رواية جريمة في العلن الفصل الثامن 8 بقلم هنا عادل
رواية جريمة في العلن الجزء الثامن
رواية جريمة في العلن البارت الثامن
رواية جريمة في العلن الحلقة الثامنة
ولدت حوا لواحدها، رغم صعوبة الوضع وجهلها بيه الا انها اجبرت نفسها على انها تتحمل الوجع والموقف كله وهي لواحدها، بتتألم وبتصرخ بصوت مكتوم فى لحظة مينفعش يتكتم فيها صوت، لكن هي مش بتعمل كده بسبب خوفها من الناس، لكن هي بتعمل كده لأنها خايفة على الطفل اللى جه للدنيا من غير ما يكون له اي ذنب، ضمته فى حضنها والدم لسه عليه، قطعت الحبل السري بأسنانها وكأنها سكاكين، لفيت جلابيتها عليه وكشفت عن رجليها، بس هي كانت عايزة تحسس الطفل بالدفا حتى لو هي هتكشف جسمها، وقت فات وهي مع طفل مولود لواحدها موجوعة ومبتسمة رغم الدموع اللى فى عنيها، بصاله وهو هادي وساكت وجميل، حسيت انها تعبانة زيادة عن اللزوم، دايخة وجسمها كله واجعها، حاولت تتمالك نفسها وقامت بصعوبة وماشية بوجع وكأنها مُسنة لكن كل اللى بتحاول تتمسك بيه هو المولود اللى مش عارفة مين ابوه، لكن اللى متأكدة منه انه ابنها وهي امه، ورجعت اوضتها وشافها الحاج حسين وهي داخلة البيت بحال ميتوصفش، جرى ناحيتها بسرعة اول ما شافته مديت ايديها له بأبنها ووقعت من طولها، دخل يجري بالطفل على الاوضة حطه على الكنبة وغطاه ورجعلها يحاول يفوقها بالمياه مرة وبالبصل مرة لحد ما حاولت ترجع لوعيها تاني، بالعافية قامت من مكانها وسندها لحد ما قعدت على الكنبة، اتكلم معاها الحاج حسين وقال:
هكلم الست سعاد تيجي، انتي حالتك بقيت صعبة يا حوا وانا مش قادر عليكي.
هي ساكتة وباصة للمولود اللى جنبها ومبتسمة، مسك الحاج حسين مسند محطوط على الكنبة وحطه على الارض وشال الطفل نيمه على الارض وقال تاني لحوا اللى مبتنطقش بكلمة:
انا هحمي العيل الصغير ده من اللى عليه، وانتي لو تقدري تيجي على نفسك وتنضفي نفسك وتستحمي علشان تاكلي وترضعيه، ده عيل مالهوش ذنب يجوع.
ضحكت وساكتة قام هو ولع الوابور وحط حلة كبيرة فيها مياه وخرج برة الاوضة ورجع بعد شوية ومعاه حاجات كتير، كانت المياه سخنت، شال الحلة وحطها فى الحمام وقسم المياه وبردها كمان وطلع بحلة صغيرة فيها مياه و قال لحوا:
قومي يابنتي انا بردتلك مياه، ادخلي رشي جسمك وانا هحمي الواد.
سمعت كلامه من سكات، اخدت جلابية وهدوم ليها وقامت بصعوبة وبتتحرك بتعب راحت عملت اللى طلبه منها الحاج حسين، ابتدا هو يحمي الطفل بعد ما كبّر له فى ودانه، الطفل جميل ونظرته جميلة، بيحميه الحاج حسين وهو بيكلم نفسه:
لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يأذي المؤذي، منه لله اللى جابك الدنيا وهرب منك.
الطفل غمض عنيه، خلص الحاج حسين ودفا الطفل ولبسه هدوم صغيرة وحطه على المسند اللى على الارض، قام من مكانه وقرر يعمل لحوا حاجة تاكلها واتعامل كأنه امها مثلا لأنها صعب عليها تعرف تتعامل مع اللى بيحصل معاها ده كله لواحدها، فعلا عقبال ما خلصت حمامها هي وطلعت كان سلق لها فرخة وعملها شوربة وقرر يأكلها بأيديه، كانت بتاكل وعنيها عن ابنها اللى على الارض وابتدا يعيط، اتكلم مع الحاج حسين وقال:
خدي ابنك فى حضنك ورضعيه يا حوا، انا هوصل البيت اجيبلك شوية حاجات كده تخليهم عندك لحد الصبح، وبكرة ابقى اشوف طلباتك انتي وابنك واجيبهالك….الا هتسميه ايه صحيح؟
حوا ساكتة وبتكمل اكلها وباصة لأبنها، شال الحاج حسين وحطه على رجليها واخد منها اكلها وقال لها:
خدي بقى قادر شبعيه هو كمان زي ما انتي شبعتي.
ابتسمت اكتر وهي بتقول:
قادر…قادر!
ابتسم الحاج حسين بحزن وقال:
عجبك الاسم؟
ردت وقالت:
قادر…قادر.
سابها الحاج حسين وهو بيقولها:
يبقى قادر، ربنا يقدره ويعرف يعيش وسط الناس.
شرح لها هتأكله ازاي وخرج وسابها، ضمته لصدرها وابتديت ترضعه وهو ابتدا يحس بالشبع وينام، وفعلا راح فى النوم حطيته على الكنبة ونامت جنبه ومحسيتش بنفسها، حتى الحاج حسين لما رجع ودخل الاوضة اللى كان رادد بابها لحد ما يرجع شافهم الاتنين رايحين فى النوم، ساب الحاجة اللى فى ايديه وقفل الباب وخرج من الاوضة رجع بيته، وفاتت على حوا اول ليلة مع ابنها اللى جابته للدنيا من غير ما يكون لها رغبة فى وجوده، لكن حنيتها عليه بوصوله متقولش ابدا ان اللى اتجننت بسبب اللى حصل فيها دي هي نفسها اللى عايزة تخبيه من الدنيا فى حضنها…فاتت الليلة وطلع النهار، مع طلعة النهار كان بيخبط الحاج حسين والست سعاد على باب حوا اللى كانت صاحية وبتأكل ابنها، قامت فتحت الباب ودخلت الست سعاد ودخل الحاج حسين ومعاه حاجات كتير، اكل وحاجات لقادر وسعاد دخلت تجري عليهم وبتساعد حوا تغطي جسمها وهي بترضع قادر، اتكلم الحاج حسين:
هروح انا بقى الدكان ياست سعاد، لو عايزاني ابعتيلي حد من على الباب.
فعلا سابهم ومشي وقعدت سعاد جنب حوا على الكنبة بتتفرج عليها وعلى حنيتها البريئة مع طفل لسه مش عارف ايه اللي هيستناه فى الدنيا، خلصت حوا رضاعته لأن الست سعاد قالت:
بيعيط علشان تلاقيه عايز يغير يا حوا، تعالي اعلمك تغيريله ازاي، انتي عارفة مش كنتي بتغيري لأخواتك فى الدار؟
مديت حوا ايديها بقادر وعطيته لسعاد اللى ابتديت تقلعه هدومه وتمسحله جسمه وطلعت له هدوم جايباها معاها وغيرتله، هدا قادر خالص ونام، حطيته سعاد على المسند اللى جنب الكنبة وهي بتقول:
كده كده مش هيتقلب، متخافيش مش هيقع يعني.
ضحكت حوا وباصة لقادر، اتكلمت سعاد:
هنعمل ايه بقى يا حوا؟ العيل ده لازم يتسجل، ولازم يبقى له شهادة ميلاد، ولازم يبقى له حد يراعيه.
ضحكت حوا وهي باصة لقادر النايم وابتديت تشاور على نفسها ببلاهة:
انا…انا..انا يراعيه، انا.
سعاد:
مش هتعرفي بالحالة اللى انتي فيها دي يابنتي، بصي يا حوا، انا هاخده الدار معايا، واحاول اشوفلك شغلانة هناك بس هتكلم معاهم الاول.
حوا بتضحك:
انا…انا يراعيه انا.
سعاد:
مبقيتش عارفة اتفاهم معاكي، لاحول ولا قوة الا بالله.
سابتها الست سعاد وطلعت للحاج حسين وقعدوا يتكلموا واتفقوا:
خلاص يا حاج حاول انت تخلي بالك منهم بس لحد ما اخلص انا موضوع الدار ده، معلش غصب عني اني ابقى سايباك معاها لواحدك، انت عارف ظروفي.
الحاج حسين:
فى عنيا ياست سعاد، شوفي بس ايه اللى هيتم بس بسرعة، العيل ده لازم يتسجل، ومتشيليش همهم اعتبريها بنتي وانا هراعيها.
وفعلا مشيت الست سعاد بعد ما قضيت اليوم فى البلد مع حوا وقادر والحاج حسين، رغم حنية اهل البلد عليها لما وصلت وابتديت تتعامل معاهم، الا ان فكرة حملها فى طفل وهي مش متجوزة دي خليت الناس تقلق منها، ولما اتجننت كمان الخوف منها بقى اكبر، وعلشان كده ملقيتش حد يساعدها غير الحاج حسين، فات يوم واتنين وتلاتة، اتأقلمت حوا على طريقة رضاعة قادر وعرفت تغيرله هدومه ازاي، وكمان كان الحاج حسين متكفل بيهم وبطلباتهم، لحد الليلة الرابعة، رضعت حوا قادر ابنها وغيرتله هدومه وراح فى النوم، حطيته على الكنبة وغطيته وطلعت من البيت، اتحركت فى هدوء فى البلد اللى كل اللى فيها في بيته فى الوقت ده، الليل مالي الدنيا، هدوء وصوت الزرع وهو بيتحرك وبيتمايل بس هو اللى مسموع، رغم نظراتها المجنونة وشكلها الغريب الا انها كانت عارفة هي رايحة فين، بخطوات مش مسموعة وشباك ارضي مقفول بستارة قررت تنط بهدوء وحركات محدش حس بيها بسبب الراديو اللى شغال وصوته مش واطي، حافية وبتحسس على الارض وهي بتتحرك علشان محدش يلاحظ وجودها، ومن بين عقب الباب المفتوح نص فاتحة بصيت وشافته نايم على الكنبة العربي وجنبه شيشة الحجر بتاعها والع وكوباية الشاي على الارض جنب الشيشة وهو بيغني مع اغاني الراديو اللى شغالة، مديت ايديها حوا تحت جلابيتها وطلعت سكينة كبيرة بتلمع من حدتها، قربت بهدوء وهو مش حاسس بيها ومع الدوشة اللى هو عاملها، ودخان الشيشة اللى كان عليها قرف من اللى بيشربه ومتعود عليه كان سببه فى شبورة مالية المكان مش موضح الرؤية الا ان حوا قدرت تحدد هدفها وفي اقل من لحظة كان حد السكينة بيتحرك على رقبة واحد من الاربعة اللى قتلوها يوم ما قرروا يغتصبوها ويسيبوها مرمية بين الحيا والموت وهربوا…وفصلت حوا رأسه عن جسمه ومسكتها فى ايديها بمنتهى السعادة والابتسامة على وشها وهي بتحط رأس واحد من المغتصبين فوق الصاج اللى على الوابور اللى كان مولع عليها فحم الشيشة، وسابته جسمه فى مكان ورأسه فى مكان والدم مالي المكان وخرجت من الاوضة بنفس الطريقة اللى دخلت بيها…ولا من شاف ولا من دري، وكأن البلد ده مكتوب عليها ان كل المصايب اللى تحصل فيها محدش يحس بيها ابدا، ورجعت بيتها وبمنتهى الهدوء وبعد ما خلصت من الدم اللى على السكينة وغيرت جلابيتها وغسلتها….نامت جنب قادر اللى كان لسة مصحاش بمنتهى الهدوء وقالت اول جملة عاقلة من وقت اللى حصل:
وجيبتلك حقك من الاول يا قادر.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جريمة في العلن)
التعليقات