التخطي إلى المحتوى

رواية جريمة في العلن الفصل السادس 6 بقلم هنا عادل

رواية جريمة في العلن الجزء السادس

رواية جريمة في العلن البارت السادس

جريمة في العلن

رواية جريمة في العلن الحلقة السادسة

فى اللحظة اللى اخدت قرارها ده منعها اخر شخص كان ممكن ييجي فى بالها، كان واقف وراها عبيد ومعاه تلاتة كمان من اصحابه من ولاد كبار القرية، مكانتش تعرف حواء ان ده المكان بتاعهم اللى لما يحبوا يعملوا حاجة من غير ما حد يشوفهم او ياخد عنهم فكرة عكس اللى مصدرينها للكل يقعدوا فيه، وده المكان اللى بيشربوا فيه القرف اللى بيتعاطوه، وللأسف فى الوقت ده وقعت حواء باللي كانت ناوية تعمله تحت ايديهم، وهي على حافة الترعة ومقررة تحدف نفسها حسيت بأيد مسكتها بقوة وصوت بيقولها:
انتي مجنونة بجد بقى، انتي بتعملي ايه؟
لفيت حواء وفى عنيها توهة محدش حس بيها، شافت قدامها عابد ومعاه كام واحد تاني من ولاد البلد اللى مالهاش كلام ولا تعامل معاهم، بص لها واحد من الشباب اللى مع عابد وقال لها:
انتي ايه اللى جابك هنا؟ جاية تعملي ايه عند الترعة؟
ردت بخوف وقالت:
محدش له دعوة بيا، ابعدوا عني، سيبوني فى حالي بقى.
بمنتهى اللامبالاة والجحود رد عابد اللى محدش كان عارف انه رجع البيت الليلة اللى فاتت وشاف وسمع وعرف ان حواء كانت مع ابوه فى اوضته وقال:
وانتي يعني مش بتعرفي تتشطري غير مع الرجالة الكبيرة؟ فاكرة ان احنا صغيرين ولا ايه؟
واحد من الشباب اتكلم وقال لعابد:
قصدك ايه يا عابد؟ هي البت دي مش مظبوطة ولا ايه؟ انت تعرف انها بتتشاقى مع حد ومقولتش؟!
عابد ابتسم وقرب من حواء وهمس فى ودنها:
زي ما خليتي ابويا يتبسط…يبقى تبسطينا احنا كمان.
فى اللحظة دي مقدرتش حواء تنطق بكلمة لكن بكل غل جواها رفعت ايديها ونزلت بكفها على خد عابد وكأنها شايفة ابوه قدامها، محسيتش بأيديها وهي بتترفع على وشه علشان تحس بأيديه وهو بيزقها يرميها على ضهرها على الارض وهي على حرف الترعة، حاولت ترمي جسمها فى الترعة لكن هو منعها، سحبها للجنب التاني بعيد عن الترعة وقال بصوت عالي:
انتي حظك جابك هنا علشان تظبطيلنا دماغنا بقى، نهارك سعيد يا عروسة.
ورغم توسلاتها وعياطها الا انه اعتدى عليها بطريقة اقسى من اللى عاشته مع ابوه فى المرتين، ومكتفاش عابد بأنه يقتلها بالشكل ده لواحده ده كان هو واصحابه، كانوا بيعتدوا عليها وهي بيغم عليها وروحها بتروح، كانوا حيوانات واقل من الحيوانات، لكن للأسف هيجيبوا الانسانية منين؟ ما هو كل واحد منهم اصله غالب وربايته كانت احط من انه يراعي ربنا فى بنت زي دي، اغم عليها لدرجة انها حتى محسيتش بباقي الى حصل فيها منهم ومفتحتش عنيها غير والليل حل على البلد وعلى عنيها وكأنها مبقيتش شايفة غير الضلمة من بعد اليوم ده، وفتحت عنيها بوجع وهي بتضحك ضحكة مجنونة، ومن اليوم ده وحواء راح منها عقلها، بقيت ماشية فى البلد منكوشة وحافية ومبتسمة وبس، ده كل اللى بتعمله فى حياتها، حتى الشغل واكل العيش اللى كانت شايلة همه مبقيتش حاسة ولا عارفة حاجة عنه، والحاجة الوحيدة اللى بقيت بتخليها تاكل هو الحاج حسين اللى حاول كتير يفهم اللى حصل فيها…لكن هي مكانتش بتتكلم ولا بتنطق، جت لها سعاد وقعدت قدامها مصدومة من شكلها وسألتها:
فيكي ايه يا بنتي؟ جرالك ايه وصلك لكده؟ حصل فيكي ايه؟
حواء بتضحك ضحكة مجنونة وعنيها زايغة يمين وشمال، اتكلمت تاني سعاد:
يابنتي عمك حسين بيقول ان حالك اتبدل، جرالك ايه يطير عقلك ويخليكي بالحال اللى انا شايفاكي بيه ده؟
حطيت حواء ايديها على شفايف سعاد وهي بتقول:
هششششش، هشششش اسكتي بقى، حد يسمعنا، هييجوا يرمونا من هنا، هيخلوني انام فى الشارع، انا بخاف من الشارع.
سعاد بحزن:
احكيلي طيب يا حبيبتي، متخافيش من حد، انا معاكي اهو وهسمع منك ومش هقول حاجة لحد.
حواء بتضحك وبس، معرفتش سعاد تاخد منها اي كلمة، فى الوقت ده جه الحاج حسين وخبط على الباب، فتحت سعاد الباب ووشها زعلان، اتكلم الحاج حسين وقال:
ها يا ست سعاد؟ عرفتي ايه اللى فيها؟
ردت سعاد وهي بتسمح للحاج حسين يدخل وقفلت وراه الباب:
مش بتقول حاجة يا حاج، انا مش قادرة افهم ايه اللى جرالها؟ خايفة يكون حد عمل فيها حاجة؟
الحاج حسين:
اعوذ بالله يا ست سعاد، عيب تقولي كده، البت بقالها فترة طويلة وسطنا والكل بيعامل ربنا فيها، انتي عارفة الناس هنا محترمين وبيفهموا فى الاصول ويعرفوا ربنا كويس.
سعاد:
عارفة يا حاج حسين، لكن برضو الحالة اللى فيها البت دي تقول كلام كتير، البت اتجنت يا حاج حسين، خايفة وعقلها راح منها، انا هوديها لحكيمة تشوفها.
الحاج حسين:
انا مش معاكي فى اتهامك لأهل البلد يا ست سعاد، لكن ماشي انا هاجي معاكي بيها للحكيمة.
سعاد:
اعذرني يا حاج حسين، بس اللى البت شافته قبل ما تيجي البلد هنا كان كفيل يوصلها للجنان، لكن اللى وصلها للحالة دي اكيد اصعب بكتير من اللى عاشته، يبقى البت دي حد اذاها.
الحاج حسين:
خلاص يلا بينا بيها على الوحدة الصحية نشوف حكيمة هناك تطمنا عليها.
وفعلا اخدتها سعاد والحاج حسين وراحوا بيها على الوحدة، مكانتش متخيلة انها هناك هتشوف قصادها سعد اللى اول ما شافته استخبيت ورا سعاد والحاج حسين، عمل عبيط سعد واتكلم وقال للحاج حسين وكأنه قلق على البنت المسكينة دي:
لاحول ولا قوة الا بالله، مالها حوا يا حاج حسين؟ فيها ايه البنت؟ عاملة فى روحها كده ليه؟
الحاج حسين بحزن:
مش عارفين والله يا دكتور سعد، فجأة كده البت اتبدلت وعقلها راح منها، جينا نشوف حكيمة تبص عليها.
سعد بتمثيل:
طيب يا حاج هاتها وتعالى معايا على اوضة الكشف ابص عليها.
بص الحاج حسين وقال لسعاد:
هاتيها طيب يا ست سعاد، الدكتور سعد ابن حلال ودكتور شاطر.
جت سعاد تمسك ايد حوا شديت ايديها منها وابتديت تهز رأسها يمين وشمال فهمت منها سعاد انها مش عايزة الدكتور يكشف عليها، اتكلمت سعاد بنية صافية:
معلش هي طول عمرها بتتكسف، لو فيه حكيمة ست تشوفها يبقى عملت فينا معروف.
بص سعد ناحية حوا اللى بعدت عنيها عنه بحركات ضايعة وتأكد على حالة جنانها ورد على سعاد وقال:
اه طبعا فيه دكتورة تبص عليها، ان شاء الله ربنا يطمنا عليها، اوضة الدكتورة تاني اوضة على الشمال.
سابهم ومشي علشان تتحرك حوا مع سعاد ومع الحاج حسين يدخلوا للدكتورة، شافتها الدكتورة اللى من اهل البلد وعارفاها، استغربت حالها واتفاجئت:
حوا، ايه يابنتي اللى انتي فيه ده؟ مالها حصل فيها ايه؟
اتكلمت سعاد:
والله يادكتورة احنا جايين ليكي نعرف فيها ايه؟ البت اتبدلت على سهوة كده ومحدش عارف اللى فيها، شوفيلنا مالها!
الدكتورة:
ايوة يا ست بس هي مش محتاجة ليا انا، انا دكتورة نسا مش مخ، دي محتاجة لمستشفى كبيرة مش وحدة صحية.
سعاد:
وماله ميضرش، برضو اطمني عليها، انا قلبي واكلني وشكل جسمها مخلي عقلي يودي ويجيب، اكشفي عليها وطمنينا الهي يسترك.
الدكتورة:
بس حوا مؤدبة يا ست ومش بتاعت حاجات من اللى فى دماغك دي، لكن ماشي هطمنك عليها، اتفضل برة يا حاج حسين.
خرج الحاج حسين وردت سعاد:
انا مخوفني ان الحالة اللى وصلت لها دي تكون بسبب صدمتها من اللى حصل فيها، البت غلبانة ومالهاش فى الغلط، اللى هي فيه ده وراه مصيبة.
فعلا مسكت الدكتورة وسعاد حوا وطلعوها على السرير وهي خايفة من لمسة ايد الدكتورة لأى مكان فى جسمها، لكن خوفها ده مصاحباه ضحكة مجنونة تأكد انها عقلها مبقاش فيها، ومع كشف الدكتورة ومساعدة سعاد فى انها تتحكم فى حركة جسم حوا اتكلمت الدكتورة بصدمة وقالت:
البنت حامل يا ست سعاد، حوا حامل.
برقت سعاد ومبرقة الدكتورة من الصدمة وحوا لسه على وشها الضحكة المجنونة وصدمة كانت سبب فى ان مفيش واحدة فيهم قادرة تنطق بحرف واحد…لكن وسط الصدمة دي كانت حوا وصلت لمرحلة انها مش فاهمة حتى معنى التشخيص اللى قالته الدكتورة للست سعاد ولا سبب الصدمة اللى على وشوشهم.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جريمة في العلن)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *