التخطي إلى المحتوى

 رواية اختيارات مصيرية الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نورالدين

الحلقة التانية _ إختيارات مصيرية 2.

إتكلم ببجاحة أكتر مش لايقة على موقفهُ وقال:

= وطي صوتك وإحترمي نفسك وإتكلمي معايا بإحترام.

بصيتلهُ بذهول وضحكت زي المجنونة وأنا بقول وعيني مليانة دموع:

_ أنا اللي أحترم نفسي!

إنت جايب واحدة شبهك في بيتي ومحرمات وزفت على دماغك وتقولي مش عارف إي، طيب مش راجل ومش بتصرف على بيتك ومشغل مراتك تصرف عليك وعديتها شوية، لكن كمان تجيب بنات وقرف على حسابي أنا!!

مردش عليا ولكن سحبني من شعري وأنا بتألم تحت إيديه وقعد يضرب فيا لحد ما أغمى عليا.

بعد شوية وقت مش عارفة قد إي فوقت لقيت نفسي مرمية في أرضية الأوضة على نفس حالتي بتاعت إمبارح ولكن اللي فرق معايا بجد إن جسمي كلهُ متكسر.

بسيت حواليا مكانش موجود، قومت وأنا بتحامل على نفسي وبحاول أقف، روحت بعدها للصالة وكان قاعد بكل برود بياكل وفاتح التليفزيون، بصيتلهُ بغضب كبير وكُره حقيقي.

إتكلم بمنتهى البرود وقال:

_ كل دا نوم، يلا عشان ساعتين وهتنزلي شغلك، خلصي قبل ما تتأخري.

كان فاض بيا وأيوا مكنتش قادرة نهائي لآي حاجة بس إتكلمت وقولت بتعب وغضب حقيقي:

= هو إنت إي بالظبط؟

بجد مش بتحس ولا بني آدم أصلًا!

قام وقف وقرب مِني وأنا بترعش من الرعب وخايفة عشان جسمي مش مستحمل ضرب تاني نهائي، ولكننهُ قرب مِني وطبطب على وشي وقال بهدوء وإبتسامة بقت مُشمئزة بالنسبالي بعد ما كانت أحلى حاجة:

_ هعتبرك مقولتيش حاجة يا فاتن وهتنزلي الشغل عشان إنتِ مش حِمل نفس العلقة اللي خدتيها إمبارح، ويلا يا حبيبتي إسمعي الكلام.

بصيتلهُ بدهشة وذهول وقولت وأنا بعيط:

= مش هسمع الكلام ومش هروح الشغل ولا هعيش مع واحد زيك ساعة كمان، أنا هلم هدومي وأروح بيت أهلي وورقة طلاقي منك توصلي.

كنت لسة همشي بس لقيتهُ قعد بأريحية وقال:

_ طلاق مش هطلق يا فاتن، عايزة تروحي لأهلك روحي بس هتبقي زي البيت الوقف ودا طبعًا غير السُمعة اللي هطلعها عليكِ بس سيبانك البيت بعد الجواز بـ 8 شهور بس!

بصيتلهُ وأنا مش مصدقة إن دا بدر جوزي اللي كان معايا قبل الجواز وقولت يمكن قلبهُ يحِن:

= إنت بجد بتعمل معايا كدا ليه، دا أنا فاتن مراتك وحبيبتك اللي فضلنا مع بعض في قصة حب طويلة وحاربت الدنيا كلها عشانك، ليه إنت اللي تقتلني؟

بصلي بجفاء وقال بكل هدوء:

_ ولا قتلتك ولا حاجة، إنتِ اللي مش بتسمعي الكلام وحابة تشوفي الوش التاني، فـَ ليه لأ يعني، عنيا دا موجود ودا موجود وعلى حسب اللي تحبيه.

بصيتلهُ وأنا لساني مش عارف ينطق يقول إي من بشاعة اللي بسمعهُ بجد، إتكلمت وأنا بحاول من تاني وقولت:

= بس دا ولا إنت ولا شخصيتك ولا آي حاجة من كلامك اللي كان قبل الجواز حتى!

رد بزعيق وهو بيقعد من تاني وقال:

_ بقولك إي متوجعيش دماغي بقى، اللي عندي قولتهُ واللي عندك إعمليه، أنا مبحبش الرغيّ الكتير.

دخلت الأوضة وأنا بعيط من تاني، أعمل إي دلوقتي، ألم هدومي وأروح عند أهلي وهو يسوء سُمعتي ولا أفضل عايشة في الجحيم دا خصوصًا بعد اللي شوفتهُ إمبارح وبعد اللي سمعتهُ إنهُ ممكن يعملهُ فيا ويقولهُ عليا، دا شخص لا يؤتمن بالمرة.

بعد تفكير طويل جدًا كان القرار وإني قومت لميت هدومي وحاجتي في شنطة السفر وفي بالي هحكيلهم كل حاجة واللي هو ناوي يقولهُ ويعملهُ واللي يحصل يحصل، أعتقد مهما كان رد فعلهم مش هيبقى بالبشاعة اللي هعيشها وبعيشها معاه.

شافني وأنا نازلة بشنطة هدومي على السلم ووقف على الباب مربع إيديهِ وبيبتسم بكل إستفزاز وقال:

_ براحتك، بس مترجعيش تعيطي يا قطة.

مسمعتش لـ ولا كلمة ليه ونزلت فعلًا وروحت بيت أهلي بعد شوية حلوين في المواصلات.

أول ما ماما فتحتلي وشافت شكلي بالمنظر اللي كنت فيه وأثار الضرب على وشي واضحة وجسمي اللي مش قادرة أحمل وزني عليه.

دخلت وهي بتلطم وبتنادي بابا ييجي يشوف حالتي، وطلعت أختي التانية على الصوت وكانت ليلة زي ما توقعتها تمام.

بعد ما قعدنا وحكيتلهم كل اللي حصل فضلت ماما تلطم وتقول بخوف وحزن عليا وعلى اللي وصلتلهُ:

_ ما ياما قولنا من الأول بلاش، ما قولنا من البداية مش مرتاحين وبلاش هو، عاجبك كدا، عاجبك اللي حاربتينا وحاربتي الدنيا عشانهُ، أديه أهو هو اللي بيحاربك دلوقتي.

كنت عاملة حسابي كدا كدا إني هسمع الكلام دا بس مع ذلك وجعني جدًا وفضلت أعيط وأنا سامعة أخر جملة قالتها اللي أثرت فيا أوي.

” اللي حاربتينا وحاربتي الدنيا عشانهُ هو اللي بيحاربك دلوقتي.”

قد إي الجملة دي لما تتعاش بتبقى مؤلمة أوي وصعبة جدًا على الشخص، إنك تعيش عمرك تدافع عن شخص وتحارب عشانهُ كل من في الأرض عشان تبقى معاه ولما دا يحصل يُقف هو ضدك.

هتحس بضعف وإنهزام رهيب في حين إن هو بس اللي في الجيش اللي قصادك برغم إنك كنت ساند طولك وبقلب جامد قصاد العالم كلهُ، في اللحظة دي بس بيبدأ العالم يتهد حواليك.

اليوم خلص الحمدلله بعد الكلام اللي سمعتهُ والوعيد اللي توعدهُ بابا ليه بكرا مع عمامي ودخلت أنام وأنا مش عايزة أفكر في آي حاجة نهائي، عابزة بس أنام وأفضي دماغي شوية.

تاني يوم الصبح صحيت بخضة على صوت ماما وهي بتصرخ وأختي جاية بتصحيني بتوتر وخوف وقالت:

_ فاتن قومي، بدر نشر صور ليكِ بلبس البيت.

#هاجر_نورالدين

#إختيارات_مصيرية

#يتبع

                   الفصل الثالث من هنا 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *