التخطي إلى المحتوى

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل التاسع عشر

مديحة: مالك يا عزة؟
سلوى: أكيد عمر مضايقها.
مديحة: مش هيرتاح إلا ما يجيب لها جلطة.
مني: لا حول ولا قوة إلا بالله، معقولة بعد الحب ده كله يزعلك؟

سلوى: اتكلمى يا حبيبتى، قولى مالك؟ أختك تعبانة؟ أشارت عزة بالنفى، وزاد نحيبها، وكانها تبكى كل مرارات وأحزان العمر، تبكى يتمها وفقرها، تبكى عشر سنوات أفنتها في حب رجل أعطت له كل شئ وفي المقابل لم تجن سوى الجحود والخذلان والتحقير، تبكى حظا عثرا أوقعها في حب رجل مشغول بغيرها، رجل من عشرتها الأولى له أدركت أنها لم ولن تدخل قلبه أبدا، وأنها ستكون مجرد خادمة له، لكنها أحبته وتعلقت بالأمل في دخول قلبه بهذا الحب.

اقتربت منها مديحة بود وقالت: أهدى يا عزة، حرام عليكى نفسك وأولادك، لو جرالك حاجة ما حدش هينفعك ولا ينفعهم،
سلوى: سيبوها تهدى خالص، وتتكلم براحتها.

لم تحافظ سميرة على ثقة عبد الرحمن فيها، أنشأت حسابا على الفيس بوك رغم انه حذرها من هذا البرنامج بالتحديد وكل برامج التواصل الاجتماعي، حرصت على جعل البرنامج في الملفات المخفية، لا تفتحه إلا عندما تكون وحدها. ولنيل ثقة عبد الرحمن أكثر لم تقم بعمل كلمة سر للموبايل، تتركه لأولادها يلعبون عليه، تتعمد فعل هذا في وجود عبد الرحمن.
بحثت سميرة عن حساب عمر على الفيس بوك حتى عثرت عليه، ظلت تتابعه في صمت.

نفس الشئ الذي سبق أن فعله عمر، لكنه فشل في العثور على حسابها، لأنها اختارت اسما وهميا وليس اسمها الحقيقى، حيث كان اسم حسابها أسيرة الماضى.
زميلة 1: اللى بتعمليه ده خيانة على فكرة.
سميرة: أنا بأعمل إيه؟
زميلة 1: جوزك عارف أنك عاملة حساب على الفيس بوك؟
سميرة: لا طبعا، ولو قلت له مش هيفهم وهيقول حرام، وكانى جايبة الأصدقاء دول أوضة نومى مش في عالم افتراصى.

زميلة 2: معلش يا سميرة طالما ده تفكير جوزك يبقى كان لازم تحترميه وما تعمليش حساب على الفيس.
سميرة: أنا بأفك عن نفسي شوية وما بأعملش حاجة غلط، وكل صديقاتى ستات وكل الصفحات اللي متابعاها دينية أو اجتماعية.
زميلة 1: هي بتبتدى كدة، شوية شوية هتلاقى نفسك بتدورى على حساب عمر، والله أعلم هتعملى إيه بعد كدة.
سميرة: خلاص عمر انتهى بالنسبة لى.

زميلة 2: انتى بتكدبي على نفسك والا علينا؟ ده حتى اسم حسابك أسيرة الماضى.
سميرة: هو الماضى لازم يكون رجل، أى حاجة حلوة في الماضى.
زميلة 3: خليكى في الحاضر والمستقبل أحسن، واوعي تلعبي بالنار يا سميرة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *