رواية أزوريتا الفصل الثاني 2 بقلم هنا طارق
رواية أزوريتا البارت الثاني
رواية أزوريتا الجزء الثاني
رواية أزوريتا الحلقة الثانية
– ايه ده انا فين!!
“اول ما فتحت الباب و دخلت لقيت الدنيا ضلمه و لما حاولت اني اخرج لقيت الباب اتقفل، و عن دقات قلبي مش هقدر اوصف سرعتها لحد ما ظهر ضوء قدامي علىٰ شكل ممر ف نهايته باب مشيت لحد ما وصلتله و كنت متردده افتحه ولا لأ بس للأسف مكنش قدامي حل غير ده فتحته و دخلت”
– الله! ايه الجمال ده، ايه ده هو اللي انا شايفاه ده بجد!!
“منظر اقل ما يقال عنه جميل، مدينه بسيطه فيها بيوت و كإنها قصور شوارع مليانه زرع و اشجار محلات هنا و هناك و ناس رايحه و ناس جايه، اطفال بتجري و تلعب و كإني اتنقلت لعالم تاني، انا فين و ازاي ارجع ! معرفش”
– لو سمحتِ
؛ ايوه يا بنتي
– انا مش عارفه انا فين، و جيت هنا ازاي، و حتى مش عارفه ارجع مكاني، ف ممكن حضرتك تفهميني انا فين ؟
؛ ردت بإبتسامه غريبه مفهمتهاش: ايوه طبعًا يا حبيبتي، بصي تعالي عندي البيت شويه افهمك اللي عايزه تفهميه و بعدها تعملي اللي انتِ عايزاه، اتفقنا؟
– رديت ببعض من الخوف: ا اتفقنا
ف البيت عندها:
؛ تعالي يا بنتي متخافيش
– هو حضرتك عايشه هنا لوحدك ؟
؛ عايشه انا و حفيدي، بس متقلقيش هو مش هنا دلوقتي، مريم! ي مريم!
« نعم يا ست جميله
؛ بعد اذنك حضريلنا الفطار
« حاضر من عيني
؛ ديه بقا يا ستي مريم اللي بتساعدني ف شغل البيت
– رديت و دقات قلبي بدات تزيد: ممكن بعد إذنك تفهميني انا فين ؟!
؛ اهدي يا حبيبتي متخافيش هترجعي لبيتك بس مش دلوقتي
– رديت و انا مش فاهمه اي حاجه: يعني ايه مش هرجع لبيتي دلوقتي ؟!
= السلام عليكم، ازيك يا جيجي
؛ و عليكم السلام، الحمدلله يا حبيبي
= هي ديه يا تيتا ؟!
“هزتله راسها بأيوه، و انا مش فاهمه حاجه و بدأت اقلق فضلت اهدي نفسي و أقرأ قرآن ف سري لحد ما اتكلم هو”
= خلاص يا تيتا، انا هفهمها،
ممكن تقعدي ! ، متقلقيش هفهمك كل حاجه، بصي يا ستي انتِ هنا ف قرية أزوريتا، من شهر كده ظهرت زهره غريبه ف الجنينه عندنا بره و تيتا أصرت إننا نروح لعالِم الأزهار المتخصص عندنا ف القريه نسأله عنها، و قالنا إن اسمها زهرة الأوركيدا السحريه و إنه شاف رؤيه عنها من فتره، شاف إنها هتظهر مرتين ف القريه و اول ما تظهر و تدبل و تموت هتتفتح بوابه من العالم ده ف بيت من العالم التاني و اللي هو البيت بتاعك
– و اشمعنا البيت بتاعي انا !!
= انتِ عندك زهرة زيها ف البيت
– عرفت منين ؟!
= هو قال إن الباب هيتفتح لواحده عندها نفس الزهره، و إن اول ما حد يدخل من البوابه هيتقفل عليه جوا القريه و الزهره هتختفي و بعد ١٥ يوم هتظهر واحده غيرها و الأخيره عشان الشخص اللي دخل يخرج منها و تفضل ساعتين قبل ما تختفي
– يعني ايه
= يعني انتِ مضطره تفضلي مع چيچي هنا ١٥ يوم
– رديت عليه بدموع: طب و اهلي ازاي هفضل بعيده عنهم كل ده
= اهدي متقلقيش، هو قال كمان إن الـ١٥ يوم هنا ما هما إلا كام ساعه ف العالم بتاعك
– بس انا مش هينفع اعيش معاكم ف نفس البيت
= متقلقيش انا هبقا موجود ف الشقه اللي جمبكم، مقولتيش اسمك ايه ؟!
– رديت و انا بمسح دموعي: هنا
= رد بإبتسامه: و انا إسمي زين
؛ يا ولاد يلا عشان نفطر مع بعض
= يلا بقا نقوم نفطر، و بعدين اخدك جوله ف قريتنا الصغيره
– ماشي
“أول ما زين طمني حسيت إني بقيت اهدىٰ، و كنت حاسه إني مرتاحه و كإني ف بيتنا بالظبط”
– هو احنا رايحين فين ؟!
= صدقيني الـ١٥ يوم دول هيبقوا اجمل ايام حياتك
– رديت بفرحه: و انا متحمسه
= احكيلي عنك يا هنا
– انا يا سيدي اسمي هنا متخرجه من كُلية صيدله عندي ٢٦ سنه بحِب الرسم جدًا عايشه مع بابا و ماما و تيتا والدة بابا و ليا ابن عمي و اخويا ف الرضاعه اسمه شريف فاتحين انا و هو صيدليه بنشتغل فيها مع بعض، (كملت بضحك): و كفايه كده عشان متقولش عليا رغايه، احكيلي إنت بقا عنك
= رد بإبتسامه: انا ياستي اسمي زين متخرج من كُلية اداب و بشتغل مُدرس لغه عربيه و بابا و ماما توفوا من ٣ سنين عايش مع چيچي هي تبقىٰ جدتي والدة بابا معندكيش فكره انا بحبها قد ايه
– قولت بإبتسامه: انت عارف إني بحسها عامله زي تيتا اوي
= رد بإبتسامه: إزاي !
– يعني، طيبه زيها، نفس طريقة كلامها و حبها ليك نفس حب تيتا ليا
= رد بإبتسامه: ربنا يخليكوا لبعض
– يارب، قولي بقا احنا فين دلوقتي
= احنا يا ستي دلوقتي ف أزورا مكان اتسم بالجمال فيه ورود و اشجار و كل انواع الزرع بيتزرع من عند ربنا من غير تدخل الإنسان
– جميل اوي، انا بحِب الورد جدًا
= طبيعي، الورد يحِب الورد
– شكرًا، ا انا بقول كفايه كده عشان الوقت إتأخر
= خلاص يلا، نكمل جولتنا بكره
“و عدت الأيام و فات ١٣ يوم و زين كان كل يوم ياخدني مكان شكل، و الحقيقه انا كنت مبسوطه اوي، لأ انا اول مره انبسط كده، و حسيت لأول مره إني مش عايزه امشي و اسيب المكان الطيب ده، و ف اليوم الـ١٤ زين كان عاملي مفاجأة هيخرجني ف مكان و قالي انه هيعجبني اوي”
– زين إنت واخدني علىٰ فين
= رد بضحك: هخطفك
– بجد والله رايحين فين
= استني بس اوعي تفتحي عينك
– بتشوق: ماشي
= فتحي بالراحه
– الله يا زين بجد، انا مش مصدقه، الجمال ده كله بجد ؟!
= عجبتك !!
– رديت بفرحه: ديه تحفه
= رد بإبتسامه: ديه ياستي مدينه أركاديا او مدينة الفنون، فيها الرسامين من كل مكان و لوح اشكال و ألوان، لما قولتيلي إنك بتحبي الرسم جيه ف دماغي اجيبك هنا، شايفه المكان الفاضي اللي هناك ده ؟
– ماله ؟
= ده مكان مخصوص ليكِ حضرتهولك و جهزتلك كل حاجه تحتاجيها عشان اقولك رأيي في رسمك
– رديت و انا حاسه بإحساس غريب مزيج بين الفرحه و الزعل لما افتكرت إني المفروض همشي بكره: بجد يا زين انا مش عارفه اقولك ايه، حقيقي انا مبسوطه اوي، شكرًا جدًا بجد
= و انا مبسوط إني قدرت افرحك (و أكمل بحزن): و اعمل حاجه تفتكريني بيها دايمًا
– انا مقدرش انساك ابدًا يا زين، مهما حصل
= رد و هو بيحاول يداري الدمعه اللي اعلنت استسلامها و نزلت: طب يلا بقا وريني رسمك يا هنون
– عيوني
“قعدت ارسم و للحقيقه محددتش انا هرسم ايه، سِبت ايدي تاخد مجراها ف اللوحه و تبهرني قبل ما تبهره، لاحظت طول مانا برسم تركيز زين معايا و مع كل حركه بتحركها، انا فعلًا مش عارفه إزاي هقدر اتخطىٰ جمال الفتره اللي قضيتها هنا، منكرش إن أهلي وحشوني جدًا، بس برضو ازاي هقدر ارجع تاني لحياتي اللي من غير زين و تيتا چيچي اللي اصبحوا عيلتي التانيه بجد”
“بعد ٥ ساعات كنت خلصت و مش عارفه إزاي قدرت امسك الفرش و اقعد قدام اللوحه ٥ ساعات متواصلين محسيتش بتعب ولا ملل، حتىٰ زين فضل قاعد مستني يشوف الشكل النهائي اللي فعلًا ابهرني قبل ما يبهره، النتيجه كانت رسمه ليا انا و هو و احنا واقفين بين ورود كتير و باين ع وشوشنا الفرحه، معرفش ليه الرسمه ديه بالذات، بس يمكن خوفت لما…لما امشي ينساني بعد فتره ف حبيت اسيبله حاجه يفتكرني بيها دايمًا”
– سألته بحماس لسماع رده: ها ايه رأيك ؟
= رد بإندهاش: بجد جميله اوي
– ديه ليك يا زين، عشان تفتكرني دايمًا
= انا عمري ما اقدر انساكي بجد، عجبتني اوي
– و انا فرحانه لفرحتك
“خلصنا و روحنا و دخلت اتطمن علىٰ چيچي”
– إزيك ي چيچي
؛ الحمدلله ي قلب چيچي، انتِ اخبارك ايه
– الحمدلله يا حبيبتي انا زي الفل، قولت أجي اقعد معاكي شويه عشان الحق اشبع منك
؛ هتوحشيني اوي علىٰ فكره
– رديت بدموع: إنتِ اكتر بجد، إوعي تنسيني يا چيچي
؛ مقدرش يا حبيبتي(و حضنتني)
“فضلنا قاعدين مع بعض كتير و بعدها سبتها ترتاح شويه و طلعت اوضتي أنام”
اليوم الـ١٥ و الأخير ليا في أزوريتا:
– صباح الخير يا چيچي
؛ صباح النور ي حبيبتي
– ايه رأيك بقا احضرلك أنا الفطار انهارده !!
؛ هيبقا زي السكر
– ف ثواني هيكون قدامك الفطار
= السلام عليكم
؛ و عليكم السلام، مالك يا حبيبي
= مفيش يا حبيبتي انا كويس
؛ ردت بحنان: مفيش إزاي بقا إنت مش شايف وشك باين عليه الزعل إزاي
= صدقيني يا حبيبتي مفيش حاجه
؛ حبيتها ؟
= رد بتصنع عدم الفهم: مش فاهِم
؛ يا واد ! عليا برضو ؟
= حبيتها يا تيتا، حبيتها و ده مكنش ينفع انه يحصل
؛ ردت بحنان: ليه بس يا حبيبي، إستودعها عند ربنا، و لو ليكوا نصيب هتتلاقوا بأي طريقه
= رد بأمل: تفتكري ؟
؛ افتكر جدًا
= ربنا يخليكِ ليا يا حبيبتي و تفضلي تطمنيني دايمًا
؛ و يخليك ليا يا حبيبي
– وسع بقا لأحلىٰ فطار لأحلىٰ تيتا و زين
؛ آآه احلىٰ زين، قولتيلي
– رديت بتوتر: كان في تيتا قبلها ملفتتش نظرك لحاجه ديه يا چيچي
؛ ردت بضحك: لفتت يا عيون چيچي
“ضحكنا كُلنا و فطرنا و خلصت و قومت أجهز عشان…عشان امشي”
= اتكلم بصوت باين فيه الزعل: خلاص ؟
– رديت و انا بحاول اخبي دموعي: خلاص
= طب يلا عشان اوصلك
– سلام يا چيچي
؛ سلام يا عيوني
– خالي بالك من نفسك (حضنتها و كملت): و من زين
؛ ردت بزعل واضح ف نبرة صوتها: حاضر، سلام يا حبيبتي
“سلمت عليها و مشيت انا و زين عشان يوصلني، و طول الطريق كان ساكت احد ما وصلنا”
– هفضل فاكراك طول عمري، و اتمنىٰ لو في فرصه تاني نتقابل (كملت بهزار): بس المره الجايه ف العالم بتاعي عشان اخدك جوله عندنا
= رد بإبتسامه: اتفقنا
– بعترف إنها كانت اجمل فتره قضيتها هنا بجد
= و انا بعترف إن أجمل فتره فرحت و ضحكت فيها من قلبي…كانت و انا معاكي
– رديت بدموع: سلام يا زين
= سلام يا اجمل صدفه حصلت ف حياتي
“انهىٰ جملته الأخيره و كانت ظهرت البوابه ف دخلت بسرعه و قبل ما تقفل لاحظت دمعه فرت من عيونه اتبعتها دموعي اللي نزلت بدون توقف”
× يا بنتي قومي بقا
– ايه ده !! إزاي ؟
يا ترىٰ ليه هنا اتصدمت كده ؟ و هل رجعت للعالم بتاعها ولا لأ ؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أزوريتا)
التعليقات