التخطي إلى المحتوى

رواية في حي السيدة للكاتبة هاجر خالد الفصل الحادي والعشرون

قبل وصول مروان للحي بعد ما خرجت عائشة من غرفة رهف
كانت تبكي نفسها وأختها، تسير في الشوارع بلا هدف، تبكي، وتبكي…
روحها منقبضة بصورة مخيفة لا تجعلها تتنفس بطريقة طبيعية، كانت تلهث من أجل الهواء.

عيناها الحمراء المُدمية تكاد تفقد بصرها من شدة بكائها، ينظر لها الناس بشفقة وأعينهم تدمع على حالها، وسفيان يسير وراءها ببطىء، يتبع خطاها، يبرهن لها أنه معها، يعلم بأنها في أشد حالتها ألمًا ولكنه سيحاول أن يعوضها، سيكون لها سندًا، وسينتقم لها ممن أحزنها، سيجعل رائف يبكي دمًا هو يقسم على هذا.

رن هاتف سفيان برقم غريب، فمسح دموعه وأخرج الهاتف ثم أجاب دون أن يعرف المتصل، هو خاف أن يفقد أثر عائشة إذا فعل، أهلا بالدكتور، عامل إيه؟ أتمنى تكون بخير ومستعد كويس للي جاي، من حق أبوك عامل إيه؟
قال المتصل والذي كان رائف، أنتفخت أوداج سفيان بغضب جحيمي وخرجت سبة من فمه نحو رائف، قهقه رائف وكأن سفيان يمازحه فإزداد غضب سفيان ناحيته أكثر، هات عائشة عايز أكلمها…

قال رائف ببرود ساخر فضحك سفيان فجأة بغضب وهو ينظر ناحية عائشة التي تسير بلا هوادة، كأنها تائهة، بل هي فعلًا تائهة، آخر حاجة ممكن أعملها في حياتي إني أخليها تسمع صوت ال ده، قال سفيان بغضب فابتسم رائف ببرود وقال بنبرة حزينة، ليه كده، عايز تحرمني من صوتها، عمومًا في مفاجأة لذيذة أووي مستنياكوا في الحارة، قول لعائشة إني مستني أشوف رد فعلها، يلا باي باي يا سفيان يا حبيبي، وأستنى إللي جاي إنتَ كمان، أنهى سفيان المكالمة بعد جملة رائف، وحين لاحظ أقترابهم من الحارة انقبض قلبه بصورة فظيعة، يعلم بأن ما ينتظرهم في الداخل مدمر لدرجة بشعة، يعلم بل ومتأكد تمامًا أن هذه المرّة ستكون القاضية لهم، عائشة…

نادى سفيان بصوت منخفض فتوقفت هي عن السير ثم التفتت له بجسدها، أنا آسف.
قال سفيان وعينيه الحمراء تتوسلها لتسامحه، لقد فشل في حمايتهم من بطش رائف، لمح طرف ابتسامة على شفتيها فشعر بالقهر عليها أكثر، بس إنتَ مش أذتني، أنا السبب في كل إللي بيحصل، لو مكنتش هربت من الأول مش كان هيعمل حاجة، أنا إللي كان عندي أمل.

قالت عائشة بشرود وكلماتها كانت ضربة في الصميم لقلب سفيان فتحرك مقتربًا ثم وقف أمامها مع ترك مسافة بينهم
لأ يا عائشة إياكِ، إياكِ تفكري كده، إللي حصل قضاء وقدر ومش معنى كده إنك تستسلمي، لأ لازم تواجهي مرة واتنين وألف لحد ما تغلبيه
قال سفيان بلوعة لتبتسم عائشة بسخرية قائلة.

محدش يقدر على رائف إلا إللي خلقه، محدش يقدر يغلبه إلا ربنا، نظر سفيان لها بألم، الفتاة فقدت الثقة في نفسها وفي من حولها، لقد وكلت أمرها إلى ربها، تحرك سفيان متقدمًا نحو الحارة فتنهدت عائشة بألم وتبعت خطواته بقلب مثقل، بعد مرور عدّة دقائق وفور وصولهم قربًا من بيت عائشة، لاحظ سفيان تجمع عدد من الناس حول شيء ما ولا يعلم لما راوده هذا الشعور، اقترب سفيان من التجمع ببطئ وتبعته عائشة بخوف، هي لاحظت نظرات الناس لها، نظرات شفقة!

لا إله إلا اللّه، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، قال سفيان بصدمة ثم التفت نحو عائشة مانعًا إياها من النظر بجسده الضخم، نظرت له عائشة باستغراب وحين لمحت نظرات عينيه خافت!
خافت لأنها شعرت أن هذه النظرات موجهه لها، نظرات الخوف والشفقة والألم، أرادت تخطي سفيان ورؤية ما وراءه ولكنه وقف كالسد المنيع أمامها، رأت من وراء سفيان أدهم يتقدم بملاءة بيضاء ويغطي شيء لم تتبين هويته، أو يغطي شخص؟

توسعت عينيها بإدراك ونظرت نحو سفيان بهلع سائلة إياه، ماما…
أغمض سفيان عينيه بألم وشهق بخفة لتصرخ عائشة ببكاء وهي تضرب صدره لتبعده عن طريقها، ابعد باللّه عليك، هو بيغطيها ليه. يا ماما، يا ماما. أبعد بقا.

صرخت به عائشة ولكنه كان مصر على وقوفه أمامها، عائشة إذا رأت حالة والدتها قد يحدث شيء لها، شيء لا يضمن مخاطره، سفيان، أبعد خليها تشوفها لآخر مرّة، هتكرهك وهتفتكر إنك مش خليتها تشوفها، قال أدهم وهو يضغط على كتف سفيان فنظر له سفيان بألم وجز على أسنانه قائلًا، تكرهني أحسن ما تشوفها كده، استغلت عائشة إلتفات سفيان للحديث مع أدهم ودفعت الناس المجاورين له ثم ذهبت ناحية الجثة الموضوعة أرضًا ومغطاء بملاءة بيضاء، كتمت عائشة صوتها بيدها والآخرى مدتها لترفع الملاءة عن جسدها، وحينها صرخت بخوف وفقدت اتزانها لتسقط أرضًا وهي تغطي أذنها وأغمضت عينيها وتلبستها حالة شديدة من الصراخ، لقد كانت والدتها، ميتة؟!

فقدت عائشة والدتها، وسفيان حين لاحظ صرختها الأولى نظر ناحيتها بفزع، لم يراها حين دخلت وسط التجمع، يا رب، يا رب، يا رب علشان خاطري، يا رب يا رب ماما يا رب…

اقترب سفيان منها ولكنه عجز عن مواساتها، فتركها تعبر عن ألمها، زحفت عائشة نحو والدتها ورفعت الملاءة مجددًا لترى أسوء شيء قد رأته طوال حياتها، أمها كانت حليقة الرأس بعدما كان شعرها الطويل يعطيها منظرًا جميلًا، جريحة الوجه شاحبة، شفتاها مزرقة ومتشققة، وعارية؟!

والدتها كانت عارية الجسد وعند هذه الحقيقة غطت عائشة الجسد لتسترها عن أعين الناس الفضولية، تصرفت بهستيرية شديدة وهي تغطي جسدها وصرخت في الناس أن لا ينظروا لجسد والدتها العاري، ترجتهم أن لا ينظروا لها ففعلوا وأبعد الرجال عيونهم عنها وهم يدعون لها بالرحمة، رفعت عائشة رأس والدتها نحو صدرها وقبلتها وهي تبكي بألم، توسلتها أن تنهض لكن دون مجيب…
والدتها لم تضحك كعادتها في الأيام القليلة السابقة.

ماتت والدتها بعدما تحسنت حالتها وأصبحت تعي الواقع من حولها، ظلت تبكي حتى وجدت جسدًا عريضًا يسقط أمامها، اعتقدت أنه سفيان لولا سماعها للاسم الذي خرج من فم سفيان، مروان.
جاء أخيها، أخيرًا، بعد فوات الآوان…

لأ، لأ يا رب، لا إله إلا اللّه، يا رب سلّم، يا رب سلّم، قال مروان بهستيرية وهو يضرب رأسه بقبضته، بكت عائشة أكثر حينما رأت حالة أخيها، وحين أرادت أن تناديه، فاجأها بنظرات غاضبة موجهه لشخصها، أسبوع، مش عارفة تحافظي عليها أسبوع كمان، ليه يا عائشة، ليه كده، ليه
صرخ بها مروان وهو يبكي، يبكي والرجل حين يبكي اعلموا بأنه كُسر، احتضنت عائشة والدتها أكثر وتأصلت فكرة أنها السبب في كل هذا داخلها…

مروان، أرجوك أهدئ
قالت ماريا بحزن وهي تنظر نحو عائشة بشفقة، يا أمي، أنا جيت! كانوا بيقولوا إنك عايزة تشوفيني، ها قومي شوفيني بقا.

قال مروان وهو يقترب منها، أراد رفع الملاءة ليرى وجهها لكن سفيان تقدم منه وأمسك قبضته مانعًا إياه، هشوفها بس واللّه، هشوفها بس علشان خاطري، قال مروان ببكاء وهو يمسح دموعه، جلس سفيان بجانبه ثم احتضنه مواسيًا، لم يقل له سبب منعه لرؤيتها، لو فعل هذا مروان سيفقد عقله، قوم معايا مينفعش كده، وحد ربك وقوم علشان نجهز للعزا، قال سفيان وهو يجذب مروان للنهوض، سامحيني، سامحيني علشان خاطر ربنا، واللّه كنت جاي، بس محصلش نصيب يا أمي، قال مروان وهو يقبل رأسها من على الملاءة، اقتربت ماريا من عائشة، وربتت على كتفيها، وحين اقترب مروان ليحمل الجثة، صرخت عائشة به لينتظر، استنى، استنى ماما. هغطيها بس أصبر، مروان نظر لها باستغراب ثم مد يده ناحيتها وقبل أن يرفع الملاءة أخبرته عائشة بأنها عارية، شهق مروان بصدمة وكأنه فقد أنفاسه لحظتها، قامت عائشة بلف والدتها بالملاءة بمساعدة ماريا وحملها مروان ببكاء ثم مشى بها نحو المنزل وكل لحظة ينظر نحوها كأنه ينتظرها أن تنهض…

لقد كان هذا أسوء يوم في حياتهم جميعًا، ومن جعله هكذا سيدفع الثمن وسيبكي بدل من الدموع دم، هذا وعدٌ منهم جميعًا…

مرّت أيام العزاء الثلاثة بصعوبة بالغة على قلوبهم، العم أمجد جاء في اليوم الثالث على كرسي متحرك ليؤدي واجب العزاء نحوهم، لم ينتظر أن يُشفى حتى، هايدي والجدة زينبو ووالدتها سعاد وقفوا معهم في محنتهم، وكذلك أميرة زوجة فرغلي، ساند كلًا من سفيان وأدهم وفرغلي مروان ووقفوا بجانبه ولم يتركوه أبدًا، كذلك صالح الذي تحسنت حالته قليلًا لم يتركه ولو قليلًا، أما رهف فكانت صامتة على غير العادة لم تبكي أو تظهر أي رد فعل، وحين أرسل لهم رائف فيديو لهم في تلك الغرفة عرفوا سبب حالتها، رهف شهدت مقتل والدتها، رأته وهو يقتلها بأبشع طريقة، سمعت صراخ والدتها وهكذا كسرها رائف مجددًا للمرة الألف، دقات خفيفة على باب غرفة عائشة أخرجتها من شرودها فتركت ألبوم الصور الخاص بهم وأخبرت القادم أن يدخل، أميرة أنا مش عايزة آكل حاجة باللّه عليكِ، قالت عائشة وهي توليها ظهرها لكنها صدمت حين سمعت صوتًا آخر، صوتًا كانت تشتاق لسماعه أكثر من أي شيء، عائش…

قال مروان وهو يناديها بخفة فكتمت عائشة بكاءها لكنها لم تلتفت له، مش بتبصيلي علشان زعلانة من الكلام العبيط إللي قولته. صح، يعني مش هتسامحي مارو وقلبك مش هيحن، قال مروان فالتفت عائشة نحوه وركضت لأحضانه بألم، وحين احتضنته شعرت بشيء فقدته منذ مدة، الأمان…

ماما يا مروان، ماما ماتت، ورهف بتكرهني وإنتَ كمان، قالت عائشة ببكاء لينفي مروان حديثها بخفة وهو يربت على ظهرها بحنان، لأ واللّه في حد بيكره روحه يا عائش، ده إنتِ حياتي كلها إنتِ ورهف إن كان قلبي بيميل ناحيتك حبّة صغننة، حتى رهف واقفة برّة عايزة تشوفك ومفكرة إنك زعلانة منها بسبب كلامها برضوا، هيا قالتلي إللي حصل وأنا هزقتها، واللّه وهيا برضوا هزقتني، عيلة مش محترمة.

قال مروان ببكاء وهو يمازحها في نهاية جملته، ضحكت عائشة بخفة وهي تبكي وسمعوا صوت حمحمة خافتة من وراءهم، إيه ده العيلة المش محترمة، أقصد رهف، إزيك
قال مروان وهو يحك رقبته بخوف مصطنع، فابتسمت رهف وضربت كتفه بخفة، ثم رفعت نظرها نحو عائشة بخجل، لتبتسم لها عائشة ثم احتضنوا بعضهم البعض ببكاء، تنهد مروان بحب وخرج ليحضر الطعام لها، أخته العنيدة لم تأكل منذ أيام، وهو سيجعلها تأكل غصبًا عنها…

بعد عدّة دقائق كان يحمل في يديه صينية أكل وتوجه نحو غرفة عائشة وقبل أن يدخل ناداه سفيان الذي ظهر فجأة في طريقه، نعم يا سفيان…

قال مروان بهدوء وهو ينظر له بنظرات غامضة ملفحة بالبرود، كنت عايز أتكلم معاك شوية، قال سفيان ببرود هو الآخر لكن نظراته كانت تنظر نحو صديقه بحنان وخوف، سفيان، أنا عايزك تعرف إني مش زعلان منك خالص، والدك قعد معايا امبارح وحكى ليا كل حاجة، هو بس شوية استغراب علشان بقالنا فترة كبيرة مشوفناش بعض، قال مروان وهو يبتسم بخفة لسفيان الذي تنهد بهدوء، وقبل أن يتحدث سفيان بأي شيء آخر استمعوا لصوت صراخ رهف فنظروا لبعض بخوف واقتحموا الغرفة…

كانت عائشة تبكي ورهف تصرخ بها، عملتِ كده ليه.

نادى مروان رهف بهدوء يستفسر منها عما حدث، بينما تعلقت نظرات سفيان بعائشة وقد استغفر ربه وأبعد عيناه عنها، رهف إهدي، وفهميني في إيه، قال مروان فالتفت له رهف ببكاء وفتحت فمها للحديث، مش عارفة أقولك إيه، تعالى شوف عائشة عملت في نفسها وفينا إيه، قالت رهف بألم ثم وضعت عكاز يدها أرضًا وجلست جوار عائشة بعدما لم تتحمل بكاءها، عائش، إيه إللي حصل يا حبيبي، رهف مالها بالظبط، وإنتِ عملتِ إيه، قال مروان فنظرت له عائشة بخوف، أنا هحميكوا منه، أنا السبب في كل ده، وأنا هحميكوا منه خلاص، هي مش عايزة تفهم إن طول ما أنا معاكوا رائف مش هيبطل، قالت عائشة بهستيرية وبكاء فابتلع مروان رمقه بخوف ووضع الصينية على الكومود واقترب منها مستفسرًا عن حديثها المبهم، كان معاكوا حق في كل كلمة قولتوها، أنا السبب، أنا إللي اتصرفت بأنانية وفكرت في نفسي، أنا السبب في موت ماما وبابا وخطفك وإللي حصل لرهف ولعمو أمجد.

قالت عائشة بألم، جلس مروان أمامها لامسًا وجنتيها بحنان وحين أراد أن ينفي حديثها تكلمت مجددًا، رائف قتل بابا قدام عينيا، قتله بسبب إنه كان عايز يهربني ليك أمريكا، كان فاكر إنك وصلت أمريكا ميعرفش إنك اتخطفت، وقتل زميل ليا في المدرسة بسبب إنه حاول يساعدني، وقتل عم فيصل وقتل ماما، وهيقتل كتير لو مش حصل عليا، محدش حاسس باللي أنا فيه، محدش حاسس، بس واللّه أنا مكنش قصدي يموتوا، أنا كنت عايزة أعيش حياتي، كنت عايزة أعيشها عادي!

كنت هتجوز الشخص إللي أنا بحبه، في خيالي الشخص ده كان هيحميني من رائف، بس نسيت إن محدش يقدر على رائف، أنا آسفة على كل إللي حصل، آسفة على أنانيتي، آسفة على إللي حصل لماما وبابا وإنتوا…
قالت عائشة ببكاء فبكى معها مروان وهو يضع رأسه في حجرها بينما نظر لها سفيان بخوف سائلًا إياها، إنتِ عملتِ إيه بالظبط؟

بكت عائشة أكثر وقبل أن تجيبه استمع لصوت دقات عالية على باب المنزل، وفجأة استمع لصوت صراخ هايدي، ركضت سفيان للخارج بعدما أخرج سلاحه، بينما نهض مروان من على الأرض محذرًا إياهم من الخروج، وللصدمة كان القادم هو رائف، أهلًا ابن عمي، مش تقول يا راجل إنك هنا…

قال رائف وهو يجلس على الأريكة بعنجهية قاتلة، بينما تجمهر الرجال من حوله يحيطون بأدهم وفرغلي وصالح وسفيان ومروان، الذين ينظرون له بغضب جحيمي، عايز إيه يا رائف
قال مروان بقوة وصلابة، فابتسم المعني ابتسامة صفراء
إيه ده، معقولة عيوشة مش قالتلك يا بو نسب؟

قال رائف فنظر له سفيان بقرف ولم يفتح فمه للكلام مع الآخر، عيوشة مش قالتي حاجة، ثم أنا عمري ما هكون نسيبك وأحلامك المريضة مش هتتحقق. عائشة عمرها ما هتكون من نصيبك، قال مروان بغضب وهو يستعد للقتال معه فأمسك به سفيان وهو يحذره بأن البيت به نساء.

اووه زعلتني أووي، ثم إزاي يعني عيوشة مش قالتلك ده أنا منبه عليها كويس إنها تقولكم، عيوشة، تعالي هنا يا حبيبتي، قال رائف فاقترب منه سفيان بغضب وهو يمسك ياقته ثم لكمه برأسه بقوة ليهجم عليه الرجال ولكنه كان قويًا صلبًا، اشتعلت المعركة بينهم، جميعًا، ولم يسكتها إلا عائشة التي خرجت من الغرفة وأغلقت الباب على رهف التي كانت في حالة خوف شديدة فلم تراها وهي تخرج.

أمسكت عائشة بالأنتيكة الزجاجية الكبيرة ثم ألقتها على الحائط بقوة مما جعلها تصدر صوتًا عاليًا، عيوشة، قال رائف بحب وهو ينظر لها فنظرت له ببرود ثم نظرت لمروان المجروح وجهه بخوف شديد، إيه الكلام إللي الزفت ده بيقولوا يا عائشة، فهميني كده واحدة واحدة، قال مروان بترقب فابتلعت عائشة ريقها ولم تجيبه، قوليلوا، قوليلوا يا عائشة إنك وافقتي تتجوزيني، قوليه يلا.

قال رائف بضحكة هستيرية فتوسعت أعينهم بصدمة ولم تستطع عائشة التحمل أكثر من هذا ففقدت وعيها متمنية عدم النهوض مجددًا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *