رواية عبق الماضي الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر بقلم روز أمين
رواية عبق الماضي الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر بقلم روز أمين
و أكملت ثُريا حديثها بنبرات مٌلامة و أتهام موجه إلي الجميع ٠٠٠ كلكم وقفتم ضد رغبة حسن و لمتوة و رفضتم حتي تسمعوا وجهة نظرة في البنت اللي إختارها تكون مراته و شريكة حياته بس ل مجرد إن عيلتها مش علي مقاس عيلتكم العظيمة
كلكم بصيتم للوجهه الإجتماعيه و الماديات و العيلة و الحسب و النسب العالي ،،
و آسترسلت حديثها ب تساؤل حاد ٠٠٠ حد فيكم فكر في قلب حسن و شعورة و ألمة ؟
و أكملت ب حدة و نبرة غاضبة ٠٠٠ باصين علي الناس من بلكونتكم العاليه ليه ؟
ده بدل ما تحمدوا ربنا و تشكروة علي إنه رزقكم ب العيلة و العز و الجاه و المال ،، تقوموا تتكبروا علي خلقه و تنبذوهم بالشكل ده ؟
كان الجميع ينظر إليها بإستغراب من حالتها العصبية و التي و لأول مرة يرونها عليها بهذا الشكل
تحدثت والدتها ب هدوء و نبرة مستسلمة من بين دموعها المنهمرة علي فراق صغيرها و ألم قلبها الغير مُحتمل كلما تذكرت نظرة الحُزن و التشتت التي رأتهما داخل عيناه و هو يتحرك مُغادراً المنزل ٠٠٠ إسكتي يا ثُريا،، عيب تتكلمي كده قدام أبوكي و عمك
نظرت إليها ثُريا ب عيون غاضبة ثم هتفت متساءلة ٠٠٠ ممكن يا ماما تقولي لي أية هو العيب من منظوركم ،، هل العيب إني أتكلم و أقول إللي في قلبي و أعبر عن غضبي و رفضي ل واقع مرير و ظٌلم أتعرض ليه أخويا و أنا مش راضية عنه ؟
و أكملت بنبرة متمردة جديدة علي شخصيتها التي دائما ما كانت تتسم ب المُسالمة و الهدوء ٠٠٠ لو كان ده العيب عندكم ،، ف العيب من وجهة نظري هو إني أشوف ظٌلم بَين واقع علي أخويا و أقف اتفرج علية زي ما أنتم عملتم كده بكل هدوء ،،
و أكملت ب صياحٍ عالي متغاضية نظرات الجميع المذبهلة ٠٠٠يعني لما أخويا يتخير ما بين إنه ينسي البنت اللي عاوزها و أختارها و يسيب شغله اللي قعد كتير أوي يبني فيه و يأسسة ،، و ما بين إنه يدفن نفسه مع واحده بنت عيلة من وجهة نظركم الغريبة ل مجرد بس إن بابا عاوز كده
و أكملت بنبرة مُستائة و يأس ٠٠٠ و لو إعترض و أتمسك بحقة المشروع في الحياة ،، ساعتها يتحرم من ورثه اللي ربنا سبحانهُ و تعالي شرعهٌ له و يتمنع من زيارة أهلة و صلة رحمه باقي حياته ،، يا تري هو ده الصح من وجهة نظركم ؟!
ثم توجهت ب تساؤل جديد إلي الجميع ٠٠٠ مين اللي إداكم السلطة و الحق إنكم تقيموا الناس علي حسب لونهم و عرقهم و مستواهم المادي ؟!
ثم حولت بصرِها إلي أبيها الصامت الذي ينظر أسفل قدمية مُنكس الرأس ب شرود تام ٠٠٠ ثم أيه اللي يضمن ل حضرتك يا بابا إن أخويا هيرتاح في عيشته مع بنت الأكابر الجميلة اللي حضرتك هتختارها له دي؟
و أكملت بنبرة تشكيكية مُعترضة ٠٠٠ مش يمكن تكون جميلة الشكل من برة بس روحها ما تطاقش و لا حتي تتعاشر ، و بكدة المسكين يبقا أتحكم عليه إنه يقضي معاها عمرة كله في عذاب و نكد و حرمان ؟
نظرت إليها منال ب إستنكار و هي ترفع قامتها ب كبرياء و تعالي و تحدثت بنبرة مُقللة من تفكير ثريا و رأيها ٠٠٠ للأسف يا ثريا ،، صحيح إنت بنت عيلة المغربي و أترببتي علي إديهم و جوة حضنهم ،، بس مع ذلك ما أخدتيش من عقلهم و تفكيرهم الواعي و لو حتي جزء بسيط جداً ،،
و أكملت ب إتهام صريح ٠٠٠ مع الأسف تفكيرك كله سطحي و كلامك كله شعارات هابطة عفا عليها الزمن و ما بقاش ليها أي وجود ،، و ده شئ هيتعبك جداً في حياتك
ثم وجهت بصرها إلي صلاح مستغلة غياب عز و تحدثت مساندة إياه بنبرة حماسية ٠٠٠ أنا مع موقفك الحازم اللي أخدته مع الباشمهندس يا عمو صلاح ،، و عاوزة أقول لحضرتك إستمر فيه و إحنا معاك ،،
و أكملت ب تأكيد ٠٠٠ و أنا بأكد ل حضرتك إن حسن مش هيكمل شهر واحد و هيرجع تاني ل حضرتك و هو راضخ و موافق علي كل طلباتك و شروطك
صاحت بها مٌنيرة قائلة بنبرة حادة عالية ٠٠٠ منااال ،، مش عز قال لك قبل كده ما تدخليش في الموضوع ده ،، و لا علشان عز مش موجود هتبٌخي سمك براحتك و فكراني هسكت لك
إتسعت عيناها ب ذهول و تحدثت ب إستنكار و نفي ٠٠٠ أنا يا ماما ببخ سمي ، هي دي فكرة حضرتك عني؟
و أكملت حديثها بنبرة صوت حزينة مُدعية الإفتراء عليها ٠٠٠ هو علشان أنا خايفة علي عيلة جوزي اللي هما بقوا عيلتي و عيلة أولادي و بتمني لهم أفضل نسب يبقا ده جزائي ؟!
تحدث مُحمد ناهراً كلتاهما بعدما فاض بهِ الكيل من ثرثرتهما التي لا مكان لها علي الإطلاق الأن ٠٠٠ خلاص منك ليها ،، مش عاوز أسمع صوت واحده فيكم،، مش كفاية علينا اللي إحنا فيه
و أكمل أمراً ل جميع الموجودات بنبرة حادة ٠٠٠و يلا كل واحده فيكم تطلع علي أوضتها و سبونا لوحدنا
نظرت ثٌريا إلي عمها و كادت أن تتحدث بإعتراض ،، نظر لها عمها و تحدثت إليها عيناه و فهمت منهٌ أنهٌ يخشي علي شقيقهٌ الصامت من تلك المناقشات الحاده ،، وصلها المعني و بالفعل حزنت لأجل والدها الحبيب و عذرت حالتهُ المُشتتة ثم تحركت إلي الدرج صاعدة لأعلي بملامح وجة غاضبة و خطوات سريعة تحت نظرات أحمد الحزينه من أجلها و الذي إنتوي في قرار نفسهِ أنه سيساعد حسن ب أقصي ما لدية من إصرار كي يٌزيل عن حبيبته هَمها الذي أصابها من جراء إبتعاد شقيقها الغَالي عن منزل العائلة بتلك الطريقة الصعبة
○○○○○¤○○○○○○
داخل مدينة أسوان و بالتحديد في منزل دياب والد بسمة
كانت بسمة تجلس بجانب عائلتها و شقيقتها نورا التي أتت إليهم كي تُخبرهم بما قالتهُ أم زوجها لهما،، و بعدما قصت علي مسامعهم ما بدر من زوجة عمها من تهديدات لهما و إخبارهما لما ينتوية ذلك المنبوذ المسمي ب ناجي
هدرت والدة بسمة قائلة بنبرة حادة مُستغربة ٠٠٠ إتجننت اللي إسمها نجية دي ولا أيه؟
هو الجواز كمان بقا بالتهديد
أجابتها نورا ٠٠٠ لو شفتيها يا ماما و هي بتتكلم و تهددنا بكل جبروت و بجاحة و عينها تندب فيها رصاصة
ردت عليها سُعاد ب ملامح وجه مُحتقنة ب الغضب الحاد ٠٠٠ إنتِ هتقولي لي علي نجية سلفتي ،، هو أنا تايهه عنها و عن بجاحتها ،، دي يتفات لها بلاد يا بنتي
أما بسمة التي إتخذت من الصمت ملاذاً لها بعدما دَب الرُعب داخل أوصالها و تسلل إلي قلبها البرئ ،، إرتعب داخلها بشدة خشيةً تعرض ذاك الخارج عن القانون المٌسمي ب إبن عمها إلي الشاطر حسن الذي إلتقتهٌ بعد طول إنتظار ب خيالها و دام ل سنوات
في حين تحدث دياب ب خيبة أمل و نبرة يائسة ٠٠٠ أنا مش عارف الواد ده طالع شيطان و جاحد كدة ل مين، ده أخويا عبدالسلام الله يرحمه ما كنش فيه لا أطيب و لا أغلب منه في الدِنيا
و أكمل ب أسفٍ تام و هو يهز رأسهُ بيأسٍ٠٠٠ الله يرحمه الغلط الوحيد اللي عمله في حياتة هو إنه بعد ما زهق من تحكمات و نكد نجية ساب لها البلد كلها و سافر الأقصر علشان يشتغل هناك و يبعد عن نكدها و أرفها ،، و ساب لها العيال هي تربيهم،، و أدي النتيجة
قاطعتهُ سُعاد بإعتراض ٠٠٠ الغلط ما كانش علي عبدالسلام الله يرحمة ل وحده يا دياب،، و بعدين الواد ناجي ده من و هو عيل صغير و هو شقي و كتير مشاكل ،، ده و هو في المدرسة ما كنش بيبطل ضرب في أصحابه
و أكملت ب تفسير أكثر ل حديثها ٠٠٠ لكن هاشم ربنا يحرسه و يكمله بعقلة و يخلية لأولادة،، من يومة و هو محترم و من صُغره و هو راجل يعتمد علية
كان دياب يستمع إلي حديث زوجتة و هو يومئ لها برأسهِ ب موافقة فحقاً صدقَ حديثُها
ثم نظر إلي والدته التي تستند ب فكها علي عُكازها الخشبي و هي تنظر إلي الأمام ب شرودٍ تام و تساءل هو حائراً في أمرها ٠٠٠ ساكته ليه يا اما ،، ما تقولي لي هنعمل أيه و نتصرف إزاي في الورطة السودة اللي إحنا وقعنا فيها دي؟
أخرجت والدتهُ تنهيدة طويلة تنمُ عن مدي حُزنها وألمها الذي سكن قلبها العجوز،، و نظرت إلي ولدها ب هدوء ثم أجابته بنبرة يملؤها اليقين بالله و حكمة لم تأتِها أبداً من فراغ ، ف كل تجعيدة من تجاعيد وجهها و كفيها تعني الكثير و الكثير من تعلٌم السنين لها ٠٠٠ سيبها علي الله يا ولدي و هو سبحانهُ و تعالي كفيل ب تدبيرها و حلها
و أكملت و هي تتبادل النظر بينها و بين الجميع و تفرق عليهم نظراتها المطمئنة ل تُهدئ من روعهم الذي أصاب جميعهم جراء ذلك الحديث المؤسف ٠٠٠و علي رأي المثل ، تبات نار تصبح رماد لها رب يعدلها
نظرت بسمة إلي جدتها بوهن و القلق يسيطر علي كيانها ب الكامل ،، ف أبتسمت لها الجَدة و فتحت لها أحضانها الدافئة كي تستدعيها إليها،، و كأن الجَدة تعلم إلي مدي حاجة صغيرة نجلها الشديدة إلي ذاك الحُضن الدافئ ل تشعر داخلهُ بالأمان المُفتقد ، و ما كان من بسمه إلا الطاعة العمياء و الإسراع في الإرتماء داخل أحضان جدتها مٌطمئنة حالها بحِصنها الحَصين و تنفست عالياً و قلبها مازال مُحملاً ب الهموم
○○○○○¤○○○○○○
وصل حسن إلي محطة القطار ثم هاتف صديقهُ أشرف من الهاتف الارضي المتواجد داخل المحطة و أبلغه ب أن يقوم علي الفور ب حجز غرفه له داخل أوتيل مُناسب و ذلك كي يستقر بها طيلة إقامته الثماني أيام الباقيه من إجازته
ثم ودع عز الذي إحتضنهُ و أردف ناصحاً إياه ب إخوة و نبرة حنون ٠٠٠ خلي بالك من نفسك كويس يا حسن،، و ما تقلقش،، إن شاء الله سحابة صيف و هتعدي و بعدها الشمس تطلع و الدنيا كُلها هتنور
أخذ نفسً عميقً ثم زفرةُ بضيق مما يدلُ علي ثُقل قلبهِ المحمل بالهموم و أردف قائلاً ب نبرة يسكنها الأسي ٠٠٠ إن شاء الله يا سيادة العقيد،، إن شاء الله
تركهُ و تحرك ب إتجاههُ إلي القطار الذي أقلهٌ و أوصلة إلي محطة مصر ب القاهرة الكُبري ،، و ما أن تدلي من القطار حتي وجد أشرف ينتظرهُ و قام ب إستقبالهِ ب حفاوة ثم توجه معه إلي الأوتيل،، صعد إلي الأعلي وضع حقيبته و أفرغ محتوياتها داخل الخزانة،، و أبدل ثيابه علي عجل ثم نزل إلي أشرف من جديد و جلسا بداخل الكافيتريا الخاصة ب الأوتيل
بعد مدة من الوقت كان قد قص فيها حسن علي مسامع صديقهٌ ما دار بينهٌ و بين عائلته من مناوشات و خلافات وصلت إلي شبه طردهِ من منزل العائلة ،،
تنهد أشرف ب ضيق و تحدث بنبرة مُلامة ب ملامح وجهٍ عابس و ذلك لأجل صديقهْ الحزين ٠٠٠ و إنتَ أيه بس اللي خلاك قٌلت لأهلك إنك روحت طلبت البنت من أهلها يا حسن ،، ما أنتَ عارف أبوك و تفكيرة القديم و دماغه الناشفه !!
أجابهُ حسن بإقتضاب و يأس تملك من نبرة صوته ٠٠٠ أهو اللي حصل بقا يا أشرف ،، و بعدين أنا ما قلتش كده غير لما لقيت أبويا رافض الموضوع بشكل نهائي ، قٌلت ل نفسي لما يعرف مش هيرضا لي إني أظهر قدام الراجل الغريب مش قد كلمتي و هيراجع نفسه و أكيد هيوافق
أجابهٌ أشرف بنبرة ساخرة ٠٠٠ و أهو قفلها لك زي الدُومنا يا هندسه ،، تقدر تقولي الوقت هتعمل أيه مع أهل بسمة و هتقول لهم أية ؟
زفر بحدة و ضيق و أرجع شعر رأسه ب يده بقوة في حركة تدل علي مدي عصبيته قائلاً بنبرة يائسة ٠٠٠ مش عارف يا أشرف ،، حاسس إن دماغي وقفت مرة واحدة عن التفكير ،،
ثم أكمل بنبرة حائرة ٠٠٠ بس اللي أنا متأكد منه هو إني مش هسيب بسمه تضيع من بين إديا تحت أي ظروف ، و في نفس الوقت مش هغضب أبويا و أروح أتجوز من غير رضاه و حضوره هو و باقي العيلة
و هتحلها إزاي المعضله دي بقا يا بطل ؟ كان هذا سؤال وجههُ له أشرف مطالباً إياه بالتفسير
وضع حسن كف يده علي وجههِ و فركه بتعب و إرهاق و أردفَ قائلاً بنبرة يملؤها اليقين بالله ٠٠٠ إن شاء الله ربنا هو اللي هيحلها من عنده يا أشرف
تنفس أشرف عالياً ثم زفر بشدة ل يُخرج ذاك الهم الذي أصابه جراء ألم صديقه و تحدث بنبرة حماسية في محاوله منه لإخراجه من حالة الإحباط تلك ٠٠٠ سيبك بقا من كل الكلام ده و فوق لي كده و سيب لي نفسك يا باشا و أنا هروقك ، إحنا هنخربها إنهاردة في ديسكوهاتك يا قاهرة
تنهد بألم و أردف قائلاً بنبرة محبطة بائسة ٠٠٠ إبعد عني و سيبني في حالي يا أشرف،، أنا مش فايق ل جنانك ده
تحدث أشرف بإعتراض قائلاً ٠٠٠ لا بقولك أيه يا إبن المغربي إحنا هنخرج يغني هنخرج، ما هي مش طالبه نكدك ده خالص إنهاردة
و ضل يقنع في حسن ل تغيير رأيهُ و لكن هيهات، فهو ليس بحاله مزاجية تدعوة إلي الخروج و السهر في تلك الأماكن التي لم يكن هو من روادها بالأساس
بعد مده ودع أشرف و صعد من جديد إلي غرفته التي إحتجزها ، أخذ حمامً دافئً كي يُزيل عنه حزنه و توترة و لو قليل،، و خرج من المرحاض و توجه إلي تخته رامياً جسدهِ فوقهُ بإهمال ، تسطح علي ظهرة و ضل ينظر إلي سقف الغرفة مُدققاً به و كلما نظر بهِ و تعمق أكتر رأي وجه بسمته أمامه و هي تبتسم له بهدوء و كأنها تُطمئن روحه و تبثُ بها الطمأنينة
ضل علي ذلك الوضع حتي إقترب الليل علي وشك الإنتهاء و بعدها وقع صريعً للنوم و ذلك من شدة أرقهِ من كثرة التفكير
يُتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل السابع عشر
بعد مرور يومان داخل مدينة أسوان
كان ناجي و والدته يجلسون داخل منزلهم الفخم بأساسهِ الفاخر و الذي كونهُ بأموال نهب و سرقة أثار و حضارة البلد و بيع تاريخها العظيم ،، إستمعا معاً إلي صوت جرس الباب ل يعلن عن وصول زائر
تحدثت نجية ب كبرياء منادية بأعلي صوتها علي تلك العاملة ٠٠٠ بت يا نرجس ،، شوفي مين علي الباب
في حين تحدث ناجي إلي والدته ب فخرٍ ٠٠٠ البهوات جاي لهم ضيوف بعد يومين و عاوزين ياكلوا مشلتت و ملوحه يا أم ناجي ،، عاوزك تخلي البنات يعملولهم مشلتت ما داقوش زيه طول حياتهم
ضحكت و أجابته بسعادة و إنتشاء ٠٠٠ بس كدة من عيوني يا غالي،، إنت تؤمر إنتَ و البهوات
و كادت أن تٌكمل حديثها لولا دلوف تلك الغاضبة التي تحدثت بصوتها الهادر و هي تنظر إليه ب عيون حادة تطلق شزراً ٠٠٠إنتَ عاوز أيه مني بالظبط يا ناجي !!
و ما أن رأي وجهها المُنير أمامهُ حتي إنتفض قلبهُ و دقَ بوتيرة عالية،، و وقف منتصب الظهر و قد إلتمعت عيناه ب بريق العشق عندما رأي بسمته أمامه في منزله ،، فكم تمني أن يُدلفها إلي هنا ك عروس حاملاً إياها ببن ساعديه القويتان
تمالك من حالهِ إلي أبعد الحدود كي يُخرج صوتهُ بثبات ثم تحدث إليها بنبرة أهدي و أرق مما هو عليه صوته الطبيعي ٠٠٠ إبتسام ،، ده أية المفاجأة الحلوة دي،، نورتي دارك يا بنت عمي
حدقت به و عيونها تطلق شزراً و أردفت قائله بنبرة غاضبة حادة ٠٠٠ دي مش داري و لا عمرها هتبقي يا ناجي،، و ده اللي إنتَ مش قادر و لا عاوز تفهمة طول المدة اللي فاتت دي
براحة علي نفسك شوية يا سنيورة ل يطق لك عِرق و لا يجري لك حاجة ،، مالك داخلة علينا زي الفرسة المطلوقة إللي مش لاقية لها خيال يشكمها و لا يلمها كدة ليه ؟
كانت تلك كلمات وجهتها نجية إلي إبتسام و هي ترمقها بإستهزاء و تحادثها بنبرة ساخرة
هدر بها ناجي بنبرة صوت عالية حاده ٠٠٠ أمااااا ،، ما لهوش لازمه الكلام بتاعك ده
ثم حول نظرة إلي تلك الغاضبة و تحدث و هو يتأكل جسدها ب عيناه مُمرراً بصرة علية من أعلاها لأسفلها ٠٠٠ الغالية تعمل و تقول كل اللي علي كيفها و يحلالها،، و أنا أستحمل دلالها و يبقا علي قلبي أحلا من الشهد كمان ،،
و أكملَ ب غمزة وقحة من عيناه و هو يٌشير علي جسده بيداه رافعُ قامتهٍ لأعلي بتفاخر ٠٠٠ و إن كان علي خيالها موجود و يسد عين الشمس ،، بس دلال الغالية ليه حٌكم علي قلبي !!
لوت نجية فاهها بعدم رضي عن أفعال و أقوال ولدها العاشق و لكنها لم تستطع صد حديثه أو إعتراضه خشيةً غضبته،، ف كظمت غيظها داخل قلبها عِنوةً عنها !!
أما بسمه فقد رمقته بنظرة مٌقززة حين رأت نظراته القذرة و هي تُمشط جسدها بتمني
و أردفت قائلة بنبرة حادة ٠٠٠ طب إسمعني بقا كويس يا ناجي علشان أنت خلاص،، الذوق ما بقاش يجيب نتيجة معاك و لازم تفوق ،،
و أكملت بنبرة صادمة له و هي ترمقهُ بنظرة إشمئزاز ٠٠٠ لازم تعرف كويس أني عمري ما حبيتك و لا حتي شفت فيك فارس أحلامي و الراجل اللي بتمني أكمل عمري معاه،، و عمري ما فكرت إني ممكن أتجوزك و لو إنتَ أخر راجل في الكون ده كله يا ناجي أنا أفضل إني أقعد باقي عمري من غير جواز علي إني أربط إسمي بإسم واحد زيك
ثم نظرت إلي والدته و أكملت بنبرة غاضبة و هي تُشير إليهم بسبابتها ٠٠٠ و أوعي خيالك المريض يصور لك إن تهديدك إنتَ و أمك لأهلي هيهزني و يخليني أغير رأيي و أوافق علي الجواز منك ،، بالعكس ،، ده خلاني مٌصرة علي رفضك أكتر و أكتر بعد ما شفت وشوشكم البشعة و بجاحتكم
و أكملت ل تشعل روحه و تُنهي لهُ أية أمال مُتبقية داخلهُ ٠٠٠ و بعدين أنا مش فاهمه إنتَ بتفكر إزاي بجد ،، أنا و خلاص إتخطبت ل راجل محترم و بيكسب ماله من الحلال ،، و موافقة علية و هو عاوزني،، و قبلها رفضت عرضك ست مرات
و أكملت و هي تنظر إلي عيناه بقوة و إشمئزاز ٠٠٠ أية ،، ما فهمتش من رفضي المٌتكرر ليك إني ما بقبلكش و مبطقش حتي أشوفك قدامي ؟
كان يستمع إلي حديثها القاتل ل قلبهِ و رجولتهِ بجسدٍ يشتعل و ينتفض و صدرٍ يعلو و يهبط من شدة غضبهِ،، بصعوبة بالغة تمالك من حالهِ و سيطر علي غضبة كي لا يتهور و يُحزنُها ،، و أكثر ما أشعل جسدهِ و جعل روحهُ تتألم هو ذِكرها إلي ذاك الشاب السكندري بهذا التفاخر و التباهي،،
نظر لها ثم تحدث إليها بفحيح ك فحيح الافعي ٠٠٠ قولتي كل الكلام اللي في نفسك يا مالكة القلب و الروح ،، إسمعي بقا أخر الكلام و مِسكٌة و ركزي كويس أوي فية علشان أنا مش هعيدة تاني ،،
ثم أسترسلَ حديثهُ بشرٍ و هو يُشير إلي حالة بثبات و تأكيد ٠٠٠ من الآخر كدة و علشان تريحي نفسك و تريحيني معاكِ،، لازم تتأكدي إنك مش هتكوني ل حد غيري و اللي هيفكر بس يمسك و لا يقرب لك أنا هبعته في رحلة مستعجلة للأخرة
جحظت عيناها من تهديدهٌ الصريح ثم نظر هو بعيون تطلق شزراً و أكمل بنبرة غاضبة ٠٠٠ مفيش راجل غيري هيلمسك يا غاليه و لو ده حصل هيبقا أكيد علي جُثتي ،، و لو كنتي خايفة علي المهندس ده بجد ،، إبعدية عنك علي قد ما تقدري،،
و أكمل مُهدداً بشر ٠٠٠و إلا و رحمة أبويا الغالي أبعته لأهلة في إسكندرية متحمل في صندوق خشب
نظرت إليه و تحدثت بقوة زائفة عكس ما بداخلها من رٌعبٍ و أرتجاف ٠٠٠ إتكلم علي قدك و ياريت تعرف حجمك كويس يا ناجي ،، و لو كنت فاكر إنك هتتعرض للباشمهندس و تضايقة و هو هيقف يتفرج عليك تبقا غلطان ،،
و أكملت بنبرة إستفزت بها داخلهُ ٠٠٠و يكون في معلومك ،، حسن من عيلة كبير أوي و معروفة في كل إسكندرية،، و لا أنتَ و لا شلة الحرامية اللي حواليك دول تقدروا عليها
نظر لها و أبتسم بتسلي مٌتحدثً ٠٠٠ بكرة نشوف مين فينا اللي هيقدر علي التاني يااااا ،، يا قلب ناجي من جوة
إرتعب داخلها من نظراته الغريبة و تحركت سريعً متجهه إلي الخارج تحت نظرات ذاك المستشاط التي إشتعلت النيران بقلبه حين لمح رعبها و قلقها علي ذاك الدخيل ،، و أكثر ما جعل الغل و الحقد يستوحشان بداخلة هو نطقها لإسمه بكل هذا الدلال و التفاخر
ضغط علي كف يده بغيظٍ و غل حتي أبيضت يده و برزت عروقها من شدة غضبهِ
حين تحدثت إلية نجية بنبرة حادة غير راضية عن كُل ما جري أمامها و لكنها فضلت عدم التدخل إمتثالاً لأوامر ولدها ٠٠٠ انا مش عارفة إنتَ ليه ماسك في البومة اللي مش عوزاك دي و مصمم عليها ، من قلة البنات يعني،، طب شاور بس بصباع إيدك الصغير و أنا أجيب لك ست ستها ، و في خلال شهر واحد أكون مجوزاك أجمل و أحلا بت فيكي يا أسوان و أقهرها هي و أمها و جدتها و أعرفهم قيمتهم بجد
نظر إلي والدته بهدوء و تحدث بنبرة حنون لرجٌل عاشق حتي النُخاع ٠٠٠ بسمة ملهاش زي علشان يبقا لها ست يا أم ناجي ، بسمة ست البنات كلهم و اللي تُملكة ما فيش حُرمة غيرها تعرف تديهولي
و أكمل بإستكانة و هو يجلس فوق مقعدهِ الوثير مرةً أخري ٠٠٠ كل ما في الموضوع إنها عارفة غلاوتها عندي و إنها مالكة القلب و الروح علشان كده بتدلل عليا و ده حقها يا أما
وحك ذقنهِ و تحدث و هو يمرر لسانه فوق شفته بإشتياق و نشوة ٠٠٠ و يليق لها الدلال بنت دياب
كانت تنظر إليه بغضب و نار الغيرة تشتعل داخل صدرها ل حالة العشق الواصل لها ولدها ، لوت فاهها بإعتراض و فضلت الصمت كي لا يُصيبها غضبه و يمنع عنها تدفق الأموال الكثيرة التي يغمرها بها طيلة الوقت
○○○○○○¤○○○○○○
مرت خمس أيام علي أخر مكالمة تحدث بها حسن إلي بسمة و بدأ القلق يقتحم عالمها و يتسلل إلي داخلها من إبتعادة و إنسحابه من وسطها بهذا الشكل المفاجئ
كان الليل قد أسدل بستائرهِ مٌنذٌ وقتٍ بعيد،، و عم الهدوء و السكون علي المكان ، صعدت إلي سطوح منزلها ثم رفعت وجهها إلي السماء تنظر إلي ذاك القمر المٌنير حيث إكتمالة بليلة النصف من الشهر العربي
نظرت إلي القمر و نجومهٌ اللامعة المنتشرة حولهٌ تقتبس من نورهٌ و تتراقص حوله فرحَ ،، و بدون سابق إنذار نزلت دموعها الساخنه تجريان علي وجنتيها ، جففتهم بكفوفها الرقيقة و بدأت ب محادثة حالها بقلبٍ يتمزق ألماً
ماذا دهاك خَليلي ،، أحقاً تخليتٌ عني مثلما تحدثٌني و تلومني نفسي السيئه ؟
أيمكن أن يكون غرامك لي مجرد نزوة و أنتهت ؟
لا ،، لا عاشقي و مبتغاي،، لا تفعلها أرجوك ،، سأصاب بالجنونِ حتماً إذا تأكدت ظنوني
ثم رفعت وجهها و نظرة إلي السماء و بدأت بمناجات خالقها و مولاها بتوسل و تضرٌع ،، و من لنا سوي الله لنلتجأ إليه حين نضيعٌ من أنفٌسنا و تتقطع بنا السٌبل
في نفس التوقيت ب محافظة القاهرة ،،كان يقف داخل شرفة غرفته بالأوتيل ،،مٌستنداً عليها بجسده بتراخي وآستسلام ،، يناجي الله و يستعطفه كي لا يتركهٌ وحيداً بذاك الطريق الصعب
حدث حالة بأسي ،،،
تٌري كيف هو حالٌكِ الأنَ بدوني سمرائي ؟
أتشتاقيني و عيوني مثلما بجنونِ أنا أشتاقِ ؟
أم أنَ طول الجفاءِ و البعدِ أنساكِ ؟
أعرفٌ تماديتُ علي قلبك الرقيق بسخاءِ !
فالعفو كل العفوِ أرجوكِ مولاتي !!
أخشي محادثتك بصوتي هذا و نبراتي
و ما تحملهٌ من خٌزلانٍ و يأسٍ و حصراتِ !
ستكتشفي خيباتي من بين كلماتي !
و هذا كٌلٌ ما أخشاهٌ عليكي حسنائي !
تنهد بأسي و رفع رأسهٌ من جديد إلي السماء مناجيً الله ،،، يالله كٌن معي و بعوني و لا تتركني إلي نفسي طٌرفة عينٍ
_________________
بعد مرور إسبوع علي جميع أبطالنا
انتهت إجازة حسن و عاد من جديد إلي أسوان مٌنذٌ ثلاثة أيام و لكنهٌ أمضاهم داخل الباخرة حيث أنهٌ مازال تحت تأثير الصدمه من قرارات والده الظالمة ،، لم يستطع الذهاب إلي إبتسام و لا إلي أهلها ،،فبما سيبرر لهم عدم حضور عائلته و إتمام خطبتهٌ من تلك السمراء التي سحرته ،،فضل المكوث حتي يهدأ و بعدها يبدأ بالمواجهه ،، فقد قرر بين حال نفسه أنهٌ لم و لن يستسلم لأوامر والده و سيحاول معهُ مراراً ،، و لن يتنازل أبداً عن عشق سمرائه الذي أسَر روحة
كانت تجلس فوق سطوح منزلها،،ممسكة بتلك الحمامة البيضاء التي تؤنس وحدتها مُنذُ أن إنسحب ذاك العاشق من حياتها غير مُبرراً ، تٌطعمها بيدها و هي حزينه شارده و قد ذبل وجهها و نحل جسدها وةفقد بعض وزنه من تأثير إبتعاد الشاطر حسن عنها
و أكثر ما أحزنها و جعل الخيبات تتسلل إلي أعماق كيانها و جعلها تتأكد من تخلي حبيبها عنها هو علمها بمجيئة إلي أسوان مٌنذُ ثلاثة أيام
حيث كانت صديقتها المُقربة تهاني تتواجد داخل مطار أسوان تجاور صاحب البزار الذين يعملون به كي يستقبلان وفداً أجنبياً جاء خصيصاً من رحلتهٌ في القاهرة ل زيارة البزار و أقتناء ما يلزمهم منه ،، و بالصدفة رأت حسن يهبط من الطائرة بصحبة صديقهٌ أشرف و بالطبع أبلغت بسمه بما رأته بأم أعيُنها
و منذ ذلك اليوم و هي تنتظر أن يأتي إليها حبيبها بشغفهِ المعهود و لهفتهِ عليها و يُقدم لها مُبرراتهُ لإبتعادة المفاجئ و التي بالطبع سيقبلُها قلبها العاشق و يسامحهُ و يسترجعا معاً وصلة عشقهما من جديد و التي بالطبع ستختلف بعد إعلان خطبتهما أمام العلن،،
و لكن للأسف دائماً يَخزلٌها الإنتظار ،، و تأكدت شكوكها بأنهٌ بالفعل قد تخلي عنها و قرر نسيانها و ذبح روحها و الحكم علي قلبها بالإعدامِ بُعداً
أخرجها من شرودها صوت شقيقتها نورا التي صعدت إليها دون أن تشعر الأخيرة بها ثم تحدثت بنبرة مشفقة علي حال شقيقتها ٠٠٠ و بعدين معاكي يا بسمة ، هتفضلي قاعدة فوق السطوح ل وحدك كدة كتير ، طب إتكلمي معايا و خرجي لي اللي في قلبك و تاعبك اوي كدة،،
و أكملت بنبرة حنون ٠٠٠مش يمكن أقدر أساعدك أو حتي أخفف عنك وجعك
أخذت نفسً عميقً ثم زفرته بهدوء و تحدثت بنبرة صوت حزينه ٠٠٠ جربتي إحساس إنك تلاقي حلمك اللي عشتي عمرك كله تحلمي بيه و اللي كنتي فكراه عبارة عن خيال و مجرد أحلام يقظة ملهاش وجود،، فجأة تلاقية بيتحرك قدام عيونك و خلاص قرب منك و قربتي تلمسيه بأديكي و تحسيه و تعيشي جوة دايرته
و أكملت بعيون حزينة و ملامح وجه يشوبها الإحباط ٠٠٠ و فجأة تلاقي حلمك ده إختفي بعد ما علقك بيه و خلاكي ترسمي دنيتك اللي جايه كلها عليه ، و من غير حتي ما تعرفي أيه هي أسباب البُعد ده ،، و كأنه كان سراب ،، مجرد سراب و أختفي
تنهدت نورا بأسي ثم تحدثت إلي شقيقتها بنبرة مُعترضة ٠٠٠ طب و إنتِ ليه بتقدري البلا قبل وقوعه ، مش تستني لما يظهر و ييجي يتكلم معاكي الأول ، مش يمكن عندة أسباب شديدة و مقنعة هي اللي منعته من إنه ييجي و يقابلك؟
و أكملت بحيرة ٠٠٠ أو يمكن كلام اللي إسمة ناجي ده و تهديدة ليه قلقه و خوفه و خلاه يقرر يبعد شويه لحد ما يشوف هيرسي علي أية و يتصرف إزاي !!
نظرت لها بشراسة و تحدثت بنبرة حادة ٠٠٠ لو ده فعلاً السبب اللي خلاه يبعد يبقا ما يلزمنيش رجوعة ليا تاني و لا وجودة في حياتي من الأساس ،،
و أكملت بتأكيد ٠٠٠ علشان مش أنا اللي هحب و أتجوز راجل ضعيف و جبان
أجابتها نورا بهدوء ٠٠٠ يا بنتي بقولك يمكن ، إنتِ ليه بس مصرة تسبقي الأحداث و تحكمي علي الجدع من قبل حتي ماتسمعي منة
ردت عليها إبتسام بنبرة غاضبه ٠٠٠ و أنا بقا ما بقاش يلزمني لا كلامه و لا حتي تفسيراته ، لو كان عاوز يتكلم كان جه في التلات أيام اللي قعدتهم الباخرة علي المرسي قبل ما تتحرك في النيل
نظرت لها نورا بحزن و هي تري تألم شقيقتها و حيرتها و حزنها الذي تملك من ملامحها البريئة و تمكن من إطفاء بريقها و مَرحَها و كأنهُ حولها من فتاة عشرينية مليئة بالحيوية،، إلي إمرأة في العَقد السابع من عُمرِها فاقدة الشغف لكل متع الحياة من حولها
يُتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثامن عشر
داخل مدينة الإسكندريه
تتمدد ثٌريا فوق تختها مٌتخذه وضع الجنين و مٌنكمشه علي حالها ،،فهذا أصبح حالها مٌنذ رحيل شقيقها الغالي عن منزل العائله بتلك الطريقة القاسية
و يجاورها أيضاً أحمد بوجهٍ حزينً مهمومً لأجلها ،، حتي هو عاشقها و مبتغاها لم يستطع إخراجها من حالة الحزن و الإكتئاب اللتان أصاباها و تملكا منها بقوة ،،
تحدث أحمد و هو يٌميل عليها و يتحسس وجنتها الناعمه بأصابعهِ الغليظه المحببه لديها ٠٠٠ كفايه بقا لحد كدة يا غالية و قومي نوري الدنيا من جديد ،، مش لايق عليكي الحزن يا حبيبتي
تنفست بصمت فتحدث هو ٠٠٠ طب بلاش علشاني أنا، قومي علشان خاطر يسرا و رائف اللي كل شوية يعيط و هو شايفك راقدة ليل و نهار قدامة كدة
إستمعا إلي طرقات فوق الباب و بعدها دلفت عزيزة حاملة بين ساعديها صَنية موضوع عليها طبقً من الحَساء الساخن و بعض القطع من الدجاج المسلوق
و تحدثت إلي صغيرتها بنبرة حنون و هي تحسها علي النهوض ٠٠٠ يلا يا ثريا قومي علشان تاكلي لي لك لقمة تسندي بيها قلبك
لم تستجب لنداء والدتها و ضلت راقدة ك جثة هامدة تنظر أمامها بعيون متحجرة لا ترمش إلا قليلا و كأنها أصبحت زاهدة في الحياة
تحدث أحمد إليها بنبرة حنون مُترجياً إياها ٠٠٠ قومي علشان تاكلي يا بنت قلبي ، متوجعنيش عليكي أكتر ما أنا موجوع
نظرت إليه تتطلع إلي وجهه الذي ذبل أكثر و قد بدا عليه ظهور علامات المرض و الإرهاق
تحاملت علي حالها لأجله و أمسك هو يدها و أسندها واضعاً ظهرها علي صدره بإحتواء و قد بدأت عزيزة بإطعامها و تحدثت إليها ل تحثها علي النهوض ٠٠٠ أبوكي هيتجنن عليكي تحت يا ثُريا و كل شوية يسألني عليكِ و يقولي هي عاملة أيه الوقت
حزن داخلها لأجل والدها الغالي و التي تعشقهُ،، و لكن بنفس التوقيت ما زالت غاضبة منه للغاية لأجل ما فعله بشقيقها و جعلهُ يرحل بقلبٍ يتمزق وروحٍ مُشتته
إستمع ثلاثتهم إلي صوت مٌنيرة و هي تنطق بإسم ثٌريا من الخارج ،، تحدث أحمد بصوتهِ الهادئ يُجيبها ٠٠٠ إدخلي يا أمي
دلفت إليهم و تحدثت إلي ثٌريا بإطمئنان ٠٠٠ عاملة أيه إنهاردة يا ثٌريا ؟
نظرت إليها و تحدثت بصوتٍ ضعيفٍ واهن بالكاد يٌسمع لهم ٠٠٠ الحمدلله يا عمتي
تنهدت مٌنيرة و تحدثت بأسي ٠٠٠ دي شكلها عين جامدة و صابت البيت كله ،،
و أكملت و هي تُشير إليها بيدها٠٠٠ إنتِ و رقدتك اللي محدش عارف لها سبب دي،، و أبوكِ اللي قاعد تحت ساكت ما بيتكلمش من يوم إللي حصل ،، و جوزك و وشة و جسمة اللي يوم عن يوم بيدبلوا ، و الهم و الحٌزن اللي سكن البيت من يوم موضوع البت بتاعت أسوان دي ما أتفتح ،،
و أشارت بكف يدها علي كَتِفها و تحدثت بتأكيد ونبرة حاده ٠٠٠ أقطع دراعي من هنا إذا ما كانتش البت دي ساحرة لنا هي و أهلها
تململت ثٌريا بجلستها من كلام زوجة عمها المستفز بهذا الحديث الخالي من العقل ،، أما عزيزة فاتخذت من الصمت ملاذاً لها
و تحدث أحمد إليها بنبرة جامدة مُلامة٠٠٠ يا أمي أتقي الله و أستغفري ،، الكلام اللي بتقوليه ده تٌأثمي عليه ،، و الناس اللي إنتِ بتتهميهم دول هيبقو خصم ليكي يوم القيامة قدام ربنا سبحانة و تعالي ،،
و أكمل بتساؤل و هو ينظر داخل عيناها بتأكيد ٠٠٠إنتِ قد الوقفة مٌدانه قدام رب العالمين يا أمي ؟
أجابته والدته بإستخفاف ل حديثة ٠٠٠ و الله يا أبني إنتَ اللي غلبان و علي نياتك،، و متعرفش الناس و سواد قلوبهم ممكن يوصلهم ل أية
و أكملت بنبرة جادة و هي تتطلع إلي عزيزة ٠٠٠ الكلام خدني و كنت هنسي ، قومي يا عزيزة ساعدي ثٌريا و خليها تلبس حاجة تستر جسمها و شعرها علشان عز إتصل بدكتور و زمانه جاي في الطريق علشان يكشف عليها
إنتفض أحمد بجلسته ك من صُعق بالكهرباء و قد إشتعل داخله و تجددت نار الغيرة داخل قلبهِ من أفعال و أهتمام شقيقهُ الزائد بزوجته و تحدث بنبرة حادة غاضبة ٠٠٠ و مين اللي قال لعز يجيب دكتور ؟
هو عارف كويس إني كٌنت هجيب لها الدكتور إمبارح و ثريا بنفسها اللي رفضت و صممت ، و هو سمع الكلام ده بنفسة لأنه كان قاعد وقت ما أبويا سألني ،،
و أكمل بعيون مشتعلة ٠٠٠يبقا إسمه أيه اللي بيعملة عز ده يا أمي ؟
نظرت إليه عزيزة و تحدثت مٌستغربه حدته ٠٠٠ هو كان إية اللي حصل يستاهل غضبك ده كله يا أحمد،، ثم أيه المشكلة يا أبني لما أخوك يجيب لها الدكتور ؟
مش أحسن من رقدتها و تعبها اللي مش باين له أخر ده ؟
ثم نظرت إلية بتمعن و أكملت بنبرة لائمة ٠٠٠ و لا تكونش حابب رقدتها و رميتها قدامك بالشكل ده ؟
كان يشتعل من شدة غضبة،، بإعجوبة كظم غيظهُ و فضل عدم الرد كي لا يُزيد من الوضع سوءً
أردفت ثٌريا بتذمر قائلة بنبرة ضعيفه واهنه ٠٠٠ أنا مش عاوزة دكاترة ، و مش عاوزة أي حاجه غير إنكم تسبوني في حالي
و هٌنا إستمعوا إلي صوت عز و هو يُنادي بإسم شقيقة ،، وقفت عزيزة بسرعة و اتجهت إلي الخزانة كي تجلب إلي صغيرتها ثوبً يستٌر جسدها ،، و تحرك أحمد غاضبً إلي الخارج لإستقبال عز و الطبيب الذي جاء بصحبتهِ
و بعد مدة قصيرة تدلي الطبيب إلي الأسفل بصحبة أحمد بعد ما إنتهي من الكشف علي ثٌريا ،، إنتبه لهما عز الجالس بجانب أبيه و عمه و شقيقهُ عبدالرحمن ،، وقف سريعً و بادر بسؤال الطبيب عن حالة ثٌريا تحت إستشاطة أحمد و أشتعال ناره الحارقة داخل قلبهِ ،، ف أخبرهم الطبيب أنها تٌعاني من إضطراب نفسيٍ بسببٍ ما، لم تٌفصح عنه له ،، و أبلغهم بضرورة معرفة السبب و معالجته في أسرع وقت خشيةً من أن تسوء الحالة و تؤثر علي الجنين و صحة الأم معاً
كان صلاح يستمع إلي الطبيب بتمعن شديد و قلبهٌ ينشطر إلي نصفين ،، نصف يتمزق لأجل أولاده و ما حدث لهما من إنتكاسة ،، و الأخر يُعاند و بشدة مُستمعً إلي صوت عقلهِ اليابس الذي يٌخبرة و يحدثهُ بأن علية الثبات و الصبر قليلاً،، و بأن يَصِرٌ علي موقفهٌ الرافض و بعد مدة سيتحسن الحال إلي الأفضل بالنسبةِ للجميع بعد عودة حسن تائباً نادماً،، هكذا حدثت لهٌ نفسه المٌكابرة
________________
في الثُلث الأخير من الليل
كانت عزيزة تنزل الدرج أتيه من مسكن صغيرتها مٌتجهه إلي الأسفل حيث غٌرفتها بصحبة زوجها ،، وجدت عز يصعد لأعلي بطريقهِ لمسكنهِ
توقفت و تحدثت إليه و هي تنظر حولها بترقب ٠٠٠ بقولك إية عز ،، أنا كنت عاوزة أطلب منك خدمة
أجابها بإحترام و طاعة ٠٠٠أؤمريني يا مرات عمي
تنهدت بأسي و أردفت قائلة بنبرة هادئة ٠٠٠ الأمر لله وحدة يا أبني ،،
و أكملت بنبرة جاده هامسة ٠٠٠ بص يا عز ،، أنا عرفت إن ثٌريا طلبت منك تكلم عمك علشان تتوسط ل حسن في موضوع جوازة من البنت بتاعت أسوان ،، و أنا بصراحه لما عرفت وقتها زعلت منها و بهدلتها ،
و أكملت بأسي ٠٠٠ بس بعد اللي حصل لها هي و حسن أنا يا أبني اللي بطلب منك الوقتِ و بقول لك كلم عمك و حاول تقنعه
ثم أسترسلت حديثها بنبرة أم مٌتألمة لأجل ما حدث ل صِغارها ٠٠٠ أديك شايف بعنيك ولاد عمك و اللي صابهم ، حسن و طلوعه من البيت بالشكل ده و ثٌريا و حالتها اللي كٌل يوم في النازل،، ده غير حملها و تعبها فيه و بين خوفي و قلقي عليها ليجري لها اللي حصل لها قبل كده في ولادة رائف
و أكملت بنبرة حزينه ٠٠٠ أنا كلمت عمك بس هو كالعادة،، بهدلني و حلف عليا لو جبت له سيرة عن الموضوع ده تاني هيسيب لي البيت و يروح يبات في الإستراحه بتاعت مزرعة الخيل
كان يستمع إليها بذهنٍ متشتت و أردف مٌتسائلاً ٠٠٠ هو حضرتك عرفتي منين إن ثٌريا جت و أتكلمت معايا في موضوع حسن ؟
و أكمل بفطانة و عقل مٌخابراتي ٠٠٠ أكيد مش ثٌريا اللي جت و قالت لك بدليل إنها نبهت عليا مجبش سيرتها في الموضوع علشان إنتِ و عمي متزعلوش منها !!
إرتبكت عزيزة و تلبكت بالحديث و أجابته بمراوغة كي لا تخلف وعدها التي قطعته إلي منال ٠٠٠ عرفت من مكان ما عرفت يا عز ، مش ده المهم الوقتِ ،، المهم توعدني إنك تكلم عمك و تحاول بكل قوتك إنك تقنعه
تساءل هو بذكاء ٠٠٠ منال هي اللي قالت لحضرتك ، صح ؟
إرتبكت و أجابته بتملل ٠٠٠ يوه بقا يا عز ،، إنسي الموضوع يا أبني و أوعدني إنك هتكلم عمك
تيقن من داخله أنها منال لا غير فتحدث بوعدٍ إلي زوجة عمه بالتدخل و طمأنها قائلاً ٠٠٠ ما تقلقيش يا مرات عمي، أنا كده كده كُنت ناوي أفاتح عمي و أقنعه،، بس كُنت مستني لما الدنيا تروق و عمي يهدي من عصبيته دي شويه
و أكمل بتأكيد و أهتمام ٠٠٠ أنا بس عاوزك تركزي شوية مع ثُريا و تحاولي تخففي عنها و تخرجيها من اللي هي فيه علشان تقوم لولادها بالسلامة
إبتسمت له عزيزة بحنان و تحدثت ٠٠٠ ربنا يخليك لينا يا عز ،، طول عمرك بتحب ثُريا و بتهتم بيها و بتعتبرها أختك اللي مخلفتهاش أمك
هز لها رأسهُ بإيماء و تحركت عزيزة إلي وجهتها و صعد هو و أتجه إلي مسكنه بملامح وجه لا تُبشر بخير أبداً
دلف للداخل وجدها تجلس فوق المقعد الهزاز المتواجد ببهو الشقة ساندة برأسها للوراء و يبدو علي ملامحها الإسترخاء التام ،، تستمع إلي موسيقاها الكلاسيكية غير عابئة بكٌل ما يجري من حولها بالمنزل و لا لأحدٍ غير حالها ،، حالها و فقط
إستشاط داخلهُ من شدة برودها و أنانيتها التي تزدادُ و تتوحش بداخلها كلما مر الوقت
تحدث إليها بفحيح و نبرة حاده تنمٌ عن مدي إشتعالة و غضبة ٠٠٠ بذمتك مش مكسوفة من نفسك يا سليلة العائلات يا بنت الحسب و النسب
أفتحت عيناها بفزع تتلفت حولها و تنظر إلية،، ثم تساءلت بإستغراب ٠٠٠ فيه أيه يا عز ،، مالك داخل عليا بزعبيبك كده ليه ؟
و أكملت بكبرياء مٌقللة من شأنه ٠٠٠ الناس بتقول Bonsoir الأول و بعدين تتكلم ،، مش تفزع الناس بالشكل الهمجي ده !!
أجابها بفحيحٍ ك فحيح الأفعي و هي تهجم علي فريستها ٠٠٠ همجي ؟ طب الكلمة دي هتتحاسبي عليها بس بعدين ،، مش وقته يا منال
و أكمل مُفسراً ٠٠٠ أما بقا بخصوص مالي يا محترمة يا بنت الأصول،، فأنا هقول لك فية أية ،،
و أكملَ بعيون غاضبه تٌطلقٌ شزراً ٠٠٠فيه إني اكتشفت إن مراتي المحترمه إتسنطت عليا أنا و بنت عمي اللي جاية توسطني في موضوع أخوها
و أكملَ و هو يرمٌقها بنظرة إشمئزاز ٠٠٠ لا و مكفكيش كده و بس ، ده إنتِ كمان رايحه بكل بجاحة تفتنيها في مامتها و تقوميها عليها و إنتِ سمعاها بودانك اللي إتسنطي علينا بيها و هي بتترجاني و بتأمني إني ما أجبش سيرة إنها كلمتني علشان ابوها وأمها ما يزعلوش منها و يلوموها
و أكملَ ساخراً و هو يرمُقها بنظرة إشمئزاز ٠٠٠ هي دي بردوا أخلاق بنات الأكابر المتربيين ؟
إرتبكت بوقفتها و أنسحبت الدماء من عروقها ،، شعرت و كأن أحدهما أدلي بدلوه المُحمل بالماء البارد و سكبهٌ فوق رأسها دفعةً واحده
و لكنها و برغم ذلك قررت التبجح و الإنكار و تساءلت ٠٠٠ مين اللي قال لك الكلام الفارغ ده يا سيادة العقيد ؟
أجابها مٌستغربً بجاحتها ٠٠٠ هو المهم عندك مين اللي قال لي يا محترمة ،، ده بدل ما تتكسفي و تتداري من عملتك الرخيصه واقفه بكل بجاحة تسألي مين اللي قال لي ؟!
تساءلت بحقد و عيون تٌطلقٌ شزراً ٠٠٠ ثٌريا هي اللي قالت لك ؟
رمقها بنظرة إشمئزاز و أجابها بحسرة ملأت صدرة ٠٠٠ ياريتك تبقي في ربع عقل ثٌريا و في إتزانها و إدارتها الحكيمة للأمور
إشتعل كيانها من كلماته المقللة لشأنها التي دائماً ما تراهٌ عظيماً ، و تحدثت بحده و آستعلاء ٠٠٠ إنتَ إتجننت يا عز ، بقا عاوزني أنا ،، منال العشري سليلة الحسب و النسب ، خريجة مدارس الراهبات،، أبقي في ربع عقل اللي إسمها ثٌريا اللي بالعافيه أخدت حتة معهد
و أكملت بإشمئزاز ٠٠٠ أهو ده اللي كان ناقص يا سيادة العقيد تقارني بواحدة فاشلة و تافهه زيها
إشتعل كيانهٌ من حديثها المتعالي المٌقلل من شأن ساكنة الفؤاد و لم يشعر بحالة إلا و هو يجذبٌها من فوق مقعدها لتواجههٌ و يصفعها بكل ما أوتي من قوة لتقع أرضً صارخة علي أثر صفعتهِ القوية
خرج ياسين مٌسرعً من داخل غرفته علي صوت صرخة والدته ،، تسمر مكانهٌ من هول ما رأي ،، ف لأول مرة يري والدهُ يٌهين والدته بهذا الشكل
و لم يكتفي عز ب صفعتهِ لتلك المغرورة فأنحني علي ركبتيهِ مائلاً بجسدهِ عليها و قبض علي فكيها بحده و بات يهزها بعنف و يٌحدثٌها ناهراً إياها ب زئير ك زئير الأسد و هو ينقض علي ضحيتة بعدما فاض بهِ الكيل منها ٠٠٠ مرة تانيه لو سمعتك بتتكلمي عن أي حد من عيلتي بقلة أدبك دي هقطع لك لسانك
و أكمل بحدة مٌعرياً إياها أمام حالها ٠٠٠ فهماني يا بنت العشري يا اللي عيشه لي علي أطلال جدودك اللي ماتوا من حصرتهم بعد ما حكومة عبدالناصر حجزت علي كل أملاكم المنهوبة من الدولة و أخدوها في الإصلاح
و أكملَ بإستفزاز مٌقللاً من شأنها و شأن عائلتها ٠٠٠ واحدة زيك كانت المفروض تحمد ربنا إن إبن عيلة المغربي أغني أغنياء إسكندريه و أصلها المعروف و أملاكهم الكتيرة اللي كسبوها بشرف و عرق سنين ، فكر يتجوز واحدة زيك بعد ما أعلنتوا إفلاسكم و بقيتوا عايشين علي مرتباتكم و بتكملوا شهركم بالسلف و الديون
أسرع ياسين إلي والدته و خر جالسً علي ركبتيه بجوارها و أمسك يد والدهٌ محاولاً خلاص فك والدته منه قائلاً برجاء و هو ينظر ل عيناي والده بعيون متوسلة ٠٠٠ سيبها يا بابا علشان خاطري ،، أرجوك يا بابا
نهرهٌ عز مخاطباً إياه بحده ٠٠٠ إبعد يا ياسين و سيبني أعرفها مقامها الحقيقي علشان تفوق لنفسها و تصحي من وهم أطلال الماضي اللي عايشة عليه
تحدث الفتي إلي والدهِ برجاء ٠٠٠ أبوس إيدك يا بابا تسيب ماما ، أمي ما تستحقش منك المعاملة دي ،،
و أكمل برتابة و ذكاء٠٠٠ و حضرتك أرقي و أكبر من إنك تمد إيدك علي مراتك أم أولادك مهما كان الدافع
نظر إلي صغيره فَطِن الحديث و بلحظة فاق و وعي علي حالة من حالة الجنون التي أصابته عندما إستمع إلي حديثها المتعالي علي مالكة القلب و الروح ،،
خجل من حالة بما قام به في أثناء حضور نجلهٌ الغالي ،، فمهما كانت مستفزة و تستحق العقاب ،، و لكن كان لابد أن لا يحدث هذا أمام ياسين الذي رأي والدتهٌ تٌهان علي يد والده
نفض وجهها بعيداً بحده مٌخلصاً إياه من قبضة يده القوية و تحدث إلي تلك الباكية و هي تنظر إليه بذهول و رهبه و جسدٍ مُرنجف ٠٠٠ إحمدي ربنا إن إبنك جالك و خلصك من إيدي في الوقت المناسب
ثم وقف منتصب الظهر و تحدث إليها بحدة و جمود ٠٠٠ إسمعيني كويس و ركزي في كلامي يا بنت الناس ، يا تعيشي معايا بالإحترام و الأصول و تصوني لسانك و تحترمي الصغير قبل الكبير في عيلتي ،،
و أسترسل حديثهٌ مٌهدداً إياها بسبابته ٠٠٠ يا إما كل واحد فينا يروح لحالة ،،و زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف
و أكمل بنبرة حاده٠٠٠ و إعتبري إن ده أخر تنبية ليكي
قال كلماته تلك و تحرك غاضبً إلي خارج المسكن بأكملهٍ و أغلق خلفه الباب بحده هزت أركان الشقه ب أكملها
كانت تنظر إلي طيفه بعيون متسعه مذهوله مما رأت و أستمعت ،، من هذا الوحش الكاسر الذي تهجم عليها و هددها مٌنذٌ القليل؟
هل هذا زوجها العاقل الرزين رجٌل الدولة المحترم ؟
ألهذا الحد أغضبته و أخرجته عن شعورة ل يتحول لذاك الهمجي عديم الرحمة ؟
وضع ياسين يده الرقيقه فوق وجنة منال التي تبكي بهيستريا و أردف مهدءً إياها بنبرة حنون ٠٠٠ إهدي يا ماما أرجوكِ و ما تزعليش ، أكيد بابا عنده مشاكل في شغله و هي اللي مأثرة عليه و موتراه بالشكل دة
نظرت إلي صغيرها الحنون و بدون سابق إنذار رمت حالها لداخل أحضانهٌ الدافئة و أجهشت ببكاءٍ مرير غير مستوعبه ما فعلهٌ بها عز ، فقد كشف لها حقيقتها العارية التي طالما هربت منها،، و وضعها أمام أعيٌنها و بكل صراحة
تحدث إليها ياسين و هو يحاول تهدئتها ٠٠٠ قومي يا حبيبتي إدخلي أوضتك و أغسلي وشك و حاولي تنامي
إستمعت إلي صغيرها العاقل و بالفعل توجهت إلي غرفتها و منها إلي المرحاض لأخذها حمامً دافئً علهُ يُهدي من روعها و لو قليل
يُتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل التاسع عشر
بعد مرور خمسة أيامٍ أُخر
عادت الباخرة التي يعمل بها حسن و أستقرت إلي مرساها علي الشاطئ بعد إسبوع كانت قد قضتهٌ داخل رحلة نيلية تنقلت خلالها ما بين مدينتي أسوان و الأقصر
داخل غُرفتهِ المتواجدة بالباخرة،، إرتدي ملابسه بعدما إتخذ قرارهٌ المحسوم بضرورة المواجهه ، ف يكفيهِ هروبً إلي هذا الحد ،، وقف أمام مرأته يهندم من ملابسة و أمسك فرشاتة و بدأ ب تصفيف شعرة بعناية
دلف إليه أشرف الذي نظر إلية بإستغراب و تساءل مٌستفهماً بإهتمام ٠٠٠لابس و متشيك كده و رايح علي فين يا حسن ؟
نظر إلي صديقهٌ بجديه ثم أخذ نفسً عالياً و زفرهٌ بهدوء و أردف قائلاً بصلابه ٠٠٠ رايح أتكلم مع بسمه يا أشرف ،، و بعدها هروح ل بباها و جدتها علشان أتكلم معاهم و أفهمهم الوضع
سألهٌ أشرف بإهتمام ٠٠٠ هتقول لهم علي الخلاف اللي حصل بينك و بين أبوك ؟
أجابهٌ نافياً٠٠٠ لا طبعاً ،، أهل بسمه مش لازم يحسوا بأي حاجه ل حد ما أشوف حل مع أبويا
وافقهُ أشرف علي قرارة و تحرك حسن و ذهب إلي البزار الذي تعمل به بسمه و كلهٌ إشتياق و حنين إلي تلك الجميلة التي ما منعهُ عن رؤيتها إلا الضرورة القُصوي
خطي بساقيهِ إلي الداخل و بات يتلفت عليها بلهفة هُنا و هُناك حتي رأها تجلس فوق مقعدها المخصص لها ، و ما أن رأها أمامهُ و وقعت عليها عيناه،، كاد قلبهٌ أن يتركه و يٌسرع إليها ليحتضنها و يضُمها إلي صدرهِ بشدة،، و لو إستطاع إدخالها لداخل ضلوعهٌ كي يٌخبئها عن عيون البشر لفعلها و ما تأخر
إنتبهت تهاني إلي وجودهُ و أبتسمت بسعاده ثم تحركت سريعً إلي صديقتها الشارده لتُنبئها بحضور مُتيمها ، إنتفض جسدها و شعرت بقلبها سيقفز من بين أضلُعها حين ألتفتت إليه و لمحته يقف بطلته المُهلكه لقلبها العاشق بغرامهِ حتي النخاع
و برغم إشتياقها و حنينها الجارف إليةِ إلا أنها نظرت إليه بعيون حزينة لائمة ،، نظرت لمٌتيمة تركها عاشقٌها بمفترق الطٌرق لتتقطع سُبلها و تتوه بظلمة ليلها القاسي،، تركها لتواجة مصيرها المجهول و كأنها طفلة صغيرة تائهه بليل شِتاءٍ قارص البرودة بدون دفئ ، بدون أمان، بدون إحتواء
تقدم نحوها بخطوات مٌتباطئة تخشي المواجهة ، وقف قبالتها و تحمحمَ مٌنظفً حنجرته و أردف قائلاً بنبرة ممتزجه ما بين الخجل و لهفه العاشق ٠٠٠ وحشتيني
إبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة و أردفت متساءلة بإستهجان ٠٠٠ ده بجد ؟
أخرج تنهيدة يائسة تنمٌ عن وجع روحه و تشتتها ثم تحدث بأسف ٠٠٠ أنا أسف يا قلبي، ، أنا عارف إن الإنتظار طعمه مٌرّ،، و إني خزلتك و وجعتك أوي ،، بس و الله كان غصب عني
إلتمعت عيناها بدموع ممزوجة بالألم و الإشتياق معاً و تحدثت بنبرة مٌلامه مختنقة بعبرات الدموع ٠٠٠ و لما آنتَ عارف إن الإنتظار مٌرّ دوقتني مرارته و رضتها عليا ليه يا باشمهندس ؟!
صرخ داخلهٌ يأنٌ ألماً عندما لاحظ لمعات دمعاتها العزيزة و أستمع لنبراتها المٌختنقه ،، لعن حاله و ضعفه أمام عائلته ألاف المرات
ثم تنهد و تماسك و أردف قائلاً بترجي ٠٠٠ أرجوكِ يا بسمة ترحميني ،، أنا مش قد دموعك و لا حزن عيونك دي ،، الموت عندي أهون يا غاليه
نزلت دموعها و خرجت شهقة عنوةً عنها ،، أغمض عيناه مُتعمداً كي لا يري دموعها ،، و ألم إجتاح داخلهُ و بدأ يمزقه بشراهه ،، و قبض علي يده بحدة حتي أبيضت و ظهرت عروقها
نظرت إليه بألم لأجل حالتهِ،، و شعرت و كأن أحدهم غرس خِنجراً حاداً بداخل قلبها البرئ فتحدثت إليه كي تٌخفف من ألامه ٠٠٠ إزاي جالك قلب تسيبني كل ده من غير ما تطمني عليك و تطمن عليا ؟
نظر إليها سريعً و أبتلع لٌعابهُ و كأنهٌ كان علي حافة الهاوية وها هو قد عاد ،، و تحدث إليها بلهفه ٠٠٠ و غلاة بسمة عندي كان غصب عني
إبتسمت حتي آُنير وجهها و سعد داخلها حين إستمعت لقسمهِ بغلاوتها لدية ، نظر إليها و أبتسم و كأن الحياه رٌدت إليه من جديد بعد أن كادت أن تٌفارقه
و أردف قائلاً بتبرير ٠٠٠ هحكي لك كل حاجه يا سمرا ،، بس مش هينفع هنا ،، أنا هسبقك علي مكاننا و أستناكي هناك
إبتسمت له و أماءت بموافقه
تحرك هو إلي الخارج ليسبقها الذهاب،، و أسرعت إليها صديقتيها و تحدثت إليها أمنية بنبرة سعيدة متفائلة ٠٠٠ مش قولت لك إنه هيرجع ،، اللي يحبك و يقرب منك و يعرف قلبك و طيبته ما يقدرش يبعد عنك تاني يا بسمة
إبتسمت لها إبتسام ثم تحدثت إليها تهاني و هي تحتضنها بإحتواء ٠٠٠ إدخلي إغسلي وشك من أثار الدموع و أضحكي علشان وشك يبقا منور لما تروحي تقابلية
أماءت لصديقتيها بموافقة و بالفعل دلفت لداخل المرحاض و أغتسلت و هندمت من ثيابها إستعداداً لمقابلة مالك كيانها
و بعد حوالي نصف ساعة كانت تجاورة و تتحرك بجانبهِ بهدوء ،، و قد قص لها ما أبعدهُ عنها طيلة الفترة المٌنصهرة ،، و رفض عائلته لأمر زواجهِ من خارج محافظة الإسكندريه ،، و بالطبع لم يٌخبرها برفض عائلته لشخصها و شخص أبيها و فقرةِ كي لا يأذي مشاعرها و يٌوصل لها أي شعور سئ سيٌصيبها من حديثه
فتحدثت هي مُتساءلة بنبرة مُستفهمة ٠٠٠ يعني أهلك رفضوني من قبل حتي ما يشوفوني يا حسن ؟
أجابها بكذب لطيف مٌجملاً الحقيقة كي لا يأذي مشاعرها الرقيقة ٠٠٠ أهلي رافضين مبدأ إني أخطب خارج محافظتي يا بسمه ،، مش رافضينك لشخصك،، و دي تفرق كتير
تساءلت بنبرة حزينة و دموعٍ لمعت كحباتِ لؤلؤٍ داخل عيناها الجميلة ٠٠٠ طب و هتتصرف إزاي أيه يا حسن ؟
دقق النظر إليها و أجابها بقوة و صلابه إكتسبها من سحر عيناها ٠٠٠ مش هتجوز غيرك يا بسمه،، و الكلام ده أنا قولته لأبويا و لعيلتي كلها ،،
و أكمل بعيون صادقة و نبرة قوية ٠٠٠أنا ما صدقت إني لقيتك و مش هيبعدني عنك غير موتي
شهقت عالياً ثم وضعت يدها سريعً فوق فمهِ كي تمنعه من إكمال حديثهِ المؤلم الذي لم يتحمله قلبها العاشق ،، نظر لها بذهول من حركتها البريئه تلك ،، و بلحظه قَبلتْ شفتاه أناملها الرقيقه العطرة الموضوعه فوق شفتاه ،، قبلها برقه و أرتعبت هي و سحبت يدها سريعً حين وعت علي حالها و ما فعلته
فتحدث إليها بنبرة مٌتيمة و نظرة عاشقة ٠٠٠بحبك يا بسمه ،، بحبك و مش هسمح لأي ظروف مهما كانت تبعدك عني و تبعدني عن إمتلاكي لحضنك
نظرت إلية و أطمأن قلبها و أستكانت روحها الحائرة جراء حديثهُ الذي نزل علي قلبها ككأسٍ من شراب الليمون البارد في يومٍ صيفي حار فأنعشهُ و رواه
ضلا يتحركان و يتحدثان لوقتٍ لم يعلموا مداه من شدة سعادتهما و آندماجهما بالحديث المحبب لكلاهما
○○○○○○¤○○○○○○
في اليوم التالي
ذهب حسن إلي منزل إبتسام ،، و جلس بصحبة الجميع إلا من دياب الذي كان مٌسافراً إلي مدينة الاقصر ليقضي واجب عزاء في والد أحد أصدقائة ،،
شرح لهم حسن موقفه من التأخير و أخبرهم برفض والده فكرة زواجه من فتاه خارج محافظته و أخبرهم أيضاً أنهٌ سيُصرٌ علي موقفه أمام والده و يحاول مراراً معهُ و لم يهدأ لهُ بال حتي يُقنعهُ ،، و ما يطلبه منهم هو الصبر فقط و إعطاءة الفرصه لمجئ ذاك اليوم
نظرت إليه الجَده بعيون ثاقبه كاشفه لكٌل ما بداخلة بسلاسة،، و تحدثت بحكمة و خبرة إكتسبتهما عبر الزمن ٠٠٠ إسمع يا أبني الكلمتين دول زين و حطهم حلقة في ودانك ،، إنتَ لما جيت من الباب و طلبت يد بتنا إحنا إحترمناك و شفناك راجل مٌحترم و إبن ناس زرعوا فيك الأصول و التربية الزينه
و أكملت بتيقن ٠٠٠ و أنا أول ما شفتك قولت عليك راجل محترم ،، شفت البت و عجبتك جيت لباب بيتها و طلبت يدها من أهلها زي الشرع و الأصول ما بيقولوا
ثم أردفت لتُكمل بحديث ذات معني ٠٠٠ ليه عايز تغير الصورة الحلوة اللي خدناها عنك يا آبن الناس ؟
إبتلع لٌعابه و تحدث مستفهماً و الرعب يتسلل لداخله خشيةً أن تكون الجَده إكتشفت أمر حديثه ٠٠٠ تقصدي أيه بكلامك ده يا جدتي ؟
قصدي إنتَ فاهمه زين يا ولدي ، ملوش لزوم نفَتح في كلام هيتسبب في جروح واعرة ملهاش دوا ،،،كانت تلك هي جملة العجوز ذات الخبرة التي تيقنت أن عائلة حسن إستكبرت و تعالت عليهم و علي رِق حالهم
فأكملت بذكاء ٠٠٠ روح يا ولدي لحال سبيلك و سيبنا في حالنا ،، إحنا ناس غلابه و مش قدكم و لا من توبكم يا أبن الأكابر
نظر لها بيأس و عيون مٌتألمة ثم نظر إلي بسمه التي هبطت دموعها و نظرت مٌستعطفه جدتها التي اردفت قائلة بشموخ و عزة نفس ٠٠٠ بتنا غاليه ، و غاليه قوي كمان و لازمن اللي يطلبها يكون عارف قيمتها زين
إستعطفها راجياً ٠٠٠ أرجوكِ يا جدتي تحاولي تفهميني و تقدري موقفي و تديني فرصه أقنع فيها أهلي
أجابته بشموخ و غزة نفس ٠٠٠ أنا اللي برجوك يا ولدي تسيبنا في حالنا و تخلينا نحفظ كرامتنا و عزة نفسنا اللي محلتناش غيرهم
ثم نظرت إلي إبتسام التي شهقت بصوتٍ مسموع و أردفت الجده قائلة بنبرة جامدة ٠٠٠ إنسانا يا أبني و عيش حياتك بعيد عنينا ، إعتبر حالك مشفتناش و ممرناش علي بالك من الأساس
و لو ليا خاطر و معزة عندك تنسي إبتسام و ما تحاولش تقرب منها تاني ،
و تعمقت بالنظر داخل عيناه قائلة برجاء بعدما رأت الإعتراض بعيناة ٠٠٠ و حق العيش و الملح اللي كلناه سوا لتوعدني إنك مش هتحاول تقرب تاني من إبتسام
إتسعت عيناه بذهول و كاد أن يتحدث مُعترضً،، قاطعته الجَده بصرامه و رجاء ٠٠٠ إوعدني يا ولدي
حول بصرهْ إلي إبتسام التي بادلته نظرات الضعف و الوهن ثم وقفت و تحركت سريعً للداخل تحت صرخات قلبه المتألم لأجل كلاهما ،
ثم من جديد حول بصره إلي الجده المنتظرة الرد و أردف قائلاً برجوله ٠٠٠ أوعدك إني مش هعترض طريق إبتسام تاني بس أنا كمان عاوز منك وعد يا جدتي
ضيقت عيناها بإستغراب و أنتظرت باقي حديثهٌ بترقب و أكمل هو ٠٠٠ أنا عاوزك توعديني إن إبتسام مش هتكون لحد غيري، ، و من هنا لحد ما أجيب أهلي لحد باب بيتك يطلبوا إيد بنتكم حسب الشرع إبتسام هتبقا ليا علي حسب الوعد اللي حضرتك إدتهولي قبل كده إنتِ و عمي دياب
أغمضت الجَدة عيناها بإستسلام و أردفت قائلة بيقين ٠٠٠ اللي فيه الخير يقدمه ربنا ،، و اللي من نصيبك لابد يصيبك يا ولدي
وقف مستأذناً من الجده و سٌعاد الصامته بألم لأجل صغيرتها،، و تحرك هو بقلبٍ ينزف دمً علي فراق غاليته ،، و صوت يقينٍ داخله يُحدثهُ و يُطمئنة بأن لا يقلق و بأن بسمته ستبقي علي شفتاه هو و فقط
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور يومان علي ما حدث،، كان ناجي يتواجد داخل مخزن سري في ضواحي أسوان بعيداً عن الأعين و المارة ، يمتلكهُ مجدي حمدان رجل الأعمال المشبوة و مالك شركة الإستيراد و التصدير الذي يختبأ داخل عباءة رجل الأعمال و الذي يتخذ من شركتهِ ستاراً ليستعملها في شحن الأثار و تهريبها خارج البلاد و ذلك بعد دفع أموالاً طائلة لبعض الموظفين المرتشين بائعي ضمائرهم للشيطان و الذين يعملون بالميناء
كان ناجي يقف مُمسك بإحدي القطع الأثرية النادرة و قربها من أعين مجدي و تحدث بإنتشاء و سعادة ٠٠٠ إتفرج يا باشا و ملي عينك بجمال عروستنا الجديدة اللي مستنيه بشوق تسافر لعريسها الغالي
إتسعت أعين مجدي بذهول من جمال ما يري أمامه ، تناول تلك القطعه من يد ناجي و نظر لها بتمعن و تدقيق،، ثم أردف قائلاً بإنتشاء و سعادة ٠٠٠ حقيقي برافوا عليك يا ناجي
و أكمل و هو ينظر إلي باقي القطع التي توضع فوق المنضدة المستطيلة و تملؤها بالكامل و تحدث بإنتشاء ٠٠٠ المجموعة المرة دي مميزة و نادرة و حبايبنا اللي برة كانوا مستنيينها تظهر بفارغ الصبر
و أكمل بعيون مُتسعة بشراهه لحب المال ٠٠٠ و هيدفعوا فيها كتير،، كتير أوي يا ناجي،،
و أكمل مُحفزاً إياه ٠٠٠ و حلاوتك إنتَ و الرجالة بتوعك اللي حفروا و طلعوا العروسة و أهلها هتبقا كبيرة أوي المرة دي
تهللت أسارير ناجي و أتسعت حدقة عيناه طمعاً و جشعً و سال لُعابهِ بشدة لعشقهِ الهائل للمال و تحدث مُجاملاً و متملقً لسيدة ٠٠٠ أنا تحت أمرك دايماً يا باشا،، و صدقني أنا كل اللي يهمني هو رضاك عليا و بس
نظر له مجدي و كأنهُ إستفاق من حالة الغرام و الذهول التي يعيش بداخلها بسبب عثورةُ علي هذه المقبرة الأثرية النادرة و رجع إلي أرض الواقع ٠٠٠ كويس إنك فكرتني بكلمة رضايا عليك دي يا ناجي،
و أكمل بنظرة حادة ٠٠٠حبايبنا اللي في القاهرة باعتين لك رسالة معايا بينبهوك فيها و بيحظروك من إنك تتهور و تحاول تضايق المهندس بتاع إسكندرية ده تاني بأي شكل من الأشكال،،
و أكمل مُفسراً ليُخيفهُ٠٠٠ الولد أهله واصلين و زي ما قولت لك قبل كده إن إبن عمه ظابط مهم في المخابرات و ليه مكانته في وسطهم،، مش عايزين نزعل المخابرات مننا و ننبهم بوجودنا يا سي ناجي
ثم نظر له مُحظراً إياه بتأكيد و هو يُمليهِ ما يجب علية فعله ٠٠٠ تنسي الولد ده و تشيلة من دماغك نهائي ،، و تسيبك من بنت عمك دي كمان اللي واضح إن مش هييجي من وراها غير وجع القلب ،، عايزين نفضي لشغلنا بقا
و أكمل بطريقة خبيثة وقحة ٠٠٠ أنا مش عارف إنتَ ليه مُصر علي البنت دي بالشكل ده ، أية،، للدرجة دي البنت جامدة لدرجة إنها تشد واحد زي الطور زيك،، طول بعرض و صحة و كمان ما تخلهوش يفكر يلمس واحدة غيرها طول السنين دي كلها ؟
غلي الدم داخل عروق ناجي و آشتعلت نار غيرة قلبه من تطاول ذلك القذر في الحديث المُثير علي من ملكت الفؤاد فتحدث بحدة بالغة غير مبالي بمكانة ذاك المجدي ٠٠٠ مجدي بااااشا،، الكلام اللي بتقوله ده تطير فيه رقاب عندنا ، سيرة بناتنا خط أحمر يا باشا و ممنوع الخوض فيها بأي تلميحات
ضحك مجدي برجوله و تحدث ناظراً إلي بديع ذاك الرجل المجاور له و الذي يلازمه دائماً مثل ظلة أينما ذهب و أردف قائلاً بدعابه و غمزة من عيناه ٠٠٠ دي شكلها تستاهل فعلاً يا بديع
إبتسم بديع بطريقة ساخرة مجارياً سيده ، ثم أكمل مجدي و هو ينظر إلي ملامح ناجي التي إزدادت شراستها و تحدث بنبرة جاده ٠٠٠ سيبك بقا من الهزار ده و أسمعني كويس يا ناجي،، الباشمهندس ده تنساه نهائي و تخرجه من حسباتك علشان ما تتسببش لنفسك في مشاكل مع الناس الكبار بتوعنا،، لان الأمر جاي لك من فوق أوي و إنتَ مش قد زعلهم و قلبتهم الوحشة ، فاهمني يا ناجي !!
أجابهُ ناجي بإبتسامة ساخرة ٠٠٠ إطمن و طمن البهوات بتوعك يا باشا،، الموضوع أصلاً إنتهي و الواد شكل أهله ما رضيوش بالنسب و إتحلت من عند ربنا لوحدها
أردف مجدي قائلاً بإطراء و نبرة دُعابيه ٠٠٠ تمام كدة أوي يا ناجي، عايزين نفضي بقا لشغلنا و ننقب في الجبل أكثر علشان نخرج المساكين اللي بقا لهم ياما تحت الأرض دول،
و استرسل حديثهُ مُحفزاً إياه بطمع٠٠٠ و كمان علشان تقبض أكثر و أكثر و تعرف تزغلل عين حبيبة القلب و تخليها تعشقك مش بس تحبك
إنتشي داخل ناجي و سال لُعابه و هز رأسهُ بموافقة ذليلة لسيدهِ
يُتبع
تكملة الرواية من هنااااااااا
لمتابعة باقى الرواية زوروا قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
التعليقات