رواية أوهام الوفاء الفصل الثالث 3 بقلم أمل عبدالرازق
رواية أوهام الوفاء الجزء الثالث
رواية أوهام الوفاء البارت الثالث
رواية أوهام الوفاء الحلقة الثالثة
بعد مرور شهرين
هاجر: طلبت إنك تقابلني وقولتلي هتساعدني اخد حقي
عماد: أنا ليا حق عند شاهي زيك بالظبط، هي السبب في إني أخسر أغلى إنسانة في حياتي
هاجر باهتمام: انت مين وإيه اللي حصل
عماد: أنا ابن جوزها اللي ضحكت عليه وخدته من ولاده، خليته يطلق أمي ورمانا وراح معاها، خدت كل اللي حيلته وسابتله المرض، أمي كانت بتشتغل ليل نهار عشان تعلمني أنا واخواتي ويوم وفاتها خدت وعد على نفسي إني لازم أقهرها زي ما قهرت أمي، مستحيل اسيبها تعيش سعيدة وهي سرقت مننا سعادتنا سرقت عمرنا، شيلتني الهم من صغري، مش انتِ بس ضحيتها، ولازم نتحد عشان ناخد حقنا، اوعي تستسلمي للضعف انتِ أقوى منهم لأنك صاحبة حق
هاجر: أنا مش مستوعبه كلامك، يعني شاهي كانت متجوزة والدك وعملت كل دا، يعني انا كنت لعبة عشان توصل لغرضها
عماد: بالظبط كدا، أنا اعرف عنها كل حاجه وبتروح فين وبتيجي منين، كنت ممكن أخلص عليها من زمان، بس أمي خلتني أوعدها مأذيش نفسي عشان واحدة زي دي، واخواتي محتاجني، والمو.ت ليها راحه، لازم أدوقها العذ.اب اضعاف
هاجر: أنا دوري إيه
عماد: انتِ أهم دور، أول حاجه لازم تعرفيها ان الضعف اللي على وشك دا لازم يختفي لازم يخافوا منك، تاني حاجه دكتور أنس اللي انتِ متابعة معاه أخو شاهي
هاجر: مستحيييييييل
عماد: بجد أخوها، ولازم توجعي قلبها زي ما وجعت قلبك
هاجر: أنس أخو شاهي، أنا دماغي مبقتش مستوعبة حاجه
عماد: يعني ملاحظتيش التشابه في اسم الأب
هاجر: أنا أصلا مركزتش
عماد: لازم تركزي من هنا ورايح عشان تعرفي تاخدي حقك
هاجر: بس واضح إنه إنسان كويس، مش زيها خالص، أنا مش عايزه يكون ليا احتكاك بيه
عماد: علفكره شاهي أكتر واحد ممكن يأثر فيها هو أخوها، لما تحس انك عايزه تاخدي حاجه بتاعتها مش هتسكت، أنا حاسك مترددة شويه وعايزه تسيبي حقك
هاجر: مش كدا بس
عماد: متحطيش فاصله في حاجه ربنا حطلك فيها نقطة
هاجر: المطلوب مني إيه
______
بعد مرور ٦ شهور
تعافت هاجر من الحادث، ورفض نديم الطلاق، لكنها خلعته
هاجر بانتصار: مش آخر مرة هتشوف وشي، أنا عرفت إني كنت باخد أدوية لمنع الحمل وغيرها تعملي عقم، ولو انت اللي ورا اللي حصلي يا نديم لو هخسر حياتي مش هرحمك وصدقني الانتقا.م لسه مبدأش يا نديم يا مخلوع
نديم: أنا مش بخاف يا هاجر، أنا اللي هندمك على كل حاجه
هاجر تضحك بصوت عالي: شوف مين اللي بيتكلم، دا بدل ما تتكسف من نفسك، وانتِ ساكته ليه، طافحة سد الحنك
شاهي: هنشوف مين هيضحك في الآخر
هاجر بتحدي: تسمعي عن عدالة السماء، بإذن الله هاخد حقي منك دنيا وآخره يا خاي.نه للعيش والملح، شبه إنسانه ولا يليق بيكِ التشبيه عندك نقص، خلي الغيرة والحقد ياكلوكي، أنا مش هاجر الضعيفة اللي تعرفيها، لا أنا الوحش اللي هيدمر حياتكم، هتشفوني في كوابيسكم، اوعدكم بكدا
__________
عماد: إيه آخر التطورات
هاجر: مفيش أي تطورات، بس أنس بدأ يشك إن شاهي هي اللي خانتني، هو مش متأكد لسه، بس الصدمه باينه على وشه
عماد: حلو، يعني الخطه ماشية تمام، لازم يخاف على صورته قدامك، دا هيساعدنا في المرحلة الجاية
هاجر: المرحلة الجاية؟ أنا عايزه حاجه واضحة، مش عايزه ضمير أنس يتعذب بسببي، هو مش زيها، وأنا مش عايزه أظلمه
عماد: متقلقيش، هدفنا مش إيذاء أنس، هو كمان ضحية لأخت مجرمة، بس لو ساعدناه يواجه الحقيقة هتبقى الأمور أسهل علينا كلنا. خليكي معايا وهنطلع منها منتصرين
______
مرت أسابيع على المواجهة بين هاجر ونديم، والصدمة لا تزال حاضرة في قلبها، لكن بدلًا من الاستسلام، قررت هاجر أن تجعل هذه الخيانة نقطة انطلاق جديدة لحياتها، عادت إلى عملها ولكن بالمستشفى الذي يعمل بها أنس ، حيث وجدت في الطب ملاذًا يساعدها على استعادة تركيزها وكرامتها.
في الأيام الأولى بعد العودة إلى العمل، كانت هاجر تُظهر تماسكًا غير معتاد، لم تكن تترك مجالًا لأي أحد أن يرى ضعفها، حتى زملاؤها لاحظوا التغيير في سلوكها. دخلت إلى غرفة العمليات بابتسامة خفيفة، وتحدثت بهدوء واحتراف مع زملائها.
أنس: لاحظ ذلك وقال لها ذات مرة: “هاجر، رجوعك للعمل شيء كويس، بس حاسس إن في حاجة بتشغلك؟”
هاجر (بابتسامة مريرة): مفيش حاجة يا دكتور أنس، مجرد شوية ضغوط عادية، الشغل هو أحسن حاجة دلوقتي
الدكتور أنس: لو احتاجتي تتكلمي، أنا موجود
هاجر بهدوء: شكرًا ليك، بس فعلًا أنا بخير
_________
بعد انتهاء العمل، جلست هاجر في مكتبها، تحدق في شاشة الكمبيوتر، كانت تبحث في ملفات خاصة بـ شاهي ونديم، لم تكن الأمور سهلة، لكنها لم تكن تخطط لشيء بسيط. كانت تريد أن تجعل الانتقام يمر بطريقة هادئة، لكن موجعة.
بدأت تتواصل مع شخصيات لها علاقات في السوق الذي يعمل به نديم، كانت تخطط لإيقاع المطعم في مشاكل مالية وقانونية، ولكن بطريقة لا تُظهرها كأنها هي من وراء الأمر.
هاجر (تفكر بصوت داخلي): “المطعم ده كان حلمه… هو اللي خلاه يتغير، لو دمرتله الحلم ده، هيحس بنفس الإحساس اللي حسيت بيه لما خانني، هو جاب قرض كبير من البنك بعد انسحابي من المطعم لو قدرت اغرقه في الديون يبقى أنا كسبت”
_________
هاجر: أنا عارفة إنه صعب يا أمي، بس أنا مش هفضل مكتوفة الأيدي، لازم أعمل حاجة، وحقي يرجع، شاهي دمرت حياتي، وأنا لازم أرجع لها نفس الألم
كوثر كانت دائمًا تعرف أن ابنتها قوية، لكن فكرة الانتقام لم تكن سهلة بالنسبة لها، نظرت إلى هاجر بنظرة مليئة بالقلق والخوف
كوثر بتحذير واضح: يا بنتي، الانتقام مش الحل، الانتقام مش هيخفف من ألمك، هيفضل يوجعك أكتر، أنا خايفة عليكي… خايفة إنك تضيعي وسط الغضب ده
لكن هاجر كانت مصممة، وعينيها تعكس قرارات قوية لم تتراجع عنها.
هاجر بصوت مليء بالتحدي: اللي حصل ليا مش هيعدي ببساطة يا أمي. مش هينفع أسيبها كده، هي خدت مني حاجات كتير، وأنا لازم أرجع حقي، شاهي لازم تدفع التمن
كوثر شعرت بالخوف من التحول الذي ترى في ابنتها، لكنها أدركت أيضًا أن الألم الذي تعيشه هاجر لن ينتهي بسهولة، حاولت تقديم نصيحة أخيرة.
كوثر بتعاطف، لكن مع حزم:
“أنا مش ضد إنك تاخدي حقك يا هاجر، بس فكري بعقل، خلي اللي تعمليه بحكمة مش بتهور. الانتقام لما يكون بالشكل ده بيجرح أكتر من إنه يشفي
هاجر وقفت، ولمعت في عينيها نظرة عزيمة لم ترها كوثر من قبل.
هاجر:
“أنا مش هافكر مرتين، أنا هاعمل اللي لازم يتعمل، شاهي لازم تعرف إن اللي بيخون بيدفع التمن.”
بعدها، غادرت هاجر المنزل، وتركت كوثر جالسة وحدها، تدعو الله أن يكون قرار ابنتها هو الأفضل، رغم خوفها مما يمكن أن يحدث بعد ذلك.
_______
في هذه الأثناء، كان نديم يعيش صراعًا داخليًا كبيرًا. بعد المواجهة مع هاجر، بدأ يشعر بأن حياته تنهار. لم يكن سعيدًا مع شاهي كما تصور بل عرفها على حقيقتها التي لا تختلف عنه، كان يغرق في شعور بالخيا.نة لنفسه قبل كل شيء. كانت هاجر تمثل بالنسبة له الأمان والحب الحقيقي، بينما كانت علاقته بـ شاهي مليئة بالشهوة والطموح الفارغ.
في إحدى الأمسيات، عاد نديم إلى منزله الذي يشاركه مع شاهي، جلس وحيدًا في غرفة المعيشة وهو يفكر في حياته، هل كان هذا ما أراده حقًا؟
نديم (يتحدث إلى نفسه): “أنا دمرت كل حاجة… ليه؟ ليه اتخليت عن اللي بتحبني بصدق؟”
بدأ يشك في قراراته، وفي اللحظة التي قرر فيها التخلي عن هاجر، كانت حياته قد اتجهت نحو الانحدار.
قاطع تفكيره صوت شاهي: أنا عايزه فلوس
نديم: خير مش لسه واخده فلوس من كام يوم
شاهي: هي الملاليم دي بتسميها فلوس
نديم: ملاليم! ١٠ آلاف جنيه بيتصرفوا في أسبوع، هاجر كانت بتمشي البيت شهر بربعهم، دا انتِ ولا مرة حاولتي تعملي أكله واحده، كلها خروجات وقنعرة فارغة، بقولك انا عندي مشاكل في الشغل مش ناقصك
شاهي بصوت عالي: قولتلك ١٠٠ مرة ممنوع تذكر اسمها في بيتي ، أنا مين وهي مين، أنا ولا يهمني مشاكلك أنا ليا انك تعملي اللي انا عايزاه
نديم بسخرية: دي حقيقه هي فوق وانتِ تحت أوي، ورطت نفسي مع واحده زيك، من يوم ما عرفتك والنحس حل عليا ولا شوفت يوم حلو والضحكة اختفت من حياتي، نفسي في يوم من أيام هاجر، أنا اللي ضيعتها ومعرفتش قيمتها الا بعد فوات الأوان
شاهي رفعت يدها باتجاه نديم، لكنه أمسك بها بقوه ثم صفعها على وجهها وقال: واحدة زيك بترفع إيدها عليا، انتِ نسيتي نفسك ولا إيه، مافيش خروج من البيت تاني ولا هتمسكي فلوس في إيدك
شاهي والدموع تنهمر من عينيها: هقطعلك إيدك دي وهتشوف، هتندم يا نديم
نديم: اللي عندك اعمليه، أنا هعرف الناس كلها حقيقتك
شاهي: (بصوت خافت لكنها مليئة بالتحدي): أنت مش فاهم حاجة، لو بتظن إنك هتقدر تخرج من اللي أنا دخلتك فيه بسهولة، يبقى أنت غلطان. أنا مش هسمح لك تهدم كل حاجة من أجل هاجر، لو فكرت تكمل في اللي أنت ناوي عليه، هتخسر كل شيء، مش بس أنا
شاهي: (بتحدي):ما تقدرش تسيبني كده، لأنه لو فكرت تفضحني، هتشوف وجه آخر مني، وأنا متأكدة إنك مش مستعد تشوفه
_______
أنس: دكتوره هاجر ممكن أتكلم معاكِ شويه
هاجر: أكيد اتفضل بس هنفطر سوا
أنس: لأ أنا سبقتك بالهنا والشفا
هاجر: طب اتفضل يا دكتور سمعاك
أنس: في دكتور معانا حابب يتقدم ليكِ وقرر يكلمني الأول عشان اعرف رأيك ولو موافقة هقولك هو مين، ولو مش موافقة يبقى خلاص ومش هعرفك هو مين عشان ميتحرجش
هاجر بحزم: الموضوع دا مرفوض تماما، أنا مش عايزه أتجوز
أنس بهدوء: تمام اللي تشوفيه، ممكن أسألك سؤال
هاجر: اتفضل
أنس: لسه بتشوفي زوجك السابق، وهل اللي خانك معاها دي انتِ كنتي تعرفيها، ممكن اعرف اسمها، أنا سمعته مره قبل كدا لما كنتي بتتكلمي بس كنت عايز اتأكد
هاجر: خير يا دكتور أنس
صدقيني مش تطفل بس انا عايز اطمن عليكي مش اكتر
هاجر بحزن: كانت صاحبتي الوحيدة وكنت بثق فيها جدًا ودخلتها بيتي، وكانت الدكتورة اللي بتابع معاها وبصدقها، لكنها طعنتني وكانت بتلعب على جوزي، بس انا مش هسكت غير لما اخد حقي
تغيرت تعبيرات أنس من ابتسامة إلى صدمه وهو يردد بداخله: يا رب ما تكون أختي اللي عملت كدا
قاطعت شروده هاجر وهي تقول: هي يا دكتور
أنس والصدمه تعتلي وجهه: هي مين؟!
هاجر وقد قرأت أفكاره: اقصد ان هي اللي كانت بتتلاعب بيا وكنت مجرد وسيلة عشان توصل لهدفها، عرفت إنها بتلعب على الرجالة اللي معاهم فلوس، بس انا بالذات كانت بتغيير مني وبتتمنى ان النعمة تزول من عندي، لكن لعبها كله على الفاضي لأن نديم بيخسر كل حاجه هو بيحب الفشخرة زيها ومحلتوش حاجه غير كام مطعم وقفل أغلبهم وهي انخدعت في قنعرته الفارغه وكيدها هيتردلها
أنس: أكيد لكل ظالم نهاية
هاجر: تحب تعرف اسمها
أنس بتوتر: وأنا يهمني اسمها في إيه
هاجر وهي تنظر لعينيه: لأ من باب العلم بالشيء، اسمها شاهي دكتورة نسا، اه صح في صورة لطفلين حاضنين بعض على مكتبك دول ولادك
أنس بدأ يُدرك ان هاجر تعلم ان شاهي اخته قال بحزن يطغى على ملامحه فشل في اخفاءه: لا دي ليا انا واختي وإحنا في المدرسة
هاجر: تمام
أنس: بس اختي ما.تت من زمان
هاجر: زعلتني يا دكتور ربنا يصبرك، بعد اذنك هروح اكمل شغلي
_______
عماد: ألوو يا دكتوره هاجر طمنيني عملتي ايه مع أنس وعلاقتكم وصلت لفين
هاجر بانفعال: هخليه يحبني بالعافية يعني
عماد: انتِ محاولتيش حتى
هاجر: أنس مختلف تماما عن شاهي، مستحيل أدخله في مشاكل مش بتاعته، أنا عرفت من زمايلنا إن مراته عملت حادث وماتت وهي حامل في ابنهم الاول، وهو عايش على ذكراها، انسان هادي ومسالم والأهم إنه وفي، تخيل مخلص لزوجته بعد وفاتها ومن حقه يتجوز ويكون أسرة، وعلى العكس تماما أنا جوزي عمل معايا اللي عمله، مش هدخل أنس في خططي في ألف طريقة غير إني أخدعه، ودا آخر كلام عندي
جلس أنس في مكتبه بعد يوم طويل، وعقله لا يتوقف عن التفكير في ما اكتشفه عن شاهي. لم يكن يتصور أبدًا أنه سيقف في هذا الموقف، كان يفكر في اللحظة التي بدأ فيها يتعاطف مع هاجر، تلك اللحظة التي فاجأته. كيف له أن يصدق أن شاهي كانت وراء معاناة هاجر، وأنها كان جزءًا من الخداع؟
توقف أنس عن التفكير فجأة، عندما دخلت هاجر إلى مكتبه، كانت عيونها تحمل أسئلة كثيرة، لكنه لم يكن يعرف إن كان يملك الإجابة.
أنس: اتفضلي يا دكتوره هاجر في حاجه ولا إيه
هاجر: شاهي سعد المعداوي تبقى أختك مش كدا ؟
أنس: أنا كنت جزء من خطتك مش كدا وجيتي المستشفى مخصوص وهدفك أنا؟
هاجر: مش هنكر دا، بس انت مش شبهها وخرجتك من خطتي لأنك إنسان محترم وبينك وبين ربنا عمار
أنس: تتجوزيني يا هاجر؟
انصدمت هاجر من عرض أنس وظلت صامته
أنس: ساكته ليه مش دي خطتك من البداية، بس لو مستعدة تفتحي صفحة جديدة وترمي الماضي وراكي أنا فعلا عايز اتجوزك وأكمل معاكِ عمري، ونبني أسرة جميلة بعيدًا عن المشاكل والضغط النفسي، عارف اللي مريتي بيه مش سهل أبدًا ، علفكره صعب أوي عليا ان اختي هي اللي عملت فيكِ كدا ، بس واثق إنها هتاخد جزاءها، لكن إحنا نستاهل نعطي لنفسنا فرصة نعيش، الحياة مش هتتكرر تاني، فكري كويس يا هاجر
هاجر بتوتر واضح: هفكر في عرضك وأرد عليك، بعد اذنك
_______
بعد ثلاثة أشهر
هاجر قررت أن تبدأ مشروعها الخاص وفتحت مطعمًا ينافس مطعم نديم، وبفضل مهاراتها الفائقة ورؤيتها المبدعة، بدأ المطعم في جذب الزبائن، ويحقق نجاحًا كبيرًا.
نديم يقع في أزمة مالية كبيرة، ويجد نفسه غارقًا في الديون التي يصعب تسديدها، يقرر أن يطلب المساعدة من شاهي، لكن رد فعلها يكون قاسيًا.
نديم: أنا مش عارف أتصرف، محتاج مساعدتك، المطعم في خطر
شاهي بتجاهل: إنت اللي دخلت نفسك في ده، وأنا مش هساعدك، اختياراتك أنت!
نديم يشعر بالحيرة الشديدة والفشل.
شاهي بانفعال: هي بتقف على رجليها وإحنا بنغرق
نديم: اتصرفيلي في فلوس ضروري لازم أدفع فلوس للبنك، أنا شطبت فلوس خالص
شاهي: هجيبلك منين، إحنا وصلنا لطريق مسدود خلاص
نديم: إيه عايزه تسيبيني خلاص، مش لاقيه حواليا حاجه ، بس بعينك هخليكي جنبي كدا وبما انك ضمناني في القرض هتتورطي معايا
______
لقاء أنس وهاجر في الممر
كانت هاجر تسير في ممرات المستشفى في اليوم التالي مشغولة بأفكارها، قررت أن تبعد أنس عن خططها، لكن لم تستطع أن تتجاهل الإحساس المتنامي بالذنب، كيف يمكنها أن تبني أي علاقة معه وهي تحمل هذا الكم من الغضب بداخلها؟ وبينما كانت غارقة في أفكارها، قابلها أنس.
أنس بابتسامة: دكتورة هاجر، صباح الخير
هاجر وهي تحاول الابتسام: صباح النور يا دكتور أنس، أخبارك إيه؟
أنس: أنا كويس الحمد لله، بس عايز أسألك… فكرتِ في عرضي
هاجر تنفست بعمق، تحاول أن تجد الكلمات المناسبة: أنس… بصراحة أنا مش قادرة أخد القرار ده دلوقتي، الموضوع معقد، ومش متأكدة إني مستعدة
أنس بجدية: أنا فاهم إنك محتاجة وقت، وأنا مش هضغط عليكي، لكن لو في حاجة بتفكري فيها أو في سبب يمنعك من الموافقة، قوليلي.
هاجر: “مش موضوع إن في حاجة مانعاني، بس أنا بمر بظروف صعبة، ومش عايزة أدخلك في مشاكل مش بتاعتك
أنس بنبرة دافئة: أنا مش خايف من المشاكل، اللي يهمني إنك تكوني بخير، وكل واحد فينا عنده ماضي وصعوبات، لكن المهم إننا نقدر نعديها مع بعض.
هاجر بحزن: “مش كل حاجة ممكن تتعدى بسهولة يا دكتور أنس، أنا مش هقدر أخد القرار ده دلوقتي، سامحني
أنس بابتسامة حزينة: مافيش حاجة تستدعي الأسف، المهم إنك تكوني مرتاحة.
مشهد بين شاهي ونديم في المطعم
في المطعم، كانت الأمور تتعقد يومًا بعد يوم. المطعم يعاني من مشاكل مالية حادة، ونديم يشعر بالضغط الكبير. شاهي كانت تحاول السيطرة على الأمور، لكن الحقد والغيرة كانا يغليان بداخلها.
شاهي (بانفعال): المطعم بينهار يا نديم! لازم نلاقي حل، مش هينفع نفضل كده!
نديم بتعب واضح: “وأنا أعمل إيه يعني؟ كل اللي كنت بخاف منه بيحصل، من ساعة ما عرفتك والمشاكل بتزيد، أنا غلطت لما مشيت وراكي
شاهي بسخرية: إيه؟ مشيت ورايا؟ أنا اللي خليتك توصل لكل ده، نسيت إزاي كنت عايزني؟ نسيت إزاي سبت هاجر عشاني؟
نديم بغضب مكبوت: أيوة! سبتها، وكنت فاكر إنك هتكوني مختلفة،هاجر كان عندها كرامة، كان عندها شغل حقيقي، مش زيك. دلوقتي أنا خسرت كل حاجة، حتى نفسي
شاهي بابتسامة ساخرة: “ماتحاولش تلعب دور الضحية. أنت اللي اخترت ده، ومهما حصل، أنا هفضل هنا، وهتعمل اللي أنا عايزاه.”
نديم ببرود: “هنشوف. بس خليكي فاكرة إنك بتلعبي بالنار.”
________
في اليوم التالي، ذهبت هاجر إلى المكتبة القريبة لتأخذ لحظة من الراحة والتفكير بعيدًا عن الضغوط، وبينما كانت تجلس بهدوء، جاء عماد وجلس بجانبها.
عماد: إيه الأخبار يا دكتورة؟
هاجر بابتسامة ساخرة: كل حاجة ماشية زي ما خططنا، نديم وشاهي بيتورطوا أكتر في مشاكلهم. لكن أنا مش مرتاحة
عماد: مش مرتاحة إزاي؟ ده الانتقام اللي كنتي بتحلمي بيه
هاجر بحزن: أيوة… بس بعد كل اللي حصل، حسيت إنني مش هاخد أي سعادة من كل ده، مشاكل نديم وشاهي بقت حاجه ملهاش معنى بالنسبالي دلوقتي
عماد وهو يحاول فهمها: إيه اللي تغير؟
هاجر: أنس، كل مرة بشوفه بحس إني مش عايزة أخدعه زي ما نديم خدعني، هو إنسان محترم ومش بيستحق يدخل في الخطط دي. يمكن كنت بحاول أه أهرب من ألمي باستخدام الانتقام، بس دلوقتي، مش حاسة إن ده الحل
عماد بجدية: أنا فاهمك. بس في نفس الوقت، ماتفكريش إنك هترجعي تتنازلي تاني، خليكي قوية
هاجر: نديم اتورط في ديون ملهاش حل وان شاء الله يتحبس، وشاهي عرفت انها طلعت خسرانه وغرقت معاه
عماد: حبيتيه؟
هاجر بتوتر: هو مين
عماد: هيكون مين يا دكتوره، أنس أخو عدوتك
هاجر: صدقني أنس مختلف ويستاهل كل خير، بعد اذنك
بينما كانت هاجر تغادر المكتبة، كانت تشعر بصراع كبير داخلها، هل تستمر في خطة الانتقام وتكمل ما بدأته، أم تعطي فرصة لنفسها للشفاء والبدء من جديد؟ كانت تعلم أن القرار لن يكون سهلًا، ولكنها بدأت تشعر أن ربما الأفضل هو أن تترك الماضي ورائها، وتبدأ صفحة جديدة.
________
في إحدى الليالي، وبينما كانت هاجر جالسة على شرفتها، تفكر في خطتها للانتقام، دخلت والدتها كوثر إلى الغرفة. جلست بجوارها ونظرت إليها بعطف.
كوثر: هاجر يا بنتي، حاسة إنك مش مرتاحة، إنتِ كنتِ دايمًا قوية وبتواجهي، بس المرة دي حاسة إن في حاجة تانية بتأكلك من جوا
هاجر (بتنهد): مش عارفة يا ماما… أوقات بحس إني بعمل الصح، وأوقات بحس إني… بجرح نفسي أكتر.
كوثر (بلطف): الانتقام مش دايمًا الحل يا بنتي، أحيانًا إننا نسامح ونبدأ من جديد هو اللي بيخلينا نرتاح.
هاجر (بحزن): أنا مش قادرة أسامح، مش بعد اللي عملوه فيا
كوثر: لو هتحسي براحة من الانتقام، يبقى اعملي اللي تشوفيه صح، بس لو مش هتحسي براحة بعده، فكري مرتين، مش لازم تضيع سنينك وأنتِ بتدوري على إزاي تأذي اللي آذوكِ، ممكن تبدأي من جديد وصدقيني أنس بيحبك ولازم تفكري
أثر كلام كوثر في هاجر، بدأت تُفكر هل فعلًا الانتقام هو ما تريده؟ هل سيجعلها تشعر بالسلام الداخلي؟ أم أن الانتقام سيدمرها هي أيضًا؟
______
نديم: أنا هبيع البيت دا
شاهي: وهنعيش في الشارع ولا إيه
نديم: لا هنعيش في شقتك مؤقتا، أو ممكن نبيعها ونسيب دي
شاهي: في المشمش، انت بتخطط تاخد شقتي، مستحيل طبعا
نديم: خلاص هطلقك وعيشي في شقتك براحتك وأنا خلاص مش عايز حاجه من الدينا
شاهي: معنديش مشكلة طلقني اهو نرتاح
نديم: استفدتي إيه لما دمرتي حياتي!
شاهي بسخرية: أنا اللي دمرت حياتي؟ إنت اللي دمرتها يا نديم، وكنت هتعمل كدا سواء معايا أو غيري، نديم إلحقني بطني بتوجعني أوي وطول اليوم عندي نزيف، اااااااااااااااه مش قادره اتحرك، إلحقنييي يا نديم
نديم بقلق: إيه الدم دا كله! مالك يا شاهي فيكي إيه
حمل نديم شاهي بين يديه ليذهب بها إلى أقرب مشفى لكنه تفاجئ بعناصر الشرطة تقف أمامه لتخبره بأنه مطلوب القبض عليه
نديم: حاضر انا هاجي معاكم، بس ارجوكم اوصلها المستشفى لأن حالتها خطيرة
ذهب نديم بشاهي إلى المستشفى التي تعمل بها هاجر وعند خروجه مع عناصر الشرطة قابل هاجر
نديم بحزن: ممكن تسامحيني يا هاجر
شاهي: ربنا عادل، وصدقني مهما حصل مش هيتمحى من قدامي مشهد خيان.تك ليا مع أقرب صديقة ليا
نديم: شاهي عندها نزيف حاد، والدكتور بيقول إن حالتها بتسوء ولازم تشيل الرحم
هاجر بصدمة: انت بتقول إيه
نديم: ارجوكي تسامحيني يا هاجر، أنا خسرتك وخسرت معاكي كل حاجه واتحجز على كل املاكي
هاجر محاولة إخفاء حزنها: مكنتش أتمنى تكون نهايتك كدا، بس انت اللي اخترت
أخذت الشرطة نديم وظلت هاجر تبكي بشدة ثم قالت محدثة نفسها
مكنتش أتمنى تكون نهايتك كدا يا نديم، عمري ما تمنيت إني اشوفك مكسور بالشكل دا، كانت مجرد ابتسامة منك بتخليني في قمة سعادتي، ليه عملت فيا وفي نفسك كدا
جاءت الممرضة مسرعة لتخبر هاجر بأنهم يحتاجونها في غرفة العمليات
دخلت هاجر إلى غرفة العمليات لتجد أنس يقف صامتًا ومشاعر الحزن تعتلي وجهه ويحاول جاهدًا السيطرة على دموعه، ثم ترى شاهي فاقده للوعي ويخبرها احد الأطباء الذين سيشاركون في العملية بأنها هي طبيبة التخدير والمريضة في حالة حرجة يجب أن تخدرها ليستأصلوا لها الرحم لأن المريضة بمصابة بسرطان الرحم
هاجر: بلاش اشارك يا دكتور ارجوك ، بلاش أنا من فضلك
أنس بجدية: مافيش وقت يا هاجر، لازم نلحقها النزييف مش بيوقف وفقدت دم كتير
________
غرفة المستشفى، بعد العملية.
تبدأ شاهي في الاستفاقة ببطء من تأثير التخدير، ترى السقف الأبيض والضوء الخافت، وتحاول تذكر ما حدث، تشعر بضعف شديد وكأن جسدها كله لا يستجيب لها. تتذكر آخر شيء قبل أن تفقد وعيها: ألم شديد، ثم النزيف.
شاهي (بصوت ضعيف): إيه اللي حصل؟ أنا كنت… نزفت… مش فاكرة غير كده
في تلك اللحظة، يظهر أنس بجوار السرير، ملامحه حائرة وحزينة، شقيقها الذي لم تره منذ سنوات، يقف الآن أمامها وهي في أسوأ حالاتها.
أنس (بهدوء وهو يحاول السيطرة على حزنه): شاهي… العملية خلصت، وانتِ دلوقتي كويسة
شاهي: أنس! أنس انت بجد هنا، وحشتني أوي يا حبيبي، نفسي اشوفك وأضمك ليا من زمان اوي
أنس: الدكاترة اضطروا يشيلوا الرحم. كان في مشاكل كبيرة، وإنتِ نزفتي دم كتير، واكتشفنا إنك مصابة بسرطان في الرحم
شاهي تفتح عينيها ببطء أكثر، وكلمات أنس تخترق وعيها ببطء. مع كل كلمة ينطقها، تشعر وكأن قلبها ينهار تدريجيًا، تشعر بالصدمة.
شاهي (بصوت خافت): “إيه؟ إزاي؟ مش هقدر… مش هخلف؟ عقابي من جنس عملي، لأ دي مش نهايتي، اكيد انا في كابوس
أنس يهز رأسه بحزن، ونبرة صوته مليئة بالشفقة: للأسف… ده اللي حصل، يا شاهي
عيناها تملؤهما الدموع، تشعر بالعجز الشديد والندم يملأ قلبها، لكنها قبل أن تتمكن من التعبير عن تلك المشاعر، تدخل هاجر الغرفة.
هاجر لم تكن تلك المرأة الضعيفة التي تعرفها شاهي، بل كانت مزيجًا من القوة والتعاطف.
هاجر (بحزن وهي تقترب): أنا آسفة، شاهي
شاهي، التي لطالما كانت تحمل كرهًا وغيرة نحو هاجر، تنظر إليها الآن بعيون غارقة في الدموع، لم تعد تحمل نفس الغضب بداخلها، بل الندم.
شاهي (بصوت متقطع): “هاجر… أنا غلطت، غلطت في كل حاجة عملتها فيكِ، أنا كنت فاكرة إني بقدر أحصل على كل حاجة، بس دلوقتي… دلوقتي ضاع كل شيء، خسرتك وكنت سبب في حزنك، ربنا عاقبني يا هاجر، تخيلي ان ربنا عمل فيا اللي فضلت سنين عايزه أعمله فيكي وفشلت
هاجر تجلس على الكرسي بجانب السرير
هاجر : أنا ماجيتش هنا عشان أعاتبك أو ألومك، اللي حصل بينا كان لازم ينتهي من زمان، بس صدقيني، ماكنتش أتمنى تشوفي اليوم ده.
شاهي تنهار بالبكاء، تشعر أن كل شيء انتهى، وأنها لم تترك لنفسها سوى الألم.
شاهي (وهي تغرق في دموعها): ندمت على كل حاجة… على كل حاجة عملتها فيكِ، وفي نفسي، ثم اكملت قائلة لازم تعرفي الحقيقة كاملة
هاجر: حقيقة إيه تاني يا شاهي
شاهي: أنا ونديم كنا سبب في منعك من الخلفة، نديم جالي بعد فرحكم وطلب مني أساعده في تأجيل الحمل لأنه خايف من المسؤولية، وبعدين رجع في كلامه وقالي خلاص مش عايز حاجه ووقتها بدأت أشك فيه، وراقبته وبعد فترة لما طلبت منك تحاليل عرفت انك بتاخدي حبوب لمنع الحمل بس للأسف بدل ما اصارحك واساعدك كملت اللي نديم عمله، هو كان بيحطلك الحبوب من غير ما تعرفي في الأكل والشرب؛ لأنه كان عارف إنه عنده مشاكل تمنعه من الإنجا، بس أنا ساعدته من غير ما يعرف وكنت بجيبلك أدوية بتسبب عُقم، سامحيني يا هاجر أرجوكي سامحيني
هاجر بانهيار شديد: ياريتك ما قولتيلي، للدرجة دي مافيش في قلوبكم رحمة، عملتلكم إيه يا مجرمين، ليه عملتي فيا كدا، ليه يا الخيانه، كنتي ابعدي عني وسيبيني في حالي، ليه الأذى والسواد والغِل دا
شاهي: سامحيني انا هعيش بذنبك عمري كله
هاجر: مستحيييييييل أسامحك او اسامحه، أنا مستحيل اسامحكم، دا جزائكم في الدنيا ولسه الآخرة، بكرهك من جوا قلبي، لوهله حسيت بشفقه اتجاهك بس لأ دي العدالة ولازم تتعاقبي على أعمالك
أنس: ارجوكي يا هاجر تعالي اطلعي دلوقتي
شاهي مسكت إيد هاجر وقالت: سامحيني يا هاجر عشان خاطري، أنا ندمانه
سحبت هاجر يدها من شاهي: ولو آخر يوم في عمري مش هسامحك ولسه في واحد كمان عايز يقولك حاجه مهمه
في تلك اللحظة، يدخل عماد الغرفة. عينيه مليئتان بالاستياء والغضب، لكنه يبدو أكثر ثباتًا مما كان عليه. يتقدم نحو شاهي ببطء، وكلماته تخرج بوضوح:
عماد: شاهي، جاي أقولك إن الندم دلوقتي مش هيفيد، كل اللي حصل، كل اللي عملتيه في حياتنا، جه الوقت تدفعي التمن، كنتِ الجزء الأوحش والمظلم في حياة كل واحد فينا، اكيد فاكراني، انا اللي سرقتي منه ابوه، انا اللي قهرتي أمه وكنتي سبب موتها، أنتِ سرقتي فلوس أبونا من عياله، حرمتيهم من حقهم… والحق بيرجع لصحابه مهما طال الزمن.
شاهي، التي كانت غارقة في أحزانها، ترفع عينيها نحو عماد، وتشعر بالذنب يلتف حول عنقها كالحبل الخانق، لم تعد تملك أي مبرر، ولا قوة للدفاع عن نفسها.
شاهي (بصوت منهار): أنا أسفة… أسفة لكل حاجة.
عالم شاهي ينهار من حولها، كل شيء تحطم.
_______
بعد كل ما حدث، وبعد أن هدأت الأمور قليلاً، وافقت هاجر أخيرًا على عرض أنس بالزواج. في حفل بسيط وهادئ، وقفت هاجر بجوار أنس، والشمس تغرب في الأفق، معبرة عن بداية جديدة لهما.
هاجر (بابتسامة رقيقة لأنس): كنت دايمًا بدور على النهاية اللي تستحقني… والحمد لله لقيتها
أنس يضع الخاتم في يدها ويبتسم:
أنس: “الحياة فيها دروس كتير، بس النهاية بتكون دايمًا بين إيدينا.”
“الألم والجروح من الماضي ما هي إلا طريق للشفاء، لكن المفتاح هو أن نترك الماضي ونمضي قُدمًا، لأن الحياة دومًا تمنحنا فرصة للبدء من جديد.”
#تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوهام الوفاء)
التعليقات