البارت الرابع والثلاثون من رواية عشق اليونس لابنة الملجأ
تأليفي
فقال له بثبات وهو يمسح عبرة سالت على وجنته رغماً عنه: نعم
فقال القاضي لهما: وقّعوا على الورق ده
فأمسكت جودي بالقلم ووقّعت وتبعها يونس ثم خرجا معاً فقال لها بابتسامة حزينة: مش معنى إننا اتطلّقنا إن مش هيكون بينّا تواصل لإني هفضل أضايقِك كل يوم بسؤالي عنِك وعن أحوالِك وهتلاقيني دايماً جانبِك لما تحتاجيني
فقالت له بسخرية: أنا عمري ما لقيتك جانبي في جوازنا وقت ما احتاجتك هلاقيك وإحنا مطلقين
فقال لها بدموع: أنا آسف على كل حاجة عملتها وزعلتِك مني. صدّقيني أنا عمري ما كان قصدي أجرحِك. جودي أول إمبارح بعد ما جرحتيني بكلامِك روحت بار شربت لحد ما بقيتش شايف قدامي ولما صحيت تاني يوم لقيت سما جانبي وما كنتش فاكر أي حاجة
فقالت له بسخرية: عذر أقبح من ذنب يا يونس عذر أقبح من ذنب
فقال لها بدموع: لى سيبتيني يا جودي
فقالت له بدموع: عشان كل حكاية ولها نهاية بس النهاية جت بدري أوي. يونس أنا حاولت معاك كتير عشان أغيّرك وعشان علاقتنا تنجح وتستمر بس القدر كان له رأي تاني
فقال لها بدموع: صدّقيني محاولاتِك كانت بتجيب معايا نتيجة وكنت بتغيّر فعلاً لى سيبتي مهمتِك ناقصة ومشيتي
فقالت له بدموع: انساني يا يونس وأعتقد إن الموضوع مش هيبقى بالصعوبة إللي أنت متخيّلها لإني مش هفضل في عقلك أو قلبك أكتر من يومين عشان هتعيش مع حبك الأول إللي ما بيتنساش
فقال لها بدموع وهو يمسك يديها: أنا اكتشفت بعد ما حبيتِك إني عمري ما حبّيت قبلِك ومتأكد من إني مش هقدر أنساكِ ولا أحب بعدِك
فأبعدت يدها عن يده بهدوء وقالت له بدموع وهي توقف تاكسي لتستقله: سلام
فقال لها بدموع وهي تركب التاكسي وتغلق بابه: سلام
واتجه التاكسي لقصر داود وبعد قليل وصلت ودلفت له ووجدت داود يقف أمام الباب بابتسامة وعندما رآها قال لها: اتطلقتوا
فقالت له بهدوء: أيوا
فقال لها بابتسامة وهو يضمّها: الحمد لله يا حبيبتي إننا خلصنا منه
فدفعته بقوة بعيداً عنها وقالت له بغضب: عقبال ما أخلص منك أنت كمان
فصفعها بقوة على وجهها فوقعت أرضاً وقال لها بغضب: أنتِ سامعة نفسِك بتكلميني إزاي
فقالت له بغضب: أيوا
فقال لها بغضب: هتتجوزي يحيى يا جودي غصباً عنِك بعد العدة سامعاني
فقالت له بخبث: مين إللي قال لك إني هتجوزه غصباً عني أنا موافقة
فقال لها بصدمة تبعها ابتسامة: بجد ؟ هو ده عين العقل يا حبيبة بابا
فقالت له بابتسامة خبيثة: بابا
فقال لها بابتسامة: نعم يا حبيبتي
فقالت له بنفس الابتسامة: وأنا راجعة من المحكمة قابلت واحدة صاحبتي وطلبت مني نتقابل لإنها ما شافتنيش من زمان وقولت لها طيب وخدت رقمها عشان لما أستأذنك أقول لها
فقال لها بابتسامة: لو عايزة تقابليها النهار ده يا حبيبتي اخرجي
فقالت له بابتسامة وهي تخرج من القصر: ماشي هكلّمها وأنا في الطريق سلام
واستقلّت تاكسي وأمرت سائقه بالاتجاه لأقرب محطة قطار وبعد قليل وصلت وسألت عن القطار الذي سيرحل قريباً فأجابها أحد بأنه سيتجه للقاهرة فقطعت تذكرة ثم دلفت للقطار الذي رحل بعد دقائق قليلة
في المساء بقصر داود كان يجلس على الأريكة بغرفة المعيشة وهو يتصل بجودي بقلق ثم خرج من القصر بغضب بعد ما وجد هاتفها مغلقاً أكثر من مرة وركب سيارته التي قادها لقصر يونس وبعد قليل وصل ودلف وهو يقول بغضب: جودي فين يا يونس
فخرج يونس من غرفته وهبط للأسفل وقال له بصدمة: وأنا هعرف منين هي فين إحنا خلاص اتطلقنا والمفروض إنها بقت تحت حمايتك مش حمايتي
فقال له بغضب وهو يمسكه من ياقة سترته: ما تلعبش عليا بنتي قالت لي إنها هتقابل واحدة صاحبتها ورنيت عليها كتير تليفونها مقفول
فأمسك يونس عنق داود وضغط عليه بقوة فاختنق الآخر ثم دفعه نحو الجدار وهو يقول له بصراخ حتى كادت حنجرته أن تخرج من مكانها وصدمة تبعها بكاء: جودي ما لهاش أصحاب. عملت فيها إي عشان تهرب ؟
يتبع
التعليقات