التخطي إلى المحتوى

الفصل الخامس والستون

رواية وفاز الحب

الفصل الخامس والستون “الأخيرة”

زينب سعيد

❈-❈-❈

نهض بغل وأقترب منها وأمسك خصلات شعرها بعنف وهتف في أذنها بحقد:

-شوفتي وصلتي نفسك ووصلتينا لأيه ؟ ده كله عشان سي زفت عاصم مفيش حد حبك ادي يا عليا حتي عاصم بتاعك ده بس خلاص طالما مش هتبقي ليا مش هتبقي لغيري صحيح نسيت أقولك يقطعني أصل بعد ما رجالتي تتسلي بيكم مش هتمشوا من هنا هدبحكم بإيديا الحلوين .

شهقت عليا بصدمة ودموعها تنساب على وجنتيها:

-أنت ازاي كده أنت عامر إلي أعرفه فعلاً ولا أنت واحد تاني أنا حاسة أني في كابوس بجد عامر أنت عمرك ما حبتني أنت مريض عندك نقص وبس بتبص للي في إيد غيرك وبس إلي بيحب حد بيتمني ليها السعادة حتي لو علي حساب نفسه.

ألقها بقوة أرضاً مما جعل رأسها تصطدم بالأرض الصخرية وتنزف بغزارة.

اقتربت منها نورسيل بلهفة وهي تصيح به بعصبية:

-أنت عايز أيه بالظبط لو فاكر أت يوسف هيسيبك تفلت بعملتك مش هتقدر يوسف هيجي وهيقتلك سامع هيقتلك.

ضحك بقوة وعقب ساخراً:

-بجد ؟ يامي يامي خاف يا عيد أنتي هبلة يوسف أصلا ميعرفش أنكم هنا ولا خرجتم من الاساس عشان تقبلوني !

رمقته باستخفاف وقالت:

-مين قالك كده ؟ يوسف عارف أننا خرجنا نقابلك ومش بعيد يكون هنا في أي وقت.

أتسعت عيناه ورمقها بعدم تصديق وتسأل:

-وهو يوسف لو عارف أنكم جايين تقابلوني كنتوا خرجتوا من الأساس ؟

ابتسمت بدهاء وقالت:

-يمكن عشان يبقي فخ ليك مثلاً.

تطلع لها بتشكك وألتفت إلي رجاله وقال:

-تعالوا ورايا.

تحرك سريعاً والرجلين خلفه.

نهضت عليا وهي تتحسس جبينها بألم:

-هو أنتي قولتي ليوسف فعلاً ؟

أومأت بإيجاب وقالت:

-أيوة أنا بعت ليه رسالة فعلاً بس أجلتها بعد ما نخرج بشوية.

صمت قليلاً وتذكرت شيئا نهضت علي الفور ووضعت يدها في جيبها وهي تبتسم بفرحة.

نهضت عليا بلهفة عندما رأت ظلالهم بالقرب منهم وآخذته منها وخبأته سريعاً داخل ملابسها وهي ترمقها بحذر وتشير لها بعينها.

نظرت إلى لما تنظر إليه عليها وأومأت بتفهم وصمتت جلست عليا مرة آخري.

وهي تضع يدها علي رأسها بآلم اقتربت نورسيل منها تتحسس رأسها بقلق:

-الجرح كبير أوي يا عليا وعمال ينزف.

تنهدت عليا بآلم وقالت:

-مش مهم الجرح دلوقتي المهم نخرج من هنا وبس .

❈-❈-❈

توقفت عدة سيارات عند مدخل البلد وهبط منها يوسف وعاصم وشادي وبرفقتهم العديد من الرجال وكان في إنتظارهم شريف وبحوزته هو الآخر مجموعة من الرجال.

إقترب يوسف سريعاً منها وتسأل بقلق:

-وصلت للمكان ؟

أومأ شريف بإيجاب وعقب:

-أيوة يا أبو عمو أطمئن وصلت للمكان الأرض متسور بخوص يبجي هي فعلاً إلي هيتم فيها المراد أطمئن أنا رچالتي محاوطة المكان.

تسأل عاصم بقلق:

-طيب طالما أحنا عارفين المكان مستنين أيه ؟

تنهد يوسف بضجر وعقب:

-مستنين جاسر لما يوصل بالبوليس .

