رواية واقع مر كاملة وحصرية بقلم رقية محمد
ـ وانا اعمل بيهم اي ؟، لأ مش عايزاهم ولا عايزه مصارفيهم، لو مخدتهمش والله العظيم هرميهم في الشارع أنا عايزه اتجوز ومحدش هيقبلهم، زي ما انت بتدور علي مصلحتك انا كمان بدور علي مصلحتي!!.
في اللحظه دى انا ونور بصينا لـ بعض بسرعه، نور اللي نظرتها كانت عباره عن صدمه وخضه متتشافش علي وش طفله ابدا… .
الباب خبط فتحت الباب وأيدي بتترعش
في اي يا ام لطيفه، صوتك واصل لآخر البيت يا حبيبتي في اي، ازيك يا لطيفه يا حبيبتي
ما زالت ماما كانت بتزعق في التيليفون مع بابا، اللي بعد انفصالهم تماما بدأت تكرهنا، كأننا، كأننا بنفكرها بيه!
بصتلنا سلمي بشفقه
* يا حبايبى، شوفي بيترعشوا ازاي، تعالوا يا حبايبي ادخلوا جوا اشغلكم التليفزيون
دخلتنا الاوضه وبدأت تلمس علي شعر نور بحنيه
* متخافيش يا حبيبتي مفيش حاجه هتحصل متقلقيش، كذا مره اقول لامك والله متعليش صوتها قدامكم بس هي مش بتسمع الكلام ابدا
اتكلمت نور بصوت مهزوز
‘ هترمينا في الشارع، هنعمل اي يا ماما سلمي
( وبحكم إن مرات خالو معندهاش أولاد وربنا مرزقهاش فـ كانت معتبرانا عيالها واحنا كمان، اعتبرناها مامتنا )
اتكلمت بعصبيه خفيفه وأيدي ما زالت بتترعش
” بس يا نور اسكتي متتكلميش تانى
شهقت سلمي بخضه
* ترميكم في الشارع ده اي، هي عبيطه ولا اي متقلقيش يا حبيبتي انا هنا معاكم متقلقيش، محدش هيقدر يجي جمبكم
الكلمه كانت حنينه باقصي درجه، الكلمه لوحدها حسستني بامان ولو مؤقت، مقدرتش اتماسك اكتر من كده، ايدي علي وشي و دموعي اللي بدأت تسيل ورا بعض، نفسي اللي بدأ يقل، شهقاتي صوتها بقي أعلي، مكنتش اتخيل إن الغريب هيبقي أحن عليا…من أمي!
دخلت ساعتها وهي بتقول بعصبيه
ـ يلا يا بت أنتِ وهي قوموا لموا هدومكم في اي كيس ويلا من هنا انا مش ناقصه وجع دماغ
حطتنا سلمي ورا ضهرها
* أنتِ اتجننتي يا نوال ولا اي ؟!، انا أما سمعت الكلام ده من نور قولت اكيد فاهمين غلط، مكنتش اتخيل انك اتجننتي فعلا عايزه ترمي ضناكي من البيت!!!، ينهار ابيض أنتِ مش حاسه بنعمتهم !!!، أنتِ اتجننتي فعلياً
ـ بقولك اي يا سلمي، مش هنضحك علي بعض انا مش عايزاهم والله عايزه تاخديهم أنتِ خديهم بس مش هصرف عليهم جنيه واحد من معايا انا ناقصه قرف
* انا مش مستوعبه اللي بتقوليه؟!، انتِ مقتنعه بكلامك ده ؟!
وجهت نظرها علينا وهي بتقول بحده
ـ بقولك قوموا لموا هدومكم انتوا مش سامعيني ولا اي!!!!، بقولك اي يا سلمي انا كده كده النهارده هرميهم برا هما مش هيباتوا فيها، والله العظيم هرميهم، فـ تاخديهم انتي وانتوا مسافرين ماشي اهم حاجه مشوفش وشهم تاني ابدا
حضنت نور اللي كنت اكبر منها بـ خمس سنين بس بأيدي الصغيره وصوت عياطنا عليّ بشكل أكبر
طلع خالو *على* علي صوتنا وقال بإستغراب
:في اي ؟!، في اي يا سلمي هما بيعيطوا لي حصل اي؟!
سلمي اتكلمت وهي بتبصلها بعصبية
* اختك عايزه ترمي عيالها يا علي عايزه ترمي ضناها في الشارع، اختك اتجننت يا علي اتجننت !!!!
سكت علي لثواني، وبص لـ نوال
: تعاليلي برا دقيقيه يا نوال، متخافوش يا حبايبي محدش هيعملكم حاجه
وبعد ما يقارب تلت ساعه زعيق واحنا مستخبين في حضن سلمي، دخل خالو وهو بيقول بعصبيه خفيفه
: جهزي هدومهم يا سلمي، هيسافروا معانا دبي بعد بكره
شهقت بخضه، علي قد ما كانت قاسيه علينا وكلامها فتفت قلبنا، لكن هي أمي…لسه بحبها وعماله اديها مليون عذر، جوازات سفرنا كانت جاهزه لأننا سافرنا قبل كده كذا مره، كملنا باقي الإجراءات في خلال عشر ساعات، ولحظه وجودنا في المطار ملقيتهاش ورايا بتودعني!، ولا ايديها بتحاوطني بحنيه زي باقي الأمهات!!!.
طبطبت عليا سلمي بابتسامه خفيفه وكأنها قرأت أفكاري
* يلا يا لطيفه، امسكي ايد اختك نور كويس وهاتي ايدك يا حبيبتي يلا
وبعد كام ساعه نور نامت، أما أنا فضلت صاحيه ببص علي السما ودموعي نازله بصمت وكل الذكريات بتق.تلني
اتكلمت سلمي وعلي اللي كانوا قاعدين في الكراسي اللي قدامنا
سلمي بضيق
* علي، انا ساكته بقالي يومين ومش عايزه اتكلم علشان حبيبه قلبي لطيفه ونور ميحسوش بحاجه، بس ازاي امهم وافقت ييجوا معانا ؟! وانت ازاي توافق تبعدهم عن امهم بالمنظر ده
اتنهد علي
: حلفت أنهم لو ممشيوش دلوقتي هتعمل فيهم حاجه، وبصراحه يا سلمي لما فكرت فيها لاقيت إن ربنا مرزقناش بعيال وادانا بنتين مره واحده نربيهم ونحافظ عليهم، لو مش حباهم يا سـلـ
قاطعته بسرعه وهي بتقول بضيق
* اخص عليك يا علي مش حباهم اي بس ؟!، ده انا هحطهم في عيني ربنا العالم يا حبيبي متقلقش، أنا بس مش مستوعبه اللي هي عملته ده غيرها يتمني ضوفر عيل
ومن ساعتها وانا بحاول احتوي نور بشكل اكبر، اول ما نور اتولدت وبدأت افهم الحياه، قررت اني ابذل كل جهدي علشان نور متعش اي حاجه انا عيشتها من خناقات يوميه، ولكن نور عاشت اسوء من اللي انا عيشته…!
ـــــ
* بتعملي اي يا لطيفه؟!
اتخضيت وكنت هقع من علي الكرسي لولا ايديها اللي سندتني بسرعه
اتكلمت بخوف
” مش بعمل حاجه، انا بس عايزه ….
مسحت علي شعري بحنيه
* بشويش حبيبتي انا بس قلقت فقومت اطمن عليكم، واقفه عند دولاب الملايات لي ؟، الملايا بتاعتكم مش عجباكم اغيرهالكم؟!
اتكلمت بسرعه
” لأ حلوه والله، انا بس عايزه اغير الملايه علشان…
بصت علي ايدي اللي بتفرك بخوف، اتجهت نحو سريري انا ونور اللي كانت واقفه في ركن خايفه
بصت علي هدومها المبلوله وهي بتقول بتفهم
” تعالي يا نور يا حبيبتي
مسكت ايديها بخوف
” هي مش هتعمل كده تاني والله، هي بتخاف تدخل التويلت بليل لوحدها والله متعمليلهاش حاجه المرادي علشان خاطري
بصت بصدمه
* في اي يا لطيفه انا هغيرلها هدومها يا حبيبتى ( نزلت لمستوايا وهي بتقول بتساؤل)، هي كانت بتعمل فيكم اي ؟!
بصيت علي منطقه في ايد نور فـ لفت وشها ناحيتها وقالت بصدمه
* بتحرقكم؟!!!!، اي العبط ده ؟!
حاولت تتمالك نفسها وهي بتقول بابتسامه
* تعالي يا نور يا حبيبتي متخافيش انا بحبك
خرجت من الاوضه فـ جريت علي الشباك الصغير اللي في اوضتي وانا ببص للسما بصدمه وبشاور علي نفسي بطفوله
” انا يا رب ؟!، انا ؟!، حققتلي امنيتي انا، انا كنت فاكره إن نهايه العالم اني هسافر ومش هشوفها تاني؟!!!
دمعت وانا شايفه إن أخيراً هنام مطمنه
لفيت بخضه بعد ما لقيت ايد سلمي علي كتفي
* تعالي يا كوكي هحكيلكم حدوته
بصيت علي نور لقيت علي وشها ابتسامه، مظنش اني شوفتها علي وشها قبل كده وايديها فيها كاندي، والملايه متغيره وابتسامه سلمي علي وشها خفيفه
يوم لطيف، مرتاحه وانا نايمه ومش شايله هم يوم تاني، هم ميتشالش لـ طفله ابدا!!!
” نور، اصحي يا نور يلا علشان نروق الاوضه يلا يا نور
‘ لطيفه، احنا كده مش هنشوف ماما تاني خالص ؟!
اتنهدت بضيق
ـ بتقولي كده لي دلوقتي يا نور ؟، انتِ مش مرتاحه كده ؟
‘ لأ مرتاحه اوي، ده حتي ماما سلمي بتحبني اوي وبتجيبلي كاندي، بس هي ماما مش هتزعل إننا مش معاها، ماما بتخاف تنام لوحدها يا لطيفه، انا كنت بستني تنام علشان انام معاها
لفيت وشي وانا بمسح دموعي وبقول بعصبيه
ـ مش بتحبنا يا نور مش بتحبنا، اوعي تفتكري إن بابا عايزنا؟!، هما الاتنين ذنبهم واحد، هما الاتنين رمونا واتخلوا عنا، اياكِ يا نور تحاولي تكلميهم في اي وقت فاهمه ولا لا، دول بيكرهونا، هما ماتوا خلاص ماتوا، بتعيطي لي دلوقتي !!!!
دخلت سلمي علي صوت عياط نور
جريت عليها بلهفه، دخل علي وبصلي لثواني وقالي بهدوء
: لطيفه، تعالي
سلمي خدت نور في حضنها، بصيت عليها بضيق لأن مشاعرها هي المتحكمة فيها، انا ونور عاملين زي القلب والعقل، وللأسف نور اللي بيتحكم فيها قلبها.
‘ نعم يا خالو
: انا سامع حوارك أنتِ ونور من بدري، بس بصراحه محبتش أتدخل ولكن مش معني كده إنك تعنفي نور بالشكل ده!
سكت فـ كمل بعد ما ساب الفنجان
: بصي يا حبيبتي، انا عارف إن ده مش سهل عليكم ابدا، في يوم وليله حياتكم اتغيرت، ولكن لازم
قاطع كلامنا صوت صويت سلمي
* نووووور الحقني يا علي
الثاني من هنا
التعليقات