التخطي إلى المحتوى

_ صباح الخير يا عمو..

_ هالة أنا عايز أشوفك النهاردة ضروي أظن إن في كلام كتير بنا لازم يتقال..

فهمت ما يود قوله أو ربما لم تفهم كل هذا غير مهم، نظرت لفريد النائم بجوارها منذ أن عاد بلا كلمة واحدة ثم قالت :

_ تمام يا عمو نتكلم بالليل، فريد رجع من كام ساعة…

أخيراً قدر على أخذ نفس عميق مرتاح، سألها بلهفة وهو يقوم من فوق الفراش حتى يبدل ملابسه بسرعة :

_ بجد يا هالة!! قوليلي هو حصل له إيه؟!.

_ أطمن يا عمو مفيش فيه خدش واحد..

أغلق معها الخط وبدل ملابس نومه بأقل من خمس دقائق وخرج من الغرفة، لابد أن يرى ثريا أولا حتى ينعش باقي يومه، بحث عنها بجميع أركان المنزل بلا فائدة، هنا بدأ يشعر ببوادر الخطر، قلبه أعطى إليه أكثر من إنذار منذ أن فتح عينه وها هو تأكد من عدم وجودها..

يستحيل أن تكون فعلتها وتركته، عاد لغرفة النوم بسرعة البرق وفتح خزانة الملابس ليجدها فارغة، رفع هاتفه سريعاً وقام بالاتصال عليها فردت عليه ببرود :

_ أنتِ فين بالظبط يا ثريا؟!..

نبرته كانت غاضبة وأنفاسه كانت عالية، شعرت بهذا بكل بساطة فقالت :

_ مالكش دعوة، حاليا أنا سبتك وهجيت وعشان أنت راجل محترم يبقى الأفضل تطلقني سمعتك هتبقى زي الزفت قدام الجيران لما يعرفوا إن مراتك هربت..

هذا بالتأكيد جنون، ثريا لن تفعل هذا وحتى لو ضرب عقلها وفعلتها لن يتركها، ضرب الخزانة بقوة حتى سقط بابها على الأرض ثم رد عليها بهمجية :

_ مين اللي ضحك عليكي وفهمك إني محترم ده أنا هجيب و******* عشان تحرمي تقومي من جانبي من غير إذن مش تسيبي البيت..

أغلقت الهاتف بوجهه وهذا ما زاد الأمر جنون لديه، سيذهب إلى بيتها ومع أنه على يقين من عدم وجودها هناك ولكن لن يقطع يقين قلبه مردفا :

_ ماشي يا ثريا ماشي..

____ شيما سعيد _____

بغرفة مكتب موسى ببيته..

عيناه على الملف أمامه وعقله بمكان آخر، هل مازالت تحب هذا الرجل؟!.. سؤال إجابته ستكون قاتلة، لما هي دون عن باقي النساء يرغبها!! لما لم يشعر بالاكتفاء عندما أمتلكها بل أراد المزيد كأن هذا آخر يوم له بالحياة، ترك الملف من يده وخلع نظارته الطبية مردفا :

_ اهدى عليها شوية يا موسى، هي لسة عارفاك من فترة قليلة أديها وقت تحبك وبعدين أقفل عليها وخلي محدش يشوفها إلا بإذنك وبين إيديك..

هدأ قليلا بعدها قال لنفسه تلك الكلمات المشجعة، سمع دقة رقيقة على باب الغرفة فقال وهو يسند بظهره على ظهر المقعد مغلقا عينيه :

دلفت هي بخطوات مرتجفة، خروجه من غرفة النوم منذ أمس ولم يعد حتى الآن جعلها تشعر بالكارثة التي فعلتها بأول يوم لهما سويا، أبتلعت ريقها بتوتر وبدأت تقترب منه، وقفت خلف المقعد ورفعت كفيها ببعض التردد وبدأ تمررهما على رأسه، خرجت منه تنهيدة طويلة ومر على هذا أكثر من خمس دقائق فقالت :

قال بهدوء وهو مازال على وضعه مردفا :

سؤال بسيط أخجلها بشدة ومع ذلك تغلبت على نفسها مردفة :

_ مش أنت جوزي والست مكانها مكان جوزها..

شهقت بقوة بعدما سحب جسدها وأجلسها فوق ساقيه هامسا :

_ أنا زعلان منك يا فيروز ومش عايز أزعل منك عايز أعوضك وأعوض نفسي بيكي عن كل اللي فات..

بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي نفسها بعض الطراوة قائلة :

أعتذار لطيف، انتشى قلبه من وجودها بين يديه، ما هذا يا فتاة قربك بمفرده مهلك، قرب رأسها منه ثم وضع شفتيه على أنفها ثواني وخرج عن السيطرة كل ما وقعت عينيه عليه قبلها بخشونة أذابتها بين يديه، همهمت مردفة :

_ إحنا في المكتب.. تعالى نطلع فوق.

ثبتها بذراعه حول خصرها وباليد الأخرى أزاح أوراقه من فوق المكتب، حملها بخفة ووضع جسدها على سطح المكتب هامسا :

_ حلو المكتب، أم الجناح ده قفلني..

_____ شيما سعيد _____

دق خاطر على باب غرفة هادية للمرة المليون، زفر بضيق من رد فعلها هذا، توقع عندما يقول الحقيقة سيمر الأمر مثلما حدث مع نوسة ولكنها وبكل أسف تركته دون كلمة منذ الأمس إلى الآن..

مسح على خصلاته ثم قال بضيق :

_ أفتحي بقى يا هادية عيب كدة..

كانت بالداخل تعيد الحسابات بداخل رأسها وبكل مرة تظهر النهاية أمام عينيها سيئة للغاية، أغلقت باب خزانة الملابس ومعها آخر فستان لها وضعته بداخل حقيبة ملابسها وأغلقتها، أخذت نفسا عميقا ثم اقتربت من باب الغرفة وسمحت له بالدخول..

دلف سريعاً وقال :

_ مستخبية في الاوضة من إمبارح ليه يا هادية،وبعدين شنطة هدومك بتعمل ايه على السرير؟!..

سألها بخوف من الإجابة، لتقول هي بهدوء :

هل قالتها بكل بساطة وكأنه لا يعني لها أي شيء، بلحظة غضب ألقى الحقيبة من فوق الفراش صارخا :

_ يعني إيه ماشية ومين سمح لك تمشي، أنا مش هسيبك يا هادية، من البداية لعبتي عشان أقرب منك وأحبك وقتها قولتلك بلاش صممتي وأنتِ عارفة كويس أوي حياتي عاملة إزاي، دلوقتي بقي عايزة تمشي؟!.. لأ يا هادية مش هينفع.. القرار المرة دي بأيدي أنا بس فاهمة أنا بس..

ملامح وجهه بمفردها كانت مرعبة بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنها أرهقت قلبها فوق طاقتها بكثير، معه كل حق ولكن منذ متى وخطأ واحد يدفع الإنسان ثمنه الباقي من عمره؟!.. رفعت رأسها اليه بقوة رغم خوفها الداخلي من نظراته مردفة :

_ أنت كمان كسبت..

رفع حاجبه بعدم فهم مردفا :

_ كان نفسك أحبك وأتوجع وده حصل يا خاطر، أنا دلوقتي موجوعة، قولتلك بلاش أحبك عشان أقدر أكمل معاك دلوقتي أنا مش قادرة أبص في وشك ولا أقدر أطمن قلبي..

هل اعترفت بالحب إليه؟!.. نعم لقد سمعها وأطرب قلبه بجمال الكلمة، حاول الاقتراب منها إلا أنها أشارت له بالرفض وعادت خطوة للخلف فقال بحنان :

_ وايه الوجع في كدة بتحبي جوزك وجوزك بيحبك يبقى نفرح ونقرب بدل ما نبعد ونتعذب..

سقطت من عينيها دمعة وراءها ألف دمعة ودمعة، تخلت عنها ساقيها فألقت بجسدها على الفراش، زادت شهقاتها مع أنين قلبها، جلس بجوارها وضم جسدها إليه مردفا بحنان :

_ كفاية دموع، دموعك غالية وأنا قلبي مش حمل وجعك، اللي فات كله راح، بحبك يا هادية وكنت رافض أقرب لحد ما أسمعها منك دلوقتي بقي أنا مش هسيبك إلا وأنتِ في بطنك كمال الصغير..

يا ليته صمت، مع سيرة حديثه الأحمق جعل عقلها يتخيل أشياء مريبة، ابتعدت عنه بكل قوتها صارخة بغضب :

_ هو ده كل اللي في دماغك؟!.. إزاي أبقى معاك في سرير واحد مش كدة، لو أنت آخر راجل في الدنيا وروحي فيك مش هتقرب مني يا خاطر، روح شوف المصايب اللي وراك يمكن فعلاً يطلع لك عيل من الحرام اللي عشت عمرك كله جوا منه…

مهما كانت مكانتها لديه لن يتحمل تلك الإهانة أو يسمح لها بها، قام من مكانه مردفا بغضب :

_ لو كان ده اللي في دماغي كنت أخدتك من أول يوم جواز وبالرضا مش بالغصب يا بنت ثريا، اللي فات مش من حقك تتكلمي فيه دي حياتي قبل ما تدخلي أنتِ فيها غصب عني، دخلتيها وأنتِ عارفة اني كلي مصايب يبقى دلوقتي مش من حقك تقولي لأ…

قامت هي الأخرى رغم ألم جسدها العجيب مردفة :

_ كنت غبية وفوقت طلقني بقى لكن مش هعيش معاك بكل المصايب دي مش هخرج معاك وأنا حاسة إن كل واحدة بتسلم عليها كانت في حضنك قبل كدة، مش هقدر أعيش معاك وانت ممكن يكون عندك طفل من غيري، قولتلك لو حبيتك مش هكمل معاك يوم واحد طلقني بقى بدل ما أرفع عليك قضية..

قالتها بدل المرة اثنين ” طلقني” جذبها من خصرها جعلها بين أحضانه عنوة ثم همس بجنون وعشق أعمى عيناه على أرتجاف جسدها :

_ موافق أطلقك بس لما تاخدي لقب مدام الأول مش لما تتجوزي بعد كدة هيقولو ايه طلعت من بيت خاطر أبو الدهب زي ما دخلت وهي قاعدة معاه كام شهر..

فزعت من معنى هذا الحديث، حاولت جعله يبتعد عنها ألا أنه سحب شفتيها بقوة بعد عدة ثواني أصبحت حانية عاشقة لتمر من بعدها ثواني وتحمل هادية لقب زوجة خاطر أبو الذهب بكامل إرادتها..

وضع رأسها على صدره وهو يأخذ أنفاسه بسعادة وانتشاء واضح على معالم وجهه، انكمش جسدها بالفراش وهي تشعر بعدم قدرتها على النظر إليه، مرر يده على خصلاتها هامسا :

_ مبروك يا حياتي..

_ طلقني أظن محدش دلوقتي هيقول حاجة عليك يا إبن أبو الدهب..

ربما يكون معها حق تلك الزيجة خطأ كبير من البداية، قام من فوق الفراش وقال وهو يرتدي ملابسه :

_ أنتِ طالق يا هادية..

_____ شيما سعيد _____

_ إنتِ حلوة أوي يا هالة وخسارة فيا..

على عبثه بوجهها فتحت عينيها بضجر، أنتفض جسدها بلهفة مردفة بنبرة صوت رقيقة لأول مرة أو ربما هو الذي لم يأخذ باله منها من قبل :

_ فريد إنت كويس في حاجة بتوجعك..

أومأ إليها بتعب ظاهر على ملامحه ثم عاد بجسده ليلقي به على الفراش مردفا :

_ إيه اللي يخلي واحدة زيك في جمالك واسم عيلتك تتحمل كل اللي عيشتيه معايا طول السنين اللي فاتت دي يا هالة؟!..

سؤال ربما يكون بسيط وإجابته أبسط بكثير إلا أنها شعرت بالألم، حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة وقالت :

_ نفس السبب اللي خلاك رغم كل اللي عملته معاك محبتنيش، هو هو السبب اللي مخليك تجري ورا فيروز وتنزل من نفسك ومني يا فريد..

فيروز على ذكر إسمها تذكر زواجها وسأل نفسه سؤالا صريحا قاله بصوت وصل لهالة :

_ تفتكر لو فعلاً بتحب فيروز يا فريد كنت هتقعد عادي كدة وأنت عارف ومتأكد إنها في حضن غيرك؟!..

كانت الإجابة رغم وضوحها بعيدة عنه كل البعد، يبدو أنه مرهق أغلق عينيه بقوة وفتح ذراعيه لهالة مردفا :

_ هالة ممكن تيجي في حضني عايز أنام وأنتِ بين أيدي..

يا الله على حلاوة طلبه، ألقت بجسدها سريعاً بين يديه وأغلقت عينيها هي الأخرى مستمتعة بتلك اللحظة من أعماق قلبها ربما لن تتكرر همهمت بمتعة مردفة :

كلمة سمعها بحياته كثيراً ولم يقلها إلا لفيروز والآن وبكل صراحة سألها :

_ هو الحب ده بيبقى عامل إزاي يا هالة؟!.

تعجبت من حالته الغريبة، لا تفهم ما يحدث معه أو بماذا يفكر، ابتعدت عنه قليلا ونظرت إليه وجدته مغلق العينين ومعالمه تبدو مرتاحة لأقصى درجة فهمست :

_ في البداية قلبك بيدق بسرعة ومشاعرك بتخليك تعمل حاجات مش شبهك، بتتنازل وأنت مبسوط وراضي، وبعدين تبقى مش شايف غير حبيبك نفسك تبقى معاه دايماً بتحس إنك ملكت الدنيا كلها وهو جانبك، لما تحب بجد لو انحطت قدامك ستات الأرض كلها مش هتشوف غير اللي بتحبها يا فريد..

تنهد بثقل وهو يفتح لها باب قلبه، جذبها لتنام على صدره مرة أخرى وقال :

_ يبقى أنا عمري ما حبيت قبل كدة يا هالة..

_ وعشان كدة أنا لسة في حضنك يا فريد..

______ شيماء سعيد _____

دلفت ثريا لفيلا في غاية الجمال والرقي، بدأت تتفقد المكان حولها بتعبيرات منبهرة يبدو أن زوج ابنتها بمكانة مرموقة، أختارت غرفة بالدور الأرضي والقت بجسدها على الفراش بتعب، الآن تشعر بالكثير من الأمان وضعت يدها على معدتها المتتفخة :

_ متزعلوش بس بابا كمال ده راجل واطي وبتاع ستات الأحسن ليكم تبقوا بعيد عنه أصله معرفش يربي وأنا بصراحة خايفة على أخلاقكم يا قلب ماما….

ابتسمت إبتسامة حنونة وأكملت حديثها الهام مع أطفالها حتى دق باب الغرفة، رفعت حاجبها بتعجب هامسة :

_ هو في حد ساكن في البيت ده والا هو مسكون؟!..

عضت على شفتيها بالقليل من الخوف ثم قالت :

_ أنا عايدة الشغالة يا مدام ثريا..

سمحت لنفسها بالخروج براحة وقالت :

دلفت الخادمة وقالت باحترام :

_ موسى بيه بعتني عشان أقعد مع حضرتك وأشوف طلباتك تؤمري بأي حاجة..

ابتسمت بهدوء مع شعورها بأن هذا الغريب ربما سيكون الإختيار الأفضل بحياتها وحياة صغارها، حركت رأسها بنفي قائلة :

_ لأ شكراً روح ارتاحي لو احتاجت أي حاجة هقولك..

خرجت عايدة لتبقى ثريا بمفردها، حملت هاتفها الجديد وقامت بالاتصال على موسى الذي أجابها سريعاً مردفا بنبرة صوت متلهفة :

_ ازيك يا مدام ثريا المكان عاجبك ومرتاحة فيه؟!..

_ الحمد لله يا موسى المكان كويس جداً مش عارفة أشكرك إزاي ع…

قطع حديثها بصوته القوي :

_ كدة هزعل يا مدام ثريا حضرتك والدة فيروز يعني في مقام أمي واخواتها في حمايتي اهتمي بصحتك ولو احتاجتي أي حاجة رني عليا أو قولي للحرس اللي تحت..

_ حاضر يا ابني تسلم..

أغلقت معه الهاتف وذهبت في سحابة نوم عميق ربما اليوم هو أول يوم تشعر بوجود سند لها فلا يوجد أي داعي للقلق..

_____ شيما سعيد _____

كان يتابع عمله بتوثيق بعض الفواتير الموضوعة أمامه، شعر بالملل والاشتياق لقطعة قلبه عطر، ترك الأوراق من يده مقررا الذهاب إليها وليذهب العمل للجحيم..

أشار لأحد رجاله مردفا :

_ واد يا حودة خليك مكاني لحد ما أروح مشوار في السريع وأرجع..

أومأ إليه حودة قائلا :

ذهب لمنزله بخطوات سريعة يغلب عليها حماس طفل صغير، انطفت تلك الابتسامة من على وجهه بعدما رآها تنزل من الشقة مرتدية نقاب يخفي ملامحها ورغم هذا عرفها من عينيها..

ارتفعت دقات قلبه بتعجب وابتعد سريعاً من مكانه ليخفي نفسه وراء العمارة، حاول تمالك حاله ورفع هاتفه وقام بالاتصال على رقمها رآها تفتح الخط بتوتر مردفة :

_ حبيبي وحشتني..

_ أنتِ أكتر يا روح قلبي، قوليلي حبيبي بيعمل ايه وأنا في الشغل..

أبتلعت ريقها وهذا وصل إليه انتظر أي إجابة تريح قلبه ولكن الأمر زاد سوء مع ردها :

_ خلصت الغدا ونايمة على السرير مستنية حبيبي لما يرجع من الشغل…

ماذا تقولي يا صغيرة وماذا تفعلي من وراء ظهري، عض على شفتيه حتى لا تخرج منه صرخة تحطم الأخضر واليابس ثم قال بهدوء :

_ ماشي هقفل أنا بقى عشان عندي شغل مهم واحتمال كبير أتأخر النهاردة..

أخذت نفسا مرتاحا وقالت :

_ مع إنى مش بحب أقعد من غيرك بس ربنا معاك..

أغلق الهاتف بوجهها فقد فقد قدرته على التحمل، لا يريد أي كلمة كذب أخرى صغيرته تفعل شيئا من وراء ظهره ومع ذلك سيعلم ما هو والآن، ترك سيارته وصعد بأقرب سيارة أجرة خلف سيارتها..

مرت نصف ساعة ووصل معها لعيادة خاصة بالعقم، ابتلع ريقه بعدما علم ما تفعله، تركها تنزل وتصعد وبعد خمس دقائق صعد خلفها، جلس على المقعد المقابل لها مردفا بقوة :

_ بتعملي ايه هنا يا عطر؟!..

انتفض جسدها بفزع ودارت بوجهها إليه، قبل أن تنطق بكلمة واحدة سألها بقوة أكبر :

_ عايز أسمع الحقيقة وشيلي النقاب ده من على وشك، نقاب ربنا مش لعبة…

خائفة من رفع عينيها لعينه ولكن لابد من المواجهة، بكف مرتجف أزاحت النقاب من فوق وجهها ثم قالت بهدوء :

_ جبت التحليل بتاعتك للدكتور وجاية أشوف رأيه الناس كلها قالت إنه ممتاز يبقى فين المشكلة لما نجرب..

جذب ذراعها إليه وضغط عليه بكل قوته قائلا بجنون نابع من شعوره المميت بالعجز :

_ أنا مش هخلف يا عطر جوزك راجل عقيم ليه مصممة طلقتك وقولتلك شوفي حياتك فضلتي ماسكة فيا دلوقتي مش من حقك تقلي مني أو تحسسيني بالعجز…

حركت رأسها بنفي لتلك الفكرة وسقطت دمعة ساخنة من عينيها مردفة :

_ أنا مش بقلل منك أنا بس بدور معاك على أمل، رفضت أقولك عشان لو مفيش أمل فعلاً موجعش قلبك زيادة..

مسح على وجهه وقام من محله مشيراً على غرفة الطبيب :

_ لو عايزة تكملي معايا يلا نمشي ولو عايزة تدوري على العيال وتبقي أم أدخلي للدكتور ولما توصلي لبيت أمك هبعت لك ورقتك..

صدمت من حديثه، لماذا دائماً يطلب منها التضحية من أجله وهو لا يفعل شيئا واحدا من أجلها، حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة ثم قالت :

_ مش كل مرة أنا اللي هختار يا نوح المرة دي بقولك أهو يا إما تدخل معايا ونجرب مرة واتنين وعشرة لو في أمل يا إما تمشى وتبعت ورقتي عند أمي..

____ شيما سعيد _____

أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *