اسكريبت نعين بعضنا (كامل) بقلم ايسو ابراهيم
نزل الصبح من بيته رايح الشغل لقى ست كبيرة قاعدة قدام بيته هدومها متبهدلة
قالت بحزن: حاجة لله يا بني
عمر باستغراب إن أول مرة حد يجي يقعد قدام بيته فطلع فلوس من جيبه وحطهم في إيدها، رغم إنه كان متردد يديها ولا لأ
هى بفرحة: روح يا بني إلهي ربنا يفرحك ويحفظك من كل سوء وشر
ابتسم لها ومشي على شغله، ركب مواصلة توديه شغله، وقرر يمشي آخر حتة لأن كدا الفلوس مش هتكفي معاه ومش هيعرف يرجع
نزل من المواصلة ومشي حوالي ربع ساعة بص في ساعته لقى إنه كدا اتأخر عشر دقايق، والمدير هيزعقله أو يخصمله من المرتب
قال: يا رب استرها
زعل في نفسه وهو بيقول في نفسه: دا بسبب إني اديت الفلوس للست اللي كانت قاعدة قدام بيتي، يعني مالقتش غيري تقف في طريقي
أخيرا وصل مكان شغله، لكن وقف مصدوم من اللي شافه
كان هناك عربيات إسعافات والشرطة
جري عليهم بخضة وهو بيبص لمكان الشغل كان دخان بيطلع منه وفي نار من الناحية التانية، وفي عربيات مطافي
قال عمر بخضة: هو في إيه ومين اللي عمل كدا؟
واحد من اللي واقفين: فجأة لقينا المكان مولع، اتصلنا عالإسعاف يجوا والمطافي وبعدها جت الشرطة، وناس ماتت جوا، وناس مصابة زي ما أنت شايف وبياخدوهم المستشفى يلحقوهم
كان عمر تايهه، يعني لو كان وصل في معاد الشغل كان زمانه اتأذى أو مرجعش لمراته وعياله تاني
كانت الدموع في عيونه من المنظر المفزع دا، وهو بيتخيل إن لو كان جوا
حمد ربنا، إن ربنا حط في طريقه واحدة عشان تاخد منه فلوس وكمان تبقى صدقة عنه يعني حسنات كتيرة وهو مش واعي، وكمان بتبعد عنه أذى كان ممكن يصيبه، وكمان افتكر دعوة الست اللي دعتله إن ربنا يحفظه من كل شر
مع إن المبلغ كان بسيط، لكن لو كان زمانه وصل في معاد الشغل كان خسر حياته أو اتأذى وصرف آلاف من الفلوس وقعد من الشغل وكان هيصرف على بيته إزاي
حمد ربنا كتير إن ربنا حفظه من شر عظيم
راح يطمن على الناس المصابة، ولقى مديره كمان مصاب، وعرف إن له زمايل توفت زعل عشانهم جدا، وإن اللي ساب بيته وعياله عشان يجيب مصاريف البيت هيرجع جثة
عمر بزعل: يا رب صبر أهلهم
رجع على بيته عشان يشوف الست اللي شافها من ساعة
وصل بيته مش لقاها فضل يلف في شارعهم يمكن يشوفها لكن ملهاش أثر
طلع بيته أول ما شاف مراته وعياله ضحك لهم وضمهم ليه وهو بيردد الحمد لله إن رجع لهم سليم وموجود في وسطهم رجع بيته بسلام
مراته باستغراب من تصرفاته: مالك يا عمر تصرفاتك غريبة كدا، ورجعت من الشغل بدري ليه؟
خد عياله وقعدهم على رجله وقال: اقعدي يا أمل وهفهمك، وبدأ يحكي ليها اللي حصل
أمل بدموع: يا نهار أبيض ربنا يسترها، ويصبر أهلهم، الحمد لله إنك بخير ورجعت سليم
احنا بيحصل معنا حاجات بتبقى مش على هوانا وبنغضب ونتذمر لكن ربنا بيبقى شايف إن دا الخير لينا أو بيمنع عننا شر، فلازم نحمد ربنا على أي حاجة تحصل مش نفس اللي كنا مخططين له
عمر بابتسامة: فعلا، الحمد لله على كل شيء
