التخطي إلى المحتوى

الفصل السادس والستون

                                    

                                          

رواية وفاز الحب 

الخاتمة الجزء الاول

زينب سعيد 

❈-❈-❈

يقف يوسف أمام غرفة العمليات رفض أن يتعالج أو أن يفحصه طبيب حتي يطمأن أن زوجته بخير وشادي يقف جواره يحاول تهداته.

بينما عليا تجلس علي المقعد بعد أن ضمدت جراحها وعاصم يجلس جوارها يحاول تهدأتها من نوبة البكاء التي أصابتها. 

دقائق مرت كالظهر وفتح الباب وخرج الطبيب ووجهه لا يبشر بالخير…

اقترب يوسف منه بلهفة وتسأل بقلق:

-طمني يا دكتور مراتي كويسة ؟

تطلع له الظابط بإشفاق وقال:

-الجرج الي في رقبتها عميق قدرنا نسيطر علي النزيف لأنه مصابش أوردة ولقينا قطتع الزجاج في رقبتها.

ابتلع ريقها بألم وهو على يقين أن حديث الطبيب ما هو سوي مقدمة عن ما يود قوله تنهد بحزن :

-قول الي عندك يا دكتور.

تنهد الطبيب بأسف وقال:

-المدام آول ما وصلت هنا كان قلبها واقف وقدرنا ننعشها بالفعل لكن نزيف رقبتها مع نزيف الحمل بالإضافة ان كان عندها هبوط دورة دموية ومش بتفوق كمان من الأساس واضح أنها عندها نوبة ذعر لانها مازال جسمها بيتنفض حتي الأن جوه أحنا قدرنا نوقف النزيف لكن عشان أكون صريح بنسبة كبيرة الحمل مش يفضل لكن طالما مازال في نبض في الأجنة هنفضل نحاول معاها .

رمقه يوسف بنفاذ صبر:

-رغم كل الي قولته أنا متأكد انك مخبي حاجة يا دكتور ياريت تقولها.

تنهد الطبيب بقلة حيلة وقال:

-المدام دخلت في الغيبوبة.

حرك يوسف رأسه بعدم إستيعاب وتسأل:

-يعني أيه ؟

نهض عاصم واتجه الي الطبيب وتسأل:

-ليها سبب عضوي يا دكتور؟

هز الطبيب رأسه نافيا وعقب:

-لا ملهاش سبب عضوي هي مرتبطة بنوبة الذعر الي عندها هتفوق منها أو مش هتفوق دي حاجة غيبية علي فكرة أحنا ركبنا ليها ماسك تنفس صناعي لان وارد جدا تدخل في حالة اللاوعي ولو ده حصل يبقي مفيش أمل.

لم تحمله قدماه أكثر من ذلك وتهاوي أرضا ودموعه تنساب علي وجنتيه هل إنتهي كل شئ هل ستتركه وترحل.

اقترب الجميع منه والطبيب يتسال:

-حضرتك كويس ؟ أنت سامعني ؟

التفت الي عاصم وقال:

-لازم الجروح دي تتعالج .

تجاهل يوسف حديثهم ونهض بصوبة مستندا علي الحائط خلفه وتحدث بجمود:

-عايز أدخل لمراتي .

حاول الطبيب الاعتراض لكن صاح بعنف:

-سمعت قولت أيه عايز أدخل لمراتي.

تنحي الطبيب جانبا وأشار له بالدخول.

❈-❈-❈

سار مترنحا وفتح باب الرعاية ودلف الي الداخل رأها وليته لم يرها جسد متراخي علي الفراش لا حول ولا قوة لها وجه شاحب كأنها تحاكي الموتي الأسلاك موصلة بيدها الإثنين .

اقترب منها وتوقف جوارها ودموعه تنساب علي وجنتيه لم يخطر في باله أنه سيراها هكذا يوما ليته مات قبل هذا.

تطلع إلي جرح رقبتها وتحسسه برفق ولا إراديا إتجهت نظراته إلي أحشائها ووضع يده فوقها ويا للعجب شعر بحركة أطفاله أسفل يده كآن طفلية أرادا أن يشاطراه حزنه علي والدتهم ، إقترب منها جني لافحت أنفاسه بشرتها وقبل جبينها بحزن وهمس في أذنها معاتبا:

-كده يا نورسيل عايزة تسبيني ؟ طيب فين حبك ليا ها ؟ ردي ساكته ليه يبقي مش بتحبيني زي ما بحبك عايزة تمشي ؟ وتاخدي ولادنا معاكي وتسبوني لوحدي ؟ طيب مفكرتيش فيا ؟ هعيش أزاي من غيركم طيب كنتي خدوني معاكي سيباني لوحدي ليه يا قلب يوسف ؟ أنتي محبتنيش زي ما حبيتك لإنك لو حبتيني زي ما بحبك مكنتيش هتسبيني وتمشي ليه يا نورسيل خرجتي ليه تسمحي للكلب ده يوجعني فيكي كده طيب أقولك فوقي بس وأرجعيلي يا قلبي وأنا مش هزعل منك أنا مسامحك مش عايز حاجة من الدنيا غير أنك تفوقي بس وترجعيلي مش هقدر أكمل من غيرك سمعاني مش هقدر.

جثي علي ركبتيه أمام الفراش ضم يدها إلي أحضانه وأغمض عينه وهو يتمني أن كل ما يمر به الأن ليس سوا كابوسا ويفيق منه.

 ❈-❈-❈

تجلس تبكي بإنهيار بينما عاصم مازال يقف برفقة الطبيب يستعلم عن الحالة .

ما أن رأي حالتها أستأذن من الطبيب واتجه لها سريعا يضمها بلهفة:

-إهدي يا عليا إهدي الي بتعمليه ده غلط كل حاجة هتتصلح وهتبقي بخير.

حركت راسها بلا وقالت:

-أنا السبب يا عاصم في كل ده انا الي غبية وأخدتها معايا وعرضتها للخطر ده يوسف مش هيسامحني يا عاصم يوسف مش هيسامحني.

تنهد عاصم بأسف وقال:

-هيسامحك ونورسيل هتفوق وكل حاجة هترجع لطبيعتها.

تطلعت له بأمل وتسالت:

-تفتكر ده هيحصل ؟

أومأ بإيجاب وقال:

-بإذن الله هيحصل مفيش حاجة بعيد عن ربنا.

اقترب شادي منهم وقال:

-أنا بلغت عدي بكل حاجة وزمانهم علي وصول.

تنهد عاصم بقلة حيلة وقال:

-تمام.

وصل جاسر وشريف اليهم وتساءلوا عن الأخبار.

تطلع الثلاثة إلى بعضهم بخزي وتحدث عاصم وشرح لهم الحالة.

لا إراديا دمعت عين شريف وهو يقول :

-أه يا بت عمي أه تحملتي كتير جوي وواعر ولسه بتتحملي.

تحمحم جاسر بإحراج وقال:

-أنا عارف أنه مش وقته بس لازم تيجي معايا يا عاصم عشان نقفل القضية .

انتفض جسد عليا وتمسكت به بقوة وربت علي ظهرها وقال:

-حاضر يا جاسر آول لما الجماعة يوصلوا هروح معاك.

رفعت رأسها بدموع وقالت:

-متسبنيش أنا محتاجة ليك .

تنهد بأسي وقال:

-مش هسيبك متقلقيش خلاص يا عليا إهدي.

التفت الي جاسر وتسال:

-عامر مات ؟

تنهد جاسر بأسي وقال:

-قدرنا ننزل تاني لقينا النار إنطفت ومش فاضل غير أشلاء وبس جمعناها عشان يتم دفنها بس طبعا مقدرناش نتعرف علي هويته أو هوية الدجال.

هز عاصم رأسه بأسي وقال:

-هو الي وصل نفسه ووصلنا للنهاية دي.

❈-❈-❈

بعد ساعتين وصل عدي وصفاء وعهد ونايا الي المشفي وكذلك عوني وعلي وعائلة شادي وبيجاد ايضا حضر ليكون جوار رفقاء ضربه تجمع الجميع في المشفي وصدموا من كم المصائب التي علموا بقي رغب الجميع في رؤية نورسيل لكن الطبيب رفض رفض قاطع حفاظا علي سلامتها يكفي يوسف الذي لازال يجلس أرضا جوار فراشها ويرفض أن يتركها أو يذهب إلى الطبيب لمداواة جراحه.

ذهب عامر وعلي وعاصم برفقة جاسر كي يتم غلق القضية للأبد بعد أن ثبتت ل الادلة علي عامر ووفاته المنية.

في منتصف الليل إضطر عدي أن يأخذ زوجته وشقيقته الي المتزل بينما رفضت صفاء رفض قاطع أن تغادر وتترك أبنها ونورسيل دون أن تطمئن عليهم.

❈-❈-❈

جلست صفاء علي أحد المقاعد ومصحفها بين يديها تتلوا أيات الذكر الحكيم غادر الجميع وظلت هي وشادي وبيجاد.

تطلع لها بيجاد بإشفاق:

-هتفضل قاعدة كده ؟

تنهد شادي بقلة حيلة وقال:

-مش عارف يا بيجاد ويوسف كمان إلي رافض يتعالج وشه وجسمه فيهم حروق.

زفر بيجاد بحنق وقال:

-منكم لله يا عامر الكلب أنت السبب في كل المصايب دي.

تنهد شادي بأسف وقال:

-خلاص هو مات دلوقتي وميجوزش عليه غير الرحمة كفاية الموتي إلي ماتها.

رمقها بيجاد شذرا وقال:

-يا شيخ الله يرحمه مطرح ما راح ده ميجوزش عليه الرحمة ده .

زفر بحنق وعقب:

-بقولك ايه أنا هدخل أطمئن علي يوسف وأحاول أخرجه.

تسأل شادي بحيرة:

-هتدخل ازاي منعين الدخول.

رمقه بغيظ وقال:

-يعني أنا ببيع بطاطا أنا دكتور .

ضرب علي جبينه وقال:

-معلش نسيت.

تطلع إلي صفاء وتحدث برجاء:

-ما تدخلها معاك تطمئن ؟

تنهد بيجاد بأسف وقال :

-أما مدخلتش ولا شوفت الحالة من الأساس بس واضح من كلامكم أن الوضع حرج ودي عناية مركزة مينفعش فيها ولا صوت ولا عياط أساساً هما سابوا يوسف عشان حالته بس.

أومأ بإيجاب وقال:

-تمام ادخل وطمنا.

اتجه إلي الرعاية ودلف بالفعل وجد يوسف يجلس أرضاً ويد زوجته بين يديه مغمض العينين تطلع له بإشفاق واقترب منه يحرر يدها من بين يده لكن فتح يوسف عينه سريعاً.

تحدث بيجاد بلهفة:

-اهدي يا يوسف اهدي ده أنا.

تنهد يوسف بحزن وظل علي وضعه.

حقي بيجاد علي ركبتيه أمامه وتحدث معاتبا:

-حرام عليك نفسك يا يوسف والي بتعمله فيها ده مش شايف شكلك الدم نشف علي وشك والحروق ملتهبة لو فاقت وشافتك كده تفتكر هتتحسن ؟

تطلع له يوسف بأمل وتسأل:

-يعني هي هتفوق؟

ابتسم بيجاد وقال:

-بإذن الله هتفوق أطمئن يا حبيبي هي كل إلي محتاجة تحس براحة وامان وده أنت الوحيد الي تقدر تقدمه ليها لكن أنت بتعمل أيه ضعيف مكسور تفتكر كده ممكن تطمئن وترجع علي فكرة هي حاسة بيك وسامعة كلامك كويس أوي لكن مش قادرة تفوق مش حاسة بالأمان .

 تسأل يوسف بلهفة:

-طيب قولي أعمل أيه عشان تفوق وهعمله المهم تفوق بس.

ابتسم بيجاد بحماس وقال:

-آول حاجة هتقوم لدكتور يفحص جروحك وتغير هدومك دي وتيجي هنا تقعد جنبها وتتكلم معاها وتطمنها مش تفضل قاعد جنبها تعيط ومهزوم إستحالة تفوق .

تطلع له يوسف بأمل وتسأل:

-طيب قدر فاقت وأنا بره وملقتنيش جنبها ؟

ربت بيجاد علي كتفه بهدوء وأشار إلي غرفة صغيرة زجاجية يوجد ممرضتين لم ينتبه لها سوا الأن:

-دول موجودين هنا وبيتابعوا كل حاجة أطمئن ومتخافش قوم معايا يلا قوم لازم تبقي أقوي من كده مش عشانك لا عشانها هي وعشانك ولادك قون يا بطل قوم .

نهض يوسف بوهم مستنداً علي بيجاد اقترب منها وهمس برفق:

-هروح أغير هدومي وارجعلك أنا هنا جنبك يا عمري.

ألقي عليها نظرة أخيرة وغادر مستنداً بجسده علي بيجاد فهو يشعر بخدر بثائر جسده بالفعل.

❈-❈-❈

في الخارج فور أن فتح الباب وخرج بيجاد وبرفقته يوسف وهو بحالته تلك نهضت صفاء بفزع وهي تري ولدها في هذا الوضع المؤلم صدقت سريعاً ووضعت المصحف علي المقعد وركضت تجاهه تتفحصه بلهفة:

-يوسف أنت بخير يا ابني ؟

تطلع لها بحزن وقال:

-أنا بخير بس هما مش بخير يا أمي.

لم تدري صفاء سوي وهي تأخذه في أحضانها وعانقته بقوة كم كان يحتاج هو إلي هذا العناق ترك العنان لدموعه تنساب علي وجنتيه بغزارة فهو الأن في حصنه المنيع.

“مهما كبر المرء وأصبح في أعلي المناصب سيظل حضن الأم هو الحصن الدافئ له”

ظل علي وضعهم فترة إلي أن استطاع أن يتغلب علي دموعه وابتعد عن والدته واستند علي بيجاد وتحدث بوهن:

-يلا يا بيجاد عشان ارجع لها.

اتجه شادي واسنده علي الجهة الاخري وتسأل:

-هيروح فين بيجاد ؟

رد بيجاد بإختصار:

-هوديه اوضة عشان يعالج الجروح ديه.

ألتفت إلي صفاء وقال:

-معلش يا طنط خلي عدي يجيب هدوم معاه ليوسف.

حركت رأسها بإيجاب وردت:

-حاضر يا ابني حاضر.

ألتفت لها يوسف وتحدث برجاء:

-خليكي هنا يا ماما عشان لو نورسيل فاقت.

تطلعت له بإشفاق وقالت:

-حاضر يا حبيبي حاضر مش هتحرك من هنا.

ابتسم بوهم وتحرك برفقة بيجاد وشادي متجهين به إلي إحدي الغرف بينما جلست صفاء تبكي بحسرة علي ما اصاب ولدها من قهر الرجال رفعت يدها إلي السماء تناجي ربها أن يرفع عن ولدها ويرد له زوجته وطفليه وأن يخفف عن إبتلاءه .

❈-❈-❈

إنتهي الطبيب من مداواة جراحه وفور إنتهائه طرق الباب ودلف عدي وهو يركض تجاه شقيقه بلهفة:

-يوسف أنت كويس يا حبيبي ؟

أومأ بإيجاب:

-الحمد لله.

تحدث الطبيب بعملية:

-طبعا المفروض كنت تتعالج آول ما وصلت بس حصل خير اهم حاجة التغيير علي الجروح والحروق آول باول بعد إذنكم.

غادر الطبيب وتحدث بيجاد برفق:

-قوم يلا غير هدومك يا يوسف.

حرك رأسه بإيجاب ونهض بصمت متجهاً إلي المرحاض.

تسأل عدي بلهفة:

-نورسيل أخبارها ايه ؟

تنهد بيجاد وقال:

-الوضع زي ما هو الغيبوبة ملهاش وقت تفوق منها ممكن تفوق النهاردة بكره بعد شهر بعد سنة المشكلة الأكبر في الجنين إلي في بطنها اعتقد هينزل.

كان استمع إلي جملته وهو يخرج من المرحاض وتحدث بأسي:

-المهم هي ترجعلي حتي لو هخسرها.

تطلعوا إلي بعضهم بأسف وصمتوا طرق الباب ودلف عاصم وبرفقته عليا التي حضرت مع عدي ولكن ظلت تقف في الخارج لكن ما أن وصل عاصم تشبثت به كطفلة صغيرة ودلفت برفقته.

ما أن وقعت نظرات يوسف اليها رمقها معاتبا وتطلع إلي الجهة الاخري وهو يبتلع غصة مريرة بفهمه.

اقتربت منه عليا بحزن وقالت:

-يوسف.

ألتفت لها وتحدث بحزم:

-مش عايز أسمع حاجة يا عليا عمري ما هسمحك لو نورسيل حصلها حاجة عمري ما هسمحك أطلعي بره يا عليا مش عايز أشوفك قدامي.

إقترب منها عاصم وأخرجها إلي الخارج ولم ينطق بحرف واحد حالة يوسف الأن لا تسمح بالحديث ولا بالجدال هو محق عليا أخطأت بالفعل.

❈-❈-❈

عاد إلي غرفة زوجته مرة آخري وجلس جوارها علي مقعد أحضره له بيجاد وجلس عليه وأمسك يدها ودل يتحدث معها كما كانوا يتحدثون وبداخله يتمني أن يكون حديث بيجاد صحيح وهي تسمعه بالفعل وتلبي نداء القلوب وتعود لأجله .

بينما في الخارج ظل الجميع يجلس على أعصابهم ورفضوا أن يغادروا لم يغادر سوي شادي كي يظل برفقة زوجته ونايا وأطفال عليا.

ولكن مع انهيار حالة نايا اضطر أن يعود عدي هو الآخر وصل إلي المنزل وجدها تبكي وفي حالة يرثي لها ضمها بلهفة وقال:

-إهدي يا نايا نورسيل بخير وهتفوق اطمني ؟

تطلعت له بأمل وقالت:

-بجد هتفوق يا عدي ؟ نورسيل مش أختي نورسيل دي امي وابويا وأخويا وكل عائلتي تعبت كتير وأتعذبت اكتر في حياتها هي ليه بيحصل معاها كده.

رمقها عدي معاتبا وقال:

-أستغفري ربك يا نايا حرام عليكي كده.

رددت بحزن:

-استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم غصب عني يا عدي نايا صعبانة عليا عايزة اروح أشوفها.

أومأ بإيجاب وقال:

-قومي ألبسي اوديكي عندها.

جاء في الحديث: إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه والنبي ﷺ يقول: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل وهم أحباب الله، فالابتلاء يبتلى به الأحباب ليمحصهم، ويرفع درجاتهم، وليكونوا أسوة لغيرهم حتى يصبر غيرهم يتأسى بهم؛ ولهذا قال ﷺ: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل.

❈-❈-❈

تحدثت بأسي:

-يوسف مش هيسامحني يا عاصم يوسف مش هيسامحني أنا عارفة أني غلط بس مكنتش اعرف ان ده كله هيحصل يارتني ما اخذتها معايا.

تنهد بأسف وقال:

-أنتي سبب يا عليا مش اكتر هي مكتوب ليها كده أن شاء الله تقوم بالسلامة ويوسف يسامحك هو ميقدرش يأسي عليكي أصلا أنتي بنته إلي مخلفهاش زي ما بيقول .

تطلعت له بأمل وقالت:

-يارب يا عاصم يارب.

وصل عدي ونايا التي دلفت سريعاً إلي شقيقتها تفاجأت بمنظرها إقتربت منها وقبلت جبينها وقالت:

-نورسيل أنتي أقوي من كده يا قلب اختك طول عمرك جبل حمال قاسية عشان خاطري فوقي أن من غيرك مليش ضهر ولا سند.

تطلع لها يوسف بأمل وقال:

-هتفوق يا نايا نورسيل هتفوق وهترجعلي هي وأولادنا.

مر شهر وضع نورسيل كما هو يوسف دائماً جوارها وكذلك الجميع يأتي كل يوم لزيارة حالتها مستقرة وضع الأجنة علي خير ما يرام كما علم يوسف نوعهم كم تمني أن تشاركه نورسيل هذه اللحظة لكن شاهدها هو أثناء تحويلها لدكتور النساء والتوليد التي قامت بإجراء السونار للإطمئنان عليهم وأخبرته أنها تحمل ذكرا وأنثي ..

أما والدة عامر فأصابتها نوبة جنون عندما علمت بما صاب إبنها وتحولت إلي مستشفي الأمراض العقلية……

في إحدي الأيام صلي يوسف فرضه وعاد إلي زوجته يجلس جوارها أمسك يدها كالعادة يحركها فتفاجي…..

يتبع……

                                  

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *