التخطي إلى المحتوى

كان آدم عند بيت مصطفى… مُمسك بكأس الخمـ,ـر و يشرب بشراهة… صامت ولا يتكلم

* آدم مالك من اول ما جيت و انت غريب كده ؟

* مالها ؟

” تقريبًا حبتني…

* طب حلو اوي… ربنا يخليكم لبعض…

” ايه الحلو بالضبط يا مصطفى ؟

* انها حَبِتك…

” دي مصيـ,ـبة ! و انت عارف كويس اني مقدرش احبها…

* انا قولتلك اديها فرصة… و هي شكلها كويسة و بتحبك بجد…

” مقدرش يا مصطفى ! انا مش بتاع حُب…

شرب رشفة أخرى من الكأس و اكمل

” اتغيرت معايا و بقت تهتم بيا و بتخاف عليا… بقت عايزة تعمل اي حاجة عشان ترضيني… شكلها اتعلقت بيا… انا مقصدش اعلقها بيا… والله ما اقصد… بس دي نتيجة تصرفاتي الغبـ,ـية !!

دفع الكأس على الارض بغضب و انكـ,ـسر… رجع ظهره للوراء و مسح وجهه بضيق

* طب هتعمل ايه ؟

” هطلقها…

* ايه !!

” اه هطلقها… هو ده الحل الوحيد عشان ابعدها عني… أسيل… أسيل متستاهلش اني اجر*حها ولا اخدعها عشان اخد منها اللي انا عايزه… متستحقش مني كده… هطلقها و كل واحد فينا يرجع لحياته… يمكن لما اسيبها تلاقي اللي يحبها بجد مش يخدعها عشان مصلحته زي ما انا عملت…

اغمض عيناه و جمع قبضته بغضب من نفسه… لا يمكنه تخيل انه سيتركها لرجل آخر… تحبه و يحبها… تنام بجانبه و تعانقه مثلما عانقته هو… ذلك الدفئ و الحنان و البراءة في عانقها سيذهب لرجل غيره… هذا صعب عليه كثيرا لكن ليس أمامه خيار آخر… سيفترق عنها… بإرادته و هو واثق ان هذا افضل لها و ليس افضل له… بل هذا ثقيل للغاية عليه !

***********

جاء الليل و لم يعد آدم للبيت و أسيل قلقت عليه كثيرا… امسكت هاتفها و رنت عليه لكنه مازال مغلق منذ الصباح… القت الهاتف على السرير و قالت بضيق

‘ اوووف تليفونه مقفول من الصبح !! حتى مبعتليش رسالة يقولي فيها انه هيتأخر… معقول يكون في مشكلة ؟ ان شاء الله لا… يارب يكون بخير…

ظلت تتمشى في الغرفة على أمل ان يأتي في اي لحظة… ساعات و ساعات مرت دون رجوعه… انتهى اليوم… لقد نام في الخارج !

في الصباح جاء آدم للقصر… و عندما دخل غرفته وجد أسيل جالسة على الاريكة… و عندما رأته نهضت و قالت

‘ كنت فين ؟؟

لم يرد فقالت بغضب

‘ ما ترد !! كنت فين امبارح اليوم كله ؟! ( ضر*بته على صدره ) و قافل تليفونك اليوم كله و انا رنيت عليك مليون مرة وبعتلك رسايل كتير و انت مردتش ولا فتحتها اصلا !!

” أسيل اهدي…

‘ اهدى ايه ؟! قولي كنت فين ؟

” كان عندي شغل بخلصه…

‘ شغل اليوم كله ؟ خرجت من غير ما اشوفك حتى و مسمعتش صوتك اليوم كله و طول الليل بلف هنا في الاوضة على أمل انك تيجي… حتى مبعتليش اي رسالة تقول فيها انك هتبات بره… انا معرفتش انام بسببك !

تفاجئ آدم مما قالته و أسيل حاوطت رقبته بيداها و عانقته بشدة و قالت

‘ قلقت عليك اوي… ارجوك متغبش عني بالشكل ده تاني…

جمع آدم قبضته بغضب و لم يبادلها العناق… بل ابعدها عنه… تفاجئت لانه ابتعد عنها و قالت

‘ بعدت ليه ؟

” بعد شوية هروح للمحامي… عشان يبدأ في إجراءات طلاقنا…

نزل كلامه عليها ڪالصـ,ـاعقة… امتلأت عيناها بالدموع و قالت

‘ طلاقنا ؟ احنا هنتطلق ؟

” اه هنتطلق…

قالها ببرود و هو ينظر لها… لم تستطع ان تستوعب ما قاله الآن…

‘ طب ليه ؟ انا عملت حاجة ضايقتك ؟

” مش انتي كنتي عايزة تطلقي ؟

‘ اه بس ده كان في الاول… أما دلوقتي…

” دلوقتي ايه ؟

‘ انا مش عايزة اطلق… انا عايزة اعيش معاك…

لعـ,ـن نفسه في سره و قال بغضب

” عايزة تعيشي معايا ليه ؟!

‘ عشان انا اتعودت على وجودك… مش عايزة اسيبك…

” هو ايه اللي اتعودتي على وجودي ؟ احنا منعرفش بعض غير من 4 شهور… بعدين انا مبحبكيش و زهقت من الجواز ده… جوازنا ده لازم ينتهي… و ده اللي هيحصل !!

‘ طب فهمني ليه اخدت القرار ده لوحدك و بالسرعة دي ؟ جوازنا يستحق فرصة انه يكمل…

” لا ميستحقش و طولنا فيه اوي… خلي كل واحد فينا يكمل حياته زي ما كانت في الاول…

‘ طب لما نتطلق انا هروح لمين ؟

” لاهلك… مش انتي كنتي عايزة تروحيلهم بأي شكل ؟ هترجعيلهم متقلقيش…

‘ بس هم مبيحبونيش !!

” و تبقي عبيـ,ـطة لو مفكرة لسه ان فيه حُب… طول ما انتي بتدوري على الحُب هتفضلي لوحدك كده…

‘ يعني خلاص ده كلامك الاخير ؟ هتسيبني بجد ؟

” اه هسيبك… جوازنا كان غلطة… هبدأ في إجراءات الطلاق من النهاردة و خلال يومين هنتطلق… و متقلقيش هديكي حقوقك كاملة عشان تقدري تكملي حياتك و تعليمك…

نظرت له من كلامه القا*سي و جفاف مشاعره اتجاهها… مسحت دموعها بكفيها الرقيقة و قالت بأ*لم

‘ كتر خيرك… انا مش عايزة منك حاجة… و هعرف اشيل مسؤولية نفسي زي ما كنت شايلاها قبل كده… مش محتاجة حسنة منك… كل مرة بتثبتلي اد ايه انا غبـ,ـية لاني حاولت احبك و قربت منك بنفسي… غلطة… فعلا جوازنا كان غلطة و مكنش لازم يتم من الاول !

اعطته ظهرها و وضعت يدها فمها لتكتم بكائها… كان يود آدم ان يتراجع و يسحب كل ما قاله الآن و يأخذها في حضنه لكن لا يستطيع… هذا القرار الصحيح !

طُرق الباب و فتحه آدم و كانت ناهد…

* استاذ آدم اخيرا شوفنا وشك ! عامل ايه يا ولاااا ؟

” انا تمام…

* ليه مجتش امبارح ؟

” كان عندي شغل…

* ربنا معاك…( اخفضت صوتها ) مراتك كانت هتجنن من القلق عليك… يا جا*حد كده تسيب المُزة لوحدها امبارح طول اليوم ؟!

نظر آدم لأسيل التي تعطيه ظهرها و تمسح دموعها التي لا تتوقف عن النزول… لقد قلقت عليه و كانت تريد الاطمئنان عليه و عندما جاء كسـ,ـرها بخبر افتراقهما…

* جيت اقولك هات مراتك الأمورة دي و تعالى نفطر… ابوك مُصِر تنزلوا تفطروا معانا النهاردة…

” ماشي… احنا جايين وراكي…

* تمام يا ابني…

ذهبت ناهد و قال آدم

” انا مش عايزهم يحسوا بحاجة… ف هنضطر ننزل نفطر معاهم…

‘ تمام…

دخلت الحمام و غسلت وجهها….

**********

على طاولة الطعام حيث الجميع حاضر… نزلا آدم و أسيل و جلسا مع العائلة… قال فريد

* عاملين ايه يا ولاد ؟

” الحمد لله تمام…

انزعج مراد لان والده لا يفعل معه و مع زوجته مثلما يفعل لآدم و أسيل…

* يلا ابدأوا أكل… بالهنا و الشفا للكل…

بدأوا جميعهم بالأكل و أسيل كانت حزينة للغاية و تأكل بصعوبة… تمُر كل لُقمة على حلقها ڪالجمر… نظرت نرمين لأسيل و لاحظت ان وجهها شاحب و حزينة على غير العادة كانت تبدو مثل الوردة المتفتحة… أما الآن ليس كذلك… ابتسمت نرمين و قالت

* مبتاكليش كويس ليه يا أسيل ؟

‘ انا باكل اهو…

* بتاكلي بالعافية… شكلك مضايقة… في حد زعلك ؟

‘ لا مفيش… انا بس بطني و*جعاني شوية…

* الف سلامة… مالك ؟

‘ عندي برد…

قالت ناهد

* اهي من امبارح كده… بتقول بطنها و*جعاها و بتاكل حاجات خفيفة خالص…

* اعمليلها اعشابك الخطيرة يا ناهد هانم…

* عملت بس تقيلة على بطنها و مقدرتش تشربها…

* شكلها اخدت برد شديد… خلاص متاكليش يا أسيل الاكل ده… في شوربة خضار في المطبخ… هنادي على الخدم يسخنوها و يجبوهالك…

‘ مش لازم تتعبي نفسك…

* مش لازم ازاي ؟ ده انتي مرات ابني و لازم اهتم فيكي…

نادت على الخدم و أمرتهم ان يحضروا لها شوربة الخضار… نظر آدم لأسيل… كانت متعبة من البارحة و كان كل همها فقط ان ترى زوجها و تطمئن عليه… زوجها الذي قرر الانفصال عنها دون سابق إنذار… كانت أسيل تفكر كثيرا لماذا اخذ هذا القرار بهذه السرعة ؟ ماذا فعلت هي ليتخلى عنها بتلك السهولة ؟ لا جدوى من التفكير المُهلك… ماذا كانت تتوقع ؟ ان يحبها مثلا ؟ هذا مضحك للغاية !

جاء احد الخدم و معه طبق الشوربة و وضعه أمام أسيل…

* يلا اشربي الشوربة… خفيفة و دافية…

‘ حاضر…

امسكت أسيل الملعقة و اخذت من الشوربة… لكن طعمها كان غريب و رائحتها ثقيلة و نفاذة للغاية… شعرت انها ستتقيأ لو شربت منها ملعقة اخرى… تركت أسيل الملعقة و قالت

‘ انا مش هشرب الشوربة دي…

قالت ناهد

* ليه يا بنتي ؟

‘ تقيلة… مش هقدر اشربها… مش عايزة اكل… هروح انام… عن اذنكم…

قامت من كرسيها و توجهت لغرفتها تحت أنظار الجميع بما فيهم آدم… ابتسمت نرمين و اكملت اكل… قالت ناهد بصوت منخفض و هي تفكر

* البنت دي شكلها حامل بجد !

سمعتها نور و تفاجئت… أيعقل أن أسيل حامل ؟ أبهذه السرعة هي من ستجلب أول حفيد لعائلة نصار ؟ ما هذه الفتاة !! ذهب آدم خلف أسيل…

عندما دخل الغرفة لم يجدها… رأى باب الحمام مفتوحًا و عندما دخل وجدها تتقيأ داخل الحوض… ذهب إليها و قال

” أسيل انتي كويسة ؟

كانت متعبة للغاية و تاخذ انفاسها بصعوبة و هي تتقيأ…

” بس كفاية بطنك مفيهاش اكل اصلا !

اسندها و فتح المياة و غسل وجهها… اخرجها من الحمام و اجلسها على السرير… كان وجهها متعب للغاية… وضع يده على جبهتها و وجد ان حرارتها مرتفعة…

” انتي تعبانة خالص… اتصل على الدكتور ؟

‘ لا… انا كويسة…

” كويسة ازاي انتي مش شايفة شكلك ؟ حرارتك عالية…

‘ عشان اخدت برد… هنام و ابقا كويسة…

راجع آدم كل ما حدث منذ قليل و فكر… قال بتوجس

” أسيل… انتي حامل ؟

نظرت له بتعجب و قالت مستنكرة

‘ أكيد لا… تعب عادي مش اكتر…

” مش واضح انه تعب عادي… ده واضح ان دي اعراض حمل… و مرات عمي قالت انك من امبارح كده… يعني اعراض الحمل ظاهرة عليكي من يوم !

امسك يدها بشدة فتأ*لمت و قال بغضب

” مبتاخديش ليه من شريط الحبوب اللي ادتهولك ؟!

‘ ابعد ايدك انت بتو*جعني !!

” انطقي و قولي… بتاخدي من الحبوب ولا لا ؟

‘ باخد والله…

” اومال ايه اعراض الحمل اللي ظهرت عليكي دي ؟!

‘ قولتلك عندي برد !

” لا ده مش برد…( ابتعد و اكمل ) قومي البسي… هنروح لدكتورة تكشف عليكي…

‘ انا مش حامل و مش هروح لحد…

” بقولك قومي البسي !!

قالها صارخًا فيها بغضب… نظرت له بحزن و نهضت لترتدي ملابسها… ازاح آدم شعره للخلف و نفخ بضيق و قال

” مينفعش تبقى حامل… مينفعش !!

بعد دقائق ارتدت أسيل ملابسها و خرجت لآدم الذي ينتظرها بفارغ الصبر…

” يلا…

‘ آدم صدقني انا مش حامل…

لم يستمع اليها و امسك يدها شدها خلفه و نزلا و هي تترجاه أن لا تذهب و يصدقها لكن لا حياةً لمن تنادي… خرجا من القصر تحت انظار العائلة التي استعجبوا ذهابهم بتلك الطريقة…

**********

في عيادة الطبيبة… كان آدم جالسًا على كراسي الانتظار مع أسيل منتظرًا دورها لتفحصها الطبيبة… كان غاضبًا و يهز قدمه بقلق… لاحظت أسيل غضبه الشديد

‘ مكنتش مفكرة ان لو طلعت حامل هتبقى متعصب بالشكل ده… كأني لو حملت هيبقى طفلي من واحد تاني مش منك…

” اه طبعا لازم اتعصب… احنا هنتطلق… مش لازم خالص تحملي… لو طلعتي حامل بجد هتنزليه…

‘ انزله ؟! للدرجة دي انت مش عايزني اخلف منك ؟

” اه مش عايز… ولا عايز اي حاجة تربطني بيكي !!

كلامه حَطَم قلبها للغاية… لم تعتقد انه يريد ان يُمحيها من حياته ولا يريد الانجاب منها… نظرت أسيل للأرض و بكت بأ*لم… لم يهتم آدم لدموعها و كل ما يفكر فيه اذا هي حامل بالفعل ماذا سيفعل ؟

جاءت مساعدة الطبيبة و قالت

* أسيل حسن… اتفضلي الدكتورة في انتظارك…

نهضت أسيل و دخلت غرفة الكشف و دخل معها آدم الذي قال للطبيبة

” مراتي عندها أعراض حمل ظهرت عليها من امبارح و انا شاكك انها حامل… افحصيها و اعملي تحليل كمان عشان اتأكد… و لو طلعت حامل رشحيلي دكتورة كويسة تعمل عندها عملية إجهاض الجنين…

صُدمت أسيل و نزلت دموعها من عيناها و تنظر له بصدمة أما هو ينظر لها بغضب ولا يهتم بمشاعرها و انه جر*ح قلبها جر*حًا لم تسامحه عليه…

قالت الطبيبة

* حاضر يا أستاذ… تقدر تتفضل عشان اكشف على المدام و اعمل التحليل…

خرج آدم و الطبيبة اغلقت الباب… نظرت لأسيل التي تبكي في صمت… قالت الطبيبة

* نبدأ الكشف ؟

اومأت لها و هي تمسح دموعها و قالت لها برجاء

‘ لو طلعت حامل بجد متقوليش لجوزي و النبي… انا مش عايزة اقـ,ـتل طفلي !

* تمام يا مدام أسيل…

و بدأت الطبيبة فحصها و اخذت منها عينة دم ايضا…

في الانتظار يقف آدم قلقًا… مسح وجهه بضيق…

و بعد اقل من ساعة خرجت أسيل من غرفة الطبيبة… ذهب لها آدم و قال

” قالتلك ايه ؟ انتي حامل فعلا ؟!

نظرت له بغضب بعيناها الحمراء… وضعت في يده ورقة التي بها نتيجة التحليل و جلست على الكرسي… قرأ آدم نتيجة التحليل التي تقول أن أسيل ليست حامل… اقتربت منه الطبيبة و قالت

* المدام مش حامل… عندها برد شديد في معدتها عشان كده مش قادرة تاكل و حرارتها مرتفعة… كتبتلها شوية ادوية تاخدهم… الف سلامة… عن اذنكم…

ذهبت الطبيبة و آدم كام مصدومًا… أسيل كانت صادقة و هو لم يصدقها… كانت أسيل جالسة صامتة و شاردة لكن حمدت ربها انها ليست حامل… اقترب آدم منها و امسك يدها

” أسيل انا…

دفعت يده بقوة و نهضت ذهبت… ذهب ورائها… خرجت أسيل من العيادة لكن اكملت طريقها و لم تركب السيارة… ركض آدم خلفها و قال

” أسيل انتي رايحة فين ؟

‘ رايحة لأي دا*هية المهم افضل بعيدة عنك…

” أسيل اهدي…

‘ اهدى ؟ انا هوريك الهدوء الصح !

وقفت و اقتربت منه و صفـ,ـعته في وجهه بقوة و غضب… جمع آدم قبضته بغضب و حاول تمالُك اعصابه… امسكته أسيل من ملابسه و صرخت فيه قائلة

‘ عايزني اهدى بعد اللي انت عملته ده ؟ انت ايه بالضبط هاا ؟! معندكش صنف د*م… من اول ما عرفتك و انت بتهـ,ـين و بتذ*ل و تبيع و تشتري فيا… و في الاخر مجرجرني وراك من شوية للعياة عشان تتأكد انا حامل ولا لا… و فوق ده كله بتهد*دني اني لو طلعت حامل يبقى اجهض طفلي !! اهو انا مش حامل… استريحت ؟

” أسيل ده احسن لينا احنا الاتنين…

‘ متتكلمش عني بلسانك انت… اتكلم على نفسك بس… انت مش عايز حاجة تربطك بيا على اساس انا اللي عايزة كده ؟ انا اصلا لو حملت منك هتبقى مصيبـ,ـة… لانك مستحقش تبقى أب ولا انا عيالي ميستحقوش يجوا على الدنيا و يلاقوا واحد مر*يض زيك يبقى اسمه ابوهم… هبقى بظلمهم اوي لو خلفت منك… انت شخص قذ*ر… بكر*هك يا آدم… عمري ما كر*هت حد اد ما كر*هتك انت !!

لعـ,ـن نفسه ولا يعرف ماذا يفعل ليخمد غضبها… إلتفتت لتذهب لكنه امسك يدها و قال

” رايحة فين ؟

‘ اوعى كده ( دفعت يده بعنف و اكملت ) إياك تقرب مني… و ملكش دعوة انا رايحة فين…

” هو ايه اللي مليش دعوة ؟ انتي مراتي…

‘ لا انا مش مراتك… و هنتطلق بعد يومين زي ما قولت… مش هعيش معاك تاني… عيشتك مُقر*فة زيك !!

نظر لها بغضب و هي مشت لكن فجأة جاء و حملها… شهقت بذعر و قالت بغضب شديد

‘ نزلني يا متخـ,ـلف !!

لم يرد عليها و رغم مقامتها لم تستطع الافلات منه و مشى بها الى السيارة و وضعها فيها رغمًا عنها و اغلق الباب… ركب السيارة فقالت

‘ افتح الباب ده و نزلني !!

” استريحي… مش هفتحه يا أسيل…

‘ بقولك افتحه !!

شغل سيارته و طوال الطريق تصرخ فيه ليتركها لكن لم يستمع لها بأي شكل…

***********

كانت نرمين جالسة في الصالون… تشرب قهوتها و تقرأ بعض الاخبار على مواقع التواصل… جاءت نور وقفت امامها… و قبل ان تتكلم اشارت لها ان تصمت و صمتت… اغلقت نرمين هاتفها و نظرت لها و قالت

* في ايه يا نور ؟

* عايزة اتكلم معاكي في حاجة ضروري…

* ماشي… اقعدي…

جلست نور و كانت تبدو غاضبة للغاية…

* هااا يا نور ايه الحوار ؟

* أسيل… شكلها حامل…

* اوووه بجد ؟

* اه… اديكي شوفتي بنفسك عملت ايه على الفطار… ناهد هانم قالت بنفسها الاعراض دي ظاهرة عندها من امبارح… شكلها حامل بجد…

* ما تحمل عادي يا نور…

* عادي اللي هو ازاي ؟ انتي قبلتيها بجد و هتسبيها تحمل منه ؟

* يعني هدخل بين زوجين في حاجة حساسة زي دي ؟ أكيد لا… انا ارقى من كده…

* بس أسيل لو خلفت هتبقى سيدة القصر و الآمرة و الناهية في العيلة دي… و وحدة وحدة هتركب فوق راس الكل…

*’ مش هيحصل متقلقيش…

* انتي ليه متطمنة كده ؟ على فكرة هم خرجوا من ساعة… شكله اخدها على دكتور عشان يتأكدوا من الحمل…

* ربنا يوفقهم…

قالتها بلامبالاه و عادت للنظر في هاتفها… تعجبت نور ان نرمين راضية عن هذا و لم تفعل شيئًا… فجأة دخلت أسيل القصر و لم تنظر لأحد و توجهت للغرفة و كانت تبدو غاضبة للغاية… دخل آدم و لم ينظر لأحد ايضا و تابع طريقه لغرفته… غضبت نور و قالت

* عفصورين الحُب وصلوا… شوية و هينزلوا يبلغونا بالحمل… أول حفيد لعيلة نصار يبقى من وحدة من عامة الشعب زي دي… مش لاقية للعيلة و لا من مقامها… مش عارفة ازاي آدم اتجوزها و كمان حملت منه !!

* يمكن مش حامل…

* واضح انها حامل…

* لا… قولت أسيل مش حامل…

* و اللي يخليكي متأكدة من كده ؟

* لأن انا حطيتلها بإيدي حباية في كوباية الكاكاو بتاعتها…

* حباية ايه ؟!

* حباية كده اللي تشربها بتجيلها نفس أعراض الحمل !!

* ايه !!

ابتسمت نرمين بخُبث و شربت رشفة من قهوتها…

* طب ليه ؟ يعني لما آدم يشُك انها حامل أكيد هيفرح مش العكس….

* متبقيش سا*ذجة كأنك مش عارفة آدم… آدم مش متجوزها عشان بيحبها و عايز يبني عيلة زي ما اوهمنا… طلع جوازه منها مجرد نذ*وة…

* و انتي عرفتي ازاي ؟

* امبارح و هو مش موجود دخلت اوضته… كانت هي في الحمام… بالصدفة لمحت شريط حبوب منع الحمل تحت المخدة… يعني أسيل يا حرام آدم مأكد عليها تاخد الحبوب دي عشان متحملش منه… لأن ببساطة هو مش عايز اطفال ولا عايز يبني أسرة… ولا بيحبها اصلا… و من ناحية معاملته الحلوة ليها و اللطيفة دي ده عشان غرضه و بس… انا عارفة آدم… مش بتاع جواز… هو بس حابب ينبسط معاها كام ليلة و شايفها نوع جديد عليه و حَب يجربه… أول ما هيزهق منها هيرميها… و أسيل الغبيـ,ـة مفكرة انه كده بيحبها و مسلماله نفسها و ماشية وراه و بتحاول تكسب رضاه و ده عجب آدم انها بتتشدله لانه بيحب يكون مرغوب فيه مش العكس… فأنا قولت أقلب على أسيل الترابيزة و حطتلهت الحباية اللي عملت ليها الاعراض دي في الكاكاو…

تفاجئت نور مما سمعته من نرمين و قالت

* ده انتي طلعتي مش ساهلة خالص !!

* عيب عليكي ده انا نرمين هانم…

* تلاقي آدم بهدلها بره عشان كده جاية متعصبة…

* و لسه… آدم مليان غِل و هيطلع عليها… هي حابة القعدة معاه و حابة اللقب انها مراته… خليها تشرب بقا…

*********”

” أسيل اهدي و نتكلم بهدوء…

‘ مش هتكلم معاك بعد اللي انت عملته ده !!

” ده اللي كان لازم يحصل…

‘ هو ايه اللي كان لازم يحصل بالضبط ؟

” انا مش عايز عيال…

نزلت دموعها و قالت

‘ يعني انت لا عايز تحِب ولا عايز عيال… اومااال اتجوزت ليه هااا ؟ قبل ما ترد انا هجاوبك على السؤال ده… انت اتجوزتني بس عشان عجبك جسمـ,ـي و عشان رغبتك و شهوا*تك و بس… و انا زي الغيبـ,ـة قربت منك عشان انت جوزي و كان نفسي تحبني… بس لا ده مش هيحصل لانك شايفني مجرد وحدة بتقضي معاها كام ليلة حلوة… اتعصبت اوي لما شكيت اني حامل و اتجننت و قلبت عليا في ثواني… حكمت عليا اني هنزله قبل ما يجي اصلا… شايف ان ده طبيعي كأني مش إنسانة و اتحر*ق عادي !!

كان صامتًا يتابع كلامها الذي يخرج منها بأ*لم كبير و لم يتكلم… لم تتعجب من عدم رده عليها حتى لم ينفي اي شيء مما قالته لان هذا صحيح… نظرت له و من خذلانه لها و قالت

‘ طلقني… كده كده انت كنت هتطلقني… بس انا مش هقعد معاك اليومين دول معاك… مش طايقة اشوفك… ارمي عليا يمين الطلاق و خليني امشي من هنا…

” هتمشي تروحي فين ؟!

‘ ملكش دعوة… انا مش صغيرة و هعرف كويس ادبر حالي و اشيل نفسي… يلا طلقني…

” مش هطلق…

‘ مش هتطلق ؟! يعني ايه ؟!

” اللي سمعتيه… انا مش هطلقك…

‘ نعم ؟! انت لسه من كام ساعة قولت اننا هنطلق !!

” غيرت رأيي…

‘ والله ؟! بالسهولة دي ؟ انت مفكرني ايه بالضبط ؟ لعبة بتمشيها على مزاجك ؟! انا مش موافقة على الهبل ولا عايزة اعيش معاك تاني… كفاية كده… كفاية اوي الوقت اللي ضيعته معاك… يلا طلقني…

” قولت مش هطلق يا أسيل !!

إلتفت ليذهب لكنها وقفت امامه و منعته

” بتعملي ايه ؟ اوعى من قدامي…

‘ مش هتمشي غير لما تطلقني…

” اللي عندي قولته…

‘ ما تفهم بقا انا مبقتش عيزاك !!

” ولا انا كمان يا أسيل مش عايزك !!

‘ يبقى مش عايز تطلقني ليه ؟!

لم يرد فزاد غضبها و امسكته من ياقة قميصه و هزته بغضب قائلة

‘ رد عليا !! ايه السبب اللي يخليك تتراجع عن قرارك بالسرعة دي ؟!

” عايزة تعرفي ؟

‘ اه عايزة اعرف ! انت مش هتعرف تعيش معايا… ولا انا مش هعرف اعيش معاك… عشان كده نختصر الصداع ده كله و نطلق…

امسكها من يداها و ضغط عليهم بعـ,ـنف و قال بعضب

” هبقى غبي اوي لو طلقتك من غير ما ترجعيلي فلوسي اللي اهلك اخدوها مني و حطوها في كِرشهم… انا مش هطلق… و لو مصممة اوي على الطلاق و مش طيقاني رغم اني اخدتك في الحلال… هاتي بقا الـ 6 مليون اللي اخدوها اهلك مني و نطلق عادي جدا !!

صُدمت مما قاله الآن… ابتعدت عنه و نزلت دموعها على وجنتها من قسـ,ـوة كلامه… نظرت للأرض بخجل و قالت بصوت مكسـ,ـور

‘ بس انا مش معايا المبلغ ده !

” خلاص يبقى مسمعش نفسك !! انتي هنا في قصري… قصر آدم نصار اللي كنتي حتى متحلميش تعدي من قدامه اصلا !!دلوقتي بقيتي عايشة فيه… ف احمدي ربنا على كده… و الطلاق انا اللي اقرره يحصل امتى و فين و ازاي… مش انتي اللي تقرري كده… ملكيش أي أوامر عليا… شوفي نفسك الاول انتي فين و انا فين !!

نظرت له و الدموع في عيناها… نظرتها تحكي كل شئ بدون ان تتفوه بكلمه… لقد أذ*لها و احزنها كثيرا… لم يهتم آدم و إلتفت و خرج… جلست أسيل على الارض و ضمت نفسها بكلتها يداها و ظلت تبكي… يبدو أن دخلت في جحـ,ـيمه ولا يوجد طريق تخرج منه !

كانت نور تختبئ خلف الحائط و سمعت شجارهم… ابتسمت بفرح و عادت لغرفتها…

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *