التخطي إلى المحتوى

 رواية قلب اخضر الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)


رواية قلب اخضر الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)

القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد 

البارت التاسع عشر

 وسافرت معه للقاهرة فى اليوم التالى وما ان دخلت البيت ووجدت اناقته وذوقع العالى الا وشعرت بقلة ذوقها فشتان بين غرفتهاهناك والبيت هنا 

 ابتسم الحاج صالح عندما راها تتامل المكان وقال هذا ذوق ابنى ايوب 

 ليلى / ذوق رفيع حقا 

 الحاج صالح وهو يتفاخر بابنه / ابنى ايوب كامل الاوصاف فى كل شىء 

 اوامت بنعم دون ان تتطرق للحديث عنه 

 مر اسبوع اشترت ليلى ازياء كثيرة وذهبت لاشهر مراكز التجميل حتى خرجت انسانه اخرى وعمدت للبس عدسات ملونه وفوقها نظارة طبية حتى تبدوا وكان ضعف نظرها من لون عينيها وتعلمت ايضا كل شىء فى الشركة 

 وفى اثناء جلوسها خلف مكتبها سمعت صوته والساعى يرحب به فارتعدت وخافت ان ينكشف امرها وما ان وجدته امامها وقد ظهر حقا فى منتهى الاناقة فنظرت له باشتياق فقد افتقدته كثيرا وتمنت لو ارتمت بصدره 

 اما هو فنظر اليها وجال بنظره على مظهرها وملامحها وسالها بهدوء / انتى السكرتيرة الجديدة ؟

 لم تجيبه ولكنها ردت بسؤال / من انت ؟

 ابتسم ابتسامته الجذابه مما وترها اكثر وقال / انا طارق صالح مدير لشركة 

 افتعلت الاعتذار وابتسمت ورحبت به 

 بينما دخل هو مكتبه وقد ارتسمت ملامحها امام عينه فابتسم دون ان تراه وقال فى نفسه / افضل خدمة قدمتها لى سحر ان جلبت تلك الجميلة 

 ولكن فرحته التى شاهدتها ليلى فى عينه واعجابه بها حتى انه اخذ يطلبها بمعدل كل دقيقة لتدخل اليه على قدر ما اسعدتها على قدر ما احزنتها فقد شعرت ان هذه خيانه لها فها هو زوجها يميل لفتاه اخرى وما كان حالها وهى كانت لا تزال فى القرية 

 ومع كل ذلك الاعاب الذى راته والذى اعطاها ثقة فى نفسها تبدل كل هذا عندما عاد لمنزله وتفاجا بوالده وليلى بمظهرها العادى فى انتظاره 

 طارق بصدمة / والدى ؟ ليلى ؟ ما الذى جاء بكما هل حدث مكروه ؟

 ليلى وقد توترت ولم تعرف بما تجيب فرد الحاج صالح عنها وهو مبتسم حتى يشعره ان الموضوع شىء عادى وامر مفروغ منه ان الزوجة لابد ان تكون مع زوجها فى اى مكان 

 ما ان عرف طارق من والده سبب وجودهم الا وصدم وشعر انه للمرة الثانية يجبر عليها وهذا قد ولد لديه شعور اكبر بالنفور منها فبعد ان كان بين راغب وراهب وبعد ان كان قد اخذ قرار انه لابد ان يحدد موقفه الا ان وجدها امامه دون ان يكون له الحق فى الاختيار وبعد ان كان يشتاق اليها فيسافر اصبح فاترا معها حتى وان عاملها بود 

 شعرت ليلى بالاحباط ولم تحاول ان تتكلم معه فى هذا اليوم 

 فى اليوم التالى ذهبت قبله للشركة ولم يلاحظ عدم وجودها لانها نامت فى غرفة اخرى بحجة انها وجدته غير مسرورا بوجودها 

 وعلى العكس مما تراه منه فى البيت وجدته يدخل عليها بوجه بشوش وبجاذبية فتانة فالقى عليها التحية ودخل لمكتبه ولم ينادى عليها ولكنها وجدته انه منشغلا فى بعض الاعمال ثم وجدته يامرها بطلب بعض مديرى الاقسام لعمل اجتماع هام وجلست هى جواره تدون كل شىء 

 وفى الحقيقة هى لم تنكر على نفسها انها كانت سعيدة وهى تراه بتلك الجدية فى العمل واخذت تتفاخر بينها وبين نفسها قهذا الرجل زوجى اخذت تشاهده وهو يعطى الاوامر ويشد ويلين فى ان واحد فعرفت انه يتعامل بذكاء عالى فى المواقف المختلفة ومع ذلك لم تجده ينظر لها كثيرا فهو يفصل بين العمل وبين الهراء 

 هى نفسها تعلمت منه كثيرا 

 ما ان انتهى الاجتماع الا وبدا الجميع يعودون لمكاتبهم وهمت ان تخرج فوجدته ينادى عليها باسمها دون القاب ليلى 

 ارتعدت وهو يناديها وتوقفت للحظات وعادت له / تحت امرك يا استاذ طارق 

 قام اليها واقترب منها وهو يبتسم ويقول / طارق فقط دون القاب ما دمنا وحدنا 

 تصنعت الخجل ولم ترد عليه 

 باغتها هو بالسؤال / هل لديكى مانع ان تتناولى غدائك معى؟ 

 ليلى / اسفة ولكنى لم اعتاد على التاخير و..

 قاطعها قائلا / لن اؤخركى كثيرا ولكنى اود ان ااكل معكى لعلك تفتحين نفسى فانا جائع وفى ذات الوقت لا اريد الطعام 

 ليلى / من الطيعى ان تجوع فانت منذ الصباح وانت منهمك فى عملك دون تريث 

 سحب سترته من على ظهر كرس مكتبه وقال / اذن فلترفقى بى وتقبلين دعوتى 

 لم تمر الا نصف ساعة وكانت تجلس معه ف مطعم راقى يتناولان غدائهم وكانت تاكل بخجل وفى صمت بينما هو كان جائع حقا 

 ليلى فى نفسها / لم اراك تاكل بهذا النهم من قبل ولم ارى منك مثل تلك نظرات الاعجاب 

مالى سواك وقلبى فيك اذبته

مالى غيردمعى وفيك سكبته

ما كنت اعرف الغرام وما الاسى

والشوق والتبرح حتى ذقته 

 راها تحدق فيه فغمز لها بطرف عينه وقال / ارانى قد روقت لكى 

 ليلى مباغته / لما دعوتنى لتناول الغذاء معك ولم تتناوله مع زوجتك ؟

 نظر لها متسائلا فقالت له عفوا ولكنى رايت محبس زواجك فى يدك فعرفت انك متزوج 

 نظر ليده وقد بدا ضيقه وترك طعامه ونظر اليها مليا ثم قال بحزن وكانه يود ان يخرج ما بصدره / تعرفين انها على نفس اسمك ولكن شتان بينك وبينها 

 تالمت ليلى من الكلمة فلاول مرة تشعر انها تعيش بروحين فى جسد واحد وكرهت ذاتها وكرهت هذا التمثيل والتكلف 

 اكمل هو مسترسلا / لا انكر ان زوجتى جميلة طيبة ولكنها لا تجيد فن التعامل مع شخصيتى ولم تستطيع الوصول الى ما اريده فانا اريد زوجة كاملة فى كل شىء تفهمنى قبل ان اتكلم اريد زوجة اشعر معها بالانجذاب فى كل وقت ولكنى للاسف اجبرت على وجودها فى حياتى وحاولت ان اتغافل عن هذا واراها بشخصيتها حتى اتعايش معها وحقا شعرت معها بشعور غريب لم االفه من قبل ففرحت وقلت ان احببتها ولكن سرعان ما يتبدل هذا فى لحظة كما انى سالت نفسى ان اشتقت اليها وهى بعيدة اذن فانا احببتها فارانى اشتاق لها ولكن مع ذلك ان زاد غيابها عنى لا يزداد اشتياقى اكثر بل على العكس قد اشعر بالفتور 

 عاودت وسالت نفسى ان شعرت بغيابها وانى لا اعرف العيش دونها اجدنى كذلك حقا ومع ذلك اجد انى رغم الشعور بغيابها الا انى تعايشت دونها ولم ينقصنى شىء وهذه الامور المتضادة ترجمتها عندى انى لم احبها بعد ولكن كانت طامتى الكبرى حينما وجدتنى اجبر عليها مرة اخرى ..

 اخذ يسترسل فى الحديث وكانت كل كلمة يتفوه بها تمزق قلبها الا اشلاء فقد عرفت مكانتها عنده وقيمتها ايضا وعرفت ان كرامتها قد اهدرت فقد عرفت منه ما لم يبيح به قط 

 انتهى الغداء وما ان عادت لبيتها الا وانهارت من بكاءها فها هو اعترف امامها بصفتها فى حياته اعترف حقا انه لا يحبها وانه اجبر عليها فقامت وقالت هذه هى النهاية ولن اجبر نفسى عليه اكثر من هذا وقامت بسرعة وفتحت خزانه ملابسه واخذت تبدل ملابس ليلى السكرتيرة وهى محتقرة لنفسها فكيف لها ان تحارب هى وحدها لاجله وهو يعيش حياته بكل سعادة وهو بعيد عنها انها وجدته بوجهيه وجه وهو يمطرها بكلمات اعجاب واهتمام ووجه بارد متبلد الشعور فاى عذاب هذا 

 بدات تجمع ملابسها فى حقيبتها استعدادا للرحيل ولكنها توقفت للحظة وقال لنفسها ولكن لما لم ارى ان رايه هذا رايا صحيحا فهو حقا اجبر على وليس ذنبه اننى كنت اعشقه منذ زمن فهذا قلبى انا وانا المسئوله عنه وهو يعترف انه كان ينجذب لى حقا ولكن سرعان ما يتبدل شعوره اذن فالعيب عندى انا وانا التى فشلت فى احتواءه ومن الان على ان اعدل من ذاتى فلما ل اكون ليلى السكرتيرة التى هواها فى المنزل وفى الشركة ؟

 جلست شاردة فى حيرتها لا تعرف ان كانت هى المخطاة ام  هو وظلت لفترة حتى سمعت صوت وصوله فبسرعة هندمت من حالها وتزينت وخرجت له فى ابهى صورة ورحبت به وقالت بصوت هادىء ساجهز الغداء حتى تغتسل 

 طارق وهو يقترب منها ويقبل راسها / لا عليكى فقد اكلت فى المكتب 

 ليلى بحزن / ولكنى انتظرتك 

 طارق وقد حاوطها بذراعه فقد حزن لانه تركها وحدها وقال لها مبتسما لا عليكى جهزى الطعام وساكل معكى مرةاخرى 

 وبالفعل جلس جوارها على السفرة والغريب انها وجدته يطعمها فى فمها فتوترت واستغربت فعله فهى لم تعتاد منه على ذلك ومع ذلك فتحت فمها واكلت من يده فابتسم لها وقال / لما تعجبتى ؟ وانا لم اتعجب فى اى مرة اطعمتينى فيها 

 ليلى بتوتر / ولكنك انت زوجى وهذا واجبى 

 نظر لها وقال / اريدان اتحدث معكى كثيرا فى امور كثيرة .اريد ان اتعرف عليكى اكثر فكصيرا ما اشعر انى اجهلك فلا اعرف ما تجبى وما تكرهى وما الى ذلك 

 ليلى / اسال وعلى الاجابة 

 طارق / لا اريد ان اسال فنحن لسنا فى حصة مدرسية ولكن اريد ان نتحدث ونلهو ونتشارك ختى استكشفك بنفسى 

 صمتت ليلى وقالت / ان اردت استكشافى لما طلبت منى ان تعرفنى فمن يحب يلاحظ هو كل شىء يخص حبيبه فى صمت 

 تضايق طارق منها واقتضبت ملامحه فهو لم يريد منها التجريح ولا التوبيخ فان كانت هى عشقته حقا لعلمت كما تقول بنفسها انه لم يحبها وانه يحاول ان يحبها فلما اذن لم تحتويه وتفهم ما يريده فى صمت وتبدا هى معه فقال بصوت يحمل فى نبراته مدى ضيقه / عندك الف حق ولهذا احب اضيف لردك انكى ان كنتى عشقتينى حقا لعرفتى ما بداخلى دون ان اتفوه به ثم قام من جوارها ودخل حجرة مكتبه ولم يخرج منها الا بعد فترة وما ان خرج الا ووجدته ترك المنزل وخرج يكمل ليله فى الخارج مع من يرى فيهم الاملائمة لطباعه 

 ظلت الحياة بينهم هكذا فى توتر حتى انها تاكدت ان مجيئها اليه كان بمثابه غلطة فقد اصبح التبلد بينهم طيلة الوقت هو الشىء العادى فى علاقتهم وقد فقدت حتى شعوره بالاشتياق عندما كان يسافر اليها بعد فترة غياب وفى كل تلك الفترة لم يمسها كاى زوجين وظلت هى حبيسة غرفتها  واصبحت فى حياته مجرد خادمة تقوم بشئونه ولم تعرف ان بتصرفها هذا قد حسمت حيرته فقد اعترف بينه وبين نفسه  انه لم يهواها وليس هناك امل فى ان يهواها 

 بينما على النقيض من الناحية الاخرى قد وقع اسير حب ليلى السكرتيرة ولاول مرة يشعر بهذا الشعور فقد دق قلبه حقا لها فقد كانت بالنسبة له هى الانسانة التى كان يبحث عنها فهى فى نظره مكتملة فى كل شىء فهى كانت تفهم مايريده دون ان يتفوه به كانت شيك جدا كانت مغريه كانت ذكية كانت ماهرة فى كسب كل الجولات لصالحها كانت ذكية ومثقفة وتعتز بانوثتها وتتفنن فى اظهارها دون ان ترخص من نفسها كانت لا تزيده الا اشتياقا لها ولم تكن سهلة المنال اصبحت تشغل كل عقله وترك لاجلها كل من كان يعرفهم من النساء واصبح اكثر اشراقا واكثر حبا للعمل غيرت فيه الكثير حتى انه نسى ان هناك ليلى اخرى فى بيته 

 كان فى الصباح لا يفعل اى شىء الا وهى معه وفى المساء يسهر ليله وهو يتحدث معها فى الهاتف وان كان يعلم ان من يهيم بها ما هى الا زوجته ولا يفرق بينهما سوى جدار لركض نحوها وحضنها وادخلها بين ضلوعه وكان قد علم ان معه جوهرة وجب عليه ان يصونها ولكنه عيناه كان يغشاها الضباب فلو كان اطال بصيرته لراى رائحة زوجته فى سكرتيرته ولو كان تامل ملامحها بحب يوما لراى ان ملامح سكرتيته ما هى الا ملامح زوجته ولكنه لم يحاول التمعن الا فى ملامح السكرتيرة التى تهتم بكيفية ابراز انوثتها ودلالها 

 بينما كانت ليلا تموت كل يوم وهى ترى زوجها يعشق اخرى حتى وان كانت هى ذاتها فقد سامت من العيش بشخصيتين فلا هى قادرة ان تكون ليلى السكرتيرة فى البيت لانها وجدت ان كل هذا كان بتكلف منها دون اى احساس بالحب الحقيقى ولا هى استطاعت ان تكسب قلبه بليلى زوجته

 وان كان طارق يعلم ان ليلى السكرتيرة لم تكن الا ليلى زوجته لطاب له العيش جوارها طيلة حياته وما اسعفته سعادة الدنيا كلها ولكنه لما كان يبحث عن المغريات المادية لم يبحث فى ليلى زوجته عن جانبها الاخر وان بحث لوجد ليلى السكرتيرة بكل سهوله ولكنه لم يجاهد فى التعمق فيها فطارق كانت تصفه العبارة الشهيرة

نرى ما نريد ونريد ما لا نرى 

وبين هذا وذاك نفقد قيمة ما رايناه

وتضيع فى سراب ما لم نراه

 فكن حريصا دوما الا تفقد قيمة ما تراه 

فقد يكون اجمل مما لا تراه

 او قد يكون هو الطريق لما تود ان تراه

البارت العشرون

 فقدت ليلى حبها له ولم تعد شغوفة به ولا متلهفة على وجوده جوارها وعلمت انها عشقت وهما وجمالا زائف وقد اعترفت امام نفسها انها لم تحبه من قبل ولكنها كانت مفتونه به فان كان حبها حقيقى له لما كرهت تضحيتها هذه ولما شعرت بالاستياء من نفسها بل على العكس لشعرت بالفرحة وهى تعيش بقربه ايا كانت صفتها فهذا هو الحب الحقيقى لا يعرف الا التضحية ويرضى بالقليل ولا يرى من الحبيب الا كل جميل اما الافتتان التى عاشت فيه تحت مسمى الحب فسرعان ما انكشف ورات بعينها فرق مشاعرها وهى تتغير

 ورات ان الشك ما ان تسلل اليها الا وتاكدت انها لم تعد تحبه لانها ان كانت لازالت تحبه ما تسلل لها الشك ابدا ولكن ان تملك الشك من الحبيب فانه يوقعه بين شقى الرحى فلا هو قادر ان يستمر فى حب ليس فيه وافر النصيب ولا هو قادر على الفراق وتزداد النار اشتعالا ويحرق الفؤاد 

 اخذت تتذكر علي شقيقها ومعاملته لفريدة فقد كان الحب واضح بينهم دون الحاجة الى تكلف او مجاهدة 

 وتذكرت ايضا معتز وكيف كان يعامل صفاء بحب وتودد مع ان زواجهم كان بنفس طريقتها مع طارق ولكن العيب هنا فى الشخصية فمعتز عشق صفاء فلم يرى انه مجبور عليها ولم يطلب منها ان تتكلف فوق طاقتها لترضيه بل كان يعطيها اكثر مما تعطى هى 

 اما طارق فكان على النقيض تماما من على ومعتز ومن حتى ابيه بل من اى رجل يحب فكان يبحث عن ماديات وليست مشاعر وهى  نجحت ان تعطيه الماديات فى شخصية والمشاعر فى شخصية اخرى وان كان هواها لراى انها تجمع الاثنين ولكنه كان اعمى عنها فالرجل حين يحب المراة فانما يريدها هى ولا يريد ما هو اجمل منها لانها هى هي بذاتها لا لانها امراة لا فارق بينها وبين سائر النساء

 فالخزانه  التى نراها  فارغة هى بعينها التى نراها مملؤة بالجواهر الثمينه ولكننا نخشى على متانتها وهى حاملة عامرة ولا نخشى على متانتها وهى فارغة منسية 

 وليلى كانت بالنسبة لطارق كالخزانه ولكنه راها خاليه ولذلك لم يهتم بها ولكن عندما راها فى صورة اخرى ظن انها مملؤة بالجواهر فخاف عليها وود ان يحتفظ بها للابد ويتزوجها فى حين ان ليلى هى ليلى فى الحالتين ولكن نظرته هى التى اختلفت فرات فى ليلى السكرتيرة اشياء عميت عيناه ان تراها فى ليلى الزوجة 

 ولهذا قررت بعد فترة تفكير ان تبتعد عنه للنهاية وعليها ان تحافظ على كرامتها فاما ان يرضى بها هكذا واما فلا داعى للتكلف وقررت ان تكون هى سيدة قرارها مهما كانت نتائجة فالاهم هى ذاتها التى لا تستحق منها ان تهدرها بهذا الشكل 

كنت قلبى وبروحى شاريك 

بعد ما كانت روحى فيك

معقول اضيع بايديك

لو قادر بصلى بعينيك

رفضت حبى وشوقى اليك 

وكانى ذكرى وماضى ليك 

كنت املى وخفت عليه 

واهو قلبى مات والبركة فيك

 …………

 فى اثناء ذلك كان ايوب قد عاد الى البيت فى اجازة قصيرة لا تتجاوز الثلاث ايام وحتى فى تلك الاجازة لم يسعفه القدر ان يرى ليلى فقد علم ما فعله والده وانها ذهبت لزوجها فامل ان تنجح فى تجربتها 

 الحاج صالح لابنه / اتمنى ان تنجح زوجة اخيك فى مهمتها فانا خائف ان فشلت فانها سترفض ان تكمل معه وما اخشاه ليس تجديد الحرب بين العائلتين ولكن لان ذلك سيتبعه خراب بيت اخيك معتز وبيت اختك فريده وكلاهما مستقرين فى عيشتهما 

 كما ان اهم ما يحزننى ان اخاك ان فقدها فقد فقد اكبر نعمة فى حياته فهى نعم الزوجة الصبورة التى تسعى لان تحافظ على بيتها وزوجها ولا تضنى اى جهد فى سبيل نجاحها فى ذلك 

 ايوب وهو يركز فى ما يقوله اباه / ان كانت كما تقول فاتمنى من الله ان يكملها لهم بالذرية الصالحة فهذا انسب ما يجعله يتمسك بها فانا اعرف طارق لن يتحمل ان يتربى ابنه فى كنف غيره واعلم ايضا انه حنون جدا ووجود طفل صغير سغير من افعاله 

 الحاج صالح اتمنى ذلك 

 ايوب ركز ببصره على اخاه معتز ولاحظ خدمته لزوجته ولاحظ دلالها الزائد عليه فانتابه الضيق منه وسال ابيه / منذ متى ومعتز يقوم على خدمة زوجته هكذا ؟

 الحاج صالح بضيق / انها مدللة جدا من قبل حملها ومن بعده فمن قبله كانت اختها هى من تخدمهاومن بعده اخيك هو من يخدمها 

 ايوب بضيق وعصبية / وكيف لا تنهاه عن ذلك 

 الحاج صالح / لا دخل لنا يا بنى فى شئونهم 

 ايوب بعصبية اكبر / ما معنى لا دخل لنا فى شئونهم هذا اخى ورجولته منى ورجولتى منه فكيف اسمح لرجولتى ان تصبح مداسا لامراة لا تحب الا الدلال وباعلى صوته نادى على اخيه

 معتز من الداخل ارتجف وهو يسمع صوت اخيه وقد ثارفقال لصفاء / ما الذى اثار الفهد فوالله ما يثار الا على الحق ويا ويلتى ان كنت انا سبب ثورته 

 صفاء بضيق / وما شاننا نحن به 

 كرر ايوب النداء فخرج معتز بسرعة 

 اقترب ايوب منه وقد راى ان زوجته تخرج خلفه فقال/ منذ متى وانت تقوم بعمل النساء 

 فهم معتز ما الذى اثار اخيه فقال بتلعثم / منذ ان حملت 

 ايوب / وهل قبل ان تحمل كانت تقوم بخدمتك 

 صفاء تقف خلف معتز وقد سرت بجسدها قشعريرة رهبه من ثورته 

 معتز / كانت اختها هى من تقوم بخدمتها اولا ولكنى رفضت ذلك وتناقشت معها فى انها تخدمنى بنفسها 

 ايوب / اين رجولتك لتجعل زوجة اخيك هى من تخدمك واين قوامتك على زوجتك فكيف تقول انك تناقشت معها فهل الامر يحتاج الى مناقشة ؟

 صمت قليلا وكانه يهدا من ثورة نفسه بينما تمنى معتز ان يصمت لانه قد استصغر نفسه امام اخيه فهو عنده كل الحق فيما يقول 

 بينما اكمل ايوب قائلا /  اسمع يا معتز ليس من العيب ان يخدم الرجل امراته بل ويساعدها يدا بيدا فى كل شىء وليس من العجب ان رايتنى امدح هذا الرجل فهنا تكمن قوامته اذ انه قادر على القيام بعمله ومساعدتها فى اعمالها  ولكن ليس معنى هذا ان تنسى امراته واجباتها الحقيقية حتى تعتقد ان الزوج هو المسئول عن خدمتها وليس العكس

 وما كنت ساحادثك فى هذا بل وجدت انه من التطفل ان اتدخل فى شئونك الداخليه ولكن ما حركنى هى رجولتى والتى انت جزء منها فانا لا اعتبرك الا ابنى قبل ان تكون شقيقى الاصغر وقد وجد صدرى وضاق وانا ارى اخى الذى لم اربيه الا لان يكون رجل قوادا يتنازل عنها بكل سهولة بل واراه ممتنا بهذا 

 ونظرت الى زوجتك فلم اجد فيها عيب او علة تمنعها من القيام بخدمة زوجها وانا لم اطلب منك ان تجهدها بل اقول الاعمال البسيطة الخاصة بل واقلها طعاملك وغسل ملابسك وصدقنى ان رايت ان حملها يعجزها عن ذلك ما كنت تكلمت بل وكنت انا قبل من يعينها ولكنى رايتها تهتم بنفسها كامل الاهتمام ووجدتها تتدلل باكثر مما ينبغى 

 وكان من الاولى ان تنظر لاختك فهى فى نفس المراحل التى تمر بها زوجتك ومع ذلك تقوم كل ما يخص امور زوجها وقد كنت فى زيارتها ووجدت علي يساعدها ولكنها كانت قبله وكانت لا تقبل مساعدته الا فيما تعجز هى عنه وانا ايضا ايدتها وقلت له ما قالته هى قبلى 

 ظل معتز ناظرا ارضا لا يقوى على رفع عيناه فى مقابلة اخيه بينما شعرت صفاء بان زيادتها فى الدلال قد انقلبت عليها واصبحت مصدر للسخط فظهر على ملامحها الضيق ودخلت غرفتها دون ان تعلق على شىء 

 اقتربايوب من اخيه وامسكه من كتفيه وصمت للحظه فقد شعر بخذلان اخيه وهو لم يرد هذا فحزن على حاله ةقال بحنان اخ اكبر ارفع راسك ايها الرجل الصغير فانا لم اقصد خذلانك ولا احب هذا ولكنى دوما اريد ان اراك رجل قوى الشكيمة . اريد ان اشعر ان هناك كتف قوى جوارى يسندنى قبل ان اقع  وهذا ما كنت اربيك عليه ولما وجدت العكس اردت ان ارجعك لصوابك وليس لخذلانك هكذا . ارجوك ارفع راسك 

 نظر له معتز وابتسم بخجل منه فاحتضنه ايوب وقال وهو يشد عليه / سابقى لك الاب الثانى مهما طال بى العمر والاب يظل يعطى نصائحه لولده مهما طال به الزمن لانه ببساطة لا يراه الا طفله الصغير وعليك انت ان تتحمل قسوتى عليك ففى قسوتى يكمن حنانى

 ابتسم له معتز وقال / انا ليس فى حاجة لتبرر لى هذا ولكنى خجلت من نفسى فقد جردتنى وجعلتنى ارى نفسى امام عينى فاستصغرتها واعدك الا يتكرر هذا

 ……….

 فى القاهرة 

 ذهبت فى اليوم التالى الى الشركة وما ان وصل الا ودخلت خلفه ومعها ورقة استقالتها وما ان راها الا وصدم وتوتر فقام على الفور من خلف مكتبه ووقف امامها وقال / لما تريدين الابتعاد عنى وقد سرت اسيرك ؟ لما تودين قتل قلبى فانا ميت بدونك 

 كانت كلماته تجرحها لا تفرحها فاين كانت كلماته تلك من ليلى الحقيقة فهى لم ترى مثل لهفته تلك من قبل وهى الاحق بها الان هو يعترف انه اسيرها وان دقق النظر لعلم انها هى من كانت اسيرته ولكنه كان اعمى 

 لم تقوى على كلامه وجادهدت الا تسقط دموعها من جرح كلماته  وقالت بكذب / انا ايضا هويتك ولكن ما العمل فانت لك زوجتك وانا لابد لى ان ابحث عن احد يحبنى ويتزوجنى ولن اظل تحت ظل رجل يعشقنى فى الخفاء فقط   

 طارق بكل قوة فى الكلام / ومن قال انى اعشقك فى الظلام فقط او انى وددت هذا بل انا انتظرت لاتحقق من شعورى نحوك وها انا عندما تاكدت فانا الان اعترف بانى اريد الزواج منكى 

 لم تستطع كبح دموعها اكثر من ذلك فاى عذاب هذا فزوجها يطلب يدها للزواج وكيف وهو من الاساس مالكها 

 اعتقد هو ان دموعها دموع فرحة ولكنه كان اعمى فان دقق النظر فيها لراى انها دموع قهر وذل فما يصعب على المراة الا ان ترى العشق فى عين زوجها لاخرى حتى وان كانت هى ذاتها فهى تقبل ان يكون بينها وبين حبيبها مئات الاميال مادامت هى الوحيدة فى قلبه ولا تقبل ان يكون بينه وبينها انثى حتى وان بات فى حضنها 

 اخذت تتخيل شريط حياتها منذ ان عشقته فى صمت حتى الان يمر امام عينيها فقد رات انها كانت تعيش فى وهم اسمه احلام وامنيات ولكنها الان لا تريد تلك الاحلام حيث عاشت ما كانت تريده واقع واكتشفت ان الانسان لا يستطيع ان يعيش فى الاحلام كثيرا فقد يسامها ان طالت ولم تتحول لحقيقة وقد يسامها ايضا ان تحولت لحقيقة ولكن مريرة اذن فالاحلام لا تصح الا لبضعة ايام وان طالت تحولت لكوابيس ويرى الانسان نفسه بعد ان كان يود ان يعيش فيها طوال حياته يهرب منها ومن تنغيصاتها لانه ببساطة يكتشف ان احلامه تلك ان تحققت لواقع لاصبح واقع اليم كما عاشته هى وهنا اكتشفت انها قد نضجت ولم تعد تريد ان تعيش فى الاحلام او حتى فى ذكراها 

 قالت بصوت متحشرج وماذا عن زوجتك

تكملة الرواية من هناااااا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *