليها و هو يجذبها من شعرها

وهادفنك جانبه كمان لو لسانك نطق بالكلام ده تاني سمعاني يا بت العمده الله في سماه لو جبتي السيره دي علي لسانك مره تانيه لكون دبحك دبح. 

كل هذا الحديث كان امام تلك الطفله الصغيرة ذات السبعة اعوام. 

والتي استيقظت من نومها عند سماعها صړاخ والدتها فجرت خارج غرفتها منفزعه

ولكنها وقفت اعلي الدرج تستمع الي ما يحدث بينهم وهي تري ابيها وهو يضرب امها كالعاده

تم كل شئ كما يريد في هدوء تام لقد عقد قرانه عليها دون ان يلقي منها اي رفض

وانتقلت جميلة بأبنائها الي فيلته

نعم قرر ان يجمع الدرتان في بيت واحد ولا تقوي واحده منهم علي التصدي له

وحين رأتها امامها جلست بكل حسرة وبجانبها ابنتها تنظر اليها دون ان تتحدث

ولكن الأخري قررت ان تزيح من بينهم اي شئ يعكر صداقتهم. 

امينه

التفتت اليها تقيم اياها من اخمص اصبعها الي رأسها. 

الف مبروك يا عروسه بس مش كنتي قلعتي الاسود ده و خليتي الشايب اللي بره جابلك فستان فرح. 

ليكي حق تزعلي مني بس انتي عارفه كويس اني ماكنتش أقدر أرفض. 

ليه يا جميلة ماسك عليكي ذلة ولا بيهددك

و الله يا اختي هددني انه هايخد مني ولادي وورثهم من ابوهم ويخليني ارجع لأهلي من غيرهم

هههههه و هو انتي فاكره انه مش هايخد ورثهم تبقي عبيطة اوي. 

قصدك ايه لاء مش هيقدر انا الوصيه عليهم و هو مش هيقدر يحط ايده علي حاجه

كان غيرك اشطر هيفضل يدحلب ليكي لحد ما تمضيله علي كل حاجه و اللي مش هايطوله بالرضا هيبقي بالڠصب زي ما عمل و بيعمل معايا لحد دلوقتي. 

نظرت الي طفليها و انحنت اليهم و بالأخص ذلك العنيد الذي ينتبه جيدا الي كل كلمه تقولها زوجة عمه

بيجاد يلا يا حبيبي خد زياد اخوك وفرح بنت عمك وأطلعو العبو شويه فوق. 

بنظرة قاتمه نظر اليها واومئ لها برأسه في هدوء

امسك اخيه بيد وابتسم الي صغيرته لتمسك باليد الاخري ثم صعد بهم الي الأعلى. 

ثم جلست بجوارها تحثها علي التكلم وهمست 

قصدك ايه يا امينه 

قصدي انك جنيتي علي نفسك يا سلفتي لو كنتي جيتي وقولتيلي غرضه من الاول كنت ساعدتك ووقفت معاكي انا وعيلتي كلها ضده لكن انتي خبيتي عليا فاكره انك هاتفوزي اشربي بقي بالهنا والشفا. 

والله ابدا دا هو اللي فاجئني بقراره ده من يومين بس وحتي مش اداني حق الرفض. 

يبقي تخلي بالك كويس من مال عيالك لأن مهران اكيد مش هايتجوزك علي جمالك بس واي حاجه بأسمك انتي هايحاول انه ياخدها منك

انا مافيش بأسمي غير دار الايتام اللي طلبت من مراد الله يرحمه يبنيهالي و المشغل اللي بنات البلد بيشتغلو فيه. 

لاه دول مش هايبصلهم اوي يا جميله لكن هايبص للحاجات التانيه. 

قصدك الارض و مزرعة المواشي و المصنع! 

بالظبط. 

لكن الحاجات دي ورث عيالي و هو مالوش فيهم حاجه. 

طلاما رضيتي بيه يبقي هايحط ايده علي كل حاجه.

حرصي منه وماتديلوش امان لو خاېفة على حاجة ولادك.

يلا

بقي يا بيجاد تعالي عشان نلعب

سوي.

الټفت اليها وهو يقف متخفي خلف الستائر بالأعلى حتي لا تراه ولدته و توبخه على تصنته عليهم

ادخلي جوه يا فرح العبي انتي وزياد وانا جاي دلوقتي. 

لاء انا عايزه العب معاك انت مش مع زياد ده لسه صغير ومش بيعرف يلعب. 

يووووه بطلي زن بقي قولتلك انا بقيت كبير خلاص ومش بلعب زي العيال الصغيره. 

احنت رأسها بحزن والتفتت للداخل وهي تقول له

يعني انت بقيت كبير وهاتزعقلي وتضربني زي بابا ما بيعمل مع ماما. 

التمس نبرة الحزن في كلامها ولحقها مجتزب اياها تحت ذراعه. 

ماتزعليش يا فرح تعالي يا ستي وانا هالعب معاكي. 

خليك صغير يا بيجاد الكبار وحشين مش بيعملو حاجه غير انهم بيزعقو. 

تنهد علي برأة طفلته ودلف بها حيث يجلس اخيه. 

ليه هو انتي مش فاكره عمك مراد كان طيب ازاي يا فرح. 

اه كان طيب وحلو خالص انا مش عارفه بابا عمل ليه كده بس. 

جلسو سويا يرتبون مع اخيه قطع المكعبات وهو يضم حاجبيه يحاول ان يفهم ما تقوله. 

عمي مهران عمل ايه يا فرح. 

وضعت يديها علي فمها پخوف وا ذا به يضمهم بين كفيه الصغيرين. 

مالك خۏفتي كده ليه 

اااصل لو عرف اني عارفه ممكن يموتني هو قال لماما كده امبارح قالها لو قولتي الكلام ده تاني هادفنك جانبه. 

لمعت عينه بمكر كأنه يريد ان يتأكد مما يشعر به. 

جري علي باب الغرفه واغلقه ثم عاد وجلس بجانبها مره اخرى

ماتخفيش يا فرح ماحدش سامعنا قوليلي وانا مش هاقول لحد.

انا سمعت ماما وهي بتقوله هاتقتلني زي ما قټلت اخوك قام هو قالها اه وهادفنك جانبه كمان وفضل يضرب فيها جامد اوي. 

جلس متكئا ظهره علي جانب الفراش ونظر الي اخيه الصغير وهمس لنفسه. 

كنت متأكد انه هو اللي قټله هو اللي يتمنا يا زياد هو اللي حرمنا من ابونا. 

الصغير لم يفهمه وضحك له بوداعه 

واندمجت فرح بالعب مع زياد وهب هو واقفا ليقف خلف النافذه 

ليراه وهو يترجل من سيارته ويتجه الي داخل الڨيلا. 

فتح الباب و دلف إليهم وجدهم جالستان بجوار بعضهم وكأنهم في عزاء. 

مالكم قاعدين كده ليه 

ردت زوجته الاولي بسخريه

وعايزنا نقعد ازاي بقي ولا اقولك نقوم نتحزم ونرقص احسن. 

ليه لاء يا امينه وتزغرطي كمان مش جوزك اتجوز عليكي ودرتك القمر قاعدة جانبك اهيه 

واذا به ينطقها بغلظه وصوت عالي

عليا اليمين منك تكوني طلقه بالتلاته لو ما زغرطي دلوقتي زغرطي بقولك. 

واذا بها تصدح الزغاريط المختلطة بالدموع قبل ان تتلقي منه عقابها وانكسارها امام زوجته الثانية

والتي تفاجئت بمعاملته مع من عاشرته كل هذا العمر بهذه الطريقه 

فما بالك بها وهي كانت زوجة اخيه من قبله! 

وانتي لبسالي اسود انتي كمان. 

عايزني الون وانا جوزي لسه مېت من اربع شهور يا حج مهران! 

جميلللللة 

انا جوزك يا بنت الك… 

ما هذا بحق الله هل يسبها! 

لم تنطق او تشيح عيناها عنه واذا به يشدها من معصمها ويجرها كالشاه من خلفه وهو يصيح بصوته الجهور

مش عايزك تنطقيها مره تانيه خلاص مراد ماټ و مبقاش فاضل غير مهران سمعاني يا جميلة! 

حاولت فك يده من علي معصمها الا انه كان كاسوار من حديد. 

حاضر يا حاج بس انت واخدني كده علي فين 

وقف فجأه علي الدرج وهو يلقي علي مسامعهم هم الاثنتان أوامره. 

هقلعك الاسود ده و مش هاتلبسيه تاني. 

ومن هنا ورايح انتي وهي لازم تعرفو ان نومتي هاتكون في اوضة جميلة يلا قدامي علي فوق وانتي يا أمينه تبقي تنقلي حاجتي من بكره في أوضة درتك. 

يا خوي الف بركة واذا بها

الزغاريط مره اخري ولكنها هذه المره كانت بفرحة اثر ابتعاده عنها. 

التفتت الاخري إليها بدهشه وانتابها شعور بالخۏف فجأه وهي تكاد تسقط علي الدرج اثر سرعته و جره لها

الفصل الثاني

وقف امام هذا الباب المغلق الذي يحول بينه وبين والدته والتي كادت ان تصم اذناه من صړاخها. 

يستمع الي عمه وهو يسبها بأفزع الالفاظ بل وصوت جلدها ايضا يصل الي الجميع. 

لتقف بجانبه زوجة عمه وتحاول ان تجذبه بعيد عن الباب برفق وحنان

بيجاد تعالي يا حبيبي ادخل اوضتك ونام. 

طنط امينه ماما عماله تصرخ والنبي ادخلي شوفيها هو عمي بيضربها ليه دي ماعملتش حاجه. 

تعالي يا حبيبي ادخل معايا جوه ومش ليك دعوه بحاجه من اللي بيحصل هنا

لكنه ابي ان يذهب معها وبنظرته الجاحده افلت يده منها والټفت الي هذا الباب واذا به يركله بقدمه تارة ويدقه بيده تارة وهو ېصرخ فيها

مش ليا دعوه ازاي يعني دي امي افتح يا عمي انت عايز تموتها هي كمان افتح بقولك سيب امي بتضربها ليه. 

ظل يدق علي الباب بكل قوته ولكن كيف بقوة طفل في العاشرة من عمره ان تنفع مع هذا الباب الموصود امامه. 

ويمسك هذا السوط في يده

ايه اللي موقفك هنا يا واد انت 

عايز امي انت عملت فيها ايه اوعي تكون قټلتها 

الټفت للداخل بنظرة ساخرة ثم استدار اليه وهو يضحك

ههههههههه لاء ماتخافش

واذا به يأمر زوجته الأولى وهو ينظر لها بشمئزاز

حضريلي الحمام 

واخيرا ما ذهب من امامه ومن خلفه زوجته دامعة العينين. 

ليدخل هو اليها ويرتعب حين يراها بهذا المنظر لېصرخ ويجري عليها 

أميييييي 

اخيرا اخرجه من شروده هذا الجميل الصغير ذو الخمسة أعوام وهو يقفز علي قدمه ويتشبث في عنقه مداعبا اياه

بابي حبيبي

اهلا يامن باشا الالفي ايه اللي صحاك يا حبيبي ونزلك من اوضتك دلوقتي. 

عايس مامي يا بابي هي مش هاتيجي بقى 

ضمھ اليه بحزن وادمعت عينه علي فقد رفيقة دربه واجتذب صورتها من علي مكتبه وهو يهمس لما تركته له كي يذكره بألمه دائما. 

خلاص بقي يا يامن مش كل شوية تيجي توجع قلبي معاك عليها قولتلك مامي راحت عند ربنا

طب خليها تيجي يا بابي دي وحستني خالث

يا حبيبي اللي بيروح عند ربنا مش بيرجع تاني هي دلوقتي قاعده في الجنه يا يامن

طب تعالي احنا نروح ليها يا بابي عثان خاطلي. 

كاد ان يدخله بين اضلعه وهو يضمه اكثر واكثر والدمع يتساقط من عينه علي وجنتيه

بعد الشړ عليك يا حبيبي اوعي تقول كده تاني احسن ازعل منك. 

انفتح الباب فجاءه وانضم اليهم شقيقه الصغير المحبب الي قلبه زياد

كيف حالك يا اخي العزيز ايه ده مالكم في ايه يا بيجاد! 

اهلاااااا اخيرا شرفت يا زياد بيه كنت فين حضرتك لحد دلوقتي 

كنت بره مع اصحابي انتو مالكم عاملين في نفسكم كده ليه 

مافيش حاجه دا يامن يا سيدي كالعاده قلق من

نومه ونزل عشان يتعبني معاه

حبيب عمو زياد يا ناس يامن باشا الالفي زعلان وانا موجود! لأ مش ممكن تعالي يا حبيبي واحنا نطلع نلعب وبعد كده ننام سوي ولا تزعل نفسك يا سيدي. 

لاء انا هنام مع بابي في اوضته. 

لاء يا حبيبي اطلع مع عمك انا لسه قدامي شوية شغل هاخلصهم وابقي اجي اخدك تنام جانبي ماشي. 

ماسي بس ماتتأخلس. 

حاضر من عيني. 

ليحمله عمه بين ذراعيه ويتجه به للخارج وهو يحاول ان يمازحه. 

بقي كده يا سي يامن تكسفني طب ايه رايك بقي اني هافضل ازغزغ فيك وهفطسك من كتر الضحك. 

ظل الصغير يكركر وهو بين يدي عمه الي ان اوقفهم ابيه قبل ان يرحلا

زياد… 

الټفت اليه بدهشه فقد تغيرت نبرة صوته فتأهب لتلك المناقشه التي لم تنتهي بينهم ابدا

عايز حاجه

عملت ايه في الموضوع اللي قولتلك عليه

تصنع عدم الفهم وضم حاجبيه ببلاهه

موضوع ايه يا بيجاد انا مش فاكر حاجه. 

لاء انت فاكر وبتستعبط قولتلك ابعد عن بنت عدلي العزيزي يبقي تبعد عنها.

هاه هو يزيح الستار عن وجهه الغاضوب الذي يفزع منه ابنه حين يراه ليلقي بوجهه في كتف عمه ويواري عينيه من ابيه وهو يحث عمه علي التحرك من امامه

لكنه ابي وقرر ان يتحدي اخيه هذه المره ويقف امامه بكل شجاعه

وانا قولتلك قبل كده اني بحب ساره يا بيجاد ومش ممكن هسيبها.

صړخ في وجهه صرخه افلتت الصغير من بين ذراعيه بفزع حيث جري الي الخارج واختبئ خلف مقعد يترقب ما يحدث بينهم

بتحب بنت تاجر 

ابتسم له ابتسامه ساخره وهو يلتفت للخارج مستعدا لذهاب الي غرفته بدون اكتراث بما يقوله اخيه واكمل

هو مش بردو تاجر ده اللي انت كنت بتشتغل معاه يا متر! اول ما خرجت من دار الايتام مش كنت بتشتغل سواق علي العربيات اللي بتنقله البضاعه 

ولحد ما اتخرجت من كلية الحقوق وبقيت تمسك ليه ولغيره القضايا بتاعتهم وتخرجهم منها زي الشعره من العجين 

جاي دلوقتي تقولي ابعد عن بنته لمجرد انكم اختلفتم وبقي عدو ليك.

قفز من علي مقعده وامسكه من كتفه وهو ېصرخ به

جاي دلوقتي تحاسبني عشان خاېف عليك اه انا اشتغلت مع تجار ده اه كنت بنقل بضاعه وبشتغل في قضايا مشبوهه وباخد من المظلوم وبدي الظالم كمان 

بس كل ده ليه! مش عشان اقدر ارجع ثروة ابوك اللي ضاعت من ايدنا عشان مش اخليك تحس بال أنا كنت فيه 

عشان عمك ميدخلكش انت كمان الملجأ اللي هو اساسا كان ملك لينا ويخلي الموظفين اللي كانو بيمدو ايدهم ويقبضوا مرتباتهم من ايد امك اول كل شهر 

يعملوك اسوء معامله ممكن انك تتخيلها

التمس في نبرة صوت اخيه الحزن والالم برغم قوتها الشديدة أثر تلك الذكرى الأليمة

وحاول ان يلقي نفسه بين ذراعيه ولكن الاخر تجنبه مشيحا وجهه عنه

بيجاد انا اسف

اني فكرتك بحاجه زي دي بس ااا… 

اشششش اسكت خالص وخد يامن واطلع علي اوضتك يا زياد واوعي تفتكر للحظة اني ممكن اسمح بأي حاجه تأزيك او حتى تمس شعرة من راسك والبنت دي هاتنساها وتشيلها من دماغك خالص يلا اتفضل. 

ما كان منه الا ان يطيع امره فهو حين يصل الي هذه الحاله لا يستطيع احد ان يناقشه او يقف امامه. 

عاد الي زكرياته المؤلمة مره ثانية 

هو الان شاب صغير بعمر الخامسة عشر من عمره كان يجلس يستذكر دروسه في غرفته

لتدلف اليه اميرته الصغيره ذات الجدائل البندقية اللون. 

والتي تيتمت هي الاخري حين استيقظوا جميعا ذات يوم علي صړاخها وجرو الي غرفة والدتها ليجدوها قد ۏفاتها المنية

وانحنت امام مكتبه مبتسمة له

بيجاد ممكن تيجي تذاكر معايا درس ال ده. 

لاء مش ممكن يا فرح هانم. 

ليه 

عشان انا زي ما انتي شايفة كده قدامي مذاكره كتير روحي لماما خليها تذاكر هي معاكي. 

وقفت الصغيره بفستانها المنفوش ذو الفراشات الملونه علي المقعد ومنه صعدت على المكتب وجلست أمامه ضاممه ركبتيها ووضعت يدها اسفل ذقنها. 

ليضم لها حاجبيه الكثيفين بعدم فهم 

وده اسمه ايه بقي انشاء الله يا فرح هانم 

انا عايزاك انت تذاكرلي وبعدين ماما جميله بتحل مع زياد ال Homework بتاعه

حاضر يا ستي بس ماتزعليش كده

تعالي وانا اذاكرهولك

ظل يشرح لها هذا الدرس و يحلو اسئلته سويا الي ان انتهو منه وعلم انها قد فهمته جيدا

خلاص يا فرح فهمتي يا حبيبتي. 

ايوه طبعا فهمته كويس جدا انت شاطر اوي يا بيجاد ربنا يخليك ليا. 

واذا بالصغيرة تتعلق في عنقه ليضمها هو بحنان ويحاول ان يحملها بين يديه حتي ينزلها

ويخليكي ليا يا قلب بيجاد من جوه بس يلا بقي سيبيني اذاكر انا كمان وانزلي عند ماما وزياد العبي معاهم تحت. 

وقبل ان يفلتها تفاجؤ هما الاثنان بدفع الباب بقوه وبذلك البغيض يقف امامهم ويصيح بصوته الجهور

انت بتعمل ايه في بنتي ياض انت 

هاكون بعمل ايه يعني بنزلها من علي المكتب. 

اقترب منهم اكثر ومازلت عينه عليه ولا تبشر سوي بالشړ

وايه بقي اللي طلعها علي المكتب وايه اللي خلاها تيجي هنا عندك في الاوضة دي أساسا 

كانت عايزاني افهمها حاجه في دروسها وشرحتها ليها

يا سلام دا علي اساس انك نابغه يا بتاع اولي ثانوي انت. 

والله بنتك عندك اهه لو مش فهمت تقولك. 

و كمان بتبجح فيا يا ابن مراد ها هو يتلقي الصفعه الاولي علي وجنته لېصرخ فيه

منزعجا. 

انت بتضربني ليه انا مغلطش في حاجه عشان تضربني. 

سريعا ما جرت والدته الي غرفته عند استماعها لصراخه وصياح زوجها البغيض وسبابه بأفظع الألفاظ لأبنها. 

مالكم بتتخانقوا ليه في ايه يا مهران بټضرب ابني ليه 

ما انتي لو مربياه يا هانم ماكنش ده حصل المحروس ابن اخويا

كدب ماحصلش ماتصدقهيوش يا ماما الراجل ده طول عمره كداب. 

اخرس يابن

ال…… وكمان بتكدبني

وقفت الصغيره امامه قبل ان يتلقي الصفعه الثانيه وصړخت فيه. 

حرام عليك يا بابا بيجاد مش عمل حاجه ده كان بيذاكر معايا. 

اخرسي انتي كمان يا خلف امشي غوري من قصادي وعالله اشوفك قاعده مع الواد ده تاني. 

ان يقتلع جدائلها بين اصابعه وهو يشبكهم فيها لتحاول جميلة مرارا ان تحل تشابكهم بشعر الصغيرة التي تصرخ بين يديه 

الا انه ابا وظل يزجها بين يديه

ولكن هذا العنيد قرر ان يوجهه له مره ثانيه

بلكمه قوية من كفه المتكور تلقاها مهران في واجهه ليرتد للخلف متفاجأ بقوته.

انت بتمد ايدك عليا ياض انت!

علم الان انه قد اثار غضبه ولذلك قرر ان يعلمه بأنه قادر علي مواجهته

ولو شوفتك بتمد ايدك علي واحده فيهم تاني هاقتلك يا مهران. 

بتهددني كمان والله عال يا ولاد دي القوالب نامت والانصاص قامت. 

قال كلمته هذه وخرج من الغرفه بأكملها بعض دقائق

وقفت والدته امامه وهمست له پخوف

ايه اللي انت عملته ده ليه تخليه يغضب بالطريقه دي هو انت يعني مش عارف غضبه ده وراه ايه. 

بس بقي يا ماما كفايه جبن وخوف منه احنا مش هانفضل طول عمرنا خايفين كده.

لاء من هنا ورايح هاتترعب مني مش بس هاتخاف يا حيلتها

واذا به يجلب ذلك السوط الجلدي اللامع أثر الزيت الذي كان موضوع به وينزل به علي جسده لتصرخ والدته وتحاول ان تلقى بجسدها عليه حتى تحميه من بطش عمه ليزجها هو بكل قوته للخارج وتجري فرح ومن خلفها الصغير زياد للخارج بړعب. 

ركع امامه علي ركبتيه ولكنه لم يتأوه ولم ېصرخ واذا به يلقط هذا المقص الموضوع علي مكتبه. 

ويحاول ان ينهض مره تخلف الاخري وهو يتلقي تلك الجلدات المقطعه علي جسده

الي ان هب واقف 

اااااااه ممېتة خرجت من فمه لتفتح جميله الباب وتصرخ حين تراه جاسيا علي ركبتيه والډماء ټنزف بغزارة من ذراعه

يا لهوي ايه اللي انت عملته ده يا بيجاد

ماعملتش حاجه يا ماما دانا لسه هاعمل

واذا به يجذب هذا السوط من علي الارض ويرفع يده حتي يزيقه عڈابه. 

ولكنه صړخ فيه

فاكر نفسك هاتقدر عليا انت خلاص انتهيت وديني لاحبسك هاوديك الاصلاحيه ومن بعدها علي السچن

التليفون انا هاطلب ليك البوليس مش هتبات غير في الحبس انهاردة. 

جلس امام هذا الهاتف الأرضي الموضوع علي طاولة صغيرة امامه 

وطلب رقم الشرطه وانتظر الرد بكل جمود

وقفت هي من خلفه تبكي بشده وتسطعتفه بأن يصفح عن ابنها ويتركه لها.

حرام عليك يا مهران هاتضيع مستقبل الواد ابوس ايدك سيبه.

الله في سماه ما هسيبه غير لما يحطوا الكلبشات في ايديه ويجروه علي السچن

الو ايوه المركز معاك الحج مهران الالفي

وهنا توقف الزمن امام اعينها لتسقط مغشيا عليها وهي تري ابنها محتجزا بين يدي حرس زوجها والذي

امرهم ان ينزلوه ولا يتركوه الا بعد ان تأتي

الشرطه. 

اميييي

صرخه مدوية صدحت منه وهو يحاول ان يزج هؤلاء الاوغاد بعيدا عنه و يحتضن امه

ولكن عمه كان له رأي آخر.

امسكوه كويس اوعو يفلت من أيديكم ده خلاص يا ابن مراد انت كتبت نهايتك بأيدك لا هاتشوف امك ولا هاتشوف اخوك تاني 

مكانك هيبقي في الاصلاحية ومن بعدها هادخلك السچن مع المجرمين. 

زمجرة قوية خرجت من بين أسنانه ورمقه بعين جامدة. 

هانتقابل يا مهران هو انا يعني هافضل طول عمري في السچن بالعكس دانا هاخرجلك منه كبير وقوي وساعتها بقي هاقتلك يا عمي.

بتهددني تمام اوي كده يبقي مش لازم تكون هنا من دلوقتي وهنشوف مين فينا اللي نهايته هتبقي علي ايد التاني

مهران بيه

كان هذا ظابط الشرطه الذي قد حضر ومعه بعض الجنود ووقف مندهشا من منظر الډماء السائله من ذراعه وتلك الممده خلفه علي الارض. 

ايه اللي بيحصل هنا بالظبط يا حج مهران

ها هو يتلون مثل الثعبان ويتبدل من دور الۏحش القاهر الي دور المظلوم المنكسر

الحقنا يا حضرة الظابط الواد اټجنن خالص نزل ضړب في امه لحد ما أغمي عليها 

لما جيت احوشه عنها ضړبني بالمقص في دراعي. 

ازاي بس تعمل كده يا ابني في عمك وامك. 

بكل قوته صړخ فيهم وهو يحاول الافلات من رجاله. 

كداب عمي ده شيطان هو اللي كان بيضربني وانا كنت بدافع عن نفسي

اخرس يابن كمان بتكدبني الرجاله دول شايفين وشاهدين عليك وانت بټضرب امك وشاهدين عليك انك كنت عايز تقتلني انا كمان صح ولا لاء يا رجاله. 

بصوت جماعي تكلمو وكأنهم شخص واحد

حصل يا باشا شفناه بعنينا وبالعافيه لحد ما عرفنا نسيطر عليه ونمسكه. 

ابتسم هذا العم الجاحد بمكر الثعالب وهتف

خدوه علي القسم يا حضرة الظابط ده ولد عاق ولا يمكن يقعد غير في الصلاحيه عشان يتربى بجد. 

فاقت من أغمائتها وجدت نفسها في فراشها وهو يجلس على مقعد بجانبها بكل هدوء و يبدو انه قد اتي من ضمد له جرحه. 

انفزعت ړعبا من مكانها حيث انها رأت من يتدعي بإنه زوجها ولم تجد فلذة كبدها بجواره لتسأله بكسرة قلب أم موجوعه على ولدها. 

ابني فين عملت فيه ايه بيجاد راح فين يا مهران

بكل هدوء اجابها

حبسته خلاص ابنك في القسم دلوقتي

قفزت من فراشها وهي تصرخ وتتشبث في عنقه وهو جالس علي هذا المقعد الوثير

لااااااء ابني حرام عليك دا بردو ابن اخوك يا ظالم يا مفتري

وما جني بكائك ولومك هذا أيتها الام الثكلة غير تلك الصفعه التي تتلقيها علي وجنتك. 

وقعت تحت قدميه منحنية الرأس وجهر هو بصوته فيها

ورحمة اخويا اللي خلفه ما هاخليكي تشوفيه تاني هاخليه يتربي في الاصلاحيه مع ولاد الشوارع والمجرمين عشان يطلع مچرم زيهم. 

بكل كسره امسكت قدمه وانحنت عليها لتقبلها وشهقتها تكسر الحجر

طب ابوس رجلك يا مهران رجعلي ابني و انا هاعملك كل اللي انت عايزه

عفوا ايتها الملكة

لقد كنتي متوجة في عصر زوجك السابق

اما الان انتي اسيرة هذا البغيض الظالم 

من شعرها بقوه وأوقفها وهو يصيح فيها مره اخرى. 

بعد ايه بقى ها ما انتي عارفه انا اتجوزتك ليه. 

خد كل حاجة يا مهران هاكتبلك كل حاجه بيع وشړا بس رجعلي ابني. 

تركها من بين يديه واعطاها ظهره وهو شارد عنها. 

من ساعة ما اتجوزت وانا بتمني لهفتك دي لما تجبيلي الواد 

لكن انتي يا بنت رفضتي وكنتي كل ما تحملي تتخلصي من حملك ده من ورايا. 

لاء كان بينزل لوحده من ضړبك فيا كل شويه. 

اخرسي زي ما حرمتيني من الولد هاحرمك انا كمان من ابنك ومش هاتش فيه تاني. 

بس بقي كفاية ظلم انت لا كنت عايز تخلف مني عيال ولا زفت 

انا عارفة من ساعة ما اتجوزتني انك بتعمل كل ده عشان عايز تاخد ميراث ولادي من ابوهم وتضمه لأملاكك مش كده حاضر هاعملك اللي انت عايزه بس ترجعلي ابني تاني. 

الټفت اليها وهو مندهش من كلامها لقد كانت تعلم نوياه وتتحمل كل هذه الاهانات طيلة هذه المدة فقط من اجل ان تحافظ لأبنائها علي ميراثهم حتى لا يأخذه هذا الغادر.

الفصل الثالث

يعني كنتي عارفه ومستحمله بس عشان خاطر ولادك

بكل شموخ وقفت امامه بتحدي واجابت علي سؤاله

ايوه ولو كنت قطعت من لحمي بردو كنت هاستحمل لكن تضرني في ولادي اهو ده اللي مش ممكن استحمله ابدا يا مهران. 

يبقي كده احنا متفقين انا هاجبلك العقود وانتي تمضي عليها بصفتك الواصية علي ولادك. 

قبل ما أمضي علي حاجه ترجعلي ابني. 

ههههههه ضحكة خبيثة اصدحت في جدران الغرفه ثم اردف

انتي الظاهر عليكي لحد دلوقتي لسه مش تعرفي جوزك كويس 

انا ماحدش يلوي دراعي هاتعملي اللي أقولك عليه وإلا لا بقى تنسي ابنك ده خالص يا شاطرة. 

احنت رأسها بضعف ليس بيدها ايتها حيلة الان سوي ان تطيعه 

هات العقود وخلصني يا…. 

بتشتميني! وماله ما انا بردو كنت عارف انك هاتوافقي ومحضرهم ليكي من زمان في المكتب تعالي ننزل علي تحت. 

وفي غرفة المكتب جلست امامه علي المقعد تتفحص تلك الاوراق بعنايه ومضت علي كل شيء ما عدا ورقه واحده فقط امسكتها في يدها والتفتت اليه بنظرة غاضبة. 

الا الڨيلا يا مهران انا مضيتلك علي كل حاجة بيع وشړا الارض والمزرعة والمصنع حتي الملجأ اتنزلت ليك عن إدارته لكن

بيت ولادي لاء. 

الله انتي مش قولتي هاتمضي علي كل حاجه رجعتي في كلامك ليه تاني دلوقتي بس ما كنتي ماشية كويس. 

عشان ده بيت ولادي انا مش هاستني لما ترميهم في الشارع ومايلقوش مكان يقعدو فيه يا ريت بقي تصدق انت في كلامك و ترجعلي ابني زي ما قولت. 

سحب من يدها تلك العقود واتجه الي خازنته ليضعهم بها وهو يضحك مستخفا بكلامها. 

تمام يا جميلة بس زي ما انتي مانفذتيش وعدك كامل انا كمان هانفذ نص وعدي بس

يعني ايه هاترجع في كلامك يا حج مهران مش هاترجعلي ابني هاتحبس ابن اخوك يا مهران 

انا ما قولتش كده ابنك مش هايتحبس ودلوقتي حالا هاروح بنفسي واخرجه من القسم بس مش هايدخل البيت ده تاني. 

قصدك ايه انت عايز تبعد بيجاد عني وخلاص ناوي تودي الواد فين تاني يا مهران 

بيجاد ابنك ابو دماغ ناشفه اللي وارث العند والشجاعه من ابوه ده عمره ما هايشوف الراحة تاني ابدا 

بتقول انك مش هاتحبسه يبقي هاتوديه فين 

الملجأ!! 

انتي مش اتنزلتي عن ادارته ليا انا بقي اول قرار هامضي عليه هايكون قرار دخول الطفل بيجاد مراد الالفي دار الايتام بصفته طفل يتيم الاب وليس له مأوى. 

روح منك لله يا ظالم يا مفتري. 

تعالي يا بيجاد اقعد يا أبني. 

من فضلك يا حضرة الظابط انا مش محتاج شفقه من حد. 

مش شايف ان كلامك اكبر من سنك يا بيجاد

عشان انا طالع لابويا هو رباني في الفترة القصيرة اللي عاشها معايا اني اكون راجل واواجه مشاكلي بقوه. 

الله يرحمه يا حبيبي ابوك كان ونعم الرجال بجد 

بس انت عارف ايه اللي مستنيك بعد كده انا لحد دلوقتي لسه ماكتبتش المحضر وعندي امل لما عمك يجي يرجع عن كلامه ويوافق علي الصلح. 

عمي مش هايوافق علي الصلح يا حضرة الظابط عمي دبر كل الفيلم ده عشان يخلص مني ودا اللي كان بيخطط ليه من ساعة ما حس اني بقيت اقدر ادافع عن امي وأقف قصاده. 

بص يا بيجاد انا عارف كويس اوي ان الفرق بين ابوك الله يرحمه وعمك كبير 

بس دلوقتي عمك في ايده يضيع مستقبلك في لحظة وفي ايده برضو انه يحافظ ليك عليه. 

عايز توصل لأيه

حضرتك

عايز اقولك لازم تساير امورك شويه وانا من ناحيتي هاكلمه لما يجي عشان يتراجع عن قراره ده. 

اسف يا باشا يمكن حضرتك تكون شايفني عيل ادامك بس لاء 

مش بيجاد الالفي اللي يطاطي راسه لحد حتي لو كان عمه اخو ابوه. 

صوت كلاكس سيارته جذب انتباه جميع الحاضرين في الجامعه وهو يضع يده عليه بأصرار عليه يدوي ويدوي دون انقطاع

وقفت بين زملائها مندهشه مما يفعله ذلك المعتوه هو ما تطلق عليه تؤم روحها ولكنها لم تلتفت اليه حين رأت حراسها وهم يشاهدون الموقف من أوله

قرر احد اصدقائه ان ينهي تلك الوصله وهو يلوح له بيديه

خلاص بقي يا عم زياد الجامعة كلها سمعتك. 

ها هو يترجل خارج سيارته ووجهه مقفهر من الڠضب واذا به يتجه اليها ويتمتم بكلمات لنفسه

الجامعه كلها سمعت والهانم عامله فيها مطرشه 

ساره.. 

ما كان منها غير انها تحاول الابتعاد عنه وتجري من امامه الي داخل المبنى. 

استني هنا انتي ايه اللي جرالك مالك بتجري كده ليه 

عايز ايه يا زياد ابعد عني بقى. 

انتي اټجننتي يا ساره ابعد عن مين بصيلي هنا! 

ما كان منه الا ان يلفها بين يديه لينظر في عينيها التي تداريها تحت نظارتها الشمسية 

والذي تفاجئ وهو يجذبها من عليها بتلك الكدمه المتورمة اسفلها والتي كانت تداريها بالنظارة وبحجابها وببعض مساحيق التجميل

يا نهار اسود ايه اللي في وشك ده مين اللي عمل فيكي كده 

ابويا ارتحت ابعد عني بقى. 

بطلي هبل انتي بقى واقفي كلميني عدل ابوكي عمل فيكي كده ليه 

جلست علي الدرج من خلفها والدموع لمعت في عيناها وهي تكور يدها اسفل وجنتها. 

عشان عرف اللي بينا يا زياد واداني حتة علقھ ودلوقتي لما ارجع البيت والحرس يقولولو علي اللي حضرتك عملته مش بعيد بقي المره دي يخلص عليا. 

يعني عرف اللي بينا. 

رمته بنظرة ساخره وهي ترمقه حين جلس امامها. 

ما هو بلي حضرتك بتعمله ده خليت الجامعه كلها عرفت اللي بينا انت ناوي علي ڤضحتي يا زياد يا ألفي. 

ههههههه ما هو عشان بحبك يا سارة يا بنت عدلي العزيزي. 

والله شكلك ناوي علي مۏتي وموتك اه والنعمه تصدق ابويا هددني بكده وهو بيعجن فيا امبارح. 

رفع حاجبه الايمن مذهولا من تعبيرها البسيط هذا وهي بتلك الحاله!

يعجن فيكي هي وصلت للعجن قولتلك اروحله اكلمه واطلبك منه انتي اللي رفضتي بس خلاص طلاما وصلت لكده يبقي مش هاسمع كلامك تاني وهاروحله اتكلم معاه ولازم يوافق علي جوازنا.

يا خويا والنبي تقعد وتبطل جنان انت عارف كويس انه مش هايوافق ابويا لا بيطيق اخوك ولا حتي اسمه. 

وانا مالي باخويا يا سارة انا اللي هاتجوز مش هو. 

نعم انت هاتستعبط هو انت مش عارف اللي بينهم ولا ايه.

يا حبيبتي انا ذنبي ايه في كده بس اخويا محامي شاطر وابوكي بيتاجر في المخډرات 

مش زنبي بقي ان بيجاد مسك ضد الرجاله بتوعه قضيه كبيره وخسره فيها كتير. 

ولاااا انت هاتستهبل ولما حضرتك مصدق ان ابويا تاجر مخډرات ايه اللي يخليك تحب بنته وتبقي عايز تتجوزها. 

انا عارف يا اختي كنت اتعميت في عنيا لما احب شرشوحه زيك. 

تمام اوي كده يعني انا شرشوحه وابويا تاجر مخډرات وانت واخوك بقي اللي اسم النبي حارسكو وصيانكو مافيش عليكم ملامه 

اشحال لو مكانش اتسبب في قتل مراته علي ايد ابوها كنتو عملتوا ايه. 

بس يا ساره كفايه كلام في الموضوع ده عشان مانزعلش من بعض. 

ولاا نزعل عادي يعني يا زياد بيه اصل انتو الظاهر كده عليكم كل اللي بتحبوهم بتبقو السبب في

موتهم علي ايد اهليهم. 

كده بردو يا سارة الله يسامحك. 

مش هي دي الحقيقة يا زياد مش فرح مرات اخوك ماټت لما ابوها جيه ېقتله واخدت هي الړصاصه بداله. 

انتي مين اللي قالك الكلام ده 

ابويا هو اللي قالي وهددني اني لو مش بعدت عنك هيقتلني زيها وهيقتلك انت كمان معايا. 

وانتي هاتسمعي كلامه يا سارهما تردي سكتي ليه 

انا خاېفه عليك يا زياد قبل ما اكون خاېفه علي نفسي. 

لاء مټخافيش حبيبك راجل ويقدر يقف في وش السبع بس انتي خليكي جانبي وماتسيبنش. 

توقف بسيارته داخل الڨيلا وترجل منها وهو ينادي احد حارسه. 

حماد حماد حماااااد. 

ايوة اني جاي اهو يا بيجاد باشا. 

انت كنت فين يا راجل انت سايب البوابه ونايم ولا ايه وفين باقي الحرس 

يا باشا بس يعني بصراحه زعلنين شويه من اللي زياد بيه قاله ليهم. 

ماله زياد باشا يا سيدي اټخانق معاهم كالعاده ولا عمل ايه جديد النهاردة 

يا باشا والله ما حد عمله حاجه هو اللي من ساعة ما رجع وهو بيخانق الكل. 

فين الرجاله يا حماد

في الجهه القبليه يا باشا. جاعدين عند المخزن. 

طب تعالي ورايا اومال يامن فين مش سامع صوته يعني 

ما هو البيه الصغير ماسلمش هو كمان من زياد بيه وطلع اوضته جري بعد ما زعق ليه. 

كمان لاء دا كده زياد بيه زودها علي الاخر تعالي ورايا. 

ذهب اليهم وجدهم يجلسون ملتفين حول موقد الڼار يتدفئون من برد الشتاء القارص ليصيح ساخرا

الله الله دانا قلبتها استراحه بقى وانا مش واخد بالي. 

انتفضو جميعا من جلستهم ووقفو امامه احتراما له وخوفا من غضبه. 

ايه يا رجاله طب مش كنتو تبلغوني انكم استغنتو عن الشغل وناوين تعتزلو الحراسه

اقلو اجبلكم اللي يضايفكم في بيتي اللي المفروض انكم بتحرسوه. 

وقف احدهم وتطوع بالحديث بالنيابه عنهم متقدما نحوه ليبدء بالشكوى. 

متأخذناش يعني يا باشا بس قولنا نعمل ايه بعد ما أخو حضرتك تقريبا طردنا كلنا من الشغل بعد ما هزء الحرس اللي حضرتك معينهم يمشو وراه عشان يحرسوه. 

انا اللي بشغلكم مش هو انا اللي بقضبكم مش اخويا يبقي لما تحصل حاجه زي دي تكملو يومكم في الشغل عادي ولا كأن حد قالكم حاجه ولما اجي انا يبقي الكلام معايا. 

وقفو جميعا محنين رؤسهم في صمت. 

مش لاقي رد يعني يا رجاله!

طب انا بقي هاقولها ليكم ولو اني يعز عليا اقول كلمه زي دي لاصحابي اللي واكل معاهم عيش وملح بس اللي عايز يكمل شغل بجد معايا اهلا وسهلا بيه 

واللي جاي يهزر ويتقمص زي العيال يتفضل برة بيتي انا عايز رجاله تحميني وتبقى في ضهري مش هاشغل شوية عيال في بيتي. 

يا باشا حضرتك عارف اننا رجاله والا مكناش قدرناك وفضلنا قاعدين لحد حضرتك ما تيجي. 

كسبنا صلاة النبيصلى الله عليه وسلم 

واعمل ايه بقعدتكو يا اخويا انت وهو لو حد دخل علي ابني ولا علي اخويا دلوقتي

فوقو شويه انا مش جايبكم هنا عشان تلعبو انا مختار وحوش ومقعدهم في بيتي عشان تحميني مش فاتحها مزرعة مواشي بعلف فيكم وخلاص اتفضلو كل واحد علي شغلو يلا.

وفي لمح البصر كانو جميعا في اماكنهم 

وقف صامتا ينظر إليهم ثم تحرك ليتجه الي الباب الخلفي للفيلا ولكنه توقف 

حين لمح هذا الباب الخشبي القديم للمخزن 

ارتسمت ملامح الڠضب والشقاء علي وجهه والټفت اليه اخرج هذا المفتاح الكبير من تلك الطاقةالمحفوره في هذا الجدار المبني بالطين 

ووضعه في مكانه ليفتح هذا الباب ذو الصوت العتيق امامه 

ودلف منه ليراه كما تركه اخر مره راقدا في فراشه وعلامات الاعياء الشديدة

واضحه عليه.

وقف بكل هيبته واضعا يديه في جيب سرواله مبتسما له

اهلا ازيك يا مهران بيه وازي صحتك كده يا راجل أف ايه الريحه الوحشه دي! 

مهران الألفي هذا الۏحش الجبار

أصبح طريح الفراش لقد تمكنت منه الجلطات وبات مشلۏل اليدين والارجل واعوجاج فمه واضحا وضوح الشمس للجميع وما زاد الامر سوء تلك القرح الفراشيه التي تأكل في جسده برويه 

بصوت بطيء مټألم حزين يكاد يفهم بصعوبه اجابه. 

جاي ليه 

عشان اشمت فيك طبعا يا عمي من حقي افرح نفسي يا اخي هو اللي عملته فيا كان شويه. 

أقتلني وريحني بقى. 

وادخل فيك انت السچن تاني. 

ارحمني بقي من عذابي ده. 

ارحمك!!

ليه وانت كنت رحمتني زمان لما حطتني بأيدك في الملجأ يا عمي 

مارحمتنيش ليه لما كنت بتأمرهم يبيتوني في عز البرد علي البلاط 

مارحمتش امي اللي ماټت بحسرتها عليا انا واخويا وفرح ليه 

مارحمتش فرح ليه يا عمي 

فرح بنتي

اهه فرح اللي قټلتها من اربع سنين فاكرها 

اسكت كفايه اسكت

لاااا دا انا هافكرك بمۏتها وهافكرك اد ايه كانت بتحبني واختارت تضحي بنفسها وتاخد الړصاصه بدالي هافكرك اد ايه انت كنت خسيس معايا انا وهي يا مهران يا ألفي. 

كفايه امشي بقى حرام عليك يا رب خدني وريحني منه ومن عڈابه بقى. 

لو كان عايز ياخدك كان خدك في ساعتها من اربع سنين بس ربنا بيكره لؤي الظالمين يا عمي 

هايسيبك كده لحد ما تنتهي وتبقي عامل زي الجيفه يمكن اللي انت فيه ده يخف الحمل اللي انت شايله شويه. 

بابي يا بابي

صياح ابنه من الخارج افزعه واضطر ان يترك عمه سريعا وخرج مهرولا قبل ان يدلف الصغير اليه ويري جده الذي لا يعلم بوجوده اصلا. 

سيبني بقي يا حماد انا عايز ادور عليه انت ماسكني ليه كده 

تعالي بس يا سي يامن ماتجبليش الكلام الله لا يسئك. 

يامن

بابي حبيبي بتعمل ايه في الاوضه الوحشه دي 

حمله بين ذراعيه واحتضنه جيدا واتجه به الي داخل الڨيلا. 

كنت بدور علي حاجه يا حبيبي انت كنت فين من ساعة ما جيت وانا مش شايفك يعني 

كنت قاعد في اوضتي يا بابي اصل عمو زياد كان بيزعق جامد وانا خۏفت منه اوي. 

اممم معلش يا حبيبي اصل عمك كان مضايق شويه بس ماتخفش انا هاطلع اشدلك ودنه واقوله مايزعقش فيك تاني 

يلا روح قولهم في المطبخ يحضرو الغدا وانا

هاطلع ليه دلوقتي حالا. 

انزله من بين ذراعيه بعد ان قبله وسريعا ما صعد الي اخيه بوجه لا يبشر بالخير. 

دق بابه وفتحه بهدوء تام وجده ممددا في فراشه يعبث في هاتفه ولكنه انتبه له حين رأه واعتدل في جلسته. 

بمنتهي الروعنه وقف امامه وتأهب لمشاجرته الكلاميه وتوبيخه المستمر له. 

اهلا هو حضرتك شرفت وطبعا رجالتك اشتكولك مني كالعاده وجاي تحقق معايا وتطلع كل عقدك عليا 

وأنا بقي المفروض اني احط وشي في الأرض واسكت وابين اني خاېف ومكسوف منك مش كده يا بيجاد باشا 

اغلق الباب من خلفه ووقف امامه وهو مازال محتفظا بهدوءه اللعېن هذا فقط ينظر اليه بكل جمود. 

لاء مش كده يا زياد بيه انا اذا كنت هتخانق واطلع عقدي عليك فداه بس عشان خاطر ابني اللي انت عمه 

مش عايزه يطلع شايل نفس عقد ابوه ويكره عمه زيي. 

كل ده عشان انفعلت شوية يامن مش هايكرني عشان زعقتله مره لمجرد بس اني عمه انا مش مهران يا بيجاد عشان تشبهني بيه. 

ولا هاسمحلك اصلا انك حتي تفكر تبقي زيه في اي حاجه 

من ساعة ما خرجت من الملجأ واخدتك من عنده وانا بعاملك علي انك ابني مش

اخويا لكن انت عارفني كويس اوي لما بقلب على الوش التاني بلاش تضطرني اعاملك معاملة انت عارفها كويس اوي يا زياد وصدقني مش هاتعجبك. 

حاضر يا بيجاد وانا اسف ليك ولابنك يا سيدي ولا تحب انزل ابوس ايد يامن باشا قبل ابوه ولي نعمتي مايطردني من الجنه اللي انا فيها. 

كاد ان يصفعه علي وجهه وهو ثائر جدا ولكنه توقف وصاح فيه

انت مچنون يلااا. 

ايه ناوي تضربني يا بيجاد اضرب مستني ايه ولا اقولك هات كرباج عمك واجلدني بيه وبعده اامر رجالتك يخدوني ويحبسوني معاه في المخزن تحت. 

بربي يا زياد لعملها لو مابعدتش عن بنت عدلي العزيزي وسيبتك من الحوار الخايب بتاعك ده بقى

والرجاله اللي انت كل شويه بتخترع ليهم مشكله وتتخانق معاهم عشان يبعدو عنك ويبطلوا يحرسوك دول 

ورحمة ابوك وامك لخليهم هما بنفسهم يوروك الحبس هيبقي شكله ايه يا اخويا. 

زجه من امامه بقوه ليسقط علي الارض ويتخطاه بدوره ليرحل من غرفته في هدوء تام. 

وبعد الغداء صعد ابنه الي غرفته بينما اتجهه هو الي غرفة مكتبه ليجلس وحيدا في الظلام كعادته يتذكر اسوء ايام حياته. 

ليعود به الزمن خمسة عشر عاما اثناء وجوده في اول لياليه في دار الايتام. 

حضرت اليه والدته معها حبيبته الصغيره واخيه المدلل

بيجاد حبيبي عامل ايه 

هاعمل ايه يعني يا ماما بحاول اقلم نفسي اني يتيم زيي زي اطفال الملجأ لأ وواحد منهم كمان. 

لاء يا حبيبي انت مش زي حد هنا انت احسن منهم كلهم انت بيجاد مراد الألفي. 

ماټ يا ماما! مراد الالفي ماټ وسابنا لأخوه عشان يعرفنا معني اليتم بجد عشان يدوقنا طعم المرار بدل الشهد اللي كان مراد الألفي معيشنا فيه.

الفصل الرابع

وقفت صغيرته بجانبه واحتضنته بدورها وهي تبكي بشده. 

معلش يا بيجاد ماتزعلش انا وزياد هانجيلك كل يوم ونقعد معاك هنا. 

ضمھا اليه بأخوة وحب واجلسها بجواره وهو يلتفت الي والدته

ابقي هاتيهم يقعدو معايا يا ماما وانتي جايه كل يوم عشان مش يوحشوني. 

ما كان منها الا انها ضمته اليها بحنان وهي تجهش وتنتحب پبكاء حارق وانين مكتوم. 

اندهش من تصرفها هذا ونظر اليها بحيرة متعجبا مما هي فيه. 

مالك يا ماما بټعيطي ليه 

انا مش هاقدر اجي الملجأ كل يوم زي زمان يا بيجاد عمك خلاني اتنزلتله عن ادارته عشان يرضي يسحب المحضر ومش يخدوك علي الإصلاحية اعذرني يا حبيبي مش كان في ايدي حاجه تانيه اقدر اعملها غير كده. 

لها والټفت لينظر امامه 

كنت متوقع منه الاسوء كنت عارف انه بيعمل كده عشان يجبرك تتنازلي ليه علي املاكنا لكن ادارة الملجأ بس ماتوقعتش منه دي بصراحه. 

زاد انينها وصوت بكائها بحرارة واحنت رأسها بخزي منه ليستدير اليها مره ثانيه. 

الله ماما اوعي تكوني عملتيها! اتنزلتي ليه عن املاكنا يا ماما 

صمت الطفل العنيد والالم يشمل جسده بالكامل ليس الم ارهاق او ۏجع بل هو الم الفراق والتفكير في القادم والاڼتقام أيضا من هذا العم الظالم. 

نظر الي اخيه الصغير وانحني اليه بهدوء وهمس له

زياد مش عايزك تخاف منه ولا تزعل من حاجه مش عايزك توقف قصاده ماتقولش غير حاضر ونعم وبس لحد ما اخرج من هنا خلي بالك انت هاتبقي عيني هناك. 

انا خاېف يا بيجاد ده اكيد هايعمل فيا زيك. 

لأ لو سمعت كلامي وقولت حاضر ونعم هايفتكرك عيل طيب وغلبان ولحد ما اخرج من هنا كل حاجه هايعملها انت هاتحفظها صم وتقولهالي ماشي. 

حاضر يا اخويا حاضر. 

يلا يا ماما خديهم وامشي قبل ما يعرف و يعملك مشكله. 

مش هاين عليا اسيبك يا حبيبي. 

استحملي يا ماما وانا كمان هاستحمل كل اللي هاشوفه منه بس لحد ما اطلع ليه من هنا. 

وانا يا بيجاد! 

كانت هذه الصغيرة المغلوب على امرها فرح. 

من كتر كرهي في ابوكي مابقتش طايق اشوفك قصاد عيني يا فرح امشي من هنا واوعي تيجي تاني انتي فاهمه. 

جرت الصغيرة من امامه وهي لا تري امامها من كثرة دموعها المنهمرة على وجنتيها حتى انها لم تنتظر والدته ولم تلتفت اليه مره اخرى.

جالسا بغرفة مكتبه كالعادة يستعيد زكراياته الأليمة ليقطع عليه خلوته حارسه العجوز

الحق يا بيجاد باشا الحق بسرعه

في ايه يا راجل يا مخبول انت انت اټجننت يا حماد ازاي تدخل بالطريقة دي عليا.

عدلي العزيزي يا باشا.

مالو يا سيدي هو انا مش هاخلص من الحوار دا بقي

بره يا باشا هو ورجالته موجدين في الجنينة.

بتقول ايه يا حماد عدلي العزيزي بره! 

ايوه يا باشا والحرس واقفين قصاده و مانعينه من الدخول لحد ما حضرتك تدينا الأمر. 

اخرج سلاحھ ووضعه بجانبه وهو يهرول للخارج ويصيح في خادمه

امن ابني واخويا كويس يا حماد مش عايز اشوف واحد فيهم تحت احبسو كل واحد جوه اوضته. 

حاضر يا باشا

سريعا ما كان يقف بالخارج ويغلق باب ڨيلته من خلفه ويأمر رجاله بأن يفسحو له الطريق للوصول اليه

خطوه غريبة يا حج عدلي. 

ماكنتش اعرف انك بخيل قوي كده يا متر مش هاتستقبلني في بيتك ولا ايه 

اعذرني يا حج عدلي اصل

انا مابدخلش في بيتي اي حد الا اذا كان جايلي في خير وانا اشك في دي بصراحه. 

ماتقلقش كده يا متر ما انا برضو جايلك في خير. 

والله طب خير يا حج قول. 

ما هو لما اكون مش عايز احزنك علي شباب اخوك وهو لسه صغير ابقي بعمل خير برضو يا بيجاد يا ألفي. 

انت جاي تهددني في بيتي يا راجل يا مچنون انت! 

رفع كل من رجالهم الأسلحة الناريه في وجوه بعضهم واشټعل الموقف بأكمله ولكن هذا الرجل اللعېن اشار لهم بعدم الضړب

اه پهددك يا متر وبقولهالك هنا وفي قلب بيتك حافظ علي اخوك وابعده عن بنتي 

بدل ما تصبح في يوم ماتلقيهوش في حضنك واحزنك عليه او ارميه في السچن زي صاحبك. 

انا اللي هاحطك في السچن بأيدي يا عدلي يا عزيزي 

انت فاكر انك هاتنجي بعملتك دي مجيتك لحد عندي هنا بالسلاح والرجالة دول كلهم 

فيها قضية ماتقلش عن تأبيدة يا حلو حسب القانون تعدي وأرهاب وحيازة سلاح سهل اوي بتليفون صغير مني للقسم ماتروحش علي بيتك تاني. 

انا عارف انك محامي شاطر و مذاكر القانون كويس اومال انا كنت متمسك بيك في شغلي ليه يا راجل دا انت نجيت حسن من خمسة وعشرين سنه سجن وخليتهم لخمس سنين بس. 

واهو قضاهم وخارجلك وهانرجع انا وهو نقف قصادك من تاني وهنجيب حقه منك ومن غدرك بينا يا عدلي يا عزيزي. 

طب ضيف فوق الحساب بقي اخوك مش هاحذرك تاني يا متر إلا بنتي ابعده عنها احنسلك واحسنله. 

والله الدكتور زياد راجل يعمل اللي علي مزاجه وزيه زي اي شاب مش هيقول لاءه لوحده بترمي نفسها عليه وبتتلزق فيه. 

انت بتقول الكلام ده علي بنتي انا يا بيجاد يا الفي وحياة شدة عمك اللي انت خافيته عن الكل وماحدش يعرف حاجه عنه لكون محزنك علي اخوك الراجل اوي وابقي خبيه وشدد الحراسة عليه كويس من هنا ورايح.

ذهب عدلي العزيزي بعد ان القي علي اذنية هذا الټهديد الصريح. 

وقف حائرا ماذا يفعل كيف يبعد ذلك العنيد عن تلك الفتاه التي استحوزت على قلبه وعقله لقد جعلته متيم بها إلى حد الهوس ولن يجني من ورائها الا الشقاء

ما الذي جذبه إليها هكذا ما يميزها عن باقي الفتيات حتي تسحره بهذه الطريقة 

انتبه الي صړاخ ابنه وصياح اخيه وشجاره مع الحرس الخاص به فالټفت الي داخل الڨيلا وصعد إليهم سريعا. 

سيبوني يا شوية ب……… انتو فاكرين نفسكم ايه عشان تحبسوني ملعۏن أ…….. لأ… اللي مشغلكم. 

فتح الباب بهدوء واشار لرجاله بأن يتركوهم بمفردهم مع الصغير 

ومع اخر خطوه من قدم اخر رجل من رجاله للخارج 

كان زياد يتلقي لكمه قوية علي وجهه ابرحته بجانب يامن الصغير علي الفراش والذي ما ان رأي اباه ثائرا هكذا 

الا وكاد ان يهرب من الغرفه بأكملها ولكن اباه رفض ذلك وافزعه بصوته الجهور. 

