رواية أوتار العشق الفصل الثالث 3 بقلم ميار زاهر
رواية أوتار العشق الجزء الثالث
رواية أوتار العشق البارت الثالث
رواية أوتار العشق الحلقة الثالثة
في صباح هادئ داخل فيلا محمد :
استيقظت ليلى على إحساس غريب بالثقل في رأسها وحلقها جاف بشكل غير معتاد. شعرت بحرارة تجتاح جسدها وضعف يمنعها من النهوض بسلاسة. فتحت عينيها ببطء لتنظر إلى سقف الغرفة، بينما همست لنفسها بصوت ضعيف:
ليلى: “يا نهار أبيض… أنا إيه اللي حصلي؟”
نظرت حولها، محاولة استجماع قوتها للنهوض، لكنها شعرت بدوار كاد أن يُسقطها. جلست على طرف السرير واضعة رأسها بين كفيها، ثم سمعت طرقات خفيفة على الباب وصوت الخادمة ينادي:
الخادمة: “مدام ليلى؟ حضرتك كويسة؟ محمد بك بيقول إنك لازم تنزلي على الفطار.”
ليلى وهي تحاول أن تبدو طبيعية: “آه، تمام… شكراً، هانزل حالاً.”
نهضت ليلى بصعوبة، متجهة نحو الحمام. نظرت إلى انعكاسها في المرآة ولاحظت شحوبًا واضحًا في وجهها، حتى أن لون شفتيها بدا باهتًا. غسلت وجهها بالماء البارد، علّه يعيد لها شيئًا من النشاط، ثم تمتمت بصوت خافت:
ليلى: “شكلها بردة تقيلة… بس مش هينفع أبان تعبانة قدام حسام. هيزود كلامه.”
ارتدت ملابس بسيطة، واختارت وشاحًا لتغطي به رقبتها التي شعرت أنها ملتهبة. نزلت بهدوء إلى الطابق السفلي، حيث كانت رائحة الطعام تعبق في الأرجاء.
في مائدة الإفطار:
كان محمد بك جالسًا كعادته على رأس الطاولة، يتصفح الجريدة الصباحية، بينما كانت الأطباق مرتبة أمامه بعناية. ما إن رآها حتى رفع بصره وقال بابتسامة هادئة:
محمد: “صباح الخير يا بنتي. تعالي كلي حاجة.”
ليلى بابتسامة خافتة: “صباح الخير يا عمي. شكراً.”
جلست ليلى، لكنها بالكاد لمست الطعام. كان جسدها لا يقوى على الأكل، واكتفت بتناول كوب من الشاي الساخن. لاحظ محمد شحوبها وسألها بقلق:
محمد: “مالك يا ليلى؟ شكلك تعبانة.”
ليلى وهي تحاول إخفاء تعبها: “مش حاجة كبيرة، شوية إرهاق بس.”
محمد بحزم: “ده مش شكل إرهاق، أنا هطلب الدكتور يجي يشوفك.”
ليلى بتوتر: “لا، لا يا عمي، مفيش داعي. شوية راحة وخلاص.”
قبل أن يجيبها، دخل حسام إلى الصالة بخطواته الثابتة ووجهه المعتاد العبوس. نظر سريعًا إلى ليلى ثم قال بجفاء:
حسام: “حضرتك ناوية تنزلي الشغل النهارده ولا هتعتذري؟”
محمد بنبرة غاضبة: “حسام! ليلى تعبانة، ومش هتروح النهارده.”
حسام ببرود: “هي اللي قررت تشتغل، والمفروض تبقى قد القرار.”
ليلى وهي تحاول التماسك: “لا، أنا هاروح.”
محمد مقاطعًا بحزم: “مش هتروحي، خليكي هنا وارتاحي.”
هز حسام رأسه بضيق وغادر المكان، بينما ظلت ليلى جالسة تحاول أن تهدئ نفسها. كان واضحًا أن كلمات حسام أثرت بها، لكنها لم تكن تريد أن تظهر ذلك.
بعد ساعات – في غرفة ليلى:
استلقت ليلى على سريرها محاطة بالبطانيات. كانت الخادمة قد أحضرت لها كوبًا من الأعشاب الساخنة. شربت القليل وهي تشعر ببعض التحسن، لكن إرهاقها كان واضحًا. فجأة، سمعت طرقات على الباب.
محمد: “ليلى، الدكتور تحت. قلتله يطلع يشوفك.”
ليلى وهي تضع الكوب جانبًا: “عمي، أنا كويسة، مش محتاجة دكتور.”
محمد بحزم: “ما عنديش وقت للكلام ده. افتحي الباب.”
دخل الطبيب بعد لحظات، وألقى التحية. جلس بجوارها وأخذ يقيس حرارتها ويسألها عن أعراضها. بعد فحصه قال مطمئنًا:
الطبيب: “ما تقلقيش، مجرد برد بسيط ونقص فيتامينات. شوية راحة وسوائل دافية وهتكوني زي الفل.”
محمد: “شكرًا يا دكتور، لو احتجنا حاجة تانية هنكلمك.”
غادر الطبيب، وبقيت ليلى وحدها. كانت تشعر بالامتنان لمحمد بك، لكنها في الوقت نفسه بدأت تقلق بشأن تعاملها مع حسام.
في الشركة – مكتب حسام:
جلس حسام في مكتبه، يتصفح الملفات بعصبية. لم يكن يومه جيدًا، كما أن غياب ليلى أثار داخله مشاعر متناقضة. طرق أحمد الباب ودخل بابتسامة واسعة، وقال بمزاح:
أحمد: “مالك يا حسام؟ فين شريكتك النهارده؟”
حسام بجفاء: “تعبانة.”
أحمد بخبث: “ولا تكون طفشت من طريقتك الجميلة؟”
حسام ببرود: “مش فاضي لهزارك. لو عندك شغل اتفضل، غير كده الباب قدامك.”
أحمد وهو يضحك: “تمام، على مزاجك.”
في المساء – عودة حسام إلى الفيلا:
عاد حسام متعبًا بعد يوم طويل. دخل إلى الصالة حيث كان محمد يجلس بجوار ليلى، يتبادلان الحديث. توقف للحظة عند الباب، ثم تقدم بخطوات هادئة. نظر إلى ليلى وسأل ببرود:
حسام: “كويسة دلوقتي؟”
ليلى بابتسامة خافتة: “آه، أحسن شوية.”
حسام بنفس الجفاء: “كويس. مش هينفع تغيب كل شوية.”
محمد بغضب: “حسام، كفاية قسوة. ليلى تعبانة ومحتاجة راحة.”
وقف حسام للحظة ينظر إلى ليلى، ثم قال بهدوء غير معتاد:
حسام: “لو محتاجة أي حاجة، قولي.”
غادر بعدها إلى غرفته دون أن ينتظر ردها.
في تلك الليلة – حديث خاص مع محمد:
بعدما غادر حسام، التفتت ليلى إلى محمد وقالت بابتسامة صغيرة:
ليلى: “عمي، حسام دايمًا كده؟ مش بيعرف يقول كلمة حلوة؟”
محمد ضاحكًا: “حسام شخص معقد، لكن عنده قلب طيب. هتشوفيه مع الوقت.”
ليلى وهي تهز رأسها: “يارب. بس شكله هيبقى تحدي كبير.”
في صباح اليوم التالي – بداية جديدة:
استيقظت ليلى وهي تشعر بتحسن كبير. قررت أن تواجه يومها بطاقة جديدة، رغم كل الصعوبات التي تنتظرها. ارتدت ملابسها، نظرت إلى المرآة بابتسامة، وقالت لنفسها:
ليلى: “يلا يا ليلى، معركة جديدة… وحسام لازم يعرف إني قد التحدي.”
في الشركة – لقاء جديد:
عندما وصلت ليلى إلى مكتبها بالشركة، فوجئت بأن حسام قد سبقها. كان يراجع بعض المستندات. رفع بصره عندما دخلت وقال بهدوء:
حسام: “أهو كده الشغل. المهم تكوني كويسة.”
ليلى بابتسامة صغيرة: “شكراً.”
كان حديثهما قصيرًا، لكن تلك الكلمات البسيطة حملت نغمة مختلفة، نغمة قد تكون بداية طريق طويل بينهما، مليء بالتحديات والمشاعر التي ستنمو بمرور الوقت.
في الشركة – بداية العمل:
جلست ليلى أمام مكتبها، وبدأت بترتيب الأوراق والتقارير التي ستقدمها في الاجتماع القادم. كانت تحاول التركيز، لكنها شعرت بأن اليوم مليء بالتوتر غير المعتاد.
بينما هي منغمسة في عملها، دخل أحمد، صديق حسام وشريكه في العمل، بابتسامة مرحة. جلس على طرف المكتب وقال بلهجة مازحة:
أحمد: “إيه يا آنسة ليلى؟ شكل الشغل واخدك مني النهارده.”
ليلى بابتسامة: “مش أنت اللي قلت إن الشغل أولى؟”
أحمد: “آه طبعًا، بس ده ما يمنعش إننا ناخد استراحة خفيفة.”
بدأ أحمد يسرد بعض النكات، وضحكت ليلى على خفة دمه. كانت أجواء المكتب مليئة بالمرح لبضع دقائق، لكن تلك اللحظات لم تمر دون أن تُلاحظ.
حسام – في الممر:
كان حسام عائدًا من اجتماع قصير حين لمح أحمد وليلى يتحدثان ويضحكان. توقف للحظة وهو ينظر إليهما، وشيء داخله اشتعل. لم يكن يفهم تمامًا ما يشعر به، لكنه بالتأكيد لم يكن مرتاحًا.
دخل المكتب بخطوات حادة، وصوته يحمل نبرة توتر:
حسام: “أحمد، ما عندكش شغل تعملوه ولا إيه؟”
أحمد بابتسامة هادئة: “شغلي ماشي، بس قولت أفك ليلى شوية.”
حسام بنبرة حادة: “سيبها تركز في شغلها.”
نظر أحمد إلى حسام بدهشة، ثم تمتم وهو يهم بالخروج:
أحمد: “يا رب صبرني على ما ابتليتني به.”
ضحكت ليلى بخفة وهي تقول لحسام:
ليلى: “ما تهدى على نفسك شوية يا عم! مش مستاهلة كل ده.”
حسام وهو ينظر إليها بحدة: “ركزي في شغلك بدل الكلام الفاضي ده.”
رفعت ليلى حاجبها بسخرية وقالت:
ليلى: “بقولك إيه يا باشا البشوات، خلاص! هدي أعصابك.”
حسام بصرامة: “ما تحاوليش تستفزيني يا ليلى. أنا مش في مود هزار.”
ليلى: “ولا أنا في مود أوامر، على فكرة!”
المكتب – تصاعد التوتر:
وقف الاثنان يتبادلان نظرات حادة، وكأنهما في معركة صغيرة لا يعرف أحد كيف ستنتهي. لكن قبل أن يتطور الأمر أكثر، قررت ليلى أن تنهي النقاش وقالت بنبرة هادئة:
ليلى: “بص يا حسام، أنا عارفة إنك دايمًا مشغول ومتوتر، بس ده مش معناه إن كل الناس لازم تستحملك. حاول تريح نفسك شوية.”
نظر حسام إليها بصمت لبضع ثوانٍ، ثم قال بجفاف:
حسام: “ما تضيعش وقتك بالكلام. عندك تقرير لازم تجهزيه.”
تركت ليلى المكتب بعد فترة، وعقلها مزدحم بالأسئلة حول تصرفات حسام. بينما هو، جلس بمفرده في مكتبه، يشعر بأنه فقد السيطرة على مشاعره لأول مرة منذ سنوات.
كانت تلك اللحظة نقطة تحول صغيرة، لكنها مليئة بالتوتر الذي سيستمر في تشكيل العلاقة بينهما في الأيام القادمة.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوتار العشق)
التعليقات