هتعمل ايه ؟
* هسـ,ـجنه…
* ايوة هسجـ,ـنه… ملفه النضيف ده بيعطلني على اي حاجة بعملها… لازم اوقعه في قضية صعب يقوم منها… و لما يقوم منها… ده اذا قام يعني… هيخرج مش هيلاقي حاجة…
* طب يا معتز خلي بالك…
* متقلقيش… المهم الز*فت مراد ده عطليه عن سفره…
* هعطله ازاي ؟
* اتصرفي يا نور… دماغي فيها مليون حاجة… اتصرفي مع مراد الـ ******* ده…
* طب اهدى… خلاص انا هتصرف…
اغلقت نور الهاتف و مسحت المكالمة… ظلت تفكر و تقول
* هعطل مراد عن سفره ازاي ؟
خطر في بالها شيئًا… ابتسمت بشَر و قررت ان تنفذه…
فتحت تسنيم الشقة التي في الدور الثاني و قالت
* اتفضلوا… و المفتاح اهو… اقعدوا براحتكم…
اخذت أسيل منها المفتاح و قالت و هي تجِز على اسنانها بغضب
‘ شكرا يا صحبتي…
ضحكت تسنيم و نزلت… اغلقت أسيل الباب و وجدت آدم ينظر للشقة و كل ركن فيها
‘ بتتفرج على ايه ؟ دي شقة مش كمبوند من بتوعك…
نظر لها ببرود و وضع اصبعه على الطاولة و وجد فيها تراب
” في تراب…
‘ يعني شقة مقفولة بقالها شهور هيكون فيها يعني ؟ عسل مثلا ؟ طبيعي يكون فيها تراب… هتنضفها معايا…
إلتفت لها و قال
” اعمل ايه ؟
عَلت صوتها
‘ هتنضف… هتنضف يا آدم نصار… سمعت ولا اقول تاني ؟
” مش هنضف حاجة… انا مالي اصلا بالكلام ده… فين الخدم دي وظفيتهم…
‘ نعم يا صغننة ؟؟ خدم ؟؟ حد قالك ان اهل تسنيم بيتاجروا في الآثار عشان يجيبوا خدم ؟
” على اساس يعني انا اللي بتاجر في الآثار ؟
‘ مش بعيدة عليك…
” اقولك ايه متكلمنيش… انا مصدع و عايز انام…
‘ هتنام على التراب ؟
” طب قوليلهم ينضفوا الشقة…
‘ يعني الناس كتر خيرهم مقعدينك في شقتهم و انت عايزهم ينضفوا كمان ؟ ايه بجاحة الأغنية اللي طفحت عليا دي !!
” يعني انا اللي هنضف ؟
‘ ايوة انت هتنضف…
” لا انا مبنضفش…
‘ ليه على رأسك ريشة ؟
” مليش دعوة بالكلام ده… اتصرفي…
‘ يلهوي بدأنا دلع !!
إلتفت و دخل غرفة النوم… نزع الاقمشة البيضاء التي على السرير…
” هو مين كان ساكن هنا ؟
‘ عَم تسنيم…
” هو سافر ؟
‘ لا ما*ت محر*وق و على السرير ده كمان…
ترك آدم الغطاء و قال بتوتر
” مش هنام هنا…
‘ ليه بقا ؟ خايف يطلعلك عفريت ؟
” لا خايف ولا بتاع… انا راجع قصري…
كان سيذهب لكن امسكت يده و قالت
‘ يعني بعد ما مسكوا فيك عشان تقعد… دلوقتي هتمشي ؟ ما تبطل دلع بقا… خلي عندك ذوق شوية…
” مش هقعد في شقة اتحر*ق فيها عمها…
‘ خلاص متخافش… عَم تسنيم عايش و صحته احسن منك كمان بس هو نقل لبيت تاني و ساعات عياله بيجوا يقعدوا هنا…
” اومال بتقولي ليه انه ما*ت محر*وق هنا ؟
‘ كنت بشوف قلبك الجامد… طلعت بسكوتة اوي…
” بسكوتة ؟!
‘ اوي…
” طب اوعي كده و بطلي برود…
ترك يدها و دخل الغرفة… بعد دقائق جاءت أسيل و وضعت أدوات التنظيف على الارض… نظر لها و قال
” ايه ده ؟
‘ سلامة النظر بس انا عشان طيبة ف هقولك… دي مكنسة و دي شرشوبة و دي هَلاسة و ده جردل مسح و ده معطر جو…
” جيباهم ليه ؟
‘ عشان هنضف الشقة…
” اه فكرة حلوة… يلا ربنا معاكي… تصبحي على خير…
‘ صَبَح عليك قطر يا بعيد !!
” انتي بقيتي تتكلمي كده ليه ؟
‘ عشان الذوق مش نافع معاك… بقا يا لطـ,ـخ هتسيبني انا انضف لوحدي ؟؟
” لطـ,ـخ ؟! انتي بتجيبي كلامك ده من فين ؟
‘ من عند بتاع الكلام يا خفيف… قوم و اتلحلح كده يلا…
” مبعرفش انا في الكلام ده…
‘ هتعرف… انا هعلمك… امسك كده ( ألقت له الهَلاسة ثم اشارت للسقف و اكملت ) شايف العنكبوتة دي ؟ عايزك بقا تنزلها بالهَلاسة هي و عيالها…
” هي و عيالها ؟!!
‘ اه و بالبيت العنكبوتي بتاعهم ده كمان…
” بس…
‘ انت لسه هتبسبس ؟ بقولك قوم !!
” اوووف اديني قايم اهو…
‘ و افتح الشباك عشان هطلع التراب…
” طيب…
*****************
كانت رنا في المطبخ… تقف أمام الثلاجة و تبحث عن شيء… دخل مروان و ابتسم عندها وجدها… نظر خلفه و يمينه و يساره… لحسن الحظ لا يوجد أحد… وقف خلف رنا و قال هامسًا في اذنها
– بتدوري على ايه يا مُزة ؟
إلتفتت بسرعة… تنهدت براحة عندما وجدت مروان… ضر*بته على كتفه و قالت
* بطل تُخضني بالشكل ده…
– طب اعمل ايه يا رنون ؟ عايز اقعد معاكي شوية و مش عارف… ايه رأيك نخرج ؟
* هنروح فين مثلا ؟
– اي مكان… المهم اقضي معاكي وقت… انا مش واخد الاجازة يعني عشان اقعد في البيت…
* طب ما تخرج مع صحابك…
– لا صحابي دول بقوا موضة قديمة… انا عايز اخرج معاكي انتي…
* مينفعش…
– ليه ؟ مش واثفة فيا ؟
* لا طبعا واثقة فيك…
قالتها بدون تردد ف ابتسم لها… خجلت و امسكت طبق المكسرات و قالت
* تصبح على خير…
إلتفتت لتذهب لكنه امسك يدها و شدها اليه… قَبَل وجنتها ثم نظر لعيناها و قال
– و انتي من اهل الخير يا مراتي المستقبلية… متسهريش كتير عشان عيونك الحلوين دول ميتعبوش…
احمرت وجنتها و لم تعرف ماذا تقول… ابعدت يدها و ذهبت لغرفتها… ابتسم مروان و تنهد براحة… كم هو شعور جميل ان يكون بجانبها… لا يريد ان يتركها دقيقة واحدة لكن مضطر حتى يحِل أمر عائلته….
كان آدم يقف في منتصف الغرفة و بيده المكنسة و ينظر للغرفة كلها بعد ان نظفها و مسحها ايضا و غَيَر مفرش السرير و رش المُعطر… اصحبت الغرفة جميلة و رائحتها لطيفة و كذلك الشقة كلها اصبحت نظيفة… كانت ملابسه مُمتلئه بالغبار و يكُح… يبدو ان الغبار دخل الى صدره… شَمَ رائحة شهية آتية من المطبخ… ذهب للمطبخ و وجد أسيل تُعد مكرونة بالجبن… اقترب من المكرونة و امسك الشو*كة ليأخذ البعض و يتذوقها… لكن أسيل ضر*بته على يده و اخذت الشو*كة منه…
‘ انت بتعمل ايه ؟
” باخد مكرونة…
‘ ايوة يعني بتاخد ليه ؟
” عشان جعان مثلا ؟
‘ طب روح شوف نفسك هتاكل ايه…
” و المكرونة دي لمين ؟
‘ ليا…
” كل ده ليكي ؟
‘ اه كل ده ليا…
” هتاكلي الحَلة دي كلها لوحدك ؟!
‘ ايوة… مالك مستغرب ليه ؟ على العموم لو جعان اوي عندك جبنة في التلاجة و العيش جوه دولاب المطبخ…
” انتي مش هتديني طبق من المكرونة دي ؟
‘ لا طبعا… هديك ليه اصلا ؟ المكرونة دي انا عملتها بنفسي… روح شوف هتعمل ايه لنفسك…
” هو انا كمان هعمل الاكل لنفسي ؟ مش كفاية خليتني انضف الشقة كلها و امسحها كمان !!
‘ يعني انا غلطانة لاني عيزاك تقعد في مكان نضيف احترامًا لبرستيچك ؟
” فينه برستيچي ده ؟ ده انتي بهدلتيني… هدومي بقت كلها تراب ( كَحَ و اكمل ) و كمان التراب دخل في صدري…
‘ يا روحي سلامة صدرك يا صغننة… اعملك ايه يعني ؟
” بقولك جعان… و شكل المكرونة دي بيجوع اكتر و ريحتها حلوة… هاتي طبق ليا…
‘ قولت لا !!
اغلقت حَلة المكرونة بالغطاء و قالت
‘ عايز تاكل ؟ اعمل لنفسك… بسيطة اهي… هل انا لما جوعت جيت قولتلك تعالي اعملي المكرونة ؟ لا… انا قومت عملت لنفسي… يلا المطبخ عندك اهو اعمل اكل لنفسك…
” أسيل… انتي بتعاقبيني ؟
‘ اعاقبك ليه لسمح الله ؟! انت عملت حاجة غلط عشان اعاقبك ؟
” اومال اللي بتعمليه فيا ده اسمه ايه ؟ انا بحب اوي المكرونة بالجبنة… هاتي حتى طبق صغير…
‘ ولا معلقة واحدة حتى… زي ما بتفرد عضلاتك عليا… افرد عضلاتك على المطبخ و وريني شطارتك…
” انا عمري ما عملت اكل نفسي… اخري ادخل المطبخ اخد اكل من التلاجة او اشرب ماية..
‘ جه الوقت انك تتعلم… او تاكل من علبة الجبنة الاسطنبولي اللي في التلاجة و تبطل صداع… يلا شوف نفسك هتعمل ايه و انا اروح اشغل مُسلسلي و اكل المكرونة الجامدة دي…
خرجت من المطبخ و هو عيناه على حَلة المكرونة التي بين يداها… قال بضيق
” بس انا عايز المكرونة مش جبنة اسطنبولي بـ 25 جنيه !!
خرج من المطبخ وجدها جالسة في الصالون و تاكل المكرونة بإستمتاع و تشاهد التلفاز… نظر لحبات المكرونة التي يخرج منها الجُبن السائح و الساخن و المشدود… كم هذا شهي حقًا… لكن هي لم تعطيه حتى ملعقة واحدة !! تأفأف بضيق و دخل الحمام ليستحم… ضحكت أسيل و تذكرت ما حدث منذ قليل
F
‘ ناهد هانم الحقيني…
* مالك يا أسيل ؟ حصل ايه ؟
‘ حاسة اني زوجة مش صالحة…
* ليه بتقولي كده ؟
‘ عايزة اعمل اكل لآدم بس انا معرفش اكلته المُفضلة… غير الفلوس يعني… اقصد الاكل بتاع البني آدمين مش الناس الأغنية…
* بقا انتي متصلة بيا و خضتيني عشان عايزة تعرفي اكلته المُفضلة ؟
‘ ايوة… كنت هعمل بطاطس بس تقريبا من اول ما اتجوزته… انا بأكله بطاطس بس… عايزة اجدد… و في نفس الوقت اعمل حاجة بيحبها جدا… تقدري تساعديني ؟
* اه طبعا… آدم متربي على ايدي و اعرف اكلته المُفضلة…
‘ اللي هي ايه بقا ؟
* مكرونة بالجبنة الشيدر و الموزاريلا… بيعشقها حرفيا و بحبها اوي… اعمليهاله… مش هيزهق منها أبداً…
‘ طب كويس اوي… تسلميلي انا مش عارفة اقولك ايه…
* حبيبتي…
B
اكلت أسيل ملعقة اخرى من المكرونة و قالت بإبتسامة شريرة
‘ معلش يا آدم نصار… طالما لزقت جمبي هنا يبقى تستحمل اللي هيجرالك مني !!
كان آدم جالس في الغرفة و مُستلقي على السرير و يقلب في هاتفه… دخلت أسيل و قالت
‘ انا نازلة اقعد مع تسنيم و اساعدها شوية…
اومأ لها ف نظرت له و قالت
‘ اكلت ولا لسه ؟
” ملكيش دعوة…
‘ على العموم انا سيبتلك طبق مكرونة… هتلاقيه في المطبخ…
” مش عايز حاجة منك… اشبعي بيها…
‘ اممم طب براحتك… انا نازلة…
” ما تنزلي… انا مالي ؟
‘ خلاص اهدى… اعصابك يا فنان…
” دمك سِم على فكرة…
‘ ما اخدتش رأيك… يارب يطلعلك عفريت ياخد حقي منك…
نظر لها بطرف عينه ف ضحكت و ذهبت… مرت دقائق و هو على نفس الوضع أمام هاتفه… أصدرت بطنه أنينًا مُعلنة انه جائع جدا… نهض و خرج من الغرفة… نظر في الصالون… أسيل ليست موجودة… دخل المطبخ و ظل يلتف حول نفسه في جميع الجهات ليتأكد ان أسيل ليست موجودة… هي ليست موجودة اذًا حان الوقت للإستمتاع بطبق المكرونة !! امسك الطبق و تعجب لإنه ساخن… كأنه مازال طازجًا او تم تسخينه للتو…. امسك الطبق و الشو*كة و بدأ يأكل بشراهة و تلذذ الأكلة المُحببة له… كان باب المطبخ مفتوح قليلا و أسيل تنظر له و هو يأكل و قالت بحزن
‘ يا عيني… ده طلع جعان اوي… انا طلعت زوجة جا*حدة ولا ايه ؟
ظلت تنظر له حتى انهى الطبق و وضعه داخل الحوض… شرب كوب ماء و تنهد براحة و قال
” احلى مكرونة بالجبنة اكلتها… تحفة اوي…
ابتسمت أسيل و تسللتت للخارج و ذهبت لصديقتها…
**************
عاد مراد للقصر و دخل غرفته… وجد نور نائمة على السرير بقميص قصير و مثير… خلع معطفه و اقترب منها… استيقظت على قبلاته لعُنقها… حاوطت وجهه المتعب بكلتا يداها و قالت
* كنت فين يا حبيبي ؟ و ايه ريحة الخمـ,ـرة اللي على هدومك دي ؟
– كنت في البا*ر بحاول اروق اعصابي… بس لما جيت اكتشفت انك الوحيدة اللي بتروقيني…
اخذ شفتاها في قُبلة و هي متجاوبة معه… ابتعدت عنه و قالت
* مراد انت بتحبني ؟
– اكتر من اي حد… انتي الوحيدة اللي جمبي… بتدعميني و دايما معايا… لولا وجودك كان زماني متد*مر من زمان… بحبك اوي…
* و انا كمان…
ابتسم و قَبلها و مال عليها… بعد ساعات كان نائمًا و يحضن نور التي تنفخ بضيق و منزعجة و تقول في سرها
* امتى بقا معتز ياخدني من الغبي اللي نايم جمبي ده… قر*فانة من نفسي لإني خليته يلمسـ,ـني… بس كان لازم اعمل كده عشان يصدق اللي هقوله !
***************
كانت أسيل بيدها كشكول و تراجع ما اشترته تسنيم
‘ كده كل حاجة موجودة… اشتريتي ورد الياسمين ؟
ضر*بت تسنيم يدها على جبهتها و قالت
* نسيته…
‘ يا غبية اومال هعملك الزينة على باب البيت ازاي ؟
* والله الطلبات كتيرة اوي… نسيته…
‘ خلاص نخرج انا و انتي نشتريه دلوقتي ؟
* ماشي… هروح البس و جاية…
جلست أسيل تنتظرها… كان آدم يقف في الشارع و يتكلم في الهاتف مع مصطفى…
” مراد ساب الشركة بجد ؟
* ايوة… اخد حاجته و ساب مفتاح المكتب و من ساعتها مجاش تاني يبقى ساب الشركة فعلا…
” كل ده عشان انت اتخانقت معاه ؟
* معتقدش لانه كان بيباجح فيا بقلب جامد و جه ابوك بعدنا عن بعض قبل ما نقـ,ـتل بعض و اخده في مكتبه اتكلم معاه… هو ابوك قاله ايه خلاه يسيب الشركة ؟
” مش عارف… انا لسه عارف منك انت…
* غريبة يعني انه ساب الشركة بعد ما كان ماسك فيها بإيديه و أسنانه…
” انا برضو مستغرب… بس خليك مركز ليعمل حركة كده ولا كده…
* عيب عليك… انا عيوني مفتوحة اوي… انت جاي امتى ؟
” يومين كده و….
فجأة اصطدمت كُرة القدم بظهره… نفخ بضيق و قال
” اقفل يا مصطفى دلوقتي لاني زهقت من العيال دي و شكلي هزعلهم و اقطلعهم الكورة بتاعتهم…
اغلق آدم هاتفه و وضعه في جيبه… امسك الكُرة و اقترب من مجموعة الاطفال الذين يلعبون في الشارع… قال لهم بغضب
” مين فيكم رمى الكورة دي عليا ؟!
خافوا منه و من حجمه الكبير مقارنًة بحجمهم الصغير… رجعوا للوراء و لم يتكلم فيهم احد… تابع آدم بغضب
” اللي رمى الكورة عليا يعترف احسنله بدل ما ازعلكم كلكم !!
زاد خوفهم منه و ينظرون لبعضهم بخوف…
” طب حلو اوي كده… انسوا الكورة دي… مش هرجعها ليكم…
إلتفت ليذهب و معه الكُرة… لكن وقف عندما قال طفل منهم
* انا يا عمو اللي رميت الكورة عليك…
إلتفت له آدم ليجد طفلا في سِن 7 سنوات… يبدو انه خائف لكنه تشجع و اعترف…
جَس آدم على ركبته و قال
” انت اللي رميت الكورة عليا ؟!
اومأ له الطفل و قال آدم
” عملت كده ليه ؟
* والله يا عمو انا مقصدش ارميها عليك… كنت عايز اجيب جون ف بالغلط الكورة جات عليك… انا آسف…
زال غضبه عندما لاحظ خوف الطفل منه و ينظر في الارض… امسك آدم ذقن الطفل و رفع رأسه اليه و قال
” اول حاجة اياك تنزل رأسك في الارض لأي السبب… ارفعها دايما… و خلاص يا عم انا مسامحك و هديك الكورة…
* بجد يا عمو ؟
قالها الطفل بسعادة و اومأ له آدم و اعطى له الكُرة… اخذ الطفل منه الكُرة و عانقه… تفاجئ آدم و ابتسم و بادله العناق… ابتعد عنه الطفل و قال بصوت عالٍ مناديًا اصدقائه
* يا عيال عمو طلع طيب مش شرير ( رفع الكُرة بيديه ) و الكورة اهي معايا…
فرحوا الاطفال و وقفوا حول صديقهم ثم قسموا بعضهم و بدأوا يلعبون بالكُرة… سند آدم ظهره على سيارته و ينظر لهم و هم يلعبون بكل فرح و متعة و الابتسامة مرسومة على وجههم البرئ… يبدو ان طفولته كانت مُملة… لم يلعب في الشارع مُطلقًا او مع اصدقائه… كانت طفولته محاصرة في حديقة القصر الكبير… القصر كبير لكن ذكرياته فيه صغيرة… لا يعتقد انه استمتع مرة واحدة حتى مثلما يستمتع هؤلاء الاطفال بتلك الكُرة… رغم الفروق التي بينهم… هو كان طفلا مُترفًا و في فمه ملعقة من ذهَبْ و كان يملُك كل شيء لكن طفولته كانت تعيسة… أما هم اطفال بسيطون و يعيشيون طفولتهم بكل مرح و سعادة…
اقترب آدم منهم و قال
” بقولكم ايه… ينفع ألعب معاكم ؟
نظروا الاطفال لبعضهم ثم مرر له الطفل الكُرة و قال
* يلا يا عمو نبدأ !!
بدأوا باللعب سويًا… خرجت أسيل و تسنيم من البيت…
‘ لحظة استني نتأكد ان الفلوس كلها معانا…
* ماشي اتأكدي…
فتحت أسيل حقيبتها و بدأت بعَد المال مجددا لتتأكد ان المبلغ كامل… لاحظت تسنيم الاطفال التي تلعب في الشارع و تعجبت عندما وجدت آدم بينهم و ايضا يلعب معهم !!
* أسيل…
‘ بس اسكتي يا تسنيم… متلخبطنيش…
* يا أسيل…
‘ اوووف… عايزة ايه يا تسنيم ؟
* بصي هناك كده… مش ده جوزك ولا انا بتخيل ؟
نظرت أسيل الى الجهة التي تنظر لها تسنيم و وجدت آدم يلعب مع الاطفال بالكُرة… اتسعت عيناها و قالت
‘ الشحط دي بيعمل ايه وسط الاطفال دول ؟! ده بيلعب معاهم كورة !!
* انا اتفاجئت برضو…
‘ ايه اللي بيعمله ده ؟ منك لله يا آدم نصار… فضحـ,ـتني وسط الجيران…
* بس تحسيه مبسوط معاهم… هو غني يعني طفولته كانت احسن من الاطفال دي… بس تحسيه اول مرة يلعب مع حد… و منسجم معاهم…
‘ هو ينسجم معاهم و انا اتفـ,ـضح… بقولك ايه ؟ هو في حد يعرف انه جوزي غيرك انتي و باسم ؟
* ده كل الناس عرفت… حتى عم محمد البقال عِرف برضو انك اتجوزتي…
‘ يادي المُصيـ,ـبة !! يارتني ما جيبته معايا… ياريتني كنت جيت بالقطر…
* هتفضلي تندبي هنا و مش هنروح مشوارنا ؟؟ يلا أسيل… لسه ورانا حاجات كتير…
‘ على رأيك… يلا بينا…
إلتفتوا ليمشوا… فجأة أحد ألقى الكُرة على أسيل… شهقت بذعر ثم إلتفتت بغضب لتجد آدم خلفها و بيده الكُرة و الاطفال يقفون بجانبه كأنهم جيشُه… قال آدم بإبتسامة خبيـ,ـثة
” ما تيجي تلعبي معانا ماتش ؟
قالت أسيل بإبتسامة مصطنعة
‘ مفكرني زيك هجري ورا الكورة زي العبيـ,ـطة في الشارع قدام الناس و انا في السن ده ؟
” الكورة ملهاش سِن محدد… سواء كبير أو صغير كله بيلعب كورة…
‘ بس مش مع اطفال في ابتدائي و انت سِنك 28 سنة… شايف الاطفال اللي حواليك دول ؟ انت في مقام ابوهم…
” شيء جميل والله… ( عَلَى صوته و اكمل ) بقولكم يا عيال اللي هيجيب اكبر عدد جوان في نص ساعة هديه لَفَة في عربيتي…
هتفوا الاطفال بسعادة و إلتفت آدم ليكمل اللعب معهم… غضبت أسيل و مرت سيدة كبيرة تحمل اكياس التسوق و رأت آدم يلعب مع الاطفال و قالت لأسيل
* شوف الراجل طويل و عريض و بيعلب كورة مع شوية عيال في ابتدائي… طب يحترم سِنه حتى… أسيل يا بنتي… انتي تعرفيه الراجل ده ؟
‘ ده ؟ لا معرفهوش…
* ازاي ؟ تقريبا ده جوزك اللي شارع كله بيحكي عنه اول ما جه الصبح…
‘ لا مش جوزي… انا متبرية منه اصلا… معرفهوش… يلا تسنيم عشان منتأخرش…
مشيا أسيل و تسنيم التي تضحك بدون توقف
‘ يوووه خلاص بقا كفاية ضحك يا تسنيم… هتبطلي ضحك ولا اديكي بوكس في وشك ؟
* خلاص والله… بطلت ضحك اهو…
تنهدت أسيل بضيق و قالت في سرها
‘ والله لوريك يا آدم نصار… خليت شكلي في الشارع شبه الفار المبلول… منك لله يا بعيد…
*******************
كانت رنا تقف أمام المرآة و تكوي شعرها… تركت المكواة بملل و قالت
* يوووه انا زهقت… القُصَة مش راضية تظبط !!
وصلت رسالة على الواتساب… امسكت الهاتف… ذلك مروان ! فتحت الرسالة و قرأتها
– هبعتلك لوكيشن… بكره هستناكي هناك…
كتبت له
* هنروح فين ؟
– مكاني هادي و بعيد عن هنا… عشان نقعد براحتنا…
* طب انا هقول لماما ايه لما اخرج بكره ؟
– قوليلها ان عندك مثلا كورس…
* كورس ايه ده في الاجازة ؟!
– في دي عندك حق… اتصرفي يا رنا… اخترعي اي حِجة…
* طب و انت حِجتك ايه مع طنط ناهد ؟
– هقولها رايح الجيم…
* طب ماشي هفكر اقول لماما ايه و نتقابل… هتغديني ؟
– طبعا… ده الغدا حاضر هناك قبلي انا كمان…
* طب كويس… طب يلا روح شوف نفسك هتعمل ايه و انا اكمل ظَبط في ام القُصة اللي مش راضية تتعدل دي…
– انتي بتعملي ايه ؟
* بكوي شعري… اخدت دُش و نشفته و بكويه…
– طب افتحي الكاميرا و وريني…
نظرت بعيناها يمينًا و يسارًا تفكر ثم نهضت اغلقت باب غرفتها بالمفتاح… نظرت لنفسها في المرآة ثم فتحت مكالمة فيديو و هو فتح في الحال… بمجرد ما رآها أصدر صفيرا بفمه و قال
– ايه الحلاوة دي يا رنون ؟
* بجد حلو على التسريحة دي ؟
– تحفة… انتي اصلا تحفة… عشان تصدقيني اهو… شكلك من غير ميكب حلو اوي…
احمرت وجنتاها خجلًا و قالت
* طب انا هقفل…
– لا لا استني…
* فيه ايه ؟
– انا جبتلك هدية صغيرة… افتحي درج المكتب بتاعك و هتلاقيها…
* درج المكتب بتاعي انا ؟!
– ايوة…
* انت بتدخل اوضتي من ورايا يا مروان !!
– والله هي المرة دي بس… كنت هديهالك بس مكنتيش موجودة ف سيبتها في درج المكتب بتاعك…
* ماشي… والله هحاسبك على الحركة دي…
ضحك و هي ذهبت لمكتبها و فتحت الدرج… وجدت عُلبة متوسطة الحجم شكلها لطيف… فتحتها و وجدت بداخلها طاقية صوفية باللون الـ pinke على شكل قطة… ابتسمت رنا بسعادة و ارتدها على رأسها ثم شد طرفاها من الجانبين و تحركت أُذنان القطة… ضحكت بمرح و وجهت الهاتف عليها و قالت
* حلوة اوي يا مروان…
– بس بقت احلى عليكي…
* شكرا اوي… انا كنت عيزاها… عرفت ازاي ؟
– لقيتك بتسألي على سعرها في البيدچ اللي بتبيعها و جبتهالك…
* انت كمان بتراقب كومنتاتي ؟
– والله هو الكومنت ظهرلي اول ما فتحت انستا… يمكن دي اشارة عشان انا اجبهالك لاني مش اي حد… ولا انتي ايه رأيك ؟
* انت جميل اوي يا مروان…
– ايوة خليكي كده… اديني كلام حلو كمان و كمان يا رنون…
* لا اهدى على نفسك… هروح اكمل تسوية القُصَة و هتصور بالكاب و انزلها انستا…
– الولاد اللي عندك على الانستا ؟!
* هم 7 بس و بياخدوا معايا كورس البرمجة و مش بكلمهم اصلا… على العموم متقلقش انا لما بنزل استوري بحددها على الاصدقاء المقربين البنات بس…
– و انا ؟
* هحددك معاهم…
– بس انا مش صديق مُقرب يا رنا…
* عارفة… انت حبيبي…
ابتسم و قال
– يارب ما اكون بتخيل ده كله…
* لا مش بتتخيل… يلا هقفل معاك عشان اكمل اللي بعمله ده…
– ماشي… باي يا قلبي…
ابتسمت و اغلقت هاتفها و اكملت ما تفعله في شعرها ثم لبست الطاقية فوق شعرها بطريقة زادتها جمالها… فتحت الكاميرا و إلتقت بعض الصور لها بها و الفيديوهات ايضا و كانت سعيدة للغاية… كان مروان في حديقة القصر… مُستلقي على الاريكة و يغني بسعادة… جاء خالد اليه و قال
• مزاجك رايق النهاردة…
– لازم يكون مزاجي رايق… دي قالتلي ” انت حبيبي ” !!
• رنا قالت كده ؟!
– يخربيتك وطي صوتك !!
• وطيته اهو… قولي آخر التطورات…
– طلعت بتحبني زي ما بحبها…
• طب كويس اوي… امتى الفرح ؟
– لسه متكلمتش مع عمو فريد…
• بُص عشان اكون صريح معاك… عمو فريد ممكن يوافق… لكن طنط نرمين مستحيل توافق… و كمان مامتك…
– مش مهم… طالما رنا بتحبني و انا بحبها… محدش هيمنعنا اننا نتجوز…
• ربنا يوفقكم…
– ايه اخبار بطولتك ؟
• معادها قرب و متوتر شوية…
– متخفش… انت سبَاح متمكن… هتفوز أكيد…
• ان شاء الله… هروح انام… تصبح على خير يا ابن عمي…
– و انت من اهله…
ذهب خالد و عاد مروان للغناء… وصل على هاتفه شعار من الإنستجرام… فتح هاتفه… لقد اضافت رنا صورا الى قصتها… حددتها للأصدقاء المقربين و هو منهم… فتحها و ظل ينظر للصور و منسحر في جمالها الذي احبه و احب كل شيئًا فيها… يبدو انها سعدت كثيرا بالطاقية…
******************
انتهى اليوم و جاء الليل…
‘ بُص بقا بما ان مفيش كنبة هنا و انا عشان طيبة مش هخليك تنام على الارض…
” على اساس انا هوافق ان انام على الارض ؟
‘ مش مهم توافق لو طقت في دماغي هخليك تنام على الارض بس انا طيبتي منعاني… المهم هنضطر نستحمل بعض و ننام على السرير
” هتنامي في حضني ؟!
قالها بإبتسامة و عيناه تلمع من السعادة… قالت أسيل بغضب
‘ لا طبعا مش هنام في حضنك يا قلـ,ـيل الأدب… بطل احلامك العبيـ,ـطة دي…
” لسانك لو طِول عليا تاني… هزعلك !!
‘ نينيني… المهم احنا هنحط فاصل بينا ( وضعت الوسادة الطويلة في المنتصف ) هو ده الفاصل… ده النِص بتاعي و ده النُص بتاعك… و جبت بطانيتين عشان انا بحب اتغطى براحتي… خُد امسك ( ألقت له غطاء ) يلا اتمنالك ليلة حزينة كئيبة مليانة كوابيس…
استلقت أسيل على السرير و سحبت غطائها عليها… و كذلك آدم… اعطته أسيل ظهرها و حاولت النوم… بينما هو لم ينم و يضع يده تحت وجنته و ينظر لها… لقد اشتاق لها كثيرا… انه يعرف انها تنتقـ,ـم منه بتصرافاتها تلك لأنه جر*حها و هو يتركها تفعل ما تريده… لعل نيـ,ـران قلبها تهدأ بتلك الطريقة… لكن ماذا يفعل ؟ لا يستطيع تغيير اي شيء… يريد ان يحكي لها كل ما يكبُته في داخله و لكن كبريائه يمنعه… لا يريد ان يبدو أمامها رجل احمق خدعته حبيبته و خا*نته مع اخاه… يكفي انه يشعر انه احمقًا أمام نفسه لانه وثق بها… بين ذلك الصمت المُريب… قال أسيل
‘ كنت بتلعب ليه مع العيال الصغيرة في الشارع ؟
” مش عارف… حسيت نفسي فاقد الشعور ده فقولت اعيشه… اي نعم عيشته متأخر بس عادي… المهم اني انبسطت معاهم…
‘ انت عمرك ما لعبت في الشارع ؟
” لا… مكنتش بخرج بره جنينة القصر… و زي ما انتي شايفة القصر في مكان لوحده… مش زي هنا البيوت جمب بعضها… مكنش عندي جيران العب مع عيالهم…
‘ بس عندك أخ… مكنتش بتلعب معاه ؟
” مش فاكر اني لعبت معاه قبل كده… دايما كان بعيد عني…
‘ انتوا متخانقين ؟
” حاجة زي كده…
‘ طب ليه ؟
” هو مبيحبنيش…
‘ طب و انت ؟ انت بتحبه صح ؟
صمت لوهلة ثم قال
” كنت بحبه و بخاف عليه و بحميه بما إني اخوه الكبير… بس هو عمره ما حبني…
‘ ليه مش بيحبك ؟
” مش عارف… بجد مش عارف… انا لسه بسأل نفسي السؤال ده و ملقتش اجابته… على العموم فُكك…
صمتت و تنظر للأمام شاردة… بينما آدم يريد بشدة ان ينزع ذلك الفاصل اللعـ,ـين و يأخذها في حِضنه و يستنشق رائحتها الجميلة…
” أسيل…
‘ هااا ؟
” ممكن احضنك ؟
‘ ليه ؟
” محتاج حُضنك…
‘ محتاج حُضني ولا عايز تقضي ليلة معايا ؟
نظر لها مما قالته… مازالت تعتقد انه يريدها لرغبته فقط ؟؟… إلتفتت له و قالت
‘ انا عارف انك شايفني مجرد رغبة و بس… بس انا مش عايزة كده… انا عايزة راجل يحبني و ميشوفش غيري و يكون حنين… مقابل كده انا هخليه يقرب مني زي ما هو عايز لاني هبقى مطمنة اني مش هصحى في يوم مثلا و الاقية مشي و سابني… لان الرغبة بتمشي… بس الحُب بيفضل موجود…
” لو الحُب بيفضل موجود كان زماني أب دلوقتي…
‘ أب ؟! انت عايز تبقى أب ؟! ( ضحكت بسخرية و الدموع في عيناها ) فاكر لما شكيت اني حامل و خوفت ان ابقا شايلة ابنك جوايا… لانك مش عايز اي حاجة تربطك بيا… ازاي عايز تبقى أب و انت حكمت على ابني اللي لسه مجاش اصلا اني اجهضه هااا ؟؟
” انتي متعرفيش حاجة ف الافضل متحكميش عليا من تصرف عملته مع اني اعترفت بغلطي…
‘ طب احكيلي اللي انا معرفهوش ؟
” مش هتفهميني…
‘ لا فهماك… انا فهماك كويس اوي يا آدم نصار… كل الحوار انك مستعَر تخلف مني… شايفني مش هليق اني اكون أم عيالك !!
تفاجئ مما قالته و قال
” لا يا أسيل مش كده انا….
اعطته ظهرها و انكمشت في الغطاء… دموعها تنزل على وجنتاها و تكتم آنين بكائها و قلبها يؤلمها… انزعج آدم كثيرا… هو لم يقصد هذا… المشكلة ليست فيها… بل فيه هو !
في الصباح استيقظ آدم… وجد أسيل واضعة رأسها على الوسادة الفاصلة بينهم و نائمة… ابتسم و شد الغطاء عليها حتى لا تبرد و اقترب وضع رأسه على نفس الوسادة… ينظر لها و لوجهها البرئ و انفاسها الدافئة تصطدم بوجهه… قرَّب يده منها و ابعد خصلات شعرها المُبعثرة على وجهها بعشوائية… انماله تلمس بشرتها الناعمة و الابتسامة على شفتاه…
” معنديش مانع افضل كده لطول عمري… المهم ابقا قريب منك… فاكرة لما قربتي مني بنفسك و خوفتي عليا عشان اتأخرت و حضنتيني ؟ كنت مبسوط اوي… بس انا غبي مقدرتش النعمة دي… سامحيني !
تقلبت أسيل ف ابعد يده عن وجهها و تظاهر بالنوم… فتحت أسيل عيناها بتثاقل و تفاجئت عندما وجدت رأسها و رأس آدم على نفس الوسادة الفاصلة بينهم… نظرت له لوهلة و لتفاصيل وجهه و ملامحه الرجولية التي احبتها… قرَّبت يدها منه لتعبث بذقنه كما تفعل دائمًا… لكنها تراجعت على آخر لحظة و قالت
‘ بطلي غباء يا أسيل… هتقربي منه و هيجر*حك تاني… هو مش بيحبك و عمره ما هيديكي المشاعر اللي انتي ادتيه كذا فرصة على أمل انه يديهالك… بس هو خذلك في كل مرة وثقتي فيه ! متضعفيش و متخليهوش يجر*حك تاني…
تنهدت بضيق و نهضت… ذهبت لتغسل وجهها… فتح آدم عيناه و نهض… خرجت أسيل من الحمام و هي تجفف وجهها… وجدت آدم امامها
‘ صحيت بدري يعني… هتفطر ولا شوية ؟
لم يرد ف اقترب منها و هي رجعت للوراء و قالت بإرتباك
‘ عايز ايه ؟!
اقترب اكثر حتى اصطدمت بالحائط و حاوطها
‘ آدم… ابعد لو سمحت…
لم يرد كان صامتًا و ينظر لها و هي خافت من نظراته…
‘ آدم لو قربت مني… والله هصرخ !
ضحك بسخرية… أتعتقد انه سيتقرب منها بدون موافقتها ؟ امسك يدها و وضعها على ذقنه… حاولت ان تسحب يدها لكنه لم يسمح و حرك يدها على ذقنه و ينظر لها بحزن… بعد صمته المُريب قال
” حطي ايدك على دقني زي ما انتي عايزة… مش همنعك…
‘ سيب ايدي يا آدم…
” لا… انا عارف انك بتحبي تلمسي دقني…
‘ انا مش عايزة اقرب منك بأي شكل…
نظر لها بحزن و قال
” بطلتي تحبيني ؟
دمعت عيناها و قالت بألم
‘ كان نفسي احبك… حاولت احبك… بس انت… انت كسـ,ـرت قلبي !
” طب حاولي تاني… انا مش هجر*حك… بالعكس هساعدك…
‘ انت كذاب… مبقتش اثق فيك… مبقتش اصدقك يا آدم !!
نظر لعيناها المليئة بالدموع و تنظر له بإنكسـ,ـار… لقد اصبح كل شيء مُعقد الآن… لقد فقدت املها فيه… تحطم كل شيء هي حاولت بناؤه معه… حاولت بمفردها و خسرت قلبها ! قرَّب يده و مسح دموعها
” طب متعيطيش… كفاية عياط بسببي..
‘ صعبت عليك ؟ و*جعت ضميرك مش كده ؟ خلاص مش هعيط عشان مو*جعش ضمير سيادتك…
” طب اعمل ايه و تسامحيني ؟
‘ متعملش ! متعملش يا آدم… مش عيزاك تعمل حاجة… مش طالبة منك تعمل حاجة… مش طالبة منك حاجة غير انك تسيبني…
” اسيبك ؟!
اومأت له و اكملت
‘ طلقني يا آدم…
تفاجئ و تابعت أسيل كلامها
‘ ايوة طلقني… جوازنا الشكل ده مينفعش يستمر… انا مش بحبك ولا انت بتحبني… يبقى ننهيه و سيبني ارجع لحياتي الطبيعية…
” بس انا مش عايز اسيبك !!
‘ ليه مش عايز تسيبني ؟! قولي سبب واحد حتى يخليك متمسك بوحدة مش بتحبها ؟ هاا قولي السبب ؟!
” اديني فرصة و انا هصلح كل اللي عملته…
‘ آدم… انا كلامي واضح… انا مش عيزاك تصلح حاجة ولا عيزاك انت شخصيًا !!
اعتصر عيناه بغضب من نفسه و نظر لها و رأى كَم الألم و الكُره التي تحمله بداخلها اتجاهه و رفضها له… لقد فات الآوان… تأخر كثيرا !!
اسند جبهته على جبهتها و نظر في عيناها… تفاجئت عندما رأت دمعة اعلنت استسلامها و نزلت من عينه… لقد خرجت من عينه بصعوبة بعد ما كان دائمًا يتظاهر بالقوة و الثبات… مازال واضعًا يدها على ذقنه… امسك يدها الثانية وضعها قلبه و قال بصوت مكسـ,ـور
” قلبي ده انا بكر*هه… لاني و*جعني اوي و مازال بيو*جعني… مبحبش استخدمه ولا بحب اخد رأيه في حاجة… لأنه وقعني كتير… مبقتش احبه… بالعكس انا بكر*هه اوي… بس مكنتش مفكر ان كُرهي لـ قلبي اتسبب في كَسـ,ـر قلبك انتي… غروري و تهوري أذ*وكي… انا آسف يا أسيل… عارف ان الكلمة دي ملهاش معنى و مش هتعمل حاجة… بس انا مش عارف اعمل ايه… انا بعد ما عرفتك أدركت انك نضيفة… قلبك نضيف و مبتأذ*يش حد حتى بكلمة… عشان كده بقولها بنفسي اهو… انتي فعلا تستاهلي واحد يحبك بجد و يحارب عشانك… هيبقى محظوظ اوي لانك هتبقي معاه… اتمنى انه يقدر قيمتك و يحافظ عليكي… بس انا كان نفسي نتقابل في ظروف غير دي… اكيد كانت هتبقى كل حاجة احسن من كده… بس يلا عادي… اهو ده المكتوب انه يحصل… بس انا مش هبقى أنا*ني و افضل موقف حياتك كده… هسيبك زي ما انتي عايزة…
كانت عيناها تنزل منها الدموع ڪالشلال في كل كلمة يقولها… بعد صمت بينهم مليئ بالدموع و النظرات الحزينة… قال آدم
” اول ما نرجع للقصر… هكلم المحامي يبدأ في إجراءات طلاقنا…
لا تعلم لماذا حزنت و هي من طلبت منه الطلاق بنفسها
‘ بس انا مش عايزة حاجة…
” ده حقك يا أسيل و هتاخديه…
‘ بس يا آدم…
” خلصنا يا أسيل… مش عايز اظلمك تاني… سبيني انهي جوازنا بالحق…
اومأت له و ظل ينظر لعيناها التي احبهما منذ اول مرة رآها فيها… بعد طلاقهم لن يحق له النظر فيهم… لن يحق له ان يمسك يدها… لن يحق له يُعانقها حتى ! ستكون بعيدة عنه… بعيدا كثيرا… سوف يظل معه فقط ذكرياته الجميلة معها… ڪ أول اهتمام… أول عِناق… أول قُبلة… تلك هي حياته… مهما حدث سيرجع لنقطة الصفر و يكون وحيدًا كما كان…لكنه لا يعتقد انه سينساها… بل ستظل معه… بالتحديد داخل قلبه المكسـ,ـور الذي منعه عقله حتى قول لها ” اُحبكِ ” لم يستطع ان يقول لها تلك الكلمة… لم يستطع يعترف لها بشيء… و لن يستطيع ! كبريائه طغى عليه و منعه… تلك الفتاة بكل تفصيلة فيها… احبها و عَشقها… سيتركها بعد يوم كما تريد… لعلها ترتاح قليلا من الألم الذي تسبب فيه داخل قلبها البرئ… وداعًا يا مَنْ عشقتها و لم استطع البوح لكِ بذلك… وضعت قلبي في المَنفى و فضلت الصمت و الكبرياء على حُبي لكِ يا عشقي النقيّ… وداعًا يا أسيل !
التعليقات