رواية أسرت قلبه الفصل التاسع عشر 19بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة الشروق للروايات)
رواية أسرت قلبه الفصل التاسع عشر 19بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة الشروق للروايات)
الفصل التاسع عشر (لحظة ضعف )
قبل أسبوع …
اصر أن يوصلها للمنزل رغم أنها عارضت بقوة ….كانت متضايقة أنه قريب منها بذلك الحد …الوقح أخبر الدكتور يوسف أنه زوجها ….ماذا يظن نفسه ….لا تعرف السبب ولكنها متضايقة حقاً منه !!!…
-خلاص أنا كويسة سيب ايدي !!!
قالتها بضيق وهي تبعده عنها …لا تطيق لمسته لها
نظر إليها لطيف بجمود لتذهب هي وتجلس على الأريكة القديمة بمنزلها بينما تنظر أمامها بغضب …تحاول تمالك نفسها …أرادت استغلال فرصة أن ابنها ليس بالمنزل لتتكلم معه…
رفعت عينيها بينما النيران تشتعل بهما وقالت :
-متقربش مني بالشكل ده متنساش نفسك !!!
نظر إليها بصدمة لتكمل بعنف ؛
-ازاي تتجرأ انك تقول انك جوزي ؟!!!احنا متطلقين…مبقاش فيه حاجة بيننا بأي حق تقتحم المستشفى وتقول اني مراتك !!بأي حق ….ثم انك ازاي عرفت اني في المستشفى…انت لسه بجد بتراقبني ؟؟؟
تجهم وجهه وهو ينظر إليها وقال بصوت جامد :
-فيه ايه بينك وبين الدكتور بتاعك …شايف ان فيه علاقة بينكم ؟!!
بهت وجهها وهي تنظر إليه….ثم تمااكت نفسها وغضبها بتصاعد أقوى من السابق وهي تصرخ به ؛
-اخرس…اخرس ….ايه اللي بتقوله انت انسان مش محترم !!!
اقترب اكثر وقال بهدوء مخيف:
-ايه اللي بينك وبين الدكتور بتاعك يا ماجدة ؟!!!
نهضت بعنف وهي ترفع كفها لتصفعها…لم تفكر في فعلتها او عواقبها …كان غضبها يعميها …ولكنه بسرعة أمسك ذراعها ثم بسرعة ادارها وهو يثني ذراعها خلف ظهرها ويقول بنبرة كريهة :
-لو فكرتي بس تعمليها هكسرلك ايديكي …متنسيش نفسك يا حبيبتي وقوليلي فيه ايه بينك وبين الدكتور بتاعك …
-انت حيوان …بجد مش بني ادم طبيعي ….
ثني ذراعها اكثر وقال بقسوة :
-عايزك تطلعي كل اللي عندك عشان اكسر دراعك وانا مرتاح وبرضه مش هسيبك الا لما تقولي ايه اللي بينك وبين الدكتور بتاعك …
أغمضت عينيها بألم وقالت:
-أنت مريض …مفيش حاجة خالص بيننا …فاكر الناس كلها زيك …
شدها اليه اكثر وهمس في اذنها…أنا عينيا عمرها ما بصت على غيرك….أنا عمري ما حبيت غيرك ولا شوفت غيرك …عكسك انتِ في الأول جارك …وبعدين الدكتور بتاعك …بس لا يا ماجدة …انتِ بتاعتي …بتاعتي وبس …حتى لو مش ملكي دلوقتي بس مش هتكوني لحد غيري …أنا في الحالة دي ممكن اقتلك واقتله …انتِ فاهمة…أنتِ ملكي …بتاعتي …أنا وبس …
-انت مجنون…انت مستحيل تكون بني ادم شوي نفسيا …
قالتها وهي تحاول ان تتحرر منه …ابتسم بشراسة وقال:
-مجنون بيكي انتِ….انتِ اللي وصلتينا للحالة دي …كنا مبسوطين مع بعض قررتي تمشي …بس زي ما أنا هعيش وحيد طول حياتي ..مفيش ست هتقدر تملى عيني …انتِ كمان هتفضلي وحيدة طول حياتك….مفيش راجل هيكون في حياتك غيري …فاهمة….مش عايز اشوف راجل قريب منك يا حبيبتي …اكيد فاكرة اخر مرة كان فيه راجل في حياتك حصل ايه …فاكرة ولا مش فاكرة …
أغمضت عينيها بقهر ليكمل :
-الطريقة الوحيدة انك تبقي مع راجل انك ترجعيلي غير كده لا …فهمتي يا حبيبتي …
ثم تركها وذهب لتجلس منهارة على الأريكة وهي تبكي بعنف
…….
كان يقود سيارته وهو يشعر بضيق غريب في قلبه …الطريقة التي اخبرهم بها انها زوجته..تخبره أنه رجل متملك للغاية….ولكن هي لم تنكر هذا …صمتت فقط ولم تعقب … لا يعرف لماذا هذا الموضوع يشغله بتلك الطريقة …
أوقف سيارته فجأة وهو يتنفس بقوة …هل يكذب على نفسه ؟!!هل يدعي الجهل الآن ….هو انزلق بإرادته …ولج للفخ الذي ولج إليه بإرادته العديد من المرات….كيف سمح بهذا مجددا …انه يقع في الفخ للمرة الثالثة …وكل مرة تكون النتيجة هو ألم لا ينتهي وذكريات تمزقه ارباً…كيف يقع بالحب مجددا…بحب امرأة في حياتها اخر…حتى لو طليقها يبدو أنه يحبها وسوف يعيدها …أنه ارتكب الخطأ مجددا…وسوف يتألم مجددا…للاسف هو لا يتعلم من اخطاؤه …للاسف الشديد ما زال غبي …
فكر وهو يضرب المقود بقوة !!
…..
كانت جالسة وهي تضم ابنها بينما الدموع متحجرة بعينيها…تتذكر تهديده الواضح لها …هي لا يمكننا أن ترتبط بأي رجل …يخبرها ببساطة انها حرمته منها …لذلك هو سيحرمها من الحق في الارتباط من أي شخص آخر ….اخبرها انه سيختار ان يقتلها على أن ترتبط برجل آخر…رجل آخر …وضعت كفها على قلبها وهي لا تفهم …من اين اتت له الفكرة ان لديها مشاعر لدكتور يوسف ..هي لم تفكر بهذا من قبل …ولتكن صريحة هي تجنبت التفكير بالموضوع …وتجنبت ان تفكر في مشاعرها الغريبة نحوه…هي من الاساس لا يجب أن تفكر بأي شخص آخر …يكفي ما حدث اخر مرة …هي يجب أن تعيش لابنها ابنها فقط !!!
…..
في الوقت الحالي …
وقفت أمام المرأة وهي تنظر لنفسها …فستانها الذي يحتضن جسدها ….النقاب الذي يخفي وجهها…..أنها عروس اليوم …ولكن ليس العروس التي تمنتها…..
-آه …
صرخت بقهر وهي تزيح النقاب ثم بدأت تزيح زجاجات العطر وأدوات الزينة المتواجدة على طاولة زينتها حتى وقعت أرضا وتهشمت… .
بينما الدموع تنفجر من عينيها دون توقف …كل الذكريات السيئة تهاجم عقلها …لحظة ترك خطيبها لها ….اشمئزازه منه …كل تلك الأفكار تهاجمها …هي ليست عروس الان …هي بديل لتلك المرأة التي جرحت سيف …سيف لن ينظر لها …سيف لن يحبها ….
-مياس …مياس أنتِ كويسة ؟!!
قالها سيف وهو يطرق على الباب بعنف بينما يشعر بقلق بالغ:
-مياس بتقلقيني عليكي أنتِ كويسة ؟!!!
-روح …لو سمحت روح ….
قالتها بإختناق ….
وقف إمام الباب وهو في حيرة من أمره …لا يعرف ماذا يفعل …هو يخاف أن تؤذي نفسها لذلك طرق الباب مرة أخرى وقال بتوسل :
-مياس عشان خاطري افتحي الباب أنا مش همشي الا لما اتكلم معاكي ….
-فيه ايه يا سيف ؟!
اقترب جلال منه …بعد أن ذهبا قد انفض الحفل وذهب الجميع لمنازلهم ولكن جلال شعر بأن هناك أمر ما فمياس قد انسحبت سريعاً…
نظر سيف إلى والده وقال بهدوء :
-مفيش حاجة يا بابا …أنا هتصرف ….خلاص روح انت ….
عبس جلال وهو. ينظر إليه وقال :
-سيف يا بني انت متأكد ؟!!
-ايوة يا بابا …مياس بقت مراتي وهي مسؤوليتي من دلوقتي….خلاص أنا هتصرف …تقدر تروح ترتاح ….
لم يكن يريد جلال أن يبتعد …كان يريد أن يطمئن على مياس ولكنه قرر أن يثق بسيف فهو يعرف ابنه …ويعرف أنه قادر على أن يحل مشاكله بنفسه ….
هز جلال رأسه وقال ببسمة :
-حاضر يا بني….أنا هروح انام …تصبح على خير وألف مبروك يا عريس ….
ثم تركه وذهب ….تنهد سيف فأمامه مهمة كبيرة ….
طرق الباب برفق وهو يقول :
-مياس افتحي الباب …أنتِ عارفة اني مش همشي غير لما تطلعي …أنا مستعد اقعد قدام الباب للصبح …
-بقولك روح ….روح !!!
صرخت وهي تبكي بينما تجلس على الفراش وهي تضع رأسها بين كفيها وتستمر بالبكاء …تبكي وتبكي حتى شعرت أنها سوف تموت ….
تنهد سيف وقال ؛
-لا مش هروح …هفضل هنا لحد ما تفتحي…
رفعت رأسها وهي تكز على أسنانها وتقول :
-انت مبتفهمش. ..أنا مش عايزة اتكلم …مش عايزة اشوفك …
-مش بمزاجك …أنا بقيت جوزك دلوقتي. …كلك يخصني ….لازم تشوفيني وتتكلمي معايا ….افتحي وخلينا نتكلم ….
-لا مش هفتح …مش هفتح …وخليك بقا للصبح قدام الباب….وحتى لو اتكلمت مش هرد عليك…
ثم تسطحت على الفراش وهي تقرر النوم ….تقرر أن تهرب من كل هذا ولكن سيف قال بعناد :
-افتحي والا هكسر الباب …
نهضت منتفضة وهي تصرخ به وقالت :
-قولتلك مش عايزة اتكلم …هو عافية يا سيف ؛؟؟؟
-ايوة عافية …ودلوقتي هعد لحد تلاتة لو مفتحتيش هكسر الباب ….
ثم بدأ بالعد بالفعل ..ركضت هي سريعا نحو الباب وفتحته..
نظر إليها ووجدها قد خلعت النقاب بينما وجهها ملطخ بالدموع
-انتِ ايه مشكلتك بالضبط ؟!
قالها وهو يدخل …بينما يمسك ذراعها وبيده الأخرى يغلق الباب بالمفتاح …
-انت بتعمل ايه ؟!اطلع برا !!
صرخت بها وهي تدفعه بقوة ….بينما تحاول البحث عن نقابها لكي تغطي وجهها …شعر سيف ما تريد فعله لذلك شدها بقوة إليه وقال :
-لا …..
نظرت إليه بصدمة وهي تقول :
-ابعد عني …سيبني …سيبني في حالي ….
كانت الدموع تنفجر من عينيها ليهز هو رأسه ويقول :
-لا مش هسيبك …أنا لازم اعرف ايه مشكلتك بالضبط …أنا عملت ايه لده كله …النهاردة فرحنا ايه اللي مضايقك ….
-مضايقني اني مجرد بديل للي بتحبها ؛!!!
صرخت به وهي تدفعه بقوة بينما الدموع تطفر من عينيها بينما أكملت بصوت متألم :
-انا اتمنيت أني لما اتجوز يكون جوزي ميشوفش غيري …وكنت فاكرة اني هحقق ده مع عمر …بس حلمي اتدمر …ودلوقتي عشان ظروفي…قبلت اكون البديل …البديل بدل حبيبتك اللي سابتك …انت عمرك ما هتحبني …عمرك ما ….
قاطع كلماتها وهو يسحبها إليه ويعانقها بينما يقول بصوت مختنق:
-اسف …اسف على كل اللي حصلك…اسف اني مكنتش موجود عشانك …واسف لو جرحتك…سامحيني يا مياس ……انا آسف …اسف ….
-انا طول عمري هبقى بديل …طول عمري !!!
قالتها بقهر وهي تبكي ليهز رأسه وهو يبتعد عنها ويقول :
-لا غلط …عمري ما فكرت بيكي بالشكل ده ….لو عايزة …لو عايزة نخلي جوازنا حقيقي أنا مستعد …كلمة واحدة وهنفذ …
نظرت إليه بصدمة وقالت :
-بتقول ايه ؟!
ابتلع ريقه وقال :
-لو عايزة يكون جوازنا حقيقي بس قوليها وانا أنفذ ..
وقبل أن تعطي رد فعل وهو صفعه بكل قوة وجدته يجذبها إليه …ثم يقبلها بقوة….تجمدت للحظات وهو يقبلها بتلك الطريقة …شعرت أن رأسها يدور …وعقلها توقف تماماً عن العمل…لم تفعل أي شئ…لم تتجاوب معه …أو تدفعه حتى بل بقت متجمدة بمكانها بينما تغمض عينيها بقوة…..
اخيرا ابتعد عنها وهو يتنفس بقوة بينما ينظر إليها …عينيه الزرقاء كانت صافية للغاية ….بينما يبتلع ريقه وهو ينتظر رد فعلها …فجأة تصاعدت النيران بعينيها وهي تدفعه وتصرخ به :
-ازاي تتجرأ تعمل كده !!!انت حيوان !!!
-مياس …
قالها بتوتر بينما أصبحت هي كالمجنونة تدفعه وتضربه بقوة …
-اطلع برا أنا بكرهك…بكرهك….
ولكنه لم يخرج بل شدها إليه وضمها بقوة وهو يقول :
-مش بعد النهاردة…أنا مش هغلط واسيبك مرة تاني …هفضل جمبك بأي صفة …غلطت لما بعدت عنك واتاذيتي بسببنا ومش هبعد تاني ابدا !!!
-دي شفقة …شفقة …
قالتها وهي تبكي ليهز رأسه ويقول :
-لا مش شفقة …ده دوري كزوج …دوري اني احميكي حتى من نفسك !!
لم تجادله كثيرا ..كانت متعبة …متعبة للغاية !!
………
في اليوم التالي ….
-اسيب شغلي ؟!!ليه اسيب شغلي ….
قالتها بهمس وهي تتكلم معه …طلب أن يقابلها فجأة بمكان عام وقد حضر معاها شقيقها أمجد وجلس بأحد الطاولات المجاورة …
كانت تنظر إليه وهي تحاول أن تعرف بما يفكر ….ثم اخفضت رأسها وهي تفرك كفيها بتوتر …كانت ملامحه متجمدة …عينيها الزرقاء بدت وكأنها جليد ….
-عشان أنتِ مهمتك معروفة …أنتِ هتراعي بنتي مش عايزك تتشتتي…
-انت مش هتشتت …بس انا مش عايزة اسيب شغلي !!
قالتها بحزن ليرد بنفاذ صبر :
-وايه فايدة الشغل …انتِ هتتجوزي …وهيبقالك بيت وانا هصرف عليكي ومش هقصر معاكي في حاجة يبقى ليه تشتغلي …مش هتقدري توفقي بين بيتك وشغلك
-قصدك اني مش هقدر أوفق بين شغلي كمدرسة وشغلي كمربية لبنتك صح ؟!!
تجهم وجهه …وتصاعد الغضب بعينيه وقال:
-انا مخدعتكيش ولا كدبت عليكي…من اول ما دخلت بيتك وانا قولتلك اني هتبقي ايه …فليه دلوقتي بتمثلي.دور الضحية …
أنهى كلامه وهو يشعر بالندم فورا …لا يعرف لماذا هاجمها بتلك الطريقة …أما هي فكانت تحبس دموعها كي لا تنفجر بالبكاء أمامه ليحاول تلطيف الجو ويقول :
-مفيش داعي للشغل …أنا متكفل بكل حاجة …حتى لو اهلك محتاجين فلوس أنا مستعد اديلهم …
ولكنه قاطعته وهي تقول بكبرياء :
-لا شكرا اهلي مش محتاجين …امجد اخويا مهندس ..شغال في شركة كبيرة ومرتبه يكفينا ويزيد كمان …أنا مشتغلتش عشان مش لاقية اكل …اشتغلت عشان أنا عايزة اشتغل وعشان كان عندي هدف اطلع اجيال ..مش كلنا بنفكر في الفلوس …مش كلنا رجال اعمال….
صمتت قليلاً وهو يشعر بالذنب وقال بجدية :
-أنا اسف …مش قصدي …أنا بس شايف انك مش هتقدري توفقي ما بين الشغل وأملاك بنتي …أملاك محتاجة معاملة خاصة ….أنا طبعا لازم اكون شاكر ليكي انك وافقتي على الجنان اللي بقوله …بس انا نقطة ضعفي أملاك…عايز يبقى ليها أم ….
هزت رأسها وقالت:
-بعد الجواز هسيب الشغل …
……….
-شكلك مكشرة ليه ….هو عاصي ضايقك ولا حاجة
قالها أمجد بحيرة
-عايزني أسيب شغلي .
قالتها رحيق بحزن وهي تمشي بجوار شقيقها ….صمت أمجد قليلا وقال بهدوء :
-انتِ رأيك ايه ؟!
نظرت إليه دامعة وقالت:
-أنا بحب شغلي…
-صحيح بس الوضع بعد الجواز هيتغير …مش هتبقى حياتك لوحدك…هتبقى مسئولة عن بيت وزوج وبنت صغيرة …يعني هتزيد مسئولياتك …هل هتقدري توازني بين ده وده ..
تنهد قليلا وقال:
-شوفي يا رحيق …بصراحة أنا مع عاصي في كلامه …لاني أنا ذات نفسي مش هخلي أريام تشتغل بعد الجواز ..أنا عايز مراتي تتفرغلي أنا وبس …عايزها تبقى مرتاحة وانا اللي اصرف عليها …..دي حاجة هتبسطني…مش عايز حياة نكون فيها احنا الاتنين بنشتغل …أنا عايز ارجع من الشغل الاقي مراتي في بيتنا مستنياني مجهزالي لقمة ..نقعد نتكلم سوا …دي الحياة اللي بيطمح ليها كل راجل ….الصراحة كراجل مبشجعش أن الست تشتغل …عشان كده قبل جوازي من اريام هوضحلها فكرتي…بس مش لازم عشان أنا بقول كده أنتِ تعملي كده …أنتِ ليكي حق الاختيار…لو حاسة انك مرتاحة ماشي …ولو عايزاني أكلمه معنديش مشكلة …
تنهدت وهي تقول :
-انا بلغته قراري …هسيب الشغل بعد الجواز …
……..
في غرفة رحيق بعد أن بدلت ثيابها ..اتصلت بصديقتها وقررت أن تخبرها
-تسيبي شغلك …تسيبيه ليه ؟!
قالتها مادونا بغضب عبر الهاتف عندما أخبرتها رحيق بهذا….أغمضت رحيق عينيها وقالت:
-عشان اللي مفروض هيكون جوزي عايز كده …
تنفست مادونا بغضب وقالت:
-يعني هو اشتراكي يا رحيق …ليه تسيبي شغلك …التلاميذ كلهم بيحبوكي وهيتأثروا لما تسيبيهم ….
شعرت رحيق بغصة في قلبها وهي تتذكر تلاميذها …هؤلاء التلاميذ التي تحدت نفسها وقررت أن تغيرهم للأفضل …هؤلاء الذين اعتبرتهم اولادها …لقد احبتهم…..مسحت الدموع التي انسابت من عينيها وقالت بصوت مختنق ؛
-عاصي هيكون جوزي يا مادونا ولازم اسمع كلامه …وهو عنده حق…أنا مش هيكون عندي طاقة اني اشتغل واراعي البيت في نفس الوقت …
تنهدت مادونا وهي لا تعرف ماذا تقول …لا تريد أن تخبر رحيق ما تفكر به…ربما عاصي رجل جيد ولكن لا يريد لزوجته أن تعمل …وهذا حقه شرعا …لذلك ابتلعت باقي كلماتها وقالت بلطف :
-اعملي اللي أنتِ عايزاه يا رحيق …دي حياتك ….
تنهدت رحيق بتعب …للاسف ليس هذا ما تريده …ولكنها لا يمكنها أن تفسخ الخطبة الان …لا يمكنها أن تزعج دلال …لا يمكنها أن تتحمل كلام الناس أكثر من هذا …هي اختارت وانتهى الأمر …أغلقت الهاتف مع مادونا وهي تتسطح على الفراش بتعب …يجب أن تنهض فاليوم خطبة شقيقتها نوران …
فجأة رن الهاتف لتمسكه ووجدت أن عاصي هو من يتصل بها …توقفت لثواني ثم ردت عليه بهدوء ليبدأ كلامه :
-انا اسف …اسف بجد على اللي قولته …
-مفيش مشكلة
قالتها بهدوء
ليتنهد براحة ويقول :
-تمام أنا هقفل دلوقتي سلام …
ثم اغلق الهاتف …لتنظر إلى الهاتف بحيرة وتفكر هل هو مجنون ؟!!
………
في المساء ….
كيف حدث هذا ؟!وكيف من الاساس سمحت بحدوث هذا …هي حقاً لا تعرف !!!وكأنها في كابوس لا تستطيع إيقافه …سرها على وشك ان ينكشف. …سوف يعرف الجميع الحقيقة التي حاولت جاهدة ان تخفيها….سوف تنتهي حياتها على يد شقيقها او جاسم …شخص منهما سوف يقتلها بكل تأكيد. كانت في حفل خطبتها متجهمة …لا تبدو ابدا كعروس سعيدة …بل ملامحها كانت متجهمة…عابسة …الابتسامة لا تجد الطريق لشفتيها ابدا…وجهها كان خالى من الهزيمة بينما ترتدي فستان وردي يحتضن جسدها ويتسع من الأسفل بينما ترتدي عليه حجاب من نفس اللون …رغم انها رفضت وضع أي شئ وهو الأمر الذي اسعد شقيقها الا انها بدت في غاية الجمال ….
كان جاسم بين الحين والاخر ينظر إليها بينما قلبه ينبض بقوة …ستصبح أخيرا له …حبيبته الصغيرة …ابتسم بسعادة وهو يتذكر تلك المرة التي ادرك انها اكثر من مجرد قريبة له …وأن تلك الصغيرة سوف تحتله بالكامل !!…لقد حاول أن يقاوم مشاعره نحوها مخبرا نفسه أنها مجرد طفلة غبية ولكن تلك الطفلة تمكنت منه …لقد صدمته في اليوم الذي اعترفت له بحبها…لقد اربكته …لم تربكه امرأة من قبل ولكن اعتراف فتاة صغيره اربكه…هزه من الداخل ….
شرد وهو يتذكر ذلك اليوم …ذلك اليوم الذي سمح لمشاعره بالإنجراف نحوها …ابتسم وهو يشرد في تلك الذكرى التي حركت قلبه .
……..
كان يوم مولده…لم يكن يحتفل به ابدا …ولكن هي من اعتبرته صديق مقرب أصرت على الاحتفال به معه …حتى وهو لا يريد !!
كان في غرفته يذاكر عندما طرق احدهما الباب …
-ادخلي يا ماما …
قالها وهو مستغرق في الدراسة ليجدها هي زفر بضيق فهو ليس متفرغ لها ابدا…رسم ابتسامة باردة على محياه وقال:
-نعم يا نوران عايزة ايه ؟؛
عبست وقالت:
-دي طريقة تقابلني بيها ؟!
-يعني عايزاني افرشلك الأرض ورد ولا انجزي قولي عايزة ايه ؟!روحي عند خالتك يالا …أنا عندي مذاكرة مش فاضيلك ….
-انت بجد قليل الذوق …
قالتها عابسة ثم أكملت :
-يعني انا جاية عشان اقولك كل سنة وانت طيب واديك هديتك تعاملني بالشكل ده …
-انتِ عارفة اني مبحبش احتفل بعيد ميلادي …
-بس أنا بحب عادي وبجيبلك كل سنة هدية وانت هتقبل الهدية دي …يالا اتفضل …
ثم مدت يدها بعبوة مغلفة جيدا بها كارت مكتوب به بخط جميل “كل عام وانت سعيد “
تقدم وأخذ الهدية …لتقل هي بتوتر وبسرعة :
-وكمان عايزة اقولك حاجة ضروري …
انجزي يالا عايزة تقولي ايه ؟!!أنا مش فاضيلك يا نوران ورايا مذاكرة كتيرة ..مش ادتيني الهدية يالا اتكلي على الله …
قالها بجفاء وهو يلقى هديتها بإهمال على الفراش …..شعرت بعينيها قد ترطبت بفعل الدموع وهي تنظر إلى لا مبالاته وابتلعت ريقها وهي تحاول أن تتكلم بينما هو ينظر إليها بملل …
-نوران لو مش هتتكلمي اطلعي برا اوضتي وروحي شوفي خالتك أنا مش فاضي. ….
-جاسم أنا بحبك !!!
قالتها فجأة وهي تلهث …كانت تشعر أن قلبها سوف ينفجر داخل صدرها …كيف حمل قلبها كل تلك المشاعر …كيف استطاعت ان تحبه بتلك القوة وتخفي الأمر بمهارة كبيرة !!!
رمش بصدمة وهو ينظر إليها وقال:
-بتقولي ايه !!!!
ابتلعت ريقها وكررتها مرة أخرى وهي تقول :
-انا بحبك …
-خلاص اخرسي …
-انا بحبك يا جاسم !!!
-بس اسكتي ..اسكتي ايه اللي بتقوليه ده !!!
صرخ بها جاسم لتنتفض بقوة وتبدأ الدموع بالتحمع في عينيها ….تلعثمت وهي تحاول ان ترد عليه فقال هو :
-انا بجد مش مصدق أنك بتفكري بالاسلوب السخيف ده …ايه قلة الاحترام دي …انتِ عارفة لو قولت لاخوكي ممكن يعمل ايه؟!!!عارفة ولا لا …مفكرتيش في نتيجة كلامك ليه؟!!!
رجعت للخلف وقد بدت انها على حافة الانهيار…بدأت دموعها تنهمر من عينيها بغزارة وهي تنظر الى وجهه المتجهم ليقول هو ناسفاً جميع ألامها :
-اتفضلي اطلعي برا …انتِ بالنسبالي طفلة وهتفضلي طفلة طول حياتك …أنا مبحبكيش …لا عمري هحبك …فاهمة عمري ما هحبك …يالا برا ..
زعق في كلمته الأخيرة لتنتفض هي وتخرج مسرعة من غرفته وهي تمسح الدموع التي كانت تغطي وجهها ….
وقتها قررت ألا تكلمه مجدداً
خرج من شروده وهو يتنهد …لقد هزته تلك الليلة …اقتحمت قلبه بالفعل …لقد حاول كثيرا أن يزيحها عن عقله…لم يكن يعلم أنه يحبها حتى اعترفت له …كان من قبل يحاول أن ينكر انجذابه لها …يعاملها ببرود لعلها تبتعد عنه …ولكن في اليوم الذي اعترفت به قرر أن يستسلم لحبها …
ابتسم بسعادة وهو يقترب منها ويقول ؛
-هعوضك عن كل لحظة زعلتي مني فيها …
نظرت إليه بإندهاش لترى بعينيه البنيتين وعد بالسعادة …..هل سيسعدها حقا؟!هل سيسعدها بعد ما يعرف انها فقدت شرفها …وأنه لن يكون الاول بحياتها !!!
-……….
في اليوم التالي …
-بجد مبسوطة اوووي….هو وافق أنه يدي علاقتنا فرصة تانية.
قالتها اريام بسعادة لسلوى وهي تتذكر عندما أتى لمنزلها اخر مرة ….
……
-خير مبقتش تيجي يعني يا أمجد…تقريبا نسيت انك خاطب ومفروض تيجي عشان نتفق على ترتيبات الفرح…ولا غيرت رايك …
قالتها والدتها بأسلوبها المعتاد الملتوية ليبتسم أمجد ويقول :
-سامحيني انشغلت الايام اللي فاتت…اختي نوران هتتخطب بعد يومين وكنا بنجهز …أنا آسف…وطبعا بعتذر لآنسة أريام ..
كانت اريام تقف على باب غرفتها وهي تسمع صوته بيننا تغمض عينيها …لقد عاد إليها. …لقد أتى بعد أيام من الجفاء …ابتسمت بسعادة وهي تركض إلى خزانتها وتخرج فستانها الاخضر الطويل …ذلك الفستان الذي ابتاعته مؤخرا لكي ترتديه ….
…
بعد قليل خرجت لهما وهي ترتدي ذلك الفستان الذي ناسبها كثيرا بينما تنظر إليه بإبتسامة خجولة …كانت والدتها تنظر إليها بدون رضا …لا يعجبها حب ابنتها الشديد لأمجد والذي للاسف يجعلهت تتنازل عن أشياء عديدة لأجله ..قالت هي فجأة .:
-اقعدي يا حبيبتي وقولولي رسيتوا على ايه…
قالتها بضيق لابنتها ….
جلست اريام بجوار والدتها بخجل
ابتسم امجد وقال:
-احنا على اتفاقنا يا حماتي .. الجواز بعد تلات شهور….
-طيب وتجهيزات الفرح …
عبس أمجد وقال:
-تجهيزات ايه يا حماتي …اظن وضحت فكرتي لآنسة أريام ..أنا مش هعمل فرح …هو كتب كتاب وهنعمل حاجة زي الاطعام وخلاص …أو فرح اسلامي بسيط …
-نعم ..انت عايز تبوظ يوم بنتي …مش عايزة تعملها فرح !!
قالتها هي بحدة لترد أريام :
-ايوة يا ماما أنا موافقة على الكلام ده …
نظرت إليها والدتها بدهشة لتكمل :
-انا موافقة على كتب الكتاب ونطلع فلوس تجهيزات الفرح لله …كده احسن
نظرت إليها والدتها بصدمة وقالت:
-انا مش مصدقة انك هتتخلي عن حقك في فرح عشانه …
-ماما لو سمحتي أنا مرتاحة كده…أنا موافقة على كلام أمجد …
…
عادت من شرودها وهي تبتسم …نظرت إليها سلوى وقالت:
-انتِ متأكد.ة من قرارك ده ؟!
عبست اريام وقالت :
-هو بصراحة أنا عايزة فرح وهعمل فرح بس مستنية الدنيا تهدى بيننا وبعدين هقنعه …
-أريام أنا سألت لاني عارفاكي كويس ..أنتِ مش هتتخلي انك يتعملك فرح بس تفتكري أمجد هيقتنع …
ابتسمت أريام وقالت:
-انا خلاص اقتنعت أنه بيحبني يا سلوى وهيقتنع متقلقيش !!
……
-بما أننا فرحنا بنوران وجاسم عايزة كمان افرح بفادي بالمر …عشان كده احنا محتاجين نكلم ام جيلان …
قالتها هدى وهي تنظر لفادي بإبتسامة …ابتسمت دلال بسعادة وقالت :
-وماله …وجيلان ادب واخلاق وجمال …أنا مبسوطة انك اخترتها …أنا بصراحة كان عيني منها لأمجد رغم فرق السن ما بينهم …بس نصيب أمجد كان مع اريام ربنا يسعده معاها ..وفادي ابني التاني…يبقى خلاص البنت مش هتروح بعيد …
-السلام عليكم …
قالها أمجد وهو يلج للمنزل وقد عاد للمنزل …
-كويس ان أمجد جه …أنا هخليه يفاتح أم جيلان في الموضوع …
هوى قلبه داخل صدره وهو ينظر لوالده بحذر ويقول :
-افاتحها في ايه مش فاهم …
-فادي عايز يتقدم لجيلان….
تجمد تماماً بينما تصاعد الغضب في عينيه وقال بإنفعال :
-جيلان لسه صغيرة !!!
عبست والدته وهي تنظر إليه وقال:
-جيلان دلوقتي في كلية يا أمجد …مبقتش صغيرة ….ثم إن فادي مش هيتجوزها اكيد.دلوقتي هتكون فترة خطوبة …
ابتلع ريقه وهو لا يعرف ماذا يقول ..نظر إلى فادي وقال:
-انت مش شايف انك صغير شوية على الخطوة دي …
-صغير ليه ؟!شايفني ماسك ببرونة …فيه ايه يا أمجد …أنا اكيد مش هتجوزها دلوقتي …فيه خطوبة الاول …يالا كلم والدتها عايز اخلص الموضوع قبل ما اسافر …
شعر بالضغط….لم.يكن يعرف ماذا يقول …من الأساس لم يفهم لماذا يشعر بهذا الغضب …ذلك الغيظ ….لماذا من الاساس يهتم بأمرها …هو رجل خاطب ولا يجب أن يشعر بكل تلك المشاعر …ذلك ليس هو …تلك ليست شخصيته …انعقد حاجبيه بضيق وهو يحاول أن يجد مخرج …لكي يقنع نفسه أن ما يشعر به مجرد ترهات سوف يفعل ما يطلبه فادي سوف يكلم زوجة عمه…وجيلان بالتأكيد سوف ترفضه
-طيب استني يومين وهكلمها …
قالها بهدوء وهو يكاد يلج إلى غرفته إلا إن فادي وقف أمامه وهو يقول.:
-مالك بجد يا أمجد …ما تروح تكلمها النهاردة …
-النهاردة…
صرخ بإستنكار ليكمل :
-انت مستعجل ليه يا بني ؟!!
-يا ابن الناس بقولك انا مسافر عايز اخطبها قبل ما اسافر امتحاناتي قربت يا بني ادم …
-خلاص خلاص …أنا وأمجد هنروح النهاردة ونكلمها ولو امين تروح بكرة وتتقدملها والخطوبة بعدها …
-ويتجوزوا الخميس اللي جاي صح …انتوا مالكم متسربعين على ايه هي هتطير !!!
قالها أمجد بإستنكار …كانت رحيق تتابع الحوار وهي صامتة ….لقد لاحظت أن أمجد يشتعل غضبه عندما يتكلم فادي عن جيلان ….
-مالك يا أمجد يا بني …فيه ايه ؟!الواد حب البنت وهي تتحب بصراحة …عشان كده نلحقها قبل ما تتخطف …وانا عارف أنه بيتقدملها عرسان كتير …انت عايز البنت تتخطف
قالتها دلال بهدوء …
-بعيد الشر يا خالتو…انت يا عم ما تروح تكلم مرات عمك عايز ادخل دنيا
-طيب ممكن اكل الاول عشان نروح للناس ولا اروح على لحم بطني …
-لا طبعا يا حبيبي روح كل وبالمر طلع نوران من اوضتها ..جاسم عايز يشوفها عشان هيسافر النهاردة …
نظر أمجد لجاسم باهتمام وقال:
-ليه كده مش هتبقى شوية …
هز رأسه مبتسماً وقال:
-العيادة مقدرش اسيبها اكتر من كده …المهم قبل ما امشي عايز اقعد معاك عشان احدد ميعاد الفرح …أنا مش عايز الخطوبة تكون فترتها كبيرة …
هز أمجد رأسه وقال:
-طيب أكل ونتكلم سوا …عندنا اليوم كله ….
-وأم جيلان اللي مفروض نروحلها …
قالتها دلال بإنزعاج ليرد ببرود :
-جيلان تستني لبكرة.دلوقتي نوران الأهم …
ثم تركهما وولج للداخل وهو يشعر بالراحة لانه تملص من الامر …ولكن شئ كان يزعجه لانه مهتم بها بتلك الطريقة المريبة …
-عن اذنكم …
قالتها بلطف وهي تنسحب نحو غرفة أمجد…
كان أمجد واقف مكانه وهو يشعر بالغضب من نفسه …ما ذلك الغضب لأن جيلان أصبحت تعجب فادي …بماذا يفكر …هو رجل خاطب فما به ؟!!وحتى لم لم يكن خاطب تلك ليست شخصيته …هو انسان راشد …يعرف دينه ويخاف الله ويتقيه بكل أفعاله ..ما بال الان الشيطان يسيطر على تفكيره ويجعله ينحرف …
-أمجد!
أخرجه من شروده شقيقته التي ولجت للغرفة بهدوء …
رسم ابتسامة على محياه وقال بلطف :
-نعم يا رحيق فيه حاجة …
-كنت بس هسألك هتاكل الاول يعني اجهز الاكل ولا هتروح تكلم مرات عمي على جيلان !!
شعر بغضبه يتصاعد مرة أخرى وقال بضيق :
-جيلان ..جيلان جيلان …هو فيه ايه …البيت مبيتكلمش الا عنها….عايزة اعرف مالكم …هتموتوا وتجوزوها ليه ؟؟هي هتطير …مش لازم اكل الاول …
شعرت بالتوتر وهي تراه بتلك الحالة وقالت:
-اكيد طبعا يا حبيبتي أنا مقولتش غير كده ..أنا بس بسألك….
تنفس بضيق وهو يرى نفسه يفقد السيطرة وقد انفجر بشقيقته المسكينة …
نظر إليه وقال بلطف :
-معلش يا حبيبتي بس عقلي مشغول حبتين ..أنا هاكل الاول ونشوف موضوع اختك وجاسم وبعدين جيلان ….
ابتلعت ريقها وقالت :
-ممكن أقول حاجة بس متتعصبش ..اوعدني تفضل هادي …
ابتسم وقال:
-اوعدك يا ستي
-بحس انك بتتضايق لما فادي بيجيب سيرة أنه عايز يتجوز جيلان يا أمجد هو فيه حاجة غلط في فادي ..
قالتها رحيق مباشرة لشقيقها الذي ارتبك قليلا وقال بهدوء :
-لا يا رحيق مفيش حاجة …بس حاسس ان جيلان لسه صغيرة …
-ما نوران تعتبر صغيرة واهي اتخطبت …الفرق بينهم مش كبير …هو فيه حاجة تاني يا أمجد …
-حاجة تاني زي ايه مثلا ؟!
قالها بهدوء لترد هي وتقول :
-ممكن تكون غيران مثلا ؟!!
اهتز داخله ..ثم ضحك بتوتر وقال:
-انتِ بتتكلمي جد ولا بتهزري …أنا بجد مش قادر اصدق !!!
ثم أخذ يضحك بقوة لتكمل هي :
-انا مبهزرش أنا ده اللي شايفاه …بشوفك بتغير …
-واغير ليه هاااا؟!
قالها بإنفعال ثم أكمل :
-وهحبها ليه وانا راجل خاطب …
تراجعت للخلف بتوتر وقالت :
-اهدى يا أمجد …انت وعدت انك مش هتتعصب عليا
ثم أكملت :
-انا مش قصدي انك بتحبها طبعا ..أنا عارف ان جيلان اختك …بس قولت يمكن دي غيرة انك بتعتبرها زي اختك …معرفش بس حسيتها غيرة طبعا بعيدة عن الحب اللي أنا قصدي عليه …
كانت تتكلم بسرعة تحاول امتصاص غضبه ليرد هو :
-مفيش غيرة ولا حاجة …أنا بس اكل وهروح اكلم مرات عمي عشان فادي …خلاص ارتاحتي …لو سمحتي عايزة اغير هدومي
قال جملته الأخيرة ببرود جعلها تشعر بالحزن …أنها المرة الأولى التي تراه منفعلا بتلك الطريقة …
بينما جلس أمجد على فراشه وهو يشعر أنه سوف يفقد عقله …ماذا به ..حقا ماذا به !!!!
…
خرجت رحيق من غرفته وهي تضع كفها على. فمها …لا تصدق الأمر …شقيقها بالفعل يحب ابنة عمه ولكنه لا يعترف …ولن يعترف …هي تعرف أمجد جيداً سوف ينكر الأمر حتى يراها تضيع من بين يديه ….
وضعت كفها على رأسها وهي تفكر في شقيقها وتفكيره الغريب أن كان يحبها لماذا ارتبط بأريام ؟!!!
………..
في المساء ….
كان جالس بمنزل عمه المتوفي …يشعر بغضب شديد بينما جالسة بجواره والدته وهي تقول :
-فادي شاب مفيش زيه ..ادب واخلاق وعلم …كفاية أنه في كلية صيدلة …ولما يتخرج هيفتح الصيدلية بتاعته ويعيش بنتك في مستوى حلو يا شربات …ها قولتي ايه ؟!
ابتسمت شربات وقالت ؛
-يا ستي أنا عليا موافقة القول قول جيلان ..هي اللي تقرر تقعد معاه ولا لا ….
-طيب هي فين ؟!
-في المطبخ بقالها ساعتين بتعملكم عصير البت دي هتموتني ناقصة عمر …
ثم كادت أن تهتف بإسمها إلا ان جيلان خرجت وهي مطرقة برأسها بينما تضع صينية العصائر على الطاولة…بينما تضع رأسها في الأرض وهي تتحاشي النظر إلى أمجد …
ابتسمت شربات وقالت :
-فادي اخو جاسم متقدملك يا جيلان …عايز يجي يشوفك رسمي …ايه رأيك …
اغمض أمجد عينيه وهو يقبض على كفه بقوة …ينتظر أن ترفض هي ولكن صدمته وهي تقول بصوت ضعيف للغاية :
-موافقة يا ماما !!!
…..
كان قد أنهى عمله بالعيادة وقرر الذهاب لزوجته …ابتسم وهو يتذكر أن الأيام الفائتة أصبحت حياته أكثر هدوءا وجمالاً…فماريانا تفعل المستحيل لكي تسعده وهو لا يستطيع أن ينكر هذا …فقط كل ما يتمناه أن يحبها. …حقاً يتمنى هذا ….هناك ضيق في صدره بسبب ما حدث منذ اسبوع …ولكنه لا يريد التفكير في الأمر ..لينساه …هو لم يخنها …رغم كل شئ سيطر على نفسه أمام اغراء سيلا. …هو يعترف أنه سجينها …ما زال سجينها …
نهض بهدوء ولكن فجأة رن هاتفه …اخرج الهاتف وتجهم وجهه وهو يرى اسمها يسطح على الشاشة ….كان سيتجاهل الاتصال بهدوء ولكنه قرر أن يرد عليها ليرى ماذا تريد …..
….
وقف أمام الشقة السكنية الجديدة ووجهه متجهم…ماذا يفعل أمام بيتها …عندما رد على اتصالها وسمع أنها تبكي ترك ما بيده وأتى سريعا وهو يشعر بالقلق عليها ….تنهد وهو يتذكر الحالة التي أتت بها منذ اسبوع …
كان قد خرج من العيادة واتجه لسيارته ولكن فجأة وجد سيلا أمامه…تجمد مكانه وهو يراها تقف بحقيبة ملابسها بينما شعرها مشعث والدموع تنفجر من عينيها …اقترب منها بصدمة لتتجه نحوه وتعانقه بقوة وهي تبكي ….ظل للحظات لا يستوعب فعلتها تلك ولكنه بسرعة أبعدها عنه وهو يقول بهدوء :
-سيلا احنا في الشارع ..
تعالي معايا ….
ثم سحبها وادخلها معاه العيادة الخاصة به …..
كانت حالتها صعبة …تبدو منهارة للغاية …اجلسها على أحد المقاعد وأحضر لها زجاجة ماء ….
ثم جلس بجوارها وهو يقول بقلق.:
-حصل ايه ؟!
اطرقت برأسها وقالت :
-اختي وجوزها طردوني من البيت يا جورج …بعد ما طبعا اختي ضربتني …
رمش بصدمة وقال:
-ليه ده كله ؟!
-عشان جوز اختي جابلي عريس وانا رفضت …افتكر اني عشان عايشة في بيته هسمع كلامه …واختي وقفت معاه …روحت اخدت شنطتي ومشيت …وانا مليش حد هنا غيرك يا جورج …مش عارفة هعمل ايه …أنا قررت اسافر تاني وابني حياتي في فرنسا …كده كده ليه شغلي وعيادتي وكمان بيتي هناك …هسيب مصر بكل اللي فيها …بعد ما انت اختارت ماريانا …مبقاش مفروض ابقى هنا …
ابتلع ريقه وقال :
-ده قرار سليم …
نظرت إليه بقهر وقالت بخفوت :
-شكلك بجد حبيتها ومبقاش ليا أهمية في حياتك …
-ايوة بحبها …أنا بحب مراتي …
كان يخبر هذا بنفسه اولا …أن يقتنع بكذبته افضل من أن يغرق في الخطيئة ….
مسحت دموعها وقالت:
-ربنا يهنيكم …بس ياريت يا جورج تساعدني لحد ما اسافر فرنسا ..أنا شهر كده وهسافر …فعايزة في الشهر ده مكان اقعد فيه …وهدفعلك فلوسه متقلقش …..أنا محبتش اروح فندق …أو ألجأ لحد تاني …بقيت خايفة من كل الناس ….
اغمض عينيه وهو يقول :
-متقلقيش أنا هتصرف…
ابتسمت له بإمتنان وقالت :
-شكرا يا جورج …
خرج من شروده وهو يفكر أنه يفسد حياته بقدومه إلى هنا …بمساعدتها من الأساس ….ابتلع ريقه وهو يطرق الباب لتفتح هي سريعا ثم تندفع وتضمه إليها وهي تقول :
-كويس انك جيت كنت خايفة اووي ….
اغمض عينيه وهو يحاول أن يسيطر على نفسه ثم دفعها عنه وهو يقول :
-ايه اللي حصل …مالك…
ثم تأمل وجهها المحتقن والدموع التي تلطخ وجهها لترد وهي مرتعبة :
-خايفة اووي يا جورج …شوفت من الشباك اتنين واقفين وكانوا بيبصوا عليا …خوفت يعملوا فيا حاجة …
ولج للمنزل وهو يتجه إلى النافذة ويقول :
-بس أنا مشوفتش حد تحت اصلا …وبعدين ما دام قافلة على نفسك تخافي ليه؟!مش مفروض كنتي عايشة في فرنسا لوحدك…خايفة لما جيتي مصر …
ابتلعت ريقها وهي تشعر أن كذبتها سوف تكشف وقالت :
-معرفش يا جورج بس الايام دي انا حاسة بخوف كبير…
ثم جلست على الأريكة وهي تبكي وتقول :
-حاسة اني وحيدة اووي يا جورج …أنا لحد دلوقتي متجوزتش …لسه بجري ورا سراب …بس انا قررت خلاص …قررت اتجوز …أنا واثقة أن فيه حد هيرضى بظروفي …
-ظروفك ؟!
قالها بحيرة لتنهض هي وتقول بهدوء :
-عايزة اوريلك حاجة ….
ثم اختفت داخل الغرفة وخرجت سريعا وهي تمسك ملف وتحاليل كثيرة ….ثم اعطتهم إياه وقالت :
-اتفضل …
عبس وهو يمسك التحاليل ويطالعها ثم اتسعت عينيه بصدمة لتقول هي :
-بعد أقل من شهر أنا هسافر للابد ومش هتشوفني …بس كمان حقي اني امشي وانت عارف اني متخليتش عنك بسبب والدك أو أنه عارض جوازنا أو والدي …أنا قبل ما اتجوزك اكتشفت اني مبخلفش ….وقتها انهارت …احلامي كلها ضاعت …مكنتش قادرة افكر كويس …كنت عارفة اني لو صارحتك أنت مش هتتخلى عني …بس انا كنت عارفة قد ايه انت بتحب الاولاد …واتأكدت من ده لما حملت مراتك…انت حبيتها عشان هي حامل …وكنت هتكرهني عشان مش هقدر اخلف…كنت هتستحمل سنة ..سنتين بس بعدها مش هتقدر….
أحرقت الدموع عينيه ونهض وهو يقول بإنفعال:
-ازاي تاخدي قرار زي ده من غير ما ترجعيلي …
نهضت وهي تصرخ به وتقول :
-لاني مكنتش عايزاك تتجوزني شفقة …مكنتش عايزاك تكرهني اني حرمتك من نعمة انك تكون اب …عشان فكرت فيك ومكنتش أنانية وانا اللي بعاني اهو …انا لوحدي…بترجاك عشان ترجعلي …وانت عشت حياتك …اتجوزت ومراتك ..وانا خلاص موت بالنسبالك …أنا بحبك يا جورج ولو رجع بيا الزمن هعمل كده …أنا عندي اني اللي بحبه يكون مبسوط ومش مهم أنا …أنا مش طالبة منك غير انك تكون معايا … تقضي وقتك معايا قبل ما اسافر…أنا هختفي من حياتك للابد ….
اقتربت منه وهي تلمس وجنته بينما الدموع تغرق وجهها وتقول :
-انا مش هقدر احب غيرك يا جورج …دايما هيكون قلبي ليك …يمكن ده احسن …انت مكانك جمب ماريانا …ام ابنك ..الابن اللي انا مش هقدر اجبهولك …أنا اسفة يا جورج …بس دي الحياة مش كل اللي بنتمناه بناخده …
كان مصدوم ..هي لم تخونه …لقد اضطرت أن تفعل هذا …كان حقا غارق بصدمته عندما اقتربت هي وضغطت شفتيها على شفتيه وقبلته بقوة !!!
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
التعليقات