التخطي إلى المحتوى

جلس على الكرسي ويداه مقيدتان بالحبل، والغضب يتطاير من عينيه:

“انتوا يا بهايم! انتوا مش عارفين أنا مين؟ هوريكم مين هو مروان الشافعي! يا أغبياء! حد يفكّني!”

انفتح الباب وتقدمت منه بخطوات هادئة. رفع مروان عينيه ليُلاحظ صاحب الخطوات. اتسعت عينيه بدهشة وإعجاب، لكنه نظر إليها بغضب:

نظرت له بتوتر وخجل، ثم تقدمت إليه وهي تحمل كأس العصير:

“أنا جِيت أطمن عليك لو إنت بخير. الحمد لله إنك عايش. بس… أنا آسفة جدًا، مش جايّة علشان أفكّك. جبت لك عصير علشان ريقك. بعتذر، بس مفيش حاجة تانية أقدر أعملها.”

أميرة وضعت كأس العصير على الطاولة أمامه.

مروان بعصبية: “إنتِ بتعملي إيه؟”

أميرة بهدوء: “هفكّك… عشان…”

قاطعها مروان بسرعة: “مش لازم تفكّيني. وماله؟ إنتِ بتعملي إيه؟ شربي معايا، علشان متتأذيش بسببي. يلا.”

أميرة نظرت إليه بتوتر، ثم أمسكَت بكأس العصير وتقدمت منه. شرب مروان العصير، ثم نظرت إلى الجرح الذي في جبهته:

“همّا عملوا فيك إيه؟”

تقدمت منه بهدوء، أمسكَت قطعة من القطن، واقتربت منه لتطهير الجرح:

“إيدي تقيلة شوية، استحمل. آسفة جدًا على اللي حصلك. إنت مين؟”

مروان نظر إليها: “مش لازم تعرفي. وبعدين، إيدك مش تقيلة ولا حاجة، ومفيش داعي لاعتذارك. يا آنسة… أو مش آنسة، مش عارف… بس خفي إيدك شوية.”

أميرة وضعت اللاصق الطبي على الجرح، حملت الصينية، وتوجهت نحو باب المخزن. استمر مروان في النظر إليها حتى اختفت من أمامه.

خارج المخزن الحارس:ـ يا ستي اكده هروح في داهية حازم بيه لو شام خبر هيقطع عيشي احنا مالنا هما أصحاب مع بعض ليه تجيبي لنفسك المشاكل يا بتي

اميرة بابتسامة:ـ اطمن يا عمي مغاوري مش هيحصل حاجه و اهو اخدنا فيه ثواب ولا يموت و نروح كلنا في داهية اطمن بس متقولش لحد انى جيت هنا الله يخليك

مغاوري:ـ ربنا يجبر بخاطرك و يسعدك زى ما انتي بتجبري بخواطر الناس شوفي طريقك يا بتي

اميرة بهدوء:ـ عن اذنك

اميرة مشيت راحت على القصر

شوقية:ـ كنتي فين يا غندورة اختفتي من الصبح يارب دايما و اخلص منك ما تنطقي كنتي فين لاقطم رقبتك انطقي

اميرة بصتلها ببعض العصبية:ـ مش شغلك كنت فين أو جيت منين انتي مش واحدة مننا علشان اجاوب عليكى مستنيش نفسك و الا

شوقية وضعت ايديها على خصرها بسخرية:ـ و الا اي هتض.ربني ولا هتقولي لابوكي و مالوا قوليلو و هو يشوف شغله معاكي يا نحس هتعيشي و تموت خدامة و وحيدة يا فاشلة رايحة المدرسة علشان تصاحبي اهو سابك و خ.لع و يعالم سابك على البر و ولا

قالتها بنص ابتسامة اميرة بصتلها بغضب و نار في قلبها و طالعت على اوضة جدتها:ـ تيته.. تيته يلا اصحي.. صباح الخير

الجدة بابتسامة:ـ صباح النور يا بنتي مالك يا حبيبتي شكلك مضيق ليه

اميرة:ـ مفيش حاجة يا تيته بس نمت متاخر و صحيت بدري علشان كدا تعبانة شوية .. يلا خدي دواكي علشان الفطار يا حبيبتي

الجدة بصتلها بدموع في عيونها اميرة عطيتها الدواء و خرجت من الاوضة راحت المطبخ حضرت الفطار لجدتها و طالعت ليها و على وشها الابتسامة و الهدوء :ـ الفطار يا تيته و ممنوع الاعتراض نفطر و ننزل نتمشي شوية

اميرة بقت بتاكل جدتها بهدوء و حنيه أما جدتها بتبصلها بحزن و ندم بعد شوية اميرة غيرت لها هدومها قعدت معاها

اميرة باستغراب:ـ بتعيطى ليه يا لولو.. مالك يا تيته اتصل بالدكتور حاسه بحاجة وجعكي

الجدة بحزن و دموع:ـ حقك عليا يا بنتي حقك عليا في كل حاجة .. شيلتي الهم بدري

اميرة قامت قعدت جانبها قبلت ايدها:ـ اي الكلام دا يا تيته هم اي هو انا بعمل حاجة بعدين انتي امى و ياما شلتيني و انا صغيرة لو فضلت تعيطي هعيط و مش هتعرفو تسكتوني خلاص بقا اضحكي

اميرة مسحت لها دموعها و قعدوا يتكلموا لكن الجدة كانت سرحانة و حزينة اميرة سبتها :ـ يلا يا يوسف كل دا نوم اصح يلا ياما

قام وقف على السرير و بينطط:ـ صباح الخير يا ميرو

اميرة:ـ صباح الخير يا قلب ميرو يلا صحصح علشان عاملة ليكى مفاجأة لكن لو كملت نوم يبقا بلاها

يوسف نط على الارض بطفولة:ـ لا خلاص صحيت اهو مفاجأة اي بقا قولي يا ماما قولي

اميرة:ـ هنخرج انا و انت و حياة النهاردة اي رايك

يوسف بفرح:ـ هييه خمس دقائق و هكون عندك

يوسف راح التواليت بفرح اميرة بقت بتنظف الاوضة بعد شوية في الارض حياة بتغني و بدوخ بفرح هى و يوسف

اميرة و الكتاب في ايديها:ـ مواهب تستحق الظلم اكتر و اكتر متغنوش تانى

حياة قعدت جانبها:ـ مالك يا ميرو منكدة النهاردة ليه.. اكيد اتخنقتي مع الكتعة يبقا اتخنقتي مع العقربة يا بنتي فكك اسمعي و طنشي

اميرة بحزن:ـ هو انا بعمل حاجة غير انى بطنش فكك قوليلي جيبتي الاب توب معاكي

حياة:ـ و دى حاجة تتنسي طلامة بتهتمي بيه زى ابنك ما تتجوزي حازم و اخلصي و تبقوا اسرة

اميرة:ـ انا بهرب من ابويا و اعمامي بالنوم اقوم اتجوز حد من عيالهم طلعي الموضوع من دماغك جواز مش متجوزة و بعدين تيته مين هيخد باله منها و يوسف عمته الى جوزها مش بيطيق حازم ولا مرات عمي الى لحد دلوقتي بتعمل الواد بقسوة علشان ابن الست الى مش على هواها حاسه انى أو و يوسف بينا حاجات مشتركة بس انا مستحيل اخليه يعيش الى عيشته حياة انتي ليه طالعتي من المدرسة

حياة سندت راسها على كتف اميرة:ـ اروح المدرسة ازاي و انتي مش فيها تعرفي ساعات بحس انكي امي و بعدين ماحنا اهو احسن من المتعلمين ذوق و عندنا ثقافة برضو عندنا فكك فكك قوليلي عملتي اي دخلتي المخزن

اميرة:ـ حازم هيموتني.. حطت صاحبه في المخزن

حياة اتسعت عينها:ـ صاحبه اللى كان معاه في الكلية زمان يخرب عقلك يا حازم يا ستي تلقي عمله حاجة ما حازم مش هيعمل كدا من دماغه

حياة شالت الطرحة و قل.عت الجزمة و ربعت رجليها ياااه حاسه براحة فظيعة محدش واخد منها حاجه يااه لو اتجوز و اسافر و اخلص من عمي و مراته يااه هاين عليا ازغرط نفسي اكون حره

اميرة بضحك:ـ الى يسمعك يقول انكي محبوسة ولا بتخدي علقة اشحال انكي مفترية… ممم قوليلي اي الحكاية ولا اقولك بكرا أو في البيت بعيد عن يوسف.. يووسف متروحش بعيد و بطل تلميع اوكر

اميرة و حياة قعدوا يغنوا و يدوخو بفرح خلصوا بعدين كل واحد راحوا لبيته

الاب بحادة:ـ كنتي فين يا اميرة

اميرة بهدوء:ـ كنت مع حياة لو مش مصدقني اسال يوسف

الاب مسكها من شعرها:ـ لم بكون بكلمك تكلميني باحترام و لم اسالك كنتي فين تردي عليا باحترام

شوقية بفرح:ـ ما تردي عليه أي اتخرستي البت يا خويا بسالها تقوم تبجح فيا و تشتمني كتر خيرك يا بنت الاصول

اميرة:ـ انتي كدابة و بعدين انتي مالك انتي تدخلي في حياتي بتاع اي هاا ما تطلعي من حياتنا بقا كفاية كفااية

الاب ضربها بالقلم:ـ و كمان بتعلي صوتك و انا واقف خلاص ملكيش كبير

الاب نزل ضر.ب فيها و شوقية واقفة بتتفرج بفرح نزلت زوجة عمها من اوضتها و بقت تحاول تحوش عنها الاب مسكها من شعرها و طالع على فوق زقها وقعت على الأرض:ـ هتفضلي محبوسة لحد ما تتربي أظهر انكي نسيتي نفسك يا فاشلة هتعيشي و تموتى فاشلة ياريت كان ربنا خدك و امك فضلت عايشة جيتي وجلي من ورايكي الهم و المصايب وشكك نحسس

الاب رزع الباب بغضب اميرة ضمت نفسها و فضلت تبكي بقهرة و انهيار

بالليل في المخزن مروان سمع صوت رنين خلخال طبعا انزعج من الصوت رفع عينيه يشوف مين بصلها بإعجاب و صفر:ـ مين القمر

لانا ابتسامة بسخرية و قالت بحادة:ـ صدعتيني اي عمل تزعق و تشتم فرقتنا ياخي اووف

مروان:ـ مانا مكنتش اعرف ان

لانا بملل:ـ شششش افاصل افاصل رغي رغي

لانا قربته منه و قط.عت الحبل بالسك.ينة الى كانت مخبيها:ـ انت حر تقدر تمشي نورتنا يا اخ ياريت مشوفش وشك تاني باي باي… دا حبيبي عارفين يعني اي حبيبي يعني الدنيا في عيني و اغلي الناس عليا

لانا خرجت من المخزن مروان فضل ينظر لطيفها لحد ما اختفت و خرج هو كمان و هو بيتوعد لحازم ركب عربيته و مشي بعد وقت

الام:ـ اخيرا جيتي اتاخرت ليه دا اكرم جاي من بدري و انت من امبارح محدش شاف وشك شوف اكرم بيعمل اي و اتعلم منه اعمل زيه يمكن تفلح

مروان واقف بيسمع ليها بملل بعدين سابها و دخل لمكتب جده:ـ مساء الخير يا جدي

الجد :ـ كل دا يا مروان كنت فين يا ابني قلقتني عليك احنا حتي مش في مصر كنت قولت انك خرجت مع اصحابك

مروان بهدوء و كدب:ـ مانا فعلا كنت مع صاحبي بس الكلام و الوقت خدونا بابا قال انك عايزني يارب ميكونش الموضوع الى في بالي لاني مستحيل اتجوز اقولك اديها ل اكرم واحد بيشتغل محترم هادي في كل المميزات اكرم يتحب صدقني هى لم تشوفه هتحبه ليه تدعسها و تتجوزني

الجد بحادة:ـ اااقعد ااقعد قولت

مروان قعد:ـ يا جدي انا مش عايز اتجوز اتجوز ليه اعيش حياتي و بعدين يوم ما اتجوز مش اتجوز من الصعيد

الجد بسخرية:ـ دا على اساس انك من تركيا انت نسيت اصلك و اصل اهلك فعلا العيشة في مصر بتغير مبالك بقا لم تتولد و تكبر فيها و بعدين انت و الزفت متفرقوش على بعض كتير كل واحد زفت عن التاني اسمع بكرا هنروح نتفق و هتتجوز الاسبوع دا و داا كلام نهاي الى الامر و النهاي ساامع انتهاء الكلام جتكم الارف احفاد هم

الجد قام من على الكرسي و خرج من المكتب مروان اتنهد بملل و خرج هو كمان و هو بيفتكر لانا الى على وجهها وشح و اميرة الى غامضة جدا خرج من المكتب و طالع اوضته و مذال صورة اميرة في خياله

تانى يوم الصبح في الصالون كان اهل مروان في القصر بتاع اهل اميرة الستات لوحدها و الرجالة لوحدها مروان حاسس بملل خصوصا هو مشافش العروسة

مروان:ـ احم هو ممكن سؤال معلش بس هو ليه مش ها شوف العروسة بالعقل كدا المفروض اننا اتفاقنا و قرينا الفاتحة

العم بهدوء:ـ دى عوايدنا يا مروان

حازم:ـ و تشوفها بتاع اي تقرب ليها حاجة ة انا مش عارف

الاب بهدوء:ـ اسكوت يا حازم هتشوفها يا ابني بس يوم الفرح

مروان قام:ـ اااه قولو بقا ان العروسة وحشة و ادبست انا مش ماشي غير لم اشوفها

حازم:ـ انا بقول بلاها الجواز دى

العم بزعيق:ـ حااازم اعقل و اقعد اقعد يا مروان يا ابني.. معلش يا صالح

صالح اتنهد و خرج طالع على اوضة اميرة و نزل بعد شوية دخلت بخطوات بطيئة و هدوء مروان رفع عينيه علشان يشوفها اميرة بصتله بصدمة و….

رايكم في الرواية الجديدة

وجوه العشق

عائشة الكيلاني

الثاني من هنا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *