رواية قصة حنين( الجزء الثاني)الفصل الثامن والتاسع للكاتبه صباح عبد الله فتحى
الفصل الثامن
رواية قصة حنين( الجزء الثاني)الفصل الثامن والتاسع للكاتبه صباح عبد الله فتحى
الفصل الثامن
في العيادة: يقف الجميع بقلق أمام الغرفة التي يستلقي فيها نبيل، بينما ذهبت نوران مع الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة لنقل الدم إلى نبيل.
داخل غرفة الفحوصات، تجلس نوران على أحد المقاعد، تفرق يديها من شدة التوتر، وتحدق في الممرضة التي تقف أمامها حاملة حقنة. تتوجه الممرضة نحو نوران لأخذ عينة من دمها، وهي تقول: “ارفعي يدك يا مدام لو سمحتي.”
تحدق نوران إلى الممرضة بقلق واضح على ملامحها الشاحبة. تكمل الممرضة قائلة بتهديد خفيف: “مالك يا مدام، خايفة ليه كده؟”
نوران: “لا مش خايفة، بس بتوتر شوية لما بشوف الحقنة.”
الممرضة بابتسامة: “ما تخافيش، دي شكة صغنونة خالص، مش هتحسي بحاجة.”
تنظر نوران بيأس إلى الممرضة، ولم تجد خيارًا آخر سوى الامتثال لأوامرها، وهي تغلق عينيها بقوة وتضغط على أسنانها. تغرز الممرضة الحقنة في ذراعها وتقوم بسحب بعض الدماء.
الممرضة تبتسم: “خلصنا يا مدام، اهدي خالص.”
تأخذ الممرضة عينة الدم وتذهب لإعطائها للطبيب. ظلت نوران جالسة تنتظر ما سيحدث، وهي تفكر في مخرج من هذا المأزق. وبعد عشر دقائق، يخرج الطبيب حاملاً أوراق الفحوصات في يده، وينظر إلى نوران قائلاً: “متأكدة يا مدام إن فصيلة دمك AB؟”
ترد نوران بثقة مصطنعة، وتحاول السيطرة على الوضع قبل أن يكتشف أحد الحقيقة. أخرجت بعض المال من حقيبتها ووضعته في جيب الطبيب، وقالت بخبث وهي تدور بعينيها في الغرفة للتأكد من أن لا أحد من العائلة يراها: “مش عايزة حد من الناس اللي بره دول يعرفوا إن فصيلة دمي B مش AB.”
ينظر الطبيب إلى المال الذي في جيبه ويبتسم ابتسامة جشعة: “أمرك يا فندم، بس هنجيب الدم منين؟ لو ما تحولش دم ها يموت.”
تنظر نوران إلى الطبيب بغيظ وتقول بحقد: “طيب والله ياريت يموت ونخلص منه، ما تخافش هي هتتبرع بدمها.”
تقول ذلك وهي تنظر إلى حنين التي تقف عند الباب، باكية. ينظر الطبيب إلى حنين، ثم يقول: “طيب كده تمام، بس مين دي؟ شكلها مش غريب علي.”
تجيب نوران بغضب: “مالكش دعوة، شوف شغلك وبس.”
ثم تتجه نحو حنين وتقول بغيظ: “كويس إنك وصلتي في الوقت المناسب، وإلا كنتي هتندمي.”
تجيب حنين ببكاء: “أنا مش يهمني اللي بتقولي ده، كل اللي يهمني إن عمي نبيل يقوم بسلامة، بعد إذنك، مافيش وقت للكلام الفاضي ده.”
ثم تذهب حنين باتجاه الطبيب لإتمام الفحوصات، وتترك نوران تغلي دماؤها في عروقها. تقول حنين للطبيب: “لو سمحت يا دكتور، يلا بسرعة، أنا مستعدة أتبرع بكل دمي بس أهم حاجة يقوم بسلامة.”
**بعد ساعة:**
خارج غرفة الفحوصات، تجلس نوال على أحد المقاعد، بينما يقف عاصي وكاظم أمام باب الغرفة. تقول نوال ببكاء: “هو في إيه؟ ليه الدكتور ونوران غابوا بالشكل ده؟”
يرد كاظم وهو ينظر إلى ساعته: “هم فعلاً غابوا، بقيلهم ساعة دلوقتي، أنا هروح أشوف في إيه.”
وقبل أن يتحرك كاظم من مكانه، تخرج نوران وهي تتظاهر بالدوار، مستندة بيديها على الحائط لتثبت للجميع أنها تبرعت بالدماء فعلاً إلى نبيل. يركض إليها كاظم الذي يحملها قبل أن تقع، ونوال تقول ببكاء: “أسم الله والنبي حرسك وضمك يا بنتي.”
نوران، وهي تتظاهر بالتعب وتنظر إلى عاصي الذي ظل واقفًا في مكانه، غير مبالٍ بما يحدث حوله، تقول: “أنا اتبرعت بدم لبابا نبيل وإن شاء الله هيقوم بسلامة.”
ثم تغلق عينيها وتدعي الإغماء، بينما في الجانب الآخر تنام حنين التي تبرعت بأكثر من نصف دمها لنبيل. تحاول النهوض من على الفراش، لكن فقدان الدم جعل جسدها ضعيفًا للغاية. لم تستطع التحرك، جسدها كان يرتجف بشدة، وكانت تحارب للبقاء مستيقظة، لكن النعاس غلبها وأخذها في سبات عميق، ولم يكن هناك من يبقى بجوارها.
اليوم التالي الساعة 6 صباحاً:
تم نقل الدم إلى نبيل، لكنه ما زال نائمًا ولم يستيقظ بعد. غادر المستشفى كاظم الذي ظل قلقًا على نوران، ونوال التي كانت ترفض بشدة ترك زوجها في هذه الظروف، لكن بعد إصرار شديد من عاصي، استسلمت وغادرت هي أيضًا. بينما ظل عاصي جالسًا طوال الليل أمام غرفة والده.
في احد غرف المستشفى
حنين ما زالت نائمة على الفراش، تبدو كالأموات، يعلق في ذراعها محلول، وبعض الفيتامينات والمقويات لتستعيد قوتها وعافيتها. بعد محاولات عديدة، تفتح عينيها ببطء شديد، ثم تغلقهما سريعاً خوفاً من الأضواء التي هجمت عليها. بعد لحظات، تحاول أن تفتحهما مرة أخرى، ولكن هذه المرة بحذر شديد حتى تعتاد على الأضواء. تحدق في سقف الغرفة للحظات، ثم تدور بعينيها في جميع أنحاء الغرفة على أمل أن تجد أحداً بالقرب منها، لكن خاب أملها عندما لم تجد سوى أساسيات الغرفة وبعض أدوات الطب.
تنهض من على الفراش بعد أن نزعت الأسلاك الخاصة بالمحلول من ذراعها، لكنها تترك الحقنة في ذراعها لأنها لم تستطع نزعها. تخرج من الغرفة بخطوات ثقيلة جداً وهي تسند على كل شيء يقابلها كي لا يسقط جسدها على الأرض من شدة ضعفها. عندما خرجت، تقع عيناها على عاصي، الذي كان يجلس علي المقعد واضعاً رأسه بين يديه، غارقًا في نوم عميق. فرت دمعة من عينيها غصباً عنها، وذهبت إليه وهي لا تعلم ما الذي سيحدث بعد ذلك. تفوهت بصوت ضعيف جداً وهي تضع يديها على كتفه بلطف قائلة:
حنين (بصوت ضعيف): “عاصي… عاصي.”
يفتح عاصي عينيه ويرفع رأسه ليتفاجأ بها تقف أمامه. في لحظة، تحولت نظراته إلى غضب شديد، نهض من على المقعد مثل الوحش. أخافت حنين منه لدرجة أنها تراجعت إلى الخلف عدة خطوات، بينما قال هو بغضب شديد:
عاصي (بغضب): “إيه اللي جابك هنا؟”
وقفت حنين تنظر إليه بخوف، ومن شدة الخوف وضعف جسدها لم تقدر أن تقول شيئاً. فقط كانت تدور عيناها على ما يحدث. غضب عاصي من تجاهلها الرد عليه، فصفعها على وجهها دون أن يعلم ما بها، وأردف قائلاً وهو يقبض على معصمها بقوة ويسحبها خلفه إلى إحدى الغرف الخاصة بالمستشفى. عندما دخل الغرفة، رماها أرضاً لتقع متألمة من الهبوط القاسي، وقال بغضب وصوت عالٍ:
عاصي (بصراخ): “مش قولتلك رجلك مش تخطي باب الأوضة لحد ما أرجع! إنتي إيه؟ مش بتفهمي ولا عاوزة تمشي على هواك من غير ما حد يحكمك؟ بس اسمعي يا حلوة، إنتي دلوقتي بقيتي مراتي، عارفة يعني إيه مراتي؟”
ترد حنين ببكاء وهي تتألم بشدة وتحاول أن تظل قوية أمام هذا الثور الذي يقف أمامها:
حنين (ببكاء): “والله يا عاصي، لما عرفت اللي حصل لعمو نبيل ما قدرتش أسيب نفسي وما أجيش أطمّن عليه.”
وقبل أن تكمل حديثها، يرن هاتفها. كان من سوء حظها أن المتصل كان محمد، ذلك المدعي. تحدق حنين إلى الهاتف وإلى عاصي بذهول وتوتر، وملامحها تعكس خوفها لدرجة أن وجهها بدأ يتعرق بلا سبب. ينظر عاصي إليها بشك وإلى الهاتف، فيخطفه منها قائلاً:
عاصي (بغضب):”مين اللي على التليفون؟”
اتسعت عيناه عندما عرف من المتصل، واشتعل غضبًا. الأفكار المزعجة حامت حول عقله. فتح السماعة ووضع الهاتف على أذنيه دون أن يتفوه بحرف، ليسمع صوت الآخر قائلاً:
محمد (على الهاتف):”حنين، أنا فكرت كويس ومن الأفضل الجنين ده ينزل. فكري كويس، وأنا هخد لكِ معاد مع الدكتورة ونروح مع بعض.”
تحدق حنين، التي ما زالت تجلس على الأرض، وترتجف من شدة الخوف، ولا تقدر أن تقول شيئاً. حتى دموعها اللعينة هربت منها في تلك اللحظة. جن جنون عاصي ليرمي الهاتف أرضاً، فيتحطم الهاتف إلى أشلاء. أردف بفحيح مرعب:
عاصي (بفحيح مرعب): “يا حلوة، وعاملين فيها إخوات وحبايب؟”
حنين (بخوف): “عاصي والله مش زي ما أنت مفكر، اهدي وأنا هشرح لك كل حاجة، والله مش زي ما أنت مفكر.”
صمتت قبل أن تكمل حديثها عندما تلقت صفعة قاسية على خدها من هذا الثور الغاضب، الذي قال بصراخ:
عاصي (بصراخ):”انتي تخرسي خالص، مش عاوز أسمع صوتك!”
ثم قبض على ذراعيها من المنتصف في مكان الحقنة، فصرخت من شدة الألم. ازداد هو عنفاً، وأردف قائلاً بغضب وصوت عالٍ وهو يهز جسدها بعنف:
عاصي (بغضب):”عاوز أعرف من إمتى وانتي على علاقة بالجدع ده؟ انطقي بدل ما أخلص عليكي!”
تجيب هي ببكاء وصوت ضعيف:
حنين (ببكاء): “سبني يا عاصي بالله عليك، مش قادرة… هموت. حرام عليك، أنت مش فاهم حاجة، اهدي وهفهمك كل حاجة، والله مش زي ما أنت مفكر.”
يتبع
الفصل التاسع
في المستشفى، ظلت حنين تصرخ وتتوسل إلى عاصي أن يتركها، لكنه كان مثل الوحش بلا رحمة في قلبه، كأنه غائب عن الواقع، أشبه بوحش جائع يريد فقط القضاء على فريسته ليشبع رغبته في القضاء عليها. بينما كانت هي تبكي وتصرخ كطفلة صغيرة تائهة في غابة مليئة بالذئاب، لا أحد يرحم ضعفها وبؤسها. كل منهم يريد أن يحصل على قطعة من جسدها، والجميع ينهش في قلبها الصغير الذي لم يتمنَّ سوى الخير للجميع. شعرت هذه الطفلة الصغيرة باليأس من صرخاتها التي أرهقت حنجرتها، ومن الآلام التي جعلت قلبها يتمزق إلى أشلاء، ومن التوسل بالمغفرة من ذلك الوحش الذي لم يرحمها ولم يرحم ضعفها؛ فقررت الهروب والذهاب إلى عالم آخر، عالم بلا ألم ولا عذاب، حيث لا يوجد فيه أحد غيرها.
كان عاصي يصفعها على وجهها بلا رحمة، كان عنيفًا أشبه بذئب مفترس. لم يبتعد عنها إلا عندما شعر بثقل جسدها بين يديه، نظر إليها بفزع عندما رآها أشبه بجثة هامدة بلا روح، لا شيء يثبت أنها على قيد الحياة. نظر بذعر إلى وجهها المتورم وأنفها الذي ينزف بشدة. وضع يديه على شفتيها المتشققتين من شدة الانتفاخ الذي أصابهما، وصرخ بذعر وخوف وقلق حقيقي وهو يضمها إلى صدره غير مصدق أنه هو من فعل بها ذلك. لا يصدق أنه نفس الشخص الذي تعهد بحمايتها والوقوف بجوارها ليكون لها سندًا قويًا لا يمل ولا يسمح لأحد بإيذائها. لكن ماذا فعل الآن؟
**عاصي (بصوت مملوء بالندم):** “حنين… حنين… حبيبتي افتحي عينيكِ! أنا آسف، والله مش عارف إزاي عملت كده. أنا… أنا آسف. افتحي عينيكِ يا حنين، عشان خاطري، افتحي عينيكِ.”
لكن كل هذا كان بلا فائدة. لم تجبه ولم تسمع له. لقد ملت منه ومن هذه الحياة القاسية التي لم تضحك لها يومًا. بينما استيقظ هو من هول الصدمة، حملها على ذراعيه وركض بها نحو الخارج، يصرخ طالبًا النجدة من أحد الأطباء لإنقاذ حبيبة قلبه مما فعله هو بها. جاء أكثر من طبيب على صوت صراخه، وأردف أحد الأطباء قائلاً باستفهام:
**الطبيب:** “خير يا أستاذ عاصي، أقدر أساعدك في إيه؟”
**عاصي (بذعر):** “حنين… حنين… مراتي مش…”
ثم صمت، ينظر إليها، تغلغلت عيناه بالدموع، لا يتحمل فكرة أنه هو من فعل بها ذلك. لقد نسي لماذا فعل هذا وثقل لسانه عن النطق. نظر الطبيب إلى حنين التي ليس هناك شيء يثبت أنها ما زالت على قيد الحياة، فصرخت إحدى الطبيبات الواقفات قائلة بفزع مما رأت:
**الطبيبة (بفزع):** “يا لهوي! مين المتخلف اللي عمل فيها كده؟ البنت دي تعرضت للاعتداء، لازم نعمل محضر.”
صرخ عاصي بها قائلاً:
**عاصي (بغضب):** “هو ده اللي شغلك؟ ما تشوفي شغلك الأول وبعدين دوري على المحضر والزفت. دي مراتي يا دكتورة وكنا بنتناقش والشيطان دخل بينا ورفعت إيدي عليها من غير قصد.”
أجابت الطبيبة بغضب ورفعت صوتها بشدة قائلة:
**الطبيبة (بغضب):** “إنت إنسان متخلف! إزاي ترفع إيدك عليها بالشكل ده؟ وإيه الذنب العظيم اللي عملته يخليك توصلها للحالة دي؟”
غضب عاصي بشدة من تلك الطبيبة الوقحة التي تخطت حدودها ورفعت صوتها عليه:
**عاصي (بغضب شديد):** “أظن أن ده مش شغلك يا هانم. ولو ما كنتيش واحدة ست كنت عرفتك مين المتخلف.”
يقطع هذا النقاش صوت الطبيب قائلاً:
**الطبيب (مهدئًا):** “اهدى يا أستاذ عاصي، أنا بعتذر لك نيابةً عن الدكتورة إيمان. هي لسه جديدة في الشغل.”
ثم ينظر إلى الطبيبة قائلاً:
**الطبيب:** “لو سمحتي روحي شوفي شغلك يا دكتورة إيمان.”
ثم ينظر إلى عاصي وهو يشير بيده إلى إحدى الغرف قائلاً:
**الطبيب:** “وأنت يا أستاذ عاصي، لو سمحت، دخل المدام أوضة الكشف وما فيش داعي للتوتر. إن شاء الله هتكون كويسة.”
أجاب عاصي قائلاً دون أن يلاحظ من أتى، فقد كان ينظر إلى حنين بندم على ما فعل بها:
**عاصي (بهمس):** “ربنا يسمع منك وتكون كويسة. أنا مش عارف إزاي عملت كده وأنا عارف إنها حامل.”
أجابته نوال التي أتت بصحبة كلٍّ من نوران وقاظم من أجل الاطمئنان على زوجها نبيل وسمعت آخر شيء تفوه به عاصي:
**نوال (بدهشة):** “هي مين دي اللي حامل، يا عاصي يا ابني؟”
—
**في منزل خالد:**
تنزل سلوى ركضًا من على الدرج وهي تصرخ باسم شقيقها خالد قائلة:
**سلوى (بصوت مرتفع):** “خالد… يا خالد، الحقني يا خالد!”
ينهض خالد من على مائدة الإفطار ناظرًا إلى تلك التي تسارع قدميها وهي تهبط من على الدرج قائلاً بتساؤل، وعلامات الاستفهام واضحة بوضوح الشمس على ملامح وجهه:
**خالد (بقلق):** “خير، مالك يا سلوى؟ في إيه على الصبح؟”
تقف تلك الملعونة أمامه وهي تضع يديها على ذراع شقيقها، واليد الثانية تضعها على صدره، وتحارب من أجل التقاط أنفاسها. تفوهت قائلة:
**سلوى (بصوت متقطع):** “نبيل… يا خالد.”
يقطعها خالد قبل أن تكمل ما تريد قوله، قائلاً بقلق وصوت عالٍ وهو يضغط على ذراعيها بقوة دون أن يشعر بما يفعله:
**خالد (بقلق شديد):** “نبيل؟ مالُه نبيل؟ انطقي! صاحبي مالُه؟”
وقفت هي تحدق إليه في صمت، كانت تتذكر شيئًا حدث في الماضي…
—
**فلاش باك:**
تجلس تلك الملعونة، سلوى، في السيارة أمام منزل عائلة عاصي، تنظر إلى صندوق صغير بجوارها على المقعد الآخر، بينما تضع سماعة الهاتف على أذنها وتتحدث إلى شخص ما:
**سلوى (بقلق):** “إنت متأكد إنها هتقدر تنفذ اللي أنا عاوزاه؟”
يجيب المتصل قائلاً بثقة:
**المتصل (بثقة):** “إنتي بس حطيها قدام اللي انتي عاوزاه تخلصي منه، واتفرجي على اللي ها يحصل بعدين. اللي معاكي ده أسرع من طلقة سلاح، وسمها مش بيدخل جسم حاجة وتعيش حتى لو عملوا المستحيل.”
**سلوى (بتوتر):** “إنت متأكد من كلامك ده؟”
يجيب المتصل قائلاً:
**المتصل:** “أيوة، متأكد 100% من كل حرف بقوله لحضرتك.”
**سلوى:** “طيب افرض حد لحقها وأخدوها على المستشفى، ممكن تعيش؟”
يجيب المتصل قائلاً:
**المتصل:** “لو اتعمل تغيير دم، مش تعيش بس أكتر من أسبوع أو اثنين، مش أكتر. سم الحية ده سم خبث، مش بيطلع مكان ما بيدخل. بس خدي بالك، لو حصل لها حاجة، إحنا متفقين على مليون جنيه…”
—
**عودة إلى الحاضر:**
تستيقظ تلك الملعونة من ذكرياتها قائلة بعلم:
**سلوى (بجفاء):** “نبيل في المستشفى بين الحياة والموت…”
يحدق إليها خالد للحظات، ولا يصدق ما تقول له تلك الملعونة. تفوه بذهول قائلاً بعدما استوعب ما قالت:
**خالد (بدهشة):** “إنتي بتخرفي؟ بتقولي إيه؟”
—
**في المستشفى عند الشباب…**
يقف محمد يحدق إلى الهاتف الذي بين يديه وهو يتساءل عن سبب تجاهل حنين له:
**محمد (بدهشة):** “غريب… حنين مالها مش بترد عليا ليه؟”
وفجأة، ينظر خلفه بفزع عندما قال أحدهم:
**صوت مجهول:** “حنين مين اللي لازم تعمل عملية إجهاض يا محمد؟”
يحدق محمد إلى كل من علي وزياد اللذين أتيا وهو يتحدث على الهاتف ولم يلاحظ حضورهما. أجاب بتلعثم قائلاً وهو يحاول أن يهرب من هذا المأزق:
**محمد (بتوتر):** “إنت بتقول إيه؟”
أردف زياد قائلاً بعصبية:
**زياد (بغضب):** “ما تتوهش كتير يا محمد. إحنا سمعنا كل حاجة. قول، حنين مين اللي هتعمل إجهاض وليه؟”
أجاب محمد قائلاً وهو يغادر من أمامهم خوفاً مما سيحدث:
**محمد (بتهرب):** “إنتو أكيد حصل لكم حاجة. إجهاض إيه اللي بتقولوا عليه؟ أنا هروح أطمن على رياض.”
يوقفه علي قائلاً بغضب وهو يقبض على معصمه:
**علي (بغضب):** “استنى عندك يا زفت! انت فاهمنا الأول في إيه. حنين هتعمل إجهاض ليه؟ وهي حامل منين أصلاً؟”
أجاب محمد بغضب مصطنع وهو يسحب معصمه من يد علي بعنف:
**محمد (بغضب):** “أفهمكم إيه بس؟ إنتو بتخرفوا، مش عارف بتتكلموا عن إيه أصلاً. وبعدين، حنين هتعمل إجهاض ليه؟”
وفجأة يسقط أرضاً بسبب لكمة قوية تلقاها من يد قاسية. يحدق الجميع إلى صاحب هذه اليد بذهول. تفوه زياد بدهشة قائلاً:
**زياد (بدهشة):** “عاصي؟ إنت بتعمل إيه هنا؟”
—
**استوب**
انتظرو الفصل القادم إن شاء الله.
تكملة الرواية بعد قليل
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
التعليقات