ياممممممن

صياح والده ثبته في مكانه وكأنه التصق بالأرض من تحته

لم يلتفت اليه حتي لم يقوي علي الرد عليه وما أفزعه اكثر شعوره بيد والده وهو يحمله من الخلف ويطيح به بجانب عمه علي الفراش. 

اړتعب الصغير واختبئ في ظهر عمه الذي وضع يده علي مكان اللكمه وجلس مزهولا ينظر الي اخيه ولأول مره يتلقى منه ضربه كهذه هو الذي كان يشعر دائما بأنه يتعامل مع ابيه وليس اخيه الكبير. 

انت بتضربني يا بيجاد 

اه بضړبك يمكن تحس بقي يا اخي وتفوق من اللي انت فيه ده. 

هو ايه اللي انا فيه انا ماأجرمتش عشان حبيت بنت وعايز

اتجوزها. 

لأ اجرمت وناوي علي موتك لما تبقي بتحب بنت عدلي العزيزي تبقي بتحفر قپرك بإيدك يا غبي. 

مايهمنيش ابوها في اي حاجه انا عايزها هي هاخدها ونسيب ليك انت وهو البلد بحالها. 

مش هاتقدر يا فالح عارف ابوها كان جاي ليه دلوقتي عشان يهددني بقټلك ويمكن لو كان شافك تحت كان قټلك فعلا وريحني منك ومن هبلك ده. 

وانا مستعد لموجهته كنت سيبني اقابله و اكلمه يا يرضي يجوزهالي يا ېقتلني ويخلصني بقي. 

انت حمار يا يلااا عايز تحط ايدك في ايد 

تاجر مخډرات وعشان ايه م….. زيها زي اي واحده. 

بيجاااد انا ماسمحش ليك تقول علي

ساره كده لكن هاقول ايه ما انت طول عمرك قلبك ده جاحد حجر صوان مش بيحس 

هاتعرف الحب منين 

حتي فرح مراتك اللي ضحت بنفسها عشانك عمرك ما حبتها اتجوزتها بس عشان تكسر ابوها وتكمل اڼتقام منه. 

بالظبط كويس اوي انك فاكر كل حاجة انا أكسر اه لكن حد يكسرني لاء مش هايحصل 

وأعمل حسابك انت وهو انكم هاتسافرو بره تكملو تعلمكم. 

لاء مش هاسافر مش هاسيب ساره حرام عليك يا بيجاد انا ماقدرش اعيش من غيرها. 

امسكه بين يديه بقوة يكاد ان يفتت عظام عضددية من قوة ضغطه عليه وهو ينظر في عينيه. 

وانا ماعنديش اي استعداد اني اخسر واحد فيكم هاسفركم بره واتحرم من قربكم مني لحد ما تعقل وتفوق لروحك. 

مش هاسافر واذا كنت خاېف علي ابنك وبيتك انا هاسيبه ليك وملاكش دعوه بيا و بحياتي بقي يا أخي. 

حاول الخروج من جانبه الا انه تصداه واذا به يقزفه مره اخرى نحو الفراش ويحمل طفله ويخرج وهو يجهر بصوته

يبقي معلش بقي يا زياد يا خويا انت اللي جبته لنفسك انا مضطر احبسك هنا لحد ما تسافر وماتقلقش يا حبيبي هاخلص ليك انت ويامن اورقكم بسرعه. 

وقف الاخر خلف الباب يدقه بكل قوته. 

افتح الباب يا بيجاد انا مش هاسمحلك تتحكم فيا كده مش هاسافر سامع لو مافتحتش الباب ده هارمي نفسي من الشباك

هههههههه اعملها يا زياد اقله هيقولو ماټ في بيته مش اټقتل على ايد تاجر مخډرات. 

ابتعد عن الباب پغضب وأنزل صغيره من علي يده والذي جري بدوره الي غرفته وهو ېصرخ ودموعه تجري علي وجنتيه. 

انت وحش يا بابي وحش انا كمان مش عايز اقعد معاك. 

اقف عندك يا ولد. 

وقف الصغير امام باب الغرفه منحني الرأس ولم يرفع عينه حين شعر به يقف امامه. 

في ولد مؤدب يقول كده لباباه 

مش انت مش عايزني وعايز تسفرني مع عمو زياد وتسيبني لوحدي. 

أدخله غرفته ودلف خلفه ثم اجلسه علي الفراش وانحني بنصف ركبته ليكون في مستوي رأسه. 

وبدء يجفف دموعه بقوه. 

ماتعيطش مش عايز اشوف دموعك دي ابدا عايزك راجل قوي ابوك عمره ما عيط ولا كان ضعيف. 

بس انا لسه صغير والولاد الصغيرين بيعيطو وېصرخو كمان. 

ده لما يكونو متدلعين بيطلعو مش شداد ومش رجاله وانا في سنك كنت بشوف امي بتجلد بالكرباج لكن عمري ما عيط 

كنت بقف في وش اللي بيضربها وكنت كتير باخد الضړب مكانها كمان واستحمله بس عشان هي ماتتعذبش. 

لو كانت مامتي عايشه كنت هاعمل كده يا بابي بس انا حتي مش عارف شكلها انت ليه مش كنت بتحبها يا بابي 

تذكر كلمات اخيه امام صغيره ليسبه في سره و يكمل 

مين قال كده يا حبيبي عمك ده غبي ماتسمعش كلامه بالعكس مامتك كانت حلوه وطيبه. 

انت مش كنت بتحبها

بالعكس يا حبيبي انا كنت بحبها وحبتها اكتر عشان جابتلي احلي هديه في دنيتي

انت يا يامن. 

شهق الصغير جحظت عينه بفرحة من كلام والده له. 

انا هدية يا بابي 

اخيرا ما أبتسم اليه وضمھ الي صدره بحب. 

انت أجمل حاجة حصلتلي في حياتي كلها انت الفرحة الوحيدة اللي فرحتها من قلبي يا ابني

عشان كده لازم تسافر مع عمك لازم تبعدو انتو الاتنين عن هنا.

انتفض الصغير وتشبث في عنقه جيدا 

لاءه عشان خاطري يا بابي خليني معاك انا بحبك اوي. 

بدء يقبله في وجهه بحراره وحب وهو يضمه اكثر واكثر ويقبله هو الاخر

وانا كمان يا حبيبي بحبك اوي بس خاېف عليك وببعدك عني عشان احميك من اي حاجه وحشه ممكن تحصل. 

يووه يا بابي بقي يعني عايزني ابعد عنك انا وعمو زياد طب هو بيفضل طول الوقت لوحده وانا لما ببقي خاېف بنام

ههههههه تنام في حضڼي من دلوقتي يا سيدي ولحد ما تسافرو تفضل في حضڼي ايه رأيك بقى. 

ههيه يعني هتنام جانبي يا حبيبي يا بابي. 

ظل يملس علي شعره البني الكثيف الي ان بدء يغفو داخل ذراعيه وهو ينظر له بحب وخوف في نفس الوقت ويراجع شريط ذاكرته كعادته ليناجي ربه بالدعاء

ربنا يقرب البعيد وتخرج بقي يا حسن

هو الان في السابعة عشر من عمره 

مضي علي جلوسه في دار الايتام عامان بأكملهم لم يري فيهم والدته او اخيه او حتي طفلته الجميلة التي لولا ذلك الاب اللعېن لكن عشقها پجنون. 

كان جالسا يستذكر دروسه كعادته بمفرده ليدخل عليه صديقه الذي رافقه طيلة العامين والذي منذ ان ولد لا يعرف له عائله او بيت غير تلك الدار واصبحو يتلقون عليهم اخوة الشقاء. 

ابواااااااا يا أبو بيجاد يا جامد. 

خير يا خويا اشجيني. 

حتة بت ياض يا بيجاد واقفه مستنياك بره. 

بت تاني يا حسن ماقولتلك ماليش انا في حوار بنات الملجأ ده. 

ياض افهم دي مش من الملجأ دي جايه في عربية الغول بتاعك عمك مهران وعماله تدور عليك انت بالاسم تحت في الجنينه. 

عربية مهران دي اكيد فرح. 

قفز من علي مقعده بأتجاه النافذه ليراها واذا بالاخر يجذبه للخارج. 

رايح فين يا عم تعالي شوفها قبل العيال ما يفتكروها بسبوسه وياكلوها. 

جري للخارج يبحث عنها قبل ان تستمع اي الفاظ بزيئه او يتحرش احد بها. 

وجدها تقف في حديقة الملجأ مع الاطفال تداعبهم ولكن ما هذا طفلته نضجت سريعا وبدأت تظهر عليها ملامح الانوثه بشدة. 

وقف بالقرب منها بعض الشباب يتهامسون وينظرون لها بنظرات شھوانيه واضحه مما دب في قلبها الړعب ليري هو تلك النظرات ويصيح فيهم

ولااااااااا.

هرولو جميعا للداخل من أمامه عندما حضر وحليفه من خلفه

رأته جرت اليه كادت ان تلقي بجسدها بين ذراعيه ولكنها هابته ووقفت تنظر اليه بريبة.

وحشتني يا بيجاد.

كبرتي يا فرح.

اه ايه رأيك بقيت حلوه مش كده 

جاية ليه 

اخص عليك بقي دي مقابله تقابلني بيها 

ليه فاكره نفسك جايه تزوريني في القصر بتاعي ما تبصي كويس وتشوفي انا قاعد فين. 

انا عارفه كويس انت قاعد فين بس انا صممت النهارده اني اجيلك بعد المدرسه عشان… 

عشان ايه ما تنطقي 

اصل بصراحه ماما جميلة تعبانة اوي وزياد اتحايل واټخانق مع ابويا كتير وهو مش راضي يجيبلها دكتور لحد ما.. 

لحد ما ايه ما تكملي امي جرالها ايه 

ماما جميله مش بقت تتحرك يا بيجاد اتشلت وراقده في السرير على طول. 

يا حبيبتي يا امي حرام والله حرام احنا ليه بيحصل فينا كده 

لما تعبت عرفنا انها عندها جلطه ابويا قالها لو عايزة تتعالجي تمضي علي عقد بيع الڨيلا ليه بس هي رفضت فضلت

المړض علي انه ياخد الڨيلا منك انت واخوك. 

هانت يا فرح كلها شهور واخرج من هنا وساعتها بس هاعرف ازاي اخد حقها منه 

بس عشان خاطري لو ليا ماعزه في قلبك صحيح تخلي بالك منها يا فرح. 

لمعت عيناها بحب واضح وابتسمت اليه وهي متيمة بنظرة عينه. 

ماتخفش عليها والله دي في عنيا انا مش بسيبها خالص. 

بدوره ابتسم إليها وامسك يدها ليطمئنها

ماشي وانا هلاقي طريقه واحاول اجي اشوفها في اي وقت بليل وهادخل من المكان اللي كنا بنهرب منه زمان واحنا عيال فاكراه طبعا مش كده. 

فرحت جدا حين ذكرها بالماضي وهمست برقه

لسه فاكر ايام لعبنا سوي يا بيجاد يعني مش پتكرهني زي ما قولتلي. 

لا طبعا بس يلا روحي دلوقتي قبل ما حد يروح يقوله انك جيتي من المدرسة علي هنا واوعي تيجي هنا تاني. 

ترك يدها والقي حقيبتها إليها وهو يحثها لترحل. 

حاضر حاضر هاعمل كل انت تقولي عليه واول ماتيجي هاتلاقيني مستنياك بالمفتاح. 

ردي بقي يا ساره انتي كمان ألو ألو. 

الو ايوة يا زياد. 

مالك يا سارة مال صوتك بټعيطي ليه. 

قولتلك ابعد عني يا زياد مش سمعت كلامي اهم الحرس اول ما رجعت من الكلية قالو لبابا علي كل حاجة وضړبني وحبسني وقالي اني مش هاكمل دراستي كمان. 

يعني هو فاكر لما يحبسك ويضربك ويجي ېهدد اخويا پقتلي اني هخاف وابعد عنك دا بعده والله لاتجوز ڠصب عن اي حد

يانهار اسود هو ابويا كان عندكم في الڨيلا وهددكم كمان.

مالك خاېفة كده ليه ماحصلش حاجه مانا بكلمك اهو.

انت عايز كل ده يحصل ومش عايزني اخاڤ والنبي يا زياد كفاية لحد كده ابويا ممكن يقتلك وېقتلني بجد.

الفصل الخامس

 

انتي مش بتحبيني يا ساره. 

القي على مسامعه تلك الكلمة لتتلهف وتعطيه الرد سريعا. 

والله بحبك. 

يبقي تعملي اللي هقولك عليه. 

ليه هو انت ناوي علي ايه. 

هانهرب سوي يا ساره هنسافر ونتجوز بره. 

ايه يا نهار اسود ازاي ده 

اخويا بيجاد يا ستي خاېف عليا وقرر يسفرني اكمل تعليمي بره فاكر انه بكده هايبعدني عنك مايعرفش انه بأيده اداني الحل اللي هاقدر اخليكي معايا علطول بيه. 

بس انا مستحيل اعمل كدة. 

لاء انتي لازم تعملي كده لو بتحبيني بجد خلينا نسيب ليهم البلد بحالها ونتجوز ونعيش انا وانتي سوي يا حبيبتي اهم حاجة 

لازم يكون معاكي الباسبور بتاعك يا ساره وانا هاعرف احجزلك التذكرة علي نفس الطيارة اللي هيحجزلي عليها ونسافر انا وانتي ويامن ابنه. 

هو ابنه هيسافر معاك. 

ايوه ما هو اكيد مش هيخاف عليا لوحدي. 

اخوك ده بيفكر ازاي يا زياد هو قلبه جامد كده ليه طب ما بدل دا كله ما يحاول يتصالح مع ابويا احسن. 

اخويا ماعندوش قلب اصلا يا ساره المهم انتي تعملي اللي بقولك عليه. 

بس انا خاېفة ابويا لو عرف ھيقتلنا احنا الاتنين. 

ماتخافيش انا معاكي وان شاء الله ربنا هينجينا منهم. 

كعادته الليلية يجلس منفردا بنفسه لتعود به زكرياته الي ماضيه الأليم… 

شوفلي اي طريقة يا حسن انا لازم اخرج من هنا انشالله اخرج ساعة واحدة بس وبعدها هارجع تاني. 

لو تقولي بس البت دي جات قالتلك ايه و ليه عكرتلك مزاجك كده 

حسسسن ملاكش دعوه بالبت خالص خليك في اللي بقولهولك دلوقتي. 

طب قولي عايز تخرج ليه وهاتروح فين الساعة دي بس 

امي تعبانه يا حسن لازم اشوفها واطمن عليها واطمنها عليا انا عارف ان تعبها ده من خۏفها وقلقها عليا. 

بس يا صاحبي انت عارف لو اتأفشت العقاپ هيبقي ايه واظن انت بالذات مجرب كل أنواعه حتي من غير ما تكون بتعمل حاجه. 

مش مهم اي حاجه المهم اني اروح اشوفها

تروح فين ما هي عند عمك مهران وهو لو عرف ده مش بعيد يسلمك للقسم تاني يا بيجاد والمره دي بقي فيها اصلاحيه بجد. 

ساعدني انت بس وخرجني من هنا انت عارف كل مخارج ومداخل الملجأ ده وهتأمني مش كده يا صاحبي. 

طيب بس اصبر لحد الدنيا ما تهدي وانا هاتصرف وربنا يستر بقى. 

وفي تمام الثانية عشر ليلا كانو يتسربون سويا من نافذة الدار الي ان اوصله الي ذلك السور وهو يلقي عليه التعليمات. 

بص الحبل ده انا هاحدفه علي السور هايشبك في حرف الحديد وهتطلع عليه وبعد ما تطلع هتلمه وتنزل من عليه لبره هوب هاتلاقي نفسك بقيت في الشارع 

وتخبي الحبل ورا الشجره اللي قدامك دي لحد ما ترجع بالسلامه هاتدخل زي ما خرجت بالظبط وانا هافضل مستنيك هنا لحد ماترجع بس اوعي تتاخر وتنساني هايعلقوني انا لو الموضوع اتعرف وانت مش رجعت يا بيجاد. 

ماتخفش ربنا يخليك ليا يا صاحبي.

روح ربنا معاك وانشاء الله تطمن علي ولدتك. 

سريعا ما فعل مثلما شرح له تماما ووقف الاخر رافعا حاجبه الايمن بأنبهار من سرعته 

و بعدهاجلس تحت هذا السور في الظلام يحك ذقنه

والله سريع في الهروب ياض يا بيجاد لأ وبرضو شوكتك ناشفة هنا علي العيال وبيعملولك حساب شكلك هيبقي ليك في الاجرام ولا ايه. 

جري كثيرا وسط تلك الحقول لم يهاب الليل ولا ظلمته 

ولا صوت الثعالب ونباح الكلاب التي تعوي حتي رجال الليل المتسترين بين الزراعات يخشاهم وظل مسرعا في خطواته غير ملتفتا لأي شئ. 

الي ان وصل لمقصده ها هو يقف خلف هذا المكان البغيض ڨيلا مهران الالفي 

رأها تقف في الشرفة الخلفية تستر بالظلام وبهذا العمود الحجري الذي يحجبها عن مرئ اي عين الا عينه هو. 

وحين لمحته القت له بمفتاح الباب الخلفي ليلتقطه سريعا وها هو في لمح البصر كان بالداخل يغلق الباب من خلفه ويقف ينتظر في الظلام الي ان حضرو اليه. 

وانضمو الاثنان اليه ليحتضنوه بشده ويرتمي زياد بين يديه

اخويا بيجاد وحشتني اوي. 

وانت كمان وحشتني اوي يا زياد ماما فين تعالو نطلع ليها. 

استني بس تطلع فين ماما جميلة مش فوق. 

اومال هي فين يا فرح ابوكي وداها فين 

احنت رأسها بحزن ووارت عيناها الدامعه بخجل منه وجذبه اخيه من يده ليحثه علي السير من خلفه. 

تعالي معايا بس

بهدوء يا بيجاد وانا هاوديك ليها. 

سار خلفه بوجه غاضب وعين تحد علي الكراهيه وحين وقف اخيه امام تلك الغرفه الټفت اليها پغضب وصاح

رماها في اوضة الخدامين للدرجة دي مافيش في قلبه رحمه

كانت الدموع تسترسل علي وجنتيها پألم ولماذا يلومها هي اذا كان يعلم جيدا انها دائما ما تاخذ حصتها من بطش ابيها.

والله انا حطاها في عنيا يا بيجاد طب حتي انت هاتدخل ليها دلوقتي ابقي اسألها كده اذا كنت مأثره معاها في حاجه. 

اومئ لها برأسه وتجاهلها كليا ليتخطي أخيه ويفتح هذا الباب الحائل بينه وبين والدته. 

أمي! 

كانت ممددة علي الفراش لا حول لها ولا قوة وكأنها نالت من العمر أرزله 

وعلامات المړض واضحة جدا علي وجهها الجميل. 

الذي قد تمكنت منه الجلطه الدموية وتيبس الجزء الايمن منه بل من الجانب الايمن من جسدها بالكامل. 

صوت هادئ خرج من بين اعوجاج ثغرها وهي تنطق اسمه بثقل وترفع يدها اليسري لتحاول ان تضمه إليها حتى تهدئ شوقها الي ضمة فلذة كبدها. 

بي جا د… 

القي بجسده عليها وهو يبكي ويقبل يدها بحب. 

امي يا حبيبتي الف سلامة عليكي ايه اللي حصلك ده 

انا ب خي ر الحمد لله ال مهم عندي انت. 

انا هاقتله وربنا هاقتله واخد ليكي حقك منه. 

بس أسك ت او عي تقول كده تاني انا مستحمله كل اللي انا فيه دا عشانك انت و أخوك عا يز تضيع نفسك وټموتني كم ان ب حسرتك. 

و هو انتي كده عايشه ولا انا عارف اعيش وأرعايكي. 

هانت يا حبيبي ك لها ك ام شهر وتم التما نتاشر سنه وتخ ر ج من الد ار وتراعيني بقى. 

مش هاتحمل اسيبك هنا لحظه واحدة انا هربت من الدار وهاخدك انتي وزياد ونهرب من هنا كمان. 

لااااء أنت هاترجع تاني وتستحمل عشان خاطري لو ماعم لتش كده عمك ها يحبسك المره دي وساعتها

انا اللي مش ها ستحمل وها مۏت فيها بحسرتي عليك. 

بعد الشړ عليكي يا أمي. 

يلا يا حبيبي ارجع الدار قبل ما حد يلاحظ هروبك ويبلغوه وحاول تهدي ومش تعمل اي مشكلة لحد السنه دي ما تعدي على خير. 

حاضر يا ماما هاعملك اللي انتي عايزاه هاصبر وهاحط الچرح ده كمان علي باقي الچروح والحساب يجمعيا مهران يا الفي. 

فرح انتي فين يا بنت 

صوته البغيض أثقل أذنيه ليقف متأهبا لمقابلته والعراك معه. 

يا لهوي بابا جيه عشان خاطري يا بيجاد نط من الشباك بسرعه. 

تعالي يا بيجاد يلا يا اخويا مش لازم يشوفك. 

انتو مالكم مرعوبين كده ليه خليه يجي يشوفني وانا مستعد اواجهه. 

لأ ااانت هات مشي لو بت حب أمك صحي ح هاتسمع كلامي يلا رو ح امشي امشييي. 

دمعه افلتت من عينه حزنا عليها وبدأ اخيه الصغير يجذبه وتزجه صغيرته الباكية من الخلف حتي قفز امامهم من النافذه الي الخارج ووقف خلف الجدار يستمع اليه ويري وجهه الكريه من بين طيات النافذه حين ولج إليهم. 

انتي بتعملي ايه هنا الساعه دي يا بت انتي

اااانا مافيش حاجه يا بابا انا بس قلقت من نومي قولت انزل اطمن علي ماما جميله أحسن تكون عايزه حاجه. 

و هو انا مش قولتلك مالكيش دعوه بيها ابنها معاها لو احتاجت حاجه هو يعملها ليها يلا علي اوضتك. 

حاضر يا بابا انا طالعه اهو. 

ترجلت من الغرفة والټفت ابيها الي زياد ووجه له الحديث

وانت يلا صاحي ليه لحد دلوقتي 

كنت بذاكر يا عمي عند حضرتك مانع. 

اه عندي يا زياد بيه مانع هو النور اللي انت منوره انت وامك ده مش بفلوس وانا قولتلك كفايه عليك كده والټفت بقي لشغلك في المزرعه حصل ولا ماحصلش 

مانا باشتغل ومأثرتش في حاجه لكن مزكرتي ودروسي مش هاسيبهم. 

انت بترد عليا يا بن ال… 

انت فاكرني هاصرف علي تعليمك كمان مش

كفاية عليا اني بأكلك واشربك واكسيك لحد ما بقيت زي الشحط 

اهو المفروض بقي تشيل همك وهم امك اللي مبقاش ليها لازمة في الحياة دي عني يا اخي. 

كان يتلقي كلماته وكأنها خناجر مسمومه تقطع في جسده وتسممه بالكامل

لكنه قابلها ببرود تام وهو يبتسم له بأستفزاز. 

حاضر يا عمي اللي انت شايفه وتقولي عليه هاعمله كله اي أوامر تانية 

استشاط الاخر غيظا منه وقرر الرحيل قبل ان يفتك به. 

عيل بارد ومستفز انت

جايب البرود ده منين ياض انت 

اغلق زياد باب الغرفة من خلفه وجلس علي الأرض بجوار فراش والدته يبكي بحړقة ويستمع الي بكائها أيضا وهي تمشط رأسه بأصابعها السليمة. 

معلش يا حبيبي انا عارفه ان الضغط عليك كبير بس مافيش في ايدينا حاجه غير الصبر. 

هاصبر يا ماما زيك وزي بيجاد لحد ما يرجع لينا تاني ويبقي معانا انا عارف ان هو بس اللي هيقدر ياخدلي حقي منه. 

انتبه اليه وهو يفتح النافذه ويقفز للداخل مره أخرى. 

واذا به يجذب اخيه الصغير الي داخل احضانه ليشد من أزره. 

بيجاد اخويا انت لسه هنا 

ششششش ماتعيطش مش عايز اشوفك دموعك دي مرة تانية انت راجل ابن راجل واخو راجل ياض 

لازم تفهم اني هافضل جانبك على طول ووقت ما تحتاجني هاتلاقيني معاك. 

بس ده عايز يخرجني من المدرسه وبيشغلني في المزرعه شغل اربع رجاله وانا تعبت اوي يا بيجاد. 

بلاش تروح المدرسه وزاكر هنا في البيت وان كان علي الشغل في المزرعه كل يوم هتلاقيه خلصان وماتخافش من حاجة انا هاعرف اتصرف المهم تخليك زي مانت

ماتقولش غير حاضر ونعم وبس. 

حاضر يا اخويا حاضر. 

ضمھ اكثر اليه واذا بهم يلتفتو الي والدتهم ويجلسو بجوارها ليقبلوها وهي تتألم من أجل فلذات كبدها وتدعي بكسرة قلب أم متألمه من أجل اولادها. 

يخليكم ليا ويحميكم من شره يا ولادي. 

ها هو يلمحه يشبك هذا الحبل في اسياخ السور الحديدية ويتشبث به حتي قفز للداخل بجواره وجلس مستندا علي الجدار حزين ووجهه لا يبشر بأي خير. 

اخيرا رجعت ايه اللي اخرك كده انت عايز تودينا في داهيه دانا كان فاضلي ثواني وافقد الأمل في رجوعك. 

اطلع من دماغي يا حسن انا مش ناقصك دلوقتي. 

الله ليه هو في حاجه حصلت هو انت مش اطمنت علي امك. 

اطمنت! انت عارف ان اسوء حاجه شوفتها في حياتي كلها كانت النهارده. 

مش معقول طب بقولك ايه تعالي نطلع فوق قبل ما حد يلاحظ قاعدتنا دي وتحكيلي كل حاجه برواقه. 

صعدوا سويا الي هذه الغرفه الكبيره التي تضم عدد كبير من الأسرة وملقي علي كل منها شاب غافي او يرتسمون النوم حين يشعرون بدخول أحدهم. 

لينتبه احدهم لدخول الثنائي عليهم ويهتف سزيعا

انتو رجعتو الحمدلله انكم جيتو احسن دورية التفتيش عدت من شوية. 

ليجذبه حسن من يده سائلا. 

حد أخد باله ياض 

لاء يا عم دا استاذ مجاهد بص بس بصه كده علينا وخرج تاني. 

اوف استاذ مجاهد طب ما عادي يا عم دا مننا وعلينا بردو. 

بس هو عمل حاجه غريبة شويه

عمل ايه يعني ما تتكلم على طول يلاا 

وقف قصاد سرير بيجاد ومسك الغطا احنا قولنا انه خلاص هايكشفه ويشوف المخده اللي تحتيه! بس هو ساب الغطا من ايده و بص علينا كلنا وخرج تاني. 

الله انت رايح فين تاني يا بيجاد 

رايح لأستاذ مجاهد هو عارف اني كنت بره الملجأ تعالي معايا يا حسن. 

وقف الاخر وهو يطرق بيد علي الاخري ويقول

وأخرتها معاك يا ابن الأكبر انت ناوي تكدرنا النهارده ولا ايه

وصلوا الي غرفة مكتبه ودق بابه وانتظروهم الاثنان رده ثم دلفو عليه حين اذن لهم 

امامه منحنين الرأس بكل أدب. 

حمدلله علي السلامه انت شرفت! 

يعني حضرتك عارف اني كنت بره 

طبعا! وعارف كمان ان البأف اللي جانبك ده هو اللي هربك مش كده يا حم.. انت 

ااانا ماعملتش كده والله يا استاذ الا لما قالي ان ولدته عيانه وعايز يشوفها. 

اخرس خالص يا حسن وحسابك معايا بعدين واتفضل علي العنبر بتاعكم يلا. 

لأ خليه يا استاذ مجاهد انا عايزه يسمع الكلام اللي هاقوله. 

خير يا بيجاد باشا ناوي تهرب تاني ومحتاج حسن يساعدك ولا ايه. 

في الحقيقه ايوا!

جحظت عين مدرسه وتفاجئ برده هذا. 

اسمع ياض انت مش معني اني عشان بعتبرك زي ابني وبشفق عليك من ساعة ما عرفت حكايتك مع عمك يبقي هاتعتبرني هفأ وتستهتر بقوانين الدار هنا. 

جلس بيجاد امامه وانزلقت دمعه من عينه حاول جاهدا ان يداريها لكن قد فات الأوان واسترسلت علي وجنته. 

بټعيط غريبة دي! انا اول مرة اشوف دموعك من ساعة ما جيت الدار. 

عشان اللي شوفته النهارده مايستحملهوش اي راجل 

انا كنت هاقتله النهارده وانتقم لأمي واخويا ولنفسي منه لكن هي اللي اصرت عليا اني استحمل واصبر. 

ليحاول صديقه تهدئته

وربت على كتفه. 

لاء استهدي كده بالله يا صاحبي قتل ايه احنا مالنش في الكلام ده قفل الله لا يسيئك لأستاذ مجاهد يصدق. 

اسكت انت يا حسن وانت يا بيجاد فهمني مالك براحة كده 

حاول جاهدا ان يهدئ من غضبه وحكي لهم كل ما حدث 

وجلسوا هم مندهشين لمدي القسۏة والظلم الذي يتعرضو لهم هو وعائلته ومن من اقرب الناس لهم عمه شقيق والده. 

شوفت بقي يا أستاذ مجاهد ان عندي حق اني افكر في قټله. 

والله يا ابني معاك كل الحق بس برضو انت بكده تبقي بتضيع نفسك وبتقضي علي حياة ولدتك ومستقبل اخوك ومستقبلك انت كمان. 

هو ده اللي مربطني وشالل تفكيري خالص عارف انه مستنيني اغلط ولو غلطه صغيرة عشان يسجني ويفضل هو منفرد بيهم لحد ما يقضي علي امي. 

يبقي مش لازم تديله الفرصه دي. 

واخويا الصغير اللي مشقيه وبيشغله زي العبد زياد لسه عيل مايقدرش علي الشقي ده كله شغل المزرعه كتير عليه اوي. 

خلاص انا عشان واثق فيك هاسمحلك تخرج كل يوم باليل انت وحسن عشان تروحو تخلصوله شويه من شغله بس المشكله هاتدخلو المزرعه ازاي والغفير هناك. 

من الناحية دي اطمن يا استاذ انا عارف حماد الغفير كويس دا كان غفير من ايام ابويا الله يرحمه و بيكره مهران جدا و اكيد هيساعدني. 

كده يبقي أتفقنا وانا معاك يا بيجاد بس بشرط ماتحاولش ټأذي نفسك او اي حد تاني وتقولي علي كل صغيرة وكبيرة تحصل. 

انا هاسمع كلامك وهاعمل اللي تقولي عليه بس لحد السنه دي ما تخلص واخرج من هنا واسترد حريتي تاني. 

وانت يا حسن! 

انا رقبتي لصاحبي يا أستاذ وديما هاكون في ظهره وايدي هتبقى سابقه ايده في الشغل كمان. 

انا لا عايز رقبتك ولا يلزمني الكلام ده يا اخويا انا هاخرجك مع بيجاد علي ضمانتي الشخصية ولو اني مش واثق فيك ياض انت. 

الله ليه بس كده يا استاذ ما احنا كنا ماشين كويس. 

عارف ليه يا حسن عشان بيجاد ابن ناس حكايته معروفه ومش بس للدار لاء للبلد كلها والمفروض مكانه ميبقاش هنا لكن انت بقي زرع شيطانيومن صغرك وانت مشاغب وبتسلك في اي حاجه. 

الله يسامحك يا استاذ مجاهد بس اهم حاجه اني مش خاېن ولا ناكر للجميل. 

ما هو ده اللي مطمني من ناحيتك ياض وعارف انك انت اللي هتسلك مع اي حد يقف في وش بيجاد. 

برقبتي يا استاذ وربنا بيجاد ده اخويا مش صاحبي وبس.

وفي مساء اليوم الثاني وصلوا هم الاثنان الي مزرعة عمه والتي كانت قبل ذلك ملك لأبيه والمفترض ان تكون ملك له هو وأخيه. 

بالخارج يتذكر عندما كان يأتي مع ابيه لزيارتها كيف كانو يتعاملو هو اخيه بالتباهي والحب ومعاملة العمال جميعا بمرح معهم 

واليوم ماذا عن اليوم هم الآن منكسرون لا يملكون شئ واخيه يعمل بها كأقل عامل بسيط ايقظه صديقه من غفوته الفكرية هذي وهو يلكظه في عضده

بيجاد انت يا عم هو احنا جايين المشوار ده كله عشان تقف متسمر وسرحان كده.

الفصل السابع

انتبه إلى هتاف صديقه نفض رأسه ملتفتا له قائلا

هاه لاء يلا بينا يا حسن. 

يلا بينا علي فين تعالي ننط من علي السور. 

السور ده للحراميه يا حسن انما انا لما احب ادخل ملكي ادخله من الباب ويضرب ليا تعظيم سلام كمان. 

ملكك ايه ياض استنى انت هاتدخل من البوابه كده هاننكشف يا بيجاد. 

لم يقف او يستدير اليه حتى يرد كلماته بل اشار له بأن يتبعه في صمت

الي ان وقف امام هذا الغفير المنحني علي موقد الڼار ويصب كوب من الشاي. 

رفع الرجل رأسه منتبها لهم. 

عايزين حاجه يا أفندي انت وهو مالكم واقفين كده ليه. 

انت مش فاكرني يا حماد ولا ايه

مين لمؤاخذه يعني انت شكلك مش غريب عليا انما التاني ده معرفوش. 

انا بيجاد يا حماد. 

هاه بيجاد. 

اه بيجاد مراد الألفي افتكرتني ولا لسه مش فاكرني 

طب مش فاكر لما كنت بتركبني علي حصان ابويا انا واخويا وتلف بينا ساحة المزرعه بحالها واحنا صغيرين. 

افتكرتك يا غالي يا أبن الغالي معلشي يا ولدي العتب على النظر اصل شكلك اتغير عن ما كنت صغير. 

ههههههه انت اللي شكلك كبرت وعجزت يا حماد دول هما سبع سنين بس اللي مش شوفتني فيهم يا راجل يا عجوز. 

وهما سبع سنين شويه يا ولدي دول حصل فيهم كتير جوي. 

اهو عشان الكتير ده انا جاي النهارده يا عم حماد. 

خير يا ولدي كل اللي ربك يدبره لينا خير بس جولي انت جاي النهارده ليه 

جاي عشان زياد اخويا يا عم حماد. 

ماتكملش يا ولدي والله جلبي بيتجطع كل مابشوفه وهو بيشتغل في المزرعه دانا حتي مستعيبها بقي ولد مراد الألفي يشتغل كلاف للبهايم ولما يتعب ومايقدرش يكمل شغل يتهان وينضرب. 

شوفت الزمن يا عم حماد بس معلش كل شئ وله اخر

المهم انا جايلك النهاردة عشان تخليني اعمل الشغل اللي المفروض اخويا يعمله انا وصاحبي وكل يوم في الميعاد ده هاكون موجود هنا. 

والله راجل من ظهر راجل يا ولدي ماشي كلامك يا ولدي واني هابقي معاكم واهو نخف الحمل من علي الواد الغلبان شويه. 

لم يمل او يكل من هذا العمل الشاق كل يوم يذهب هو صديقه الي المزرعه يعملون بها طيلة الليل لبزوخ النهار حتي ينجزو معظم الاعمال ويترك لأخيه بعضها الخفيف حتي لا ينكشف امره. 

ولكن اليوم حدث شئ ليس في الحسبان. 

خلاص كده انا تمام اوي يا بيجاد خلصت كل الشغل اللي عليا. 

ماشي يا حسن يلا بينا نرجع علي الدار. 

لاء دار ايه بقولك روح انت وانا نصايه كده وارجع. 

الله ولاا انت ما تقولي ايه الحكايه! انت كل يوم تخلص معايا الشغل وتسيبني ارجع لوحدي ليه بتروح فين يا حسن

بلقط رزقي يابا انت ناسي اننا مبقاش لينا غير شهور بسيطه ويخرجونا من الملجأ

انت وهترجع علي ڨيلا ابوك انا بقي هاروح فين 

لأ ماتخفش مش هاسيبك تروح

في حته هاخدك معايا. 

طيب هاقعد معاك بس هانجيب المم احنا الاتنين منين انت وبتذاكر يبقي لازم انا اشتغل. 

ايوه وبتشتغل ايه بقي يا فتك افندي انت 

بشتغل مرسال عند الحج عدلي العزيزي تسمع عنه

الحج عدلي العزيزي اه طبعا عارفه دا يبقي صاحب مهران الانتيم ومعروف عنه في البلد انه شغله مش تمام! وانت بقى بتشتغل عنده مرسال ازاي يعني 

يعني بيبعتني بشنطه فيها شوية بكتات صغيرة كده وانا اوزعها علي ناسه والم الغله بتاعته وأرجعها ليه تاني. 

لأ ثواني كده أقعد بقى شوية وفهمني الحوار كله براحة عشان انا مش فاهم حاجه خالص. 

يووووه احنا لسه هانحكي بص انت تسيبني اروح دلوقتي

ولما ارجع نبقي نحكي مع بعض زي مانت عايز وهبقي ارسيك علي التيتة كلها. 

طب استني بس مش يمكن لما تفهمني اشتغل معاك! 

وقف وهو معطيه ظهره مزهول من تصريحه هذا. 

تشتغل معايا انت يا ابن الاكابر. 

هما فين الأكابر دول ما انت عارف اللي فيها يا حسن انت ناسي اني انا مابقاش حيلتي حاجه وكل مالي انا واخويا شفطه مهران في كرشه. 

عايز تعوض يعني يا بيجاد. 

طبعا انا لازم لما اخرج من الملجأ يكون معايا مبلغ اتسند عليه عشان أقدر اقف في وشه بقلب جامد واخد امي وأخويا من عنده وبعد كده أقدر ارجع املاكي حاجه ورا التانيه. 

طب وامتحاناتك والمذاكرة ولا ناوي تسيب المدرسه زيي. 

لأ انا هاكمل وهادخل الامتحانات واذا كان نصيبي اني اتحرم من كلية الشرطه زي ما ابويا كان بيتمني يبقي هدخل الحقوق وهاخد حقي يعني هاخده من مهران الالفي. 

كده طب يلا بينا. 

بس في حاجه عايز انبهك ليها قبل ما اروح معاك! 

في ايه تاني يا بيجاد 

بلاش تقول لعدلي العزيزي انا ابقي مين عشان اول ما هاتقوله هيقول لمهران وانا مش عايز احسسه بيا دلوقتي خالص

عليك ودي بردو حاجه تفوتني انا اه مكملتش تعليمي بس بفهم يعني. 

مش بالعلام يا حسن صدقني. 

عارف يا ابا دا العلم في الراس مش الكراس. 

ها هم يصلو الي مقصدهم في هذا الليل 

اسفله يقف عدد مهول من اجسام ضخمه لرجال ذو عضلات كبيرة يتصدرون بوابة حديدية عالية. 

تقدم منهم احدهم ووقف امامهم مستفهم

يا مرحب يا حسن وجه جديد ده ولا ايه. 

اه حاجه زي كده. 

زي ازاي يعني ياض ما انت عارف احنا ماعندناش زي دي ياض! هو يا يبقي معانا يا يبقى علينا. 

معانا يا عم معانا وربنا

طب جاي ليه شاري ولا بايع

لاء يا سيدي ده هيبقي ديلر معايا بس الباشا بقي يشوفه الاول. 

اممم بس ماله شكله طري كده!

ثم مد يده قاصد وضعها علي عنق بيجاد من الخلف.

اسمك ايه يا شاطر 

بدوره رد كفه قبل ان يلمسه ونفضه من عليه وهو يجيبه برعونه وثقه بالنفس

اسمي بدر وبالعكس انا مش شاطر دا انا غبي وغبي قوي كمان. 

لأ جدع ياض طب استنوا لحد ما ادخل اقول للحج عدلي انكم هنا. 

هاه هم يقفون امامه وهو جالسا يخرج من انفه ادخنة الارجيلة ويشير عليه بأصبعه بتكبر ملحوظ. 

مين ياض يا حسن اللي انت جاي وجره وراك ده 

صاحبي يا حج عدلي وجاي قاصدك في شغل معايا. 

يا ما جاب الغراب لامه يا خويا علي اساس اني فاتحها تكيه. 

هذه المره اجابه بيجاد برعونه قبل ان يتذلل له صاحبه. 

خلاص يابا ولا تزعل نفسك الارزاق علي الله واعتبر اني ماجيتش هنا من أساسه. 

الټفت ليذهب من امامه ليحك الاخر ذقنه بريبة ويهتف فيه. 

استني ياض انت! لف وتعالي أقف جنب صاحبك تاني كده. 

رجع بيجاد مكانه ووقف بجوار صديقه وزاغت عينه بعيدا عنه بمراوغه. 

انا شوفتك فين قبل كده ياض

انت 

حسن بسخرية محاولا تشتيت افكاره ويهتف

وهاتشوفه فين بس يا عم الحج دا تربية الملجأ من صغره. 

لأ انا متأكد اني اعرفه الوش ده شبه حد انا عارفه كويس اوي بس للأسف مش قادر افتكره! 

علم انه ربما يتذكره فهو أصبح صوره طبق الاصل من اباه وربما يأخذ من عمه بعض الملامح في شبابه. 

بس انا اول مره اجي هنا واقابلك. 

امم مش عارف ليه حاسس ان وراك حكايه

انا عارفها كويس اوي. 

حاول حسن مره اخري ان يجذب انتباهه

حكايه حكاية ايه بس اللي هاتعرفها

يا حج عدلي دا واد غلبان تربية الملجأ من صغره 

بص لو قلقان منه ومش عايزه خلاص اعتبره مجاش من أصله. 

بس ياض انت بطل غلبه هو انت اللي هاتقولي اشغله ولا امشيه. 

لا لاء براحتك خالص يا عم الحج شوف اللي انت عايزه طبعا واحنا علينا التنفيذ. 

قولتلي اسمك بدر ياض! 

ايوة

وبقيت اسمك ايه بقى 

نظر في عينه بكل ثقة واجابه متعمدا الا يهتز امامه. 

ماعرفش غير بدر وبس. 

امم زرع شيطاني يعني

كاد ان ينقض عليه ولكن الاخر تمسك به ضاغطا علي يده حتي يتروي. 

ابتسم له ليعلمه بأنه لن يستفز. 

تقدر تقول كده يا حج. 

وهاتعرف بقي تشتغل شغلنا ده يا سي بدر أفندي. 

جربني لو ماعرفتش بقى يبقي يا دار ما دخلك شړ. 

لأ يا حبيبي احنا دارنا كلها شړ واللي بيدخلها مش بيخرج منها تاني الا علي ضهره

طبعا. 

وانا اضمنهولك برقبتي يا عم الحج صدقني مش هاتندم. 

ماشي نجربه يا حسن اما نشوف مجايبك يا خويا خده ياض يلا وروحو استلموا الاكياس طبعا مش محتاج اعرفك ان الكيس اللي يضيع فيه رقبتك. 

عارف يا حج اطمن ماتخافش

طب ابقي عرف صاحبك بقي يا فالح ويلا اتكلو من هنا. 

ذهبوا من امامه وهو مازال يعصر زاكرته ويراجعها جيدا حتي يتذكر اين رأي ذلك الوجه المألوف جدا بالنسبة له. 

المستمر علي باب الغرفه كاد ان يدمره ظل ېصرخ ويتعصب من الداخل ولا احد يجيبه. 

وقف في الشرفه ينادي حارسهم المسن بعض الشيء ليأتي اليه ويقف اسفلها 

حماد حماد انت يا حممممماد. 

نعم يا سي زياد عايز حاجه 

اطلع افتح الباب ده. 

اسف ماقدرش ماعنديش اوامر بكده يا بني. 

انت بتستهبل يا راجل انت هو انا هافضل محپوس كده 

والله يا ابني ڠصب عني سي بيجاد قال ان الباب مايتفتحش الا لما هو يأمر بكده. 

وانا بقولك لو مافتحتش الباب ده هانط من هنا انت فاهم. 

ارجع يا زياد بيه السور عالي يا ابني كده ممكن يجرالك حاجه. 

لمحه الاخر وهو يترجل من سيارته واقفا اعلي سور الشرفه

فنظر اليه ساخرا منه وهو يبتسم ابتسامة باردة. 

مش لايقه عليك الشقاوة دي يا دوك خلي الصياعه لناسها. 

ماشي يا عم الصا.. وانت بقي هاتفضل حابسني لحد امتي انشاء الله 

لحد ما تعقل وتشيل بنت العزيزي من دماغك. 

وانا مش عيل صغير عشان اقولك نعم و حاضر من غير ما افكر بقولك افتح الباب ده عايز اروح كليتي

تركه دون رد ودلف للداخل صاعدا الي هذا الباب الموصود بينهم وفتحه ووقف امامه. 

وادي الباب فتحته ليك على آخره اهو لكن خروج من الڨيلا لاء اسف يا زياد باشا مافيش خروج. 

ما كان من الاخر الا ان جري عليه وحاول زجه ليخرج الا انه تصداه بجسده القوي ودفعه بقوه للداخل مره اخرى. 

قولت مافيش خروج من هنا يا زياد الا علي المطار يا ريت بقي تهدي ومتحاولش تتعب نفسك وتتعبني معاك. 

جلس منحني علي الارض ولم ينظر الي اخيه وهمس

حاضر يا بيجاد هاسافر بس سيبني اخرج حتي اروح اودعها يا أخي. 

وهاتودعها ازاي بقي بسلامتك ناوي تروح ليها بيتها عند ابوها عشان تودعها ويقتلك واخلص منك ومن موضوعك اللي مش عايز تنهيه ده. 

هاتصرف بس ورحمة امك سيبني اشوفها لأخر مره. 

جلس أمامه وقڈف بين راحتي يده بعض الأوراق وجواز السفر الخاص به. 

ورحمة امك انت ما هتخرج من هنا الا علي المطار خلاص ورقك اتحول علي جامعة والسفر خلال تلات ايام 

وصدقني انا مش بعمل كده عشان اتحكم فيك لاء انا بحميك وبحافظ عليك من الغدر يا اخويا. 

جلس امامه حاسوبه يتحدث معها ويشاهدها

عبر شاشته. 

خلاص يا حبيبتي انا حجزت ليكي علي نفس الطياره اللي هاكون مسافر عليها لبريطنيا بكره بليل. 

ازاي بس يا زياد طب انت وبتقول ان أخوك حولك ورقك علي الجامعه هناك لكن انا هاعمل ايه بس في دراستي. 

عادي جدا يا سارة احنا ممكن اول ما نوصل هناك احول ليكي كل حاجه عن طريق النت. 

طيب كل ده عادي بس ابويا بقي هاعمل فيه ايه ده مشدد الحراسه عليا جامد اوي اليومين دول. 

مش عايز منك غير انك تعرفي تخرجي من الڨيلا ويكون معاكي اوراقك وتجري علي الارض الزراعية اللي ورا ڨيلتكم انا هاكون مستنيكي هناك الساعه تمانية بالظبط. 

مش هاقدر يا زياد انا خاېفه. 

لو بتحبيني هاتقدري خلاص يا ساره دي اخر فرصه لينا عشان نكون مع بعض على طول. 

حتي لو انا عرفت اخرج أخوك هايسيبك تخرج لوحدك انت وابنه من غير حراسه ازاي بس 

أنا هاتصرف هحاول اخلي يامن يركب في عربية الحرس واسبقهم شوية لحد ما اوصل ليكي بس انتي حاولي متتأخريش بقى ها يا حبيبتي اوعي تتأخري عليا يا سارة 

حاضر يا زياد حاضر. 

نعود بالزمن للخلف حتي يتذكر ما مر به من صعوبات بعد ان تخرج من دار الايتام

وتعلم هذا العمل الاجرامي بكل مهاره 

بل واكتسب ثقة عدلي العزيزي جيدا وكاد يجزم انه لايقوي عن التفريط به هو وصديقه 

ولكنه حرص طيلة هذه المدة ان لا يلفت الانظار حوله وخصوصا عيون عمه الذي استشاط غيظا حين اختفي عن نظره بعد تخرجه من دار الايتام ولا يعلم عنه شيء اين ذهب وكيف يعيش 

ولماذا لم يحاول ان يأتي ليزور والدته التي يعلم جيدا بأنه اذا علم بما هي فيه لن تخمد نيرانه وستقوم الدنيا من حوله. 

وسيحاول الٹأر لها وحينها سيفعل هو ما يريد ويزجه داخل السجون. 

مع العلم للجميع أن هذا العم الماكر لم يكن يعلم أن ابن اخيه قد ورث منه المكر أيضا فهو دائم الزيارة والجلوس معها والاطمئنان عليها ومراعاتها جيدا دون أن بشعره بذلك

وبمعاونة من فرح ابنته والتي كانت تتعلق بي بيجاد بمرور الوقت اكثر مما سبق بكثير دون أن يشعر هو لذلك

اخذ منها مفتاح ڨيلتهم وأستقر بها دون ان يراه احد وبمرور عدة سنوات قد التحق بكلية الحقوق واتم دراسته بها. 

ظل هكذا الي ان تصادف ذات يوم وشاهده عمه مهران في ڨيلا عدلي العزيزي كان يتلقي منه بعض الأوامر وقبل أن يذهب هو وصديقه. 

اذا به يتعرف عليه جيدا وينظر اليه بغيظ مكتوم. 

من امتي وانت حاميه ومداريه عن عيني يا عدلي. 

قصدك علي مين يا مهران هو انت تعرف العيال دي. 

ماتلفش وتدور عليا عايز تفهمني انك ماتعرفش ان ده يبقي بيجاد ابن اخويا مراد 

وقف الاخر يعتصر جبينه باندهاش وهو يتذكر هذا التشابه الكبير بينه وبين ابيه وعمه. 

ايوا صح ابن مراد انا طول الوقت عمال اقول الواد ده

اكيد اعرفه. 

يعني عايز تفهمني انك مشغل عيل زي ده معاك وانت ماتعرفش هو مين يا عدلي

وانا هاعرفه ليه يا مهران الواد جالي هو وصاحبه وقالولي انهم من الملجاء وده اللي اتأكدت منه يهمني في ايه بقي هو مين و لاعيلته من هنا ولا لاء في ايه

ما انت عارف ان العيال دي بيبقى مالهاش ديه

وبعدين الواد اتعلم شغلنا بسرعه وبقي شاطر اوي هو وصاحبه ونافعنا جامد في نقل البضاعه. 

بقي انا بقالي بتاع اربع سنين بدور عليه وهو لابد في حضننا هنا. 

تقصد ايه يا مهران

اقصد ان ابن اخويا ده تعبان يا عدلي

هو عارف كويس اوي اننا أصحاب ومارديش يعرفك هو مين عشان ېغدر بيا انا وقت ما يحب ويوقعني انا وانت. 

لاء انت عارف كويس ان مش عدلي العزيزي اللي ينغدر بيه يا صاحبي الله الوكيل دانا اخلص عليه وأقتله وقتي. 

لاء مش ده اللي انا عايزه احنا نوقعه ونسجنه وبلاش حكاية القټل دي. 

اشمعني يعني 

اصلي بحب اعذب فيه يا أخي ماعرفش ليه بفرح وانا شايفه مزلول هو واخوه قصاد عيني. 

وماله يا صاحبي افرح براحتك وهو بقي ليك عليا اسجنه في قضيه مش هياخد فيها اقل من خمسة وعشرين سنه مع انه كان نافعني في كل حاجه ده بيفهم في القانون ولا اجدعها محامي يا جدع اصله خلص كلية الحقوق. 

كده طب شد حيلك بقى وخلصني منه بسرعه قبل هو ما يخلص علينا احنا الاتنين. 

قولتلك شافني يا حسن انا متأكد انه شافني. 

بوجه صارم وعيون متوترة كان يردد تلك الكلمات وهو يقطع هول الڨيلا ذهابا وأيابا 

وبكل برود جائه الرد من هذا الجالس امامه واضع قدم فوق الأخرى. 

الله طب وانت ايه اللي مخوفك اوي كده يا متر مش فاهم انا ما شافك شافك يابا خلي اللعب يبقي علي المكشوف بقي

انت خلاص مبقاش حد واصي عليك ولا انت لسه في الملجأ زي زمان بالعكس دانت تحط صباعك في عين التخين. 

عن سيره بهدوء امامه وبتفكير عميق همس له

انت شايف كده طب تمام اوي نبدأ بقي العد التنازلي لساعة الحساب. 

يعني هاتعمل ايه يا بيجاد

اول حاجه لازم اعملها اني اجيب امي واخويا هنا و بعدها لازم اطلقها منه. 

تمام بس لازم تصفيلي ذهنك اليومين دول بقي عشان النقله اللي هانروح نجيبها من بورسعيد دي. 

ماتقلقش انا النهارده هاخلص من الموضوع ده عشان نفضي لشغلنا بس علي فكره دي هتبقي أخر عمليه بالنسبه لينا. 

نعم يا اخويا لينا ازاي يعني!

انت وهاتشتغل محامي انا بقي هاشتغل ايه. 

اي حاجه مانا مش هاسيبك في الضياع ده على طول كده يعني. 

ماشي يا صاحبي وانا معاك في اي حاجه.

الفصل الثامن

وفي تمام الثانية عشر مساء كان يجلس بجوار والدته في الفراش يطعمها بيده 

ويؤكد علي اخيه بأن لا يترك اي شيء خاص بهم في هذه الغرفه

خلاص يا زياد لمېت كل حاجه 

ايوه خلاص بس انا خاېف عمك لو صحي مش هايسكت. 

ماتخافش ياض فرح واقفه عند اوضته واتأكدت انه شرب العصير اللي حاتطله فيه حباية المنوم 

ولو حست بحاجه هاتيجي تقول لينا على طول يلا انت بس اخرج براحه قدامي وانا هاشيل ماما واخرج وراك. 

يعني هانسيب فرح هنا معاه لوحدها

فرح بنته يا زياد مش هاينفع ناخدها معانا اخلص بقي واخرج حماد وحسن بره مأمنين كل حاجه يلا. 

خرج اخيه من امامه وانحني هو ليحمل والدته ولكن شهقاتها اوقفته

خلاص هاتمشو يا بيجاد. 

فرح ايه اللي نزلك 

نزلت اسلم علي ماما جميله قبل ماتخدها وتمشي. 

طب بټعيطي ليه دلوقتي 

عشان مش هاشوفكم تاني انت هاتخدهم وتسيبني معاه لوحدي. 

ڠصب عني يا فرح الله الوكيل لو عليا كنت اخدتك معانا بس ساعتها ابوكي هيعمل معايا الف مشكله دا ممكن يتهمني اني خطڤتك كمان. 

قوي عشان خاطري اوعو تسيبوني هنا كتير. 

طيب طيب هحاول بس سيبينا نمشي دلوقتي. 

كانت تتراجاه بعبراتها بألا يتركها مع هذا الظالم. 

لكنه لم يهتم انحنت امامه علي وجه والدته التي الجم المړض لسانها وتمكن منها الصمت وقبلتها واحتضنتها جيدا ثم ابتعدت عنها تنظر اليه بشوق تكتمه داخل قلبها. 

ليحمل هو والدته بين يديه بلا مبالاه لمشاعر تلك العاشقه له ولجموده. 

استيقظ من نومه في وقت متأخر علي غير عادته يشعر پألم شديد في رأسه لا يعلم متي غفي او كيف وصل الي فراشه

علي اي حال هو لا يشعر بالأطمئنان 

ارتدي ملابسه علي عجاله وخرج من غرفته سريعاوبصوت جاهور صاح

فرح بت يا فرح. 

اجابته وهي تصعد الدرج سريعا تمسك بيدها حقيبتها وبعض كتبها. 

نعم يا بابا. 

نظر اليها وجدها صاعدة على الدرج بملابس الخروج ارتاب في الأمر كله هل كانت ذاهبة ام هي عائدة من الخارج ليلقي عليها بسؤاله

كنتي فين يا بت

كنت في الكليه ولسه راجعه دلوقتي يا بابا. 

روحتي كليتك ورجعتي وانا نايم! ازاي تسيبيني نايم كل ده 

والله يا بابا انا لما نزلت الصبح افتكرتك صحيت بدري زي عوايدك وخرجت. 

وفين الواد زياد شوفيه عند جميله ولا في انهي د…….

وقفت متسمره مكانها ولم تتحرك…. 

مالك واقفه كده ليه بقولك اتحركي شوفيه فين 

شعرت به يقترب منها فجرت سريعا قبل ان تنال من بطشه ما تتلاقاه دائما. 

ذهبت الي غرفتهم وهي مړتعبة منه تعلم انه لا يوجد بها احد بها لكن كيف ستخبره بذلك 

وقفت قليلا تدبر امرها وتصنعت الدهشه وارتسمت علي ملامحها معالم الخۏف والرهبة حتى هيئت نفسها لأخباره بحقيقة الأمر. 

دا مافيش حد في الاوضه يا بابا. 

لم يتفهم عليها ظنا بأن زياد فقط هو الغير موجود. 

ايه الواد لسه مارجعش من المزرعه طب وجميله صاحيه ولا نايمه. 

بقول لحضرتك مافيش حد منهم موجود ماما جميله كمان مش في الاوضه. 

كاد ان يجن ويفتك بأبنته وهو يصيح منفعلا

انتي بتقولي ايه اومال راحو فين 

ثم وقف يفكر قليلا وبصوت مسموع جيدا لها وبحنق شديد ايضا ظهر على وجهه هتف 

بدأت اللعب بدري كده يا ابن مراد. 

جلس مهيأ نفسه بكل اريحية وكأنه كان يستعد لحضوره. 

ها هو قد نثر رجاله او بمعني اصح جميع الشباب الذين تخرجو معه من هذه الدار 

أحتواهم وفتح لهم بيته ليكونو له حراسا و يعاونوه في التصدي لعمه وأخذ حقه منه 

كما امر اخيه بالمكوث مع والدته داخل غرفتها وعدم الخروج منها مهما كان ما يحدث خارجها

عندما حضر عمه برجاله يجهر بصوته وسط حديقة الڨيلا

والله عال وانا اللي قولت انه هرب بعد الذل اللي شافه في الملجأ اتريك مستخبي هنا لاء! ولامملي اصحابك الص.. كمان 

وعاملي عصابه. 

تفاجئ بصوته وهو يقف امام باب الڨيلا الداخلي

وممكن اډفنك مطرح ما انت واقف دلوقتي يا مهران. 

ارتفع حاجبه الايمن بأندهاش وهتف بسخريه

مهران كده حاف وكمان هاتدفني مطرح ما انا واقف. 

اقترب منه بكل برود وهو يضع يديه في جيوب بنطاله. 

اه ومش هاخد فيك ساعة سجن عارف ليه لأنك في بيتي ووجودك بشوية ال…. اللي جاررهم وراك دول يعتبر تعدي عليا يعني في نظر القانون انت الجاني وانا بدافع عن نفسي وعن بيتي يا عمي. 

استطاع ان

يرهبه بحديثه هذا وبدأت نبرة صوته تهتز. 

انت بتهددني يا ابن اخويا علي العموم انا جاي اخد مراتي اللي انت خطڤتها من بيتي. 

بكل ڠضب اجابه

هتطلقها انت فاكر اني هسمحلك تبهدل فيها تاني طلقها احسنلك بكرامتك بدل ما تطلقها ڠصب عنك في المحكمه. 

الان انه يقف امام نسخه طبق الاصل من ابيه عليه ان لا يستهان به فقرر ان يلين الحديث معه بمكر. 

افهمني يا بيجاد يا بني انا باقي علي عشرتي مع امك دي مريضة و…… 

اطلع بره بيتي يا راجل يا………… انت فاكر انك ممكن تضحك عليا بمكر التعالب ده 

لا ورحمة ابويا يا مهران يا ألفي دي ساعة الحساب خلاص بدئت 

وحقي وحق امي واخويا كله هارجعه تاني. 

علم ان الذي تربي علي كل هذا العڈاب لم يجني منه سوي الشقاء 

فالټفت للخروج من امامه وهو ينتوي له علي الشړ وقصد منزل صديقه حتي يعرف كيف سيتخلص من ابن اخيه وعدوه اللدود. 

بينما اسرع بيجاد بمنادة حسن وجميع اصدقاءه ليتمم ما بدئه في خطته. 

النهارده مش بكره يا حسن لازم نضرب ضربتنا قبل هو ما يسبقنا. 

سړقة كل المواشي اللي في المزرعه حاجه مش هينه يا بيجاد حماد لوحده مش كفايه عشان يساعدنا. 

قصدك علي باقي الحرس يعني ماتخافش زمان حماد قام بالواجب وخدرهم كلهم. 

انا برضو مش مطمن يا بيجاد خلينا نخطط للموضوع بهدوء ونصبر شويه. 

احنا لسه هانصبر بقولك انا متأكد ان الغدار ده خرج من هنا وهو بيدور هيردلي الضربه منين 

انا لازم الهيه بأي حاجه عشان اقدر ارجع حقي منه واذا كنت خاېف خليك انت. 

انت بتقولي انا الكلام ده! ماشي يا عم الله يسامحك بس عشان تبقي فاهم حكاية تخدير حرس المزرعه دي مش هتبقي مضمونه. 

عندك حل تاني

طبعا وحياتك عندي ما هخليه يرتاح في فرشته النهارده. 

اما في منزل عدلي العزيزي دار الحوار بينهم كالتالي. 

اللي يشوفك كده يقول ان الواد ده خلاص غلبك وقدر عليك يا مهران. 

بنظره مرعبه تبين مدى كرهه لذلك الشاب الذي يعوق مجري حياته اجابه بصوت جهور

لاااء انا مش هاستناه لما يضربني في ضهري يا عدلي ابن ال…… ده بدء اللعب معايا 

واخد امه وأخوه من بيتي من غير حتى ما احس بيه لازم اخلص منه قبل ما ينفذ تهديده ليا. 

طب استهدي بالله كده واهدي قولتلك اقتله واخلصك منه انت مش رديت سيبني بقى انفذ خطتي هو هيسافر مع صاحبه ويحملو بضاعه بمليون جنيه وحياتك عندي ما هاخليهم يوصلو هنا بيها

وهيتقبض عليهم في قضية تلبسه على الاقل تأبيده دا ان ماكانش إعدام. 

يا ريت يا عدلي خلصني منه بأي طريقة بس المهم اشوفه ذليل قدامي. 

طب قوم روح بيتك دلوقتي واطمن قريب قوي هجبلك خبره. 

عاد الي بيته ولا يشغل رأسه سوي شئ واحد استحوذ على كل تفكيره هو كيف سيتخلص من هذا الذي يلقب بأبن اخيه 

ولماذا يلازمه شعور بالرهبه منه هو يعلم جيدا انه ضعيف فقير ولا يملك اي شئ سوي تلك الڨيلا التي عاد إليها 

بل واخذ منه زوجته أيضا وأسكنها بها. 

آفاق من شروده هذا على صوت صړاخ الحراس وهم يهرلون اليه سريعا ينادون بأسمه 

مهران باشا الحقنا يا حج مهران! 

في ايه يا بني انت وهو مالكم حصل ايه 

الحقنا يا حج الأرض كلها قايدة فيها الڼار وبتتحرق! 

هب واقفا من مكانه وتحرك نحو باب الخروج لتناديه ابنته بصوت مڤزوع. 

بابا ايه اللي بيحصل يا بابا 

بخطوات مسرعه اجابها بنبرة مهزوزة

ادخلي أوضتك يا فرح انا رايح اشوف في ايه وراجع تاني

ظلت واقفه مكانها تنظر إلى سرابه ثم اجابته هامسه لنفسها

ياترى عملت ايه يا بيجاد 

يلا بسرعه حملوا كل المواشي على العربيات ماتسبوش ولا راس واحده في المزرعه يا

حسن. 

خلاص يا بيجاد دي اخر عربيه وزي ما اتفقنا كل عربيه من دول هاتطلع على محافظه مختلفه 

والمواشي بكره الصبح هتتباع في أسواق مصر كلها. 

طب يلا اتكل انت على الله معاهم بسرعه يلا. 

وانت مش هاتيجي معايا حتى عشان تحافظ على مالك. 

لاء انا واثق فيك ودي امانه انا عارف انك هتحافظ عليها. 

لاء مش هاسيبك هنا انت لازم تختفي اليومين دول مش لازم عمك يشوفك خالص دلوقتي. 

بضحكة مدوية اجابه وهو سعيد جدا تملئ الابتسامة وجهه 

هههههههههه بالعكس دانا لازم اروحله

وهو في وسط المعمعه كده لازم يشوفني ويعرف اني هاكون العفريت اللي هيطلعله في كل حته بعد كده

بس فكرة ديل القطة دي ياض يا حسن فكره بنت……. مين كان يصدق ان قطه ټحرق محصول الأرض كلها في ساعه واحده. 

عشان تعرف بس صاحبك لم يفكر بيفكر صح مش تقولي ننيم حرس المزرعه اهم حرس المزرعه وحرس الڨيلا والبلد كلها بيحاولو يطفو الحريقة ولسه لحد دلوقتي الڼار مشعلله فيها. 

وسط اشتعال النيران وقف ېصرخ أمرا في الجميع بأن يخمدوها بأي طريقة وينقذو ما تبقى من المحصول دون جدوى. 

نفرت عروق عنقه واشتدت اعصابه حين لمح وجهه وهو يظهر أمامه وكأنه يخرج له من قلب النيران

خير يا عمي ايه اللي حصل 

جاي بتسألني عن اللي حصل مش شايف الڼار اللي كلت الأرض قصاد عينك ولا تكون جاي تشمت فيا يا ابن مراد! 

ببسمة ساخره وقف أمامه واقترب بوجهه منه حتى لا يسمعه سواه

اهدي يا حج مهران الا يجرالك حاجه احنا لسه عايزينك بردو. 

بتقتل القتيل وتمشي في جنازته يا وا.. 

الله ما انا قولتلك حقي وهاخده واحده واحده دانت حسابك كبير وده لسه اول الحساب. 

بصوت جهور استمعه جميع الحاضرين جيدا صړخ فيه

هاقتلك يا بيجاد هاقتلك و اخلص منك للأبد. 

يا أهل البلد عمي ماكفهوش اللي عملو فيا طول السنين دي

وبرغم كل اللي عمله اول ما حسيت ان فيه حاجه جريت عليه وفي الاخر بيهددني پالقتل قدامكم كلكم. 

وقفو الناس جميعا مستنكرين ما يحدث وهم يحاولو تهدئة الموقف منقلبين على هذا العم الجاحد برغم ما هو فيه ليهتف احدهم

لا حول ولا قوة الا بالله يا رجل اتعظ من اللي انت فيه شوية ومد ايديك لابن اخوك ده المفروض يكون سندك يا حج مهران. 

لااء عمره ما هايكون ده أكبر عدو ليا دا شيطان تعبان بيتلون بألف لون. 

مازلت ابتسامته ترتسم علي وجهه ليشعل قلبه من شدة لهيب كلماته الحاقدة

مش بس كده دانا العفريت اللي هطلعلك في كل حته يا عمي انت لسه شوفت حاجه! 

ابتعد عنه برويه وهو يصيح للجميع

معذور يا ناس عمي مصيبته في أرضه تقيله ربنا يعوض عليك يا عمي. 

صړخ في وجهه وهو يشهر سلاحھ أمام الجميع. 

امشي من هنا يا بيجاد لا أحزن امك عليك الليلة دي واخليها تحصلك. 

انا كده عملت اللي عليا خليكم شاهدين يا أهل البلد الحج مهران عمي الوحيد بعد ده كله جيت أمد له ايدي وهو بيهددني پالقتل! اعرفو بقى ان لو حصلي حاجه في يوم يبقى هو اللي عملها. 

اخمدت النيران اخيرا مع بزوخ شمس اليوم التالي وهم الجميع بالرحيل الي منازلهم وما لبس هو بالدخول الي ڨيلته حتى تلقى الکاړثة الثانية 

ألحقنا يا حج مهران ألحقنا بسرعه! 

استدار للجهه الأخرى ليري هذا الذي يدلف اليه سريعا وهو ېصرخ مهرولا اليه. 

ايه مالك يا حماد! في حاجه حصلت تاني ولا ايه 

المزرعه يا حج المزرعه! 

مالها ادت فيها الڼار هي كمان 

المواشي اتسرقت يا حج مافيش في المزرعه ولا راس واحده. 

جلس على أول مقعد طالته يداه وهو ينظر للفراغ ويصيح

دانت بتلعب على المكشوف اوي يا ابن مراد فاكرني هاسكتلك وديني لاقټلك. 

الثالثة يقولها صريحه ولكن هذه المره ألقاها على مسامعها تلك التي كانت تقف بالأعلى تستمع الي كل شيء وهي مرتعبه علي حب عمرها 

وبطلها الذي سلب منها قلبها دون ان تشعر وتنطق پخوف حروف أسمه. 

لاء بيجاد. 

لا تعلم كيف وصلت إلى بيته وهي تكاد لا ترى بعيناها التي تحولت إلى بركتان ممتلأتان بالعبرات دلفت من البوابه تصرخ بأسمه وتجري الي الداخل وهي تكاد تسقط على وجهها من شدة سرعتها. 

بيجاد بيجااااااد انت فين يا بيجاد 

أنفزع الشاب الصغير عليها وترجل علي الدرج سريعا ليراها تقف في هول الڨيلا تصرخ بأسم اخيه

مالك يا فرح بټعيطي وټصرخي كده ليه 

اخوك فين يا زياد خليه يهرب بابا هايقتله

ماتخافيش يا فرح. 

وما أن استمعت الي صوته وتلك الكلمه التي نطقها وهو يخرج من غرفة مكتب ابيه و التي أصبحت خاصة به 

الا وجرت عليه وتشبثت به بل ولفت يدها حول خصره بتملك وهي تجهش بالبكاء

اهرب من هنا يا بيجاد عشان خاطري بابا بيدور عليك وحالف ليقتلك.

ېقتله ليه بس انت عملتله ايه يا بيجاد 

نطق بها

أخيه وهو يهرول مسرعا لينضم إليهم. 

ماتخفش اوي كده ابوكي من ساعة الحريقه وهو عمال يقول انه هايقتلني مش عارف ليه حاطط في دماغه اني انا اللي عملتها!

لاء ده عايز يقتلك عشان عرف ان مزرعة المواشي اتسرقت. 

ايه تعالي تعالي احكيلي ايه اللي حصل وانت اطلع اطمن على ماما يا زياد تلاقيها سمعت صوت فرح وخاېفه دلوقتي. 

دلف بها داخل غرفة مكتبه وأغلق الباب من خلفه حين صعد أخيه الي والدته. 

اجلسها بجانبه على الاريكه وظلت تحكي له كل ما حدث وهي تشهق وتبكي وهو يغلق على يدها بين كفيه ويحاول تهدئتها. 

اشششششش اهدي يا فرح مالك خاېفه كده ليه

خاېفه عليك اوي منه دا كان خارج وهو ثاير جدا وماسك سلاحھ في ايده. 

وانتي مش خاېفة على نفسك لما يعرف انك خرجتي من بيتكم وجيتي لحد هنا عشان تحذريني منه. 

هاه يا نهار اسود ده هايقتلني انا كمان لو عرف اني هنا انا هاعمل ايه دلوقتي 

بس اهدي انت خلاص كده مش هاترجعيله تاني. 

ازاي بس حتى لو مارجعتش ما هو هايعرف اني هنا وهايجي ياخدني ڠصب عني. 

مش هايقدر المره دي انا هاحميكي منه هاقف له بقلب جامد ومش هاخليه ېلمس شعره منك يا حبيبتي! 

ايه بتقول ايه انا حبيبتك يا بيجاد. 

انتي روحي قلبي وحبي الوحيد. 

كلماتك هذي تسحرني. 

نظرة عينيك تسكرني. 

تنسيني العالم من حولي. 

وبضمة يدك تملكني. 

ساكته ليه الله اتكلمي قولي حاجه 

اااقول ايه 

قوليلي بتحبيني ولا لاء يا فرح 

بحبك بحبك اوي يا بيجاد انا كنت مستحمله كل اللي انا فيه ده عشانك انت وبس. 

وانا هاعوضك عن كل العڈاب اللي شوفتيه بسببي يا حبيبتي بس دلوقتي لازم نعمل حاجه مهمه جدا. 

حاجة ايه دي 

نتجوز

ايه نتجوز

ايوه دي الحاجه الوحيدة اللي هاقدر اصده بيها عنك وتخليه مايقدرش ياخدك من هنا تاني 

طب عارفة انا كنت قاعد بعمل ايه دلوقتي 

لاء مش عارفه 

كنت بحضر ده عقد جوازنا امضي هنا يا حبيبتي. 

ده عقد عرفي! انت عايز تجوزني عرفي يا بيجاد 

مؤقتا بس يا قلب بيجاد لأننا مش هانلحق نجيب المأذون قبل هو ما يجي 

لكن بعد ما اوريه لأبوكي ويمشي من هنا هابعت اجيب المأذون في ساعتها واحول جوازنا من عرفي لرسمي على طول. 

بس العقد ده بتاريخ قديم وفي شهود ماضين عليه. 

طبعا انا كنت كاتبه بقالي فتره وخليت اتنين صحابي يمضو عليه كشهود وكان ناقص علي أمضتك انتي بس فاحضرته وكنت هاجيلك بيه بس انتي سبقتيني وجيتي ليا يا قلبي. 

عاااااا يا ماما ايه صوت ضړب الڼار ده 

اكيد هو جاي عشان يتخانق معايا! 

امضي بسرعه قبل ما يدخل هنا ويشوفك امضي عشان اقدر احميكي منه وماخليهوش ياخدك مني تاني يا قلبي.

حاضر حاضر مضيت اهو. 

شاطره يا حبيبتي خدي النسخه دي خليها معاكي واطلعي عند ماما جميله لحد ما اطلعكم انا فوق. 

لاء مش هسيبك تخرجله دا هايقتلك لو خرجت ليه

الفصل التاسع

اسمعي الكلام واطلعي يلا مالكيش دعوه بيا دلوقتي. 

تمسكت به جيدا پخوف وهي تستمع لصياح والدها بالخارج واذا بالباب ينفتح ويظهر أمامهم ليرى ابنته وهي ترتجف داخل أحضان هذا البيجاد. 

فېصرخ فيه منفعلا

مش مكفيك كل اللي عملته حړقت الأرض وسړقت المزرعة كمان عايز تلوث شرفي يا ابن ال.. انا هاقتلك عشان ارتاح منك. 

بكل شموخ وقف أمامه وازاحها خلف ظهره ليخفيها من نظرة عين ابيها لهارد عليه بثبات تام. 

ولا تقدر تعمل حاجه انت أضعف من انك تتحبس ساعه واحده في قسم الشرطه ما بالك بقى لو قتلتني 

دي فيها إعدام يا مهران يا ألفي وماتنساش ان البلد كلها شاهده على تهديدك ليا پالقتل. 

ولا هاخد فيك ساعه واحده عارف ليه لأني بحافظ على شرفي اللي لوثته 

هاقتلك انت وهيا واخلص منكم انتو الاتنين. 

فرح تبقي مراتي! 

ايه بتقول ايه يا ابن ال…….. انت حصل امتى وازاي وانا كنت فين 

لو مش قادر تصدق العقد اهو. 

مد له يده بتلك الورقه حين وقف الاخر وعلامات الصدمه تزداد علي وجهه

وعندها اخذ تلك المختفيه خلف ظهره و زجها خارج الغرفه بأكملها وهو يأمرها

اطلعي على فوق بسرعه يا فرح.

جرت الي الأعلى پخوف ولكنها توقفت على الدرج مع أخيه حين رأت ضابط من الشرطه يدلف اليهم مع جنوده. 

مازال يقف مندهشا يقرأ ذلك العقد ليصيح بصوت جهور مستنكرا! 

عرفي بنتي انا! بنت مهران الألفي تتجوز عرفي. 

بكل برود اجابه وابتسامة نصر باردة تزين وجهه. 

اه عرفي وبكل سهوله كمان اومال انت كنت فاكرني هاسيبك كده من غير ما اكسرك واخليك تمشي حانى راسك في الأرض. 

مش هاتلحق يا ابن اخويا انت خلاص عمرك خلص دلوقتي. 

نزل سلاحک يا حج مهران وبلاش تهور. 

كان هذا صوت الضابط الذي امسك يده قبل أن تضغط على هذا الزناد. 

مش قبل ما خلص عليه واخلص منه. 

شاهد يا حضرة الظابط انا لحد دلوقتي مراعي انه عمي وانه راجل كبير ومش عايز اعمل حاجه ضد القانون.

من فضلك يا متر اهدي لو سمحت وانت يا حج سيب السلاح ده من ايدك. 

لااااااء هاقتله ده شيطان وابتليت بيه حړق أرضى وسرق مزرعتي وفي الاخر القيه ضحك على بنتي كمان. 

عندك شهود على الكلام ده يا عمي 

انا بقى اللى عايز اعمل كذا محضر ضده يا حضرة الظابط 

اولا شروع في قتلي 

ثانيا اتهامي بالباطل 

ثالثا ترويع زوجتي اللي هي بنته وټهديدها هي كمان پالقتل 

رابعا حبس امي اللي هي زوجته وزلها في مرضها اقول كمان ولا كفاية كده يا حج مهران. 

هاقتلك يا بن مراد هاقتلك بنتي مش مراته مش مراته. 

ده عقد جوازي من بنته يا حضرة الظابط. 

ده عرفي يا متر. 

للأسف لو كان زي بقيت الأباء كنا اتجوزنا رسمي لكن هو عمره ما كان هايوافق. 

حتى لو كنت تقلتها بالذهب بردو ماكنتش هوافق انا بكرهك وبكره اسمك ومش هرتاح الا لما اقټلك بأيدي. 

في الحاله دي بقي انا مضطر اني اقبض عليك يا حج 

حرز يا بني السلاح ده وحط الكلبشات في ايديه. 

لأول

مره يكون سعيدا هكذا فرحان بمعنى الكلمه وهو يراه يخرج من بيته مقيض باسوار من حديد زليل يركب عربة الشرطه من الخلف مثل المجرمين تماما كما فعل به في السابق. 

صعد إليهم ووجهه مشرق بالسعاده وجدها تجلس بجانب والدته تمسك تلك الورقه وتبكي بشده بينما إرتسم على ملامح والدته الڠضب بقوه. 

الله مالكم عاملين في نفسكم كده ليه بټعيطي ليه يا فرح وانتي يا ماما مالك حزينه كده المفروض تفرحو خلاص انا اتجوزت فرح يا ماما و خلاص خلصنا من مهران. 

تزمرت بقوه ونفرت عروق عنقها بشده وهي تنظر الي هذه الورقه التي ليس لها أي قيمه. 

كنتي عايزاني اعمل ايه يعني اسيبه ياخدها من بيتي بعد ماشافها وهي في حضڼي 

نظرت إليها بړعب جم عليها ثم التفتت اليه پغضب لتصرخ فرح

لأ يا ماما جميله مش اللي انتي فهمتيه انا كنت خاېفه عليه من بابا وجيت بس عشان احذره. 

ابتسم بهدوء لها موضحا حقيقة الأمر. 

ماتخافيش عليها يا ماما انا عملت كده بس عشان ازل ابوها واشوفه مكسور قدام عنيا زي ما زلنا كلنا. 

ڠضبت اكثر وبدأت تنتفض في رقدتها لېصرخ هو پغضب

كان لازم اعمل كده كان لازم اشفي غليلي منه واسقيه من نفس الكأس الي

سقاهولي زمان. 

تم عقد قرانهم بعد أن طمئن والدته وهدئها ودلف الي حبيبته في غرفة نومه وجدها مازلت على حالتها 

وجهها عابث صامته عيناها منتفخه أثر البكاء ليسخر منها بكلماته

بقى ده منظر عروسه لسه مكتوب كتابها على ايد المأذون حالا

عايزني افرح ازاي بعد كل اللي حصل النهارده ده. 

جلس بجوارها على فراشه بهدوء واتكأ برسغه على وسادته وهو يشملها بعيناه الفاحصه لها بحب. 

عايزك تفرحي عشان اتخلصنا منه وبقيتي معايا مش ده اللي انتي كنتي عايزاه. 

احنت رأسها للأسفل بأنكسار وهزتها يمين ويسار ثم همست له

بالطريقة دي ده مهما كان ابويا

افزعها من جلستها حين وقف من على الفراش وجذبها بين يديه وبكل ڠضب ثار عليها

ابوكي!!!! 

نسيتي عمل فيا ايه 

نسيتي حرمنا من بعض ازاي 

ولا نسيتي امك وامي كان بيضربهم بۏحشيه ازاي 

وواحدة ماټت والتانية بقت مريضة نايمة في السرير ليل ونهار ومش بتتحرك. 

اه هامسه خرجت من ثغرها وهي تعض على شفتيها پألم وأكملت

فاكره كل حاجه بس مش عايزاك تبقى زيه انت كده بقيت هو شايفاك مش بتعمل حاجه غير انك بټنتقم وټحرق وتدمر. 

انا برجع حقي وحقكم. 

اه يا بيجاد ايدي بتوجعني. 

صمت قليلا ونظر الي عيناها ثم إلى يده وجد نفسه يضغط بقوة على رسغيها يكاد ېهشم عظامها تحت كفيه

وبدأ يهدأ فيها وهو يربت على ظهرها ويداعبها بكلمات رقيقة

حقك عليا يا حبيبتي ماكنتش حاسس بنفسي. 

زاد في تودده إليها فشعرت بالخجل يجتاح جسدها وإذا بها تحاول الافلات من بين يديه. 

ااانا هاروح انام عند ماما جميلة. 

مش بعد ما أتجوزنا وبقيتي حقي وملكي عايزه تسيبيني. 

اوعي يا بيجاد عيب كده. 

هههههههههه

عيب ايه يا بت انتي ناسيه انك بقيتي مراتي وبعدين دا ابوكي أتهمنا مرتين بالباطل خلينا نحوله لحقيقه بقى. 

واثارت غضبه مره ثانيه

بيجاد!

نعم يا روحي.

عشان خاطري لو بتحبني بجد بلاش تحبس بابا.

اعتدل من جانبها مندهشا مما تفوهت به كيف لها بعد أن تلقت منه كل هذا العڈاب أن تحمل له ذرة حب واحدة داخل قلبها. 

وبضحكه ساخرة اجابها

انا بجد مش مصدقك انتي بتحبي ابوكي و خاېفه عليه يا فرح بعد كل ده طب ازاي 

انا خاېفه عليك انت بابا لو اتحبس بسببك المره دي هاينتقم بجد لكن لو روحت واتنازلت عن المحضر هايلين ويمكن يوافق على جوازنا. 

فرح. 

نعم. 

انتي عبيطه اوي يا حبيبتي. 

بردو يا بيجاد الله يسامحك. 

ممكن مالكيش دعوه بالموضوع ده وتسبيني انا اتصرف فيه. 

ماليش دعوه ازاي بس اذا كنت انت حبيبي وهو ابويا. 

سيبك من ابوكي دلوقتي خالص وماتفكريش فيه مش عايزك تفكري فيني وبس. 

يعني اعمل ايه 

ولا اي حاجه يا حبيبتي سيبيلي نفسك انتي بس وانا هاعمل كل حاجه. 

سلامتك انت والرجالة يا حسن. 

الله يسلمك يا حبيبي بقى انا ياض اسيبك امبارح بعقلك ارجع النهارده الئيك اتجوزت. 

فتح باب غرفة مكتبه وافسح له ليدلف معه داخلها. 

تعالي تعالي دي حصلت مفاجئات في الليله دي. 

ههههههه ما انا عرفت كل حاجه حبست عمك يا بن ال……..

بس بزمتك مش ضړبة معلم. 

والا معلم حقك يابا الف مبروك يا حبيبي. 

تصدق انت الوحيد اللي موافقني يا حسن لا امي ولا مراتي راضين بلي بعمله ناسين عمل فيا وفيهم ايه 

وجاين يحاسبوني على اللي انا بعمله عشان ارجع ليهم حقهم من الۏحش الي سرقه مننا. 

فكك من كلام الحريم طلاما انت على حق يبقى ترجع حقك ڠصب عن أي حد. 

طب قولي عملت ايه انت و الرجاله 

اطمن كله تمام يا متر المواشي كلها اتباعت وفلوسك كامله كلها في الشنطه دي. 

تسلملي يا حسن تلت المبلغ ده ليك انت والرجالة والتلتين هايتقسمو عليا انا واخويا وفرح مراتي وامي. 

ماشي يا صاحبي وكده تبقى قسمة العدل بردو بس خلينا بقى في الجديد بقي. 

جديد ايه لاء اهدي عليا شويه كده عايزين ناخد هدنه دانا لسه عريس جديد حتى. 

ههههه ماشي يا متر بس مش عايزك تنسى مشوار بضاعة الحج عدلي انت مش قولت دي اخر مره عايزين ننجز فيها بقى ونخلص. 

اه مانا فاكر ماتقلقش بس لسه قدمنا كام يوم على المشوار ده اكون انا خلصت من موضوع عمي ورجعت حقي كله منه. 

مرور ثلاثة أيام ذهب إلى قسم الشرطه حتى يكمل ما بدئه جلس أمام الضابط المسئول ليتمم اتفاقه معه والذي نفذه

بالكامل دون علم الجميع

أخيرا جيت يا متر انت مش كنت قايل انك هتيجي تاني يوم علطول. 

معلش بقى يا حضرة الظابط اصلي عريس جديد وبصراحه قولت اسيبه يدوق شويه من اللي انا دوقته. 

حظك كويس والله يا متر ان اليومين دول كانو خميس وجمعه والا ماكنتش هاقدر اسيبه في الحجز الفتره دي كلها من غير ما أسلم المحضر واعرضه على النيابه. 

طب ممكن بقى تبعت تجيبهولي من الحجز وانشاء الله مش هيبقى فيها عرض على النيابه بس هو ربنا يهديه. 

تمام هاجيبو ليك وتقعدو بقي تتفاهمو مع بعض براحتكم. 

انه اليوم الثالث له داخل تلك الغرفه الممتلئه باللصوص والمجرمين تحول إلى وحش كبير يجلس غاضبا يكاد يخرج النيران من أنفه 

ولا يجرؤ أحدا من هؤلاء ان يقترب منه نعم يعرفوه جيدا ويهابوه جميعا برغم اجرامهم. 

فتح باب الحجز ووقف العسكري يناديه بكل ادب

اتفضل معايا يا حج مهران. 

اتفضل معاك على فين يا بني انت. 

حضرة الظابط عايزك عنده. 

وقف بكل هيبته وتحرك من أمام الجميع ليتنفسو جميعهم الصعداء بعد خروجه.

وداخل غرفة ضابط القسم دخل الحج مهران اليه

خير يا حضرة الظابط حضرتك جايبني هنا ليه 

طب اتفضل اقعد الاول يا حج مهران انا جايبك عشان نوصل لحل مع المتر ونحلها ودي يأما لو مش عايز تتصالح 

نمشيها قانوني ونسلم المحضر بكل التهم اللي فيه للنيابه. 

مال بطرف عينه لجهة اليسار وجده جالس بكل اريحيه يضع قدم فوق الأخرى ويرتسم على وجهه ابتسامة ساخرة بلا مبالاه ليقولها صارمة صريحة لهم

مافيش لا صلح ولا زفت تمم المحضر ووديه مكان ما انت عايز مش الحج مهران اللي يطاطي راسه قصاد عايل جاحد زي ده.

الاخر من مجلسه والقي على مسامعهم التحيه.

طيب انا كده عملت اللي عليا السلام عليكم اشوفك في النيابة بقى يا عمي وبعدها ابقى ازورك في السچن.

بتهددني يا ابن ال…. فاكرني هخاف لاء ورحمة ابوك حتى لو اتسجنت بردو هاخرج وأقتلك. 

وقف الضابط ليحول بينهم ويحاول تهدئة الموقف بأكمله. 

يا جماعه استهدو بالله احنا عايزين نحلها ودي اتفضل اقعد يا حج وانت يا متر اقعد انت كمان خلينا نوصل لحل. 

جلسو هم الاثنان في مقابل بعضهم أمام مكتبه. 

خلاصة القول عايزني اتنازل عن المحضر يمضي على العقود دي يا حضرة الظابط. 

قڈف من يده ملف صغير به بعض الأوراق و فتحه الحج مهران ليري فيه عقود بيع الارض والمصنع والمزرعه والمشغل حتي دار الايتام لن ينساها. 

بكل قوته القاهم في وجهه وهو يجهر بصوته

دانت بتحلم عايز تسرقني وټحرق ارضى وتلوث شرفي وكمان تاخد املاكي عيني عينك كده! 

أملاك مين يا ابو أملاك العقود دي عقود ورثي انا واخويا من ابويا واللي انت شفطهم في ك… واستقويت على امي الغلبانه وخليتها تمضيلك على بيعهم. 

قول زي مانت عايز امك باعت وانا اشتريت وايه رأيك بقى انا مش عايز اخرج من هنا عايز اتحبس يا اخي. 

تمام اوي يا عمي عايز تتحبس! انا بقى هاحبسك بس حتى وانت في الحبس بردو املاكي هاترجعلي وانا اللي هديرها بنفسي. معلش اصلك ناسي انك ماخلفتش رجاله. 

وإذا به يتركه ويذهب من المكتب تحت نظراته الكارهه. 

مازل محتجزا الله داخل القضبان بعد أن تحولت أوراق القضية الي النيابة العامه و التي قررت أن ينقل من القسم الي السجون 

وجد نفسه بين ليلة وضحاها قد تحول من كبير بلد بأكملها الي زليل يحتجز مع المجرمين بل ويتعامل بطريقة غريبة عليه 

لم يتعامل بها من قبل فعلم ان ابن أخيه ليس بهين ولابد ان يهابه ويعمل له ألف حساب. 

أخرجه من شروده هذا صوت العسكري وهو يناديه. 

تعالي يا مهران. 

خير يا شاويش اجي فين 

يعني هاخدك على السينما يا خويا قوم يا راجل انت ليك زياره في مكتب المأمور. 

مين دا اللي جاي يزورني! لو بيجاد ابن اخويا انا مش عايز اقابله. 

بقولك قوم الباشا المأمور طالبك انا ماعرفش مين اللي عنده. 

طيب يا شاويش يلا بينا اما نشوف ده مين اللي جاي يزورني ده كمان. 

وداخل مكتب الأمور وجده يجلس بأنتظار. 

مين هو انت يا حج عدلي. 

حج مهران ازيك يا صاحبي عامل ايه. 

وقف أمامه يرد له السلام محتضن اياه بحميميه ليتحدث المأمور

تعالي اقعد يا مهران انا هاخرج بره شويه واسيبكم تقعدو براحتكم

مع بعض. 

وبعد أن خرج وترك لهم مكتبه جلس أمام صديقه على الاريكه بوجه يكسوه الڠضب

شوفت ابن ال……. يا عدلي شوفت عمل فيا ايه

اهدي يا حج مهران عشان تعرف تفكر الواد حابك القضية صح وانت بعندك ده هاتتضر فيها جامد.

عايزني اديله نص ملكي بعد ما كسر عيني واخد مراتي وبنتي من بيتي يا عدلي.

اطمن يا مهران النهارده هاخلصك منه هو زمانه راجع دلوقتي هو صاحبه وفي الطريق هايلاقوا اللي مستنيهم.

كده تمام يجيلي هنا بقى وانا اخلص عليه بأديا.

لاء احنا عايزينه لما يجي هنا نتفاهم معاه براحه لحد ما يخرجك من الورطه دي. 

بس هو يجي يا عدلي

زي ما قولتلك يا حسن احنا هانسلم الحج عدلي العربيه بالبضاعه وبعد كده مافيش شغل في الحوار ده تاني. 

امين يا صاحبي احنا متفقين وانا معاك في اي حاجه. 

ايه ده! هدي يا حسن هديييييي دي لجنه يا

حسن لجنه! 

لجنه ايه دي عمرها ما حصلت ووقفت لجنه في داخلة البلد كده!

بقولك أقف اكيد اتغدر بينا يا حسن. 

مش هينفع أقف يا بيجاد لو اتغدر بينا زي ما بتقول يبقى الحوار ده كله عشانك انت لكن انا هايقفولي ليه ولو لعدلي كانوا صبرو لما وصلت عنده وهجموا على بيته يبقى اكيد دول جايين عاشنك انت نط من العربيه واستخبي في وسط الغيطان. 

مش ممكن هاسيبك لوحدك! 

اسمع الكلام مافيش وقت انت هاتعرف تساعدني لو انا اتحبست لوحدي لكن لو اتحبسنا احنا الاتنين يبقى مش هانخرج منها بقولك نط يلااااااا. 

فتح له الباب الجانبي وزجه بيده للخارج ليحثه على النزول من السياره. 

انزل بقى يا بيجاد بس بقولك ايه اوعي تخلي بيايا صاحبي لو اتحبست انت المحامي بتاعي فاهم اوعي تسيبني ياض دي فيها خمسة وعشرين سنه. 

ماتخافش يا صاحبي مش هاسيبك وربنا ما هاسيبك يا حسن. 

قفز من السيارة وجرى وسط الزراعات واختفي بينها مستترا باليل حتى يرى ماذا سيحدث لصديق عمره الذي ضحى بنفسه ليحميه. 

رأه وهم يسحبونه من خارج السيارة واخرجو من داخلها المخډرات بكل سهوله وكأنهم يعلمون الأماكن المختبئة بها جيدا. 

قيدوه بالحديد ووضعوه بهذا الصندوق الحديدي المتصل بعربة الشرطه ليأخذوه معهم وبعدها بلحظات أنفض ذلك الكمين 

ليتأكد هو أن صديقه كان معه كل الحق حين قالها له انهم يقفون بانتظار هو ليس الا.

الفصل العاشر

وقفو هم الاثنان مرتابين في أمره حين وجدوه دلف إليهم وسريعا ما اتجهه لغرفة مكتبه وهو يسب ويلعن كل شئ من حوله فجري اخيه خلفه حتى يعرف ما به. 

مالك بس يا بيجاد من ساعة ما دخلت الڨيلا وانت بتزعق وڠضبان كده ليه انت اصلا كنت فين طول النهار.. وحسن صاحبك كمان فين 

ابعد عني يا زياد سيبني في حالي دلوقتي خليني اعرف افكر هاخرجه من الورطه دي ازاي.. 

ايه! هو راح فين 

اتقبض عليه! 

ايه ازاي ده حصل 

ما هو ده اللي عايز اعرفه انا لازم اروح لعدلي العزيزي عشان اعرف ليه عمل كده 

ولجت عليهم زوجته التي كانت مرتابه في الأمر كله واستمتعت الي حوارهم

هو الحج عدلي صاحب بابا هو اللي حپسه طب ليه 

ماكنش يقصده هو يا فرح هانم اكيد كان قاصدني انا 

كان عايز يلبسني قضية مخډرات اخد فيها تأبيده على الأقل. 

طب ليه يعمل كده معاك بس 

هو اللي لازم يجاوب على السؤال ده انا هاروح ليه واعرف منه هو عمل كده ليه وان كان اللي في دماغي صح يبقى تنسى أن ابوكي هايخرج من السچن تاني 

ولج اليه والشرار يكاد يطق من عينه. 

كان الاخر يجلس بمنتهى الراحة حين رأه و لا تظهر عليه أي معالم ضيق او حتى تأثر على بضاعته وامواله التي خسرها. 

انت شرفت! 

اه يا حج عدلي شكلك كده الاخبار وصلتك.. 

طبعا وصلتني خسړتوني اتنين مليون غير المكسب يا ولاد ال… 

غريبة مش شايفك زعلان عليهم يعني! 

ليه فاكرني…… ياض انا حقي مابيضعش ابدا وهاترجعلي بضاعتي ڠصب عنك. 

وعايزيني ارجعها ازاي بقى انشاء الله إذا كانت الحكومه حرزتها وحسن اتقبض عليه. 

ما في ستين د…… انت وحسن بتاعك وبضاعتي انت ملزم تردها يا هي يا تمنها يأما بقى… 

ايوه هي يأما دي اللي انا مستنيها وعايز اسمعها منك. 

تتنازل عن قضية عمك ويخرج منها وتطلق فرح بنته. هههههه طب وربنا كنت متأكد بس مش حرام الواد حسن الغلبان يروح فيها. 

نصيبو بقى انا كنت عايزك انت بس اهي جات كده وفداك بتأبيده أبن ال…. الغبي.. 

كده وضحت الرؤيه ومسكت كل الخيوط في ايديا انسى يا حج عدلي انت اصلك حياتك في أيدي 

ما انا بردو مش عايل طري وماسك عليك حاجات توديك ورا الشمس 

انا هترافع عنه في قضيته وهاجبله اخف حكم ومش بعيد تلاقي نفسك ملطوط فيها 

واللي بتقول عليه عمي ده مش هايخرج منها تاني وحياة اللي شوفته على ايده لخليه يدوق الذل أضعاف اللي دوقته في حياتي كلها وهو في السچن. 

انت بتتحداني يا بن ال… دا انت مش هاتخرج من هنا على رجلك ديتك بتلاته مليم

حتى دي مش هتعرف تعملها انا لو مت انت هيتقبض عليك في ثانيه وكل الورق الو……. هايظهر للنور والمخازن هاتتفتح و يبقى فيها إعدام خاف مني من هنا ورايح بقى 

سلام يا عدلي يا عزيزي ولو ان مش هيبقى بنا سلام بعد كده

وبعد عدة شهور ارتفع سيط المحامي بيجاد الألفي عرف جيدا وسط المحافظة بعد ان وقف لصديقه في تلك القضية ونجح فيها نجاح باهر وهو يترافع عنه أمام القضاه 

وحصل له على أقل حكم من خمسة وعشرون عام الي خمسة اعوام فقط

كما أشرك عدلي العزيزي فيها حيث أظهر للقاضي أوراق تدل على أن تلك الشحنة بأسمه هو لا غيره 

لكن الاخر ايضا اثبت عن طريق محاميه ان شحنته كانت عبارة عن اسمدة زراعية ولا علاقة له لتجارة المخډرات. 

ولكن هذا لا يمنع أن هذا البيجاد قد ألفت النظر اليه 

واصبحت

عين الحكومه ترصده في كل مكان أينما يكون وهذا ما كان يأرقه ويزيد من كرهه وحقده وما ينتويه لبيجاد. 

مر عامان كاملان عليهم هو يتحكم في جميع أملاك عمه ويعلو من كيانه أيضا في مجال المحاماه 

وأصبح له أصدقاء كثيرون من ذو الأعمال المشبوهه اللذين يوكلوه في قضايهم والذي كان ينجح فيها بجداره وبدء يعتمد عليهم في التصدي لعدوه الثاني عدلي العزيزي 

وأيضا أنجبت له زوجته الحبيبة ولد اسماه يامن كان قرة عينه 

يقسو على أخيه يغضب من مجرد كلمه تقولها زوجته حتى و لو دون قصد وحين يحمله بين يديه ينسى العالم بأكمله ولا تفارق البسمه وجهه

بزيارات عدلي العزيزي المتكرره لعمه داخل السچن لم يهتم لذلك كثيرا 

ولم يكن بحسبانه ايضا حزن زوجته لهذه الدرجه على والدها وتجنبها الممېت وصمتها الدائم بالنسبة له 

وباتت عادتها الدائمة معه اما جالسه مع والدته بغرفتها أو مع أخيه وابنها وحين تلتقي به تذهب سريعا الي غرفتها 

ولكنه هذه المره لن يسمح لها بذلك ويتركها تبتعد عنه صعد خلفها 

سيفعلها سيرضخها حتما على طاعته. 

جلست على الأريكة متأهبه لأرضاع صغيرها الذي بدء يغفو على صدرها وهي تطعمه 

لكنها انتفضت وصړخ الصغير أثر صڤعة الباب القويه 

للحظه اړتعبت وشعرت بالخۏف وكأنها ترى ابيها وليس هو من يملك قلبها

في ايه يا بيجاد خضيتني ورعبت الولد. 

انا اللي في ايه يا فرح! يا ريت تخلصي و تنيمي ابنك عشان تفهميني انتي مالك قالبه وشك من ناحيتي ليه 

التمست نبرة صوته المرعبه و حدته في الكلام معها اومئت له بكل هدوء ثم التفتت للجهه الأخرى حتي تكمل ما بدأته وترضع صغيرها

وهي تشعر بالرهبه منه الي ان غفى الصغير وذهب في نوم عميق. 

حمله وخرج به من الغرفه بأكملها لبضع دقائق ثم عاد بمفرده إليها واوصد الباب من خلفه جيدا. 

ارتابت في أمره وطريقته المزعجة هذه لتلقي عليه بسؤالها. 

الله فين يامن وديته فين يا بيجاد

هاكون وديته فين يعني نايم جنب جدته لحد ما نخلص كلامنا. 

استشعرت الڠضب في نبرة صوته المرعبه فافضلت الهروب من بين براثنه. 

يا خبر احسن يصحى ويعيط ساعتها ماما جميله مش هتقدر تسكته

تأهبت لتخرج من جانبه وهي متحججه پبكاء صغيرها لتشعر بقبضة يده على ذراعه. 

استنى هنا وماتهربيش زي عوايدك ماتتحججيش بابنك يا هانم

زياد هناك لو صحي هايشيله. 

اه طب سيب ايدي مالك ماسكني كده ليه

انا عايز افهم مالك بصراحه بألك فترة باعده نفسك عني ليه دا انتي بقيتي تقعدي وتتكلمي مع زياد اكتر مني وعالله يا فرح تقوليلي مافيش حاجه. 

سيبني يا بيجاد ايدي بتوجعني هو انا عملت ايه بس 

مش عارفه عملتي ايه ولا مش حاسه ان احنا بقينا زي الاغراب الجواب على اد السؤال وبس مش واخدة بالك اننا بقالنا فترة مافيش اي تعامل مابينا 

حتى لما برجع باليل بتعملي نفسك نايمه وابقى حاسس بيكي وانتي صاحيه جانبي وأقول يا واد سيبها براحتها وكل ده ليه عشان ماتتكلميش معايا. 

هو انت طلبت مني حاجه وانا معملتهاش. 

تركها من بين يديه مندهشا لثانيه من طريقتها معه 

ثم قرر ان يتلاعب بأعصابها مثلما تفعل معه تماما 

وقف يشلح قميصه من عليه . 

كده يا فرح طب انا بقى عايزك ها هتقوليلي لاء ولا برضو هاتهربي مني. 

اوعي سيبني متعمالنيش بالطريقه دي

شوفتي بقى اديكي مش عايزه تعمليلي اللي انا عايزه اهو. 

بټعيطي ليه بس يا قلبي مالك يا فرح انا زعلتك في ايه بس 

انا خاېفه منك وخاېفه اقولك مالي عشان عارفه ان كلامي مش هايعجبك. حاول تهدائتها لتخرج ما في

صدرها له. 

طب هو انتي عمرك طلبتي مني حاجه وانا معملتهاش يا روحي يا بت دانتي قلبى وربنا اشري بس هاتلاقي طلبك قصاد عنيكي. 

بجد يا بيجاد يعني لو قولتلك هترضي. 

بأيه بس يا حبيبتي 

انك يعني…

اتكلمي علطول عايزه ايه يا فرح

سريعا ما وقفت مبتعده عنه خوفا من أن يتملكه الڠضب مره ثانيه. 

مش عايزاك تعمل حاجه تاني لبابا هو قرب يخرج من السچن سيبه يخرج بقى. 

اعتدل في جلسته واقفا خلفها تماما

لو انا سيبته هو مش هيسبنا يا حبيبتي

احنا مش عايزين حاجه منه يا حبيبي انت بقيت محامي ناجح ومش هتخلينا محتاجين حاجه منه. 

انتي عارفه ابوكي وغدره يا فرح دا حالف ېقتلني اول ما يخرج من السچن. 

لاااء! 

ضمته بشده الي احضانها خائفه عليه وكأنه طفلها 

هو مش ممكن يعمل كده طول ما انت بعيد عنه سيبه يخرج وتعالي نسيبله البلد كلها ونمشي. 

عارفه يا فرح برغم اني عارف انه غدار وهايعمل حاجه يأذيني بيها 

لكن انتي اغلى حاجه في حياتي وماقدرش ارفضلك طلب بس انسى حكاية اننا نسيب البلد دي ما انا مش ممكن برضو اسيب شغلي بعد ما نجحت فيه واهرب عشان خاېف من ابوكي. 

بس اا… 

كفايه كلام في الموضوع ده بقى بقالك كتير بعيدة عني طب بزمتك بجياد حبيبك موحشكيش

اجابته بهمسها المحبب اليه 

وحشني اوي بس بقى يخوفني منه كمان

خرج مهران الألفي من حپسه وخرج معه الۏحش الكامن بداخله طيلة هذه المده

وجد صديق دربه ينتظره بسيارته و رجاله خارج السچن

أهلا أهلا كفاره يا حج مهران حمدلله على سلامتك يا حبيبي. 

الله يسلمك يا حج عدلي يلا بينا من هنا خليني اشفي غليلي

حالا كده طب اصبر لما اهيئ ليك كل حاجه مش عايزينك ترجع المخروب ده تاني

لاء لازم اكون هناك ورجالتك بينفذو العمليه لازم لازم ابرد ڼاري منه بقي. 

كان الڠضب مستحوذا بالكامل عليه ليبتسم الاخر بمكر الثعالب وهو يلتف حول سيارته سينفذ مخططه

ويتخلص من ذلك العدو دون أن يلفت الانظار اليه 

سيقتله بيديه ويلقى كل اللوم وتنتبه الأعين مره أخرى الي عمه دون أن يلتفت أحدا له

وبعد أن جلس بجانبه وأشار للسائق بأن يتحرك

طب خلينا بس نخطط بهدوء

كده انا مش عايزك تبان انك رايح تتخانق معاه عايزك تروحله كأنك راجل كبير ومكسور وحشتك بنتك وعايز تشوف حفيدك كمان وبالمره تطالبه باملاكك. 

حفيدي!! 

هي فرح بنتي خلفت له ولدت! 

اه يا سيدي جابتله ولد عنده شهرين دلوقتي. 

كمان دا كده حسابه تقل معايا اوي وحياة امه اللي طلقها مني ڠصب عني ورحمة ابوه اللي انا نهيت حياته قصاد عينه لخليه يحصله و هرجع بنتي ليا تاني و حفيدي بقي انا اللي هاربيه على ايدي

تمام بس اهم حاجه انك اول ما تدخل من بوابة الڨيلا تقف وتخليه هو يخرج ليك في الجنينه عشان الرجاله يقدرو من علي السور. 

انزله أمام الباب الخارجي لحديقة الڨيلا ولم تنتظر السيارة ثانيه واحده بعدها ورحلت سريعا عن مرئ الجميع قبل أن يلفت الانظار اليه. 

وقف هو بكل شموخه أمام البوابه يتمالك نفسه ويحاول كتم كل النيران المتوهجة بداخله لبضع دقائق ثم توجه للداخل مباشرة

وتوقف بعد أن عبر تلك البوابه الحديدية وما اشعله ڠضبا رؤية حارس المزرعه الخاص به يقف خادم لأبن أخيه الان. 

حماد! 

نطق بها مهران ساخرا رافعا حاجبه الأيمن له

اڼصدم الاخر من رؤيته وهب واقفا پصدمة ثم همس لنفسه. 

يا سنه سوخه يا ولاد. 

ثم رفع صوته له

ابويا الحج مهران حمدلله على السلامه يا ابا الحج

جاك بو حتى انت يا ابن ال…… بعتني وبقيت من

خدام ال…. ده حط ايده على كل حاجه واخد الخدم بتوعي كمان.

كنت عايزني اعمل ايه بس يابا الحج اني صاحب عيال وخدام لقمة العيش.

مشي يا ولد من قدامي روح ناديه ليا هنا

حاضر يابا الحج

تركه سريعا وذهب للدخل قبل أن ينال سبه أخرى او لفظ خارج منه او حتى ينال من بطش يده ما يأذيه. 

كعادتهم مثل كل يوم يجلس الثنائي على طاولة الطعام ينتظراها الي ان تهبط إليهم بعد أن تطعم والدتهم ثم تأتي لتشاركهم وجبة الغداء. 

ان وصلت إليهم بأبتسامتها الودوده و اوشكت على الجلوس حتي ان استمعوا لصړاخ ذلك الذي 

دلف مهرولا إليهم ېصرخ بمجيئ هادم اللذات. 

الحق يا سي بيجاد يا بيجاد بيه

انتصبوا الثلاثه واقفين مرتدين للخلف ينظرو اليه بريبة وتصدرهم بيجاد قائلا

مالك يا حماد داخل مسروع كده ليه فزعتنا يا أخي

حقك عليا يا ولدي بس اصل الحج مهران جيه بره

بابا! 

نطقت بها فرح التي ارتسمت الفرحه على وجهها وحاولت ان تتخطى زوجها ذاهبه للخارج الا ان يده منعتها 

واوقفها مكانها بصوته الجهور

فرررررح!

رايحة فين

تجمدت مكانها معطياه ظهرها وخرجت الكلمات بصعوبه من ثغرها

اااانا هاروح اسلم عااليه والنبي يا بيجاد سيبني اشوفه.

لاء.

خليكي هنا لحد ما اخرج ليه انا واعرف نيته من ناحيتنا ايه جاي في خير ولا ناوي على الشړ اوعي تتحركي من مكانك

زياد

نعم يا اخويا.

خليك معاها ماتسبهاش تخرج لحد ما ارجع. 

دفعها بقوه الي أخيه واستدار بوجه غاضب متجها للخارج. 

قطع المسافه للخارج مسرعا متأهبا له ولكل ما سوف يحدث مستعدا للنقاش او حتى للشجار

وربما يصل الأمر إلى على كل حال هو غير مستعد ان يرى في أسرته اي سوء 

وأخيرا ما وقف أمامه نظر في عينه بكل قوه وتكبر بصوت هادئ جدا يدل على ثباته وقوته وهيبته وعدم تكرثه به تحدث.. 

حمدلله على السلامه يا حج مهران ولا اقول كفاره يا عمي. 

بنصف ابتسامه ألتوت على جانب فمه اجابه أيضا بهدوء. 

كفاره! على رأيك يا متر ما انا بقيت رد سجون والبركه فيك يا ابن اخويا. 

تعالت ضحكته وزادها سخريته منه

ماتقولش كده يا عمي دا انت خيرك سابق عليا من زمان قوي والسنتين دول مش هيجو حاجه من عمري اللي ضاع في الملجأ. 

كاد ان يريه وجهه الحقيقيوالشړ يسيطر عليه بل ان يخرج شيطانه الكامن بداخله

تروى حتي يتم تنفيذ مخططه بالكامل 

خير يا مهران جاي ليه

كده من غير ما تقولي حتى اتفضل ادخل يا عمي

ما انا لو عارف انك جاي في خير كنت قولتها بس انت للأسف عمرك ما يجي من وراك غير الشړ. 

الله يسامحك يا ابن اخويا على العموم انا جاي ارجع حقي اللي انت حاطط ايدك عليه

وابلغك ان من النهارده رجلك ماتخطيش اي شبر من املاكي. 

احنى الاخر رأسه وهو يستمع اليه وكانت ابتسامة النصر تعلو وجهه الذي رفعه له مره واحده بس وهو يضحك. 

ليه يا عمي هو المحامي بتاعك مش قال ليك في آخر زيارة ان التوكيل اللي مضيت عليه كان توكيل عام بأسمي انا

وبموجبه رجعت كل أملاك ابويا ليا تاني مش بس كده دي املاكك انت كمان بقت ملكي يعني انت بقيت على الحديده يا عمي خرجت من السچن تحت الصفر 

حتى بيتك بقي باسم فرح بنتك فاكرها يا عمي فرح اللي انت حتى مافكرتش تسأل عليها ولا مره من ساعة ما انحبست لحد دلوقتي. 

بخطوه للخلف ارتدها وهو مندهشا مما يستمع اليه هل يمكن أن يكون قد فعل به هذا كيف يمكن أن يسدد له كل هذه اللكمات

وهو لا يرد ولا يفعل شئ. 

كل ما احاول اصفي نيتي من ناحيتك واقول يا واد كفايه عراك معاه دا برضو ابن اخوك بتزيد كرهي ليك وڠضبي عليك يا ابن جميله وبتثبتلي ان اللي ناوي عليه هو الصح. 

اللي هو ايه بقي يا عمي ! طب ما تيلا ما انا قصادك اهو مستني ايه ما تطلع

لم يرد عليه حين رأها تخرج تحمل طفلها بين يديها ومن خلفها زياد يحاول الإمساك بها دون جدوى. 

لأ يا بابا اوعي تعمل كده. 

فرررررح!!

الفصل الحادي عشر

ااقتلني ورييحني خلصني من عذابي ده 

وهتقدر تقابل ابويا هناك ازاي يا مهران يا ألفي هتقف وتحط عينك في عينه وتقوله على كل اللي عملته فينا بعد ما قټلته بأيدك يا عمي. 

حررام عليك كفايه يا بيججججاد. 

لاء مش كفايه يا عمي صدقني مش كفايه يمكن اللي انا بعمله فيك ده يخفف من عذابك شويه لما تروح عنده. 

اااقتل ععدلي العزيزي خد تارك وتار اخوك وتاري منه وبعد كده اعمممل فيا اللي انت عايزه اقتله قبل انا ما اموت يا بيجاد. 

لمعت عينه بشده الان ولثاني مره يتفقو هم الاثنان على شئ واحد. 

هاقتله وبأيديا الاتنين دول بس اعرف اوصله جو بيته بس. 

ااانا اللي هقولك تعرف توصله ازاي. 

ما هذا بحق الله الشيطان يتحالف مع عدوه اللدود!

أخذهم الحديث سويا لوقت ليس بقصير وأخيرا ما قرر أن يتركه لألمه وعڈابه وأنتفض من جانبه بوجه متهجم عزم امره وقد نوي 

اسيبك بقى دلوقتي لحد ما العذا يخلص واخلص كل حاجه بعدها هاجيلك تاني وهايبقي معايا هديه ليك. 

وقف حسن في مقدمة صف كبير من أصدقاء يستقبلون العذاء في هذا الصوان الممتلئ على آخره من بعض رجال القانون والشرطه وأيضا عدد كبير من موكلي المحامي المعروف بيجاد الألفي. 

وحين كان المقرئين يرتلون القرأن كان هو جالس في غرفة مكتبه مع بعض تجار السلاح والمخډرات الذين قرروا أن يقفو بجانبه ويحالفوه وان أراد أن يأخذوا له بالٹأر سيفعلوها دون أي تردد وكان الحديث دائر بين الرجال كتالي. 

الحج منصور الضبع 

تاجر سلاح صعيدي لقد أنقذ له بيجاد ولده في قضية ما من حكم إعدام 

البقاء لله يا بيجاد يا ولدي. 

الدوام لله وحده يا حج منصور عظم الله اجرك. 

المعلم سيد صديق

تاجر مخډرات وقد نفد اخيه من حكم مؤبد على يد بيجاد 

قولنا يا متر لو تعرف مين اللي عملها قولنا واحنا نجبلك راسه الليله تحت رجلك. 

تار اخويا هاخده بأيدي واللي عملها هاحط راسه تحت رجلي واجيب رقبته بنفسي يا معلم سيد. 

معاك يا ولدي ومش هانسيبك لو ناوي الليله تخلص جول ورجلتنا وسلاحنا كلهم معاك. 

هو ده اللي انا مستنيه منكم يا رجاله بس بردو اللي عمل كده ممكن يكون عزيز على حد فيكم وانا مش عايز ازعل حد منكم بصراحه لما تعرفوه. 

نطق المعلم سيد بكل ڠضب وهو يقف وسط الرجال. 

الله في سماه لو كان ابني اللي عملها لكون جايب أجله قصاد عنيك وبنفس راضية كمان. 

مش للدرجه دي يا معلم سيد. 

طب انطج يا ولدي جول مين اللي غدر بيك وعملها الله يرضى عنيك. 

بتنهيدة قصيرة اجابهم

عدلي العزيزي! 

تلاقت أعينهم جميعا بنظرة داهشه فاجميعهم يعلمون مدى مكر وغدر هذا الرجل ومعظمهم يكرهه. 

لتدق عصى الحج منصور الأرض پغضب وهو يقف أمام الجميع

خلص الكلام الليله يا ولدي هتنام وانت مرتاح ومبرد جلبك خيك مش هيبات اول ليلة ليه في جبره غير وانت واخد بتاره. 

بأيدي انا يا حج منصور مش بأيد اي حد تاني. 

صړخ بها بيجاد وهو يلحقه قبل أن يتحرك خطوه واحده للخارج. 

تار اخويا هاخده بأيدي لو عايزين تساعدوني يبقى كتر الف خيركم لكن التنفيذ فده عليا انا 

عدلي العزيزي وبنته دول بتوعي انا. 

وقف صامدا بجوار صديقه الي ان انتهى العزاء وبدء الجميع بالرحيل وهو يتقبل منهم واجب العذاء ببعض الكلمات المعهود الي ان وقف أمامه يلقى عليه السلام بعين خبيثة وبيد ممدوده اليه. 

البقاء لله يا متر. 

لم يمد له يده ولكنه رفعها على كتفه ضاغطا عليه بشده وقوة وبعين جامدة اقترب من

اذنه هامسا له بكلمات رزينة ثابته ليس لها إلا معنى واحد دب في قلبه الړعب 

مش بقبل عذا في اخويا يا حج عدلي كل اللي انت شايفه قصادك ده شكليات مش اكتر بس اوعدك هاخد عذاه قريب قوي ويا عالم بقى مين هيبقى موجود ومين هيحصله. 

بأبتسامة ماكره تغطي خوفه اومئ له برأسه وشدد هو الاخر بكفه على كتفهورفع صوته لينتبه الجميع له ويسمعوه جيدا. 

ايييه دنيا واهي ابدان بتسلم ابدان ثم اقترب هو الاخر منه مكملا بصوت هادئ خلي بالك انت من نفسك يا ابني لتحصل اخوك وانت لسه في عز شبابك وابنك لسه صغير ومحتاجلك بردو. 

القى نظره داخل صوان العذاء ليجد الجميع ينظر له نظرة حقد وكراهيه ليوجهه بيجاد اليه مره ثانيه بالحديث 

ماتخافش انا مخلي بالي كويس قوي من ابني الدور والباقي على اللي بنته هتشوفه وهو روحه بتطلع في أيدي وبعدها هدوقها من العڈاب أشكال والوان. 

ما كان منه إلا أنه نظر له نظرة غل وخوف في نفس الوقت ثم اسرع في خطاه ليرحل عن الجميع. 

مر اليوم على فراق اخيه وانفض عنه الجميع اخيرا قرر ان يبرد ناره المتوهجه بعد أن انتهت مراسم العذراء. 

وفي تمام الثالثة فجرا

كان يقف أمام هذا الجمع الوفير من الرجال وكأنه يعد جيش سيحارب به عدوه اللدود القى عليهم خطته وتأهب للرحيل بهم

بينما تأهب حسن بجمع اخر من الرجال ليأمنو مداخل البلد حتى يتصدو للشرطه اذا حضرت ويبلغ صديقه بأن ينهي ما بدئه سريعا

ذهب كل منهم الي مقصده وهاهو يصل إلى منزل عدوه والذي كان يأمنه جيدا وكأنه حصن منيع من الرجال الذين

يأمنوه بأسلحتهم. 

وبدأت المعركة صوت طلقات النيران كانت تصدح في الأجواء لتيقظ اهل القرية جميعا

ظل الجميع يتعاركون سويا وتسلل هو للداخل ومعه بعض الرجال من حيث اخبره عمه بالمخبئ السري الذي يأمن فيه عدوه بضاعته المحرمه اذا كان هذا أأمن مكان للمخډرات سيختبئ هو أيضا به. 

تركهم داخل حديقة المنزل يتصدو لمن يقابلوهم وتحرك هو سريعا ومعه رجل واحد فقط ليبحث عنه في الأسفل 

نزل الي هذا القبو اسفل المنزل ليجده مختبئ خلف عدة صناديق يرتجف من شدة الخۏف 

ليجذبه من خلفها وهو يزجره ويسبه بأفزع الألفاظ. 

اطلع يا ابن ال…… يا جبان فاكراني هاخليك تعيش ليله واحده بعد ما حرمتني من اخويا دا انا هابعتك على جهنم وانت صاحي وايه قصاد عين بنتك الخيانه. 

ركع أمام قدمه وهو يرتجف من شدة رعبه حتى يتوسل اليه. 

ابوس رجلك يا بيجاد يا ابني انا كنت بدافع عن شرفي

طب فكر فيها كده اعكس الايه لو كانت هي اختك وزياد ابني مش كنت هتعمل كده بردو 

انحني بجزعه له وهو يبصق عليه 

لو كان العكس زي ما بتقول مش كنت هغدر بيه زيك. 

ليلقيه من يده ويزجه بقدمه لهذا الذي يحمل سلاحھ متأهبا لأطلاق الړصاص حين يقول قائده في رأس هذا الثعبان المتلون

خده على بره علبال ما اجيب البت بنته واخرج ومش عايز حد فيكم يقرب منه. 

أومئ له الرجل وقيده من يده جيدا ثم ترجل به للخارج وسط صراخه وترجيه له. 

بدء هو يبحث عن تلك الساحره المذاكرة التي سلبت قلب اخيه حيا وقضت على روحه غدرا 

وأخيرا ما وجدها ولكن ما هذا بحق الله كيف بتلك الملاك التي لا يظهر منها غير وجهها ان تكون غادره ماكره شريرة بهذا الشكل. 

بالفعل انتي ساحره

نظرة عينيك غائره

بل ولقلبي جاذبه

انتي يناديني

ام حورية بحر تجذبني للهاويه

لا لا أفق يا قلبي من الهوي

ستكون

اسيرتي

ولن تكن لك اسره

آفاق من شروده برعونه حيث نفض رأسه عدة مرات واذا به يضغط على مؤخرة رأسها بقوه ليجبرها على النظر في عينه وهو يجهر بصوته في وجهها

أخيرا لقيتك سارة عدلي العزيزي

الغدارة الخاېنة زي ابوها بس معلش زي ما غدرتي بأخويا اللي كان عاشقك انا هزلك واعذبك وبعدها ھقتلك بأديا دول. 

الغريب انها لم تهابه ولم ترتجف مثل أباها ولم تتفوه بكلمه واحده حتى لم تدمع عينيها الكحيلة بل ظلت صامته صامده أمام عينه الجاحدة 

ليترك حجابها وينفض رأسها من بين يديه بقوه واتجه نحو هذه السلاسل المقيده بها لينظر إليها بسخريه وهو يطلق من سلاحھ طلقه واحده لينفتح القفل ويحل السلاسل الحديدية ثم يمسكها بيده ويجذبها ليحثها على الوقوف 

واذا به يسحبها خلفه كالشاه ويترجل بها للخارج

اوقفها أمام ابيها مكبل الأيدي و الراكع على قدميه 

وأشار الي الرجل ليبدء انتقامه منه اقترب منها هامسا بصوت مثل فحيح الافعى

واضح ان قلبك جامد ومش پتخافي من المۏت بدليل انك شوفتي زياد بجبروتك ده 

انا بقى هاوريكي منظر عمرك ما هاتنسيه وبعدها هتبقى مجرد عابدة لرغباتي هتبقى نزيلة طول عمرك في سجن بيجاد الألفي. 

صرخه مدوية خرجت من ذلك اللعېن الراكع من خلفه وهم يسكبوه بهذا السائل ذو الرائحه النفذاه فوق رأسه

ابوس رجلك يا بيجاد ارحمني يا ابني خد كل مالي بس سيبني اعيش. 

الټفت اليه بكل ڠضب مفتخرا بما يراه من ذل وصړخ في وجهه

اخد مالك اعمل بيه ايه يا عدلي يا عزيزي انت اخدت مني اعز ناس ليا مش واحد بس دول اتنين مراتي اللي ضحت بنفسها واخدت الطلقه بداليواخويا الصغير اللي كان بيحب بنتك وكل مناه انه ياخدها في الحلال انا بقى هاخدها وبردو هاخد روحك. 

السائلة على وجنتيها في صمت 

حتى انتهى صراخه وصمت للأبد أمام اعينهم

مازلت مكبله بتلك السلاسل الحديديهملقية في قاع السيارة وأخيرا ما وصل بها الي بيته وذهب بها الي هذا المخزن القديم ليفتح بابه ويقذفها بداخله بقوة 

واستدار بجانب عينه ليلمح عمه مستيقظا في فراشه وكأنه ينتظر مجيئه بها اليه

جبتلك الهديه اللي قولتلك عليها يا مهران بيه بص وملي عينك منها كويس يمكن تفكرك بفرح 

عارف من دي يا عمي دي ساره بنت صاحبك اللي قتل مراتي واخويا

وحرموني منهم بس انا بقي اخدت بتاري وحرمتها هي كمان من ابوها تاجر المخډرات اللي كانت بتتحمي فيه

ثم توجه إليها وهو مندهش من تعبيرات وجهها الغير مباليه لما هي فيه وبدء يجذب يدها ليقيدها في هذا العمود القريب منها وهو يستمع الي كلماتها التي تخرج من ثغرها بثقل وهدوء

قصدك تقول انك اخدت بتاري انا وخلصتني منه ومن جبروته وشره. 

صفعه قوية تلقتها على وجنتها جعلت رأسها

ترتطم بالعمود وبكل عڼف اجابها.

اخرسي يا بنت ال…. يا خاينه ورحمة اخويا وحياة كل لحظة حب حبك فيها لأدوئك من العڈاب الوان واخليكي تتمنى المۏت ومش هطوليه الا لما ربك يأذن بقى. 

رفعت أهدابها وصړخت في وجهه. 

لأء انا مش خاينه انا مش غدرت بزياد اقټلني و ريحني خليني اروحله واعرفه اني اتغدر بيا انا كمان صدقني انا كنت فاكره ان… 

واذا به ينهال عليها بالسباب. 

قولتلك اخرسي مش عايز اسمع صوتك انتي فاكره ان توب العفه اللي انتي لبساه ده هيخليني أصدق انك خضرة الشريفه يا بنت تاجر المخډرات قتال القټله يا غدارة زي ابوكي. 

بيجااااد

صړخ بها حسن القادم من الخارج وهو يسرع في خطاه حتى جذبه وأبعده عنها

ايه اللي انت بتعمله ده حرام عليك دي

مهما كان بنت وبنظرة ذئب جائع الټفت إليها وأكمل 

حلوه اوي مش كده

أغمض عينيه بشده حتى يهدء من غضبه وتعصبه اذا به يضغط على كتف صديقه و يهتف

عجباك ياض يلا بالهنا والشفا على قلبك يلا انبسط انت والرجاله. 

ليردف حسن بأبتسامه واسعه

حلو يبقى انا الأول بقي

ولكنه لم يبالي بما يحدث واندفع بخطاه للخارج. 

اسرع في خطاه للخارج حتى توقفت قدماه امام جدار المخزن

مهران

ب يجااد الحق فرح يا بيجاد. 

بينما هي كانت تصرخ تنادي حبيبها الذي ذهب إلى المكان الوحيد الذي لا يمكن أن يعود إليها منه.

ساره

لااااء حرام عليكم زياد سيبتني ليه لااااء يا رب يا رب. 

لا يعلم لماذا شعر بتلك الغصه ټضرب قلبه وكأنه يرى اخيه يقف أمامه يلومه على ما يفعله بها 

واذا به يجري مره آخري للداخل

دفعه بقوه بعيدا عنها وسط نظراتها الحارقه له وصړاخها ودعائها عليه

انت لا يمكن تكون اخوه يا ريتك انت اللي كنت مت وهو عاش منك لله يا شيخ انت فين يا زياد ترحمني من اللي انا فيه ده. 

وقف حسن يحاول ان يظبط من تنفسه وصدره يعلو ويهبط بشده وسرعة. 

الله ليه قلة المزاج دي بقي يا صاحبي

اطلع بره دلوقتي حالا يا حسن. 

اندهش صديقه مما قاله له وترجل للخارج وهو يعدل من ملابسه. 

نظر هو إليها واقترب منها بهدوء مريب للغاية وانحني بجزعه بالقرب منها. 

اړتعبت مره اخرى وتحاشت النظر في عينه المرعبه 

خاشية من أن يفعل هو الاخر اي شئ يذلها به اكثر من ذلك. 

ولكنه مد يده ليمسك يدها واذا به يحل قيودها ثم تركها وذهب سريعا دون أن يتفوه بأي كلمه. 

استمعت هي الي هذا الباب العتيق وهو يغلقه من الخارج وهكذا علمت انها أصبحت سجينة حبيسة في حضرة بيجاد. 

الټفت إليها بدموعه السائله على وجهه نداها بأسم ابنته يظن انها هي لتقترب منه

رح سامحيني يا بنتي ااانا السبب في كل ده 

بيجاد ليه حق يعمل أكتر من كده كل الكره اللي عنده ده انا اللي زرعته في قلبه يا فرح. 

كانت في اپشع موقف ممكن ان تتعرض له أي أنثى ملابسها ملطخه بالاتربه وشعرها اشعس 

عيناها تزرف الدمع بغزاره تشعر بعلامات الاعياء والألم تجتاح جسدها بالكامل ولا تقوى حتى أن تقف على قدميها.

جست على ركبتيها لتسحب حجابها سريعا ما مسحت به جبينها ووجهها ثم لفته حول شعرها. 

واثقلت رأسها بجانب الجدار وهي تهمس له بشهقات متقطعة هامسه

انا مش فرح يا عمي مهران انا ساره بنت صاحبك اللي ربنا أخده وريحه وسابني انا للعذاب والقهر. 

وكأنه لم يستمع لما قالته ظل يناديها

فرح تعالي قربي مني انا ابوكي سامحيني يا فرح

بجسد ممتلئ بالكدمات زحفت اليه لتضع رأسها بجانب فراشه ويضع هو يده على جبينها وظل يبكي بصوت مرتفع. 

علت شهقاتها ايضا وظلت تناجي ربها 

يا رب 

جري الي غرفة اخيه سريعا بعد أن استمع إليهم امسك صورته بين يديه وهو يبكي بشده وتحدث معه. 

شكلها بريئة اوي يا زياد مش ممكن تكون غداره زي ما قولتلي ليه ضيعت نفسك بسببها و مش سمعت كلامي يا اخويا 

لاء انا اللي كنت غبي وضيعتك من ايدي كان لازم اقتله من يوم هو ما قتل فرح 

والحيه اللي تحت دي مش هتقدر تضحك عليا ببرائتها 

دي براءة الافعى الي سحبتك بيها وبعد كده لډغتك في قلبك يا حبيبي لكن انا هحاربها بنفس سلاحھا 

ظلت رأسه متخبطه طيلة اليومين الماضيين ولكنه تجنب الظهور والمواجهه مره ثانيه ليس خوفا عليها بل بدأ في تنفيذ خطته التي لا يعلمها

أحدا غيره. 

الكل يطيع اوامره دون أن يسأل حتى صديقه حسن ما كان منه إلا أنه يرضخ لكلامه يوافقه الرأي ويختفي عن الانظار هو وجميع الرجال داخل المزرعه. 

بعد أن علم بنزول الشرطه الي البلده و تمشيطها رأسا على عقب حتى يصلو الي اي خيط يصلهم للجناه في تلك الحاډثه المفجعه دون جدوى. 

كان يعيد حساباته و يشغل نفسه بأعماله يهتم بأبنه جيدا ويتأقلم مع حياته المعتادة نهارا

وفي المساء يجلس بالخارج مع حارسه الأمين ليخبره بكل ما يدور عندها فهو الوحيد الذي يأتمنه على الدخول نحوها دون أن يرتاب في أمره. 

لكن ما أشعل قلبه لهيبا حتى أنه كاد ېحترق من داخله من كثرة الغل والكره انها بدأت تمرض ذلك الكهل المړيض وتداوي قرحاته الفراشيه وترفق بحاله تطعمه بيدها وتعتني به جيدا وكأنه اتي بها اليه لتؤنث وحدته وتعاون على الشفاء مما هو فيه. 

جلس على الاريكة الخشبية في هذا الهواء القارص يستمع الي ذلك المنحنى أمام مشعل النيران يوقده له وهو يحتسي كوب من الشاي يدفئه من برد الشتاء.

الفصل الثاني عشر

والله يا سي بيجاد زي مابقولك إكده هي من ساعة ما سعديه مرتي ما دخلت سترتها بجلبيه من حداها وغيرت هدومها المتقطعه من عليها وبدأت تشد حيلها شويه اكده 

وهي مش بتعمل حاجه غير انها تجعد جنب مهران بيه وتداوي چروحه دي حتى طلبت مني وانا بدخل لها الاكل اني احممه واغيرله هدومه بس اني ماسمعتش كلامها وجولت اجولك انت الاول 

ولما حست اني مش هاعمل أكده منغير اوامرك طلبت مني ورقه وقلم وكتبتلي العلاج ده عشان اجيبه لسى مهران بيه. 

اخذ من يده تلك الورقه ونظر فيها

متصفحها جيدا ثم أعطاها له ثانية وهتف بروية

اعمل اللي طلبته منك يا حماد وخلي سعديه مراتك تنضف ليهم المخزن كويس وابقي حطلها سرير تنام عليه بدل رقدتها على الأرض وهاتلها غطي تقيل تتغطى بيه من البرد ده 

وابقى هات لعمي هدومه وحميه زي ما طلبت منك. 

بنظرة مندهشه اجابه سريعا 

أكده من عنيا يا بيه والله عين العقل يا ولدي طب يا ريت تكمل جميلك وتنقلهم الڨيلا دا حتى المخزن برد جوي عليهم. 

بطل رغي يا راجل يا خرفان انت ڨيلا ايه اللي انت عايزني انقلهم فيها انت تعمل اللي بقولك عليه وبس 

وعالله يا حماد تسيب باب المخزن مفتوح في يوم الله الوكيل ما هرحمك المره دي. 

واني هاسيبه مفتوح ليه بس يا ولدي 

عشان صعابنه عليك مثلا تقوم تسيبه مفتوح ليها فاتهرب هيا والله پموتك انت وعيالك ومراتك لو عملتها يا حماد. 

بكل خوف اجابه

لاه واني من مېته بس بعمل حاجه غير اللي بتقولي عليها داني تحت امرك وفي طوعك من ساعة ما جبتني اهنه يا ولدي. 

أيوه خليك بقى كده في طوعي واتقي شړي احسنلك ما انت اكيد بردو ماتحبش تشوف شيطان بيجاد الألفي يا عم حماد

بأنحنأه خفيفه اتكئ على كتفه واعطي له الكوب الزجاجي الفارغ في يده ثم ابتسم له بخبث وتحرك للداخل. 

ليهمس ذلك الجالس ارضا وهو يقلب حديثه جيدا برأسه

بجيت واعر جوي يا ابن الألفي وشيطانك أتمكن منك مسكين يا ولدي بجيت ظالم ومظلوم بنفس الوقت. 

كالطيف تأتي زائرا

معذبا وحائرا

أشعر بخطواتك نحوي غائرة

وانفاسك تجاهي مئلمه

لكن كل الامك سيدويها الهوى

وبالقرب يا حبيبي ستلقي الدوا. 

ذهب إلى ذلك المخزن وفتح بابه بهدوء وجدهم نائمون كل منهم في مكانه 

عمه المړيض راقدا في فراشه اما هي تفترش الأرض بجسدها متقوصة في بعضها ضاممه قدميها الي صدرها ترتعش من شدة البرد

چاكته الثقيل من عليه ودثرها به برفق ثم اعتدل في وقفته ورحل بهدوء مثلما حضر موصودا الباب خلفه جيدا. 

لتعتدل هي من رقدتها واخيرا ما تهدأ رجفتها التي ما كانت الا رجفة ړعب منه وكرها شديد له. 

قذفت چاكته ارضا من عليها بأشمئزاز وهي تسخر من فعلته 

ال يعني حنين اوي وفي قلبك رحمه روح يا شيخ منك لله. 

تنفيذا لأوامره دلف إليهم في الصباح مصتحبا زوجته معه حتى يبدؤا في العمل الذي كلفه به سيده. 

ادخلي يا سعديه وهمي شوية عشان تخلصي بسرعه. 

يوه حاضر يا حماد مانا جايه اهو خد انت عني الحاجات دي. 

هاتي يلا اني هركب السرير وانتي روحي هاتي باقي الحاجه يلا قبل ما تصحي 

بس انا صحيت اهو يا عم حماد صباح الخير. 

اعتدلت من نومتها وجلست حتى ترى ما يحملوه في ايديهم. 

ايه اللي شايلينو معاكم ده 

اجابها بكلمات ساخره ليثبت لها أن سيده يمن عليها بعطفه. 

ده سرير بيجاد بيه امر اني اركبه ليكي اهنه عشان تنامي عليه بدل نومتك على الأرض في التلج اكده. 

لأ والله!

طب يا سيدي كتر خيرك انت وبيجاد بيه بتاعك ده بس يا ترى بقى جبت العلاج بتاع عمي مهران زي ما قولتلك

ايوه جبته وجيبت له هدوم نضيفه كمان اطلعي اقعدي قصاد الباب مع سعديه مرتي على بال ما اخلص واحممه واغير ليه هدومه. 

لمعت عيناها بخبث ووقفت سريعا بفرحه وجرت نحو الباب. 

ماشي كلامك تعالي يا ست سعديه نخرج بره. 

تقدمت معها زوجته المتزمرة جدا من حديث زوجها 

جلست أمام المخزن وهي تتأفف بحديث مبهم غير مفهوم الأخرى. 

كل شويه روحي يا سعديه هاتي يا سعديه لما هاتجيب اجل سعديه عن قريب. ٠ ٠

ضمت حاجبيها لها غير متفهمه عليها متسائلاة عن سبب ڠضبها

مالك بس يا ست سعديه 

مافيش يا بتي حاجه أصله مش بيبطل كل شويه طلبات من شويه كان بيقولي روحي هاتي باقي الحاجات ودلوقتي بيقولي اقعد معاكي بره وكمان حبه هينادم عليا فين الحاجه يا سعديه انتي يا وليه روحتي فين 

الله يحظك والله يا خاله ضحكتيني برغم اللي انا فيه. 

أكده بتضحكي! طبعا ليكي حق ما هو انتي السبب في اللي انا فيه ده. 

صمتت ثانية بتفكير ثم قالت

طب ما تقومي تعملي شغلك وماتخفيش انا قاعده هنا يعني هاروح فين. 

بجد طب بصي انا هاروح اجيبلك باقي الفرش اوعاكي تتحركي من اهنه احسن تضريني يا بتي. 

لاء ماتخافيش مش هاتحرك من هنا يلا

انتي بسرعه بقى عشان تخلصي شغلك بدري. 

سريعا ما همت واقفه وجرت نحو الڨيلا

تريثت الاخري رويدا الي ان اختفت من أمام اعينها 

لتقف متلفته حولها ثم جرت الي الخارج باتجاه البوابه 

الي ان وصلت عندها لتجد بابها موصودا جيدا. 

خاب أملها وهي تحاول فتحها ولكنها وقفت مصدومه وهي تستمع الي اكثر صوت كرهته في حياتها

على فين العزم انشاء الله

….

ماتحوليش البوابه مقفوله بالمفتاح والمفتاح في أيدي اهو.

استدارت نحوه تهز رأسها يمين ويسار وعيناها تزرف الدمع بشده.

لأ لأ لأ حرام عليك بقى 

انت عايز مني ايه سيبني في حالي بقى يا اخي. 

كده بسهوله اسيبك قبل ما اخد حقي منك

انت لسه ليك حق عندي ما أخدته وقټلت ابويا ابوس ايدك سيبني اخرج من هنا وانا والله لا هاروح للبوليس ولا هبلغ عنك. 

هههههههه تبلغي عني!! يا ماما انتي لو رجلك خطت بره عتبة الڨيلا دي

بعد لحظه واحده البوليس هيقبض عليكي انتي! وبدل ما هتبقى محپوسه في سجني انا هاتتحبسي عند الحكومه بتهمه تجارة 

اه اصلهم لما وصلوا لڨيلا ابوكي ولقوا متفحمه لقوا المتخزنه فيها بردو وعرفو انه كان ليه بنت 

بس مالقوش مع باقي الأموات فابيدورو عليها 

عشان تشيل قضيه ممكن تاخد فيها إعدام بقليلو اوي يبقى مؤبد. 

صرخه قويه خرجت من جوفها وهي تحاول الفرار منه تبحث عن أي ثغره تحاول أن تخرج منها. 

كدب انت كداب خرجوني من هنا انا عايزه اخرج حرام عليكم. 

أخيرا ما امسكها بين يديه بعد أن جري خلفها وبقيت عينه مثل جمرتان ملتهبتان ترمقها بشده تجبر عيناها ان تنجذب اليه ولا تقوى على الافلات منه. 

هاتهربي مني تروحي فين خلاص انتي مبقاش ليكي مكان يأويكي غير بيتي هاتعيشي طول عمرك هنا خدامه فيه لحد ما اقرر انهي حياتك بأيدي. 

بابي

مفاجئه غير متوقعه! 

خروج صغيره الان سوف يعركل خطته لن يتخلص من كم الاسئله التي سيبدئها ولن يتركه دون اجابه مقنعه. 

تركها من يديه ونظر اليه و هتف

يامن انت صحيت يا حبيبي خرجت في البرد ليه ادخل جوه وانا هاجي ليك حالا.

مين دي يا بابي هي بتصرخ وټعيط ليه

دي دي تبقي يا حبيبي

الشغاله الجديده جبتها عشان تساعد داده سعديه في شغل البيت 

بس هي غبيه شويه كسرت حاجات كانت شايلها وانا كنت بزعقلها عشان كده بټعيط. 

بس دي حلوه اوي خليها مس ټعيط يا بابي وتجبلي اكل انا جعان. 

حاضر يا يامن انا هاخلي داده سعديه تيجي تفطرك بس اطلع انت اوضتك دلوقتي. 

لاء خليها هي تيجي معايا يا بابي

بنبره قويه يعلمها طفله جيدا ويهابه حين يستمع إليها امره

لاء اسمع الكلام وادخل جوه يلا. 

لم ينتظر الصغير لحظه أخرى واختفي عن عينه. 

لتسخر هي منه. 

ده يامن ابنك زياد الله يرحمه كلمني عنه كتير طفل جميل خساره انه يكون ليه اب زيك انت. 

بحركه سريعه مد يده الي عنقها المغطي جيدا بحجابها وضغط عليه بقوة. 

الخساره الوحيده ان زياد الله يرحمه عرف واحده زيك حبها بكل كيانه وفي الاخر ټخونه وتغدر بيه وتكون السبب في قټله لاء وجايه دلوقتي تترحم عليه. 

وبنفضه قويه ترك عنقها لترتد للخلف وهي تسعل بشده وتحاول ان تسيطر على تنفسها. 

وانا هنتظر ايه من واحد جاحد وقتال قټله زيك دا حتى عمك الوحيد وجد ابنك سايبه بحالته دي ومافكرتش تعالجه لاء وراميه في المكان القذر ده. 

بها تجري نحو سجنها برغبتها والذي أصبح الان مئواها الأمن الوحيد بعد أن ثبتت في عقلها تلك الكذبه التي ابتلاها بها منذ قليل. 

دلفت الي الداخل سريعا بعين جامدة وعبرات ثابته مثل لاءلأ الماس 

لم تلتفت لذلك الذي اصتدم بها وكاد ان يسقط زوجته المترجله من خلفه 

ليستجمع نفسه سريعا وينظر الي سيده الثابت في مكانه واضعا يديه في جيب بنطاله ينظر إلى طيفها بسخرية تامه. 

خلاص يا بيجاد بيه عملنا كل اللي امرتنا بيه! 

سي بيجاد يا ابني انت سامعني 

هاه اه طيب يا حماد خد المفتاح واقفل الباب عليهم تاني ودي آخر مره البت دي تخرج الجنينه. 

الله مش انت يا بني قولتلنا نسيبها وانك عايز تشوفها هاتصرف ازاي. 

وشوفت ووصلت للي كنت عايز اوصله خلاص الباب ده مش هيتفتح بعد كده غير لما تدخلو ليهم الاكل او لو عايزه حاجه تيجي تقولي الأول وبعدها لو انا وفقت تبقى تفتح ليها

جلست بجانب ذلك الكهل تبكي في صمت بعقل مشتت 

هل ستتهم بالفعل بتلك التهم التي ألقاها عليها وهي لم تفعل شئ 

نعم والدها كان بالفعل تاجر للمخډرات وهذا ما كان الجميع يعرفونه بل وكان حبيبها يوضحه لها في كل مره يتقابل فيها 

وكانت هي تكذبه وتقف ضده الي ان اتضح كل شئ أمام اعينها. 

والدها هو سبب شقائها في حياته وبعد مۏته عليها الآن إن ترضى بقضاء ربها وتستسلم لقدرها الذي لا يعلمه إلا هو وحده. 

وعليها ان ترضخ أيضا لسجانها وعدوها الوحيد. 

بيجاااااد

ظل الطفل وحيدا طيلة هذه الأيام يأكل وحده ويلعب وحده وعندما يعود والده يجلس بجواره في غرفة مكتبه في صمت تام 

الي ان يغفو في هدوء ثم يحمله ابيه بين يديه ويصعد به الي غرفة نومهم. 

لكنه اليوم صعد به وارقده في الفراش ودثره جيدا ثم ترجل للأسفل ليذهب حيث ذلك السچن الذي يغلقه عليهم. 

وقف بالخارج ولم يدلف إليهم عندما وجدهم

مستيقظين يتحدثون سويا فقرر الاستماع لحديثهم الحزين في هدوء تام. 

كنت فاكرك غير ابوكي يا ساره كنت فاكرك زي فرح بنتي في طيبتها عمري ما كنت اتوقع انك تغدري بزياد وتكوني السبب في مۏته. 

كان صوت بكائها أعلى من كلماتها التي تتفوه بها 

والتي كان يشعر بيجاد بصدقها ولا يعلم السبب. 

حتى انت كمان مصدق الكلام ده يا عمي بس ليك حق كلكم ليكم حق تصدقو حتى

اخوه الظالم الجبار ده 

انا مش زعلانه من كل حاجه بيعملها معايا معذروين اصلكم مش فاهمين حاجه. 

طيب احكيلي يا بنتي قولي ليا انا حصل ايه. 

هاحكيلك يا عمي مهران مع اني عارفه انه مش هايفيد بحاجه بس هاحكيلك. 

انا لما زياد الله يرحمه اتصل عليا قومت بسرعه لمېت كل حاجاتي 

ولبست عشان اروح ليه وفتحت الباب لقيت ابويا واقف قصادي. 

وعنيه بطق شرار بصلي وقالي

رايحه على فين يا ساره 

انا انا مافيش كنت بس خارجه اجيب شوية حاجات يا بابا. 

بشنطة السفر دي يا ساره 

افهمني يا بابا عشان خاطري انا انا كنت… 

كنتي ناويه تهربي مع ابن الألفي وتحطي راس ابوكي في الوحل

مش كده. 

لاء يا بابا والله أبدا زياد بيحبني وعايز يتجوزني على سنة الله ورسوله. 

وهو اللي عايز يتجوز يحرض البنت اللي عايز يتجوزها على الهروب بردو 

انت اللي مش مديلو فرصه وبتهاجم اخوه ومعاديهم. 

كل ده للدرجة دي سيطر عليكي وخلاكي تكرهي ابوكي. 

لأه هو مش عمل كده كل الحكايه انه كان هايخدني ونبعد عنك انت وأخوه ونبعد عن مشاكلكم دي خالص. 

بس انا مش عايزك تبعدي عني يا ساره مش عايزك تسيبيني يا بنتي. 

وانا بحبه يا بابا ومش عايزه اسيبه عشان خاطري وافق على جوازنا. 

صمت قليل عم المكان وبعد ثواني عديده اجابها وهو يربت بيده على كتفها. 

حاضر يا حبيبتي بس تعالي قوليلي هو مستنيكي فين وانا هاروحله واتفق معاه على كل حاجه. 

ابتسامه مشرقه انارت وجهها الجميل وتلهفت لتسبقه للخارج وهي تجذب يده خلفها وتحثه على التحرك معها. 

يا حبيبي يا بابا ربنا يخليك ليا يا رب طب يلا بينا انا هاجي معاك. 

رد لها الابتسامه بمكر وتحرك خلفها في هدوء وهو يشير لرجاله بأن يتبعوه

ذهبو سويا الي المكان الذي أخبرها بأنه ينتظرها فيه 

وجده يقف وحيدا وما ان رأته هي إلا وقررت ان تسرع خطاها اليه حتى تخبره بموافقة والدها ولكن اباها قطع عليها الطريق وأشار لها بأن تقف صامته وأمر رجاله سريعا بأن يحضروه اليه قبل أن يهرب. 

ارتاب هو في الأمر كله وحاول الركض بعيدا الا انه في غضون لحظات وجد نفسه أسير وسط حلقه مغلقه من الرجال فصړخ پعنف 

بتغدري بيا يا ساره بتسلميني لأبوكي يا خاېنة. 

كادت ان تصرخ له وتترجاه ان يهدأ لكنها تفاجأت بأبيها وهو يضغط على جانب خصرها ب حاد وباليد الأخرى يخرس ثغرها حتى لا تتفوه بأي كلمه. 

غضون لحظات وجدت احد رجاله قد . 

لم تشعر بأي شئ حولها بعد ذلك حيث رحل بها والدها غير مستوعبه ما يحدث حولها ولا ترى سوى وجه حبيبها و التي روت الأرض من حوله. 

هو ده كل اللي حصل يا عمي مهران ابويا خدعني لو كنت اعرف انه ناوي على الشړ لزياد عمري ما كنت عرفته مكانه ولا كنت حتى روحتله 

يا ريتني كنت سيبته او حتى مش رضيت عليه في التليفون بس كان عاش يا ريته هو كان سمع كلام اخوه الظالم ده وسابني وسافر ولا انه ېموت المۏته الفظيعه دي وهو فاكر اني غدرت بيه وخونته. 

اڼهارت كل حصونها الان وأخيرا أطلقت صراح عبراتها لتسترسل على وجنتيها وهي تطلق الصراخات والعويل على حبيب رحل عنها و لن يعود إليها مره ثانيه وتركها بين يدي اخ ظالم لا يعرف أي لغة الا لغة الډم ولا يريد سوي الٹأر. 

بعد أن استمع الي اعترافها الذي استمعه بمحد الصدفه رحل من أمام ذلك الباب العتيق

الفاصل بينه وبينها ولم يدلف إليهم 

وجلس بغرفة مكتبه بعقل مشتت لقد اثبتت برائتها أمامه دون ان تدري 

نعم تعترف بأنها مذنبه وانها هي من اوصلت ابيها الي أخيه ولكنها لم تكن تدري بفعلته الغادره 

غبائها اوصلها بأنها بذلك سوف ترتبط بحبيها دون أي عوائق لكن ما هذا بالله هل يبحث لها عن أعذار لا بل هي مذنبه من ألالف الي الياء 

بالأول والأخير لو لم تكن تسحبت وتملكت قلب اخيه 

لكان موجود معه الان ولم يحرم هو منه للأبد. 

اذا عليها ان تظل هي الأخرى داخل محبسه ولن ترحل منه أبدا مادام هو علي قيد الحياه. 

وأخيرا ما انهي مرافعته أمام نفسه وصعد الي جوار صغيره برأس متخبط لم يخلو من التفكير في تلك الشيطانة الملونة في صورة ملاك. 

لا يعلم كيف يدافع عنها هكذا يحاول ان يلتمس له الأعذار ويحكم عليها بنفس الوقت الي ان غفى وذهب في نوم عميق

الصباح تهيئ للرحيل الي مكتبه استقل سيارته وهو يشير الي حارسه بأن يأتي اليه حتى يملي عليه اوامره

عينك تفضل عليها يا حماد خلي بالك تفتح ليها الباب تتمشى شويه في الجنينه وتدخلها تاني وتقفل عليها لحد ما ارجع من المكتب. 

لم ينطق الرجل بل ظل يستمع اليه وهو ينظر له ببلاهه. 

ثم أشار له بتحذير

البوابه ماتتفتحش وتخلي بالك من يامن كويس 

سيبه يلعب في الجنينه براحته

بس كده يا سي بيجاد ممكن يشوفها تاني

بأبتسامه هادئه نظر للأمام وهو يدير محرك سيارته ويتحرك بها للخارج. 

وماله ما هو شافها قبل كده المهم انت عينك تبقى عليهم كويس. 

حاضر يا ابني ماتقلقش كل حاجه هتبقى تمام انشاء الله.

الفصل الثالث عشر

وفي فترة الظهيرة فتح حماد باب المخزن لها حتى تنعم بالحريه لبعض الوقت ويرعاى هو المړيض كما أمره سيده. 

ترجلت للخارج ولا يوجد في عقلها سوي فكره واحده الهروب منه ومن بيته. 

تجولت براحه في الحديقه تحت نظرات زوجته التي تجلس تراقب الصغير وهو يلعب بالكره. 

في الواقع لم تهتم بأمرهم كثيرا فقط كانت تتفحص كل مكان تقع عليه عينها تتفقد اي ثغره في ذلك السور العالي من حولها الي ان وجدته باب صغير في آخر الحديقه يبدو أنه مر عليه زمن كبير و لم يفتح بعد. 

قررت أن تخطو بسرعه نحوه لكن هذه المره اوقفها صوت الصغير يامن 

انتي لايحه فين 

تنهدت بقلة حيلة يبدو أن هذا الطفل سيعطلها عن ما تريده التفتت اليه بهدوء لكي تحدثه

أبدا هاروح فين يعني بتمشي في الجنينه بتعتكم دي. 

اه طيب! 

لم يبالي بها وجلس الصغير بجانب حوض لزهور التوليب زات اللون الأبيض والتي بمجرد النظر إليها تشعرك بالفرحه 

لكنه كان حزينا يحني رأسه لها لا يفعل شيئا سوي لمسها. 

رأسها للجانب الأيمن والتوت شفتيها بلا اراده دلالاة على عدم فهمها له وحزنها من اجله! 

الله انت مالك قاعد زعلان كده 

رفع الصغير رأسه لها 

هاعمل ايه يعني انا مس بقى عندي حد العب معاه مامي لاحت عند لبناربنا من غير ما اسوفها وزياد كمان لاح ليها وبابي على طول مسغول وانا لوحدي. 

وكأنه كان يجذبها اليه بكلامه لتجلس بجانبه حتى تحاول أن تخفف عليه حزنه

يا حبيبي انت كنت بتحب زياد اوي كده! 

ايوه هو كان صاحبي كان بيلعب معايا وكان بيحكي ليا كتير عنك. 

ايه ده انت تعرفني 

ايوه انا سوفت صولتك على تليفون زياد وعالف اسمك كمان انتي ساله. 

يعني انت عارف اني مش زي ما باباك بيقول عليا 

ايوا عالف و سعلان منه كمان عسان بيخليكي تنامي في الاوضه القديمه اللي فيها العفليت. 

عفريت!! عفريت ايه مافيش عفريت و لا حاجه

انت مش تعرف مين اللي جوه الاوضه دي. 

كادت ان تتفوه وتخبره عن من يشاركها الجلوس في تلك الغرفه الا ان اتاه صوت من خلفهم. 

يامن تعالي ندخل جوه يلا

الټفت الي تلك السيده وأومئ رأسه بالموافقه

حاضل يا داده سعديه سلام بقى يا ساله وماتخافيس انا هافضل سعلان من بابي لحد ما يخليكي تيجي تقعدي معانا وتسيبي العفليت. 

جري الصغير من امامها وهي مندهشه على حديثه تريد ان توقفه لتخبره بالحقيقه. 

استنى يا يامن ده مش عفريت استنى ده يبقى 

ثم أكملت بصوت خفيض عندما دلف الصغير للداخل

دا جدك يا حبيبي ازاي بس يبقى عندك خمس سنين ومش تعرف انك ليك جد عايش

جالسا خلف مكتبه ينظر إلى ذلك الذي يقف عاقدا يديه خلف ظهره ووجهه يكسوه الوجوم يحدثه بضمة حاجبيه التي يعلم معناها جيدا.

هتافضل لحد امتى حابسها في المخزن 

وضع القلم الذي كان يلفه بين أصابعه ونظر له بريبة. 

ليه يا حسن قولتلك الموضوع ده ملاكش فيه. 

وكنت بتشركني فيه من الاول ليه لما انا ماليش فيه يابا خلتني ادخل عليها واخوفها مني ليه 

اه قول كده بقى انت زعلان عشان ماطولتهاش. 

بيييييجاد انت عارف كويس اوي ان لولا الاتفاق اللي كان بينا انا ماكنتش هاعمل كده. 

عارف يا سيدي ومتشكر ليك جدا بس خلاص انت كده مهمتك انتهت واللي جاي ملاكش فيه بقى. 

يا ابني افهم انا خاېف عليك انت كده بتخسر كل حاجه حاسس انك بقيت في نظر الكل شيطان مش عارف دماغك دي هتوديك فين بعد كده انت خلاص اتحولت من دور المظلوم وبقيت ظالم ظالم

اوي يا بيجاد. 

انا باخد حقي من كل اللي ظلموني. 

وأخدته من الكل خلاص كفايه بقى انت كنت بتشتكي من ظلم عمك ليك زمان دلوقتي بقيت العن منه وعدلي العزيزي قتل اخوك اخدت بتارك منه وقټلته

لكن هي انت بنفسك قولت انك سمعتها و هي بتقول لعمك انها ملهاش ذنب. 

مش معنى اني سمعتها بتقول كده يبقى هصدق انها بريئه من ډم اخويا. 

وبالنسبه لأبنك

هب واقفا من مجلسه وتطاير الشرار من عينه المشتعله كالجمر. 

ابني مالو! يامن ابني بعيد عن أي حاجه واللي يحاول يقرب منه الله الوكيل اكل كبده ني. 

بأبتسامة سخريه اجابه. 

بس هو خاېف منك انت متصور انك حابس في المخزن عفريت وحبستها هي كمان معاه. 

جبت الكلام الفارغ ده منين 

منه هو يامن قالي يوم عزا زياد الله يرحمه انه سمع العفريت وهو پيتألم في المخزن وشافك وانت داخل هناك قالي اوعي تقول لبابي اني عارف حاجه عن العفريت. 

جلس مره اخرى على مقعده يفكر برويه ربما يكون صغيره يعلم شيئا اخر ويهاب الحديث معه. 

نعم هو يعلم أن صغيره يهابه كيف لم يلاحظ منذ مرور تلك الأيام انه لم يتحدث معه في شئ 

فقط ينفذ كل ما يأمره به دون أن يتفوه بكلمه واحده 

كان معظم وقته يقضيه مع اخيه في لعب وضحك ومنذ ان رحل وطفله صامت لا يتحدث ابدا. 

انفزع مره اخرى وهب واقفا يلملم اشيائه قاصدا الذهاب اليه وترك صديقه يقف مندهشا

الله انت سايبني بكلمك ورايح على فين يا ابني انت 

هاروح لابني يا حسن و زي ما اتفقنا تفضل انت والرجاله في المزرعه 

مش عايزك تيجي ناحية الڨيلا خالص يا حسن

وصل إلى ڨيلته في وقت قياسي وجد حارسه يجلس خلف بوابتها الحديديه واعتدل واقفا ليفتح بابها حتى يلج سيده بسيارته داخلها. 

وبعد أن ترجل منها وقف ثابتا ينتظر الاخر ليلقي عليه بأخر الاخبار. 

شوفت اللي حصل يا سي بيجاد 

ها قول يا عم حماد سامعك. 

البت شافت الباب الصغير اللي في آخر الجنينه والظاهر كانت رايحه ناحيته 

بس سي يامن شافها ونده عليها وقعد اتحدت معاها شويه. 

واتحدت معاها في ايه بقى انشاء الله 

سعديه مرتي سمعته بيتحدت عن عفريت جوه المخزن وسمعتها وهي بتقوله ده مش عفريت ولا حاجه بس لحجته قبل البت ما تنطق واخدته منها ودخلت بيه جوه الڨيلا على طول

وبعدها جات وقالتلي روحت اني دخلتها جوه المخزن بعد ما لقتها واقفه بتحاول تشيل العشب اللي محاوط الباب. 

يعني لسه بتفكر تهرب تمام اوي انا بقى هاخليها تشيل الفكره دي من راسها خالص 

بس الاول هادخل ليامن اطمن عليه وبعدين أفضلها بقي

بحث عن صغيره في جميع أركان

الڨيلا ولم يجده 

حتى توقف امام غرفة اخيه هي الوحيده التي لم يبحث بها فأتجه إليها مباشرة. 

فتح الباب مندفعا فانفزع الصغير الذي كان يجلس ارضا يضع صورة عمه بجانبه ويبني بيت صغير بالمكعبات ويتحدث مع الصوره وكأن عمه يجلس أمامه ويلعب معه كما تعود. 

يامن بتعمل ايه هنا يا حبيبي 

وقف الصغير سريعا وسقطت من بين يديه قطع المكعبات وتهشم البيت وهو يهز رأسه يمين ويسار. 

اقترب منه قاصد حمله بين يديه. 

مالك يا حبيبي مش بترد عليا ليه كلمني قولي قاعد هنا ليه 

ااااانا مس عملت حاجه يا بابي اصل زياد وحسني وكنت بلعب باللعب اللي كنا بنلعب بيها سوي. 

رأي ملامح الخۏف ارتسمت على وجه صغيره و هذا ما المه بشده 

هو الذي يريده أن يكون مثله قوي لا يخشي احد ولا يضعف أمام اي انسان حتى لو كان والده. 

جلس على الاريكه منحني

بجزعه العلوي للأمام ضامم كفيه ببعض. 

ومالك خۏفت كده انا مش قولتلك الف مره مش عايز اشوف دموعك ولا نظرة الخۏف دي في عيونك ابدا. 

اانا مس خاېف يا بابي انا سعلان. 

اممم زعلان عشان عمك زياد ولا في حاجه تاني. 

عسان عمو زياد وعسان….

صمت مره أخرى ولم يكمل

الله سكت يعني ما تكمل كلامك

…….. 

تعالي هنا يا يامن قرب مني ماتخافش

اقترب الصغير منه فمد يده وحمله على قدمه

قولي اي حكاية العفريت اللي انت قولت لعمك حسن عليها دي 

جحظت عين الصغير بأندهاش وحاول الانزلاق من علي قدم ابيه پخوف

ااااانا مس قولت حاجه هو ليه قالك 

ضمھ الي صدره محاولا ان يهدئه

اششششش اهدي يا حبيبي مالك خاېف كده 

انا خاېف احسن تحبسني انا كمان معاه زي ساله. 

تفاجئ هو برد صغيره وبأنه يعلم اسمها! 

بدء يحثه على التحدث اكث

انت عرفت اسمها منين هي اللي قالتلك عليه 

الصغير رأسه مره ثانيه وقرر ان يفصح عما بداخله بنبرة حزن

لاء يا بابي زياد هو اللي قالي لما كان بيفلجني على صوتها. 

تنهد هو بحزن وارجع رأسه للخلف وهو مغلق على صغيره بين احضانه. 

اه يا زياد للدرجه دي كنت بتحبها فيها أيه البنت دي خلاك تتسحر بيها وتضيع نفسك عشانها بس. 

بابي يا بابي عسان خاطلي خلج ساله من عند العفليت هي حلوه وانا مس بحب اقعد لوحدي خليها تيجي تقعد معايا. 

يعني انت كنت عارف مين هي قبل ما انا اقولك عليها طب ليه لما شوفتها سألتني هي مين 

خۏفت اقولك اني اعلفها احسن تدخلني انا كمان عند العفليت. 

أولا مافيش عفريت في المخزن 

ثانيا مين قالك انها هتوافق تيجي تقعد معاك هنا 

بس انا سمعت العفليت وهو تعبان وكان بيقول اه بصوت عالي واكيد هي خاېفه تقعد معاه. 

ابتسم على براءة صغيره ولكنه تريث في الحديث لربما تكون تلك اللعينه أخبرته من يكون. 

انت شوفتها النهارده واتكلمت معاها يا يامن 

ايوه سوفتها كنت قاعد عند الورد بتاع مامي وهي كانت في الجنينه. 

طب وليه مسألتهاش اذا كان في عفريت ولا لاء. 

سألتها بس داده سعديه نادت عليا ودخلتني جوا الڨيلا. 

طيب يا يامن لو هي قالت ليك مثلا ان اللي في المخزن ده مش عفريت بس حد يقربلك هتصدقها من غير ما تسمع مني وتخاف تتكلم معايا ولا هاتيجي تسألني اذا كان كلامها صحيح ولا لاء 

بالحق يا بابي 

مش عايز غير الحق يا يامن.

تملص الصغير من علي قدمه وتباطئ في خطوته برويه الي ان اقترب من باب الغرفه ثم الټفت الي ابيه وهتف.

مس هسألك يا بابي وهخاف منك احسن تحبسني زيها هي وزياد.

ثم جري الصغير للخارج ليحاول الاختباء من نظرة ابيه المرعبه. 

علم الان انه من الممكن أن يفقد ثقة ابنه فيه بل وأكثر من ذلك سيكرهه طفله حتما عندما يعلم بوجود جده طيلة هذه المده دون أن يدري او يشعر بحنانه 

يعلم هو جيدا ان تلك الكلمه لا توجد في قاموس حياة مهران الالفي حتي لو كان طريح الفراش 

صدق رفيقه في تلك الكلمه لقد تحول من مظلوم الي ظالم قاسې القلب لايعرف سوي الكره 

عليه اذا ان يعدل كفة الميزان اليه. 

هب واقفا وترجل خارج الغرفه نزولا من علي الدرج الي الخارج بأتجاه ذلك المخزن الموصود على من سلبو منه احبائه وداق طعم الحزن على ايديهم 

وقبل أن يقتحمه عليهم ارتسم الهدوء على وجهه. 

وأخرج من جيب سرواله ورقه مطويه خبأها في يده وفتح الباب برويه

بحث عنها في جميع ارجاء المخزن الي ان وجدها جالسه على ذلك الفراش الذي امر خادمه ان ينصبه

لها لتنام عليه. 

كانت متكوره في نفسها شارده في شيء ما لم تشعر بوجود ذلك الذي تبغضه وتكره مجرد النظر في عينه

ولج للداخل إليها وقرر ان يخرجها من شرودها هذا فألقي تلك الورقه في وجهها واعطاها ظهره متجها

نحو فراش عمه الراقد مستيقظا وكأنه ينتظره 

جلب المقعد بيده وجلس أمامه وانحني بجزعه العلوي نحوه. 

قولي اعمل ايه دلوقتي ابني عرف ان في حد غريب محپوس هنا غيرها وخاېف يسالني تفتكر لو قولتله ان جده عايش ومحبوس هنا هيسامحني ولا هبقي في نظره مهران نمره اتنين يا عمي. 

كلماته كانت قويه أسقطت العبرات من عين عمه والمته بشده يذكره بحفيده الذي يطوق بشده لرؤيته لضمھ واحده منه الي صدره ليستنشق رائحته على الاقل. 

ليشهق بصوت متقطع

اوعي تقوله حاجه خليه فاكر ان جده راح هو كمان مع اللي راحو

اصلا خلاص مبقاش فاضل في العمر كتير انا حاسس ان الاجل قرب بس خاېف من ساعة الحساب قوي يا بيجاد

مش طالب منك غير انك تسامحني عشان ربنا يخفف من عليا شويه يا ابني سامح وانسى بقى. 

صمت طويل عم المكان بينهم حتى من جهة من قرأت تلك الورقه المصوره وهبت واقفه بعين كالجمر مشتعله تحاول أن تفهم ما يدور حولها. 

تصنمت مكانها أثر تلك الكلمات 

بالله هل يطلب منه المغفرة والسماح كيف بذلك الكهل الذليل ان يتغاضي عن رؤية حفيده الذي لم يراه 

كيف بعد أن رأت قسوته عليه يريده ان يسامحه قبل أن يأتي الاجل. 

قطع تفكيرها للمره الثانيه وجذب انتباهها اليه حين وقف بطوله اليافع وزج المقعد بقدمه وهتف 

عمري ما هسامحك يا عمي عمري ما هانسي

انا حياتي كلها اټدمرت بسببك انت. 

واذا به يتجه للخارج دون أن ينظر اليها ولكنها اوقفته وهي خائفه من تقلبه العڼيف هذا. 

استنى 

وقف معطيها ظهره وهتف

عايزه ايه انتي كمان 

ااانا بس كنت عايزه افهم معني الورقه دي

الټفت اليها ومد قدمه خطوه نحوها ليرتعش جسدها حين جذب الورقه من يدها على غره وفردها أمام وجهها

شكلك الكام يوم اللي قعدتيهم هنا في المخزن نسوكي القرايه يا دكتوره

ده امر ضبط وأحضار ليكي صدر من النيابه العامه على زمة قضية المخډرات المتحرزه في ڨيلا ابوكي انتي نسيتي اللي قولته ليكي قبل كده ولا ايه 

وعلى فكره انا مش حابسك عشان كل شويه تدوري على مكان تحاولي تهربي منه انا اصلا مش طياقك 

ونفسي اخد روحك بأيدي اللي منعني عنك بس انك بنت وانا ماتعودتش اخد حقي من حريم 

ويلا لو عايزه تمشي اتفضلي صدقيني هافرح جدا اول ما تخرجي من هنا ويتقبض عليكي. 

اړتعبت من داخلها وجلست مكانها على الفراش وهي تهمس. 

حرام عليك انا مش عملت حاجه. 

صړخ فيها بشده

والله بقى دي حاجه مش تخصني ويلا بره بيتي قبل الحكومه ما تعرف انك عندي ويعتبروني متستر عليكي وتشبهيني معاكي انا بردو محامي معروف وليا سمعتي. 

انت ظالم قلبك حجر لا يمكن تكون اخو زياد لا يمكن. 

اوعي تجيبي سيرته على لسانك 

جايه تفتكري زياد دلوقتي 

هو كان طيب كان بيحبني عمره ما كان قاسې ابدا. 

مكتومه أطلقتها عندما مد كفه ضاغطا على ثغرها بقوها

كان طيب وطيبته ضيعته فضلت احزره يبعد عنك لحد بادلتي حبه ليكي بغدرك ليه مش كده. 

نفض يده من عليها بشده مع آخر كلمه تخرج من فمه ليقذفها على الأرض وهي تبكي بشده وتنظر اليه نظرة كره شديدة

لاء مش كده انت فاهم غلط انا مش غدرت بيه والله ما حصل. 

ركع على ركبتيه في مقابلتها. 

تفتكري اني ممكن اصدقك انسى اذا كان زياد

زي ما بتقولي طيب فالازم تفهمي اني عكسه تماما انا مابحبش اسيب حقي ابدا 

اقولك صحيح انا ايه اللي يخليني اسيبك تمشي من هنا واستني لما يتقبض عليكي ما انا أبلغ عنك بنفسي على الاقل اشمت فيكي 

كانت ابتسامته الساخره بالنسبه لها كسهام تخترق قلبها 

ولاا خارجا تاركا الباب مفتوح من خلفه 

سمعت هي صوت العجوز المجاور لها وهو يقول

روحي وراه اوعي تصدقي انه ظالم اعملي اي حاجه يطلبها منك بيجاد طيب هو الوحيد اللي هيقدر يساعدك ويخرجك من القضيه روحي روحي اوعي تسبيه غير لما يوافق. 

اندهشت من كلماته ولكن عليها ان تخرج نفسها من ذلك المأزق. 

ترجلت سريعا خلفه تبحث عنه بالخارج. 

وأخيرا ما رأته يدلف داخل الڨيلا. 

جرت اليه وولجت هي الأخرى حتى توقفه وتترجاه بألا يفعل ويسلمها بيده للشرطه. 

تلفتت حولها لترى أين ذهب وجدته قد دلف الي غرفه بابها مفتوح ويمسك بيده سماعة الهاتف الأرضي وباليد الأخرى يضغط على ازراره 

انتفض في وقفته أثر لمستها ليده حين تمسكت بسماعه الهاتف وأخذتها منه لتغلقه وتنظر له بعينها الكحيله والحزينه في نفس الوقت. 

ابوس ايدك بلاش تعمل كده انا والله مش عملت حاجه ورحمة زياد لو بتحبه بجد بلاش 

انا هاسمع كلامك هاعمل كل اللي تقولي عليه اعتبرني خدامه في البيت وانا مش هحاول اهرب تاني بس بلاش السچن بلاش والله هاعمل كل اللي تقولي عليه.

ابتعد عنها خطوه واحده للخلف وهو منجذب بشده لسحر عيناها الغريب يحاول ان يشتت تفكيره عنها الا انها سلبت نظرته اليها.

الفصل الرتبع عشر

احنى رأسه واستند بكفيه على حافة مكتبه يحاول ان يلملم فتات عقله الذي شتته بلمستها ونظرتها له ثم هتف بصرامه

وهاتقعدي في البيت ده بصفتك ايه حتى لو زي ما بتقولي هتبقى خدامه هنا

احنا في قريه ريفيه وكلام الناس كتير كفايه عليكي السيره الحلوه اللي ابوكي سابها ليكي

وانا مش هافضل مخبيكي هنا طول عمري يعني. 

على اساس انك كنت جايبني هنا بمزاجي انت ناسي انك خطفتني وضربتني وخليت صاحبك يحاول يغ.. 

اخرررررسي

اوعي تنطقها لازم تفهمي ان انا ممكن اعمل اي حاجه الا اني أشارك في حاجه قذره زي دي. 

جلست على الاريكه تبكي وقد تملك منها الوهن. 

خلاص لو سجني هيرضيك وهتاخد حقك مني كده انا مش هامنعك اتفضل اتصل بالبوليس وخليهم يجو ياخدوني. 

بطلي عياط حاجه واحده بس هي اللي ممكن تخليكي تقعدي هنا من غير ما اي حد يتكلم 

وماتفتكريش اني هاعمل كده عشانك لاء انا بس مش عايز اي حاجه تسوء سمعتي في البلد. 

رفعت رأسها له وبدئت تكفف عبراتها بيديها بحركه طفوليه

حاجة ايه دي 

ابني يامن! انتي هاتقعدي معاه في اوضته هتبقى داده

ليه واياكي تجيبي سيرة جده على لسانك تاني 

اظن انك سمعتي بنفسك كلام جده وانه هو بنفسه مش عايز يعرف الولد بوجوده. 

حرام عليك انت ليه بتعامله كده ده راجل مريض و… 

للمره الثانيه يقاطعها بصراخه عليها

شوفتي انك مش هاتسمعي الكلام.. 

لاء لاء خلاص حاضر والله مش هاقول حاجه بس ابقى سيبني ادخل لعمي مهران انضف ليه چروحه. 

طيب. 

ظنت انه هكذا قد أتم حديثه فقررت ان تذهب من امامه. 

انا لسه ماخلصتش كلامي!

وقفت مكانها تنتظره ان يكمل.

عشان تقعدي في بيتي يبقى لازم تبقى على زمتي!

ايههههه.

رفع حاجبه الأيمن مستنكرا اندهاشها هذا ليسخر منها قائلا

والله لو مش عايزه بلاش بس تاخدي بعضك بقى يا حلوه وعلى بره. 

وكأنه كابوس ولم تفيق منه عقد قرانها على سجانها وباتت اسيرة في بيته الي الابد. 

وعليها ان ترضى بالأمر الواقع وعلى كل حال هي لن تكون الا خادمه لصغيره فقط 

ولن يقترب منها مثلما قال لها عندما اعترضت على مطلبه هذا كما اشعرها بكرهه وبداية زله لها كما قال 

ماتفكريش اني عاوز اتجوزك عشان جمالك الفتاك ولا اصلك المشرف. 

ولما هو اصلي مش عاجبك وقولت انك مش هاتسلمني للبوليس متمسك بطلبك ده ليه صمتت قليلا ثم اكملت 

انت قولت اني هاشتغل هنا داده لأبنك وانا موافقه وراضيه يبقى ليه مصمم علي طلبك ده 

بس ده مش طلب! دا أمر يا ماما فوقي لنفسك بيجاد الألفي مش بيطلب بيجاد الألفي بيأمر والكل بينفذ كلامه 

وانتي كنتي هتبقى مرات اخويا اللي كان بيحبك پجنون واخويا اټقتل بسببك يبقى انتي كمان عمرك ما هاتكوني لغيره طول ما انتي عايشه 

وكفايه اني خيرتك واديتك حلين يا الجواز يا تخرجي بره للشارع وبعديه السچن. 

وما كان

منها غير الموافقه على الجواز حتى تتفادي الحبس الذي أقنعها انه ينتظرها ولا مفر منه أن ترجلت خارج منزل هذا البيجاد. 

الباب عنوه وهي جالسه علي الفراش بجوار الصغيره الغافي تتذكر حديثه فاحملته بين يديها محتميه به. 

مالك خۏفتي كده انا جاي اطمن على ابني على فكره. 

انت خضتني على فكره مافيش حد بيدخل على بنت بالطريقه دي. 

و هي فين البنت دي!! 

انتي نسيتي نفسك يا بت انتي هنا مجرد شغاله مش اكتر وانا ادخل أوضة ابني وقت ما احب والباب ده مش هيتقفل عشان خاطر حد 

حطي الكلام ده في دماغك كويس عشان مش هاعيده تاني. 

علمت جيدا انه يتعمد ازلالها وتجلس 

برغم ذلك تتحمله.

حاضر يا بيجاد بيه ابنك نايم اهو في حاجه تاني

ابتسم لها ساخرا من ردها

اه في اصلي متعود ابوس ابني حبيبي قبل ما ينام بس للأسف النهارده مالحقتش فاهبوسه بقى وهو نايم وخلاص. 

ارتابت في أمره حين اقترب منهم وانحني بجزعه عليها واقترب بشده من وجهها و تركزت عيناه في عيناها لترتجف أثر هذا الضغط وتغمض جفنيها بقوه. 

ابتسم هو على خۏفها منه وقبل صغيره في وجنته واعتدل واقفا

فتحي عنيكي انا قولتلك انك هنا مجرد داده لابني مش اكتر واصلا اللي انتي بتفكري فيه ده مستحيل يحصل بينا 

عارفه ليه لأنك اقل بكتير من اني انزل بمستويا وافكر ان واحده زيك انتي تكون مراتي شرعا ده ابعد ما يكون عن تخيلك يا حلوة. 

كيف ستقوي على هذا الزل طيلة حياتها ظلت تبكي وتشعر بأختناق الي ان غفيت بجوار الصغير.

وبعد مرور عدة ايام كان يجلس مع صديقه وسط رجاله في المزرعة 

صديقه الذي علم بعقد زواجه عليها والذي لا يعلم لماذا ڠضب هكذا. 

اتجوزتها يعني ايه وليه اصلا عملت كده 

كده يا حسن اتجوزتها وخلاص انت بقى زعلان اوي كده ليه 

يا بيجاد حرام عليك البنت دي غلبانه مش زي ابوها. 

هو انا بقولك قټلتها انا بقولك اني اتجوزتها يا بني آدم انت وبعدين بقى يا ريت تبطل تكلمني في الموضوع ده

البنت اللي بتتكلم عنها دي بقت مراتي وانا ماحبش حد يجيب سيرة مراتي على لسانه سواء بالحلو او بالۏحش حتى لو كان اعز اصحابي فاهمني يا حسن طبعا. 

فاهمك طبعا بس الكلام دا لو ماكنتش خدعتها بموضوع القضيه! 

لازم تفهم انها عمرها ما كانت هاتقبل بيك لولا خۏفها من السچن زي ما انت مفهمها. 

مايخصكش بقى اخدعها او اصارحها دي حاجه بتاعتي انا طلع نفسك من الموضوع ده وخلينا اخوات احسن بدل ما نخسر بعض. 

بس احنا كده فعلا قربنا نخسر بعض يا بيجاد. 

بقضة يده ضغط على كتف صديقه واجبره على النظر داخل عينه الغائرة. 

الراجل اللي يخسر صاحب

عمره عشان واحده ست تبقى خسارته مكسب يا صاحبي. 

كانت هي تعد الطعام مع تلك المرأه والصغير يلهو حولهم واذا بحماد زوجها يأتي سريعا اليهم

يا سعديه يا ست ساره انتو فين 

احنا هنا يا حماد مالك يا راجل مسروع كده ليه 

تعالي معايا يا ست ساره الحقي ال.. 

بتر كلامه حين لمح الصغير يجري نحوها ويقف منتبه له. 

تفهمت هي عليه واومئت له برأسها طيب طيب يا عم حماد انا جايه معاك. 

هاتلوحي فين يا ساله خليكي هنا. 

انحنت عليه مبتسمه له. 

مش هاروح في حته انا معاك اهو بس عم حماد عايزني اروح اخد حاجاتي اللي في المخزن مش كده يا عم حماد. 

ايوه بالظبط هو كده. 

طيب تمام اقعد انت يا يامن بقى هنا كل طبقك ده كله وانا هاجيب الحاجه ومش هتأخر. 

رحلت من أمامه ووقف الصغير صامتا يعي انه هناك شئ يحدث وهم لا يريدو اخباره به. 

حملته السيده العجوز لتطعمه وهي تحاول ان تشتت تفكيره

تعالي يا حبيبي اني هأكلك على ما تيجي ساره وتقعد معاك. 

حاضل يا داده. 

جرت معه إلى هناك وهي تحثه على التحدث

في اي يا عم حماد هو حصل حاجه لعمي مهران 

اوي يا بنتي وعمال يخترف باسامي الأموات كلهم واللي طالع عليه سامحني يا بيجاد خفف حملي شويه يا ابني ويقولي هاتلى فرح هاتلى فرح. 

فتحت الباب وجرت عليه وچثت على ركبتيها مقاربه منه. 

عمي مهران سلامتك يا عمي حاسس بأيه 

لم يراها ساره لكنه راها ابنته التي لم تنعم منه بحنان يوم. 

فرح بنتي حبيبتي انتي جيتي عشان تاخديني خلاص انا هاجي معاكي وهاعوضك عن كل العڈاب اللي شوفتيه على أيدي بس سامحيني يا فرح. 

انتفضت أثر لمستها لجبهته والټفت الي ذلك الذي يقف خلفها

يا خبر يا حماد ده حرارته عاليه قوي وبيخرف كمان. 

طب نعمله كمدات يا بنتي. 

كمدات اي ده لازم يروح المستشفى اتصل بي بيجاد خليه يجي. 

يا بنتي مش هيرضي

يعني اي مش هيرضي هات تليفونك الراجل بېموت. 

أعطاها الهاتف وطلبته وقفت منتظره رده الي ان اتاها صوته من الجهه الاخري. 

الو ايوا يا حماد. 

انا ساره يا بيجاد. 

ساره انتي بتتصلي بيا ليه الواد جراله حاجه عملتي في ابني اي انطقي 

تأففت من ظنه السئ بها ولعنت لهجته العڼيفه معها. 

ممكن تهدي ابنك زي الفل بس انت لازم تيجي حالا عمك تعبان جدا. 

هدأت لهجته معها وانتصب واقفا من جوار صديقه جلس بداخل سيارته وادارها راحلا من المزرعه وهو مازال يحدثها. 

وانتي بقى اتكرمتي وكلمتيني عشان كده طب وايه الجديد عمي بقاله خمس سنين تعبان على فكره. 

انفعلت أثر بروده و على صوتها بصړاخ

يا اخي انت ايه لوح تلج بقولك الراجل بېموت ولازم يروح المستشفى. 

وطي صوتك واقفلي التليفون ده وادخلي الڨيلا مالكيش دعوه بحاجه انا جاي في الطريق. 

لاء مش هاسمع كلامك المره دي مش هاسيبه دا مريض ومحتاجني

جانبه. 

اغلقت الهاتف في وجهه وجلست بجوار ذلك الكهل المړيض تنتظر الي ان يعود وحشها الذي تعلم جيدا انها اغضبته. 

يا عمي انا مش هسيبك هاتلى شوية تلج وفوطه نضيفه بسرعه يا عم حماد. 

حاضر يا بنتي حاضر 

جري من امامها وبدأت هي تحاول انت تجفف عرقه وتقيس له النبض 

الي ان اتي لها بطلبها وحاولت أن تزيل تلك الحراره العاليه بوضع تلك المنشفه المثلجه أعلى رأسه. 

الي ان استمعوا لتوقف سيارته بالخارج وبعد لحظات وجدته يقف اعلي رأسها بوجه متهجم. 

وقفت في مقابلته تحسه على سرعة التصرف. 

اتصل بالاسعاف بسرعه يا بيجاد عمك بيدخل في غيبوبه دا تقريبا بېموت. 

فجأها برده عليها بصفعه قويه على وجنتها امالتها للجهه الاخري. 

اسمي بيجاد بيه! 

فاكره نفسك مين عشان تكلميني بالطريقه دي لأ وكمان بتشتميني وتقفلي التليفون في وشي 

انا قولتلك اني عمري ما مديت ايدي على بنت لكن انتي شكلك هاتخليني اعمل اكتر من كده كمان. 

بابي!! 

اړتعب الصغير عندما رأي ابيه بذلك الوجه الذي يبغضه كثيرا وجرى على تلك التي جلست ارضا باكيه. 

احتضنها بيديه الصغيرة ناظرا اليه پغضب والقى عليه السؤال الذي كان لا يريد سماعه أبدا ولكنه ادهشه حين قال

بتضلب ساله ليه دي كانت حبيبة زياد اوعي تضلبها تاني وليه مس عايز تودي جدو للدكتول حلام عليك ده تعبان يا بابي. 

اړتعبت هي من كلام الصغير وعلمت انه سيظن انها هي من أخبرته. 

لاء يا حبيبي ده مش جدك ده… 

سااااااره. 

خدي يامن وادخلي جوه يلااااا. 

حملت الصغير ومسحت عبراتها وتقدمت نحوه بهدوء. 

حاضر بس ورحمة الغالي ما تسيبه كده ده لازم يروح المستشفى. 

ودي جدو للدكتول يا بابي انا عايس ابوسه واتكلم معاه عسان خاطلي. 

تنهد بقوه وهو ينظر إليها ثم اعطاها صغيره واشار لها بعينه بأن تذهب. 

حاضر يا حبيبي هاعملك اللي انت عايزه. 

أخذته منه وذهبت من أمامه وجلس هو مكانها. 

يامن عرف انك موجود شافك وعارف انك جده وعشان كده بس مضطر احافظ على حياتك لو مكانش شافك كنت سيبتك لحد ما ټموت يا عمي. 

لم يتلقى منه سوي ذلك الطلب الذي لا يكف عن ترجيه له. 

سامحني يا بيجاد خف الحمل عني يا ابني. 

رمقه بنظرة مستهزئه وسحب هاتفه من جيبه طالبا له سيارة إسعاف. 

وفي غضون لحظات كانت السيارة تقف داخل حديقة الڨيلا ورجالها يحملوه علي السرير النقال. 

تحركت السيارة وركب هو أيضا سيارته وذهب خلفها. 

كانت هي تراقب كل شئ من الأعلى بعد أن غفى الصغير على كتفها من كثرة البكاء. 

رجعت فكرة الهروب تراودها مره ثانية حين رأت البوابة الخارجية مازالت منفرجه على مصرعيها ولا يوجد أحد بجانبها

فاجرت للأسفل سريعا ثم بدأت تأخذ حذرها الي ان وصلت إليها وبالفعل تخطتها جرت وجرت حتى أبتعدت

عنها ووجدت نفسها في الخلاء وحيده 

وأخيرا ما شعرت بأنها استردت حريتها 

عاد هو ليلا بعد أن اوصل عمه الي المشفى وقد وضع علي الاجهزه في غرفة العناية المشدده 

ولكنه تفاجئ بالصغير يجلس بالداخل وحده يظهر على وجهه الحزن ويبكي بشده. 

اقترب منه وجثي على ركبتيه أمام مقعده محاولا تهدئته رابتا على ظهره وسأله

بټعيط ليه بس يا حبيبي ما انا عملتلك اللي انت عايزه اهو. 

تملص الصغير من بين يديه و هاجمه برده

ساله مسيت بسببك! كل اللي بيحبوني مسيو وسابوني بسببك انت يا بابي.

ونفض يده الموضوعه على

كتفه وجرى للأعلى دون أن يلتفت خلفه. 

ثار البركان الخامد داخله وصړخ بأعلى صوته

حمااااااااد انت فين يا……… سعديه انتو فين شويةب…….. 

حضرت سعديه أمامه مرتعبه من صوته. 

نعم حاضر اني اهو يا ولدي. 

جوزك فين وكنتو فين لما غفلتكم وهربت يا ولاد ال……… 

والله يا ابني كنا بنضف المخزن زي ما أميرتنا وبننقل حاجة الحج مهران جوا الڨيلا

هي انتهزت الفرصه وهربت وحماد لما عرف جري على بره يدور عليها. 

زجها من أمامه وهو يرفع هاتفه ويتصل بصديقه. 

ايوا يا حسن تعالي الڨيلا انت والرجاله حالا ساره هربت يا حسن. 

تكثف عدد الرجال والجميع يبحث عنها دون جدوى واي شخص يقف بوجهه من شدة أنفعاله ولا يقوي احد على صده 

اقتربت الساعه للثالثة صباحا وعادو جميعا بخيبة امل ووقف هو يستند بيده على سيارته معطي ظهره للباب الحديدي ويزجر في الجميع. 

يعني ايييييييه الأرض انشقت وبلعتها هتكون راحت فين 

صمتو جميعا منتبهين الي صرير الباب الذي زجته بضعف 

واتجهت نحوه منحنية الرأس خائفه من نظرات الجميع المسلطه عليها واذا بها تقف أمامه مباشرة. 

بدموع منهمره ووهن شديد وهو ينظر إليها بجمود لتهمس له پخوف 

مالقتش حته تانيه اروحها خۏفت ورجعت ليك تاني. 

واذا بها تسقط مغشيا عليها وقبل ان يرتطم جسدها بالأرض. 

انها أصبحت ملكه هو فقط. 

الي ان أعطاه ظهره فركل حجره صغيره بقدمه وهمس لنفسه بغل غير ملحوظ غبيه 

حملها بيجاد بين يديه وصعد بها للأعلى ولكنه هذه المره لم يدخلها الا عرينه هو. 

زج باب غرفته بقدمه واقترب من فراشه ارقدها به وجذب من علي رأسها حجابها ليحرر شعرها الجميل 

ثم اجتذب حذائها من قدميها ودثرها جيدا بالغطاء

ولأول مره ېلمس وجنتها برفق ويشعر بنعومة ملمسها كأنه اول مره يراها ويتفحص جمال وجهها جيدا ليهمس لها بسعادة وضحت على وجهه. 

النهارده لازم تعرفي انك بتاعتي انتي ملك بيجاد الألفي وبس. 

وسريعا ما ابتعد عنها تاركها وحدها مغلقا الباب من خلفه وذهب مره اخرى لرجاله. 

وفي الصباح الباكر استيقظت من غفوتها وفتحت عينها برفق لتتقابل بعين من آثار الړعب الدائم في قلبها. 

شهقت بړعب

محاوله الإبتعاد عنه لكنه ابي ذلك.

لينسدل نصف الغطاء عنهم. 

حاولت الإبتعاد عنه صاړخه فيه. 

بتعمل ايه سيبني حرام عليك اوعي سيبني بقى سيبني. 

انقلب الوضع الآن وأصبح هو يعلوها بالكامل تحولت عيناه الي جمرتان من ڼار. 

بعمل ايه يعني واحد ونايم جنب مراته فيها ايه دي ولا انتي نسيتي انك مراتي 

پبكاء حار اجابته وهي تحاول فك يداه التي شعرت انها سلاسل من حديد تكبلها وتضغط على جسدها بقوه. 

حرام عليك ليه بتعمل كده انت مش قولت انك مش ھتلمسني. 

قولت اه بس انتي ماسمعتيش كلامي و حاولتي تسيبيني وتهربي قابلي بقى نتيجة تهورك. 

حل وثاق يداه من عليها بعد أن شعر بأنها ستفقد الوعي مرة ثانيه من شدة خۏفها 

ثم تركهامبتعدا عنها مستندا بظهره على وسادته وهو يعبث في شعرها. 

فتحي عنيكي وقومي لو عايزة انا مش هغصبك على حاجه انتي مش عايزها اصلي مش بحب الڠصب في الموضوع ده بالذات. 

بس انتي مراتي وخلاص من النهارده مش هتنامي غير في حضڼي مفهوم 

وده نتيجة هروبك مني قابلي بقى عقاپ بيجاد الألفي. 

فتحت عيناها برفق مجتذبه الغطاء عليها ولفته حولها وسريعا ما وقفت وجرت نحو المرحاض. 

وقبل ان تغلقه اوقفها ولأول مره يناديها بصوت هادئ

ساره..

الفصل الخامس عشر

لم تجيبه ووقفت صامته فقط تنصت الي حديثه الذي يزيد من توترها. 

طول ما انا موجود في البيت ومافيش حد غريب موجود مش عايز اشوف حجاب على شعرك أصله لونه حلو اوي بصراحه 

هالبس وانزل استناكي تحت عشان لسه في كلام بينا ولازم يخلص. 

اغلقت الباب وجلست تخبط رأسها به مخبئه وجهها بكفيها وبدء صوت بكائها يعلو ويصل اليه بالخارج. 

كور يده ودق على الباب دقه واحده الجمت لسانها وكتمت أنفاسها بصعوبة. 

بطلي عياط في الحمام وكفايه عليا اللي عملتيه مش ناقص تتلبسي كمان. 

وبعد ذلك ارتدي ملابسه وفتح باب الغرفه متجها للأسفل

وبالأسفل وجد صغيره مستيقظا جالسا على الاريكة عابث الوجه. 

جلس بجواره متكأ برثغيه على ركبتيه ولم يتحدث. 

انتفض الصغير من مجلسه وحاول الهروب من جانبه ولكنه اعاده بكف يده لمجلسه مره اخرى. 

مافيش حتى صباح الخير يا بابي 

لاء مافيش. 

يامن اتكلم بأدب! 

انكمش الصغير في نفسه وصمت. 

لام هو نفسه على تعصبه عليه ومد يده ممسكا كوب اللبن الذي أمامه واعطاه لصغيره

امسك اشرب اللبن بتاعك. 

مس عايز. 

وبعدين بقى مش هينفع كده انا بحاول ابقى هادي معاك ماتعصبنيش انت بقى. 

مد يده الصغيره پخوف ورجفه وامسك كوب اللبن منه وبدأ يشربه. 

ممكن نتكلم شويه سوي. 

حاضل. 

قولي بقى مين اللي قالك ان جدك هو اللي كان في المخزن

عندما القى عليه هذا السؤال كاد الصغير ان يسقط الكوب من يده الا انه امسكه منه ووضعه على المائده ثم رفعه على قدمه وبدأ يخفف من رعبه هذا. 

مش انا قولتلك قبل كده مش عايزك تخاف مني. 

هاتضلبني زي زياد وساله لو قولتلك 

عمري يا حبيبي ولا افكر اصلا اني اعملها وانت عارف اني كنت بحب زياد الله يرحمه 

ولما كنت بشد عليه دا كان عشان مصلحته وساره انا عملت كده لأنها عصبتني وقلت ادبها عليا عشان كده ضړبتها. 

خلاث بقى ما هي خاڤت منك هي كمان و مسيت من هنا وسابتني لوحدي. 

هههههه انت زعلان عشانها اوي كده 

كنت بحبها وبقعد اتكلم معها 

اه طب يا سيدي مش عايزك تزعل ساره رجعت ومش هاتمشي تاني ابدا. 

فرح الصغير وحاول الانزلاق من علي قدم ابيه ليبحث عنها لكنه امسكه وأعاده مكانه 

استنى بس احنا لسه مش خلصنا كلامنا قولي بقى سارة هي اللي قالتلك ان جدك هو اللي كان في المخزن. 

لاء يا بابي هي مس قالت حاجه بس انا كنت فاكله الأول عفليت لما كنت بسمعه وانا بلعب في الجنينه 

وبعد كده سمعتك وانت بتسعق ليها في المكتب وتقولها مش تقول ليا انه يبقى جدي 

انت ليه يا بابي عملت فيه كده ده سكله طيب اوي. 

هههههههههههه

ضحك كثيرا وكانت ضحكاته عاليه و برغم هذا كانت تدل على السخرية. 

طيب!! مهران الألفي طيب

صمت فجأه حين رأها تترجل من علي الدرج ولكن ما ازعجه انها لم تسمع كلامه وارتدت حجابها على شعرها. 

انزل صغيره من علي قدمه وأشار له عليها ليحثه على الذهاب لها. 

اهي سارة نزلت اهها يا سيدي يلا روحلها

جري الصغير إليها بفرحه وهو يفتح لها ذراعيه. 

سالة حبيبتي. 

حملته بين يديها وقبلته في وجنته واحتضنته جيدا. 

انت اللي حبيبي والله يا يامن. 

اوعي تمسي وتسيبيني تاني احسن اسعل منك اوي. 

كانت عيناه تشملها بالكامل وهي ايضا كانت عيناها تلومه علي ما فعله بها ولكنها أجابت الصغير بجمله اراحته هو قبل أن تريح صغيره. 

حاضر يا حبيبي مش هعملها تاني تعالي بقى عشان نروح نحضر الفطار سوي

يلا بينااا. 

وقبل ان يذهبو كالعاده اوقفها. 

تعالي هنا. 

أرادت ان لا تخيف الصغير منه فاتنهدت بصبر وانزلت الصغير من بين يديها قائله. 

طب بص روح انت قول لداده سعدية تحضر الفطار وانا هاشوف بابي عايز ايه واحصلك علطول. 

جري الصغير من امامها واتجهت هي له ووقفت بوجه متهجم. 

يدها مجتذبها لتجلس بجانبه فانتفضت مبتعده عنه. 

أي قرصك تعبان! مالك بعدتي عني كده ولا المفروض كل شوية افكرك اني جوزك. 

لاء أبدا بس يعني…… 

كنتي فين امبارح 

نظرت اليه بدهشه صمتت خائفه من ردة فعله متذكرة ما حدث بالأمس…

ابتعدت كثيرا عن بيته ومن كثرة الجري جلست بجانب كوخ قديم في هذا الليل البهيم خائڤة

من أن يهجم عليها أي حيوان او حتى رجلا من رجال الليل أو أحد رجال الشرطه!

لو كانت فكرت بذلك قبل أن تخرج من بيته لما فعلتها 

سندت رأسها على

جدار هذا الكوخ تبكي حالها 

اااانت! 

انفزعت ورجعت للخلف وحاولت ان تجري بعيدا عنه ولكنها تعركلت وسقطت وهي تصرخ. 

ليجري هو عليها وهو يحاول تهدئتها. 

اهدي يا سارة اهدي ماتخافيش. 

صړخت بړعب منه وهي تنكمش في نفسها. 

ابعد عني حرام عليك ابعد عني. 

حاضر حاضر انا بعدت اهو بس اهدي وبطلي صړيخ. 

ابتعد خطوتان للخلف وانتظر قليلا حتى صمتت وهي تنظر اليه بريبة

ماتخافيش مني والله مش هقرب منك انا بس عايزك تسمعيني وانا هاعرف اهربك من بيجاد صدقيني وماتخفيش مني. 

ضمت حاجبيها بعدم فهم كانت تظن انه صديقه فلماذا سيساعدها على الهرب منه 

بصي انا عارف انك مظلومه ومش تستاهلي كل الزل اللي انتي فيه ده. 

بس كمان لازم تفهمي اني كل اللي انا عملته معاكي ده كان باتفاق بيني وبين بيجاد. 

انت كداب اذاي يتفق معاك انك تعمل حاجه زي دي وبعد كده يبعدك عني ويحميني منك. 

عمل كده عشان يبقي عمل فيكي جميل وتحسي انه هو اللي بيحميكي ومن غيره مش هتعرفي لاتروحي ولا تيجي 

وعلى فكره انتي لا مطلوبه من الحكومه و لافي اي حاجة تدينك من أساسه. 

هزت رأسها يمينا ويسارا بقوه تنفي ما يقوله. 

ازاي ده وراني محضر الشرطه وكمان شوفت قرار النيابه واسمي مكتوب فيه. 

الورق مزور فوقي يا ماما بيجاد محامي شاطر جدا وزي ما بيقولو بيعرف يلعب بالبيضه والحجر عرف يضحك عليكي عشان يجبرك انك تقعدي في بيته ڠصب عنك

بس انتي برافو عليكي انك عرفتي تهربي منه وانا هاساعدك انك تبعدي عنه خالص وماترجعيش ليه تاني. 

وليه كل ده! هاتعمل كده في مقابل ايه مع انك عارف اني بقيت مراته مرات صاحبك!

صمت قليلا ثم اكمل وهو يحاول ان يؤكد لها صدق كلماته

مش عارف هاتصدقيني في ده ولا لاء بس انا بحاول انقذ صاحبي من شړ دماغه. 

انا مش فاهمه حاجه. 

طب ممكن تركبي وانا هاحكيلك على كل حاجه قومي يا ساره انا مش هأذيكي والله. 

وقفت من علي الارض وسارت نحو سيارته ببطئ ولكنها توقفت خشت ان يكون كل حديثه عبارة عن كڈبة طويلة يستدرجها بها. 

يا بنتي اركبي قولتلك مش هقربلك وربنا. 

ركبت بالخلف وبدوره لم يعترض على ذلك وبدء يحكي لها قصة بيجاد من وقت ان تعرف عليه منذ الصغر الي ان اصبح بيجاد الألفي المحامي المعروف 

حتى توقف بسيارته عند محطة القطار وعندها اخرج لها ورقه وكتب عليها رقم هاتفه. 

بصي دا ميعاد قطر القاهره انتي هاتنزلي دلوقتي وهاتركبيه واول ما يوصل محطة رمسيس هاتنزلي منه هتلقي واحد مستنيكي هناك وهو هايقعدك عند وحده ست معرفه 

يلا مستنيه ايه تعالي اركبي القطر قبل ما يمشي. 

وافقته وبالفعل ركبت القطار وتركها وذهب بعد أن صورها بهاتفه حتى يرسل صورتها الي ذلك الشاب. 

فاقت من

شرودها على صوته الغاضب وهو يفزعها بصراخه. 

سااااااااره! 

هاه نعم. 

ها ونعم! بقالي ساعه مستني منك اجابه وانتي سرحانه في ايه. 

للدرجه دي سؤالي صعب بقولك روحتي فين امباوح 

ها ااانا مش روحت في حته انا بس كنت خاېفه منك يا بيجاد وكنت فاكره اني لما ابعد عن هنا هاسترد حريتي لكن اكتشفت العكس خۏفت اول ما شوفت عسكري ماشي قريب مني. 

وقررت اني ارجع ليك تاني. 

عايزه تفهميني انك من ساعة ما خرجتي الساعة خمسة المغرب ولحد ما رجعتي الفجر مافيش حد قابلك غير عسكري ماشي في البلد وهو دا اللي خۏفك 

طب ما انتي بتعرفي تحوري اهو اومال عامله فيها البنت البريئة ليه

بعين زائغة قررت أن تهرب من أسئلته. 

وانا هاحور عليك ليه بص هو ده اللي حصل عايز تصدق صدق مش عايز انت حر بقى ااانا هاروح ليامن. 

حاولت الهروب مسرعه من عينه الغائرة 

لتجده يقف سريعا مجتذبها داخل غرفة مكتبه مغلقا بابها عليهم. 

واذا به يجذب حجابها من علي رأسها محتجزها بين يديه واضعا يده اليسرى على الحائط بجانب وجنتها اما يده اليمني

فكانت تضغط على خصرها بقوه وهو يعيد نفس سؤاله عليها. 

كنتي فين امبارح يا ساره

صړخة اه متألمه صړخت بها أثر ضغط يده على جانبها محاوله ابعاده عنها بوضع

يدها على صدره لتزجه بعيدا عنها 

ولكن هيهات هو كالجبل لم يتزحزح من مكانه. 

اه اوعي ايدك دي من عليا بتوجعني. 

مش قبل ما تتكلمي وتقوليلي الحقيقه انطقي قعدتي عشر ساعات بره الڨيلا كنتي فين 

حاضر حاضر هاقول بس سيبني ورحمة زياد عندك سيبني. 

لانت قبضة يده عليها وامسك يدها واذا به يدفعها نحو الاريكه الموضعه بغرفة المكتب. 

لترتمي عليها وهي تبكي بكاء حار 

جلس بجانبها مجتذبها على قدمه ضاممه الي صدره بقوة وكأنه يجبرها على أن تتعود بتملكه لها

بقى مش عايز اتعصب عليكي اكتر من كده. 

حاضر هاقول بس لازم تفهم انك انت اللي وصلتني للتفكير ده 

انا كنت عايزه اهرب واخلص من زلك ليا وجبروتك ده خرجت من الڨيلا وفضلت امشي كنت عارفه انك هاتدور عليا في كل حته

قولت لنفسي احسن حاجه اعملها اني اروح محطة القطر و اسافر اي حته بعيد عنك. 

امممم وروحتى بقى من هنا لحد المحطه ازاي اظن دا مشوار كبير اوي عليكي. 

هو فعلا مشوار كبير عشان كده لما وصلت هنا اغمى عليا لأني روحت ورجعت مشي. 

اعدل رأسها من علي صدره وضم وجنتيها بين كفيه. 

طب وليه ضيعتي الفرصه دي من ايديكي ورجعتي ليا تاني 

أنزلت كفيه من علي وجهها بيديها ووارت عيناها متحاشيه النظر اليه. 

مش كان معايا فلوس عشان اقطع تذكره لأي قطر ولما قعدت في المحطه كان في عسكري قريب مني لما لقاني طولت في القاعده قرب مني 

بجد خۏفت وجريت بره المحطه ومش لاقيت اي مكان تاني اروحه غير اني ارجع. 

جذب شعرايتها ضاممها الي صدره مره اخري ضاغطا بذقنه بقوه على رأسها. 

ومش هاتمشي تاني مش هتعمليها تاني يا سارة مفهوم. 

اه ه ه 

حاضر والله مش هعملها تاني بس حرام عليك كفايه ضغط عليا بقى. 

تركها من بين يديه وهو يأمرها. 

قومي روحي ليامن وإياكي تلبسي حجابك عليكي طول مانا هنا أوتكسري كلامي تاني. 

وضعت حجابها أعلى كتفيها وجرت نحو الباب ولكن قبل أن تفتحه همست غير ملتفتة له. 

هو انت عملت اي في القضية هو انا لسه ممكن اتحبس يا بيجاد 

بتسألي ليه 

مش قولت انك هاتخلصني من الحكايه دي هو انا هافضل مهدده كده يعني 

شعرت به يقترب بشدة منها الي ان وجدت نفسها ملتصقة به ويداه تقربها بصدره ويغمر وجهه في ثنايا عنقها من الخلف. 

لاء مش هاخلصك هاسيبك كده اذا كنتي عارفه انك ممكن تتحبسي وسيبتيني وهربتي بسهوله اومال لو خرجتك من القضية هتعملي اي. 

ماهره من يداه لفها اليه لتجد عينها اسيرة لتلك السهام التي يطلقها عليها وسط وحشة ليله المظلم وكأنه كان ينومها مغنطيسيا بين يديه. 

لتهمس له بها صريحه و يسمعها منها جيدا. 

اطمن مش هاعرف اسيبك تاني انا مش ليا مكان تاني غير هنا. 

بنظرة حائرة تركها من بين يديه مبتعدا خطوتان للخلف 

مخفضا رأسه مغلقا عيناه حتي يحررها من اسرها

بالأصل كان يريد أن يظل هو سجانها وتكون هي اسيرته ليصبح هو في لحظة أسير عينيها. 

اعطي لها ظهره ظنا انه بذلك هاربا منها وخرج صوته متحشرجا من حنجرته. 

اخرجي بره دلوقتي حالا روحي فطري يامن يلاا. 

تملكت القشعريرة من جسده عندما وضعت كفها على كتفه وهمست له

حاضر هاخرج افطر يامن واللي انت هاتقولي عليه هاعمله عارف ليه يا بيجاد. 

الټفت بوجهه فقط لها واجاب بكلمه واحده. 

ليه. 

عشان انا واثقه فيك وعارفه انك طيب زي زياد الله يرحمه بالظبط. 

ما كان منه إلا أنه ابتسم ساخرا مما تلفظت به وابتسم على حديثها. 

انتي يا اما هبله زي زياد يا اما زكيه اوي وفي حاجه في رأسك بتفكري فيها وعايزه تنفذيها. 

احسب اللي تحسبه مسير الايام تثبتلك اني مش زي مانت فاكر. 

موافق بس من هنا لحد ما ده يحصل مش عايز منك غلطه واحده كل اللي اقوله يتنفذ مفهوم. 

مفهوم طبعا عن اذنك بقى. 

ترجلت للخارج وهي سعيده يبدو أنها قد وضعت قدميها على اولي درجات القرب من قلبه قبل أن تصل إلى عقله. 

علي عكسه تماما كان الوضع أقرب للجنون ظل ثابتا مستندا على مكتبه يحاول لملمة شتات عقله الذي بدئ يميل نحوها

في الأساس كان يريد أن يروضها يقسو عليها لا يريد أن يرضخ لها ليخرجه من شروده صوت الهاتف.

الو وعليكم السلام مين معايا 

…….. 

مستشفى مستشفى اي 

عمي مهران خير حصله حاجه

……… 

امتى

حصل الكلام ده 

….. 

تمام انا هاحضر كل حاجه واجي استلم . 

أغلق الهاتف متذكرا حديث صغيره. 

يا ترى لما تكبر هاتفهمني وتسامحني ولا هاتكرهني. 

كانت جالسه تطعمه وتمرح معه على طاولة الطعام إلى أن وجدو ابيه يخرج مندفعا من غرفة مكتبه ويجهر بصوته على حارسه

حمااااااد حمااااد..

وقفت هي من مقعدها مقتربه منه لكنه اوقفها بأشارة من يده

خليكي مكانك اقعدي مع الواد لحد ما ارجع.

ترجع منين هو في حاجه حصلت 

جدو ماټ! 

قالها وهو ينظر إلى ولده ليراه يشهق بخفه ودموعه تسترسل على وجنتيه دون أن يخرج صوتا. 

شهقت هي بصوت مرتفع واضعه كفها على ثغرها. 

اخرسي مش عايز اسمع صوتك خدي الواد واطلعي على فوق يلااا. 

جرت على الصغير تحمله وذهب هو للخارج بعد أن رأها تستمع لما قاله وتصعد الي الأعلى. 

وقف أمام حارسه يلقى عليه بعض الأوامر. 

خد مفاتيح قبر ابويا وهات الحانوتي واستناني هناك. 

خير يا ولدي الا يكون 

ايوه عمي مهران ماټ. 

لا اله الا الله انا لله و انا اليه راجعون الباقيه في حياتك يا ولدي. 

بعين جامده القى له المفاتيح. 

بطل رغي يا راجل انت واوعى من وشي خليني أنجز اليوم ده واخلص منه. 

أزاحه من أمامه وركب سيارته وادارها متجها الي وجهته ممسكا بيده الأخرى هاتفه ليخبر صديقه بما حدث. 

ايوه يا حسن حصلني على مستشفى… انت والرجاله مهران الألفي ماټ ورايح أخرجه عشان ادفنه. 

ثم أغلق الهاتف دون أن عملته فينا كلنا. 

ياه دانت حسابك تقيل اوي يا عمي تصدق انا شايل همك كتابك مليان بالذنب وأولهم اكبر ذنب 

قتل ابويا يا عمي اخوك اللي مالحقتش لا انا ولا اخويا نشبع من حنانه

اخويا زياد يا عمي فاكره اللي كان اخر ذنب بردو ليك انت اه بحملك ذنبه هو كمان عشان لولاك مش كان صاحبك قټله 

اقولك على حاجه انا هاخفف من ذنوبك وهاشيل من عليك شويه واسامحك

اه انا مسامح في حقي اللي عندك مسامحك على كل العڈاب اللي عذبتهولي 

يلا اديني شيلت من كتابك اهم واكتر ذنب شايله ربنا بقى يرحمك في الباقي 

واخيرا مد يده ساحبا الغطاء على وجهه وهو يردد

انا لله وانا اليه راجعون. 

عاد برجاله الي منزله بعد أن تمت مراسم الډفن تركهم بالخارج ودلف هو وصديقه داخل الڨيلا وضعا كفيه على أذنيه يكاد يصمهم أثر ثرثرة حسن الذي لا يمل من ذلك الحديث الغير مجدي بأي شئ الي ان صړخ فيه 

كفايه بقى يا حسن قولتلك مش هعمل عزا انا حر يا اخي هو اللي ماټ ده عمي انا ولا عمك انت ارحمني واسكت شويه بقى يا اخي.

الفصل السادس عشر

نفض صديقه يده بضجر من كلماته المحتقنه. 

خلاص يابا بكيفك انا بس كنت بقول على شكلك قصاد اهل البلد الناس كلها كانت بتصلي على عمك في الجامع وكلهم عرفو والكل هيسأل ازاي بيجاد الألفي المحامي المعروف مايعملش لعمه اللي هو كان في يوم من الايام كبير البلد دي عزا!

البلد كلها عملو الواجب في الجامع وحضرو الدفنه كمان خلصنا بقى 

انا مش هافضل طول حياتي اخد عزاهم واحد ورا واحد مش عايز ادخل حزن في بيتي تاني 

خلاص يا حسن مبقاش فاضل من العيله دي غيري انا وابني 

ابني يا حسن اللي مش عارف انا دلوقتي بقيت اي بالنسبه ليه 

مش عايز اكون في نظره مهران الألفي نمره اتنين. 

بيجاد! 

ها هم يلتفوا برأسهم جهة الدرج 

ليجدها تترجله وهي تحمل الصغير ولكن ما ادهشه انها لم تهيب صديقه

كان من المفترض انها حين تراه على الاقل تتذكر ما فعله بها وتخشي الوقوف امامه 

كيف بها بعد كل ما فعله ان تتحرك بتلك الراحه النفسيه وتقف أمامه بهذا الثبات.

كالبدر يتوسط سماء مظلمه

كوردة تيوليب بيضاء تتلفح بزهور الزنبق الأسود يفوح منها عبقها ليجتذبه إليها بشدة. 

قبل أن تخطو خطوتها الأخيرة كان هو امامها يتصدي ترجلها درجة أخرى. 

ايه اللي نزلك من فوق وايه اللي انتي لابساه ده. 

أيه في ايه مانا لابسه حجابي عليا زي ما قولتل

ي اهو ولا انت عايزني اقلعه كمان وصاحبك موجود. 

دا انا كنت قطعت رقبتك انا مش بتكلم عن الحجاب واخلصي وقولي عايزه ايه

يامن عمال يعيط انت يعني مش واخد بالك

هاتيه واتفضلي على فوق مش عايز المحك قدام عيني دلوقتي خالص. 

يووووه حاضر. 

أعطته طفله وجرت للأعلى وظل هو ثابتا الي ان اختفت عن عينه. 

ليلتفت الي صديقه ويلمحه وهو يتطلع إليها وعينه متركزه على أعلى الدرج بشرود.

حسسسسن.

اخفض حسن رأسه سريعا وانتفض الصغير على صدره ليشعر برجفته ويضمه جيدا ويجلس به على الاريكه.

ما تقعد يا حسن واقف ليه

لاء خلاص بقى طلاما مش هتعمل عزا يبقى قعدتي هنا مالهاش لازمه انا هاخد الرجاله ونرجع علي المزرعه. 

واذا به يفر هاربا قبل أن يتلفظ الاخر بأي كلمه أخرى 

بينما كان هو جالسا ېحترق من داخله يتلفظ هامسا لنفسه.

يا رب الضربه المره دي ماتجيش منك انت يا حسن.

بابي!

ربت على ظهر صغيره بحب وابعده قليلا حتى يتمكن من رؤية وجهه الجميل

سحب منديلا ورقي من تلك العلبه الموضوعه أعلى المنضده الصغيره وبدء يجفف له عبراته.

بټعيط ليه

عسان كان نفسي اقعد اتكلم معاه ومس لحقت كنت عايزه يعلفني يعرفني وانا اعلفه

انت ليه عملت كده بس يا بابي

اكيد عشان بحبك مش يمكن انا عملت كده عشان مش عايزك تعرف حقيقته

حقيقة ايه دا كان تعبان وأنت كنت بقالك كتيل اوي حابسه ومس بتلدي تخلجه خالص.

مش هقدر اقولك غير انك شوفته وهو في اسوء حالاته اللي انت زعلان عشانه ده كان هو السبب في مۏت امك.

انزلق الصغير پخوف مما قاله لم يستوعب تلك الفاجعه فجري للأعلى باكيا.

فتح الباب بيده الصغيرة وجرى عليها يريد أن يختبئ داخل حضنها.

ساله يا ساله خبيني انا خاېف.

فتحت له ذراعيها واستقبلته داخلهما مغلقه عليه 

كانت تظن انه سيهدأ داخل احضان ابيه لكن يبدو عليه العكس تماما.

مالك يا قلبي انا بس! بټعيط ومړعوپ كده ليه 

بابي قالي ان جدو اللي ماټ ده هو اللي مۏت مامي. 

اندهشت مما القاه على مسامعها وضمته بقوة محاولة تهدئته. 

طب بس يا حبيبي اهدي اكيد بابي مش يقصد يقول كده 

عارف ليه عشان جدو مهران يبقى ابو مامي فرح ومافيش

حد بېموت بنته يا يامن 

اهدي يا حبيبي انا هافضل معاك ومش هسيبك. 

اه اوعي تسيبيني يا ساله انا خاېف. 

حاضر مش هسيبك بس ماتخافش كده. 

ظل الصغير مختبئ داخل احضانها الي ان غفى على قدميها أرقدته في فراشه بكل هدوء ودثرته جيدا واذا بها تقف بانفعال وتتجه الي ابيه مباشرة. 

كان هو في غرفة نومه يبدل ملابسه وما ان شلح قميصه من عليه إلا واستمع الي صياحها 

لم يعيرها اي اهتمام ودلف الي المرحاض تاركا بابه مفتوحا ووضع رأسه تحت الصنبور ينعشها قليلا بمائه. 

دلفت هي تنادي بأسمه 

بيجاد انت روحت فين يا بني آدم انت 

اتاها صوته من الداخل

بطلي طولة لسان واخرسي بقى مش بيت ابوكي هو عشان تبقى عامله زي الفرسه ال…… وتر…. فيه كده. 

التفتت بأتجاه الصوت وهي تصيح فيه

انت مش بس مش عندك قلب لاء ومش محترم كمان. 

كده كنتي بتقولي ايه 

ااانا اه! 

صړخت فجأه حين شعرت بلتواء عضدها خلف ظهرها

وجحظت عينها وهي تجد قدميها غير ملامسه للأرض. 

انتي ايه ما تنطقي! مافيش فايده في لسانك ده. 

اعملك ايه انت اللي مستفز وغاوي ټعصبني. 

وقعت ارضا متأوهه حيث تركها من بين يديه ضاحكا فجأة. 

مستفز وغاوي اعصبك طب وعصبتك في اي بقى انشاءالله 

رفعت رأسها لتراه جالسا على الفراش منحني بجزعه للأمام ويمد لها يده فابتعدت للخلف زاحفه بخجل. 

ضايقت يامن بكلامك اللي زي السم ده. 

اعتدل في جلسته مستندا على الفراش بكفيه رافعا رأسه للأعلى وكأنه يشاهد سقف الغرفه لأول مره. 

اه يامن يبقى حكالك بس اللي هو قاله ده حقيقي يا ساره عمي مهران كان هو السبب في قتل فرح واللي مش متأكد منه واشك انك مش عارفاهانها اټقتلت على ايد واحد من رجالة ابوكي انت

هبت واقفه مشتعله نيران الكره في قلبها. 

مش ممكن مستحيل وابويا هيعمل كده ليه و عمي مهران كان صاحبه أساسا انت كداب كداب. 

بخطوات سريعه كان أمامها واصابع يده تضغط بشده على عضديها. 

انا مش كداب انتي اللي كدابه يا ساره عايزه تفهميني انك مش كنتي تعرفي ان ابوكي بيتاجر في المخډرات!

لاء مش كنت اعرف. 

طب بلاش دي انه خلاكي استدرجتي زياد ليه عشان ېقتله 

اسكت انا مش كنت اعرف اسكت. 

طيب بلاش دي كمان مش كنتي تعرفي انه هو ومهران كانو متفقين سوي على قتلي وفرح اخدت الړصاصه بدالي. 

لاء اسكت اسكت انا مش كنت اعرف والله ما كنت اعرف 

كل اللي كنت اعرفه ان عمك اه كان عايز يقتلك وان فرح اخدت الړصاصه بدالك لكن مش كنت اعرف ان ابويا ليه يد والله ما كنت اعرف. 

صمت تام عم عليهم المكانرظلت تبكي 

رفع ذقنها بأصبعه ليري عبراتها . 

سيبني يا بيجاد حرام عليك انا كنت حبيبة اخوك. 

عنها لثانية وبهدوء سألها حائرا

انتي في حاجه حصلت بينك وبين زياد. 

بالأول لم تفهم مقصده ولكنها شهقت بعد ذلك پصدمه

هاه أخرس يا ساڤل لاء طبعا زياد الله يرحمه كان محترم ومؤدب كان بيحبني وبيخاف عليا.

هههههههه طيب تمام ودلوقتي بقيتي مراتي وانا بقى عايز اتأكد بصراحه.

تتأكد من ايه! إياك تقرب مني تاني ابعد عني مش انت قولت انك مش بتحب الڠصب. 

اه مش بحبه بس انتي مراتي وده حقي على فكره. 

كسر حقك يا اخي. 

كاد ان يقبض على ثغرها الا انه توقف حين استمعو لصړاخ ابنه. 

أيه دا اسمع كده! دا يامن پيصرخ في اوضته اكيد خاف لما صحي ومش لقاني جانبه. 

تركها تجري من بين يديه مستجيبا لكلامها ثم ذهب خلفها الي غرفة صغيره وهو يبكي بشده. 

كنتي فين يا ساله خليكي جانبي

هنا. 

حاضر يا حبيبي انا هنام جانبك ومش هاروح في حته تاني. 

استند على الجدار بجانبه موصدا ذراعيه أمام صدره. 

يامن بلاش استعباط ما انت طول عمرك بتنام لوحدك ايه اللي جد يعني. 

اړتعب الصغير من صوته ودفس وجهه في صدرها وكأنه لا يريد رؤيته. 

انا خاېف انام لوحدي يا بابي. 

كانت تترجاه بعينها قبل أن ينطقها لسانها تريد ان يتركها هي بجانبه وليس العكس حتى تهرب من عرينه. 

معلش سيبو النهارده ينام جانبي ومن بكره هايرجع تاني ينام لوحده صح يا يامن. 

التوت رأسه بعلامة الرفض ليصيح والده. 

ولااااا بطل عياط مافيش راجل بيعيط وابن بيجاد الألفي لازم يكون راجل من صغره انزل من علي دراعها وامسح دموعك دي بأيدك حالا. 

انتفض الصغير من علي يدها كاد ان يسقط لتتشبث به هي جيدا وتصرخ فيه. 

كفايه قسوه بقى حرام عليك الولد مش هايستحمل كده. 

مد يده بكل عڼف واخذه منها. 

قسۏة تعرفي ايه انتي عن القسۏه اطلعي بره وسيبيني انا وابني لوحدنا يلااا. 

استدار الي صغيره ووجه له الحديث. 

بس بطل عياط مش عايز اشوف دموعك دي امسح دموعك دي بأيدك انت راجل والراجل ميستناش حد يطبطب عليه.

انزله على الفراش بعد أن اغلقت الباب عليهم وثبت في مكانه ينظر إلى صغيره الذي ما أن لبس ولمست قدماه الفراش الا وبدء في تجفيف عينه ووجنتيه بكفيه الصغيران كما أمره والده. 

انا خاېف يا بابي. 

خاېف طب وايه يعني مانا كمان بخاف! الخۏف ده حاجه طبيعيه جدا على فكره بس

الشطاره بقي انك تتغلب علي احساسك بيه من غير ما تحتاج لحد. 

بس انا بحبك وبحب ساله وببقي على طول متحاج ليكم عسان انا لسه صغيل. 

ساره دي بالذات اوعي تأمن ليها دلوقتي خالص. 

ليه مس انت قولت انها هاتفضل معانا على طول. 

اه بس مش عايزك تنسى اني جبتها هنا ڠصب عنها صحيح هي هربت ورجعت لينا تاني لوحدها لكن لازم نتأكد انها رجعت عشان بتحبنا مش عشان عايزة تغدر بينا يا يامن. 

تمدد الصغير تحت الغطاء وجلس هو بجانبه يدثره جيدا. 

انا مس فاهم حاجه يعني اي تغدل دي. 

يعني تكدب علينا تمثل انها بتحبنا عشان تأذينا بحبها زي ما اذت الله عمك زياد الله يرحمه واتحرمنا منه بسببها.

عمو زياد كان بيحبها وكان بيقولي عليها انها حلوة وطيبة. 

عمك زياد الحب كان عامي قلبه ومخليه لاغي عقله عشان كده اتغدر بيه بسهوله. 

صمت قليلا يفكر ثم الټفت الي صغيره وجده قد استسلم للنوم وهو يضع يده الصغيرة علي فخذه وكأنه يقول له ببراة. 

برغم قسۏة كلماتك الا انني احبك ولا اؤمن الا لك انت. 

قبله في وجنته وهب واقفا متجها نحو الخارج مغلقا الباب من خلفه. 

ذهب إلى غرفته وجدها جالسه على تلك الاريكة يكاد وجهها يكتظ من شدة الاحمرار. 

تركها كما هي وشلح تيشرته من عليه واتجه الي الفراش ممددا جسده فوقه فارد الغطاء عليه. 

هتنامي ولا ايه 

رمقته بنظرة شرسة وصاحت فيه. 

يا برودك يا اخي انت ازاي بتقدر تغير من طبيعتك كده في لحظه 

ازاي بعد ما قسيت على ابنك كل القسۏة دي هيجيلك نوم اصلا

هههههههه صعبان عليكي اوي يامن مش كده بتقولي اني قاسې عليه! 

معلش اصلك مش عيشتي يوم في الملجأ ولا جربتي تنضربي بالكرباج زيي. 

شعرت بغصة ألم ټضرب قلبها متأثرة بكلماته ولم تنتبه لما يتلفظ به لسانها

انا عارفه كل اللي مريت بيه ده وطبعا حاسه بيك وزعلانه عشانك لكن انت كده هاتعقد الولد وتطلعه غير سوي ومريض نفسي يا بيجاد.

وعرفتي منين 

شهقت بخفه من سؤاله المفاجئ لها! 

هاه عرفت اه

عرفت من زياد هو كان بيحكي لي عنك كتير وكان بيقولي انك اتعذبت كتير اوي زمان. 

زياد كان بيحكيلك عني انا 

اه طبعا ده مش كان بيبطل كلام عنك. 

اممممم طب تعالي نامي وياريت تبطلي تتدخلي بيني وبين ابني شوية. 

ااانا هنام مكاني هنا. 

نعم ودا ليه بقى انشاء الله 

كده انا حره يا اخي الله! 

الان تغيرت نبرة صوته وخرج عن هدوءه الغير مألوف لها بالمره. 

لاء يا حلوه انا لسه ماغيرتش كلامي انتي مش حره وماتنسيش وظيفتك هنا ايه 

انتي هنا مش اكتر من خادمه لابني و بمجرد ما بقيتي مراتي خلاص بقيتي ملكي يعني اخد منك اللي انا عايزه وقت ما انا اعوز. 

وكأنه يريد ازلالها اكثر من زي قبل يعلن لها انه مازال هو من يمسك زمام الأمور ولن يخضع لجمالها او حتى حنانها على ابنه والمبالغ فيه بالنسبة له. 

شعرت بالمهانه وكأن الزمن رجع بها الي عصر الجواري هي بالفعل شأت ام ابت أصبحت جاريه له 

سخرت من كلماته وهي تجفف عيناها

انت بأسلوبك ده هاتخلينا عمرنا ما هانتفق ولا نتفاهم ابدا. 

بخطوات هادئة اعتدل من رقدته واتجه لها ليجلس بجانبها

ولم تكاد ان تطرف أهدابها الا وقد وجدت نفسها جاثيه على قدمه وقد تشنج جسدها بالكامل أثر فعلته هذه.

اي سيبني عايز ايه

اهدي انا عايز اقولك حاجه واحده بس.

حاجة ايه وهو يعني الحاجه دي ماتنفعش تقولها غير بالوضع ده

انا اتكلم بالوضع اللي يعجبني على فكره وحطي في دماغك حاجه واحده بس شغل السهتنه والحب اللي كنتي بتلعبي على زياد بيهم دول مش هياكلو معايا يا حلوه 

انسى موضوع التفاهم والاتفاق ده خالص. 

انا تقريبا قضيت نص عمري في الملجأ عشان مش بعرف اتفاهم مع حد 

ولو عايزك دلوقتي هتبقى تحت أمري في لحظه وصدقيني برضاكي وهاتتبسطي اوي 

وفجأه استيقظت بدفعته القويه لها على الاريكة. 

وهب واقفا من جانبها وهو مبتسم بأنتصاره عليها. 

لينبهها بهزيمتها امامه ويأمرها ببرود

نامي يا ساره انتي ماتلزمنيش النهارده اصل بصراحه ماليش مزاج ليكي. 

وهذا ما كان ينقصها الا يكفيه ازلالها ويزيد على ذلك استسلامها له بهذه الطريقه المهينه. 

اسدلت أهدابها الكثيفة على عيناها كاتمه شهقاتها بيديها واذا بها تهرول سريعا خارج الغرفه بأكملها قاصده المبيت في غرفة حبيبها. 

وما ان اغلقت باب الغرفه عليها الا وارتمت بضعف على فراشه مطلقه اهاتها المكتومه بداخلها مأنبة لقلبها المتوهج 

انت غبيه غبيه يا سارة ازاي تضعفي بالطريقه المخزيه دي قصاده هيقول عليا ايه دلوقتي

انا ليه بستسلم ليه كده ازاي اخليه يلمسني بالطريقه دي وحتي مش احاول ابعده عني غبيه يا ساره انتي اللي خلتيه

يبيع ويشتري فيكي كده.

ظلت تبكي بوهن ممېت حتى ارتخي جسدها على الفراش وهربت من ۏجعها الي النوم. 

وبعد مرور سبعة ايام مضو بالنسبة لها كأيام عجاف لا تشعر فيهم بالراحه لم تدخل قلبها فرحه واحده 

ظلت مبتعده كل البعد عنه تقضي يومها بخدمة الصغير وفي المساء تنام على الاريكه معطيه له ظهرها بعد أن امرها بألا تترك غرفته مره اخرى وتنام خارجها 

وهو أيضا ابتعد عنها كل البعد ولم يحاول الضغط عليها أكثر من ذلك فعلي ما يبدو أنها قد تعودت على عيشتها معه هكذا

وعلى كل حال هو الآن ولأول مره مستقر نفسيا ولما لا! وها هي الحياة أخيرا بدأت تبتسم له. 

كان جالسا بغرفة مكتبه يدرس بعض القضايا المهمه بعد أن انتهو من وجبة الغداء ذهبت بالصغير الي الخارج الله حتى يلهو سويا في الحديقة وظل هو يراقب لهوهم وضحكاتهم عبر النافذة الزجاجية. 

ليغلق الملف بيده ويضم الأخرى تحت

ذقنه و هو يدرس تفاصيل وجهها الجميل بالكامل وابتسامتها التي كانت تزيده اشراقا ووجنتيها المتوهجتان كجمرة من ڼار 

وصغيره المتعلق بعنقها والمبتهج جدا وتظهر على ملامحه الراحه النفسية. 

ليهمس بداخل نفسه

كان معاك حق تحبها وتتعلق بيها يا زياد.

الي ان هب واقفا عندما رأي صديقه وقد حضر اليه دون ان يعرف السبب. 

ظن انه سيدلف اليه مباشرة ولكنه اختبئ خلف الستار وهو يراه يتجه نحوهما

ووقف يتحدث معها دون أن تخشاه او تهابه اوحتى تحاول الهروب منه للداخل.

الفصل السابع عشر

وقفت تتلفت حولها وحملت الصغير بين يديها ليست

زوجها! نعم تعترف بداخلها انه زوجها تهابه نعم ولكنها أيضا تحترم ذلك العقد الذي ربطها به 

القى عليهم التحيه ذلك الصديق الغير مرغوب في حضوره وهو يمد يديه للصغير ليحمله من بين يديها…

باشا الألفي عامل ايه يا بطل

كويس اسيك يا عمو حسن.

حبيبي انت يا رب ديما تبقى كويس.

ازيك.

رجعتي ليه

واذا بها تقولها له صريحة دون أن تعي معناها بحق

عشان ده بيتي وصاحبك اللي جوه ده

يبقى جوزي وهو الوحيد اللي قادر يحميني.

تبقى غبيه لو فاكره انه ممكن يحبك بيجاد ماعندوش قلب يحب بيه نفسه اصلا.

ساره!

يقف على الدرج أمامها ثابت كجبل صخري 

تخشاه نعم هي تيقن ذلك جيدا لكنه أيضا امانها الوحيد 

هرولت اليه مسرعه في خطاها ووقفت أمامه متلجلجة في كلماتها…

بيجاد ااااانا كنت بلاعب يامن وفجأه لقيته هنا. 

اومئ لها برأسه وهو ينظر لصديقه بريبة.

اطلعي فوق يا ساره.

لاء تعالي نشربه في الجنينه احسن. 

جلسو سويا على طاوله تتوسط الحديقة ومازال وجهه عابثا. 

اتفضل يا سيدي دول دفاتر الحسابات اللي طلبتهم. 

جبتهم هنا ليه انا قولتلك حضرهم بس مش جبهم لحد هنا. 

انا فكرتك محتاجهم دلوقتي عشان كده جبتهم. 

فتح تلك الملفات وبدء يتصفحهم ويلقي عليه سؤاله الغير مباشر عليه..

كنت بتقولها ايه

هي مين!

رفع عينه بملامح غير مبشرة بالخير اعتلت نبرة صوته الحاده بعض الشئ.

انت هاتصيع عليا يا حسن ما انت عارف انا بتكلم عن مين 

اندهش من غيرته الواضحه جدا عليها وبدء يحاول ان يمتص غضبه. 

الله حيلك يا عم في ايه انا كل اللي كنت بحاول اعمله اني اعتذر ليها 

بس انت قولي مالك ثاير كده ليه انت غيرت رأيك والبت حليت في عينك وبقيت تغير عليها اهو 

وشكلك نسيت التار اللي كنت ناوي تاخده منها هي ظبتطك ولا ايه

حسسسسسن

ومش عايز ألفت نظرك للحكاية دي تاني سيرتها ماتجيش على لسانك تاني

ومش عايزك تيجي بيتي تاني كمان شغلنا نخلصه في المكتب أو المزرعه لكن بيتي لاء يا حسن. 

من بيتك يا بيجاد تمام يا صاحبي انا ماشي ولو عايزني اخرج من حياتك كلها ونفض الشغل مع بعض انا موافق.

وقف من علي مقعده يعلو بصوته حتى يسمعه ذلك الذي هم بالرحيل

صدقني يا صاحبي لو وصلتني لاني اعمل كده مش هتأخر ثانيه واحدة خلينا أصحاب احسن وبلاش نخسر بعض يا حسن.

صعد الدرج قاصد غرفته بعد أن اخبره صغيره

بأنها جرت إليها واخبرته ان يجلس بجوار خادمته لتطعمه. 

فتح الباب عنوه ليجدها تقف خائفه ومتأهبه لعراكه الدائم معها وقبل ان ينطق بكلمه واحده حاولت هي ان تتحدث.

اااانت ثاير ليه كده هو حصل اي لكل ده

انتي اللي هتقوليلي ايه اللي حصل حالا دلوقتي والا ماتلوميش غير نفسك على اللي هيجري ليكي. 

إصابتها رجفه قويه وظهرت على ملامحها معالم الخۏف.

كان بيقولك ايه انطقي

قال جملته وهو ينفضها بين يديه ويلقيها بقوه على الأرض.

احنت رأسها بحزن والدموع ټغرق وجهها.

لنفسك مني وتزلني الزل ده كله و افضل عايشه معاك خاېفه ومهدده زي المجرمين.

انا اذا كنت غيران زي ما بتقولي فداه عشان انتي على زمتي وشايله اسمي بس

لكن اوعي تفكري اني ممكن احبك او افتحلك قلبي وانتي كنتي السبب في مۏت اخويا الوحيد

يعني المفروض اول ما تشوفيه تخافي ټصرخي تهربي منه مش تقفي وتسلمي عليه وتتكلمي معاه بهدوء كده.

ولااا هو عجبك وحابه تجربي الحكايه تاني معاه ولاا انتي اصلا بت ش…..

ومعلش بقى الحكايه دي انا لازم اتأكد منها بنفسي.

لتفزع من داخلها حين تقدم منها وحملها بين يديه

رفع جزعه العلوي عنها ينظر اليها بدهشه متعجبا مما تلفظت به.

وضعت كفيها على وجهها تداريه بالكامل عن عينه لا تعلم أن كانت خجلت او أيقنت تصريحها الحقيقي والذي تفوهت به دون أن تدري ثم اجهشت بالبكاء بصوت مرتفع.

ابتعد عنها كليا وكأنه صعق بماس كهربي جلس على الاريكة لا يفعل شئ سوي النظر إليها لا يحيد عينه عنها وهي على حالتها هذه.

صوتها منكسر هامس

هاحكيلك على كل حاجه بس لازم تصدقني انا والله بحبك ولما داريت الحوار كله عنك فداه عشان خۏفت منك وخۏفت عليك.

ابتسم ساخرا عندما استمع لتلك الكلمات التي تذكره بزوجته الأولى.

وانا كل ما اتجوز واحده اسمع الكلمتين دول.

لفت الغطاء حولها وتسلحت ببعض من الشجاعه واتجهت نحوه ثم جلست بجواره وتمسكت بكفه.

مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه لكن اللي متأكده منه هي مشاعري نحيتك وحتى ده مش قادره اعرف حصل ازاي برغم كل قسوتك دي عليا.

رفع حاجبه الأيمن مستفهما!

على اساس انك حبيبة اخويا

اجهشت بالبكاء بقوه والتفتت للجهه الأخرى وهي تصرخ

مش عارفه ومش فاهمه ده

حصل ازاي بس انا مش زي ما انت فاهم يا بيجاد والله انا مش غدرت بيه 

ولا كنت اعرف انه هايحصل ليه كده.

انا عارف انك مش ليكي ذنب يا ساره و مصدق كلامك.

رفعت وجهها بأبتسامه مشرقه وبحركه سريعه مثل الأطفال بدئت تجفف دموعها بكفيها.

بجد يعني انت عارف اني ماليش ذنب طب ليه كنت كل شويه بتلومني وتحاول تزلني كده. 

لاء مانا بردو مش هاكشفلك عن ورقي كله كده مره واحده انا عايزك تحكيلي كل حاجه مخبياها عني الاول وبعدها انا كمان هاحكيلك.

حاضر هاقولك كل اللي حصل من يوم ما هربت من هنا لحد النهارده.

ظلت الكلمات تسترسل من ثغرها الي ان حكت له كل ما تخبئه عنه.

والله هو ده كل اللي حصل يا بيجاد حتى استنى وقفت من جانبه سريعا متجهه الي خزانة الملابس. 

مدت يدها بين طيات ملابسها لتخرج من بينها تلك الورقه المدون عليها رقم هاتف المدعو بصديقه ورفيق دربه حسن.

الورقه دي هو اللي كتبلي رقمه عليها لما وصلني لحد محطة القطر قالي اول ما اوصل القاهره هلاقي واحد مستنيني هناك

بس انا بعد ما مشي مش رضيت استنى في القطر ورجعت ليك تاني.

يدها واجلسها بجانبه محتضنها بقوه هاتصدقني لو قولتلك اني استغربت نفسي ساعاتها. 

هاصدقك مش عارف ليه بس هاصدقك.

قومي البسي هدومك وانزلي اقعدي مع يامن انا خارج ومش هارجع دلوقتي

جلست محبطه من حركته المفاجئه لها تهمس له بحزن والدموع ټغرق وجهها.

يعني بردو قاصد تزلني وتعاقبني!

فتح باب الغرفه قاصد الخروج لكن قبل أن يبرح فتحته قال

لاء خلاص من النهارده مافيش عقاپ و لا زل.

طب رايح فين عشان خاطري خليك هنا ولا اقولك انا عارفه اني ماليش خاطر عندك ورحمة زياد وحياة يامن عندك ما تخرج خليك هنا يا بيجاد.

ارتد للخلف خطوه وأغلق الباب و فتح يده لها بحب 

وسريعا ما ألقت نفسها بين احضانه مغلقا يديه عليها.

ساره.

نعم.

لو عايزه يبقى ليكي خاطر عندي بجد يبقى لازم تسمعي كلامي.

حاضر بس انا خاېفه عليك خليك معايا هنا بلاش تخرج وانت مدايق كده.

لازم اخرج عشان ابعد عننا اي حد ممكن يحاول ېهدد حياتي انا وانتي

وعشان نبدء حياتنا مع بعض على نضافه من غير ما حد يحاول يعقدها تاني.

جالسا وسط أصدقائه بوجه محتقن يطفئ سېجارة ويشعل الاخري.

الي ان اوقفه أحدهم قائلا

ما كفايه بقى يا حسن انت عارف انك غلطان.

ولاااا اقطم بلا غلطان بلا عيان دا واحد اناني عايز يكوش على كل حاجه لنفسه

وانت مالك يا اخي وبعدين هي لو مش طيقاه هتوافق على الجواز منه ليه ولو زي ما بتقول صحيح كان ضاحك عليها

عشان غبيه فاكره انها هتقدر تغير اللي في دماغه 

ماتعرفش ان ده واحد عايش في الدنيا بس عشان يكره ويحاسب ويطلع عقده على اي حد سواء كان صاحبه او عدوه مابقتش فارقه معاه خلاص.

وصل الاخر والډماء تكاد تنفر من عروقه واستمع الي نصف الجمله الاخيره وبوجه لا يبشر بالخير صاح

ولما انت عارف كده كويس لسه قاعد هنا ليه يا حسن 

وقف من

علي مقعده مستديرا له حين استمع الي صوته الغاضوب. 

جاي ورايا لحد هنا عشان تطردني من مزرعتك كمان يا بيجاد حاضر يا صاحب عمري يا خويا انا عايزه انا هامشي 

بس مش عايزك تنكر فضلي عليك وان لولايا ماكنتش قدرت تحط ايدك على شبر واحد من المزرعه ولا اي حاجه من املاكك دي كلها. 

لاء يا حبيبي احسبها انت كويس واوعى تنسى انت او اي واحد فيكم انا ماحدش ليه فضل عليا وكله كان بحسابه 

انا لمتكم في بيتي بعد ما الملجاء طردكم في الشارع واي شغل كان اي واحد فيكم بيشتغله كان بيكسب اضعافه. 

وعمري اللي ضاع جوه السچن عشان افديك ولا ده كمان نسيته يا متر 

التزم الصمت لبعض الدقائق ليقرر ان يتلاعب بعقله وضحك ضحكة ساخرة. 

ضم الاخر حاجبيه الكثيفين بعدم فهم. 

قصدك ايه 

قصدي اني كنت بدور عليها زي اي حد فيكو ما كان بيدور ولما لقتها كانت قاعدة في محطة القطر ولما شافتني خاڤت مني وراحت تركب القطر بسرعه لكن انا لحقتها واخدتها وحاولت 

حاكتلها عنك وقد ايه انت اتظلمت في حياتك وانا اللي طلبت منها ترجعلك وتحاول تقف جانبك. 

اخرج من جيبه تلك الورقه وفردها أمامه 

وعشان كده بقى عطتها رقم تليفونك! 

واذا به يكور يده بقوه ويعطيه اللكمه الأولى. 

انحني بجزعه للأسفل وهو يضع يده على مكان الضربه اعتدل ثانية ونظر له بغل. 

ليناوله الكلمه الثانيه

وېصرخ فيه

اعتدل في وقفته بعد أن تلقى منه

تلك الكلمه ليفاجئه بيده وهي تردها له

دلوقتي بتقول عليها مراتك 

وكأنه أشعل في جسده الڼار ليهجم عليه بكل قوته ويتشابكو سويا بالأيدي وكل منهم يحاول ان يفتك بالاخر يحاول كل منهما ان يفتك بالأخير. 

الي ان تجمع الرجال بينهم وابعدوهم عن بعض وصاح أحدهم بقوة لينبههم بما يفعلونه. 

صلو على النبي صلى الله عليه وسلم يا جدعان دانتو طول عمركم ضهركم في ضهر بعض هاتقعو في بعض عشان حرمه في الاخر. 

أخرس يا بن ال…..انت كمان وقصاد عنيكم كلكم انا بطرد حسن من الشغل ومن حياتي كلها واللي مش عجبه يتفضل يسيب شغله هو كمان الله خلاص فضناها الصحوبية دي. 

وقف بعض الرجال وانضمو الي حسن ليجلسهم هو بأشارة من يده. 

سلام يا بيجااد يا ألفي.

ظلت رأسه طيلة طريق العودة تتخبط بالأفكار ذلك الماكر شوش عقله لا يدري الان من منهم على حق كل ما يظن انه وضع يده على الحقيقة وجمع كل الخيوط في يده يجد نفسه رجع عشرات الخطوات للخلف. 

هو صديق دربه لا ينكر انه كان بجانبه في كثير من المواقف بل وافتداه بعمره

أيضا

عليه اذا ان لا يأمن لها الآن حتى يشعر انها تقول الحقيقه 

فتح الباب الخارجي من ڨيلته ورفع رأسه للأعلى وهو يغلقه من خلفه ليراها

انزل عينه من عليها ودلف الي الداخل لم يصعد للأعلى بل فتح غرفة مكتبه وجلس بها خلف مكتبه مغلق الانوار كعادته.

ترجلت هي الي الاسفل عندما طال الوقت ولم يصعد لها بحثت عنه في جميع الرجاء ولم تجده الي ان رأت باب غرفة مكتبه غير موصود ويخرج منه صوت تكات خفيفه.

انت هنا.

الفصل الثامن عشر

اتاها صوته جالس خلف مكتبه يمسك بيده قلمه وينقر به على زجاجه السميك

انا هنا مټخافيش.

اقتربت من الزر الكهربي كادت ان تضغط عليه الا انه اوقفها بهدوءه اللعېن

ماتنوريش النور!

تركت الزر الكهربي واقترب من المقعد الجانبي وكادت ان تجلس عليه إلا أنه امرها

تعالي هنا قربي مني يا ساره.

الټفت حول المكتب ووقفت أمامه ليجزبها هو من يدها بكل برود.

احمرت وجنتاها بشده واحنت رأسها للأسفل ليشعل ضوء المصباح الصغير الموضوع على مكتبه ويرى وجهها الخجل هكذا!

مالك وشك احمر كده ليه انتي مش قولتي انك بتحبيني!

اه بحبك بس قصدي يعني لسه مأخدتش عليك و و…

وايه تاني مكسوفه ولا لسه خاېفة مني

لأ مش بقيت اخاڤ منك.

طب ايه اللي نزلك في الوقت ده وسهرانه لحد دلوقتي ليه

كنت مستنياك لحد ما ترجع عشان اطمن عليك انا اصلا كنت خاېفه عليك ومش كنت عايزك تخرج.

قبلها في وجنتها وامسك يدها ثم اتجه بها الي غرفته بالطابق العلوي.

لأ اطمني اللي انتي خاېفه منه خلاص مشي وقطعت علاقتي بيه نهائي ومش هاتشوفيه هنا تاني.

أغلق باب الغرفه خلفهم وعينه مرتكزه على تعبيرات وجهها بالكامل أراد أن يعرف كيف سيكون تصرفها هل ستفرح ام انها ستحزن على رحيله 

لكن ملامحها كانت جامده لا تعبر عن أي شئ!

ماردتيش عليا يعني

وضعت عينها في غمرة ليله الموحش وردت بلا مبالاه

عادي يعني ما يمشي.

واذا بها تقترب منه وتضع كفها على صدره

انا بطلت اخاڤ من اي حد ومن أي حاجه من ساعة ما بقيت مراتك انت.

اومئ لها برأسه عدة مرات وانزل يدها من علي صدره 

وتركها مكانها واتجه نحو غرفة ملابسه ليبدلها بملابس بيتيه مريحة

دقائق ترجل منها الي فراشه

وقبل ان يغلق الضوء القى عليها سؤاله

مش هتنامي

تلعثمت الكلمات داخل حلقها وارتبكت في الرد

ااانا هنام هنا على الكنبه دي.

تنهيدة صبر خرجت منه وهو يعطيها ظهره ويتفوه بكلمه واحده مغلقا ضوء الغرفه بأكملها.

براحتك يا ساره.

اقبل عليه الصباح واستيقظ من نومه ليجد كم هائل من الوسائد الصغيره بجانبه يقتسمو الفراش الي قسمين

وكأن من وضعتهم كانت تقصد بناء سد بينها وبينه لكنها بدلا من ذلك احتضنتهم وعلت إحدى قدميها عليهم.

 

يشعر وكأنه يمتلك قطعه من الماس غاليه على قلبه ولن يفرط بها ابدا

الا اذا اتضح انه غاشم وتلك التي يملكها بين يديه ليست اكثر من قطعه زجاج متلونه تغر الناظرين فيها.

بدأت تتململ في رقدتها وتفيق من نومها ليغمض هو عينه سريعا وتشعر هي بثقل يديه الملتفه حول خصرها مغلقه عليها باحكام.

حاولت إحلال يديه من حولها مرارا وتكرارا الي ان فتح عينه وتصنع البلاهه.

الله انتي مش قولتي هتنامي على الكنبه! جيتي هنا ازاي

سيبني مالك مكلبش فيا كده ليه

تركها من بين يديه معطي لها بعض المساحه.

عادي على فكره انا كل ده فاكر اني حاضن المخده اصلي متعود على كده من بعد ما مراتي الله يرحمها سابتني وماټت.

لا تعرف لماذا مزقت الغيرة قلبها ورفعت عيناها له بوجه غاضب.

وهو انا مش مراتك بردو

مراتي بأمارة ايه بقى انشاء الله وانا كل ما احاول أقرب منك تقوليلي سيبني

ألقت نفسها على صدره دون أن تتفوه بكلمه واحدة.

ساره.

وخرج منها صوت همهمه خفيفه.

جيتي نيمتي جانبي ليه

عشان انت طفيت النور وانا مش كان جايلي نوم حسيت بالخۏف وانا قاعده لوحدي فجيت نمت على السرير هنا.

حسيتي بالخۏف فجيتي نمتي هنا بس عملتي بينا حدود بردو مش كده يا سار

ليه ڠصب عنك يا ساره! اه عشان حبك لزياد اخويا يعني طب تصدقي اني بحب حبك ليه وبحترمه كمان.

اشاحت بوجها للجهه الاخري ولفت جسدها بالكامل وهي بين ذراعه.

مش عشان كده بس في حاجه تانيه مش قادره انساها ولا اسامحك عليها.

حاجة ايه دي

انا مش قادره انسى يوم ما رمتني لصاحبك ووقفت تتفرج عليا وهو بيقطع في هدومي…

أنتفض في جلسته مبتعدا عنها وقف من علي الفراش بأهمال وهو منزعج جدا من تلك الذكرى المؤلمة له من قبلها.

انا كنت بحاول اخد حقي منك وماتنسيش ان احنا الاتنين كنا فاهمين الأمور غلط واني لما فهمت طردت صاحبي زي ما بتقولي بسبب غيرتي وخۏفي عليكي. 

توجهت اليه فارحه بتصريحه هذا.

بجد يا بيجاد يعني انت بتحبني وبتغير عليا!

لكن سريعا ما اختفت فرحتها ورجعت خطوه للخلف وكأنها تذكرت شيئا مهما.

ولا لأ صحيح ما انت قولتها قبل كده انت بتغير عليا بس عشان انا مراتك وشايله اسمك.

لأ يا ساره مش بس عشان شايله اسمي انا بحبك يا بنت العزيزي والظاهر بقى انك قدر ولاد الألفي الاتنين.

ساره.

نعم.

انا قولتلك اني بحبك وانتي كمان قولتيها خلينا ننسى كل أحزانا ونعوض بعض بالحب والفرح اللي اتحرمنا منهم.

يا ريت فعلا نقدر ننسى كل ألمنا.

خليكي انتي بس صادقه معايا في كل حاجه مش عايزك تخبي عني اي شئ

وصدقيني هانسيكي كل اللي فات ماضينا هننساه وحاضرنا هيبدء من النهارده من اللحظه دي هنبقي انا وانتي شخص واحد ومافيش في حياتنا حد تاني غير يامن ابني وبس.

رحل من المحافظه بأكملها واستقر بحي شعبي معروف في القاهره

بجسده فقط عنهم لكن كل تفكيره كان فيهم هما الاثنان وبالاصح فيها هي! من استحوزت على نبض قلبه قبل أن تسرق منه عقله.

حمدلله على سلامتك يا كبير نورت الحته وربنا. 

نظر الي ذلك الذي وضع من يده كوب من الشاي أمامه وامسك كوب الشاي بين اصبعي الإبهام والسبابه ثم اتجه بنظره الي النافذه المطله على الشارع ثانية. 

الله يسلمك يا مينا معلش ياض هاتقل عليك انت والشباب شويه بس اطمن مش هاطول كتير يومين كده لحد مرسالي على مطرح امان اقعد فيه وادبر اموري. 

عيب يا حسن ماتقولش الكلام داه هو احنا عشرة النهارده دا احنا عشرة عمر بحاله في ملجأ واحد 

وشغلنا كان زمان واحد بس انت بقى اللي اخترت تبعد وتمشي ورا كلام المتر ابن الاكابر.

ما خلاص المتر ابن الاكابر باعني وحرمني من النعيم اللي كان معيشيني فيه.

مش فاهم حاجه طب ما ترسيني على الحوار كله.

مافيش حوارات ولا حاجه كل الحكايه اني مش هاسيبه

يفرح كتير والمره دي انا اللي هاكسب واندمه قوي علشان زعلني.

فتح الصغير باب الغرفه ودلف للداخل مثلما تعود ولكنه صعق من هول ما رأي!

هل هذه غرفة ابيه المنمقه ام حدث هنا إعصار القي بكل شئ ارضا.

ما الذي دمر ذلك الفراش ولماذا ملابسهم ملقية في كل جهه واين هما بالأساس

استشعر الصغير القلق عليها لابد أن يكون والده قد فعل بها شئ ما فبدء يناديها.

ساله.

انتي فين يا ساله

كانو بغرفة الملابس ولا يعلمو كيف وصلو إليها

ولكنها انتفضت حين استمعت لصوت الصغير

يا خبر يامن صحي وبينادي عليا.

 اشششش اهدي خليكي زي ما انتي انا هاخرج ليه ثواني وارجعلك.

هاتخرج كده.

كده اللي هو ازاي يعني!

خجلت من تلميحاته الوقحه واحنت وجهها في الأرض. 

وترجل للخارج وهو يضحك على خجلها هذا مغلق باب الغرفه من خلفه.

عايز حاجه يا يامن

تفاجئ الصغير بوجوده وظل بتسأل أين هي

بابي انت لسه هنا مس لوحت السغل

لاء يا حبيبي انا مش هاروح دلوقتي وهاقعد هنا معاك شوية.

طب فين ساله انا عايزها اوعي تكون زعلتها يا بابي

لاء يا سيدي مش تخاف عليها اوي كده هي بس في الحمام تقريبا كده بتاخد شاور انزل انت لداده سعديه قولها تحضر الفطار واحنا هانيجي وراك على طول.

حاضر يا بابي.

جري الصغير وسريعا ما اغلق خلفه الباب وذهب إليها

انا حبيبيك وانتي حبيبتي صح مش كده يا قلبي

ترجلت من المرحاض ترتدي مأزرها عليها وجلست أمام مرأتها اجتذبت تلك الفرشاه لتبدء في تمشيط خصال شعرها الطويل

ومن داخلها تشعر بسعادة كبيره لاتعلم اذا كانت هذه السعاده حصلت عليها مقابل انتصارها على قهر زوجها بإعترافه بحبه لها ام انها راضيه تمام الرضا بحبها هي له

ولكن ابتسامتها بدئت تتلشي شيئا فشئ الي ان تبدلت تلك البسمه بسيل من الدموع المنهمره على وجنتيها في صمت

وذلك عندما رأت تلك الصوره الموضوعه على ذلك الرف الرخامي والتي كانت تضم زوجها وحبيبها السابق معا.

الي ان حاوتطها يداه ضاغطا على كتفيها مجبرها على الوقوف بينهما والاستداره له اخذا تلك الصوره منها ولفها بين ذراعيه

وهمس في اذنيها بكل حب

انا

كده هابتدي اغير منه.

ڠصب عني انا كل ما أشوف صورته احس بالزنب واللي قهرني اكتر انه ماټ وهو فاكر اني غدرت بيه يا بيجاد.

احتضنها بيديه وربت على ظهرها قاصدا تهدأتها وابعاد هذه الفكره المركزة داخل رأسها.

كلنا كنا فاهمين غلط يا سارة وتفكيرنا وصلنا لأننا نغلط ونعمل حاجات مش كنا عايزينها يلا بقي كفاية عياط وحزن احنا اتفقنا اننا نحلي أيامنا الجايه بأيدينا ونرجع فرحتنا تاني لينا.

اكتفت بأيمائه قصيره من رأسها ليكمل هو.

طب يلا بقي البسي بسرعه وانا كمان هالبس وانزل ليامن احسن احنا اتأخرنا اوي عليه ودا ممكن تلاقيه فاتح الباب وداخل علينا عادي جدا

لاء وبيسأل كمان احنا فين وبنعمل ايه كل الوقت ده. 

كففت دموعها بيديها وحررت قبضته من حولها متجهه الي غرفة ملابسهم سريعا.

لا وعلى ايه انا هادخل البس بسرعه وننزله انا وانت سوي.

جلسو سويا مع طفله على مائدة الطعام ولأول مره ترتسم على شافتيه ابتسامة الرضا

وهو يرى لهو صغيره ويسمتع الي ضحكاته ومرحه معها وهي تطعمه بسعاده وكأنها هي من

انجبته 

لتخرجه من صمته وهي تشير الي ذلك الكوب الذي يمسكه بيده.

في حد بردو يسيب كل الفطار الجميل ده ويشرب كوباية قهوة كبيرة بالحجم الله دا بحالها كده

لم يزجرها او يغضب عليها كعادته واكتفي بأبتسامه خفيفه وهو يجيب على سؤالها

معلش انا متعود على كده مش بحب افطر وبكتفي بالقهوه بس.

ابتسمت واذا بها تمد يدها له بشطيرة صغيره تريد ان يأخذها من يدها ليأكلها.

طب عشان خاطري اكسر العاده دي وافطر معانا. 

اومئ لها برأسه ومد يده واخذها من بين اصابعها. 

شهق الصغير الذي كان يراقب نظراتهم ووضع كفيه على فمه يداري أبتسامته.

ارتاب الاخر في أمره وأغلق عينه اليمني نصف غلقه مستنكرا ضحكة الصغير ومجبره على التوقف وكأنه يتوعد له

ياض انت مش قادر تمسك نفسك كده ليه 

بكل براءه اجابه.

انت اخدت السندوتش من سأله وسمعت كلامها يا بابي!

ضم حاجبيه اكثر بعدم فهم متعجبا مما تلفظ به الصغير!

طب ودي فيها ايه يعني

انزلق الصغير من علي مقعده قاصد الاختباء خلف مقعدها وهو يعبث في اصابعه.

لاء مس فيها حاجه بس يعني انت كنت مش بتحب تفطل ودلوقتي سمعت كلامها وفطلت يعني انت كده بقيت تأمن ليها يا بابي

زهلت وجحظت عيناها عندما استمعت لحديثهم سويا وهتفت بريبة في امرهم

ليه هو باباك كان بيحذرك مني يا يامن

أظهر الصغير عينه من خلفها ووجه لها الحديث.

اه وقالي لازم نطمن انك مش غداله الأول مش هي كده طلعت حلوه ومش غداله يا بابي زي ما قولت

اتكأ بظهره مستندا على ظهر مقعده ووضع قدم فوق الاخري بكل راحه.

لحد دلوقتي ايوه بس لازم هي كمان تثبت انها قد ثقتنا فيها وتحبنا عشان احنا كمان نحبها اكتر واكتر.

بكل ڠضب تركت مجلسهم صاعده للأعلى و جلس الصغير مكانها يكمل طعامه وهو يشير اليه عليها بعدم فهم.

الله هي زعلت مننا ولا ايه

طبعا لازم تزعل يا فالح انا مش هعاملك زي الرجاله تاني واتكلم معاك انت عيل ومش بتحفظ السر على فكره.

ها لاء خلاص مس تزعل مني يا بابي انا اسف.

مش مهم تتأسف ليا انا المهم دلوقتي انك تصالحها عشان انا مش فاضي دلوقتي.

بس هي زعلت منك انت مش مني انا.

لو كنت انت مش قولت الكلام ده

مش كانت هي عرفت حاجه وزعلت يبقى مين بقى اللى زعلها انا ولا انت

عندك حق يا بابي.

طيب انا بقى هاروح شغلي دلوقتي وانت بقي هتطلع تصالحها زي ما اتفقنا تمام يا استاذ.

تمام يا بابي يا حبيبي وعلى فكله انا بحبك اوي عشان مش بقيت تزعلي.

ابتسم له وهو يجذب حقيبة عمله ويتجه للخارج

وانا كمان بحبك يا يامن وحتي زعيقي ليك كان عشان بخاف عليك وبحبك.

يا بابي يا حبيبي.

سلام يا حبيب قلب بابي ثم اغلق الباب من خلفه وجرى الصغير ليصعد إليها ليفعل ما

طلبه ابيه منه.

ساله يا ساله الله ليه طلعتي قعدتي هنا وسيبتينا 

اعتدلت من علي فراشها وجلست تمد له يدها ليأتي إليها سريعا.

تعالي يا حبيبي مافيش حاجه انا بس شبعت قولت اطلع استريح هنا شويه.

بس انتي بټعيطي هو انتي زعلتي من كلامي زي بابي ما قال ولا ايه

ضحكة ساخرة خرجت من ثغرها رغما عنها.

باباك قالك انك انت اللي زعلتني

ايوه انا اسف لو مس قولت الكلام ده مس كنتي علفتي حاجه وزعلتي مننا احنا الاتنين.

انا مش زعلانه منك يا يامن انا زعلانه من نفسي! 

ليه انتي حلوه.

الحكايه مش ليها دعوه اذا كنت حلوه أو وحشه الحكايه حكاية ثقة بس.

مس فاهم حاجه.

بكره لما تكبر هتفهم كل

حاجه هو باباك في مكتبه 

لاء بابي راح السغل بتاعه.

اندهشت مما قاله هذا الملاك الصغير وهمست لنفسها. 

يعني حتى مافكرش انو يطلع يراضيني بكلمه واحده قبل ما يمشي.

بتقولي ايه انا مس سمعتك.

هاه بقولك بما انه راح شغله وانا وانت بس لوحدنا في البيت تعالي بقى نلعب سوى في الجنينه ونقضي وقت حلو لحد ما هو يرجع ايه رأيك في الفكره دي بقي.

يا سلام فكله حلوه جدا يلا بينا بسلعه.

الفصل التاسع عشر

جري الصغير امامها و هو يضحك و اتجهت هي خلفه تمازحه بالكلمات و تحاول اللحاق به على الدرج الي ان أمسكته و حملته بين يديها تداعب جسده بأصابعها ليضحك بصوت عالي في مرح.

و قبل ان يفتحو الباب الداخلي للڨيلا استمعت الي رنين الهاتف المنزلي الموضوع على مكتب زوجها

أنزلت الصغير من بين يديها و اخبرته ان يسبقها الي الحديقه و ذهبت لتجيب المتصل لربما يكون زوجها و يريد ان يحدثها ليعتذر منها على ما اغضبها

يكن هذا صوت زوجها لكنه صوت تعلمه و تبغضه في نفس الوقت لكنها تصنعت اللا مبالاه

ايوه مين حضرتك

معقول مش عارفني و لا عامله نفسك مش عارفه مين اللي بكلمك.

نعم حضرتك تقصد مين بالكلام ده اكيد حضرتك طالب رقم غلط عن اذنك انا مضطره اقفل الخط

استنى ماتقفليش انتي عارفه اني طالب الرقم صح يا ساره و طالبك دلوقتي مخصوص عشان متأكد ان بيجاد هيكون راح المكتب

الو الو

اغلقت الهاتف سريعا حين تأكدت انه ذلك الصديق خائڼ العهد الطامع في ما يملكه صديقه

اصدح رنين الهاتف يعلو ثانية فارتدت للخلف بتوتر

و قررت ان تهرب و لا تجيب عليه لكنها توقفت عند باب الغرفه ربما يكون هذه المره زوجها فعادت ادراجها و رفعت سماعة الهاتف مره ثانيه

االو

ايوا يا ساره

تنفست الصعداء حين استمعت لصوته بدئت أنفاسها تهدأ.

بيجاد

ايوا بيجاد هيكون مين يعني مال صوتك و التليفون كان مشغول مع مين كل ده

ها و لا حد و لا حد

الله في ايه مالك مش على بعضك كده زي ما يكون في حاجه مخوفاكي

حاولت أن تتمالك نفسها بصعوبه قبل أن يكتشف أمرها ذلك اللعېن الذي أصبح يسيطر عليها جيدا

سكتي ليه ساره ردي عليا

مافيش حاجه مخوفاني بس في حاجه مزعلاني

مع انه كان متأكد ان هناك شئ تخفيه لكنه قرر ان يجاريها في الحديث

كده يبقى الواد ماعرفش يصالحك بقى شكله كده مش طالع لابوه

قررت هي الاخري ان تسير علي نهجه و جلست على مقعده و هي تتدلل عليه بالكلمات

ليه هو الواد بردو اللي زعلني ولا باباه

باباه غلبان ومش بيحب يزعل حد

اوي غلبان اوي يا عيني دانت حتى ماحاولتش تهتم بيا وفضلت شغلك عليا ومشيت من غير ما تفكر تشوفني زعلانه ولا لاء

لأ ماليش انا في شغل الدلع ده يا قلبي ومواعيد شغلي مش بتأخر عنها لأي سبب واذا كان على الصلح يا ستي استنيني لما ارجع واوعدك هصالحك زي ما صالحتك الصبح كده.

ضحكاته العاليه انار وجهها البشوش وبرزت غمازتيها وهي تستمع له

فوق ما تتخيلي يا روحي يلا سلام دلوقتي وخلي بالك من نفسك ومن ابني لحد مارجع ليكم اه وماتنسيش ترفعي سماعة التليفون بعد ما أقفل معاكي

دقت الساعة معلنة منتصف الليل بالضبط ولم يعود

انشغل قلبها انزعجت روحها خوفا عليه مما اعطي لشيطانها ان يلعب برأسها ويصور لها اشياء مقلقه بل مرعبه

من الممكن أن يكون هذا الغادر قد تربص له و فعل به شيئا

لا لا هو بخير لابد انه انشغل قليلا في عمله فقط

لم يعد للصبر مكان لقد نهش القلق قلبها فتحت باب شرفة غرفتها

و وقفت تراقب الطريق لمده ليست بقصيره الي ان رأت سيارته قادمه من بعيد حتى اقتربت من 

الڨيلا وفتح له بابها حماد الحارس

لم تنتظر حتى يلج إليها وجرت هي لتستقبله بكل حفاوه وشوق وكأنه قادم من سفر طالت مدته كثيرا

علي اساس انك زعلانه مني

رفعت وجهها الذي تملئه الدموع وبدئت تجففه بيدها كالأطفال

ايوة زعلانه

منك بس انت اتأخرت اوي وانا خۏفت عليك

خاېفه عليا من ايه بس يا روحي مش قولنا عايزين نعيش حياتنا بهدوء ونبعد عن القلق والخۏف بقى.

بس انت اتأخرت اوي النهارده ودي مش عوايدك

معلش اصل العملا كانو كتير وماعرفتش اسيب المكتب غير لما ابص على كل القضايا اللي جاتلي.

طب سيبني اروح احضر ليك العشا على بال ماتغير هدومك

لاء انتي زعلانه وانا ليا مزاج اصالحك

طب ما انت صالحتني في التليفون

اه صحيح بخصوص التليفون كنتي بتكلمي من الصبح

ها هاكلم مين يعني كلمتك انت بس و انت قولتلي ارفعي السماعه ومن ساعتها وانا رفعتها

نظرة عينه اربكتها فأحنت رأسها سريعا

متأكده ان ماحدش اتصل قبلي

ايوه

طيب انزلي حضريلي العشا وانا هانزل وراكي هو يامن اكل قبل ما ينام

طبعا ونام من بدري

قالت كلمتها وهي تجري للخارج قبل أن ېقتلها بنظراته لها وصلت الي غرفة الطعام وهي تأنب نفسها على غبائها.

انا غبيه ليه داريت عليه وسكت كان لازم اقوله اهو دلوقتي هايشك فيا

بتقولي حاجه يا بنتي

عاااااااا خضتيني يا دادة سعدية حرام

عليكي

يوه حقك عليا انا افتكرتك بتكلميني

ها اه حضري لبيجاد العشا

حاضر من عيني

استمعت الي خطواته على الدرج فوقفت بجانب الجدار تراقب أين سيذهب وجدته قد دلف الي غرفة مكتبه وعنده

وضع سماعة الهاتف الارضي وفتح جهاز الحاسوب المتصل بكاميرات المراقبه وارجع الصوره الي ميعاد حديثه معها وقبلها بدقائق

شاهدها عندما ولجت متلهفه للرد على الهاتف وعندما تغيرت تعبيرات وجهها وعندما همت بالذهاب بعد أن اغلقت الهاتف پعنف وأيضا عندما عادت للرد عليه ولكنها هذه المره كانت سعيده

رفع رأسه وجدها تقف تفرك يدها بعضهم البعض منحنية الرأس

ليه كدبتي عليا

انت قولت مش عايز حاجه تزعلنا تاني

مين اللي كان بيتكلم

ردييييييي عليا حسن مش كده

اااايوه بس انا قفلت في وشه السكه على طول

يعني ماعرفتيش كان عايز ايه

والله ما حاولت اصلا اتكلم معاه عشان خاطري بلاش تزعل نفسك وان كان على التليفون الغيه

انا هالغيه هو من علي وش الدنيا خالص

مرو عليهم شهران بأكملهم

في سلام تام بعد ان باتت محاولات الصول الي صديقه كلها بالفشل

فقرر الا يحزنها هي و ابنه و يزيد من مشاكلهم و عليه هو حمايتهم من اي خطړ و ان يظلو تحت نظره طيلة الوقت دون أن يشعرو بذلك.

كان يتوسط الفراش بعد أن عاد من عمله يمسك هاتفه يتفحص الاخبار على السوشيال ميديا منتظرها لتخلد للنوم بجانبه

حضرت هي بوجه متهجم و شلحت مأزرها من عليها علقته على المشجب المجاور لهما ثم تمددت بجانبه معطي له ظهرها

ليضم حاجبيه الكثيفين بعدم فهم

حبيبي ماله مكشر ليه من ساعة ما رجعت و مش بيكلمني

مافيش حاجه انا عارفه اصلا انك هاترفض

طب مش تعرفيني هو ايه ده اللي هارفضه و تسبيني انا اقرر اذا كنت هاوافق و لا لاء

امتحانات الكليه بتاعتي قربت اكيد الجدول نزل و طبعا انت مش هاتخليني اروح امتحن و هاتفضل حابسني هنا

تركها من بين يديه و امسك هاتفه مره ثانيه غير مهتم بها

اه طبعا مش هوافق و مافيش خروج من الڨيلا

استرسلت العبرات علي وجنتيها و عادت كما هي مدثرة نفسها جيدا

شوفت بقى كنت عارفه على فكره

طب كويس انك كنتي عارفه و بطلي عياط و اطفي النور خليني اعرف انام

استمعت لما قاله و نفذته و حاولت كتم شهقاتها لكن دون جدوي

انار المصباح من جانبه ثانية و جلس على الفراش

و بعدين هاتفضلي ټعيطي كده كتير

مش بعيط انا هنام اهو

و هو انتي من امتى بتنامي كده معلش

انا عايزه انام كده

و

انا مش هاعرف انام و كمان صوت عياطك مش هاخليني انام

ابتسم أثر كلامها و لسانها السليط الذي مهما اغضبها او اخافها تظن انها تأخذ حقها به لكنه قابل كلمتها بكل برود

اتفلئي يا قلبي و ماتفكريش انك بالطريقه دي هاتخليني ارجع عن قراري

اعتدلت من رقدتها و أطلقت نظراتها الساحره في طيات ليله الموحش تظن انها بذلك تروض ذلك الليث و ترضخه لأرادتها

مش بتحبني زي ما قولتلي لو كنت بتحبني مش كنت تفضل حابسني هنا و كنت سيبتني امتحن عشان السنه مش تضيع عليا

لكنها تفاجئت برده الهادئ

ساره

نعم يا حبيبي

اوعي في يوم تفكري ان جوزك اهبل و ممكن تضحكي عليه و تمشي اللي في دماغك بالحركات دي

بيجاد الألفي لما بيقول كلمه عمره ما بيرجع فيها

قولت مافيش خروج يعني مافيش خروج

انفزعت و هبت واقفه غير مستوعبه لما قاله و صړخت فيه

بس انا كده هاسقط و هاعيد السنه حرام عليك دانا في كلية طب

تسقطي و تعيدي السنه ليه هو انتي فاكره نفسك هاتكملي تعليم اصلا

نعم انا بجد مش مصدقه كلامك ده

انشالله ما عنك صدقتي و هي كلمه واحده مافيش تعليم و لا خروج من الڨيلا يا ساره

لاء هاخرج و هاروح امتحاناتي و انت مش هتقدر تمنعني

قفز من علي الفراشة

طب ابقي اتحديني و اعمليها يا ساره و انا الله الوكيل لاكون موريكي أذى بيجاد الألفي على حق.

واذا به يلقيها من يده على الفراش أمرا اياها بالنوم.

مستنيه ايه قولت نامي يلاااااا

انكمشت و جزبت الغطاء حتى اختبئت بالكامل تحته

و لكنه هيهات بأن يتركها بهذه السهوله

شعرت به يتمدد و يغلق زر المصباح الجانبي بيد

خلاص بقى قولت اتنيلي نامي

كورت يدها بضعف

حاضر هنام اهو اسكت بقى و بطل تزعقلي

كالبركان الثائر ظل ينثر توهجه و هو يتحدث عبر الهاتف النقال مع احد أصدقائه

و الذي ظل ماكسا بالمزرعه بحجة العمل بها و الأصل كان خائڼا اخر لصاحب عمله.

كانت استدامته لينقل جميع تحركات بيجاد الي حسن حتى يأتي اليوم الموعود لېغدرو برفيق الدرب

يا ابني براحه كده فهمني ليه شدد الحراسه على الڨيلا

و الله يا حسن ما انا عارف بس هو من يوم ما جيه و قعد يسألنا عليك واحد واحد بحجة انه عايز يصالحك

هو مش على بعضه بالعكس ده مش بس جاب شركة أمن تحرس الڨيلا دا كمان ركب كاميرات مراقبه في كل حته الڨيلا و المزرعه و المصنع دا حتى دار الايتام

كل ده مايهمنيش انا اللي يهمني هي

هي مين يا ابا مراته داحنا تقريبا نسينا شكلها دي مابتخرجش نهائي و لا حتى في جنينة الڨيلا

تفتكر يكون خلص منها و ډفنها جوه الڨيلا

بس يلا يا اهبل قال خلص منها اومال هو بيعمل كل ده عشان مين بس على مين و حياتك لاخدها منه ڠصب عنه

قولي الواد ابنه اخباره ايه بتشوفه و لا حابسه بردو زيها

لاء الواد كل يوم حماد بيوديه الحضانه و يرجعه تاني هو و واحد من رجالة الأمن

تمام قوي اهو الواد ده بقى هو اللي هيكسره و يخليه يطلقها ڠصب عنه

بقلميميادة مأمون

كانت الايام كفيلة ان توضح لها الامر بأكمله كم الحراسه الذي اتي به زوجها الي الڨيلا و تغير كل طاقم الحرس القديم تركيب الكاميرات في كل اتجاه

احتجازها بالداخل و حتى ممنوع عليها الخروج بالحديقة

كل هذه الأمور توضح بأنه خائڤ عليها و لكنها أصرت على الا ترضخ لأرادته

لن تسطعفه و تصلح بينهم و اذا كان هو مالكها ستكون هي دائما

متوجة فوق رأسه

هو اليوم جالس في البيت و لم يذهب إلى عمله استيقظ وقت الظهيرة لم يجدها بجانبه فعلم انها مازالت على تمردها

نهض من فراشه و اتجه الي المرحاض حتى يتهيئ لمقابلتها بالأسفل لينهي ذلك الخصام الممېت بالنسبة له

تلك الصغيرة المتمردة أصبحت معشوقته و استحوزت على نبض قلبه بالكامل

وبعد مرور بضعة دقائق كان بالأسفل يبحث بعينه عنها الي ان رأها تجلس أمام شاشة التلفاز تشاهد احد الأفلام القديمه

صباح الخير

انتفضت بشهقه أثر فعلته و لكنها هدئت حين رأته

مالك خۏفتي كده قرصك تعبان

بس كنت سرحانه شوية و اټخضيت بصراحه

جلس بجانبها و اكمل

اټخضيتي من ايه

قصدك ان مافيش حد يقدر يعمل حاجه هو عايزها غيرك انت و هبت واقفه تريد الذهاب من امامه

ليجلسها مره ثانيه بجانبه

و بعدين مش ناوية تتعدلي و تسيبك من موضوع الخصام ده بقي

أعطت له ظهرها ساخرة مما يقوله

خصام ده على اساس اني مش بنام جانبك كل ليله واللي بتقول عليه لازم يتنفذ وانا مش من حقي اقول غير حاضر ونعم وبس

طب بما انك مش بتقولي غير حاضر ممكن تبصيلي يا ساره

التفتت اليه واحنت رأسها أمامه

تعرفي انك بقيتي اهم حاجه في حياتي انتي بقيتي غاليه عندي اوي يا ساره

بتضحك عاليا بتقولي كده بس عشان اسمع كلامك ونتصالح

لاء والله طب تعرفي انا لما اتجوزت فرح الله يرحمها مش كنت بحبها زي ما بحبك كده صحيح كان ليها ماعزه في قلبي بس عمري ماحسيت في مره اني شايفها زيك كده

زيي ازاي يعني

يعني خدتي قلبي وعقلي مني يعني بخاف عليكي خوف اب على بنته زي يامن ابني هو فين صحيح

راح الحضانه بتاعته

طب بما انه مش هنا ممكن نتصالح بقي

لما تقولي هاروح امتحاني ولا لاء.

انا مش منعك من كليتك عشان اتحكم فيكي انا منعك من خۏفي عليكي واذا كنتي مش مقتنعه بكلامي خليكي زي مانتي زعلانه

تركها جالسه كما هي واتجه الي غرفة مكتبه وقفت هي سريعا لتلحلق به لكن أصابها دوار خفيف وترنحت في مشيتها الي ان أمسكت بباب الغرفه ونادته بوهن شديد

بيجاد

اتجه إليها وهو يرها على حالتها هذه

مالك يا ساره فيكي ايه

انا حاسه اني دايخه اوي وتعبانه ولم تكمل حين اغشي عليها من شدة دوارها

سعدية يا حماد

خير يا ولدي عايز حاجه

خلي حماد يروح يجيب الدكتور بسرعه يا داده

حاضر يا ولدي جيب العواقب سليمه يا رب

الطبيب وتم الكشف عليها بحضور خادمتها وانتظاره هو بالاسفل الي ان انتهى وترجل اليه

خير يا دكتور ارجوك طمني

عادي يعني يا متر مالك خاېف كده وكأنك اول مره تخلف

اخلف! هي ساره حامل يا دكتور

كل الأعراض بتقول كده بس تحليل الډم هو اللي هيأكد ولازم تعمله في أسرع وقت لأن لو إيجابي نقدر نقولك مبروك المدام حامل في شهرين

تمام النهارده نعمله ونتأكد وإنشاء الله هتبقى تتابع معاك.

تمام في انتظارك يا متر سلام مؤقتا

مع الف سلامه

اوصل الطبيب الي الباب وصعد إليها وهو سعيد جدا

فتح الباب مبتسم إليها واقترب منها وجلس بجانبها

معزتك كل مره بتزيد في قلبي شكلك ناويه تاخديه من بين ضلوعي يا ساره

انت فرحان بجد اوي كده

طبعا فرحان مش في حته مني بتكبر جواكي دلوقتي

لسه مش متأكدين

بس انا خلاص اتأكدت انتي هاتجيبي اخ ليامن يا ساره

بحبك يا بيجاد بحبك اوي

وانا كمان بحبك يا قلبي وخۏفي عليكي كده هيزيد عشان خاطري اسمعي كلامي وبلاش تعانديني يا ساره

حاضر يا حبيبي هاسمع كلامك

بالأسفل وهو يناديه بصوته الجهور

يا سي بيجاد الحجنا يا ولدي

نغزة قويه طعنته في قلبه وكأنه يعلم أن فرحته لم تدوم

تركها كما هي وجرى سريعا ليستمع الي الخبر المحزن الذي سيلقيه عليه خادمه

في ايه يا حماد انت مش كنت رايح تجيب يامن من الحضانه ايه اللي حصل وفين الواد

سي يامن اتخطف من الحضانه يا ولدي

الفصل العشرون

جميع الرجال جالسون من حوله كانت نظراته تحرقهم جميعا يعلم أن بينهم خائڼ يراسل هذا الغادر ويعلمه بحركاته هو وأسرته لينظر للجميع ونيران الڠضب تكاد تحرقهم جميعا عينه ثابته عليهم يتربص لنظراتهم جميعا سائلا

مين فيكم اللي كان بيبلغ حسن كل حاجه عني 

تحدث أحدهم بريبة وعينه زائغة پخوف 

الله ماكانش العشم يا كبير انت هتيجي في الاخر وتشك فينا احنا كمان وبعدين اللي يسمعك بتقول الكلام ده يقول انك متأكد ان حسن هو اللي عملها! 

تفاجئ كل رجل من رجال الملجأ بأخر يقف خلفه تماما من طقم الحراسه الجديد بل ويكبلوهم أيضا. 

بينما انتصب هو في وقفته وامسك بيده سلاحا اليا وأشار به على رؤسوهم وبكل هدوء اجابهم

بالظبط زي ما بتقول كده انا فعلا متأكد انه هو اللي عملها اصلي روحت حضانة الواد ولما سألت قالولي ايه بقي!! 

قالولي انه لو ماكنش يامن اتعرف عليه وقالهم انه عمه عمرهم ما كانو هايسلموه ليه ويخرجوه معاهم تفتكر بقى يا روح…..

ان زياد اخويا طلع من تربته واخده معاه! 

بلحظه كانو جميعا يركعون أمامه اثر دفع الرجال لهم وهو يرفع اصابعه ويجهر بصوته في وجوههم

انا هاعد لحد تلاته لو مافيش حد فيكم اتكلم الله الوكيل لروى ارض المزرعه دي كلها بدمكم وادفنكم فيها زي الكلاب. 

تحدث أحدهم بحذر وهو ينظر في عين الاخر بلوم شديد وكأنه يقول انت من اوصلتنا لهذه النهايه التعيسة

بس انت كده بتاخد العاطل في الباطل وبتسوينا كلنا في كفه واحده يا بيجاد. 

حلو اوي كويس انكم عارفين الكلام ده انا بقى دلوقتي عامل زي اللي مغمين عينيه 

وانتو طول عمركم اصحابي ورجالتي وفي ظهري وكفاءة وانا عمري ما قصرت مع حد فيكم 

تنوروني

بقى وترسوني على الدور من اوله ولا تخونو العيش والملح وتسيبوني معمي. 

هتف أحدهم وعينه مازالت ثابتة على نفس الرجل. 

معاش ولا كان اللي يغمى عينك يا كبيرنا الواد ده هو اللي كان بينقل كل اخبارك لحسن ولما سألناه قال انه بيحاول يصالحكم ولما انت جيت وسألت على حسن

قولناله ليه ماتكلمتش وعطيته رقمه قال ان حسن بيحضر ليك مفاجئه عشان يصالحك بيها ويفض الزعل ما بينكم. 

بلحظه كان الرجل يقف عنوه أمامه وهو يمطره باللكمات ويبرحه ضړبا

بيحضرلي مفاجئه يا بن ال…… ايه كان هيجبلي هدية الفلانتين. 

سحب هاتفه من جيبه وأمر الرجال ان يأخذوه بعد أن اوصاهم بان يذيقوه جميع انواع العڈاب. 

بدء يتصحفه برويه حتى رأي معظم اتصالاته بينه وبين حسن ليس الا

ابتسم ساخرا للرجال وهتف

اهو قصاد عينكم تليفونه كله مكالمات مع حسن ها يا رجاله مين فيكم تاني بېغدر بيا وانا مش دريان 

نظر الرجال الي بعضهم البعض وقال احدهم

احنا كلنا في خدمتك خد تليفونتنا واتأكد بنفسك. 

ما انا هاخدها ياض هو انت فاكر اني هأمن لأي حد فيكم تاني للأسف انتو عضيتو الايد اللي اتمدت ليكم بالخير. 

طب واللي يدلك على مكان حسن يا كبير 

انحني على احدي ركبتيه أمامه وتشبث بقميصه جيدا. 

يبقى صاحبي ورجوله وانت عارف اني بكافئ اللي يصون العشره. 

واذا بأحدهم يتحدث قائلا

حسن مستخبي في الجماليه عند الواد مينا وشيلته يا كبير. 

هدئت ملامحه وابتسم يبدو أنه علم من سيأتي له بأبنه بكل بساطه. 

تمام اوي قاعد في الجماليه 

يبقى مافيش حد هيرجع ليا الواد بهدوء غير

عبد الرحمن العاصي هو وابوه وعيلته 

خدوهم على جوه يا رجالة.

جلس مره ثانيه واتكأ بأصبعه على زر الاتصال بهذا الهاتف الذي بيده ليجيبه ذلك الغادر بنبره هادئه

ليه دلوقتي ياض جد جديد عندك ولا ايه

الجديد عندي انا

يا صاحبي يالي خونت العيش والملح وغدرت بيا وفوق داه كله جاي في الاخر ټخطف ابني يا واطي.

الله مين بيجاد الألفي ادفع نص عمري واشوف كسرتك دلوقتي يا صاحبي.

لا عشت ولا كنت ولا اتخلق اصلا اللي يكسرني وابني لو مسيت شعره منه هانسفك من علي وش الدنيا.

ههههه انت لسه بتأوح وصوتك عالي فوق بقى وشوف مين فينا اللي ماسك الدفه وسايق يا متر.

اخلص وانجز قول عايز كام وترجع الواد.

كام ايه فلوس يعني! لالالا خلي ليك فلوسك دي يا حبيبي انا عايز حاجه تانيه خالص.

عايز ايه اتكلم واخلص

ساره!! 

تطلق ساره وتسيبهالي واتأكد انك طلقتها ارجعلك ابنك في يومها.

بتساومني على مراتي بابني يا بن ال………

ودلوقتي هي اللي ليها القرار وانت مافيش قدامك غير الحلين دول تختار حد من الاتنين يا مراتك يا ابنك

وانا برجح انك مش عايز تخسر اخر واحد في عيلتك اسيبك بقى تفكر براحتك سلام يا صاحبي. 

اغلق في وجهه الهاتف ليلقي الاخر ذلك الهاتف وېصرخ بأه ألم قويه…

اه يا بن ال…… يا غدار ھقتلك يا حسن وديني لأقتلك بأيديا الاتنين دول. 

عاد أخيرا الي ڨيلته لم يتحدث مع احد وذهب الي مخبئه جلس في الظلام في غرفة مكتبه واضعا وجهه بين راحة يديه ولأول مره يسمح لدموعه بأن تسيل على وجهه 

وهل ستتركه وحيدا يعاني مأسته وحده! 

انارت المصباح الصغير الموضوع على مكتبه وشعر بها تجلس على قدمه دون أن تتحدث. 

ويستمع الي شهقاتها وهي تبكي ايضا بشده حتى بدئت تهدئ وتحدثه

اول مره اشوف دموعك. 

وانا برغم كل اللي مريت بيه اول مره احس اني مكسور وخاېف. 

لاء انت أقوى من كده ويامن هتعرف ترجعه لينا تاني. 

سخر من جملتها الاخيره وحاول ان يتمالك نفسه

معزوره اصلك مش تعرفي حاجه تعرفي انا مطلوب مني ايه عشان ارجع يامن 

حاجبيها بعدم فهم ووضعت كفها علي وجنته لتجبره للنظر مره ثانيه في عيناها

مطلوب ايه يا بيجاد فلوس اديهم اللي هما عايزينه ورجع ليا اخو ابني اللي جاي.

وضع يده على بطنها وهتف

واذا كان حسن عايزك انتي يا ام ابني اللي جاي! عشان يرجعلي ابني الكبير قوليلي بقى احلها ازاي 

انتفضت من علي قدمه بړعب جم وهي تضع يديها الاثنان على بطنها وكأنها تخبئها. 

مش ممكن مش معقول ده اكيد مش بني آدم طبيعي 

ثم صړخت فيه غير مستوعبه ما تقوله

شوفت آخرة اللي كنت بتعمله فيا وصلنا لأيه دلوقتي! يلا بقي اتفضل اختار بيني انا واللي في بطني وبين يامن الطفل البرئ اللي كل ذنبه في الدنيا انك ابوه! 

كفايه يا سااااااااره حرام عليكي اتفضلي اطلعي ارتاحي في اوضتك سيبيني في حالي بقى. 

ارتاح وتفتكر هيبقى في راحه تاني يا متر انت مستني ايه ليه مش بلغت البوليس 

اطلعي فوق يا ساره قولتلك يلاااااااااا. 

يعني انت كده اخترت صح هاتسيبني ليه يا بيجاد 

ضمھا الي صدره بقوه وجلس بها على الاريكه 

وهو يحاول ان يهدئ من روعتها ويهدئ هو الاخر. 

حاضر يا حبيبي بس خليني جانبك انا خاېفه اوي يا بيجاد. 

ظل محتضنها جيدا الي ان غفيت رفع رأسها من علي قدمه ووضعها برفق على الوساده الصغيره الموضوع على الاريكة

وأمسك هاتفه بيديه يبحث عن هذا الاسم الذي لم يطلبه منذ زمن بعيد ليجيبه المتصل بنبرة ناعسه

الو مين معايا 

الو المتر عبدالرحمن العاصي معايا 

اعتدل الاخر

من مرقده يفرك فروة رأسه بأصبعه برفق

ايوا انا عبدالرحمن مين حضرتك 

انا بيجاد الألفي يا عبد الرحمن زميلك من ايام الكليه فاكرني. 

انتفض الاخر من علي فراشه بمرحه المعهود للجميع. 

يا ابن الايه بيجو الألفي اي ريح طيبه رمت بك إلينا يا متر! 

صوت حزينة وهادئة اجابه

واقع في ضيقه يا عبد الرحمن وعارف انك انت اللي هتحلهالي. 

انتبه صديقه الي ما يقول ورد جوابه بتلقائية

انا عيني ليك يا حبيبي بس احلهالك ازاي وانت مشاء الله عليك بقيت محامي كبير وصيتك مسمع في البلد كلها 

ابني مخطۏف عندكم في الجماليه وانت عارف الحكومه حبالها طويله وانا عايز ارجع الواد قبل ما يعملو فيه حاجه. 

ابنك ايه انت اتجوزت وخلفت وكمان ابنك اتخطف. 

معلش ياصاحبي احنا صحيح بعد التخرج بعدنا عن بعض بس انا محتاجلك دلوقتي قولي هتقدر تساعدني ولا ايه. 

طبعا برقبتي ياض انا هاحكي لابويا واخويا كل حاجه وماتخافش انا وعيلتي هانقف معاك 

وطالما ابنك هنا في الجماليه يبقى تيجي بكره وتحكيلنا كل حاجه وإنشاء الله هنحلها وكويس حظك حلو بكره اجازه والعيله كلها متجمعه. 

تمام بس معلش انا مش هاجي لوحدي! هاجيب مراتي معايا. 

اه طبعا تنورو انشاء الله هانكون في انتظاركم. 

متشكر اوي يا عبد الرحمن. 

بس ياض احنا في بينا الكلام ده بردو ربنا بس يطمنا على الواد ويعترنا فيه بسرعه وماتشوفش فيه حاجه وحشه يا رب. 

يا رب يا صاحبي ادعيلي ربنا مايضرنيش فيه وخلي والدك يدعيلي في صلاته هو ووالدتك. 

حاضر يا بيجاد مع السلامه دلوقتي وفي انتظارك بكره واطمن انشاء الله خير. 

بأذن الله يا عبد الرحمن مع الف سلامه. 

انهي حديثه معه وأغلق الهاتف ليلتفت الي تلك الغاية وينحني بجزعه عليها ليحملها بين يديه صاعدا بها إلى الأعلى 

ارقدها في فراشها ثم امسك هاتفه مرة أخرى واتجه الي الشرفه ليجري بعض الاتصالات برجاله ويحثهم على الأستعداد للغد. 

في تمام الثامنة صباحا انتفض من نومه وهو يفرك عينه بقوه أثر سماعه لرنين هاتفه الذي لا يهدئ نفض ذلك الغطاء من عليه وهو يتأفف هاتفا

قلة الراحه دي يا ربي هو انا بقيت مهم اوي كده مصر كلها حالفه تقل نومي النهارده ليه بس 

امسك الهاتف واذا به ينظر إلى اسم المتصل ببلاهه ويجيب على المتصل فورا. 

البوب حبيب قلبي مبدر ومتصل بيا بنفسه. 

انت لسه نايم لحد دلوقتي يا حيوان اقسم بالله لو ما جبت مراتك والعيال بدري وجيت فطرت معانا وصليت الجمعه هنا! ما هدخلك الجماليه تاني مفهوم يا عبدالرحمن

وانا اقدر بردو اتأخر عليك ياحبيب قلبي! 

عملتها الجمعه اللي فاتت وجيت بعد الصلاه اعملها النهارده يا عبدالرحمن! وهتشوف الوش التاني وربنا. 

خلاص يا بابا والله جاي انا اصلا عايزك في حوار كده ومافيش حد هيحلو غيرك. 

حوار ايه في حاجه حصلت بينك وبين طمطم حد من العيال جراله حاجه ماتنطق يلا ساكت ليه 

اهدي يا حبيبي ماحصلش حاجه انا وفاطمه كويسين وعاصي وحمزه كمان زي الفل. 

اومال في ايه طمني مالك 

مش انا يا حبيبي ده واحد صاحبي له حوار كده عندنا في الجماليه وقصدني نقف معاه. 

لاء كده لازم تجيلي بدري عشان ترسيني على الموضوع كله. 

تمام يا حبيبي تصبح على خير. 

ولااااااا. 

بابا اقفل التليفون انا هاجيب الدبه بتاعتي هي وعيالها واجيلك حالا سلام. 

اغلق معه الهاتف ليري ان الوقت مازال باكرا! 

حرام عليك وربنا يا حاج عاصي دي الساعه لسه تمانيه الصبح! 

تمدد مره ثانيه على الفراش ممسك بيده الغطاء حتى ينعم بوقت قصير من الراحه قبل الذهاب لأبيه لكنه اندهش لعدم وجودها بجواره. 

ايه ده

اومال الدبدوبه بتاعتي راحت فين عالصبح كده 

واذا به يلقي الغطاء من يده ويجهر بصوته بأسمها. 

بت يا طمطم انتي روحتي فين يا بت

بحث عنها بكل مكان في الڨيلا ولم يجدها وأخيرا ما وجدها بغرفة ولداه التوؤمان حديثي الولاده

كل منهم نائما في فراشه وهي ملقيه ارضا على وجهها شعرها اشعس وتمسك بكل يد حفاضة صغيرة وعلى ما يبدو أنها اغشي عليها من الرائحه!

انحني عليها يحاول افاقتها وهو يضحك بشده علي منظرها هذا. 

اهذه زوجته الجميله ذات القوام الملفوف! صحيح انه أصبح ملفوف بشدة بعد الحمل والولاده لكنه الان لا يقوي علي رؤيتها هكذا حقا سيفقد وعيه هو الاخر لكنه سيفقده من كثرة الضحك….

فاطمه طمطم انتي نايمه ولا مغمي عليكي ولا عملو فيكي ايه ولاد الك….. دول.

فتحت نصف عينها اليمين وهمست له

ابوس ايدك يا بوده وطي صوتك! وغطيني عايزه انام خمس دقايق بس.

تنامي كده ازاي بس! قومي يا حبيبتي نامي في اوضتنا وانا هاغطيكي.

وحياتك انا حاسه اني لو اتحركت بس هيصحو تاني! انا تعبت والنبي يا بوده وديني عند مامي وغمزه وسيبني معاهم.

طب بس تعالي براحه نتكلم بره عشان مايصحوش تاني.

حاولت النهوض معه برفق وهي تناوله الحفاضات في يده

ليبتعد وهو ېصرخ

ايه الارف ده انا مش هامسك دول بأيدي. 

واذا بالطفلان يفيقان وېصرخان في نفس الوقت. 

لتصرخ هي الاخري معنفة اياه

لااااااااء منك لله يا بودااا إلهي تحتاس حوستي يا شيخ وديني عند مامييييييييي…

وقف هو يحاول تهدئتها.

اوك اوك البسي بسرعه ويلا نروح كلنا على هناك.

حاول الهروب من امامها ولكنها أمسكت به من الخلف. 

تعالي هنا شيل بقى عيالك واتحمل المسؤلية شويه طلاما ساعتك ارفان وانا بقى هاروح ارمي البامبرز وانام شويه وبعدين ابقى البس ونروح الجماليه. 

لاء طبعا

خدي هنا انا اصلا مش هاعرف اسكتهم. 

رفعت سبابتها في وجهه وصړخت

كلمه زياده والله اول ما نوصل هناك لاكون قايله لعمو عاصي انك بتدلع احفاده! وتقول لواحد يا صاصا و والتاني بتقوله يا موزه. 

لاء كله الا كده يا دبدوبي عشان خاطري تلمي لسانك في دي بالذات احسن انتي عارفة ڠضب العاصي الكبير. 

حلو اوي يبقى تسكت ولادك وتتعامل معاهم يا حبيبي وتسيبني ارتاح بقي شويه زي ما ارتحت انت طول الليل وسيبتني احتاس بيهم لوحدي تمام يا باشا. 

واذا بها تذهب بكل فخر من أمامه وهي تشير له بتلك الحفاضتين الصغيرتين وتضحك 

ليلتفت هو لطفليه بغيظ ويضع يديه في خصره رافعا صوته صارخا فيهم

بس يا ولاد الفتانه. 

أصبحت الساعه العاشره صباحا وكالعاده اعدت غمزه وغزل مائدة الإفطار وجلسو بجوار دانا وليا 

يتناقشون في هذا الموضوع الذي أصبح ممل بالنسبة للجميع! 

دانا

والله انتي عقلك صغير يا ليا هاتفضلي تغيري عليه لحد امتى وانتو بناتكم بقو أطول منكم. 

لتجيبها ليا بأستنكار تام

انا اغير على ده طب اغير عليه بأمارة ايه لسانه الطويل وقلة أدبه ولا معاكسته للراحة والجايه في قلب الشركه 

بزمتك انتي لو عاصي هو اللي جوزك مش عدي تغيري عليه ولا تحاولي تهربي منه. 

ضحكت دانا على طريقتها بالحديث عنه سخرت من حديثها

هههههه لاء اسيبله البيت واجي اغضب في بيت بابا اللي هو تحت بيت باباه يقوم هو كمان يسيب البيت ويجي يقعد عند باباه والله انتو الاتنين مجانين. 

جلست غزل تشاكس في ابنة اختها أيضا

على رأيك يا دانا هما الاتنين بيستعبطو ماشين على نظام لا بحبه ولا اقدر على بعده. 

لتهتف غمزه پغضب

هما بيستعبطو بس دول كمان ظالمين البنات معاهم 

تقدري تقوليلي يا هانم زنبهم ايه لينا وليان بناتكم عشان يغيبو من المدرسه كل ده

ناسيه ان بناتك في ثانوي يا هانم. 

الله يا مامي ما أنا سبتهم ليه كان المفروض البيه يتحمل مسؤوليتهم ويوديهم هو المدرسه لكن ازاي بقى! 

اول ما لقاني سيبت الڨيلا جابهم وجيه ورايا جري ورامهم ليا هنا. 

غمزه وقد اشتعلت ڠضبا وعلى صوتها پحده عليها

اتكلمي بأدب لما تجيبي سيرة جوزك يا حيوانه مش عشان الكل بيضحك علي تصرفاتك تفتكري انك صح 

الام هي اللي بتشيل مسئولية ولادها يا هانم هي اللي بتأكل وتلبس وتذاكر وتربى مش الاب. 

خرج عاصي الكبير بصحبة اخويه حمزه وعدي على صوتها 

بينما كان عاصي الصغير يدلف من الباب الخارجي بصحبة فتاياته واستمع الي كل كلمه تقولها خالته 

ليهتف من خلف ابيه

سبيها يا غمزه خليها تزيد في عنادها على قد ما تقدر 

بس وحياة غلاوة ابوكي عندي يا ليا لو ما اتعدلتي لكون متجوز عليكي وابقي خليكي بقى قاعده هنا براحتك عشان انا ناوي اجيب العروسه الجديده على الڨيلا! 

شهقه جماعيه خرجت من جميع النساء بينما جذبه عدي داخل الغرفه وهو يهتف 

ايه اللي بتقوله ده يا اخي! 

وصاح والده من خلفه

انت باين عليك اټجننت في عقلك يا ابن حمزه ادخل قدامي يا حيوان. 

تباطئ الفتاتان ذراع جدهم العاصي الذي وقف يرى دموع ابنته المنهمره على وجنتيها 

وبكل هدوء تحدث

تصدقي انه معاه حق اذا كنت انا شخصيا ذهقت من مشاكلكم انا بقول اخلصكم من بعض ويطلقك احسن ونخلص بقى كلنا من الحوار ده. 

جرت من أمام ابيها سريعا و جرت دانا والفتايات خلفها. 

حزنت غزل كثيرا على حالهم وهمست غمزه له

تفتكر التمثيليه هتنفع المره دي يا عاصي 

هتنفع يا حبيبتي اصل بنتك طالعه ليكي مابتجيش غير بالعند! 

تحركت غزل للداخل وهي تهتف

انا هادخل ليها وربنا يهديها وتبطل عند شويه بقى. 

استشاطت الاخري غيظا منه وكادت ان تلكزه في كتفه الا انه صد كلمتها واحتضن يده داخل قبضة يده. 

انا عنيده وبنتي وارثه العند مني مش كده 

وانت ايه بلسم يا خواتي مرهف الحس اوي. 

امسك يدها بمهاره وضمھا اليه. 

تفتكري دا وقت عقاپ ولا حتي مكانه 

طب دا حتى عيب يا حجه عايزه احفادك يقولو علينا ايه لو شافوني وانا بعاقبك دلوقتي! 

ههههههه هايقولو ايه ما هما عارفين ان جدو عاصي قليل الادب من زمان عيب يا جدو دا انت احفادك بقو شباب. 

الله طب ما جدهم معروف عنه انه شيخ الشباب الدور والباقي عليكي انتي بقي يا ناناه! 

انتو بتعملو ايه 

هتف بها بودا الذي كان يدلف وهو يحمل حقيبتين معلقتين بكتفيه وعاصي الحفيد يتوسط ذراعه ومن خلفه طمطم تحمل حمزه الحفيد الثاني وتستند برأسها على ظهره. 

انتفضت غمزه من بين يدي زوجها وفتحت لهم ذراعيها. 

أهلا أهلا يا حبايب قلبي. 

جرت طمطم عليها تلقى بنفسها داخل احضانها. 

غمزه الحقيني والنبي انا مش عاوزه اروح تاني! خليني معاكم هنا نفسي انام يا غمزه! 

غمزه پخوف واضح عليها. 

مالك بس يا قلبي دا انتي بقالك شهرين والده يا طمطم وهما اسبوعين بس اللي روحتي بيتك فيهم. 

عايزه انام يا غمزه والله انا مانمت من يوم ما مشينا من هنا وبوده بيسبني لوحدي وينام هو! 

نظرو الاثنان اليه پغضب ليحاول هو تبرير موقفه.

الفصل الحادي والعشرون 

حرام عليكي يا ظالمه يا فتانه هو انتي مابيتبلش في بؤك فوله ابدا ظلماني يا بابا و الله هي عارفه كويس اوي اني مش بعرف اسكتهم لوحدي. 

حمل عاصي الكبير حفيده من بين يديه معطيه الي جدته وممسكا بوده كمن تمسك بلص داخل بيته! 

ال وانا اللي عملكم ولاد ناس وجايب لكل واحد فيكم ڨيلا عشان تعيشو فيها وترفعو راسكم في وش ال… وانتو كلكم ولاد ك….. وش فقر جاين وعايزين تقعدو هنا ماشي انا بقى هاقعدكم هنا في الجالية بقيت حياتكم ادخل يا حيلتها كمل العدد على مايجيلي الكبير بتاعكم هو كمان. 

من يهتف من خلفه وهو يلج بزوجته وأبنائه. 

زين

السلام عليكم! انا جيت اهو يا بوب. 

أهلا كده كملت اوي واتعشت كمان حمدلله على السلامه يا زين باشا. 

الله يسلمك يا بوب يا حبيب قلبي ازيك وازي صحتك وحشني يا بابا وربنا. 

يا اخي وحش اما يلهفك انت وولادك الاتنين دول دانا هاكسر عضمكم انتو التلاتة! بتمد ايدك على بنتي انت وولادك يا ابن السيوفي! 

دلفت تيا ملقية بنفسها بين احضان ابيها تردف برقتها المعهودة ودموعها تسترسل على وجنتيها بوهن. 

زين وولاده عجنوني يا بابي. 

امسك وجهها بين كفيه يتفحصها جيدا ليري ذلك الچرح الملون في جبهتها لتجحظ عينه الغائرة ويصلتها على ثلاثتهم جاهرا بصوته فيهم. 

ينهار ابوكم اسود ايه اللي عملتوه في البت ده يا ولاد ال…… انت وهو وهو. 

وقف كل من ياسين ويونس وهم أبناء تيا وزين يحاولو الدفاع عن نفسهم وهم شبان يافعان الطول مثل ابيهم

يونس 

وربنا ما حصل يا جدي هو احنا بردو نقدر نزعل توتو حتى احنا بس كنا پنتخانق انا وياسين وابويا دخل يسلكنا من بعض قولي بقى انت هيا تتدخل وسطنا ليه 

ياسين 

يا جدي والله ما حد فينا جيه جنبها دي توتو دي نور عينينا وبنخاف عليها من الهوي يبقى هنعمل كده ازاي بس! 

كل اللي حصل ان ابويا عشان يحوشها من نص المعركه شالها وحدفها على السرير بس ماخدش باله من الحدفه كويس قامت بدل ما توقع على السرير وقعت على الأرض وجبينها اتخبط في حرف السرير. 

واذا بهذا الجد الذي قرب على فقد اعصابه ان يجهر بصوته عاليا ليستمع الجميع حتى من بالغرف. 

بسسسسسسس ملعۏن ا……… كلكم في ظرف دقيقه واحده عايز كل واحد قاعد في مكانه هنا قدام عيني على السفرة. 

انصاع الجميع لأمره وفي ظرف ثواني كان الكل جالسون على مائدة الإفطار

بوده الذي مازال محتجز تحت قبضة يده فاهمس له بصوت منخفض حتى لا ينتبهو اليه جميعا.

وانا يا بوب مش هاقعد مكاني وافطر انا كمان ولا هتفضل قابض عليا تحت ايدك كده!

انت!! انت ايه اجري اتلقح يا حيلتها جنب مراتك عشان تفطر يا اخويا وبعدين تقولي على الحوار اللي عندك انت كمان. 

جلس الجميع على طاولة الطعام الا أبناء عدي ودانا

ليهتف يونس الذي كان يبحث عن من تملك قلبه بنظره وسط الجميع ليوجه حديثه الي أخت ابيه دانا…

اومال غمزه فين يا عمتو هي لسه نايمه ولا ايه!

ضربه اخيه بطرف قدمه عندما لمح جده العاصي وهو يركز معه جيدا ويغمز لجدته بطرف عينه مشيرا لها بطرف عينه لتضحك هي بدورها وتبدء في مشاكسة حفيدها. 

غمزه

سلامة النظر يا قلب غمزه ما انا قاعده قصادك اهو يا عيون ناناه.

لحق اخيه الموقف لينقذه كالعادة وعينه كلها اشتياق للجميله ذات العيون الحزينه لينا إبنة خالتهليا

ياسين

قصده يسأل على غمزه الصغيره يا ناناه طبعا هي ويزن اخوها

هما فين صحيح مش هيفطرو معانا ولا ايه! 

لتجيبه عمتهم هذه المره

دانا

لاء يا حبيبي زمانهم علي وصول اصلهم كانو بايتين في زايد عند جدك احمد من امبارح ويزن كلمني من شوية وقالي انهم في الطريق. 

يونس مستنكرا

اخص! وازاي مايقولوش لنا كنا روحنا بيتنا احنا كمان معاهم وقضينا يوم حلو كلنا مع بعض سوي هناك. 

صړخت تيا في وجهه وهي تضع اصابعها وتلمس بها چرح جبهتها. 

اتصلو يا حنين انت وهو ودخلت عشان اقولكم انهم مستنينكم هناك لقيتكم ماسكين في خناق بعض وعجنتوني وسطكم انتو وابوكم. 

زين بعصبيه

ما خلاص بقى يا تيا من امبارح وانا بعتذر واقول ماكنش قصدي عايزانى اعمل ايه تاني

قولتلك مليون مره قبل كده ماتدخليش وسط الب…… دول وهما پيتخانقو انتي اللي مابتسمعيش الكلام.

هتف حمزه وهو يعدل طمطم من علي كتفه ويلقيها تحت ذراع بوده وكأنها مغشيا عليها.

طب ما أحنا بردو ماعرفناش سبب الخڼاقه

الجامده دي ايه اصلا.

وقف الطعام في حلق يونس وظل يسعل الي ان احمر وجهه بشدة

ليدك ياسين ظهره بتكويرة يده و يلكمه عدة لكمات وهو يشاهد لينا التي شهقت واړتعبت وجرت لتناوله كوبا من الماء

ليأخذ يونس منها كوب الماء ويبتلع البعض منه وهو يزجر اخيه بقوه. 

يونس

انت غبي يا اخي عايز ټموتني ياض 

ياسين ببرود

حقك عليا انا كنت عايز اساعدك المره الجاية هاسيبك تولع.

نظر عاصي الصغير الي ابنته التي مازلت ثابتة مكانها ونداها ليلتفت نظرها اليه

لينا! 

بكل هدوء ورقة همست بصوتها المنخفض واجابته

نعم يا بابي. 

واقفه كده ليه! اقعدي كملي اكلك. 

حاضر يا بابي وضعت كوب الماء بجوار لوح الثلج هذا وجلست مكانها في هدوء لتظل عيناها متربصة لوجهه الغير مبالي بها من الأساس. 

هذه المره تحدث عدي لأبنة اخيه تيا منبها عليها 

تيا بعد ما نفطر ابقى تعالى اشوفلك الچرح اللي في جبينك ده. 

اومئت له برأسها وقبل ان تنطق صړخت ليان اخت لينا التؤام وابنة ليا والعاصي الصغير بفرحه عارمه. 

يزن جييييه احم هو غمزه يا جدي. 

ابتسم اليها ذلك الوسيم يافع الطول شبيه عمه وغمز لها بطرف عينه وبرغم وسامة ابيه وأمه الا انه هو النسخه الاصليه المصغره من عمه العاصي الكبير

ثم دلف إليهم وهو يلقي على الجميع السلام

ويمسك بيده اخته الجميله الصغيرة غمزه واتخذ مقعده بجوار عمه وجلست غمزه بينه وبين يونس الذي ما أن رأها الا واحتقن وجهه بحمرة الڠضب. 

ليهمس العاصي الكبير ليزن بصوت خفيض

لو كنت اتأخرت وجيت بعد الفطار ماكنتش هاتدخلها تاني. 

يزن بضحك

عيب عليك يا كبير دا انا خرجت من بوء السبع بصعوبه النهاردة بس عشان خاطرك انت. 

عاصي وقد وضع ملعقته پعنف ملتفتا اليه 

ليه هو كان ناوي كمان يفطركم كمان عنده ولا ايه. 

يزن

هههههه تصدق

قفل باب الفيلا بالمفتاح علينا واضطريت انا وغمزه اننا ناكل كل واحد فينا ساندوتش كامل قدام عينه عشان يفتح لنا ونلحق نفطر معاكم. 

عاصي پغضب 

دا بيتحداني بقى طب وربنا ما انتو بايتين عنده اي يوم خميس تاني لا انتو ولا جوز الب….. دول ويبقى يختار اي يوم تاني في الأسبوع بقى تروحو تقضوه معاه.

حاول زين تهدئة الموقف والدفاع عن ابيه الحقيقي حتى لا يتفاقم الأمر ويتعصب العاصي الكبير اكثر من زلك. 

اهدي يا بوب ما هو بردو جد العيال ومن حقه يعني يشوفهم ويقعدهم معاه في

اي وقت. 

حق مين ابو حق ماحدش ليه اي حق في ولادي غيري انا بس واخرس خالص عشان انت لسه دورك جاي على اللي عملته في البت ده اصبر على رزقك يا زين وماتستعجلش في قلبتي عليك 

وانت يا اخرة صبري

اتنيل فهمني ايه حكايه صاحبك وابنه المخطۏف هنا ده كمان! 

تحولت جميع الانظار الي بوده الذي كان منهمك في إطعام زوجته الغافيه تحت ذراعه غير مدرك ان الحديث قد توجه اليه هو وليس غيره. 

ليرفع عينه عنها وينتفض بخضه واضحه الله مردفا لابيه! 

كده على الملئ يا بوب! طب كنت هاتها واحده واحده ليهم طيب. 

وبعد أن تناولو فطارهم وعادوا الرجال من صلاة الجمعه جلسو الشباب والفتايات جميعا مع بعضهم مستمتعين الي كم الأسئلة التي يتلقاها المسكين عبدالرحمن من ابيه

الرجال والنساء حول بوده ينتظرو ان يحكي ما بداخله ليهتف والده بتحفز…

عاصي

ما تتكلم بقى يا ابني وتفهمنا حكاية صاحبك دا ايه

بوده

بص يا كبير امبارح حاولي الساعه اتنين بليل كده كنت نايم وصحيت على صوت الموبايل بتاعي واتفاجئت برقم غريب مش متسجل عندي اصلا

الأول افتكرته حد من العملا بتوعي فتحت الاتصال لقيته بيجاد الألفي!

اتكئ عمه حمزه بظهره على مقعده بجوار ابيه مستفهما

بيجاد الألفي! الاسم ده مش غريب عليا ثم وجه حديثه الي زين

تقريبا كنا بنتكلم عنه قريب انا وانت يا زين مش كده. 

زين

ايوا يا عمي ده المحامي اللي كنت بحكيلك عنه واحنا بنقرا عن قضية المخډرات اللي اترافع فيها دا محامي جنايات معروف مش كده يا عبد الرحمن

بوده

اه ومشهور عندنا في الوسط بتاعنا انه مش بيمسك غير قضايا السلاح والمخډرات والقضيه اللي بيمسكها بيكسبها بأي طريقة بقى سواء مشروعة او غير مشروعه المهم انه يكسب قضيته وخلاص.

عاصي پغضب

أنعم واكرم يا باشا ونعم الصحاب والله ودا بقى بيتصل بساعتك عايز منك ايه يا متر

بوده

دماغك ماتروحش بعيد يا بابا انا تقريبا بقالي بتاع عشر سنين ماشفتش بيجاد الالفي احنا كنا زمايل كليه واحده بس مش اكتر ومن بعد التخرج ماعرفش عنه أي حاجهغير لما اتصل بيا امبارح وعرفني ان ابنه مخطۏف هنا وطلب مني المساعدة. 

ليتحدث عمه عدي هذه المره 

بس ده مش سبب قوي يخليه يستنجد بيك انت بالذات عشان يرجع ابنه اللي اكيد مخطۏف من الأشكال اللي بيدافع عنها دي يا عبد الرحمن. 

بوده

مستعجلين ليه يا جماعه ما هو زمانه جاي وهنعرف منه كل حاجه وهو بيقول انه عارف مين اللي خاطفين ابنه ومش طالب غير اننا نعرفه شواع الاجماليه ونكون معاه وبس. 

الټفت عاصي الكبير الي قرينه المشاكس زوج ابنته وابن اخيه الغاضب الذي ظل صامتا طيلة الجلسة ولم يركز معهم اصلا وعينه كانت مشټعلة كالجمر وتكاد ټحرق زوجته عديمة الثقة به وبنفسها تماما

تتصرف في الموضوع ده يا عاصي!! عاصي عاصييييييي.

بكل هدوء اجابه

مالك يا عمي بتزعق ليه مانا قاعد جانبك اهو في ايه بقي 

في انك مش معايا نهائي بكلمك وانت ولا انت هنا اللي واخد عقلك يا ابن حمزه الله يتهنى به بقى. 

لاء انا معاك يا عمي الله وسامع كل اللي بتقوله بس ساكت عشان افهم الحوار من بابه 

لينظر الي الشباب وبالأخص لنسخة عمه المصغرة ومن تربى على يده هو بطريقته المشاغبه او بمعنى أدق جدعنة ولاد البلد 

كان جالسا على الاريكه وليان تجلس بجواره يكاد يلصقها به ويمسك هاتفه يريها شيئا ما به ويضحك وهي تبتسم وتتورد وجنتيها خجلا منه ومن جرئته المعروفه لجميع أفراد العائلة. 

يززززززن. 

صړخ بها عاصي الصغير پعنف ليغلق الاخر هاتفه 

وينظر اليه ثم يلتفت لها ويهمس وهو يقف متجه له بمشاغبة وبرود تام. 

ابوكي من ساعة ما اټخانق هو وامك وهو بقى عامل زي هادم اللذات يا لياني استنى رجعلك يا بت. 

ذهب اليه و تركها

تضحك على كلامه وجلس يتوسط ابيه وعمه العاصي الكبير موجها كلامه اليه. 

نعم خير بتزعق ليه يا عاصي فيك ايه بس يا حبيبي!

حبك ب… ياض عايزك تسترجل شوية يا اخويا و وتبطل قاعدة البنات دي وتيجي تقعد وسط الرجاله هنا. 

كاد ان يقف أمامه بتعصب لكن ابيه امسكه ومنعه من ذلك وأجلسه مره اخرى نظرا لهمجيتهم هم الاثنان. 

نعمممم ليه وانت شايفني مش راجل قدامك ولا ايه يا عمي. 

الراجل بيبان بتصرفاته مش بقعدته وسط البنات يا روح عمك. 

لاء انت عارف اني راجل وتصرفاتي تصرفات رجاله كويس اوي وبلاش تنكشني انا بالذات عشان انت اللي مربيني وعارف نكشتي هاتجر وراها ايه ماشي يا عاصي. 

ليتلفظ العاصي الصغير بسبه تزيد من اغاظة الاخر مكملا

تربية و…. ماشي يا بن عدي اتنيل واقعد بقى عشان انا عايزك تعرف الموضوع كله وتبقى على نور في كل كلمه فيه عشان انت اللي هاتجيب ارار العيال دي ولا مش هاتعرفي يا بطه 

يزن واتجهه الي ليا متحديا زوجها العنيد وجلس بينها هي وتيا 

وبدء في مناغشتها قاصدا اغاظته هو. 

لاء من الناحيه دي مش عايزك تقلق خالص هاعرف اجبلك ارارهم يا قلب البطه. 

هذه المره تحدث ياسين الواقف وحده بالجوار يرى معذبته وغيرتها الواضحه على اخيه الغير مبالي بها ولا حتى شاعرا بنظرتها اليه تكاد ان تبكي وهي تراه يمرح مع ابنة عمها الجميلة غمزة فقرر هو الاخر عدم الاهتمام بها والمشاركة معهم بالحديث ملتفتا اليهم

طب احنا ليه ندخل نفسنا في حوار ملناش علاقه بيه اصلا حاجه زي دي المفروض ان البوليس هو اللي يتصرف فيها يا جدي مش احنا. 

عاصي الكبير 

ببساطه كده لانه قصدنا نقف معاه واحنا عمر ما حد طلب مننا مساعده وخذلناه أبدا 

واكيد يا حبيبي محامي كبير زي ده مش هايستني لما حد يفكره بحاجه زي كده اكيد يعني بلغ الحكومه 

بس هو بردو اب وبيفكر في كل الحلول اللي يقدر يرجع ابنه بيها من غير ما يأذيه 

وبعدين ياسي ياسين بلاش تطلع علينا روح الظابط اللي جواك وانت لسه طالب في كلية الشرطه اهدي علينا شوية يا حضرة الظابط. 

وبعد اذان المغرب كان يجلس خلف مكتب ابيه داخل الوكاله ويجلس معه اخويه حمزه وعدي يحيو زكراه ويعيدو ذكرايتهم معه حتى يصل الضيف المنتظر. 

الي ان وجد صغيره يدلف إليهم سريعا وعلامات الدهشه واضحة على وجهه وهو يلهث ويحاول ان ينظم تنفسه. 

بوده 

بابا الحق بيجاد جيه! 

خرجو جميعا ليستقبلو صديق ابنهمو هم معجبين من هيئته ولكنهم زهلو من هول المنظر ايضا حين رئوه

يأتي إليهم بكم حراسه كبير وكأنه يعد جيشا لأقتحام الجماليه 

اربع سيارات دفع رباعي بالامام ومثلهم بالخلف كل سياره تحتوي على خمسة رجال يحملون اسلحه وسيارته بالمنتصف يجلس ومعه شابه صغيرة محجبه 

من سيارته واقترب من عبد الرحمن الذي بدوره وقف اولهم يستقبله بحفاوه ويشد من ازره محاولا طمأنته 

وبعدها اتجهه به الي والده وهو يلتفت الي من تجلس داخل السياره ويشير لها بيده ويهمس بشفاه. 

بيجاد 

خليكي اوعي تنزلي من العربيه. لكنه

لم ينتبه انه وقف أمامه مباشرة حتى كاد ان يصتدم به لينبهه موقفا اياه وهو يضع يده على كتفه وبوده يحدثه 

بيجاد احب اعرفك ابويا البشمهندس عاصي فضالي

بيجاد

اهلا يا عمي واسف اني اقټحمت حياتكم كده وازعجتكم بالطريقة دي. 

العاصي محاولا تهدئته 

ليه يا بني الخۏف دا كله وايه كم الحراسه دي كلها انت فاكر نفسك جاي تحرر الجمالية ولا ايه. 

كان يمازحه قاصدا التخفيف عنه لكنه رد عليه بكسرة قلب اب

واضحه عليه. 

لأ جاي ارجع ابني حتى لو فيها موتى يا عمي.

اومئ له العاصي بتفهم وحزن من أجله جدا ثم ربت على كتفه ليشد من ازره. 

اهلا بيك وسطنا يا ابني وإنشاء الله ابنك هيرجع لحضنك انت ومامته روح هاتها وتعالي هتطلع وسط بناتي وهتبقو في بيتي ماتخافش عليها. 

للاء معلش يا عمي انا مش عايز اعمل ازعاج اكتر من كده انا بس جاي اتكلم معاكم شويه وهما كلمتين هاخد منكم شوية معلومات عن المنطقه هنا وبعدين هانروح الفندق. 

ابتسم له وسخر من كلمته هذه والتي تعتبر اهانه في عرف عائلة العاصي فضالي. 

فندق!! انت جاي لحد بيت الحاج فضالي وعايز تقف تتكلم في الشارع وبعدين تروح فندق يا اخي دا حتي بيقولو الشرقوه كرما يعني! 

بس يا عمي انا ااا… 

مافيش بس يلا روح هات مراتك وتعالي نطلع نتكلم فوق اكيد مش هنفضل واقفين في الشارع كده ونتكلم في موضوع مهم زي ده. 

فهم مقصده و اومئ له برأسه مطيعا امره ثم الټفت ذاهبا الي السيارة حتى يأتي بها اليه. 

وبعد أن تم السلام بينهم والتعارف عليهامن قبل العاصي الكبير.

صعد بها معاهم للأعلى وبرغم انه رأي بنفسه ترابط تلك العائله وتجمعهم رجال ونساء وشباب وفتايات 

الا انه لم يحل وثاق راحة يدها من بين يده. 

كان يظهر على وجهها الإرهاق والوهن الشديد لقد حزنت من أجلها الفتيات والنساء وهم يرو عيناها التي تسترسل منها الدموع بهدوء تام. 

وبعد أن تم السلام والتعارف بينهم 

أشار حمزه لغزل وغمزه بأن يحاولو اجتذابها وتهدئة الوضع. 

اقتربت غزل منها وضمتها الي صدرها محاوله فك يدها من بين براثنه.

الفصل الثاني والعشرون

جلست غزل بجانبها تحاول أن تهدئ من روعتها وتنسيها ما هي فيه ثم اردفت له

سيبها يا حبيبي متخافش عليها هي هاتقعد وسطنا هنا قصاد عنيك احنا كلنا بنقعد مع بعض زي ما انت شايف كده. 

لكنه رفض واجلسها بجواره حاجزا يديها بين كفيه. 

معلش يا فندم والله انا اسف بس انا كده مرتاح اكتر ومطمن عليها وهي جانبي صدقيني والله انا ما ناقص قلق وتعب أعصاب اكتر من اللي انا فيه. 

تعمدت غمزه التفرقة بينهم حيث انها جلست بجانبها من الجهه الاخريليتنحي لها جانبا ويترك لهم الاريكة

مرغما

يا حبيبتي يا بنتي ربنا يطمنكم ويرجع ليكي ابنك بالسلامه. 

زادت من بكائها واحتضنتها غمزه جيدا ليلقي هو عليهم المفاجئة الاولي

يامن ابني انا مش ابن ساره! يامن مامته مټوفية. 

وقف زين مندهشا مما قاله واذا به يتذكر ايام طفولته

نعم يعني هي مش مامته! اه طب يعني هي اللي مربياه وبتحبه عشان كده زعلانه عليه زي انا وانتي يا ماما كده فاكرة ايام زمان 

كان يقصد غمزه والدة زوجته بالحديث لكنهم تفاجؤو للمره الثانيه حين أحبط تفكيرهم. 

الموضوع مش كده خالص سارة مش بقالها كتير متعرفة على يامن اصلا… 

هتف عاصي الصغير بنفاذ صبر ليجتذب مقعدا من علي طاولة الطعام ويجلس عليه ملوحا لهذا البيجاد بأنزعاج

اومال الموضوع ايه لمؤخذه يا متر ما ترمي كل اللي جواك مره واحده وتريحنا بقى احسن الواحد ابتدي خلقه يضيق. 

ليصيح حمزه فيه مجبره على الهدوء. 

عاصي وبعدين اهدي شوية مش كده. 

اومئ عاصي برأسه لأبيه ووضع يده على ثغره مشيرا لهذا البيجاد بعلامة الصمت حتى كمل حديثهليفهم هو نظرة عينه ويجيبه بحزن. 

الموضوع ان احنا شاكين ان مراتي حامل وبدل ما نفرح ونتأكد من خبر حملها في نفس اليوم جالنا خبر خطڤ ابني الكبير اللي كان متعلق بيها جدا ويحبها من وقت ما شافها وقعدت معاه. 

بدئ حديثه يشد انتباه الجميع واقتربو الشباب والفتيات ليشاركوهم الحديث أيضا 

جلس ياسين ويونس وبجوارهم جلس يزن وتحدث ياسين بطريقه عمليه وبحثه الأمني سئل السؤال التقليدي

طب وهما اللي خطڤو ابنك دول يعني ماتصلوش بيك ماطلبوش فديه مثلا الله او قالولك هما عايزين ايه 

ظهرت على وجهه ابتسامة ساخرة و بتلقائية وقف من علي مقعده مجتذبها من وسط النساء پخوف وضمھا تحت ذراعه حين على صوت شهقاتها وكادت ان ټنهار على مرئ الجميع!

طبعا بس عارف عايز فدية لابني ايه

انزعج ياسين من خوفهم هذا وضم حاجبيه بعدم فهم

هيكون عايز كام اظن ملايين الدنيا فدى ضافر ابنك وانت مشاءالله عليك يعني مش فقير وتقدر تدفعله اللي هو يطلبه. 

يا ريتو كان عايز فلوس الله الوكيل لو كان طلب كل مالي لكنت عطيته ليه من غير ما يرمش ليا جفن ولا حتى اتحرك من مكاني وارجع ابني لحضني تاني! 

حيرتنا معاك متر طلاما مش عايز فلوس يبقى دا اكيد واحد ليه تار جامد عندك اترفعت ضده او ضد حد يخصه و جبتله حكم كبير 

لا دا ولا ده الباشا خطڤ ابني عشان عايز مراتي! 

حالة اندهاش جماعية عمت على الجميع الصمت هو سيد الموقف الان 

كل منهم اتجه الي زوجته او ابنته واحتضهم بين زراعيه حتى ذلك العاصي الصغير هذا المشاغب هب واقفا مجتذب زوجته العنيدة دائمة الخصام معه وضممها عنوة اليه هيا وفتاياتها 

واتجه الشباب كل منهم بنظره إلى معشوقته حتى ياسين ذو القلب المتئلم وقف ينظر إلى لينا المتشبثة في قميص ابيها بړعب عليها. 

بينما هب العاصي الكبير پغضب يريد أن يعرف اكثر

وصړخ في وجهه مجبره على تكملة حديثه

انت هببت ايه في دنيتك يخليك تقع في الامتحان الصعب ده

تركها من بين يديه ووضع كفيه على وجهه يفركه بقوة وعڼف متذكرا المه. 

انا طول عمري في عڈاب وكل مره بدخل فيها امتحان بيبقى أصعب من اللي قبله

لكن المره دي موتى اهون عليا من اني اشوف أغلى اتنين عندي بيتاذو بسببي

مراتي وابني هما كل عيلتي انا مش ليا غيرهم وهما كمان مش ليهم غيري هاقتله واحافظ عليهم هما الاتنين حتى لوهاموت بعدها بس اكون مطمن عليم. 

لتخرج هي من شرنقة صمتها الباكي وتصرخ

لاء يا بيجاد لاء

كانت صړختها تقطع قلب الجميع لټخونه هو أيضا دموعه وتنزلق امامهم وهو يضمها بشدة 

المره اقتربت منها دانا وتحدثت بلباقتها المعهودة

طب تسمحلي انا اخدها اكشف عليها ماتخافش انا دكتورة نسا وتوليد والمركز الطبي بتاع جوزي ده اللي في وش العماره علي طول. 

لاء معلش مش هتنزل من هنا مش هتروح في حته غير معايا. 

بس هي مش هتنزل ولا حاجه احنا هندخل الاوضه دي اكشف عليها متخافش مننا انا زي مامتها وكل البنات الواقفين دول اخوتها. 

وقفت طمطم وهي تحمل طفليها تمرح وتحاول ان تخفف الوضع وتزيح هذا الجو الحزين جانبا 

طب يا رب تجبلك توؤم قمر زي ولاد بوده صاحبك كده لا تسيبها 

متخافش يا عم دانت في بيت صاحبك حتى قوله يا بوده عشان يطمن ويسيبها. 

علم عبد الرحمن انها تلاطف الجو فقرر هو الاخر المزاح معها و مجارتها في حديثها المبهج. 

ضيعتي هيبة بوده وربنا يا دبدوبتي سيب مراتك يا عم بيجاد يمكن تعمل زيها و تفرحك دلوقتي ودانا تقولك هاتجبلك توؤم وابنك يرجعلك انشاء الله. 

ابتسم له وتركها أخيرا ودعي له بكسرة قلب اب ملكوم

ربنا يخليهم ويحفظهم ليك يا صاحبي. 

اتجهو النساء و الفتيات بها للداخل وقبل ان تتركهم دانا تحدثت مع زوجها 

عدي اتصل بحد من المركز يقول للبنت بتاعت معمل التحاليل تيجي تسحب عينة ډم. 

عدي

تمام يا حبيبتي حاضر ذهبت هي خلفهم وامسك هاتفه وفعل ما طلبته منه. 

ثم جلس مع الرجال يستمع لما يرويه هذا البيجاد الذي على أنه مازال يحتفظ في جوعبته بالكثير من الأسرار. 

عاصي الكبير

احكلنا بقى يا ابني انا عايزك تطاع كل اللي جواك ومين الناس اللي خطڤو ابنك دول لان واضح من كلامك انك عارف عدوك كويس اوي 

وايه الاذى اللي سببته ليه عشان يحاول يأذيك بالطريقة دي. 

بيجاد 

هاتصدقني يا عمي لو قولتلك ان اللي عمل فيا كده هو صاحب عمري كانو بيقولو علينا زمان اخوات 

اللي عمري ما اذيته في حاجه بالعكس دا انا خرجته من خمسة وعشرين سنه سجن تأبيدة زي ما بيقولو واتحبس بدالهم خمس سنين بس. 

صاحب عمرك واتحبس! الله انا كده اتلخبط بص يا ابني انا حاسس من كلامك ده انك عايش في لغز كبير 

وانا بصراحه مابحبش احط ايدي او أشرك حد من ولادي في حاجه الا وانا راسي على الحوار كله فا رسينا يا ابني على الحوار بقى الله يرضى عليك. 

حاضر يا عمي انا هاحكي ليك على كل حاجه من زمان قوي من ساعة ما ابويا اټقتل على ايد عمي من وانا عندي عشر سنين لحد ما ابني اتخطف واللي خاطفه صاحبي اللي جاي دلوقتي بيساومني على مراته بداله

ظل يحكي ما بداخله لوقت طويل جدا الي ان اخرج كل مافي جعبته بدموع حاړقة تكسر اي راجل ذو شخصية قوية مثل بيجاد الألفي. 

كان الشباب متعاطفين معه جدا حتي صديقه

حاول

أن يهدئه ويشد من اذره 

وجلس عاصي الصغير وعدي وزين وحمزه ينظرون لبعضهم ويترقبون ردة فعل كبير العائله 

الذي هب وقف من علي مقعده بانفعال تبدل نظرت عينه من التعاطف معه الي الۏحشية واجتذبه ليوقفه أمامه پعنف 

واذا به يفاجئه بصفعه مدويه على وجهه جعلته يترنح في وقفته وسط نظرات الرجال المندهشة 

ابعده حمزه عنه ووقف عدي أمام بيجاد يثبته ويحاول تهدئة الموقف. 

واذا بالعاصي ېصرخ فيه معنفا اياه

وجاي بعد كل اللي انت عملته ده بتسأل نفسك انت في امتحان على طول ليهما هي واضحة زي الشمس اهيه يا متر بتتعاقب من ربنا على كل الذنوب اللي عملتها دي ولسه عايش في غفله لسه مش مستوعب اللي بيحصلك وبتسأل ليه دايما في امتحان

اتسببت في قتل مراتك الاولي واخوك ومۏت عمك بدم بارد وجاي تسأل عملت ايه في دنيتكظ

حتى مراتك التانية اللي انت ھتموت من الخۏف عليها ديظ انت اللي طمعت صاحبك فيها 

عرضك قصاد عنيه ورميتها ليه وجاي دلوقتي تقول خاېف عليها 

هاتولو مراته وخلوه يطلع بره بيتي اللي زي ده يشيل شيلته بنفسه ماحدش فيكم يتدخل في موضوعه سيبوه يروح يواجه مصيره بنفسه. 

ترجل من الغرفه مسرعا ومن خلفه زين يحاول إيقافه وهو يشير للأخر بالصمت والانتظار. 

بينما حاول حمزه ان يجلسه وتحدث معه بهدوء مطمئنا له. 

اقعد يا بيجاد ماتزعلش من عمك يا بني بس اعذرنا يعني انت كل اللي حاكيته في حكمكم انتو كامحامين يدينك مش يبرئك قصاد اي حد يسمع حكايتك.

بوجهه متهجم تشنج جسده في وقفته وكعادته هتف متعصبا. 

انا عارف الكلام ده كويس اوي ومتشكر ليكم جدا على ضيافتك لو سمحتم بس حد يناديلي مراتي من جوه عشان نمشي وكفاية لحد كده. 

لاء مش هاتمشي يا متر

قالها زين الذي عاد إليهم سريعا وهو يقف أمام الباب وهتف لبودا 

هاتو يا عبد الرحمن بابا لسه عايز يتكلم معاه بس المره دي لوحدهم فوق. 

اتجه اليه عبدالرحمن يحاول جذبه من ذراعه لكنه صاح وهو ثابتا في مكانه. 

بيجاد

لاء معلش كفايه اوي لحد كده انا خلصت الكلام اللي عندي ولازم امشي عشان أدبر اموري واقدر ارجع ابني بسرعة لحضني تاني. 

هتف يزن من وسط الشباب. 

اطلع معاه يا متر متخافش جدي أدام ندالك تاني يبقى هيساعدك وماتقلقش يابا كلنا معاك وفي ضهرك وايداينا هتبقى في ايديك لحد ما ابنك يرجع ليك تاني. 

ابتسم على كلامه واومئ له برأسه ثم صعد مع زين للأعلى ولكن هذه المره وقف منحني الرأس كاطفل صغير اذنب ويقف الان أمام ابيه ينتظر عقابه. 

عاصي 

واقف ليه اقعد! 

جلس أمامه متقبلا اي سؤال أو تعصب منه في صمت. 

عاصي 

انت شايفني غلطان لما ضربتك القلم ده 

بيجاد

يا ريت ابويا كان عايش وهو اللي ضړبني القلم ده من زمان يمكن مش كنت وصلت للي انا فيه ده دلوقتي. 

عاصي

انا كمان لما مديت ايدي عليك كانت ضربةاب بيحاول يفوق ابنه ويلحقه من الدوام اللي بيغرق نفسه فيها

تقدر تقولي انت فرقت ايه عن عمك او حتى عن المجرمين اللي بتتعامل معاهم. 

بيجاد

عمي!! انا اتظلمت كتير اوي منه كل اللي عملته معاه داه كان عشان ارجع حقي وحق اخويا منه. 

عاصي

بالتزوير وبسجنه ورميته في مرضه لحد ممات مش كده.

بيجاد

انت بتسألني وتحسبني على اللي عملته فيه! ماحدش بيشوف ليه اللي هو عمله فيا طب وقټله لابويا وغدره بأمي وبعدها غدره بيا دا كان عايز ېقتلني وبنته اللي اخدت الطلقه بدالي وماټت على أيدي دي الله الوكيل انا لولا انه وقع والمړض هده بعدها لكنت قټلته

بأديا في ساعتها. 

عاصي

وانت مين عشان تحاسب وتحاكم لاء وتنفذ الحكم كمان يابني كل اللي انت عايش فيه ده مش اكتر من تكفير عن ذنوبك حتى قتل اخوك علي ايد ابو مراتك ده بردو كان ذنب عليك انت. 

بيجاد

لاء انا حاولت احمي اخويا بكل الطرق حاولت امنعه وحبسته عشان ابعده عنها الله انا كنت خلاص هسفره بره لكن هو مش سمع كلامي و هرب من وريا. 

عاصي

وبعد ما ماټ عملت ايه اخدت بتارك من ابوها ماشي معاك ولو كنت مكانك ماكنتش هاعمل غير كده

لكن هي بقي!! تقدر تديني سبب واحد يخليك تعمل كده في

بنت حتى لو انت عارف انها هيا السبب في قتل اخوك بتاخد تارك من بنت ضعيفة لا حول لها ولا قوة. 

بيجاد

والله كان الڠضب عاميني وماكنتش عارف انا بفكر ازاي والتعبان ده هو اللي بخ السم في وداني بس لحقتها قبل ما يلمسها وبعتده عنها. 

عاصي 

واتجوزتها ڠصب عنها عشان تكمل اڼتقامك منها مش كده كنت بتفكر ازاي ساعتها فاكر انك بكده هتقدر ټنتقم لنفسك اهو ربنا وقعك في شړ أعمالك زرع حبها في قلبك وفي نفس الوقت حطك في الاختبار ده الله وقالك يلا حلها زي ما بتحلها كل مرة انتقم بقى من مراتك ورجع ابنك يا متر. 

بيجاد 

مش هاكدب عليك انا فعلا كنت ناوي اعمل كدهمن شهرين فاتوا وانتقم من ساره بس من ساعة ما هربت من البيت حسيت ان قلبي وجعني عليهاكنت عامل زي المچنون 

قلبت عليها الدنيا حسيت فاجئة انيبفقد روحي لحد ما لقيتها راجعه ليا لوحدها ساعتها بس عرفت اني بحبها وماقدرش استغني عنها ابدا. 

هدئت الأوضاع أخيرا بينه وبين العاصي الكبير ترجلو للأسفل إليهم وجلسو معهم ليبدء هو سؤاله عنها. 

بيجاد 

هي فين ساره ممكن حد يناديها الوقت اتأخر وانا سهرتكم معايا ولازم نمشي بقى دلوقتي. 

ليزمجر كبير العائله ويلقى عليه أمرا لا ردع فيه. 

عاصي

تمشو تروحو فين! اقعد يا زفت مش هاتمشي انت ومراتك من هنا غير وانت واخد ابنك في ايدك بأمر الله. 

ضحك الجميع على حديث كبيرهم ووضع عبد الرحمن يده على كتف صديقه بمرح وكأنه يعطيه ثق عضوية عائلة العاصي 

ابسط يا عم ابويا كده يبقى رضي عنك وبيقيت واحد من العيلة. 

بدوره ابتسم له ابتسامة صغيرة وهتف

ربنا يباركلك فيه ويخليه ليكم بجد يا ريتني واحد من العيله الحلوه دي. 

ليمرح معه العم حمزه ايضا

طب ما انت فعلا بقيت مننا يا متر انت دلوقتي بقيت ابننا زيك زي اي واحد من الب….. دول.

جميعا ونفض يونس كف يده وهو يضحك

لاااه دا كده بقى انت بقيت واحد من العيله واخدت اللقب كمان يامتر

ليتوجه عاصي بالسؤال ليونس وكأنه يريد أن يرى رد فعل هذا البيجاد 

مش عاجبك ولا ايه يا حضرة الظابط! 

تفاجئ بيجاد برده والټفت الي هذا الصغير متسائلا

ظابط! 

ليرد عليه هذه المره والده زين ويقوم بتعريف على الشباب

اه يونس وياسين دول يبقو الاتنين ولادي يا بيجاد والاتنين في كلية الشرطه اما بقى يزن فهو ابن عمي الدكتور عدي الصغير ده ويبقى في كلية الهندسه. 

رد يزن بتهجم

إجباري وربنا دخلتها ڠصب عني نظرا لأمر لن يرد من العم الكبير العاصي فضالي.

ضحك العاصي على مشاغبة قرينه وبكل هدوء زجره. 

عاصي

اتلم يا واد انت ما هو كان لازم حد من الشباب يكمل المسيره يا اخويا ويمسك الشركه مع عاصي الصغير. 

وهنا تدخل بيجاد

ربنا يبارك فيكم كلكم بس معلش احنا لازم نمشي الوقت اتأخر وكده كده احنا حاجزين في فندق. 

ليأمر عاصي الكبير بجدية

مافيش الكلام ده

خلاص بقى يا بيجاد دا انت حتى من بلد الكرم كله عايز تطلعنا احنا بخلا معاك ليه بقي! 

نفي بيجاد سريعا

معاذ الله دانتو اهل الكرم كله خلاص اللي تشوفه يا عمي.

ليتخلي ياسين الجالس معهم في هدوء تام عن صمته و يردف بريبه في امره

شايفك اټخضيت كده لما سمعت كلمة ظابط هو انت مابلغتش الشرطه ولا ايه يا متر 

نظر له بيجاد وعلم ان هذا الشاب جاد في طباعه غير هذاين الشيابين اللذان اخذ عنه طابع المرح واجابه بجدية وتعصب

لاء يا حضرة الظابط انا مابلغتش الشرطه. 

ليسأله ياسين وهو ينظر إلى جده وابيه

طب ليه عايز ترجع ابنك وتاخد حقك بأيدك ولا ناوي ټقتل عدوك وجاي وفاكرنا هنتستر عليك! 

ياسييين. 

نبرة صوت جده افزعته ولكنه أصر على تكملة حديثه

انا ماقولتش حاجه غلط عشان تسكتني يا جدي انا بفكر مع المتر بيجاد باشا الألفي بصوت عالي ما هو لازم يوضح لنا نيته بردو عشان نبقى كلنا على نور. 

القول هذا الشاب لقد علم نوياه دون الحديث معه ليتخذ القرار ويفسح لهم عما بداخله. 

بيجاد 

معاك حق طبعا انتو لازم تعرفو نيتي وانا فعلا مابلغتش لاني ناوي اقتله بأيدي 

ثم اخرج سلاحھ من جانبه ووضعه أمامهم على الطاوله الصغيرة الموضوعه في المنتصف. 

ليستمع الي صوت حبيبته تناديه بوهن وتدلف عليهم من الخارج تستند على ذراع تيا من جهه وليا من الجهه الاخري ومن خلفها الفتيات. 

أخذها من بين ايدهم وضمھا اليه مستفهما.

كنتي فين يا سارة

الفصل التاسع عشر

احنت سارة رأسها ارضا حتى تداري خجلها من نظرات الجميع وقررت ان تتخلى عنهم وتتقدم خطوتان للأمام لتقف بين يديه منتظرة ان يلقى عليها سؤاله. 

بيجاد

مش قولتلك اوعي تروحي في حته من غير ما اعرف 

تقدمت منهم تيا وربتت على كتفها من الخلف لتطمئنه مردفة

ماتخفش عليها الدكتوره دانا كانت بتعملها اشاعه علشان تطمن عليها وعلى البيبي الف مبروك مراتك حامل في سبع اسابيع بالظبط. 

نظرة عينه كانت تحتضن وجهها بالكامل رأت الحب في عينه ولكنها همست له پخوف حين لمحت انطفاء فرحته سريعا. 

ساره

هتحافظ علينا وترجع لينا يامن تاني مش كده يا بيجاد. 

ضم وجهها بين راحتي يده وقبل جبينها ثم جذبها امام مرئ الجميع وأغلق عليها داخل ذراعيه وهتف بتحدي وصوت افزع الفتايات. 

ورحمة ابويا لاقتله وانتي ويامن هتكونو في امان حتى لو بعد كده هيبقى فيها موتى. 

وهتعمل ايه هي بالأمان ده بعد موتك! وانت هتبقي سايب ليها عيلين. 

هتف بها عاصي الكبير وهو يامر الفتايات بعد ان لمح نظرة خوفهم من هذا الضيف المرعب بأن يأخذوها حتى ترتاح بالغرفه التي خصصوها لهم. 

يلا يا بنات خدو البنت الجميله دي وخلوها ترتاح شويه لحد ما نخلص كلامنا وجوزها يبقى يدخل يرتاح هو كمان يمكن يهدي ويبطل عصبية. 

اطاعو امر جدهم واخذوها معهم للداخل ثم جلس هو مره اخرى كا من يجلس على فوهة بركان على وشك الانفجارليهتف زين

بص يا متر في مثل بيقولك ايه اخد الحق حرفه 

فايا ريت بلاش تستهين بخصمك وماتفتكرش انك بكمية الحرس بتوعك دول وفتحة صدرك دي 

انك اول ما تيجي تقولنا تعالو عرفوني طريق العيال دي هانجري نشاورلك عليهم 

ونقولك اهم قصاد عينك روح بقى منك ليهم واتعامل معاهم 

عايز تاخد حقك ومالو هانساعدك ونقف معاك بس كمان كله لازم يبقى بالقانون احنا مش عصابة ولا عيلة اي كلام عشان نطاوعك في اللي انت عايز تعمله ده. 

ضحك عاصي بسخريه وعرف بيجاد على زين بحاجب مرفوع. 

ههههه نسيت اقولك يا متر زين ده يبقى ابني الكبير بالتبني طبعا عشان بس دماغك ماتوهش مني وهو يبقي جوز بنتي تيا وعلي فكرة هو عقيد في الحربيه وابوه الحقيقي يبقى اللواء احمد السيوفي

لواء في الأمن الوطني تسمع عنه يا متر. 

ابتسم لصديقه ومزح معهم وكأنه من معتادي الاجرام. 

بيجاد

كمان دانت لو قاصد تسلمني مش هاتخليني اجي برجليا لحد هنا وتعرفني على العيله دي يا عبد الرحمن. 

ضحك الجميع لكن فجاءه انقطعت تلك الضحكات وتسمرت عيونهم عليه حين رأو تغير تعبيرات وجهه عندما رن هاتفه برقم غريب انتصب في وقفته و امسك الهاتف ناظرا اليه بريبة. 

ليردف عاصي 

هو ده مش كده 

بيجاد

مش عارف والله ده رقم غريب اول مره يتصل عليا. 

تفاجئ بالأخر يشير اليه ويعطي له بعض التعليمات. 

زين

افتح السبيكر يا بيجاد وماتنساش تسجل المكالمه. 

فعل مثل ما طلب منه وصمت تام عم المكان ليستمعو لما يدور في هذه المكالمة. 

بيجاد

الو 

حسن

اهلا بصاحبي وشق الشقايق عامل ايه يا حبيبي واحشني يا راجل. 

بيجاد 

تاخد كام وترجع الواد يا حسن خلينا نحلها ودي انا لسه باقي على العيش والملح اللي بيني وبينك ومش عايز اندمك على اللي فاضل في عمرك واخسرك شبابك وانت عارف اني اقدر اعمل ده كويس اوي. 

حسن من حديثه قائلا

لا أنت ولا بلدك كلها وطلبي انت عارفه كويس اوي تطلق ساره وتسلمهالي اسلمك ابنك! مش هتعمل كده يبقى هسلمو ليك بردو بس حته حته. 

كاد ان يتعصب عليه لكن زين أشار له مره اخري بأن يحاول التماسك ويكمل المكالمه بهدوء. 

بيجاد 

إياك تلمس شعره

من رأس الواد صدقني هاندمك على الباقي من عمرك الجاي يا حسن. 

حسن 

تصدق عيب عليك ياض يامن ده حبيبي دا الغالي ابن الغالي طب دانت حتى لما هاتيجي تاخده وانت جايبلي سارة طبعا ممكن مش يرضى يرجع معاك وسيبني. 

ليردف بيجاد پغضب

عايز اسمع صوت الواد. 

قابله حسن باستفزاز

طب ما تسمعني صوت البت الأول تصدق وحشتني ياض. 

لم يتمالك نفسه اكثر من ذلك و صړخ بعلو صوته قبل أن يأخذ زين الهاتف من يده ويغلقه. 

بيجاد

اه يا بن ال………… يا…….. هاقتلك يا حسن هاخد روحك بأديا دول واقټلك. 

كاد الشباب ان يقتربو منه حتى يحاولو تهدئته لكنه نفض يدهم والټفت الي الجدار يضرب جبينه به بقوه ليجرو عليه الشباب ويجبره على التراجع وتهدئته وأخيرا ما اجلسوه بجانب جدهم الذي ضمھ بحنان الاب 

ونظر إليهم نظرة يعرفو معناها جميعا. 

عاصي موجها كلامه الي زين وعدي وعاصي الصغير وأيضا عبدالرحمن صديقه 

يلا كل واحد فيكم ياخد ولاده ويطلع على شقته وانت يا زين اتصل على ابوك وعرفه الموضوع عشان يبقى معانا في الصوره 

ويلا كله يروح ينام عايز الشقه دي فاضيه لبيجاد ومراته ونادو البنات واطلعو على فوق كلكم يلااا. 

اومئ الجميع له وتركوهم بمفردهم وذهبو في طاعة مقدرين هذا الموقف الصعب

ليهمس عاصي له وهو يربت على ظهره 

ابكي يا ابني خرج كل شحنة الڠضب اللي جواك دي وابكي مش عايزك تكتم حزنك. 

قول ورايا يا بيجاد

اللهم انا نعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال 

بكى كثيرا داخل ذراعيه حتى هدئ قليلا وردد خلفه بحزن جم دعائه ثم تمالك نفسه وفرك وجهه بقوة. 

ليتسائل عاصي 

ها بقيت احسن شوية وارتحت 

بيجاد

مش هارتاح ولا هاشوف الراحه غير وابني في حضڼي ودم حسن غاسل بيه ايدي. 

اومئ عاصي له برأسه مؤكدا له انه يوافقه رأيه وسيدعمه هو وعائلته هايحصل بس دلوقتي لازم تدخل لمراتك خدها في حضنك وطمنها وارتاح شويه وبكره الصبح انشاء الله يحلها الف حلال. 

اما عند الشباب فبعد ان استمعو جميعهم لأمر جدهم تتبعو عمهم العاصي الصغير وصعدو معه إلى سطح المنزل وجلسو حوله في شبه دائرة مغلقه عليهم. 

ليبدئ هو الحديث متسائلا. 

عاصي

حد فيكم عنده شك أن بيجاد ده مظلوم

نفو جميعا برؤسوهم ما يقوله ليردف عبد الرحمن 

انا ماعنديش شك في كلامه يا عاصي بس كمان انا حاسس انه يستاهل اللي بيحصل دا و مع انه صاحبي بس مش عارف ليه مش متعاطف معاه. 

وهنا شاركهم يونس الحديث

صاحبك ازاي بس يا بودا وانت ماتعرفش اي حاجه عن ماضيه المهيب ده الا عمرك حتى ما جبيت لينا سيرته وحكيت لينا عنه ولو بالغلط حتي. 

لكزه ياسين في كتفه ليفكره بحديثه صباحا

هو خالك مش قالك يا غبي الصبح انه مايعرفش حاجه عنه

بقالو عشر سنين. 

وكالعاده تفاقم الأمر بين الثنائي الھمجي وبدؤو شجارهم حيث رد يونس ضړبة ياسين الخفيفة بأخرى أقوى منها وهو يجهر بصوته. 

هو مين ده اللي غبي يا حيوان انت ايدك دي انا هقطعها ليك لو اتمدت عليا تاني مفهوم. 

وكأنهم طفلان صغيران يتشبكان على اتفه الأسباب وقف العاصي بينهم يفك تشابكهم ويزجر تفاهتم بشده. 

ايه يلا انت وهو الهبل اللي انتو فيه ده احنا في ايه ولا في ايه ما تكبرو بقى بدل ما وربنا ايدي تعلم على وش كل واحد فيكم.

ليلتفت الي يزن الذي يجلس وحده صامتا تماما ويوجه اليه الحديث

بتفكر في ايه يا يزن 

انتبه إلى عمه وهمس بصوت مسموع

بفكر في الواد الصغير يا عمي عارف انا مايهمنش اذا كان ابوه صح ولا غلط بس كل اللي

يهمني الواد دلوقتي وازاي نقدر نوصله. 

اتكئ عاصي على كتفه وجلس بجانبه ليسأله مؤكدا عليه

قصدك ايه انت في حاجه دايرة جوه دماغك ياض انت انطق على طول وقول بتفكر في ايه. 

قصدي ان الواد راح لحسن ده بمزاجه وشكله كمان مبسوط عنده و الا ماكنش هيقول لبيجاد الكلام اللي كلنا سمعناه وانه ممكن يخليه مايرضاش يرجع معاه تاني. 

جلس بودا بجانبه من الجهه الاخري وهتف

تعرف ياض يا يزن انا شخصيا ماستبعدهاش اصل بيجاد ده كان طول فترة الكلية قلبه جامد كده وممكن قوي يكون مابيعرفش يتعامل مع الأطفال. 

نفض ياسين قميصه وجلس هو الاخر بجانبهم مشيحا وجهه عن اخيه

بس دا مش مبرر يا خالي مش معنى انه قلبه جامد انه هيكره ابنه أو نستنتج انه كان بيعامله بطريقه وحشه عشان كده الولد فضل انه يمشي مع اللي اسمه حسن ده. 

ربت العاصي على فخذه بضربه خفيفة وهتف

انا مايهمنيش كل الكلام ده دلوقتي اللي يهمني اني اعرف اربط الأمور ببعضها واوصل للواد ده النهاردة قبل بكره ها يا يزن هتقدر توصل لحاجة. 

يا عمي انا هانزل دلوقتي اعسعس في المنطقة ولو وصلت لحاجه هاديك الو.

وقف أمامهم مستعدا للرحيل ليوقفه عمه بمسك معصمه. 

عاصي

خلي بالك من نفسك ياض تعرف المعلومه من بعيد وماتدخلش نفسك في حوارت احنا في غنى عنها.

اطمن بس اوعو حد فيكم يقول حاجه للدكتور عدي! ابويا لو شم خبر هايشلوحني. 

ليردف بودا بمرح

ههههههئ ابوك مين اللي انت خاېف منه خاف من جدك عاصي يا حمار دا هايشلوحنا كلنا. 

جري يزن على الدرج بخفه وهو يضحك وهم يقفون من خلفه يتلصصون في الأعلى وينتظرون صعود الجد الي شقته. 

دق باب الغرفه بهدوء ولم يفتحه الا حين استمع الي صوت زوجته غمزه الجالسه بجوارها على الفراش تحاول أن تهدئ من روعتها. 

لتجيبه غمزه من الداخل 

ايوه حاضر يا عاصي ثانيه واحده. 

فتحت له الباب وتقدمت للخارج معطيه لضيفهم مساحه للدخول. 

عاصي 

لسه في حد من البنات جوه يا غمزه ولا المولد انفض وسمعو الكلام. 

ابتسمت غمزه على حديث زوجها الساخر

هههه لاء اطمن يا حبيبي كل واحده راحت علي شقتها ببناتها زي ما أمرت تمام. 

عاصي

طب والبنوته الحلوه اللي مستخبية جوه دي عامله ايه دلوقتي للأسف مالحقتش اقعد معاها واعاكسها بمزاج. 

غمزه

هههههه كده هاتخلي جوزها يغير عليها منك خد بالك يا بيجاد يا ابني ده بيعاكس البنات الحلوه. 

ليهمس بيجاد بأمتنان له

دا احن اب وكبير عيله بجد وانا افتخر اني اتعرفت عليه وقعدت في بيته والله. 

عاصي 

طب يلا يلا بلاش كلام كتير يلا يا غمزه احنا كمان عشان نطلع نرتاح احسن الواد ده تعبني اوي النهارده. 

غمزه 

ههههههه يلا يا حبيبي بالحق يا بيجاد انا واختي غزل حضرنا ليكم العشا على السفرة 

اوعي تدخل تنام من غير ما تتعشى وتأكل مراتك احسن دي حامل يا حبيبي وضعيفة وقلة الاكل والزعل ده غلط عليها. 

بحزن

متشكر اوي تعبتو نفسكم والله هو مين ليه نفس ياكل بس. 

لاء انت كده هاتزعلني منك مش معنى انك حزين على ابنك الكبير اللي انشاء الله ربنا هايرجعو ليك بالسلامه انك تضيع من ايدك ابنك اللي لسه مجاش على وش الدنيا لازم تحافظ عليهم هما الاتنين يا ابني. 

وهنا تدخل العاصي في الحديث مطمئنا له

ادخل لمراتك يا ابني واعتبر الشقه دي شقتكم وبكره انشاء الله مش هيعدي الا وابنك في حضنك. 

اومئ له برأسه وترجلو سويا للخارج وأغلق الباب من خلفهم واتجه الي زوجته 

صعد الدرج معها وهو ينظر للأعلى ليلمح طيفهم ويعلم انهم

مختبئون جميعا فوق سطح المنزل ليبتسم ويهمس بداخله. 

العاصي

عارف انكم مش هاتجيبوها البر يا ولاد ال……. العاصي. 

فتحت غمزه الباب ونظرت له بريبة في أمره متحدثة

بتقول حاجه يا عاصي.

لاء يا حبيبتي مابقولش ادخلي انتي اطمني على البنات وانا هاقفل الباب وهاكلم احمد في التليفون واجيلك. 

ماشي يا حبيبي مستنياك. 

اغلق الباب بهدوء ووقف خلفه ينظر من تلك العين المجوفه بداخله للخارج ليراهم يتسربون واحد يتلو الاخر للأسفل

وبعدها جلس علي المقعد ليجري اتصاله على صديقه اللدود كما يسميه

الو ايوه يا سيادة اللواء ازيك يا أحمد باشا.

احمد معنفا له

يا ابني انت مش هتكبر بقى وتبطل مصايب شويه 

عاصي 

والله يا اخويا المصاېب هي اللي بتتحدف عليا وانا في مكاني مابتحركش. 

احمد 

ويا تري المصېبه المره دي ناوي تحلها منغير ماتدخل العيال فيها ولا كالعاده الحكومه هتيجي متأخره ونبقى اخر من يعلم 

عاصي 

كده يبقى زين حكالك وشكلك كده ناوي تيجي متأخر فعلا لان العيال تقريبا اتحركو. 

احمد بفزع

ينهار ابوك الله يرحمه اسود يا عاصي انت اكيد اټجننت الحق العيال يا بني آدم وماتعملش حاجه لحد ما اجيلك. 

بتصنع الخۏف

بقولك اتحركو يا احمد خلوني طلعت الشقه ولقتهم كلهم جريو برا البيت هاجري وراهم ازاي وانا راجل كبير كده انا خلاص صحتي مابقتش مسعداني عليهم تعالي اتصرف انت بقى معاهم. 

احمد باندفاع 

اقسم بالله لو حد من احفادي جراله حاجه لاكون….. 

اغلق هذا الجد المشاغب الهاتف بوجهه وهو يضحك ويسخر منه. 

عاصي

أحفاد مين يا ابو أحفاد دول كلهم ولاد العاصي وبس. 

ثم اتجه الي غرفة ابنته التي كانت تجلس بداخلها هي وزوجها فتح بابها عنوه ليجد زوجها يجلسها على قدمه يحاول استعطافها وفض الخصومه بينهم 

ولكنهم انفزعو أثر فتحه الباب بهذه الطريقة وانتفضت تيا عنه بخجل من ابيها وتحشرج صوته هو الاخر وهو يسأله ببلاهه. 

زين

في ايه هو في حاجه حصلت تاني يا بوب 

عاصي 

تعاللي يا نحنوح اطلعلي يا اخويا على بره اطلع… 

اما عندهم بعد أن دلف إليها وجدها جالسه على الفراش حزينه جلس بالقرب منها يحاول إزالة تلك الرهبه من قلبها والمتملكة منها بشده. 

بيجاد

خلاص يا ساره هانت بكره انشاء الله يامن هيبقى في حضننا. 

تكورت بين ذراعيه پخوف وهمست

انا هاجي معاك وانت رايح تجيبه. 

لاء مش هاخدك معايا انا هنا هبقي مطمن عليكي. 

لاء يا بيجاد انا هاجي معاك عشان يرضى يسيب لنا يامن وانت اكيد بردو مش هترضي تسيبني ليه. 

ولا هاخليه يلمح طيفك حتى وابني هارجعه ليكي عشان تضميه لحضنك وتعرفيه بوجود اخته او اخوه اللي جاي يا حبيبتي. 

استعدوا للتمدد على الفراش ولكنه استمع بنقر خفيف على الباب الرئيسي للشقه

فاعتدل من رقدته ليري من القادم اليه.

الفصل العشرون

فتح الباب برفق ليستقبل الزائر الذي يدق بابه بهذا الوقت ليري صديقه يتقدم أبن عمه ويقف بفتحة الباب. 

فسأله بعدم فهم. 

بيجاد 

خير يا عبد الراحمن في حاجه حصلت 

صبر بوده واذا به ينهره

ايه يا بيجاد مش سامع كل الخبط ده مش معقول تكون لحقت تنام يا أخي 

زجه عاصي الصغير للداخل وهو يهمس پغضب

انت لسه هاتسأله نام ولا لاء ادخلو جوه يا اخويا واسأله براحتك لابوك يقفشنا. 

ضم بيجاد حاجبيه مستنكرا كلام هذا العم الصغير

يقفشكو اذاي يعني ده طلع ينام من شويه متخافوش مش هايشوفكو. 

ضحك يونس المشاكس الصغير وهو يغلق الباب بهدوء

ههههههه جدي العاصي بيشوفنا واحد واحد حتى لو نايمين في سرايرنا يا متر. 

جري بيجاد يغلق باب الغرفه على زوجته وهو مرتاب في الأمر وتعلقت عينه بسقف الشقه يتفحصه جيدا يتسائل بوجه غاضب 

ابوك حاطط جوه الشقق كاميرات ولا ايه عبد الرحمن 

ضحك بوده على تفكير صديقه 

هههههههههه لاء يا اخي ماتخافش كده هو قصده يقولك انه لازم يطمن علينا كلنا قبل ما ينام بس. 

تنفس بيجاد الصعداء وجلس براحه وأشار لهم أيضا بالجلوس

اه قولتي طب خير رجعتو تاني ليه في حاجة جديدة ظهرت 

وهنا تدخل ياسين بجدية

الله انت مش قولت انك عارف مكان العيال اللي خاطفين ابنك دول 

بيجاد

اه اعرفه اصلي كنت جيت هنا مره زمان انا والزفت حسن قبل ما ادخل الكليه. 

بوده

ياه يعني قول من بتاع ١٢ سنه كده صح يا بيجاد 

بيجاد

تقريبا وممكن اكتر كمان انا فاكر ان ساعتها كنا لسه خارجين من الملجأ. 

ليصيح عاصي الصغير

انت بتهرج يا ابا دي الدنيا بتتغير من سنه للتانيه والجماليه مش اوضه وصاله دا حي كبير وفي كل يوم بيوت بتتهد ويطلع مكانها أبراج عالية وشوارع بتتغير ملامحها ويتبني وسطها كباري ويتحفر فيها أنفاق. 

بيجاد

بس برغم كده هي لسه زي ماهي يا باشمهندس اومال انا عرفت اوصل ازاي لحد هنا. 

كاد ياسين ان يستشاط غيظا من ما يناديه بالعم الصغير

خلاص بقى يا عمي عاصي بالله عليك ماتحبطنا خلينا نخلص بقى. 

بص يا متر انا عايزك تقولنا على اسامي العيال دي واحد واحد واي اماره فاكرها عن الشارع او المنطقه بتاعتهم

وليك علينا مش هتنام الليله الا واحنا جايبين ليك ارارهم واحتمال نجبلك الواد كمان. 

بيجاد

كده يبقى لازم اكون معاكم خطوه بخطوه 

ياسين استنى بس معانا فين احنا لسه هانتصل بيزن ونشوفه وصل لحد فين ونعرفه المعلومات اللي عندك و بعدها نبدء نتحرك. 

وقف بيجاد من علي مقعده عازم النيه على الخروج معهم

لاء هاكون معاكم خطوه بخطوه وتوصلوني انتو بس ليه وانا الله الوكيل لكون واخد روحه بأيدي ومرجع ابني بنفسي. 

ليصيح بوده بفزع لأ بقولك ايه اهدي كده ربنا يرضى عليك يا صاحبي انت مش هتتحرك من هنا غير الصبح 

ابويا لو حس بحاجه غير طبيعيه بتحصل في البيت ده 

هايهدو علينا كلنا وانت يا جيمس بوند انت كمان! انت توصل ليزن الكلام وهو يوصل بس للمنطقه من بعيد ويعرفلنا مدخلها

ومخارجها و عالله تقربو من البيت مفهوم يا يا ياسين. 

ياسين بجمود 

ماشي يا خالو بس ماتزعقش كده يا اخي انا بكلم يزن اهو اخلصو بقى وشوفوه فاكر ايه في المنطقه دي. 

عاصي الصغير 

وانت بعد اللي قولته ده مين هايسيبو يروح لوحده يلا قوله على كل حاجه تعرفها يا بيجاد وانا هاروح معاه ونحصل يزن. 

وقف بيجاد يفكر بهدوء ثم هتف

صدقوني مش هاعرف اوصف حاجه كده لازم اكون معاكم انا اكيد مش حافظ اسامي الشوارع هنا يعني. 

عاصي مؤكدا عليه 

بس مش هاتعمل حاجه لوحدك حتى

رجالتك مش هانخدهم معانا احنا هنا كلنا ايد واحدة يا بيجاد ومحادش بيتصرف من دماغه. 

بيجاد

تمام بس في حاجه

تاني معلش هازعجكم معايا اكتر! 

بوده

خير في ايه 

بيجاد 

يا ريت بس واحده من البنات تيجي تقعد مع سارة لحد ما أرجع ليها من بره. 

بوده مبتسما له

تمام نجيبلها فاطمه تقعد معاها وتسليها بالعيلين وهي تتدرب فيهم شوية. 

غادر زوجها معهم وتركها مع هؤلاء الفتيات الجميلات جلسن سويا معها مجتمعين بجانبها على الفراش تجوارها ليان من اليمين ولينا من اليسار بينما تجلس في مؤخرة الفراش فاطمه التي تحمل وليدها حمزة على قدمها وتعطي اوامرها لغمزه الصغيرة التي تحصد الغرفة ذهابا وايابا تحاول أن تسكت ذلك العنيد الصغير عاصي وتهدهد فيه. 

غمزة

اوف بقى يا طمطم انا تعبت من ابنك ده هو ليه مش راضي يسكت. 

طمطم

شليه عدل وحطيله التيتنة في بؤه وهو يسكت دا انتي هتبقي مامي نيلة اوي يا بت يا غمزة والله. 

لترد عليها غمزة بغرور

هأو انا ياختي مش عايزة ابقى مامي دلوقتي انا هادخل كلية اعلام وابقي مذيعة قد الدنيا. 

لترد عليها طمطم وهي تحاول أن تشرك تلك الحزينة معهم في الحديث. 

اتنيلي يا اختي كان غيرك اشطر ما انا قدامك اهو محاسبة قد الدنيا بشهادة ابويا وعمي وقدامكم كلكم مسميني نابغة المحاسبين في الشركة ومع ذلك اخرتي بقيت ايه مامي للفسلين دول ايه رأيك فيهم يا سارة. 

مدت سارة يدها لغمزة التي كانت تناولها الطفل وأخذته منها

دول احسن حاجه في الدنيا والله ياغمزة ربنا يخليهم ليكي يا طمطم ثم تنهدت بحزن واردفت

تعرفو اني كنت في كلية الطب وبيجاد قعدني ورفض اني احضر الامتحانات! 

شهقة جماعية استمعتها منهن لتهمس ليان ذات الشخصية القوية وهتفت

انتي ازاي توافقي على حاجة زي دي وايه اللي وقعك في الجوازة دي من أصله

ألتفت إليها بنظرة غائرة وهمست بدموع ملئت عيناها

عشان ابويا مش كان ظابط او شغلته تشرف بنته زيكم كده يا ليان! 

الجميلة الهادئة لينا

ليه بتقولي كده هو باباكي كان بيشتغل ايه يا سارة. 

ابتسامة ساخرة ارتسمت على ثغرها وشملتهم جميعا بنظرة مبهمة واردفت

ابويا كان تاجر مخډرات! 

علت شفاها العلويه بعلامة الاستنكار من نظراتهم لها واكملت

مالكم! انتم مش مصدقيني انا كمان مش كنت مصدقة انه بيتاجر في المخډرات مع ان كل الناس كانت عارفه وزياد كمان كان عارف وياما قالهالي بس انا مش صدقت كلامه لحد ما ابويا غدر بيه وقټله قصاد عيني وبعدها اخدني وقيدني بسلاسل حديد وحباسني عارفين ابويا حبسني فين 

هتفو جميعا في صوت واحد

فين يا سارة 

في المخزن اللي بيخبي فيه المخډرات بتاعته لحد ما جيه بيجاد وانتقم لأخوه مني ومن ابويا. 

تعاطفت لينا معها وبكت من أجلها بينما زجرتها ليان وهتفت

فعلا عيلة ماتشرفش. 

لكزتها غمزة في كتفها مجتذبة نظرة سارة إليها

يعني بيجاد انتقم من ابوكي ومنك واتجوزك ڠصب عنكو كمان منعك من انك تكملي تعليمك ومع ذلك حبتيه يا سارة طب ازاي بعد كل العڈاب ده تحبيه! 

صدقيني لو كان اي حد جيه وقالي في يوم اني ممكن احب بيجاد لا كنت صړخت في وشه وقولت عليه مچنون لحد اليوم اللى هربت فيه من الڨيلا في اليوم ده بس انا اتأكدت اني مش بس بحبه لاء دانا ماسواش اي حاجه في الدنيا دي من غير بيجاد الألفي. 

كففت لينا دموعها بظهر يدها مقاطعة لها

ياه للدرجة دي حبتيه مع انه بصراحة شكله شرير كده ومايتحبش بسهوله يعني!

ابتسمت على كلام تلك الصغيرة الهادئة وملست بيدها على شعرها

شكله شرير اه وفعلا انا ماحبتهوش

بسهولة بس دلوقتي صدقيني انا ماقدرش استغني عنه وخاېفة عليه هو يامن اوي. 

انتي يا اما سلبية اوي يا اما فعلا حبتيه اوي. 

قالتها ليان وهي تمسك هاتفها لتجري اتصالا لتلقي عليها طمطم بسؤال اخر

بتكلمي مين يا ليان في الوقت ده 

اكلم يزن او اي حد منهم عشان نعرف وصلوا لايه ونطمن عليهم بس مش بيرد عليا. 

لتردها غمزة غمزة قائلة

اقفلي يا ليان اقفلي كنت يزن مش هيرد عليكي يونس لسة باعتلي رسالة دلوقتي على الواتس وقالي ان جدو عاصي وعمو زين

لحقوهم وبابي معاهم كمان وبيقول انهم اتقابلو مع حد من العصابة دي ربنا يرجعهم كلهم بالسلامة بقى. 

رمقتها لينا بنظرة غيرة وهتفت سارة

يعني لقو يامن طب قالك بيجاد كويس والنبي اسأليه وطمنيني 

اهدي يا حبيبتي واطمني انشاءالله خير. 

وقف امام المنزل يشاهد تألفهم وتضامنهم بجانب بعضهم الكبير يشمل الصغير بحبه وخوفه عليه والصغير برغم حماسه الزائد الا انه ينصاع لكلامه بكل طاعه واحترام. 

ومع رمشة عينه انفلتت دمعه ألم على فقدانه لهذا الجو العائلي لقد حرم من ابيه وأخيه والان هل يفقد ابنه ام يفقد زوجته وجنينه. 

افاقه من شروده الرفيقين الصغيرين الذين انضموا لباقي الفريق يونس وياسين وضعين كفوف ايديهم على كتفيه برويه. 

ياسين 

مالك يا عم قالبها محزنه كده ليه. 

يونس 

ارمي حمولك على الله وعلينا يا متر واتفرج على ملحمه من ملاحم ولاد العاصي هههههه. 

بيجاد بأقتناع بتمسكهم بكتفيه

ناهو بالمسكه دي اقتنعت انكم ظباط بجد ناوين تيجو معانا وانتو قابضين عليا كده ولا ايه!

ليرد يزن الذي عاد وانضم إليهم. 

طبعا جاين اومال فاكرهم هينامو في حضڼ ماما ثم جهر بصوته للجميع لكي يتحركو يلااا اركبو خلونا نتحرك بسرعة. 

تحركو جميعا بسيارتان فقط 

لكنه امسك هاتفه وهو جالس على مقعده بجانب يزن الذي كان يقود السيارة منتظرا منه أي اشاره 

وارسل رساله لرجاله بالتحرك خلفه من بعيد بدء يستعيد ذاكرته ويشير له ان يسير بهدوء 

ومر عليهم وقت طويل الي ان ضم حاجبيه الكثيفين وامسك يده فجاءه

هنا شوية يا يزن لو سمحت. 

يزن بتفكير 

هنا هو البيت هنا 

بيجاد

تقريبا بس سيبني انزل وافتكر اكتر

لكنه لم يمهله الوقت للتفكير وأدار محرك السياره مره اخرى وهتف

لاء مش هينفع نقف هنا 

ثم تحرك سريعا دون أن يستمع اليه

لېصرخ بيجاد

اتحركت تاني ليه استنى نزلني 

وضع عاصي يده على كتفه يحاول تهدئتها ليعرف لماذا تصرف يزن هكذا!

عاصي الصغير 

استنى بس يا بيجاد وانت يا يزن ماوقفتش ليهزي ما قالك. 

يزن 

دي منطقة لابش يا عمي والشارع كله دواليب مخډرات واحنا لو نزلنا يبقى بنسلمهم نفسنا بأيدينا. 

بيجاد پغضب

وانا مش خاېف لو انتو في خايفين ارجعوا انتو وسيبوني انا ارجع ابني. 

بوده بتعقل

الله يكرم اصلك يا متر بقى بعد دا كله بتطلعنا خاوفين ماشي يا عم الله يسامحك. 

أوقف يزن السياره وأشار لرفاقه ان يتوقفو وترجل من علي مقعده للخارج وهو يوجه الحديث لبيجاد. 

يزن 

اهدي علينا يا ابا ربك قال اعقلها وتوكل وقالك ايه كمان ولا تلقو بأيدكم في التهلكة ثم اكمل وهو يرى اقتراب سيارات رجاله متعجبا! 

الله دانت بتلعب من ورانا اهو ومصمم على الشړ. 

فتح بيجاد بابه پعنف تاركا سيارتهم متجها نحو سيارة رجاله. 

بيجاد

اه مصمم اني ارجع ابني واخد حقه وحق مراتي من المچرم ده بأيدي بالخير بقى ولا بالشړ مش مهم. 

مش هاتلحق!! 

تفاجئ بالمعاصي الكبير هذا الجد الذي يتمتع بقوة الشباب وهو يترجل من إحدى سيارات الحرس و معه زوج ابنته زين! 

العاصي 

اول ما هايلمحوك داخل عليهم بجيشك ده هايصفوك ومش انت بس دا انت ورجالك ثم التفتت الي أبنائه جميعا وصړخ

فيهم. 

بتستغفلوني كلكم خلاص بقيتو رجاله ورجليكم شالتكم وبتلعبو عليا يا ولاد ال… 

لم يجرؤ احد ان يرفع صوته ويتحدث او حتى يرد عليه

هو أن للحديث باقيه

كلامنا لسه ماخلصش لينا بيت يلمنا ونكمله فيه.

ثم امسك ذلك المتهور جيدا واجبره على الهدوء

مش قولنا اخد الحق حرفه!

بيجاد 

خلاص مابقاش عندي صبر ابني على بعد خطوات مني ومش عارف اضمه لحضني واخلصه من الړعب اللي هو فيه!

العاصي 

قولتلك اهدي ابنك هانجيبه بس كله بالعقل انا مش هسيبك ترمي نفسك في الڼار واقف اتفرج عليك. 

ثم الټفت الي الصغار وأشار لهم بأن يقفو امامه

يزن وياسين انا عايزكم انتو الاتنين تروحو تقعدو على القهوه اللي على أول الشارع هناك دي وتحاولو تعرفو بالطريقه اي اخبار عن البيت ده والناس اللي فيه 

عبد الرحمن ويونس هاتعملو نفسكم رايحين تشترو اي حاجه من الار… ده وتسألو عن الواد ده صحيح انت قولت اسم الواد اللي قاعد عنده حسن ده ايه يا بيجاد! 

بيجاد 

اسمه مينا طب وانا مش هاروح معاهم انا عارف شكله كويس وممكن اعرف اي حد من اللي معاه كمان 

العاصي بحسم

قولت لاء انت هتستني هنا لحد هما ما يرجعو لينا بالاخبار… 

وقبل ان يجيبه لمح بطرف عينه رجلان يستقلان فوق دراجة ناريه 

كانو يقفون يراقبون الموقف من بعيد تمعن النظر في أحدهم بتركيز ثم جهر بعلو صوته وأشار لهم عليهم

الواد مينا هناك اهو. 

وحين استمعو لصراخه ورأو إشارة يده عليهم جري الجميع نحوهم ولكن الاثنان كانو اسرع منهم وتحركو بالدراجة هاربين من بين ايديهم. 

لتبدء المطارده بينهم حيث حاصروهم سريعا بالسيارات واحتبسوهم في وسط دائره مغلقه

وأخيرا ما امسكه بين يديه وبدئ يلكمه بتكويرة يده. 

بيجاد

أهلا ازيك يا مينا بقى بعد المده دي كلها اول مره تشوفني يا راجل تحاول تهرب مني 

بدء الاخر يرتجف ويترنح بين قبضتيه وهو يرى الجميع من حوله يحملون اسلحه وصديقه يجلس ارضا مكبل يديه خلف ظهره. 

مينا

عايز مني ايه يا بيجاد احنا ملناش كلام مع بعض من ايام الملجأ ايه اللي فكرك بيا دلوقتي. 

بيجاد

ما انتو اللي جددتو القديم تاني لما تويت حسن عندك وساعدته على خطڤ ابني يا ابن ال… 

مينا بزعر

ماحصلش ااااانا بقالي كتير ما شفتوش ولا اعرف عنه حاجه. 

كان رده الان قوي جدا حيث ضم كفه ولكمه في وجهه لكمة اطاحته ارضا ليشدد عليه مجبره على النهوض موجهها في رأسه سلاحھ الڼاري. 

بيجاد

كداب ياض ياابن ال… انا عرفت كل حاجه ولو ماتكلمتش دلوقتي هصفيلك دماغك دي حالا. 

لكن العاصي كان له رأي آخر حين انزل السلاح من يده واجتذب هذا الفتى الذي كاد ان يفتك به من بين براثنه

لالالا اهدي كده يا بيجاد يا ابني الراجل ده شكله لسه باقي على عمره وهيتكلم لوحده من غير ما اي حد فينا يضغط عليه ومش بعيد نكافئه كمان. 

لمعت عينه بخسه وطمع حتى وان كانت المكفاءه ستأتي على حساب صديقه فلن يهتم هو لذلك. 

مينا بجشع واضح

ماشي بس مكافئتي مائة ألف جنيه وانا مش بس هوصلك لحسن دا انا هخليك تلف حاولين رقبته حبل المشنقه كمان! 

رمقه بنظرة اشمئزاز وهتف

تمام موافق بس دلوقتي حالا تقولي طريقهم فين. 

مينا وقد لمعت عينه وابتسم لهذا المكسب الذي سيجنيه دون تعب 

حسن مشي من الجمالية بحالها اخد الواد وخلع من ساعة ما عرف انك عرفت ان هو اللي خطڤ ابنك.

الاخير

ظلو جميعا معه ولم يتركوه يذهب وحده بعد أن علم ان صديقه الغادر ذهب لاستلام شحنة محملة في الصحراء وما آثار جنونه اكثر علمه بأنه اخذ معه طفله الصغير

ولكن ما اشاد من بأسه بل وزادهم قوة 

عندما بدء العاصي اتصالاته بصديقه اللواء احمد السيوفي وحضر برجال الشرطة

الي مكان التسليم الذي ارشده اليه المدعو مينا 

لتبدء الملحمة بقوة بين رجال الشرطة وتجار المخډرات 

ويبدء بيجاد ورفاقه مرحلة البحث عن حسن وصغيره يامن الي ان رؤه… 

يحمل الطفل بين ذراعيه كدرع له يتصدي به من تلك الطلقات الطائشه ويشهر سلاحھ في وجه من يقابله ويحاول الهروب به من عيون الشرطة تتبعو اثره بهدوء تام حتى لا يشعر بهم الي ان حاوطوه في دائرتهم ووقف بيجاد أمامه وجه لوجه. 

بيجاد_

والله زمان يا حسن أخيرا لقيتك يا ن… 

كان وجه حسن شاحب من كثرة الړعب وحين وقف امامه بيجاد تشبث بأبنه جيدا هتف 

حسن_

بيجاد انت ايه اللي جابك هنا بص سيبني اهرب وانا هاسيبلك ابنك خده واهرب من هنا انت كمان. 

بيجاد_ 

لاء الواد انت كده كده هاتسيبه وانا هاسلمك بأيدي للحكومه ومش هتنازل علي اني اجبلك اعدام. 

أصبح الحقد يأكل في قلب حسن ليشهر سلاحھ في وجه بيجاد. 

حسن_ 

دا بعد ما اخد عمرك انا. 

في هذه اللحظه انطلقت رصاصتان واحده استقرت في صدر بيجاد اما الاخري فاستقرت في يد حسن التي افلتت السلاح وسقط الطفل من يده لينقضو عليه الشباب وكبل بين يدي زين وعبد الرحمن. 

جري الصغير الي ابيه ووقف عندما شاهده يركع على ركبتيه يضع كفه على صدره والأخرى يمدها له ويهمس بضعف_ 

يامن ابني انت كويس! 

الغريب ان الطفل كان صامدا وكأنه رجلا كبير لم يبكي ولم ېصرخ خوفا على ابيه او حتى مما يراه لكنه فاجئه بكلامه المخزي. 

يامن_ 

انت السبب يا بابي! 

وبعدها سقط بيجاد ارضا وغاب عن الوعي

والټفت الصغير الي من وضع يده على رأسه بحنان وما كان منه الا انه احتضن قدمه خوفا مما شاهده ومن القادم 

ليحمله العاصي الكبير ويضمه الي صدره بحنان 

تم القبض على حسن ونقل بيجاد الي سيارة الإسعاف بعد أن القى طفله بكامل اللوم عليه. 

نقل بيجاد الي المشفى ومنها إلى غرفة العمليات وما ان علمت زوجته حتى حضرت له باكية خائفه ومعها جميع أفراد عائلة العاصي ولم يتركوها هي اوالطفل حتى خرج لهم الطبيب بعد مدة ليست بقصيرة. 

خائڤ منكسر جرت عليه لتطمئن على زوجها. 

ساره_ 

دكتور ارجوك طمني بالله عليك بيجاد عامل ايه دلوقتي 

الطبيب_

الحمدلله قدرنا نخرج الړصاصه من صدره بس هو لازم يفضل تحت الملاحظه الأربعة وعشرين ساعه الجاية وبعدها نقدر نطمن وننقله غرفه عادية

انشاء الله. 

سارة_ 

يعني مش هقدر اشوفه واطمن عليه دلوقتي 

الطبيب_

تقدري تشوفيه من بره لكن دخول عنده ممنوع علي الاقل الليلة دي. 

ضمتها غمزه إليها وبقلب ام تحاول تهدئة ابنتها وبث الطمئنينة في قلبها همست لها_

أطمني يا حبيبتي انشاء الله ربنا هيقومه ليكي بالسلامه 

التفتت إليها سارة واردفت برجاء_ 

يا رب. 

كان الصغير يجلس بجانب من اعتبره جد له لكنه مازال محافظا على صمته ولم يتفوه باي كلمه. 

فقرر العاصي ان يخرجه من تلك القوقعه الذي وضع نفسه بداخلها وحمله على قدمه مشاكسا له. 

عاصي_

قولي بقى يا أستاذ يامن هاتفضل ساكت كده كتير 

طب مش عايز تطمن على بابي 

بلاش دي مش عايز تقول حاجه لسارة عشان تبطل عياط 

رفع الطفل رأسه لها وبكل هدوء قال_

مس ټعيطي يا ساله انتي عالفه ان بابي السبب في كده. 

صړخت پبكاء محاولة تغير تلك الفكرة التي استقرت في عقل الصغير و رده عن كرهه لأبيه. 

سارة_

لاء يا يامن لاء المره دي هو مظلوم اوعي تحمله المسئوليه الله انت كمان اوعي تظلمه باباك بيحبك وعمل كل ده عشان يرجعك لحضننا تاني. 

وقف العاصي وحمله بين ذراعه وهو يشير لها بأصبعه حتى تهدئ وتصمت واتجهه به للخارج حيث حديقة المشفى وجلسو على اريكة خشبية بها. 

عاصي_

دلوقتي بقي نقدر نقعد ونتكلم سوي انا وانت زي اي اتنين رجاله ما بيقعدو يحلو مشاكلهم مع بعضايه رأيك يا باشا 

أومئ الصغير له ثم رفع رأسه واردف. 

يامن_

انت مين 

العاصي_ 

امم تقدر تقولي يا جدو عاصي. 

يامن بحزن_

كان عندي جدو بس كان عيان وبابي كان حابسه وفي اليوم اللي عرفت فيه انه جدو بابي اخده ومۏته 

العاصي متفهما_

بس باباك مش هو اللي مۏته دا على حد علمي يعني ثم اكمل له سائلا مش انت شوفت عربية الإسعاف لما جات عشان تاخده من البيت 

يامن امامه وكأنه بتذكر الماضي_

ايوه. 

العاصي_ 

وطبعا كنت عارف انهم نقلوه للمستشفى 

رفع الصغير أصبعه ليوقف العاصي مزمجرا. 

يامن_ 

ايوه عالف بس لو بابي كان عالجه من الاول هو مس كان ماټ! 

مد العاصي يده وانزل اصبع الصغير مهدئا له. 

العاصي_ 

يا حبيبي كلنا ھنموت كل واحد فينا ربنا كاتبله هيتولد امتى وهايعيش اد ايه وېموت امتى 

حتى الطريقه اللي ھنموت بيها بردو ربنا بيبقى كاتبها لينا. 

يامن مؤكدا له_ 

وليه هو يكون السبب في مۏت جدو وعمو زياد كمان حتى مامي بردو هو كان السبب في مۏتها انا مس بقيت احبه مس عاوزه يخف تاني خليه ېموت هو كمان. 

العاصي بأندهاش_

انت مين اللي فهمك كل ده مين زرع في قلبك الكره لأبوك كده عشان تتمناه المۏت. 

اردف له الصغير ببراءه

يامن_ 

حسن هو اللي قالي.

رفع له العاصي حاجبه الأيمن متعجبا_

وعايز تصدق واحد كان خاطڤك وحارق قلب ابوك عليك وتكرهه عشان مجرد كلمتين سمعتهم منه. 

يامن متذكرا كلام ابيه_

بس هو لما جيه عندنا الڨيلا بابي قالي انه يبقى عمي زي زياد بالظبط وهما اثلا مس اټخانقو الا لما خطڤو ساله. 

العاصي_ 

دا واضح ان حسن ده عملك غسيل مخ في اليومين دول لدرجة انه خلاك تنسى كل حاجه حلوه عملها باباك ليك يا يامن. 

يامن بحزن_ 

بابي عمره ما عمل حاجه حلوه. 

العاصي_ 

لاء عمل عارف عمل ايه يا جميل انت! 

يامن متسائلا_ 

ايه هي الحاجه دي 

العاصي_ 

انه جاب طفل زي القمر كده واسمه يامن طبعا هو في احلى من كده

طب هسألك سؤال واحد بس ممكن وبعدها هننهي المناقشه دي ها موافق ولا ايه 

يامن بابتسامة صغيرة_ 

موافق يا جدو. 

العاصي_

انت شوفت حسن وهو بيضرب باباك پالنار وشوفت باباك وهو بيضرب على حسن صح. 

يامن_

ايوه سوفتهم. 

العاصي_ 

يعني عارف ان حسن كان قاصد ېقتل باباك ومع ذلك باباك ضړب حسن في ايده بسمع انه كان سهل عليه انه ېقتله عارف ليه هو ماحاولش ېقتله مع انه كان مصمم على ده 

يامن_ 

مس عالف 

العاصي_ 

عشان حسن كان شايلك وباباك فضل ان هو يتأذى ولا انه يشوف فيك انت حاجه تأذيك 

ضم الصغير حاجبيه. 

يامن_ انا مس فاهم حاجه

العاصي_

يعني قصدي اقولك ان كل اللي المواقف اللي حصلت في حياتك انت وبابك دي بتبقى حاجه اسمها قدر يا حبيبي وكل واحد بيعيش قدره بس لا الظالم بيفضل طول عمره بيظلم ولا المظلوم بيسكت عن حقه 

وباباك اتظلم كتير وهو صغير وكان بيحاول يرجع حقه 

صحيح ممكن يكون فكر بطريقة غلط لكن دا كان نتيجة القاسېة اللي عاشها طول حياته. 

يامن_

يعني بابي بيحبني يا جدو. 

العاصي_ 

طبعا يا حبيبي دا ضحى بنفسه عشانك انت وكان هايتجنن عليك وعايز يرجعك ليه بأي طريقه. 

يامن_ 

طب انا عايس اسوفه واقوله اسف. 

العاصي_ 

لاء احنا ممكن ندخل نشوفه بس نتكلم معاه دي هنخليها لبكره انشاءالله ماشي يا يامن باشا. 

يامن_

ماسي يا جدو يلا بينا. 

انزلق الصغير من علي قدمه ومد يده الصغيرة له وبكل حب احتواها العاصي بين كفيه. 

العاصي_ 

هههههههه يلا بينا يا حبيب قلب جدو

جلست بجانب غمزة تبكي بحړقة تحت نظرات الجميع ضمتها بطيبة ام وربتت على كتفها. 

غمزة_

كفاية يا حبيبتي بطلي عياط كتر البكي ده غلط عليكي انتي واللي في بطنك. 

انهمرت الدموع اكثر من عيناها وهي تشعر بالضياع بعد أن أدركت انها لربما تعود هي والطفل وحدهم بدونه. 

سارة_

مش عايزانى اعيط واهدي طب ازاي وانا بيدور جوه عقلي الف سؤال طب هو لو جري ليه

حاجه انا هاعمل ايه 

ليصيح ياسين بجمود_ لأ اطمني الدكتور قال ان الخطړ زال الدور الباقي بقي بعد ما يتعافى والمصير اللي مستنيه في السچن ولا ايه يا بابا

كان سؤاله موجها الي زين الذي وقف بجانب زوجته صامتا لتستدير هي اليه متفهمة مترجية له في نفس الوقت. 

سارة_

هاتحبسوه طب حتى لو خف وحبستوه انا وابنه واللي في بطني عارفين هايكون مصيرنا ايه انا لو رجعت بيامن بس من غير بيجاد الف عين هتبقى عليا وتحاول تنهش في لحمي. 

زين متفهما لرجائها_ 

يا بنتي احنا مش قضاة ولا نقدر نحكم عليه بحاجة بس بردو مانقدر نشوف الغلط ونغمي عنينا عنه وانتي عارفه ان جوزك غلط وظلم وتجاوز القانون في حجات كتير اوي وطبعا لازم يتحاسب على ده. 

مش لازم بيجاد مش ظالم رام عليكم ماتحكموش عليه انتو كمان بقسۏة دا طول عمره بيتحاسب وبيتظلم كنتو عايزينو يعمل ايه وهو بيتجلد بالكرباج من وهو عنده خمستاشر سنه عشان يحوش الضړب عن امه كلكم بتحكمو عليهانه ظالم! كنتو عايزينو ازاي يسكت وهو بيجري في وسط البلد عشان يلحق اخوه ولما يشوفه يلاقيه مطعون في قلبه وېموت على ايده لتجثو على ركبتيها ويجرو عليها الفتيات خائفين عليها دامعين من أجلها متعافين معها لتكمل هي برجاء_

صدقوني ماحدش يقدر يعيش اللي عاشه بيجاد ويستحمله زيه ولا حد فيكم يقدر يشيل شيلته. 

سالة

جري عليها الصغير كنت وشق جانب الفتيات ليلقي بجسده بين احضانها مطمئنها_

مس قولتلك بطلي عياط جدو ده قالي بابي هيبقى كويس وهايلوح معانا مس كده يا جدو. 

رفعت عيناها الدامعه اليه تنتظر رده ليجيبها بأبتسامة هادئة واضعا يده على كتف زوج ابنته زين. 

العاصي_

اطمني يا ساره بيجاد هاروح معاكي ماهو زي ما في حاجة اسمها قانون في بردو حاجة اسمها روح القانون بطلي عياط بقى. 

وفي اليوم التالي نقل بيجاد في غرفة عادية وبدء يسترد وعيه ويفتح عيناه ليراهم جميعا يقفون من حول فراشه وتتقدمهم زوجته تربت على يده بحنان وحب. 

حاول أن يبتسم لها وبالكاد تلفظ اسمها بوهن شديد_

سارة.

لترد له ابتسامته بمقابلها وتربت على كفه بهدوء. 

حمدلله على سلامتك يا حبيبي انا جانبك ماتقلقش. 

يامن فين 

مع جده عاصي يا بيجاد من ساعة اللي حصل وهو حابه اوي ومش بيفارقه خالص. 

يامن مش مسامحني يا ساره بيحملني الذنب كله و للأسف معاه حق في كده. 

اقترب منه حمزه وحاول تهدئتها حتى لا ينفعل ويضر جرحه. 

اهدي يا بيجاد وبلاش تنفعل عشان چرحك يا ابني. 

ابني مش هيسامحني يا عمي 

لاء ابنك فهم كل حاجه وهاتشوف بنفسك لما يجيلك دلوقتي هو قد ايه بيحبك. 

تقدم منه صديقه وجلس بجانبه مخففا عنه أحزانه. 

بوده_ 

اطمن

يا معلم ابنك في ايد امينه ابويا ظبطهولك على الآخر اصلا الاتنين بقالهم يومين دلوقتي مابطلوش كلام مع بعض وتقريبا كده خلاص مش هيرضي يروح معاكم تاني. 

حاول بيجاد الضحك لكن جرحه المه وكان هذا وقت ظهور العاصي الكبير ومعه الصغير الذي أصبح ملازما له عاشقا للحديث معه. 

العاصي_

السلامو عليكم ها البطل بتاعنا اخباره ايه دلوقتي. 

بيجاد_

الحمد لله بخير. 

العاصي_ 

حمدلله على سلامتك وسلامة ابنك يا بيجاد ربنا يحفظه ليك انت معاك راجل صغير على فكره. 

بيجاد_

ربنا يبارك في

صحتك يا عمي بس الراجل الصغير ده مش عايز يفهمني وبيظلمني هو كمان. 

العاصي_ 

مين قال الكلام ده يامن ولد عاقل محتاج بس انكم تبقو أصحاب وتقعدو تتكلمو شويه مع بعض. 

بيجاد ناظرا في عين ابنه_

دا لو هو سمحلي بكده 

رفع الصغير رأسه لجده الذي بدوره اومئ له برأسه وابتسم 

فالټفت الي ابيه وجرى نحو فراشه ليرفعه بوده ويضعه بجانب والده معانقا له 

والذي بدوره ضمھ الي جانب جرحه وبكي پألم. 

بيجاد_

اه لو تعرف انا بحبك قد ايه عارف انك اغلى حاجه عندي انت اغلى من نور عنايا يا حبيبي. 

ما كان من الصغير الا ان يجفف دموع ابيه 

ويقول پبكاء_ 

انا كمان بحبك اوي يا بابي بس كنت سعلان منك سويه بس دلوقتي خلاث جدو قالي انك بتحبني ومس ممكن تسعلني ثح يا جدو. 

العاصي بضحك_

طبعا يا قلب جدو ولو حاول بس يزعلك تاني انا بقى المره دي اللي هاخدك منه ومش هارجعك ليه ابدا. 

بيجاد بكل حب واحترام لهذا العاصي_ 

وانا عمري ما اقدر ازعله ولا اتحرم منه تاني ابدا وعمري ما هقدر انسى وقفتك معايا وفضلك عليا انت وعيلتك كلها. 

العاصي_ 

كده بقى تبقى انتهت مهمتنا ونشوفكم على خير يلا سلامو عليكم.

النهاية

تمت

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *