رواية أنت لي وإلا الفصل الثامن 8 بقلم نجلاء فتحي الجوهري
رواية أنت لي وإلا الجزء الثامن
رواية أنت لي وإلا البارت الثامن
رواية أنت لي وإلا الحلقة الثامنة
صوت صرخات لطفل رضيع يشدوا بجانبها، جاهدت لفتح عينيها بثقل، تشعر بألآم في كافة أنحاء جسدها، شعرت بومضة ما حدث لها لتحاول النهوض بفزع، صرخت من شدة ألأم، تحركتا بفزع نحوها يحاولان تهدئتها، شعرت بقليل من الاطمئنان عندما أبصرت وجهيهما، لمعت عيناها بالدموع لترتمي بين أحضانها تناشدها الأمان، تعالت شهقاتها بصراخ ليشعر الواقفون حولها بالقلق،
تساءلت بدموع حزنا لحالتها
روح: مالك يا “حور” إيه الحالة اللي انتِ فيها دي، إيه اللي حصل؟
ازدادت شهقاتها بعنف جعلهم ينظران لبعضهم بقلق، أما هو فكان يقف صامتا يتابع كل شيء حوله بعيني عقاب،
هدأت قليلا عندما شعرت بوجودها في منزل غريب عنها، دارت عيناها على الوجوه القلقة الملتفة نحوها، نظرت نحوهم بقلق لتشعر بالقلق، حاولت الاعتدال ببطء،
شعرت بقلقها لتسألها بقلق
حياة: “حور” مالك يا بنتِ إيه اللي حصل
نظرت لها بعيون مغرورقة بدموع، ليعاد ما حدث أمامها كشريط رعب شلّ حواسها
حور: أنا عوزة أكلم اخويا، لو سمحتي يا طنط انا عاوزة اخويا
جلست “روح” لجوارها تضمها لأحضانها
روح: إهدي يا حبيبتي أنا هكلمه ليكِ، بس فهميني فيكِ إيه بس
اقتربت منها “ناهد” تحمل الرضيعة بين يديها، تربت على كتفها
ناهد: سيبيها يا “روح” تهدا الأول وبعدين اسأليها، شكلها قلقانة،
“حور” متقلقيش يا بنتِ انتِ هنا في أمان، وده زي بيتك بالظبط، متخافيش من حاجة
تذكر الرسائل التي أرسلت إليه، ليقرر المغادرة حتى يطلع عليها
مراد: “روح” هاتي رقم “محمد” أخوها وانا هكلمه واعرفه إنها هنا وعوزة تشوفه
نهضت تبحث في هاتفها عن آخر رقم قد حادثته منه، ثوان وكانت تمليه إياه ليغادر الغرفة تاركا إياها معهم،
تحرك للشرفة يطلب عدة أرقام ينتظر خلالها الرد
★________★
على الجانب الآخر كان قد وصل سريعا وصدمه هول المشهد، لما كل الأهالي مجتمعون أمام منزلهم، قابله رفيق والده يتحدث إليه وبعد بضعة كلمات ألقاها على مسامعه تحرك ركضا يصعد درجات السلم بخطوات سريعة، وجد باب شقتهم مفتوحا على مصرعيه، الأثاث ملقى بإهمال في أنحاء الصالة، الكثير من الزجاج يملأ ألأرض، وسكين المطبخ الخاص بهم ملقاة بإهمال أمام باب المنزل، انتابه هلع شديد، دخل ينادي شقيقته; لكن هيهات لم يصله ردا، ظل يبحث عنها كالمجذوب، هرع نحوه يحاول تهدئته
مصطفى: إهدى يا “محمد” قوم معايا ندور عليها، هي مش هنا انهيارك دلوقت مش في محله
خبط رأسه في الحائط خلفه وهو يهذي بألم
محمد: أنا اللي غلطان مكنش ينفع أسيبها لوحدها، مقدرتش أحميها
أمسكه بعنف يحاول إفاقته من حالة الهذيان التي سيطرت عليه
مصطفى: فوق يا “محمد” إحنا لو ملقنهاش هتكون فعلا قصرت في حمايتها، قوم معايا ندور عليها
نظر. نحوه بعيون بها لمعة حزن أليم
محمد: لو ملقنهاش ممكن تقدر تسامحني
اتسعت حدقة عينيه يحاول فهم حديثه
مصطفى: قصدك إيه
قطع حديثهم رنين هاتفه، وجده رقما غريبا ليرد سريعا
محمد: الو
أتاه صوته رزينا يتحدث بهدوء
مراد: بشمهندس “محمد” أنا ” مراد محمود زيدان” ابن عم “روح” صاحبة “حور” أختك
نهض يحاول السيطرة على صوته الذي طغت عليه بحة البكاء. ردد اسمه ليصاب الآخر بصدمة
محمد: أهلا بحضرتك يا ” مراد” بيه ايوة انا ‘محمد” في حاجة
تحدث مباشرة دون لف ودوران، فصوته يبدوا عليه أنه يبحث عنها
مراد: في الحقيقة أختك موجودة عندنا هنا في البيت مع “روح” لكنها منهارة جدا وعاوزاك تيجي لها
تحدث لصدمة وفرحة من عثوره عليها
محمد: “حور” عندكم طب أنا جاي ليها، متشكر جدا
أغلق الهاتف بسعادة وهو يخبره بما أخبره به وهاقد علم فحواه
محمد: حور عند حضرتك في البيت ممكن بعد إذنك اروح لها
تذكر سريعا قدوم زوجته وابنته لها; لكنه لم يعلم بوجود أمر أشد سوءًا
مصطفى: ازاي نسيت إنهم كانوا جايين ليها، طب يلا بينا نروح نطمن عليها
أغلق باب منزله كما هو، وغادر سريعا حتى يطمئن عليها، وداخله ألف سؤال وسؤال
★————————★
في إحدى الأماكن المهجورة، الخالية من العمار، يختبأ ذئب بشري أباح لنفسه ما ليس من حقه، كان يرتجف من الخوف والقلق كمن أصابه مس شيطاني، الهلع يرسم على ملامحه بريشة رسام أتقن التعبير، بين الحين والآخر يسترق النظر للخارج ينتظر رفيقه يطمئنه ماذا حدث، مر وقت طويل كان كدهر من الزمان، انفرج وجهه قليلا بعد ما أبصره يأتي من بعيد متخفيا في زي غريب، سحبه للداخل بعنف حتي اختل توازنه وكاد يسقط على وجهه، وجه حديثه له يساله
-طمني
-طمني ايه اللي حصل
نظر له يلهث بعنف من الركض،
-أطمنك إيه يا “عابد” دي الدنيا مقلوبة، وكملت بعم “ابراهيم” اتصل على اخوها وجه جري، وكان راجل بيه وكبرة كدة اول مرة المحه
ازدادت ضربات قلبه بعنف شديد، فما حدث سيجني على حياته لا محالة
عابد: يادي الدهية اللي انا فيها، العمل إيه دلوقت، استتي قول لي يا “سيكا” هما عرفوا مين العربية اللي خبطتها ولقوها ولا عملوا ايه متنطق
لا زال يتنفس بعنف من الخوف والقلق،
سيكا: معرفش بس اخوها دخل جري البيت وبعد شوية لقيته طالع يجري ومعاه البيه ده بس هي محدش يعرف عنها حاجة
ظل القلق والاضطراب ينموا داخله كسرطان ينتشر داخل جسده، يمهد للقضاء عليه، ظل بفكر ويفكر أين يمكم أن تكون أخذتها السيارة التي ارتطمت بها، يجب أن يجدها قبل أن تتفوه بما حدث وإلا سيقضى حياته بين القضبان لا محالة
★——————★
مر الوقت عليهم كسنوات عجاف، تسير السيارة بين الطرقات الممهدة بثلاثة، يدور عقله في فلك خطوة على وشك الحدوث، ماضي سيفتح بيبانه بعاصفة هوجاء لا يعلم لها سبيل، وإلى أي طريق سيهتدي بهم الحال، هل سيصدق الجميع كبد الحقيقة أم سيكونوا على شفا حفرة من نيران الكذب،
لفت انتباهه صور عظيم يحيط بمنزل فخم وجميل وكأنه من الأساطير، دار بعقله ما الذي حدث في الماضي حتى لاقوا هذا المصير الأليم، لما لم يكمل له والده الحقيقة، فتلك الأوراق ليست كافية ليصدقه أحد،
توقفت السيارة بعد مدة طويلة قليلا، هبط بهدوء ينتظر أن يأخذه ليرى شقيقته، ثوان وكانا يفقان بهدوء في بهو المنزل،
سأل أحد الخدم
مصطفى: فين مدام حياة والكل فين
أجابته الفتاة باحترام
– هنا كلهم فوق في اوضة الأنسة “روح” بس “مراد” باشا في أوضته
أمرها بهدوء بالمغادرة
مصطفى: خلاص اتفضلي انتِ على شغلك
أخذه وصعد للأعلى بقلق واضطراب، ثوان وكان الباب يفتح لتطل عليه من سلبت لبه، اختلس نظرات قليلة يحاول فيها لملة شتا نفسه، ليلتفت لحديثها مع والدها،
مصطفى: “حور” فين يا “روح” طمنينا هي كويسة ولا لأ ” محمد خلاص كان هيتجنن
نظرت نحوه بنظرات حالمة سيطرت عليها سريعا،
روح: هي الحمد لله كويسة بس مش راضية تقول لنا حصل ايه، وعاوزة تشوفك
أشارت لهم بيدها للدخول
-اتفضلوا ادخلوا، ماما وكمان ” حمزة” جوة وطنط ناهد، بس أبيه “مراد” في أوضته
أماء لها برأسه وتقدم خطوة يدعوه للدخول
مصطفى: تعال يا “محمد” أدخل
تقدم بخطوات بطيئة للداخل يرى شقيقته متشبسة بها بقوة، وهي منهارة من البكاء الدموع تغطي وجهها، من شدة انتباهه لشقيقته لم يلحظ نظرات السيدة التي تحمل الرضيعة،
جفلت عندما أبصرت شقيقها لتنهض ركضا ترتمي بين أحضانه وصوت شهقاتها تتعالى بقوة، انتابهم القلق الشديد عليها، حاول تهدئتها ببثه للأمان داخلها; لكنها كانت منهارة بشدة،
ظهر القلق جليا على وجوههم من حالتها تلك، حاولت الاقتراب منها ليمنعها زوجها بإشارة من يده،
عندما وجدهم على هذه الحالة أسرع نحوه يخبره بما يحدث، عدة طرقات على باب غرفته، ليفتح له سريعا
مراد: في ايه يا “حمزة” مالك
تحدث بقلق من المشهد الذي أمامه
حمزة: أخو البنت اللي خبطناها صاحبة “روح” جه وهي منهارة جامد، أنا حاسس بحاجة كدة ناحيتها وهي صعبانة عليا، تعال شوف
نظر له بعلامات استفهام كثيرة، فك شيفرتها منذ دقائق معدودة، أغلق باب غرفته وغادر معه، وجدها تبكي بانهيار بأحضان شقيقها، يحاول تهدئتها; لكنها كانت كبركان انفجر لحظة رؤيته، ظلت على حالتها دقائق معدودة حتى هدأت قليلا،
كان الجميع يشعرون بالحزن لحالتها، أما هو فكان يقف بهدوء يدرس جميع الانفعالات التي تصدر عنهم،
اقتربت “حياة” منها خوفا وقلقا يتعاظم عليها من أن تدخل في حالة من الانهيار العصبي، فقد كانت على شفا جرف هار من الوقوع به
-حبيبتي يا “حور” إهدي يا ماما كدة هتتعبي زيادة،
نظر لها بألم ينمو داخل قلبه، كان يشعر في هذه اللحظة أنه ضعيف، يحتاج لمن يشد أزره، فاض به الكيل ولم يعد يحتمل، وعندما أوشكت دمعة خائنة أن تهرب من محراب عينيه وجد يد تربت على كتفه، شعر بتيار أصاب قلبه، وكأنها تشد على قلبه، تطمئنه، شعر بحنية لم يشعر بها من قبل
– شد حيلك يا ابن عشان خاطر أختك، هديها واعرف فيها إيه
وكأن بضعة كلمات منها كانت كالبلسم، علم من تكون، ود لو ارتمى بين أحضانها يبكي ويشكي ما به من عذاب وألام; لكنه ءاثر الصمت فهذا ليس من حقه، ليعلم أن
حديثهم صحيح، يجب عليه التماسك من أجلها حتى يظهر الحق، عاد يمسك بكتفيها يبعدها قليلا حتى يتمكن من النظر لعينيها
محمد: “حور” بصيلي، أنا عاوز اعرف إيه اللي حصل لما سيبتك ونزلت الصبح، لازم تهدي وتفهميني إيه اللي حصل، أنا معاك أهه ومش هسيبك، بصي لي واحكي حصل إيه
رفعت رأسها تفتح عينيها ببطء، لتظهر حدقتيها حمراء مخصبة بالدموع، تذكرت ما حدث معها بعد رحيله،
كانت تتحدث مع صديقتها على الهاتف، تخبرها بقدومها هي ووالدتها للاطمئنان عليها، وبعد إنتهاء المحادثة، استمعت لصوت أزيز الباب، اعتقدت أن شقيقها قد عاد مرة أخرى، أخذت الهاتف وخرجت من الغرفة لتصدم بالكائن أمامها، يغلق باب المنزل، وبيده شيء ما، نظرت لهيئته التي بثت الرعب بقلبها، حاولت إظهار قليل من الشجاعة التي وأدت عندما رأت ابتسامته البشعة
حور: انتَ إيه اللي جابك هنا، اتفضل اخرج برا، وازاي دخلت أساسا
نمت ابتسامة بغيضة على شفتيه، ظهر اصفرار أسنانه نتيجة لشرب التبغ بكثرة، تقدم نحوها بخطوات بسيطة جعلتها تتراجع للخلف في خوف شديد،
عابد: جاي لك يا ست البنات، انا قلت زمانك زعلانة ولوحدك قلت اواسيك، محسوبك بيفهم وحسيس ولا إيه
ازداد العلع في عينيها بعد حديثه الدميم، لتشعر بالعجز
حور: انت بتخرف بتقول إيه، إمشي اطلع برة بدل والله العظيم هصرخ والم عليك الناس
اتقترب خطوة أخرى غير عابئ بحديثها، فداخله يريدها وكفى
عابد: وماله ده عز الطلب، أصرخي ونلم الناس علينا، ويشوفوني وانا وانت هنا لوحدنا، ونشوف هنصلح الغلط ده ازاي
تعاظم الهلع في عينيها من معرفة ما يدور بخلد هذا الحقير، إنه يريد تلفيق خطيئة لها حتى يأخذها عنوة، لا يهمه أحد، شعرت بدنو الخطر منها، فانتبهت لاقترابه الشديد منها، لتحاول الهرب من أمامه، فترتطم بالطاولة لتسقط بما عليها
علم بما تريد فعله، فقرر الاقترب منها رغما عنها
عابد: هتروحي مني فين، بصي يا ست البنات انا رايدك، ومفيش غيرك داخل مزاجي، متيجي نتجوز وانا هعمل لك اللي انتِ عاوزاه، وبلاها شغل القط والفار ده
انفلتت الدموع من عينيها خوفا على شرفها الذي يريد تدليسه هذا الحقير، حاولت الوصول للباب حتى تركض للخارج علّها تجد من ينقذها من براثن هذا الذئب
حور: ابعد عني بقلك انت اكيد مجنون، أنا يستحيل اتجوز واحد رد سجون وبتاع مخدرات، إياك تقرب مني انتَ سامع، والله لو قربت لكون مموتة نفسي
أمسكت بقطعة زجاج مهشمة، تهدده بها وتحذره من الاقتراب
حاول إثنائها عما تفعل
عابد: طب خلاص، انا أصلا كنت طالبك من عم “كارم” بس هو رفض، الصراحة مهو ملوش الحق يقبل أو يرفض وهو مش أبوك من الأساس
وكأنه طرق على رأسها بمطرقة من حديد، شعرت برأسها يدور، تحدثت بعينين متسعتين
حور: إنتَ بتقول ايه، إنتَ أكيد مجنون، ازاي تقول الكلام ده عن بابا انتَ أكيد مجنون
سار ببطء مخيف جعلها تهتز من داخلها
عابد: عارف إنك مش هتصدقي، بس دي الحقيقة، اللي انتِ فاكراهم أبوك وامك للأسف خطفوكي انتِ واخوكِ من ناس أغنية كانوا شغالين عندهم
بلغ غضبها منه أوجه، فصرخت به حتى يصمت
حور: إخرس بقول لك انتَ واحد كذاب، بتتبلى عليهم عشان أغراضك الدنيئة، انا يستحيل أصدقك، إمشي اطلع برة، بقول لك برا
هنا تعالى صراخها ليبدأ يشعر بالغضب، اقترب منها سريعا محاولا الانقضاض عليها، دفعته بكلتا يديها بقوة، سقط على الأريكة خلفه، لتسقط به، تمكنت من الركض سريعا تهبط درجات السلم تركض وعيناها تزرف الدموع دون النظر خلفها، لم تدري حتى ارتطم جسدها بسيارة ولم نرى شيء بعدها
وهنا تعالت شهقاتها تحت صدمة الجميع الذين يقفون كمن على رؤوسهم الطير، كان يستمع إليها والغضب يتعاظم داخله، ابيضت مفاصله من شدة الضغط عليها، كيف لهذا الوغد أن يتطاول عليها، رفعت رأسها بنظرات مغرورقه بالدموع، دموع تهطل تناشد بالصدق والأمان، كان يطالعها يرجوا من الله أن لا تتساءل عن صدق حديث هذا الوغد; لكنها أبطلت رجاءه
حور: “محمد” هو كذاب صح، بابا وماما هما بابا وماما؟
تعلقت نظراته بها، الخوف والقلق يلفه من حوله، الخوف يضرب قلبه، كيف يخبرها بهذه الحقيقة، أيخبرها أنهم كانوا يعيشون في كذبة كبيرة، بماذا يخبرها وهو للآن لم يتوصل لباقي الحقيقة، كان الجميع يقفون بانتظار إجابته، بداخلهم رجاء أن يكون شكهم صحيحا،
طال صمته فاتسعت عينيها بصدمة، أيعقل هذا
حور: “محمد” بالله عليك اتكلم، أنا خلاص حاسة بقلبي هيقف
كلمتان خرجا من فمه جعل الجميع يتسمرون في أماكنهم
محمد: كلامة حقيقة
★—————★
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنت لي وإلا)
التعليقات