الفصل الواحد والستون
رواية وفاز الحب
الفصل الحادي والستون
زينب سعيد
❈-❈-❈
أحياناً يكون السند والأمان هو طوق النجاة الذي نتعلق بها ونتمسك بها بكامل قواتنا “
تطلعت إلي زوجها بترقب وتسألت:
-ليه يا دكتور ؟
ابتسمت بخفة وعقبت :
-عشان مثلاً أنتي في كل حاجة بتقوليها مركزة مع جوزك وخايفة ؟ أنا محتاجة تفتحي قلبك وتأكدي أن كل كلمة بتقوليها هنا بتفضل ما بينا وبس.
أومأ يوسف بتفهم وقال :
-أكيد طبعاً واثق من ده وإلا مكناش هنا بإذن الله الجلسة التانية تقعد مع حضرتك لوحدكم.
هتفت معترضة:
-يوسف.
رمقها معاتبا وقال:
-إهدي هبقي موجود جنبك بره.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-تمام.
ابتسمت بخفة وقالت:
-متخافيش مش بعض أنا.
ألتفت إلي يوسف وقالت:
-المدام ليها عشر جلسات في الشهر حبين نكثف تمام بس ده الأفضل ليها عشان ترتاح نفسياً بعد كل جلسة
حرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ كفاية فعلاً.
أومأت الطبيبة بتفهم وقالت:
-تمام كده حضرتك دفعت بره ١٠ الاف تكلفة ال١٠ جلسات لأن حضرتك حاجز برايفت مدة تواجدك هنا حابب تبقي عاديه مفيش مشكلة..
حرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ برايفت.
نهض وقال:
-كده نقدر نمشي ؟
ردت باختصار:
-أيوة طبعاً مش هقدر اكتب علاج عشان الحمل بس هتنتجه للحاجات الطبيعية.
أنتبه لها يوسف وتسأل:
-زي أيه ؟
❈-❈-❈
تحدثت بعملية:
-آول الحاجة الراحة النفسية تبعد عن أي اضطرابات تحاول تتمشي كتير في أماكن فاضية عشان تصفي ذهنها تشرب عصير ليمون نعناع أو ليمون بس أو نعناع ده كله يهدي معاها طيب حصل مشكلة وأتعصبت أوي تحاول تطلع ده في حاجة بتحبها يعني مثلاً بتحب الطبخ تطلع ده فيها تروح تطبخ مثلا أو بتحب الرسم تطلع مع فيه المهم تطلع الطاقة السلبي إلي جواها وياريت بقدر الإمكان نشغل عقلنا ومنفكرش انتي حامل فكري دايما في البيبي هتجيبي ليه هدوم اي هتجهزي اوضته أزاي هتسميه أيه أتكلمي مع أي حد وطبعاً أهم حاجة للراحة النفسية قراءة القرآن الكريم أقرأي سورة يوسف سورة البقرة أعملي ورد لنفسك واحدة واحدة هتهدي وهتحسي براحة وعلي فكرة في إكتئاب حمل أحنا عايزين نبعد عنه خالص ونحاول أن نتلاشاه قدر الإمكان.
تسأل يوسف بحيرة:
-ليه يا دكتور ؟
تطلعت إلي نورسيل بنبرة ذات معني وقالت:
-ده هتكلم فيه مع حضرتك بعدين أهم حاجة هي تهدي وتطمن ليا لأن حساها مش متقبلاني وخايفة تتكلم.
صمتت قليلاً وقالت:
-أو نقدر نقول رافضة تتعالج مثلاً وحابة تفضل عايشة في دور الضحية.
حركت رأسها نافية وقالت:
-لأ طبعاً مش صح.
إبتسمت ساخرة وعقبت :
-مش صح يعني المرة الجاية هتفتحي قلبك ونتكلم ؟
رمقتها نورسيل بتحدي وقالت:
-من دلوقتي لو حابة.
ابتسمت الطبيبة بنصر وقالت:
-تمام يبقي أتقفنا تقدروا تتفضلوا.
نهضت نورسيل وتحركت إلي الخارج بغيظ شديد بينما ظل يوسف واقفاً.