صاح عاصم مستنكراً :

-نعم وأنا هفضل قاعد حاطت إيدي علي خدي ومش عارف مراتي فيها ايه ؟

تدخل شريف وقال:

-أحنا كتار وجوتنا أكتر من رأي نروح نلحق البنته.

أكد شادي علي حديثه وقال:

-فعلا لازم نلحقهم في أسرع وقت.

صمت قليلاً وأكمل بخزي:

-مع الاسف ممكن يعتدوا عليهم كل دقيقة مش في صالحنا.

تذكر يوسف محتوي التسجيل وأرتفع هرمون الادرينالين في عروقة وتحدث بفحيح:

-يلا بينا لو حد مس شعرة منهم وقتها مش هيكفيني فيك دبحك يا عامر يا كلب يلا بينا.

تحدث شريف بحذر:

-أحنا هنكمل علي رچلينا مش عايزين نلفت أنظارهم علينا.

❈-❈-❈

يتحرك ذهاباً وإياباً بعصبية شديدة وقال:

-لازم ننقلهم من هنا في أسرع وقت.

تحدث الدجال:

-بس لو كان حديتهم صوح وجتها يبجي المكان ديه خلاص مبجاش له عازة ونروح في داهية.

زفر بحنق وقال:

-يعني نعمل ايه دلوقتي ؟

تحدث الدجال مفكراً:

-مفيش جدامنا غير حل واحد.

تسأل عامر بفضول:

-حل أيه ؟

رد الدجال بإيجاز:

-مفيش جدامنا أن نجدم واحدة منهم قربان دلوجيت يمكن يتجبلوها وتنفتح البوابة.

طالعه عامر بحيرة وتسأل:

-تفتكر ينفع ؟

رفع يده بإستسلام وقال:

-مجدمناش غير إكده هو مش جولت فيهم واحدة حملة ؟

أومأ بإيجاب وقال:

-أيوة.

ابتسم بخبث وقال:

-يبجي عز الطلب ويمكن يجبولها فعلاً .

تنهد بقلة حيلة وقال:

-تمام يلا بينا خلينا نخلص ونمشي من هنا.

تحركوا سويا وخلفهم الرجال وذهبوا إلي مكان تواجد الفتاتين وجدهم يجلسون جوار بعضهم.

اقترب عامر من نورسيل وقام بشدها بعنف وصاح بأمر إلي إحدي الرجال:

-خدها يلا وأسبوقني.

نهضت عليا وهي تصرخ تحاول نجدت نورسيل من براثنهم لكن أمسكها عامر من رصغها بقوة وهو يلقي لإحدي الرجال غامزا بخفة:

-أتسلي بيها مكتوبالك قدامك ساعة عقبال ما نخلص.

ابتسم الرجل بزهو وقال:

-تعيش يا كبير .

غادر عامر خلف باقي الرجال بينما حاولت عليا الفكاك من براثن هذا الرجل ولكن هي مجرد غزالة هشه في قبضة ذئب ضاري.

ألقاها ارضا وهو يحاول ثتبيتها وتمزيق ملابسها بقسوة وهي تصرخ وتترجع إلي الخلف إلي أن إستطاعت أن تمسك بصخرة صغيرة ألقتها في وجهه فأصابت ما بين حاجبيه مما جعله يتراجع وهو يصرخ بآلم.

نهضت سريعاً وهي تحاول مداراة جسدها وهي تركض وتصرخ بإستغاثة كي ينجدها أحد.

❈-❈-❈

وصلوا إلي المكان المنشود وبالفعل كانوا يوجد ستة رجال ضخام البينة مسلحين بأسلحة لكن إستطاع يوسف ورجاله بإيقاعهم خاصة بعد وصول قوات الشرطة وبدأوا بإطلاق النار عليهم.

تحرك يوسف سريعاً وعاصم والبقية من خلفه إلي فتحة صغيرة بداخلها درج بدأ أن يهبط بحذر وسط الظلام حتي استطاع أن يصل الي أسفل القبو وقفول ينظروا في جميع الجهات لا يدروا من أي اتجاه عليهم عبوره لكن صوت الصراخ المتواصل جعلهم يتبعوا مصدر الصوت.

علي الطرف الآخر ظلت تركض في الظلام وهي تصرخ بقوة علي أحد يسمعها لكن أثناء ركضها انصدمت قدمها بحجر كبير جعلها تسقط أرضا وهي تأن بألم فمن المؤكد أن قدمها كسرت.

حاولت أن تنهض لم تستطيع شهقت بصدمة ما أن رأت هذا الحقير يقترب منها حاولت أن تتراجع إلي الخلف لكن وصل إليها سريعاً وقام بتكبيل جسدها وبدأ في تمزيق ملابسه وهي تترجاه وتستغيث وما أن وصلت يده لحاجبها كي ينزعه منها تفاجأ بيد من حديد تكبل يده وتلقيه بعيدا عنها وهو يضرب به بكل ما أوتي به من قوة.

تنهدت براحة وهي تهمس بآلم :

-عاصم.

اقترب يوسف منها بلهفة وآخذها في أحضانه بقلق:

-عليا أنتي كويسة يا قلبي ؟

تطلع حوله وتسأل بخوف:

-نورسيل فين ؟

أشارت بيدها إلي اتجاه معين وتحدثت بألم:

-أخدوها من هنا الحقها يا يوسف.

أنهت جملتها وسقطت مغشياً عليها بين أحضانه.

ترك عاصم الرجل بعد أن تركه دون حراك وركض إلي زوجته وأخذها من يوسف بلهفة وقال:

-روح ألحق مراتك أنت.

نهض يوسف سريعاً وهو يركض بالاتجاه الذي أشارت له عليا.

وصل شادي وشريف إلي عاصم وخلفه جاسر ورجال الشرطة.

تسأل جاسر بلهفة:

-يوسف فين ؟

أشار له علي الإتجاه وقال:

-راح يدور علي نورسيل.

أومأ بإيجاب وركض في نفس الاتجاه ومعه شادي وعدد من أفراد الشرطة.

اقترب شريف من عاصم وقال:

-يلا يا ولد عمي شيل مرتك راسها بتنزف .

خلع شاله وأعطاه إياه:

-لف مرتك به يلا.

أعطاه ظهرها ودثر زوجته جيداً وحملها برفق وتحرك بها برفقة شريف إلي الخارج بحذر.

حاول شريف حملها منها أو مساعدته حتي يستطيع أن يصعد الدرج إلي الخارج لكن رفض أن يمس أحد جسد زوجته.

ظل يركض وسط الظلام إلي أن لمح إضاءة خفيفة تأتي من مكان بعيد وصوت صراخ نورسيل يعلوا بالداخل شعر أن قلبه يكاد أن يتوقف لا محالة وهو يتخيل ألاف المخيلات التي من الممكن أن تحدث لها وكأن بحديثه هذا حفز هيرمون الادرينالين لديه وأسرع في خطواته حتي وصل وتصنم بجسده زوجته مقيده بالحبال علي بوابة حديدية حجابها منزوع عنها وعامر يضع سكين علي رقبتها ورجل يبدوا من منظره أنه دجال يقف ينطق بكلمات غريبة و النيران تحاوطهم من كل الإتجاه مشكلة شكل نجمة كبيرة.

صاح بجنون:

-عااااااااااامر هقتلك يا عامر اتجه صوبه يريد الفتك به لكن رجال عامر أمسكوه بالفعل وقيدوه جيدا وهو يصيح بجنون وهو يري دماء تسيل من رقبة زوجته بالفعل:

-نورسيل أنا هنا يا قلبي متخافيش .

كان صوته أقرب للبكاء مما جعل إبتسامة عامر تتسع وهو ينهض ممسكاً بالسكين التي تحتوي علي دم نورسيل ويقترب بها من يوسف ويحركها أمامه بتشفي وقال:

-حمد الله علي السلامة يا چو جيت في وقتك أيه رأيك ؟ والله كنت ناوي أسيب مراتك لرجلتي يتسلوا بيها لكن يلا بقي نصيبها كده وأنت جيت في وقتك عشان تودعها هي وإبنك هدبحها يا يوسف قدام عينك وهسيبك عايش طول عمرك تتعذب عليها.

صاح يوسف بجنون وهو يحاول الفكاك من الرجال والإمساك به :

-هقتلك يا عامر سامع هقتلك سيبها حسابك معايا أنا هي ملهاش ذنب.

ضحك عامر بقوة وتحدث بنبرة ساخرة:

-ليها ذنب إنك حبتها وأنا بقي هحرق قلبك عليها يا يوسف من وأحنا صغيرين يوسف عمل يوسف سوا حتي لما مبرنا بقي راجل أعمال كبير العائلة وطبعاً عاصم إلي زي ضله لكن أنا ولا حاجة بس خلاص كسرت عاصم وهكسرك يا يوسف حتي لو هموت بعدها.

اقترب ومسح الدماء من السكين بملابس يوسف وهو يطلع له بتشفي.

انتبه علي صوت الدجال:

-حان الميعاد عچل يلا.

ابتعد عن يوسف وهو يصيح بجنون أن يبتعد عنها لكنه رمقه بتحدي وقف أمام نورسيل مرة آخري وجدها قد غابت عن الوعي بالفعل إبتسم ساخراً وألتفت إلي يوسف بحزن مصطنع:

-شوفت اخص عليك أهي أغمي عليها مش هعرف أتمزج بصوتها يا ساتر عليك يا يوسف يلا مش مهم كفاية أنت وضع السكين علي رقبة نورسيل ويوسف يصرخ بجنون لكن حدث ما لم يكن في الحسبان النيران ازدادت توهجا مما جعل الدجال يرتعب ويتراجع إلي الخلف ألتفت عامر له وتسأل بقلق:

-في أيه ؟

صاح الرجل وهو يحاول الفرار:

-لازما نمشي من أهنه لازماً نمشي مكنش ده وجته ولا مكانه الحارس غاضب .

❈-❈-❈

حاول الفرار لكن النيران تزداد توهجها وبقوة وتكاد تحيطه من كل اتجاه وهو يصرخ بالسماح والعفو حاول عامر تجاهل ما يحدث ويكمل ذبح نورسيل ولكن النار تمسكت به وجعلته ينتفض ويصرخ وهو يحاول إطفاء النار.

وقف الرجال يطالعون ما يحدث بصدمة فركضوا تجاه الخارج بعد أن ألقوا يوسف أرضاً نهض بآلم غير عابئ بالنيران كل ما يريده الأن هو إنقاذ حبيبته فقط اقترب منها سريعاً يحاول فك الحبال دون فائدة والنيران تزداد توهجها أكثر وأكثر وصراخ عامر والدجال تكاد أن تصم الأذان لفت نظره السكين الواقعة أرضاً حملها سريعاً وبدأ في قطع الحبال بسرعة وهو ينظر للحبال تارة وإلي النيران تارة آخري.

علي الطرف الآخر تفاجئ شادي وجاسر بالرجال وهم يركضون إلي الخارج وبالفعل إستطاعت قوات الشرطة أن تمسك بهم صاح الظابط بأحد الرجال:

-هما فين عامر والبنت إلي خطفها فين ؟

رد الرجل بفزع:

-ماتوا كلهم ماتوا فجأة النار عليت وبلعت كل حاجة مفضلش غير الراجل الي كان هينقذ مراته وأكيد مات هو كمان .

صدم شادي وتراجع عدة خطوات إلي الخلف وتحدث جاسر بعدم إستيعاب:

-نار أبه وماتوا إزاي ؟

تحدث الرجل:

-الحارس غضبان.

قطع حديثهم دوي صوت انفجار من الجهة التي كان يأتي منها الرجال.

بدأ رجال الشرطة بالخروج وكذلك جاسر الذي شد شادي بصعوبة لإخراجه إلي الخارج فمن المؤكد أن السرداب سيقع فوقهم لا محالة.

❈-❈-❈

فتحت عيناها بوهن وهي تنظر حولها انتفضت بفزع عندما تذكرت اين هي لكن ما أن رأت وجه زوجها تنهدت براحة وتسالت بوهن:

-نورسيل فين ؟

ربت عاصم علي ظهرها بحنان وقال:

-يوسف بيجبها انتي بخير ؟

اومأت بإيجاب.

انتبه عاصم إلي صوت الجلبة وصراخ شادي بهم تركها سريعاً وهبط من السيارة وتسأل:

-في ايه ؟ يوسف فين ؟

تحدث شادي بجنون:

-جوه وسط النار هو ونورسيل والباشا رافض أدخلهم.

صاح جاسر بنفاذ صبر:

-السرداب هيقع جوه وأنت بنفسك سمعت صوت الانفجار كلهم ماتوا هتدخل أنت كمان تموت ؟

حرك عاصم رأسه بعدم إستيعاب وتسأل:

-مين مات ؟ يوسف لا أنت بتهزر يوسف عايش ؟

تنهد جاسر بأسي وقال:

-ده إلي الرجالة قالتله يا عاصم وهما بيهربوا النار مسكت في المكان ويوسف رفض يسيب مراته وبعدها سمعنا إنفجار.

حاول يوسف أن يهبط السلم مرة أخري وهو يصيح بجنون:

-أنت بتقول ايه لا يوسف عايش سامع يوسف عايش.

قيده جاسر وشريف مانعين إياه من أن يهبط إلي الأسفل بينما صدمت عليا وإنسابت الدموع على وجنتيها هل مات شقيقها وزوجته بسبها ؟ هل هذه النهاية ؟ ماذا ستقول لوالدتها وأشقائها كيف ستقف امام المرآة وهي من تسببت في موت شقيقها ليتها لم تخرج من المنزل أو لم تأخذ نورسيل معها من الأساس ما كان ليحدث كل هذا من الأساس.

❈-❈-❈

بينما في الداخل قبل هذا بلحظات إستطاع قطع الحبال من يدها واتجه إلي قدمها سريعاً وقطع الحبال وقام بحملها سريعاً وتحرك بها بعيدا عن النيران وتوقف يلقي نظرة أخيرة عليهم وجد جسدهم إحترق بالكامل وفجأة إفنجر أجسادهم بقوة وتناثرت أشلاءهم في كل مكان تطلع إلي المنظر بإزدرا وتحرك سريعاً وهو يركض بزوجته إلي الخارج وأثناء ركضه إستمع إلي دوي إنفجار آخر بالداخل والصخور بدأت تتساقط من خلفه.

تنهد براحة من أن وصل إلي الدرج وبدأ يصعد بها بحذر

عودة إلي الخارج لاحظ شادي ظلال علي السلم ألتفت بلهفة:

-في حد طالع كشاف بسرعة .

أخرج جاسر هاتفه سريعاً وصوبه نحو الدرج وتهلهل وجه الجميع ما أن ظهر يوسف وهو يحمل نورسيل صعد بصعوبة اقترب منه شادي وعاصم سريعاً يساندوه.

تحدث يوسف بصوت واهن:

-افتح العربية يا شادي بسرعة.

ركض شادي سريعاً تجاه سيارة جاسر فهي السيارة الوحيدة الموجودة باستثناء سيارات الشرطة.

هبطت عليا سريعاً مفسحة لهم المجال وضعها يوسف بحرص في المقعد الخلفي ونظر إلي شقيقته نظرة معاتبة وصمت .

اقترب منه جاسر بقلق وقال:

-اركب يا يوسف أنت ومراتك لازم تروحوا المستشفى بسرعة مراتك بتنزف وانت جسمك مليان جروح وحروق أركب يلا.

اومأ يوسف بصمت وركب بالخلف جوار زوجته وضمها إلي أحضانه بقوة .

تحدث شادي برفق:

-أركبي يا عليا الناحية التانية يلا بسرعة.

تحركت سريعاً وصعدت إلي الجهة الاخري وركب شادي علي مقعد القيادة وعاصم جواره.

اقترب جاسر من يوسف بقلق وتسأل:

-يوسف حد عايش جوه يا يوسف ؟

حرك رأسه نافياً وقال:

-لا ماتوا.

اومأ جاسر بتفهم وألتفت إلي شادي وقال:

-وديهم لأقرب مستشفي وأنا هخلص وأحصلكم أنا وشريف .

بعد ساعة.

يقف يوسف أمام غرفة العمليات رفض أن يتعالج أو أن يفحصه طبيب حتي يطمأن أن زوجته بخير وشادي يقف جواره يحاول تهداته.

بينما عليا تجلس علي المقعد بعد أن ضمدت جراحها وعاصم يجلس جوارها يحاول تهدأتها من نوبة البكاء التي أصابتها.

دقائق مرت كالظهر وفتح الباب وخرج الطبيب ووجهه لا يبشر بالخير…

ش

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *