رواية اختيارات مصيرية الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نورالدين
الحلقة التالتة _ إختيارات مصيرية 3.
تاني يوم الصبح صحيت بخضة على صوت ماما وهي بتصرخ وأختي جاية بتصحيني بتوتر وخوف وقالت:
_ فاتن قومي، بدر نشر صور ليكِ بلبس البيت.
قومت وأنا مش مستوعبة ولا مجمعة لِلي بيتقال وقولت بتساؤب وصدمة:
= إنتِ بتقولي إي؟
فتحت موبايلها ووريتني صور ليا بلبس البيت فعلًا ولكن نازلة بأكونت جديد فيك، بصيتلها وأنا الدموع بدأت تتكون في عيني وقولت بتساؤل:
_ إي دا!
ومين اللي قالكم إن بدر هو اللي نشرهم؟
ردت عليا بعصبية وقالت:
= ما إنتِ اللي قايلة إنهُ هيهددك إنهُ هيسوء سُمعتك، مين غيرهُ هيعمل كدا يعني ولا معاه صورك دي!
قعدت مكاني وحطيت وشي بين كفوف إيدي وأنا مُنهارة وبقول:
_ أعمل إي دلوقتي، أعمل إي دلوقتي!!!
فضلت أختي قاعدة جنبي تهديني وقالت:
= أبوكِ راح لعمامك وهيروحولهُ دلوقتي، إهدي إنتِ بس عشان خاطري.
فضلت على الحال دا شوية وبعدين قومت من مكاني وأنا رايحة جاية بتوتر وحاسة إن هيجرالي حاجة، لحد ما دخلت ماما وهي منهارة برضوا ومنظرها دا اللي قهرني أكتر وبصتلي بغضب وقعدت بعد شوية عننا.
روحت جنبها وأنا بعيط وقبل ما تتكلم وتقطم فيا من تاني قولت:
_ عشان خاطري يا ماما كفاية، أنا عارفة إنتِ هتقولي إي بس كفاية يا ماما أنا تعبانة لوحدي والله، عشان خاطري خليكِ معايا الفترة دي أنا محتاجالك وحقك عليا على الموقف اللي إتحطينا فيه كلنا دا.
حضنتني وفضلنا نعيط شوية وجات أختي وإنضمتلنا، وعشان الموقف والمنظر اللي كل أهلي فيه بسبب الحقير اللي إسمهُ بدر قررت إني لازم أنتقم ومسكُتش لو بابا وعمامي معرفوش يعملوا حاجة تشفي غليلي منهُ.
بعد شوية وقت جِه بابا ومعاه عمامي الإتنين وقعدوا وهما حاطين وشهم بين إيديهم بخيبة أمل وحزن رهيب، قعدت ماما قصادهم وأنا وأختي واقفين عند الباب وحاسة إن روحي بتتسحب مِني بالبطيء.
إتكلمت ماما بتساؤل وقلق وقالت:
_ عملتوا إي طمنوني؟
رد عليها بابا وقال بعد ما عدل وشهُ بإحباط وحزن رهيب:
= ملقيناهوش في الشقة أصلًا والراجل صاحب البيت قال إن هو ساب البيت أصلًا وخد كل حاجتهُ.
كنت بسمع الكلام وكإنهُ نازل على دماغي زي الصاعقة، سألت ماما بعدها وقالت بعدم فهم:
_ يعني إي الكلام دا!
رد عمي وقال بغضب:
_ يعني كإنهُ فص ملح وداب، خلاص هو هرب بقى ولا عزل عشان يعمل اللي بيعملهُ من غير ما حد يلاقيه.
دخلت الأوضة وقعدت أعيط وأنا الغضب والكُره والحقد بيزيد جوايا أكتر وأكتر من ناحية بدر.
بعد ساعتين كان عمامي مشيوا وبابا نزل معاهم قومت من مكاني ولبست ونزلت وأنا قايلة لـ ماما إني هروح مكان لواحد يمكن يساعدني في الموقف دا.
بعد شوية وقت وصلت للشغل اللي كنت فيه، دخلت وأنا قاصدة أروح لـ زين زميلي في الشغل اللي وقف معايا قبل كدا.
أول ما شافني وشاف وشي المتبهدل من أثار الضرب وملامحي المُجهدة قام وقف بصدمة وقال:
_ إي دا يا فاتن، مالك إي اللي حصلك؟
كان صعبان عليا نفسي أوي واللي وصلتلهُ، إتكلمت قبل ما أعيط من تاني وقولت:
= أنا واقعة في مصيبة حقيقية وعايزة مساعدتك ضروري.
زادت ملامح القلق والخضة على وشهُ أكتر وقال وهو ماشي:
_ تعالي طيب نقعد في الكافيه اللي تحت عشان أفهم منك عشان إنتِ قلقتيني أكتر وخضتيني بجد.
نزلنا فعلًا بعدها للكافيه وقعدنا، بدأ يستناني أتكلم على راحتي وهو بيفحص كل حِتة في وشي اللي مبقاش باين معالمهُ وقال بعد ما لقى الصمت طول:
_ قولي يا فاتن في إي سكوتك بيقلقني أكتر!
مكنتش مستغربة خوفهُ وإهتمامهُ بيا لإنهُ كان معجب بيا أول ما نزلت الشغل بسبب إنهُ كان فاكر إن مفيش حد في حياتي.
بدأت أتكلم وأنا ماليش آي سيطرة على دموعي اللي بتنزل كل ما أحكي وأفتكر جملة من المقاسي اللي عيشتها وبتصعب نفسي عليا أكتر.
كان مذهول وكل مادا بيسيطر عليه الغضب والدهشة أكتر وأكتر، إتكلم بصدمة وعدم إستيعاب وقال:
_ أنا بجد مش مصدق إن في واحد يعمل في مراتهُ حاجة زي دي!
دا مهما كان إي مفيش بني آدم كدا، ولا حتى يستاهل لقب حيوان، دا ميستاهلش غير كل شر بجد!
مسحت دموعي وقولت وأنا بحاول أخلي نبرة صوتي هادية وطبيعية:
= للأسف اللي حصل يا زين، هتقدر تساعدني نشوف هو مكانهُ فين قبل ما ينيل الدنيا وسُمعتي أكتر من كدا!
فضل ساكت شوية وبعدين قال:
_ وريني كدا الأكونت اللي بينزل الصور دا.
وريتهُ الأكونت الفيك ولما بص عليه شوية قال:
= إبعتيلي اللينك بتاعهُ عندي وأنا هجبلك بياناتهُ كلها وهنعرف نجيبهُ لحد عندنا من غير ما ندور حتى.
بعتتلهُ كل البيانات اللي عايزها واللينك وخلافهُ وبعدين قولت بتساؤل:
_ هتعمل كدا إزاي طيب؟
جاوبني وهو بيحاول يطمنني وقال:
= سيبيها عليا وأنا هعرف أدخلهُ من السِكك بتاعتهُ، المهم دلوقتي إنتِ متقلقيش ومتشغليش بالك مادام جيتيلي يا فاتن، إنتِ متعرفيش إنتِ بالنسبالي إي.
بصيتلهُ شوية وأنا ساكتة ومش برد وقومت من مكاني وأنا بقول بهدوء:
_ ربنا يخليك يا زين، وشكرًا جدًا على وقفتك جنبي، ياريت تبلغني لو في آي جديد ومتتأخرش عليا أرجوك.
إبتسملي وطلع وصلني لحد العربية وبعدين رجع الشغل بتاعهُ تاني.
اللي خلاني ألجئ لـ زين إنهُ شاطر جدًا وبيفهم في تشفير البرامج والهاكر وخلافهُ من كل برامج الكمبيوتر والثغرات اللي قليل أوي اللي بيفهم فيهم.
روحت بعدها البيت ودخلت أوضتي بعد ما طمنت ماما إن إن شاء الله كل حاجة هتبقى تمام برغم إني أكتر حد محتاج الجملة دي، ومن بعدها نمت وأنا سايبة كل حمولي على ربنا.
_______________________________________
_ ألو؟
سمع بدر صوت ناعم جدًا وأنثوي ولمعت عينيه وقال بتساؤل:
= أيوا؟
ضحكت البنت اللي بتكلمهُ وقالت:
_ بدر معايا صح؟
إبتسم إبتسامة واسعة وقال:
= لحُسن الحظ، مين القمر؟
ردت عليه البنت وقالت:
_ أنا عايزاك في مصلحة هتاكل من وراها الشهد.
لمعت عينيه لمعة حقيقية المرة دي وقال:
= إي هي؟
#هاجر_نورالدين
#إختيارات_مصيرية
#يتبع
الفصل الرابع من هنا
التعليقات