إن شاء الله بعد كدا كل يوم هطلع صدقة حتى لو بجنيه يمكن بالنسبالي عادي لكن لناس تانية حاجة كبيرة
أمل بابتسامة: كدا أنت صح، هو أي نعم المرتب بتاعك بيكفي لآخر الشهر بصعوبة بس عايزين نعمل أكل في نص الشهر كدا لو كذا وجبة صغيرة ونوزعها عالفقرا، أو حلويات نفرح قلوبهم
عمر بتفكير: فكرة حلوة ماشي
أمل: بس كدا هتعمل إيه أكيد الشغل هيقف، عشان المكان مبقاش نافع والمدير مصاب
عمر: لأ ما أنا هنزل أشتغل حاجة تانية، هكلم حد من صحابي يشوفولي شغل حتى لو باليومية
أمل بتفاؤل: خير إن شاء الله، المهم أنت بخير الفلوس بتروح وبتيجي
عمر: الحمد لله
بعد العصر نزل عمر يقابل صحابه، وحكالهم اللي حصل في الشغل معه
واحد من صحابه قال بحزن: ربنا يسترها معنا ويصبر أهلهم
واحد تاني قال: خلاص هنفكر معاك تعمل إيه، وبردوا هنتصل على ناس نعرفها تشغلك معهم أهو تجيب مصاريف بيتك لغاية ما الأمور تتحسن
عمر بابتسامة: حقيقي محظوظ بيكم
تاني يوم اتصل عليه صاحبه وقاله: بقولك يا عمر هتنزل شغل احتياطي يومين مكان واحد واخد أجازة يومين عشان عنده برد
وبعدها نشوفلك شغل تاني
عمر بفرحة: مفيش مشكلة بس هشتغل إيه؟
صاحبه: هتنزل تسوق تربية بضاعة بتوزع عالدكاكين اللي ناقصهم، ومعك مندوب
عمر: تمام مفيش مشكلة، قولي المكان
صاحبه: تمام عدي عليا بكرة وهاخدك معايا هو في طريقي
عمر بفرحة: حبيبي تسلملي، وقفل معه وحمد ربنا على نعمه عليه، وإن ربنا رحيم معاه ويسرله الأمور
راح يعرف مراته وفرحت جدا وقالت: ربنا الرزاق يا عمر، والحمد لله رزقنا في إيد ربنا ودا شيء مطمن قلبنا مهما حصل من ظروف وصعوبات دايما نبقى متفائلين، دا حتى دي صفة من أصحاب أهل الجنة
عمر: الحمد لله على كل شيء
وانتهى اليوم، وصحي عمر بدري عشان يجهز للشغل وينزل يعدي على صاحبه يعرفه المكان
نزل بعد لما فطر وهو متحمس لشغله وقال: توكلت عليك يا رب
وصل عند صاحبه كان واقف مستنيه على أول الشارع، وخده وراح الشغل وكلم المسؤول وقاله: أهو صاحبي اللي قولتلك عليه
الراجل: تمام ماشي، ومشي صاحبه
وقال المسؤول لعمر إنه يروح يحمل العربية دي البضاعة اللي هناك دي
عمر باحترام: حاضر، وراح يحمل البضاعة كانت عبارة عن كراتين صابون واريل وكراتين شبسي، وغيرهم من البضاعة، وخلصهم وقاله: خلصت تحميل
جه المندوب وقال: يلا يا عمر عشان نلف عالدكاكين نوزع أكبر كمية من البضاعة دي
عمر باحترام: تمام يلا، وركب عمر العربية وجنبه المندوب ومشيوا
المندوب اتعرف عليه وحبه، وكانوا بيوزوعوا البضاعة والمندوب بيكتب اللي بينزلوه، وعمر هو اللي بينزل البضاعة
آخر النهار روحوا، وقعدوا يشوفوا نزلوا كمية قد إيه والمكسب إيه
كان عمر بيركن العربية وبيدخلها مكانها جنب العربيات الباقية، والمندوب واقف عند المسؤول بيوريه اللي باعوه النهاردة
المسؤول: تمام حلو شغل النهاردة، المهم عمر بيشتغل كويس ولا مضايق ولا إيه نظامه؟
ياترى هيقوله إيه؟
#نعين_بعضنا
#بارت1
(إيسو إبراهيم)
الفصل الثاني من هنا
التعليقات