استرسلت بتوضيح:
-من المؤكد هتقول ليك مش عايزة تيجي ليا أو تروح لدكتورة تانية.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-ليه حضرتك بتقولي كده ؟
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-واضح من تعلقها بيك انها خايفة تتكلم قدامك عشان خايفة تبعد عنها أو تخسرها حاول تطمنها وبس.
أومأ بإيجاب وقال:
-الجلسة التانية أمتي ؟
ردت بتفكير :
-خليها الخميس تكون هديت شوية.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-تمام يا دكتور شكراً لحضرتك العفو.
أشارت له بخفة وعقبت:
-أخرج لها يلا عشان هي بطلع دخان بره وممكن تدخل دلوقتي تصرخ.
ضحك بخفة وعقب:
-ده أكيد بعد اذنك.
ردت بخفة:
-أتفضل.
❈-❈-❈
غادر غرفة الطبيبة وجدها تقف في الخارج ووجها لا يبشر بالخير اقترب منها بصمت تام وضم خصرها بخفة وتحرك بها إلي الأسفل ركبا السيارة بصمت تام وبدأ هو بالقيادة يحاول أن يتطلع لها خفية ينتظر إنفجارها في أية وقت.
لم تستطيع كتم غيظها أكثر من ذلك وتحدثت بغيظ:
-ممكن أفهم كنت بتتكلم معاها في أيه ؟
رفع حاجبه وتهكم قائلاً:
-أكيد مش هتغيري من واحدة اد أمي ؟
ردت نورسيل بغيظ:
-بس حلوة ومش باين عليها سن.
هز رأسه بيأس وعقب:
-نورسيل إهدي يا قلبي لو سمحتي بلاش هبل تحبي ارمن ونتمشي عشان نهدي.
صاحت بغيظ:
-لأ مش عايزة أنزل ولا هسمع كلامها ولا هاجي ليها تاني .
توقف يوسف بسيارته جانباً وألتفت لها وقال:
-لأ هتسمعي كلامها وهتيجي ليها تاني ولا فعلاً كلامها صح وأنتي بتهربي منها ومش عايزة تتعالجي وعاجبك دور الضحية.
اتسعت عيناها بغيظ وقالت:
-أنت هتصدقها يا يوسف؟
حرك رأسه نافيا وعقب:
-أنا مكنتش مصدقة بس افعالك دي خلتني أصدقها فعلاً هي مر عليها مرضي كتير زي وتقدر تقدر وفعلاً كلامها صح.
رمقته بتحدي وقالت:
-خلاص يا يوسف هسمع كلامها وهاجي ليها عشان خاطرك.
حرك رأسه نافياً وقال:
-توء توء توء مش عشاني عشانك أنتي وبس هتخفي وتتعالجي عشان نفسك وبس قبل ما تتعالجي عشاني وعشان ولادنا.
تنهد وقال:
-نورسيل أنا حابب تعيشي حياة طبيعية ممكن ؟ حابب اشوف ضحكتك الحلوة علي طول ليه حابة تحرميني منها؟
أغمضت عيناها بألم وقالت:
-حاضر يا حبيبي حاضر.
إبتسم بحب وقال:
-حبيبي بقي نفسه يروح فين ؟
هزت رأسها نافية وقالت:
-عايزة اروح.
رمقها معاتبا وعقب:
-كده أزعل منك بقي يلا بينا بقي حابة تروحي فين؟
مطت شفتيها بحيرة وقالت:
-مش عارفة وديني مكان علي ذوقك.
صمتت قليلاً ووضعت يدها علي أحشائها وقالت بتلذذ:
-أنا نفسي أكل كبدة وسجق من عربية في الشارع.
صمت مفكراً وقال:
-تمام أعرف واحد مضمون بس مش هتكتري من الكبدة هو سندوتش واحد بس عشان غلط عليكي تمام ؟
إبتسمت بحب وقالت:
-تمام.
بعد ما يقارب النصف ساعة.
كانت تتوقف سيارة يوسف أمام كورنيش النيل ويجلس هو ونورسيل علي طاولة صغيرة أمام عربة كبدة وسجق .
تحدثت نورسيل بصوت هامس:
-أنت متأگد أن الكبدة دي حلوة ولا هوهو ؟
ضربها بخفة علي رأسها وعقب مازحاً:
-هوهو أكيد يا قلبي .
غمزة بخفة وقال:
-أطمني يا قلبي وكلي أنا أعرف العربية دي من زمان أوي كنت باجي أنت وعاصم هنا دايما.
بدأت تتناول السندوتش بنهم شديد وهي تتسأل:
-بجد ؟
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-هو أيه إلي بجد ؟
استرسلت بتوضيح:
-قصدي أنكم ولاد ناس .
ضحك بخفة وعقب:
-ما كلنا ولاد ناس يا قلبي بس أنا فاهم أنتي عايزة تقولي أيه بصي يا قلبي احنا كنا مراهقين وبنخرج وعايشين حياتنا.
إبتسمت ساخرة وقالت:
-أصل الصراحة مش متخيلة يوسف باشا المغربي وهو متشرد.
أتسعت عيناه وأشار إلي نفسه بصدمة وتسأل:
-أنا متشرد بزمتك ؟
ضحكت مازحة وقالت:
-لا مش قصدي بس حساك يعني شخصية من زمان.
ضحك بخفة وعقب:
-نورسيل كلي يا قلبي كلي عشان شكل الهوهو أثرت عليكي.
ابتسمت بحماس وقالت:
-طيب ممكن بعد ما نخلص اكل نتمشي شوية علي الكورنيش؟
أشار إلي عينه بحب وقال:
-من عيوني يا قلبي أنتي تشاوري وأنا انفذ.
ابتسمت بحب وقالت:
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
❈-❈-❈
وصل إلي شقته وهو يحمل العديد من الحقائب فتح الباب ودلف وجد زوجته تسير بطفلهم ذهاباً وإياباً وأشارت له أن يصمت.
إبتسم بهدوء ودلف إلي المطبخ وبدأ بتفريغ الاكياس ووضع الطعام في الأطباق وأخرجها ووضعها علي الطاولة وجلس في انتظارها.
وضعت الرضيع في مهده وعادت إلي زوجها وهي تنظر إلي الطعام بحماس:
-تسلم ايديك يا حبيبي.
ضحك بخفة وعقب:
-علي ايه هو أنا عملت حاجة يا دوب أشتريته.
جلست جواره واسترسلت بإيضاح:
-كون انك تفكر فيا وعايز تخرجني وتجيب الأكل ده يبقي تسلم يا حبيبي.
ابتسم بحب وقال:
-هو أنا قولتلك أني بحبك قبل كده .
ابتسمت بمشاكسة وقالت:
-أيوة بس مفيش مانع من التكرار.
غمز لها بخفة وعقب:
-من عيوني يا قلبي.
تسأل بإنتباه:
-صحيح مودي تعبك النهاردة ولا أيه ؟
أومأت بإيجاب وقالت:
-أيوة مكنش راضي ينام خالص.
تحدث مقترحاً:
-تحبي نجيب مربية تساعدك ؟
حركت رأسها نافية وقالت:
-لأ طبعاً مفيش حد يربي أبني غيري.
إبتسم بحب وقال:
-عشان تساعدك حتي في شغل البيت وترتاحي.
هزت رأسها نافية وقالت:
-مين قالك أني بتعب منه أو من شغل البيت بل بالعكس بكون سعيدة لو اقدر اعمل أكتر من كده كمان عشان أساعدكم مش هتأخر.
قبل جبينها بحب وقال:
-ربنا يبارك فيكي يا حبيبتي.
❈-❈-❈
أتسعت عيناه وهو يستمع إلي التسجيل سمعه مرارا وتكرارا والنتيجة واحدة يوسف برئ بالفعل لم يقتل شهاب إنما القاتل الحقيقي هو عامر .
أنتبه إلي صوت شقيقه المتسأل:
-خير يا جاسر في أيه ؟
انتبه له وقال:
-أقعد أقعد كويس إنك جيت.
جلس بيجاد علي المقعد وتسأل:
-خير في ؟
تحدث جاسر بشرود:
-يوسف برئ.
قطب بيجاد جبينه بعدم فهم وتسأل:
-نعم يا أخويا ؟ يوسف مين الي برئ ؟ انت بتقول أيه يا جاسر أنا مش فاهم حاجة ؟
تنهد بقلة حيلة وقال:
-يوسف مقتلش شهاب من الأساس.
اتسعت عين بيجاد مرددا بعدم إستيعاب:
-نعم يا أخويا ؟ مش فاهم طيب لو هو مش الي قتله مات إزاي أنا مش فاهم حاجه ؟
استرسل بإيضاح:
-عامر إلي قتله.
حرك بيجاد رأسه بعدم إستيعاب وتسأل:
-عامر إلي قتله أزاي أنا مش فاهم حاجة الصراحة ؟
تنهد بقلة حيلة وقال:
-هفهمك.
سرد إلي بيجاد كل شئ عن التسجيل وما به ولكن لم يتطرأ إلي كيفية حصوله علي هذا التسجيل .
انتهي من حديثه وجد شقيقه شاردا :
-بيجاد روحت فين ؟ سرحان في ايه؟
ابتسم بيجاد بشرود وقال:
-في النصيب.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-النصيب أزاي ؟ مش فاهم وايه دخل ده بإلي أنا قولته ؟
عاد بظهره إلي الخلف وإستطرد قائلاً:
-شوف يا سيدي لو مكنش يوسف اتهم بقضية قتل شهاب مكنش يوسف اتجوز نورسيل ولا كان شادي اتجوز عهد وعدي مكنش اتجوز نايا تدابير من ربنا.
ابتسم جاسر وعقب:
-عندك حق والله سبحان الله النصيب.
تنهد وقال:
-المفروض أعرف يوسف .
أومأ بإيجاب وعقب:
-ده إلي لازم يحصل يا جاسر.
تسأل بفضول:
-ناوي علي ايه هتقول أمتي ؟
حك جبينه بخفة وعقب:
-مش عارف أقوله أمتي خايف اقوله دلوقتي يتسرع ويعمل حاجة وخايف أعرفه بعدين يعاتبني أني سيبته علي عماه.
مط بيجاد شفتيه بحيرة وقال:
-عندك حق الصراحة بس مش عارف أقولك تعمل ايه.
صمت قليلاً وتسأل:
-صحيح أنت جبت التسجيل ده أزاي ؟ شادي صح ؟ أكيد عن طريق طليقته.
أومأ بإيجاب وقال :
-أيوة يا بيجاد بس الكلام ده ما بينا احنا.
رمقه بضيق وقال:
-يا سلام لأ تخيل هروح أقول ليوسف ألحق جوز اختك بيلعب بديله.
اغتاظ جاسر وصاح مستنكراً:
-خلاص يا سيدي مكنتش كلمة .
تنهد بيجاد وقال:
-خلاص خلينا في المهم أيه الخطوة الجاية ؟
تحدث جاسر بغموض:
-مستني القمر يظهر.
جعد بيجاد جبينه وتسأل:
-نعم يا أخويا ؟ قمر ايه ؟ أنا مش فاهم حاجة.
ابتسم جاسر بغموض وعقب:
-مش مهم أنت تفهم المهم أني أنا فاهم .
رفع كتفيه بالامبالاة وعقب:
-ماشي يا سيدي علي راحتك.
❈-❈-❈
إنتظر حتي غفت زوجته نهض من جوارها بحذر شديد وتوجه إلي الخارج أخرج فلاشة صغيره من جيبه قام بوضعها بجهاز اللاب توب الخاص به وولج إلي الغرفة الآخري وترك الباب خلفه مفتوح.
تذكر ما فعله بعد أن أخذ الفلاشة منها قرر أن يأخذ نسخة من التسجيل ليسمع ما بها ويعلم حقيقة شقيقته الحقير فعلي ما يبدوا أن ما خفي كان أعظم.
ذهب إلي مقر عمله وأحضر فلاشة آخري قام بوضع الفلاشة بالجهاز وقام بنقل التسجيل إلي الجهاز اللوحي وبعدها نزع الفلاشة ووضع الفلاشة الآخرة وقام بنقل التسجيل عليه وحذفه من علي الجهاز نهائياً واغلق جهازه مرة اخري ونهض وغادر ذهب إلي جاسر وأعطاه الفلاشة وبعدها ذهب لإحضار الغداء له ولزوجته قضوا أمسيتهم سويا وبعد أن تأكد من أنها غفت قرر أن يتسمع إلي هذا التسجيل ليعلم ما به.
ضغط علي زر التشغيل وبعد يستمع إلي ما يقال وهو يصوب كامل تركيزه إلي صوت حتي أنه لم ينتبه إلي زوجته التي أستيقظت عندما شعرت بخلو الفراش جوارها ونهضت تبحث عنه وقفت أمام باب الغرفة وجدته يجلس علي الفراش معطيا إياها ظهره يصوب تركيزه علي صوت الجهاز في البداية لم تنتبه إلي هوية الصوت لكن بعد قليلاً ميزت صوت عامر إبن عمها لكن من تتحدث معه لم تستدل علي صوتها ولا هويتها بعد ولكن لا يهم المهم الحديث الذي تنطق به تشعر أنه يخصهم.
تصنم جسدها عندما علمت أن شقيقها برئ ولم يقتل شهاب من الأساس وعامر هو القاتل ولكن كيف فعل بهم هذا ؟ كيف له أن يخدعهم تشعر أنها في كابوس شديد معني هذا أن سبب زواجها من شادي قد انتهي ومن المؤكد سيطلقها لا محالة فقد عاد الحب القديم وبدأ يستعيد ومضات حبهم سويا هو كان يدللها كي يهون عليها ما سيحل بينهم فيما بعد.
هل حان وقت الفراق ؟ بعد أن أغرقها في حبه سيخرجها بقسوة ويلقيها علي شاطئ الفراق.
وضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها وغادرت سريعاً إلي غرفتها تممدت علي الفراش وأغمضت عيناها وهي تحاول منع دموعها من السقوط أو ظهور صوت شهقاتها.
❈-❈-❈
بينما الوضع لم يختلف كثيراً بداخل الغرفة أغلق الجهاز بقسوة لا يصدق ما إستمع له حتي الأن هل شاركت في قتل شقيقه بالفعل ؟ لا يصدق أن أخاه كان بهذا الشر والإجرام لو لم يظهر يوسف وينقذ حنين من براثنه كان قد اعتدي عليها ؟ وبعدها قام بذبحها وتقديمها قربان إلي الجان هل هذا عقلا من الأساس كيف لشقيقه أن يصبح بكل هذا الشر والدهاء ! كيف يقتحم حرمة الجسد بهذه البشاعة وتدنيسها ؟ كيف له أن يزهق روحا بهذه الطريقة الغير أدمية يذبح بشرا ؟! كيف له أن يفعل هذا ؟ ألا يشعر بألم ؟ لو ترتعش يده أثناء الذبح؟ هل تجردت الإنسانية منه نعم مؤكد هذا ، ليته كان يقتل بغير هذه الطريقة البشعة لا يستعب عقله حتي الأن كيف له أن يذبح إنساناً .
مسح علي وجهه عدة مرات وخبئ الفلاشة في أحد الأدراج وعاد إلي غرفته وجد زوجته غافي أو خدعته هي بنومها هذا ، ألقي نظرة عليها واتجه إلي المرحاض خلع ملابسه ووقف أسفل الماء البارد مغلقا عيناه يشعر أنه في كابوس بشع لا يستطيع أن يفيق منه .
ظل علي وضعه قرابة الساعة وخرج بعد فترة وتمدد جوار زوجته وهو يطلع إلي السقف بشرود لم تطرف عينه طرفة واحدة وهي إلي جواره تتظاهر بالنوم وداخلها يحترق.
❈-❈-❈
يجلس في الغرفة وجهه مكتاظ غيظاً عيناه حمراء كالجمر المشتعل يشعر أن هناك بركان خامل بداخله علي وشك أن ينفجر في أي وقت لا محالة.
فاق من شروده علي صوت رنين هاتفه اخرج الهاتف من جيبه ورد باقتضاب:
-خير ؟ ليلة ١٥ تمام هكون موجود.
صمت قليلاً وأكمل بحقد:
-هنفتح الأتنين لا متتعبش نفسك أنا هجبلك الجتتين سلام.
اغلق الهاتف وألقاه علي مكتبه وتحدث بفحيح عاصم ويوسف جه وقت الحساب ونرفع راية النهاية هحسر قلبك يا يوسف علي مراتك وإلي في بطنها وأنت يا سي عاصم عليا هتتحرم منها للأبد والأيام ما بينا .
التعليقات