التخطي إلى المحتوى

رواية ثأر الشيطان الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان الجزء الحادي عشر

رواية ثأر الشيطان البارت الحادي عشر

ثأر الشيطان

رواية ثأر الشيطان الحلقة الحادية عشر

كانت طائرته الخاصة تحلق في سماء القاهرة .. كان يجلس بداخلها يطالع والدته النائمة بالكرسي المقابل له .. يركز في ملامحها التي ذَبُلَت وشاخَت بسبب عوامل الزمن .. مشاعره مذبذبة مابين الغضب والإنتقام وأيضًا اللهفة والإشتياق، مشاعر مختلطة تعصف به من الداخل يتمنى لو يخبرها أنه هو جواد طفلها البريء الذي تلوثت براءته وأصبح ذلك الشيطان الذي يجلس أمامها .. أغمض عينيه يتنهد بعمق .. يكفي في الوقت الحالي أن تكون والدته أمام عينيه والباقي سيتصرف به، بعد مرور عدة دقائق كان يَجُّر أمامه الكرسي المتحرك التي هي نائمة عليه يسير بإتجاه باب الفيلا التي يسكن بها، استقبلته الخادمات واللواتي سيبيقون معها لخدمتها .. وضعها على فراشها بحرص وجلس بجانبها يمسك بيدها .. يريد أن يسألها عن الكثير والكثير .. يعلم تمامًا أن كل أجوبة أسئلته عندها هي .. يريد أن يعلم من فعل بها ذلك؟ ومن والدُه؟ وكيف تركهما هكذا طوال تلك السنوات؟، بداخله الكثير لكي يسألها عنه، ظل هكذا بجانبها يمسك بيدها يمسد عليها بحنان تارة ويقبلها تارة أخرى، وأخيرًا قد تركها بعد أن قام بتقبيل مقدمة رأسها، خرج من غرفتها وقابل إحدى الخادمات وأردف بهدوء:
– خدوا بالكم منها كويس.
أومأت الخادمة تنفيذًا لأوامره ثم خرج من الفيلا ليس لديه الشجاعة الكافية لكي يخبرها أنَه طفلها، ستعلم أنه هو بمجرد إستيقاظها، لأن الخادمات سيخبرنها بذلك وسيكون مستعدا للمواجهة ولكن عندما تتريث في تفكيرها قليلًا.
كانت مرتدية منامة حريرية بحمالة رفيعة وممددةً على فراشها تنظر أمامها بشرود لقد غاب عنها جواد كثيرًا، هل يُعقل أنه تركها للأبد؟ لا إنها لا تستطيع العيش بدونه .. يكفي ماخسرته لا تستطيع أن تخسره هو أيضًا .. استفاقت من شرودها على صوت طرقات خفيفة على باب غرفتها، لم تُجِب ولم تسمح لأحدٍ بالدخول .. تريد أن تبقى وحدها .. ولكن الطارق لم ينتظر إذنها حيث قام بفتح الباب .. تحولت ملامحها إلى الدهشة والسعادة عندما وجدت جواد يقف أمامها بملامحه الغاضبة والهادئة في آنٍ واحدٍ .. ركضت صوبه لتدخل بين ذراعيه شاعرة بالسعادة.
– أخيرًا رجعت.
تشعر بالأمان وهي بين ذراعيه هكذا .. ابتعدت عنه مسافات قليلة تطالعه بابتسامة لطيفة ارتسمت على ثغرها دون إدراكها عن ما ترتديه أمامه، كان يطالعها بهدوء، هيئتها الرائعة تلك ومنامتها الحريرية الناعمة وشعرها المنسدل على كتفيها وظهرها .. لقد كان يتمنى مظهرها ذلك في بيتهما .. كان لديه الكثير من الخيالات عندما كانت حياته تقتصر عليها فقط، ولكن الآن مع الأسف تغير كل شيء! .. أبعد عينيه عنها بصعوبة وتحدث بهدوء عكس العاصفة الهوجاء التي بداخله:
– غيري هدومك عشان رايحين للمحامي، المفروض إن في ميعاد النهاردة بخصوص وصية والدك.
هزت رأسها وهي تطالعه باشتياق ولكنه تركها وخرج دون أن يتحدث بكلمةٍ واحدةٍ إضافية، بعد دقائق كانت تنزل على أدراج القصر وهي ترتدي ثوبًا أسود طويلًا بأكمامٍ وكانت تلُفُ وشاحًا شتويًا لونه أسود حول ذراعيها لعلها تشعر بالدفء قليلًا من خلاله فعلى ما يبدو أن الطقس في الخارج بارد، ولم تضع أيٌ من مساحيق التجميل في وجهها .. كانت ملامحها بريئة للغاية..
كان يطالعها بتركيز مع خطوة تقتربها نحوه .. إنها مصرة على تحطيم حصونه دائمًا .. توقفت أمامه وأردفت بابتسامة هادئة.
– أنا جاهزة.
هز رأسه ثم سبقها وتبعته في صمت .. جلسا سويًا بسيارته وحل الصمت بينهما طوال الطريق ولكن بداخلهما الكثير من الكلام والنقاشات .. ظلا هكذا حتى وصلا إلى مكتب المحامي الخاص بالسيد بهجت.
في مكتب المحامي:
جلس الإثنان بمكتب المحامي يطالعانه ينتظران حديثه .. كان جواد جالسًا بلامبالاة واضعًا قدمًا فوق الأخرى يعلم جيدًا أنه سيحدث الكثير من الحدة بينه وبين شمس اليوم.
تحدث المحامي بابتسامة وهدوء:
– طبعا أنا ماحبتش أعلن عن الوصية بتاعة بهجب بيه إلا لما تكونوا إنتوا الإتنين موجودين ماينفعش حد يكون موجود والتاني لا .. لإن الوصية دي إنتم أطراف أساسية فيها.
ظل جواد صامتًا ينتظره أن يلقي ما بجعبته .. أما بالنسبة لشمس فقد أعطت كل حواسها لما سيقوله المحامي الآن.
تنهد المحامي وقام بفتح الوصية.
– صغاري الأعزاء .. جواد وشمس أكتب تلك الوصية وأنا أعلم تمامًا أنكما لن تخذلاني فيما سأقول .. من المعروف أن شمس سترث مني كل شئ حسب شرع الله ولكن هناك بعض الأشياء قد كتبتها بإسم جواد لأنه بمثابة بُني الذي لم أُنجبه…
ظلا يستمعان بهدوء لتوزيع التركة حيث أنه من المفترض أن بهجت قام بكتابة نصف ثروته لجواد والباقي لابنته. وعلى عكس توقعات جواد كانت ملامح شمس هادئة ومبتسمة كأنها ممتنة لوالدها لأنه أدخل جواد في حياتها.
– ونيجي على آخر بند في الوصية.
أراد جواد أن يخرج من المكتب لا يريد أن يسمع ماهو البند الأخير لأنه يعلمه تمامًا .. حاول أن يتجاهل رسالة بهجت التي تركها له قبل موته .. لا يستطيع أن يعيش مع ألم قلبه مرة أخرى، يستحيل..
– تعلمان جيدًا أن أمنيتي في الحياة كانت زواجُكُمَا والذي أتمنى الآن أكثر من ذي قبل أن يتم، أتمنى أن تتزوج بشمس يا جواد، لأنني لن أطمئن عليها مع غيرك، أنا أثق بك تمامًا أنك لن تخذلني.
توقف جواد وكان سيخرج ولكن أوقفه صوت المحامي.
– جواد بيه، أتمنى إنك تنفذ وصية بهجت بيه، كان دايمًا بيعتبرك أقرب حد ليه.
توقف جواد بمكانه لعدة ثوانٍ والتفت بهدوء للمحامي متجاهلًا نظرات شمس المعاتبة له وأردف بابتسامة غامضة:
– وهو كذلك.
ثم وجه حديثه لها صارًا على أسنانه:
– اتفضلي قدامي يا مدام شمس.
شعرت بثقل داخل قلبها بسبب ابتسامته الغير مُريحة تلك، استقامت من مقعدها وتبعته .. غابت الشمس وحل محلها الظلام وأمطرت السماء مطرًا شديدًا وكانت سيارة جواد مثل السيارات الأخرى ينلن من المطر نصيبهم في الطريق المزدحم .. كانت شاردة تتساءل لماذا يتعامل معها هكذا؟ هل بتلك السرعة تغيرت طريقته معها لمجرد أن والدها سيقوم بتزويجها إياه رغما عنه؟
كان الصمت يخيم في السيارة والصوت المسموع هو صوت هطول الأمطار الشديدة بالخارج حتى قطع هذا الصمت صوتها الحزين.
– إنت مش مُجبر تتجوزني.
– أنا مابعملش حاجة غصب عني.
التفتت إليه تطالعه كان ينظر أمامه دون الالتفات نحوها ..
– أومال ليه حسيت هناك إنك مُجبر تتجوزني؟
تحدث بوقاحة قاصدًا جعلها تتألم يطالعها بنظرات غريبة:
– كنت عايز أبقى أول راجل يلمسك، مابحبش أدخل على شغل غيري، بمعنى أصح مبحبش آخد حاجة مستعملة.
شعرت بتحطيم قلبها كيف يتحدث معها هكذا؟ لقد أشعرها أنها فتاة ليل تتنقل بين ذاك وذاك!!
أردفت بثبات مانعة إطلاق صراح عبراتها وهي تطالعه:
– انت مش مُجبر تتجوزني، وبعدين المفروض تسألني عن رأيي أنا إذا كنت عايزاك ولا لا؟
أردف ببرود:
– لو مكنتيش عايزاني يبقى مكنش زمانك حضنتيني النهاردة في أوضتك وانتي لابسة قميص النوم، أنا جاهز في أي وقت حتى لو بالجواز منك مافيش مشكلة، عشان وقت ماتعوزيني أكون موجود.
ظل يطالعها يتفرس ملامحها الحزينة يعلم أنها تحاول أن تقوم بالرد عليه بأي طريقة إنها شمسُه البريئة التي يعلمها جيدًا، توقفت السيارة بإشارة مرور وهنا انتهزت فرصتها لكي تخرج من السيارة وبالفعل خرجت وتحركت بين السيارات تَركُض واستسلمت لعبراتها حيث أنها انهارت تمامًا وهي تركض أسفل المطر الشديد ابتُل وشاحها وشعرها وجميع ثيابها وهي تبكي بانهيار .. لا تدري أين تركض، لقد أصبحت يتيمة بالفعل، كانت تظن أنه مازال يُحبها، لقد خذلها كثيرًا، توقفت بأحد الممرات في الشوارع ووضعت يدها على موضع قلبها الذي ينبض شدة من ركضها وأيضًا من ألم قلبها وصرخت بألم لعل الألم الذي بداخلها يخرج مع صرخاتها تلك .. ظلت تبكي أسفل المطر الذي يهطل بغزارة، أثناء بكاءها انتبهت لمن ضمها من الخلف .. كان هو .. كانت رائحته التي تعلمها جيدًا .. لم تلتفت له ولم تتحدث، ولكنه أجبرها على الالتفات إليه ثم أردف بهدوء والمطر الغزير يُبلل شعره الأسود:
– كل حاجة وليها سبب.
تجاهلت حديثه وأردفت ببكاء:
– أرجوك، قول إن الكلام إللي انت قولتهولي في العربية ده إنك ماتقصدهوش .. جواد ماتصدمنيش فيك .. ماتخلنيش أتأكد إني يتيمة بجد، أنا كنت معتمدة على وجودك في حياتي لإني من غيرك حياتي مش هيبقى ليها لازمة، أنا لحد الآن كويسه عشان متأكدة ومتطمنة إنك معايا.
أردف وهو يطالعها:
– جرحي منك لسه زي ماهو ياشمس، قلبي عايز يكسرك زي ماكسرتيني.
– غصب عني يا جواد، أنا مكنتش أعرف ولو كنت عرفت قبلها كانت حاجات كتير اتغيرت.
– كلامنا دلوقتي مش هيغير حاجة ياشمس، إللي حصل حصل.
ابتعدت عنه ولكنه أمسك بذراعها وقربها نحوه وأردف:
– يلا عشان أروحك.
أردفت بصراخ وبكاءٍ في آنٍ واحدٍ:
– ابعد عني أنا مش عايزاك، أنا بكرهك.
ظل متمسكًا بها حاولت ابعاده عنها بكل الطرق حتى أنها صفعته على وجهه ولكنه لم يكترث ظلت هكذا تقاوم حتى خارت قواها بين ذراعيه وظلت تبكي، وهو يربت على شعرها المُبتل..
كررت كلمتها مرة أخرى وهي تدفس وجهها في صدره:
– أنا بكرهك.
ابتسم وهي بين ذراعيه وشدد من ضمته لها، تنهدت بارتياح وتشبثت بجسدة أكثر، ظل يُرَدِد مهدئا إياها:
– كل حاجة وليها سبب .. كل حاجة وليها سبب.
أردفت بصوت متحشرج:
– محتاجة أعرف أسبابك دي.
رفع وجهها بسبابته يطالعها بحب خفي:
– قريب هتعرفي، بس بعد جوازنا.
……………………………………..
في مكانٍ آخر في دولةٍ خارج مصر:
كان ماتيوس يقف بمكتبه ينتظر الخبر الذي أقلق نومه منذ أن اختفت .. اقترب منه أحد رجاله متحدثًا.
– لقد وجدناها .. إنها بمنزله وجاءتنا أنباءٌ أيضًا أنه سيتزوج قريبًا.
أردف بشر:
– سوف أجعله يموت من القهر على زوجته، لن يهنأ بها ثانية واحدة.
………………………………………
كان فيليب يقوم باصطياد الغربان في غابةٍ ما وعندما وقع غراب على الأرض اقترب نحوه وأخذ يبحث عن غيره ولكنه انتبه على إحدى الأشجار والتي تم حَفْرُ بعض الأسامي عليها وأيضًا رُسِم قلب يخرج منه سهمين كل سهم يشير لإسم .. تنهد وارتسم الحزن على ملامحه وهو يتذكر زوجته الراحلة والتي لم يجمعهما سوى عدة أشهر بعد زواجهما ثم بعد ذلك أتاه خبر وفاتها!
كانت تقوم بالنحت على الشجرة بسعادة تملك قلبها فهي وأخيرًا اجتمعت مع حبيبها .. ولكن قاطعها عن عملها ذلك هو ضمه لها وهو يقبل رأسها، تحدثت باللهجة المصرية بسعادة:
– سيبني بقا يا فيليب.
أجابها بلهجته المصرية المنكسرة قليلًا:
– مش هسيبك.
ثم أكمل بلغته:
– لا تتركيني مرة أخرى وأنا نائم هكذا لقد شعرت بالخوف عندما اختفيتي من جانبي.
التفتت إليه تطالعه بحب:
– متخفش، محدش هيخطفني منك يعني، طول مانا معاك يا فيليب أنا واثقة إني هكون في أمان.
قبل وجنتيها ثم قرب وجهه منها حيث أسند جهته على جبهتها هي الأخرى وأردف:
– سأموت لو اختفيتي مرة أخرى.
أجابته بلغته هو:
– لا تقلق حبيبي، أعدك أن لا أتركك أبدًا.
ثم عاد الإثنان ينظران للكلمات المحفورة على جذع الشجرة والمكتوب بداخل قلب قد نُحت عليها ..
Asia loves Philip””
استفاق من شروده في ذكرياته وانتبه لعبرته التي خرجت من مقلتيه .. لقد مرت حوالي خمسٌ وثلاثون عامًا على فراقها يا الله يشعر أنه كالأمس .. منذ فراقها لم يرى الشمس في حياته أبدًا .. ظل مسجونًا في أحداث اليوم الذي توفت به.
انتبه على أحد رجاله يقف خلفه ويتحدث باحترام ووقار:
– يبدو أن السيد ماتيوس منشغلٌ في الفترة القادمة .. حيث ترك بعض المناقصات المهمة، وقد وصلنا أنه سيذهب إلى مِصر في الفترة القادمة.
ارتسمت ملامح اللهفة والاشتياق عندما سمع إسم مصر والتي تذكره بالعديد من الذكريات عن زوجته المتوفاة والتي هي مصرية الجنسية..
فكر فيليب في حديث الرجل جيدًا ثم التفت متحدثًا إليه:
– راقبوه جيدًا وأَعْلِمونِي بجميع خطواته القادمة.
هز الرجل رأسه، تنهد فيليب وهو ينظر للشجرة مرة أخرى ثم عاد يرتدي عدساته الشمسية مرة أخرى وخرج من الغابة وخلفة باقي رجاله.
……………………………………….
كانت تقف أمام مرآتها ترتدي ثوبًا أبيض ولكنه ليس بثوب زفاف إحترامًا لموت والدها الذي لم يُكمل شهرٌ على وفاته، لا تُصدق تمامًا أن اليوم هو عقد قرانها هي وجواد .. لم تكن تعتقد أنها ستصل لذلك اليوم بتاتًا .. وخاصة بعد حديث جواد الجريء لها في ذلك اليوم الممطر .. ولكنه بعد ذلك أصبح لينًا قليلًا معها .. يختفي كثيرًا ولكنه على الرغم من ذلك يقوم بزيارتها لكي تطمئن، كانت صباح تقف بجانبها ترسم إبتسامة بشوشة على وجهها .. سعيدة كثيرًا لأنها صديقة العروس .. تعلم جيدًا أنهما لم يريدا أن يقوما بعمل زفاف ضخم بسبب وفاة السيد بهجت فقد إكتفيا بعقد قرانٍ يحضره المعارف فقط .. وقف جواد أمام غرفتها بالفندق شاردًا يشعر أنه في متاهة كان يتمنى شيئٍا آخر مختلف .. كان يتمنى لو يصرخ للعالم كله يخبره كنم أنه سعيد أنه سيتزوج شمسه ولكن الآن الوضع مختلف .. تزوجت غيره وطلقها منه والآن هو سيكون زوجها .. هل سيتغير شيء؟ هل ستتزوجه لأنها راغبة في ذلك؟ أم لأنها بحاجته فقط؟ .. هل تحبه؟ .. مشاعر مبعثرة تشوشه ولكنه استفاق عندما فُتِحَ الباب وكانت تقف أمامه بهيئتها الجميلة البريئة الهادئة .. كم تمنى لو استطاع أن يقوم باختطافها بعد عقد قرانهما وذلك ماينوي على فعله وسيرمي الماضي خلفه .. اليوم سيجتمعان.
أمسك بيدها مبتسمًا لها بهدوء وتحركا وخلفهما صباح تمشي بسعادة خلفهما ظلا يسيران حتى وصلا عند المائدة التي سينعقد عليها عقد قرانهما جلسا وكان الشهود موجودين ومن ضمنهم صديقه عاصم .. بدأ عقد قرانهما وفي غضون دقائق أصبحت شمس زوجته شرعًا وقانونًا، وبعد انتهاء عقد القران كان ممسكًا بيدها لم يتركها أبدًا، ولكن شمس كانت تشعر بالضيق قليلًا من فستانها، حيث أن هناك عقدة داخل الفستان تضايقها، انتبه لها عندما تركت يده حرك رأسه في استفسار .. اقتربت منه تهمس له ..
– هعدل الفستان وهاجي تاني.
هز رأسه وظل يلاحقها بعينيه حتى صعدت إلى غرفتها .. التفت إلى عاصم الذي اقترب منه وبدأ حديثه:
– ناوي على إيه الفترة الجاية؟
أردف جواد بهدوء:
– هنشوف الأيام جاية وهنعرف إيه اللي مستخبي .. وشكل الإجتماع بتاعهم قرب وهنشوف وقتها.
هز عاصم رأسه بجديه ثم وقعت عينيه على صباح التي تقف بجانب والدها ووالدتها تتحدث معهم .. ربت جواد على كتفه جعل عاصم يلتفت إليه مرة أخرى.
تحدث إليه هامسًا:
– صباح لسه صغيرة.
أردف عاصم بسخرية:
– على أساس إن مراتك مش صغيرة هي كمان؟
عقد جواد حاجبيه ونظر إلى ساعته ولاحظ تأخير شمس.
– هرجعلك تاني.
ذهب إلى غرفتها وقامت بفتح بابها ولكنه تفاجأ بأنها غير موجودة بها ذهب للحمام يبحث عنها ولكنه كان فارغًا .. شعر أنه سيُجَّن أين هي؟!
عاد للغرفة مرة أخرى وانتبه تلك المرة للثوب الذي كانت ترتديه ولكن تلك المرة كانت تملأوه الدماء! .. اقترب من الثوب والتقطه يتحسسه بهيستيريا إن الدماء حديثة، وجد به ورقة كُتِبَت بها جُملة باللغة الإنجليزية.
– “See you soon in Russia, we wish you happy marriage”
صمت يحاول أن يستوعب ماحدث لقد حدث ماكان خائفًا من حدوثه ارتجف جسده عند ذلك الاستيعاب .. لقد أخذوها منه! .. لقد حرموه منها!!، صرخ بإسمها بأقصى طاقة بداخله.
– لا .. لا .. شمس!.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ثأر الشيطان)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *