رواية غنوة يونس ( انتقام الغنوه ) الفصل الثانى والثلاثون والثالث والثلاثون بقلم سلوى عوض (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)
رواية غنوة يونس ( انتقام الغنوه ) الفصل الثانى والثلاثون والثالث والثلاثون بقلم سلوى عوض (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)
#غنوة_يونس
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 32 و33
وجيه بقلق: مالها صدفه بتبكي ليه؟
فاطمة: مش عارفة، بتقول إن جوزها متعور أو متكسر، لقوه قدام بيتهم وحالته صعبة قوي.
وجيه بغيرة: ممدوح؟ وهيّ تبكي عليه ليه؟ بعدين ده طليقها، مش جوزها!
فاطمة بخوف من عصبية وجيه: عارفة يا خالو، عارفة…
وجيه بعصبية: إديها التليفون يا فاطمة!
فاطمة: هيَّ مين؟
وجيه بغضب: إنتي مبتفهميش خالص؟ صدفه! إدي التليفون لصدفه، اخلصي!
فاطمة: حاضر، حاضر…
(تتجه فاطمة إلى صدفه وتسلمها الهاتف.)
فاطمة: خدي، خالو وجيه عاوز يكلمك.
صدفه ببكاء: معلش يا فاطنة، مجدراش اتحدَّد مع حد دلوك.
فاطمة: انتي مدركة؟ بقولك خالو وجيه اللي عاوز يكلمك!
صدفه: عارفة… بس مش جادرة اتحدَّد.
فاطمة: بتقول مش قادرة تتكلم يا خالو…
وجيه بغضب: كده طيب؟ ماشي يا ست صدفه هانم! والله عال…
(يُغلق وجيه الهاتف في وجه فاطمة.)
فاطمة مستغربة: وأنا مالي؟ واحدة مش عايزة تكلمه، يقفل في وشي أنا ليه؟!
(تذهب فاطمة إلى والدتها.)
فاطمة: الحقي يا لولو، خالو وجيه شكله متعصب على الآخر!
هالة: ليه؟
(تقص فاطمة على أمها ما حدث.)
هالة بقلق: ربنا يستر! أنا عارفة دماغ أخويا… ده مش بعيد نلاقيه طابب علينا بعد شوية!
فاطمة مستغربة: أخوكي في الصين يا حجة، يعني آخر الدنيا!
هالة: لا يا فالحه! أخويا ساب الشغل اللي في الصين لجوزك وأخوكي، وهو حالياً هو وصقر في دبي!
فاطمة بفرحة: الحق، اتصل بيه أخليه يجيبلي البرفان بتاعي!
هالة ساخرة: آه، عشان يجي يخلص عليكي؟
فاطمة: تصدقي؟ كلامك صح! هولاكو لما بيزعل محدش يقدر يتكلم معاه، لا وايه! عامل فيها خط الصعيد، وجامعلي صقر وسليم، وشكله هيعلن الحرب على اسمهم إيه دول!
هالة: طيب، بطلي هبل! عشان لو حد سمعك، هيعمل منك شاورما!
فاطمة بحماس: تصدقي؟ نفسي فيها! وبعدين المفروض صدفه تعمل الأكل اللي اتفقنا عليه!
هالة بتفكير: تفتكري صدفه ممكن تكون لسه بتحب جوزها؟
فاطمة باندهاش: يا خبر! ده هولاكو لو عرف، هيعمل منك حواوشي!
هالة: يا بنتي، اعقلي شوية! اتجوزتي وخلفتي ولسه برده مجنونة؟! ارحمني منها يا رب!
فاطمة: والله لما قلتله صدفه زعلانة على جوزها، زعقلي وقاللي “طليقها”!
هالة: هيَّ صدفه فين؟
فاطمة: في الهول برا.
هالة: وبستان وجمريه؟
فاطمة: لا، دول كل واحدة بتكلم جوزها!
هالة: طيب، متروحي تكلمي جوزك وارحميني من غلاستك!
فاطمة متأففة: هو جوزي المسكين عنده حتى وقت يكح؟! كله من هولاكو المفتري!
(تخرج هالة إلى الهول، فتجد صدفه تبكي وبجانبها مشيرة تطبطب عليها.)
هالة بقلق: مالك يا صدفه؟ كل ده عشان ممدوح؟ أنا مكنتش أعرف إنك بتحبيه أوي كده!
مشيرة باستغراب: أمرك عجيب! إزاي لسه بتحبيه بعد كل اللي عمله فيكي؟
صدفه بعقلانية: مش مسألة حب، المسألة إنه كان في بيننا عشرة، وفي ولادنا، وفي دم كمان بيننا! أنا كبرت واتربيت وسطهم، وسط ممدوح وخواته وعمتي وجوزها، أكيد يعني كانوا بيعاملوني معاملة زينة! وكمان عيشت وسطيهم كل السنين ديه! يا جماعة، اللي بيربي كلب لمؤاخذة بيزعل عليه، وما ينكرش العشرة والمعروف إلا ولد الحرام! وهما ربوني وأنا يتيمة، كان ممكن يرموني في ملجأ أو حتى يرموني في الشوارع، ومهما حصل منهم، هيفضلوا أهلي وناسي، وممدوح أبو عيالي، ومهما حصل، عيالي مربوطين بيهم!
فاطمة بسخرية: بقولك إيه يا ست أمينة رزق، أنا جوعت! وبعدين بصراحة، العقل مش لايق عليكي خالص! قومي بقى ، مش سقطتي في الامتحان؟
مشيرة : مين يا ماما ديه اللي سقطت؟ ده أنا جايبة لها خبر بملايين!
فاطمة بفضول: إيه؟ هتفتحي مطعم وتشتغلي فيه انتي وصدفه وتعملوا أكل؟ ده أنا هبقى مقيمة عندكم!
(تمسح صدفه دموعها، ثم توجه حديثها إلى زوجة خالها.)
صدفه بمزاح: يا مرت خال، اكشفي للبت ديه، شكلها عنديها حاجة في بطنها! أقولك، أحسن حاجة شربيها شيح مغلي!
فاطمة باندهاش: إيه شبح ده يا صدفه؟!
صدفه: شبح إيه؟ اسمه شيح! بنحطوه للإيفان والحشرات، زي اللي في بطنك ديتي!
فاطمة مقززة: ياااي! إيه ده؟ معدتي قلبت!
صدفه ضاحكة: انتي معدتك تقلب؟ ده انتي تاكلي القطر وتحلي بالركاب والجضيب! مسكين جوزك والله! أتاريه، ياعيني عليه، شغال ليل نهار عشان بس يكفيكي أكل!
مشيرة: بس بق انتي وهي، عاوزه أقولكم خبر الموسم!
هالة: فرحيني يا مشمش.
مشيرة: فاكرين الفستان اللي صدفه صممته لبنتي؟
هالة: آه طبعًا، ده كل أصحابها في النادي هيتجننوا عليه.
مشيرة: هو ده! أنا بقى أخدت التصميم وكل التصاميم اللي صدفه صممتها، وبعتهم لمسابقة أجمل فستان بناتي، والفستان فاز بالجائزة الأولى! ولازم بعد أسبوع صدفه تستلم الجائزة، وبعد كده فيه مهرجان هيتعمل في دبي، وبكده هيبقى عندنا خط إنتاج عالمي!
هالة: يعني هما أعلنوا؟
مشيرة: آه طبعًا، والحفلة بعد أسبوع، يعني صدفه لازم تشد حيلها معانا شويه عشان تبقى الليدي لافي.
فاطمه: ديه عاوزه سنين وسنين عشان تبقى أنثى بس.
هالة: اخرسي يا حيوانة!
صدفه: طب وحياة أمك اللي واقفة دي، قبل الأسبوع هتلاقوني سيدة المجتمعات الراقية.
_______________________________________
في الأقصر…
نجد عسران يخرج من المنزل.
عسران: ملجيتش أستاذ يونس، وسي عيسى في دورة الميه.
يعقوب: اجري بسرعة نادى على الغفر وهات العربية عشان نودوه المستشفى.
عسران: حاضر، أهه.
لينزل عيسى.
عيسى: فيه إيه يا أبوي؟ ماله ممدوح؟
يعقوب: معرفش، الواد عسران لجيه كديه.
عيسى: هم يا أبوي نشيلوه عشان نلحقه نوديه المستشفى.
عيسى: استنوا الغفر جايين أهه لحسن نكسره فيه حاجة.
دهبية تأتي وهي تجري.
دهبية: ممدوح! ولدي! اسم الله عليك يا نضري، مين اللي عمل فيك كديه؟
يعقوب: معرفش، عسران لجيه كده، ولجي ورقة جاية مكتوب عليها “ذنب المانجه”.
دهبية (بخضة): بتجول إيه؟ “ذنب المانجه”! يبجى جاعود، جاعود اللي عمل كده! حدش كان بيجول مانجه ديتي غيره، كان بيجولها لمني!
ليتذكر يعقوب ما فعله في مني، ويحدث نفسه: معجولة يكون عرف باللي عملته فيها؟ بس ده عدت سنين كتيرة جوي، وكماني مكانش حد شافني. طب لو عرف، إيه اللي سكته السنين ديتي كلها؟
عيسى: فيه إيه يا أبوي؟ إيه الحكاية؟
دهبية: نطمنه بس على ممدوح، وبعدين نشوف فيه إيه.
عيسى: أنا عاوز أفهم.
يعقوب (بحدة): انت واقف تتجادل معانا وأخوك حاله شوم حاله!
عيسى: طب، هم هم، نشيله.
دهبية: آه يا جاعود الكلب، لو ممدوح جراله حاجة، مش هيكفيني أكل كبدك نِي!
وبالفعل، يأتي عسران بالعربية، ليحملوا ممدوح ويذهبوا في طريقهم إلى المستشفى.
يعقوب (يحدث نفسه): هاتها جمايل يا رب، لو السر ديتي اتكشف، هبص في عين عيالي كيف؟ ولو ممدوح جرتله حاجة، معارفش أعمل إيه…
عيسى: ابوي يا ابوي روحت فين؟
يعقوب :هاه مافيش.
عيسى: مندوح جاطع النفس خالص.
يعقوب: هيبجى زين، مندوح هيبجى زين، ولاد يعقوب الهلالي فيش حاجة تجدر عليهم. حددت يونس وخليه يجينا على المستشفى.
عيسى: حاضر يا أبوي.
(يتصل عيسى بيونس)
عيسى: الحقنا على المستشفى بسرعة يا يونس، لجينا مندوح جدام البيت حال الشوم حاله.
يونس (بخضة): كيف ديه؟
عيسى: معرفش، تعالى انت بس على المستشفى وفوت على البيت هات أمك معاك عشان هملناها.
يونس: حاضر، جاي أهوه.
(بعد ساعة، يصلون إلى المستشفى)
يعقوب: نجالة! هاتوا نجالة بسرعة، ولدي هيروح مني!
(يأتي الممرضون بالنقالة لحمل ممدوح)
عيسى: براحة عليه.
(يأخذون ممدوح إلى غرفة الكشف، وبعد نصف ساعة يخرج الطبيب)
الطبيب: فين أهل المريض اللي جوه؟
يعقوب: أنا أبوه، يا حكيم، فيه إيه ولدي؟
الطبيب: مفيهوش حاجة، ابنك مافيش حتة في جسمه سليمة، هندخله غرفة الأشعة وربنا يستر.
يعقوب: قصدك إيه؟
الطبيب: الوضع سيء جدا، بس أملنا في ربنا كبير، والأشعة هي اللي هتبين كل حاجة.
(يصل يونس ودهبية إلى المستشفى)
دهبية (تبكي): ولدي، ولدي يا يعقوب، جراله إيه؟
يعقوب: اسكتي يا بومة، متفوليش عليه!
عيسى: هيبجى زين يا أما.
(يأتي اتصال لدهبية من قاعود)
دهبية: عاوز إيه يا جاعود؟ هملنا في حالنا!
قاعود: بلغي جوزك إن ديتي جرصة ودن بس، وفلوسي لو ماجتش الصبح، جولّي يا رحمن يا رحيم على باقي عيالك.
دهبية: مش إحنا اتفقنا تاخد فلوسك الصبح؟ لزمته إيه تشندل حال الواد كديه؟
قاعود: له ديتي ذنب مني، فاكراها مني صاحبتك؟
دهبية (مصدومة): مني! كتلت نفسها جدامك العايبة؟
قاعود: قاطع لسانك! انتي اللي عايبة، مني كتلت نفسها عشان الكلب النجس جوزك اغتصبها، يعني مني مش خاطية، الدور والباقي على بتاعت فاخر. فاكرة فاخر اللي كنتي بتعملي معاه كل حاجة شينة لما جوزك الكلب كان مغضبك؟ آه يا سلسال كله نجس! عاوز جطعة من دابره ولا بلاويكي الكتيرة يا أم الرجالة؟
دهبية: أحب على إيدك، أوعاك تفضحني، سمعة عيالي في البلد!
قاعود: مطلعين نجسين زيك وزي أبوهم، حتى عيسى المهبل طلع هو كمان نجس، عامل حاله طيب وغلبان ومنكسر وهو مرافق عفاف الخدامة وحبلها منه كمان!
دهبية: بس كفاية، الله يلعنك!
قاعود: ليه؟ هي الحجيجة مرة؟
يونس : بتتحددتي مع مين يا أما؟ وجت حديت ديتي دلوك !
دهبيه : له فيش فيش حاجه
(يتجه يونس إلى غرفة الأطباء)
يونس: دكتور، أنا ممكن أسفره بره يتعالج؟
الطبيب: ياريت، بس بعد الأشعة، وهنحتاج طيارة مجهزة، وأنا ممكن أرافق الحالة.
يونس: تمام يا دكتور.
الدكتور : “أنا هبتدي أعمل الإجراءات.
(ليخرج يونس ليبلغ والده بضروره سفر ممدوح الي الخارج )
يونس: لازم ممدوح يسافر برا ويحتاج طيارة مجهزة.”
يعقوب: “من فين بس يا ولدي؟”
يونس: “من الفلوس الكتيرة اللي في البنوك.”
(يعقوب يطأطئ رأسه)
يعقوب: “مينفعش.. الفلوس دي لازم بكرة تروح لأصحابها، وإلا هخسركم كلكم!”
دهبية: “أنا هبيع دهباتي ودهبات فريدة، وأنت حددت المحروجة اللي جبتهالنا تبيع الدهب هي وبنتها.”
يونس: “دهب إيه يا أما؟! أمال الفلوس والأراضي اللي عندنا؟”
يعقوب: “جُلت مبجاش حدانا.. الأرض دي كلها هتروح للناس اللي كنا واخدين منهم بضاعة.”
يونس: “بضاعة إيه اللي بالملايين دي كلها؟!”
دهبية: “مش وقتها دلوك.. مش شايف احنا فينا إيه؟!”
يونس: “لا، أنا لازم أفهم وأعرف.”
دهبية: “مخدرات! ارتحت كده؟!”
(يونس يندهش)
يونس: “مخدرات؟! كيف؟! بتهزري يا أما؟! وإحنا في الظروف دي؟!”
دهبية: “اسكت بجى ، عاوزاش أسمع حسك واصل! أنا هروح أشوف الدهبات، وانت يا يعقوب كلم الحريم خلص خليهم يدوني الدهبات.”
(كل هذا وهم غافلون عن العين التي تراقبهم، ليتصل رمضان بقاعود ليقص له ما حدث)
قاعود: “طيب، اقفل دلوقتي.”
(يغلق قاعود الهاتف مع رمضان ويتصل بعفاف)
قاعود: “بت يا عفاف! اطلعي خدي كل الدهب والفلوس اللي عند دهبية وفريدة بسرعة، اتصرفي قبل ما دهبية توصل البيت!”
عفاف: “حاضر يا معلم.”
قاعود: “وانفدي بجلدك، عشان ! دهبية عرفت انك حبله من عيسى، ولو لحجتك هتاجي تجطع فرطك!”
عفاف: “هجيب الحاجة وأجيلك حالاً.”
_________________________________________
(في المستشفى، يخرج الطبيب من غرفة الأشعة ليتحدث معهم بجدية)
الطبيب: “يا جماعة، للأسف لازم نبتر الرجلين إلى الفخذ.”
يعقوب: “بتقول إيه؟! أنت مش عارف دي ولد مين؟!”
يونس: “كيف يعني يا دكتور؟!”
الطبيب: “المريض اتساب فترة بعد اللي حصل، وللأسف حصل تهتك جامد في أنسجة الرجلين والجروح اتلوثت جدًا. ولو معملناش كده، الغرغرينا هتسرح في الجسم كله. القرار ليكم، ده غير الكسور اللي في أضلاع الجسم.”
يونس: “أرجوك يا دكتور، شوف لنا حل غير ده!”
الطبيب: “قدامكم ساعة ولازم العملية تتعمل.. أنا في مكتبي منتظر قراركم.”
يعقوب: “اتصرف يا دكتور!”
الطبيب: “صدقني يا حج، مافيش حل غير ده.”
يونس: “طب لو سفرناه برا؟”
الطبيب: “صدقني، في الحالة دي برا زي هنا بالضبط، وأي تأخير فيه خطر على حياة المريض.”
(يونس ينكس رأسه بين يديه)
يونس: “والعمل يا ربي؟!”
يعقوب: “ولدي.. حدش يجطع من جتته حاجة، ده لسه عريس!”
الطبيب: “خلاص، براحتكم، بس المستشفى مش مسؤولة عن أي مضاعفات تحصل.”
يونس: “متقول حاجة يا عيسى؟”
عيسى: “معرفش أنا! أنا يعني هفهم أكتر من الدكتور؟!”
يونس: “خلاص يا دكتور.. اعمل اللي حضرتك تشوفه فيه مصلحة أخوي.”
الطبيب: “يبقى عاوزين حد يمضي على إقرار العملية.”
يونس: “أنا أخوه، وهمضي لك يا دكتور.”
وبالفعل يمضي يونس للدكتور على الإقرار ليبدأ الأطباء في تجهيز غرفة العمليات.
________________________________________
وفي منزل يعقوب، تصل دهبية لتجد رقية في وجهها.
رقية: عرفتو مكان ممدوح؟
دهبية: لساكي نايمة في العسل يا معدلة، ممدوح في المستشفى بين الحياة والموت. هاتي دهباتك وخشي لأمك خليها تجيب دهباتها على ما أنا أجيب دهباتي عشان هنسفروه برا.
رقية: العبي ملعوب غير ده يا دهبية.
لتخرج خيرية على صوتهم العالي.
خيرية: مالك ومال بنتي يا بوز الغراب انتي؟
دهبية: والله ما بوز فجر وغراب غيرك انتي وبنتك يا وش الشؤم.
خيرية: انتي بتتكلمي مع مين كده؟ والله لنربيكي، تعالي يا رقية نقطع شلجها العجربة دي.
وبالفعل تسحب كل من رقية وخيرية دهبية إلى الداخل ليوسعوها ضربًا حتى لا تستطيع الحركة.
يحدث كل هذا وغنوة نائمة بجوار فريدة ليستيقظوا على صوت صراخ دهبية، لتخرج غنوة على الفور تبحث عن مصدر الصوت، لتجد أنه من شقة خيرية، فتدفع الباب وتدخل.
غنوة: فيه إيه؟ ومالها الحجة دهبية؟ مين اللي عمل فيها كده؟
رقية: إنتِ عايزة تجربي إنتي كمان؟
غنوة: أنا مالي؟ مليش صالح.
لتخرج من الغرفة وتقول: “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين.”
ثم تتصل بيونس.
غنوه وهي تمثل الزعل : الحقني يا يونس، رقية وأمها موتوا أمك من الضرب وحابسينها في شقة خيرية. فينك انت؟ وفين أبوك يعقوب وعمك عيسى؟
ليقص لها يونس ما حدث لممدوح، ثم يقول لعيسى: الحج أمك الحريم موتوها من الضرب.
يعقوب: حريم مين؟
يونس: مرتك ومرت ممدوح.
يعقوب: يا مري، مرتي حبلى، تلجي أمك محراك الشر هي اللي ضربتها. أنا هروح الحق مرتي قبل ما العجربة أمك تسيبها.
يونس باستغراب: هتسيب ولدك بين الحياة والموت وتروح تلحق اللي لسه مجاش للدنيا؟
يعقوب: وهو ولدي اللي بتقول عليه ده هيفضل فيه حاجة؟
عيسى: وأنا كمان هروح أطمن على مرتي.
وهو يقصد عفاف.
يعقوب: البركة فيك انت يا يونس.
يونس: والله أنا بستعجب عليكم.
اما غنوه تتصل بدياب
غنوة : فينك يادياب؟
دياب: جاعد جار الأرض لجيت حالي زهجان من البيت المسموم ديتي، جولت اشوط علي الارض.
غنوه: طب اسمعني زين، شحنت رصيد انت؟
دياب: اه، وجيه كتر خيره، خلي حد حوالي مبلغ كبير شحنت منيه والباجي هوديه البيت عند ابوكي.
غنوه: زين، طب اتصل بوجيه وجوله…
لتقص غنوه عليه كل ما حدث.
دياب: ربنا ينتقم منيهم كمان وكمان ويخلصو علي بعض.
غنوه: وخليك عندك، تاجيش دلوك، ولو حد سال عليك هجولهم أن ابوي بعافية وانك روحت تكشفله ف البندر.
دياب: تمام، بس ابجي بلغيني بأي حاجه تحصل.
غنوه: حاضر.
ليتصل دياب بوجيه ليقص عليه كل ما حدث.
وجيه: ربك هو المنتقم الجبار، انا ساعتين واكون عندك ف الصعيد، جهزلي يونس وفريده.
دياب: حاضر تمام، اجول حاجه ليونس؟
وجيه: لا، لما نوصل إنشاءالله.
دياب: تاجي بالسلامه.
وجيه: انا مش جاي لوحدي، معايا ضيف صاحبي وأخويا.
دياب: انت وضيوفك علي راسنا من فوج.
وجيه: تسلم يا ابن الاصول.
ليغلق دياب الهاتف مع وجيه ويذهب الي منزلهم حيث يجد والده ووالدته يؤدون فرض الصلاة ويدعون المولي عز وجل أن يحفظ أبناءهم.
دياب: حرما
والده ووالدته : جمعا بإذن الله.
دياب: عرفتو آخر الاخبار؟
فايزه: له، يا ولدي احنا جاعدين هنيه حتي ابوك مطلعش النهارده واصل.
ليقص لهم دياب كل ما حكته له غنوه وما حدث بينه وبين وجيه.
فايزه: يبجى تكلم غنوه خليها تهرب فريده، حتي لو تتعكز علي خيتك، كده كده الدنيا والعه عنديهم وحدش هياخد لباله منيهم.
دياب: انا هكلملها واخد اي حاجه واروح اوجف بعيد واجيبهم واجي.
فايزه: خلي بالك علي نفسك، وانا هروح مشوار.
دياب: علي فين يا اما؟
فايزه: عند نبويه، آن الأوان يا ولدي كل حاجه تتكشف.
عياد: وفكرك نبويه هترضي تاجي معاكي؟
فايزه: اه، هتاجي وخصوصي لما تعرف اللي هجوله لها وان دهبيه كانت علي علاجه بفاخر، جوز نبويه.
دياب: استغفر الله العظيم، ايه العيله ديه، كلهم حرام ف حرام كده ليه!
فايزه: الزرعه من أصلها فاسده يا ولدي، يلا روح انت وانا هجيب نبويه وأعاود.
______________________________________
وبالفعل، تذهب فايزه إلى نبويه الممرضة.
فايزه: نبويه، يا نبويه!
نبويه (تجلس على كرسي متحرك): تعالي، مين بينادم علي؟
فايزه: أم دياب يا نبويه.
نبويه: خشي، تعالي.
فايزه: عامله إيه دلوك؟
نبويه: الحمد لله، لولاش انتي بتشجي عليّ كنت موت من الجوع، ولولاش برضك بتسبحيني كان زماني الدود كلني.
فايزه: ما نويياش تبرئي زمتك جدام ربنا؟ يكون في علمك، أنا حاسه إن ربنا عاقبني بموت محمد ولدي عشان داريت الحجيجه زمان.
نبويه: أيوه، بس أنا مش كده، دهبيه انتي عارفه فجرها.
فايزه: على الأجل انتقمي لجوزك اللي كانت على علاجه بيه، ولما زهجت منيه بعد مرجعت ليعقوب، بعتتله اللي يكتله.
نبويه: كيف يعني؟ ومين خبرك انتي؟
فايزه: فيش حاجه بتجعد مخبايه، كتير والله كلامي ديتي كله صوح. عياد جوزي سمع الراجل اللي كتله كان بيتحدث مع واحد تاني وجاله على الحكيوه كلها.
نبويه: عشان كديه لما مات في المشتشفي كان بيجوللي سامحيني؟
فايزه: أنا جولتلك وخلاص، تعالي معاي يابت الناس نبرئ ذمتنا ونردو الحج لصاحباته. جوليلي نفعتك في إيه الفلوس وانتي لمؤاخذه مرميه لا حول ولا قوة ليكي؟ مش حرام عليكي فريده اللي اتربت بعيد عن ناسها؟ خلي بالك، أنا جولت لغنوه بتي على اسم أبوها المهندس، وبتي جابته من على النت. راجعي نفسك وكمان يونس لازم يعرف الحجيجه.
نبويه: ومين يحميني من دهبيه؟
فايزه: استغفر الله العظيم، ربنا أكتر الكل.
نبويه: طب، وانتي هتاخديني لفين؟
فايزه: بيتنا، كلهم جايين عندينا. زيحي الحمل التقيل من على صدرك يابت الناس.
نبويه: خلاص، أنا جايه معاكي، ويجري اللي يجري.
فايزه: جولي يارب.
نبويه: سامحني يارب.
وبالفعل، تأخذها فايزه إلى المنزل.
________________________________________
أما في منزل يعقوب، يتصل دياب بغنوه.
دياب: هاتي فريده وتعالي، بس متخليش حد ياخد باله منيكم.
غنوه: حاضر.
دياب: أنا هستناكم بعيد عن البيت بشويه.
غنوه: تمام.
لتدخل غنوه غرفة فريده.
غنوه: تقدر تتحركي معاي لغاية بيتنا؟
فريده: آه، الحمد لله، بس ليه؟
غنوه: لما نروحو هتعرفي، بس معوزينش حد يشوفنا.
فريده: هننزل تحت ونخرج من الاسطبل، يونس عامله باب حدش بيروح ناحيته غيره.
غنوه: تمام، تعالي ألبسك.
فريده: والله أنا بجيت زينه وأجدر ألبس وأتحرك كماني اهو.
غنوه: طيب تمام، هكلم أنا دياب ياجينا عند باب الاسطبل ديتي.
_________________________________________
اما يعقوب فقد وصل الى المنزل ليصعد الى الشقة ليجد دهبية مضروبة ومقيدة بحبل. ليتحدث مع خيرية:
يعقوب :فيه ايه؟ وايه اللي عمل فيها كده؟
خيرية: دخلت علي وضربتني بالقلم وكانت عاوزه تخنقني، كل ديتي عشان بقولها يعقوب فين! مخلصتش منيها، روحت نادمت على رجيه، هي اللي خلصتني من تحت يدها، راحت قالتلي: هسجطك وأموّتك انتي وولدك من طريق ونص، انا مكلمتهاش.
ليبصق يعقوب على دهبية: أخص عليكي! حرمة عاوزه تموتي مراتي وولدي؟ يا بت المركوب القديم!
خيرية: هملها دلوك وتعالى نخش جوه، ريّحلك هبابه.
يعقوب: لا، انا هروح أطمن على ممدوح.
خيرية: ماله؟ كفا الله الشر!
ليقص عليها يعقوب ما حدث لممدوح، لتضرب خيرية على صدرها وتقول:
يا حظك يا بتي! يا مكتوبك المجندل!
يعقوب: متعرفيهاش حاجة وانتي متزعليش عشان يعقوب الصغير.
خيرية: وهنعمل ايه دلوك؟
يعقوب: معرفش، راسي لفت ورايد اريح هبابه لحسن أسقط من طولي.
خيرية: اسم الله عليك، احنا عاوزينك، أنا ويعقوب الصغير.
يعقوب: تعيشلي انتي ويعقوب الصغير.
خيرية: تعالى ريّح على رجلي وانعس، وبكره تتعدل يا يعقوبتي يا كبيرنا.
يعقوب: والله ما حد مهون عليا الدنيا باللي فيها غير انتي يا خيرية يا غالية، افرطي رجلك يا غاليه، خليني أنام، وربنا يجعل العوض في ولدنا اللي جاي في السكة.
خيريه: تعالي خليني أبصلك، خلي الواد يجي جميل زييك.
يعقوب : جلبي انتي يا خوخة.
خيرية في سرها: والله لأنسيك الدنيا، وكل حاجة تبقى ملكي، احلم يا مهبل بالواد، بس يا كش يطلع واد، ما تطلعش بت، له بس هو واد، عشان رجيه وهي صغيرة دورت راسها وراها واد.
بس البت رجيه دلوك لو عرفت اللي جرا لمندوح هتعمل إيه؟
أنا أحسن حاجة أجول لعجوب يجولهم حدش يخبرها حاجة.
_______________________________________
أما بالنسبة لعيسي، وصل إلى المنزل وبحث عن عفاف بعينيه ولم يجدها، فدخل إلى المطبخ ليسأل إحدى الخادمات:
عيسى: فين عفاف عشان تعملي جهوة؟
الخادمة: عفاف؟ معرفش يا سي عيسى، هي كانت بتجول بطنها واجعاها، وبعدين عملتلها حبة وخرجت، ملجيتهاش.
عيسى: طب، روحي انتي.
يصعد إلى شقته ليجد أنعام وعديلة يندبن سوء حظهن.
عيسى: انتِ هنا يا حماتي؟
أنعام (بلجلجة): آه، جيبتها تجعد معانا يومين.
عيسى: وماله؟ مالك يا أنعام؟
أنعام: مالك يا عيسى؟ فيك إيه؟
عيسى: له، أنا بس مضايج من اللي جرا لمندوح.
أنعام: ماله مندوح؟
عيسى: جراله ما جراله.
أنعام: أيوه يعني جراله إيه؟
ليقص لها عيسى ما حدث لممدوح.
أنعام: واد حرام، مين اللي عمل كده فيه؟
عيسى: منعرفوش حاجة لسه.
أنعام: يكونش البت صدفه هي اللي عملت كده عشان تنتقم منيه؟ أه جادرة وتعملها.
عيسى: بس اللي عمل كده فات ورجّه عليها، ديتي ذنب المانجه.
أنعام (بخبث): البت صدفه دي حدش يجدر عليها.
عيسى: هنشوفوا. الا جوليلي فين البت عفاف؟
أنعام: معرفاش، غارت فين؟ مش مظبوطة البت ديه.
عيسى: ليه؟
أنعام: شكلها كده حد ضحك عليها، أنا شاكه في عسران.
عيسى: عسران؟ له، يا شيخة، ديه بت مؤدبة ومنكسرة.
أنعام: إيه جولك بجى؟ إنها كانت طالعة بتعدل ف خلجاتها، وعسران خارج وراها من الملحج بتاعهم.
عيسى (بغضب): بتجولي إيه؟
عيسى: أنا هندلي أشوف إيه حكايتهم.
أنعام: وانت شاغل حالك بيها ليه؟
يتركها عيسى وينزل إلى الأسفل، أما أنعام فيأتيها اتصال من الدجال:
الدجال: جهزي الجرشينات عشان عملتلك اللي انتي عاوزاه.
أنعام: طب هملني يومين أتصرفلك.
الدجال: له، يوم واحد بس.
أنعام: له، ديتي مبلغ كبير وإحنا عندينا مشاكل دلوك، مش هعرف أطلب حاجة من عيسى.
الدجال: بشوجك بجى، لو ما تصرفتيش، أنا هجول لجوزك على كل حاجة.
أنعام: انت بتهددني يا واد المركوب؟
الدجال: احسبيها زي ما تحسبيها.
أنعام: خلاص، بطل رط كتير، بكرة هجِيلك بيهم، بس تفضّيلي نفسك عشان عاوزاك ف موضوع، هتاكل منيه الشهد.
الدجال (بطمع): بس كده؟ من عيني.
تغلق أنعام الهاتف قائلة في سرها:
“دبور ذن على خراب عشه.”
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
التعليقات