التخطي إلى المحتوى

رواية أوتار العشق الفصل الأول 1 بقلم ميار زاهر

رواية أوتار العشق الجزء الأول

رواية أوتار العشق البارت الأول

أوتار العشق

رواية أوتار العشق الحلقة الأولى

كان الصباح هادئًا في فيلا “محمد الدمنهوري”، حيث الشمس تتسلل بخجل من خلف الستائر الثقيلة إلى أرجاء الصالة الواسعة. جلس “محمد الدمنهوري” في مكانه المعتاد على الأريكة، يتأمل بإمعان تلك اللوحة الكبيرة التي تزيّن الجدار المقابل.
في تلك اللحظة، ظهر حسام، شاب طويل القامة، حاد الملامح، بملابسه الرسمية الأنيقة، يسير بخطوات ثابتة باتجاه جده.
محمد وهو يبتسم: “تعالى هنا يا حسام، عاوز أشوفك قبل ما تروح الشركة.”
اقترب حسام وجلس بجانبه.
حسام: “صباح الخير يا جدي.”
محمد: “صباح الخير يا ابني.. عامل إيه؟”
حسام بابتسامة خفيفة: “الحمد لله، كويس.”
محمد وهو يتأمله بنظرة تحمل الكثير: “الشركة أخبارها إيه؟”
حسام: “كل حاجة تمام، الأمور ماشية زي ما إحنا عايزين.”
هز محمد رأسه باستحسان ثم قال بنبرة جادة: “طب إيه يا حسام، مش ناوي تفكر في حياتك شوية؟”
حسام متفاجئًا: “حياتي؟ قصدك إيه؟”
محمد: “أقصد الجواز.. يا ابني أنت كبرت ولازم تطمنّي عليك. أنا مش هفضل عايش على طول.”
حسام وهو يحاول التملّص من الموضوع: “يا جدي إيه الكلام ده؟ لسه بدري على الحاجات دي.”
محمد بحزم: “بدري إيه؟ أنت عندك 32 سنة، وكل الناس في سنك عندهم بيت وعيلة. مش هطمن غير لما أشوف حفيدي في حضني.”
حسام وهو ينظر بعيدًا محاولًا الهروب من عيني جده: “يا جدي، خلينا في الشغل دلوقتي. الجواز ده نصيب، ومش بحب أتكلم في الموضوع ده.”
محمد بضحكة صغيرة: “يا بني ده إحنا اللي بنجيب النصيب، مش هو اللي بيجي لوحده.”
صمت حسام للحظات، ثم وقف استعدادًا للذهاب.
حسام: “أنا لازم أمشي عشان الشركة.”
محمد مبتسمًا: “خلاص، روح ربنا معاك. بس متنساش اللي قلته لك.”
في الشركة:
وصل حسام إلى الشركة، حيث كان الجميع يسيرون بنشاط في أروقة المبنى الضخم. دخل مكتبه الواسع وألقى حقيبته على الطاولة قبل أن يجلس على كرسيه.
وبينما كان يتابع بعض الملفات، رنّ هاتفه فجأة. نظر إلى الشاشة ليجد أنها مكالمة من جده.
حسام مستغربًا: “جدو تاني؟ خير يا جدو؟”
محمد بنبرة حماسية: “تعالى الفيلا بعد ما تخلص شغلك، في موضوع مهم لازم نتكلم فيه.”
حسام مترددًا: “موضوع إيه؟”
محمد بحزم: “لما تيجي تعرف.”
أغلق حسام الهاتف وهو يتنهد بضيق.
حسام لنفسه: “هو إيه اللي جدي مخبيه؟”
في المساء – الفيلا:
عاد حسام إلى الفيلا متعبًا بعد يوم طويل من العمل. دخل إلى الصالة ليجد جده جالسًا يتحدث مع أحد على الهاتف، وتبدو السعادة واضحة على ملامحه.
محمد فور أن رأى حسام: “تعالى يا حسام، كنت لسه بتكلم مع صاحب عمرى.”
حسام بفضول: “صاحب عمرك؟ مين ده؟”
محمد مبتسمًا: “أحمد، صاحبي من أيام المدرسة.. مكناش بنتكلم من سنين.”
حسام جلس بجانب جده: “وإيه المناسبة يعني؟”
محمد وهو يضع الهاتف على الطاولة: “بنته جاية من أمريكا بعد يومين. وكنت بفكر أستضيفها عندنا بدل ما تقعد لوحدها في الأوتيل.”
حسام بانزعاج: “إيه الكلام ده يا جدو؟ ليه يعني؟”
محمد بنبرة هادئة: “بنت محترمة وما يصحش تترمي في أي مكان. وبعدين هتشتغل معانا في الشركة.”
حسام وهو يحاول الاعتراض: “وأنا مالي بالكلام ده؟”
محمد مبتسمًا: “مالك إيه؟ بكرة هتروح المطار تجيبها بنفسك.”
حسام بحدة: “أنا؟! يا جدو مالكش دعوة بالنصيب اللي بتفكر فيه، مش هينفع.”
محمد وهو يضحك بخبث: “هنشوف يا حسام.. هنشوف.”
بعد يومين – المطار:
كان حسام يقف في صالة الانتظار، يرتدي بذلته السوداء الأنيقة، ووجهه عابس كعادته. كان ينتظر تلك الفتاة التي أصر جده على استقبالها بنفسه.
وفجأة ظهرت فتاة شابة، ترتدي ملابس بسيطة وأنيقة، بشعرها الطويل المنسدل وملامحها الهادئة. كانت ليلى تحمل حقيبة سفر صغيرة وتنظر حولها بترقب.
حسام بصوت بارد: “أنتِ ليلى أحمد؟”
ليلى بابتسامة خفيفة: “أيوه، وأنتَ؟”
حسام وهو يمد يده نحو الحقيبة: “حسام الدمنهوري.. تعالي معايا.”
ليلى مستنكرة: “مش شايف إنك مفروض تسألني عن رحلتي الأول ولا تسلّم عليّ زي الناس؟”
حسام وهو ينظر لها ببرود: “مش مهم التفاصيل، يلا عشان جدو مستنيك.”
ليلى بتذمر: “واضح إن الاستقبال كان حار أوي!”
صعد الاثنان إلى السيارة، وظل الصمت يخيّم على الأجواء طوال الطريق. كانت ليلى تنظر من النافذة بين الحين والآخر، بينما حسام كان يقود السيارة بوجه جامد.
الوصول إلى الفيلا:
عندما وصلا إلى الفيلا، استقبل محمد ليلى بحفاوة شديدة، بينما كان حسام يقف بعيدًا مكتّف اليدين.
محمد بابتسامة دافئة: “أهلًا بيكي يا بنت أحمد.. نورتينا.”
ليلى بابتسامة لطيفة: “شكرًا يا عم محمد، ربنا يخليك.”
محمد وهو ينظر إلى حسام: “حسام، خد ليلى وورّيها أوضتها.”
حسام بتذمر: “حاضر يا جدو.”
صعد حسام أمام ليلى إلى الطابق العلوي، وفتح لها باب الغرفة.
حسام: “أهي أوضتك، لو محتاجة حاجة قولي لجدو.”
ليلى ساخرة: “وأنتَ؟ مش موجود في الصورة يعني؟”
حسام ببرود: “أنا مشغول، ومليش دعوة.”
ليلى وهي تضحك: “واضح إننا هنكون أصحاب أوي!”
في الأسفل، جلس محمد في الصالة وحده وهو يبتسم بخبث: “لسه بدري يا حسام، هتشوف أيام ما شفتهاش قبل كده.”
بعد أن أغلقت ليلى باب غرفتها، ألقت حقيبتها على السرير وجلست تتأمل الغرفة الواسعة.
ليلى لنفسها وهي تبتسم: “واضح إني دخلت مغامرة من نوع تاني.. حسام ده عايزله دكتور نفساني!”
في تلك اللحظة، طرق الباب بخفة.
ليلى بصوت مرتفع: “مين؟”
محمد من الخارج: “أنا يا بنتي.. ممكن أدخل؟”
ليلى وهي تقف بسرعة: “طبعًا يا عم محمد، اتفضل.”
فتح محمد الباب ودخل بخطوات هادئة، ينظر حوله ليطمئن أنها مرتاحة.
محمد بابتسامة دافئة: “أخبار الأوضة إيه؟ مرتاحة؟”
ليلى مبتسمة: “جميلة، بس حسيت إنها أكبر من اللازم.”
محمد بضحكة صغيرة: “عادي يا بنتي، إحنا بنحب الراحة. وبعدين دي فيلا بسيطة، مش قصر يعني.”
ليلى وهي تضحك بخفة: “لو ده بسيط، يبقى القصور شكلها إيه؟”
محمد جلس على أحد المقاعد وبدأ حديثه معها بلطف: “أنا عارف إن جاي من السفر، ولازم ترتاحي. بس حبيت أطمن عليكي وأقولك إنك هنا في بيتك وبين أهلك.”
ليلى بابتسامة امتنان: “شكرًا ليك يا عم محمد، ده كرم كبير منك.”
محمد وهو ينظر إليها بنبرة جادة: “أبوك صاحبي وحبيبي، وأنا شايفك زي حفيدتي بالظبط. لو احتجتي حاجة، قوليلي من غير تردد.”
ليلى بامتنان واضح: “ربنا يخليك، أنا ممتنة جدًا.”
نهض محمد ليغادر وهو يقول: “خدي راحتك، وبكرة نتعشى سوا. وحسام هيكون موجود كمان.”
ليلى بابتسامة خفيفة: “إن شاء الله، شكله مش طايقني من دلوقتي.”
محمد وهو يضحك: “حسام قلبه طيب، بس هو عنيد شوية. حاولي تفهميه.”
خرج محمد تاركًا ليلى تضحك لنفسها: “شكل الأيام اللي جاية هتكون ممتعة أوي!”
اليوم التالي – في الشركة:
كان حسام يجلس في مكتبه يتابع الأعمال كعادته، لكن ذهنه كان مشوشًا. منذ اللحظة التي قابل فيها ليلى، وهناك شيء ما يزعجه.
دخل أحمد، صديقه المقرب، وهو يضحك: “مالك يا حسام؟ شكلك متضايق.”
حسام وهو يرفع رأسه: “مش مضايق ولا حاجة، قول اللي عندك.”
أحمد بابتسامة: “جدو بيقول إنك استقبلت بنت صاحبه. إيه الأخبار؟”
حسام وهو يتنهد بضيق: “موضوع مالوش لازمة، وجدي مصمم يقعدها عندنا.”
أحمد بخبث: “بس هي شكلها لطيفة على ما سمعت.”
حسام بحدة: “ماليش دعوة.. الموضوع ده ملوش علاقة بيا.”
أحمد وهو يضحك: “خلاص يا باشا، هنشوف إيه اللي هيحصل. بس متعملش جامد على الفاضي.”
قبل أن يرد حسام، رنّ هاتفه. نظر إلى الشاشة ليجد رقم جده.
حسام بضيق: “خير يا جدو؟”
محمد بحزم: “عاوزك تيجي تتغدى معانا النهاردة بدري.”
حسام: “مشغول يا جدو.”
محمد بصرامة: “قلتلك تيجي.. ومتناقشنيش.”
أغلق الهاتف دون أن ينتظر رد حسام، الذي تنهد وهو يقول لنفسه: “واضح إن جدو بيخطط لحاجة كبيرة.”
المساء – العشاء في الفيلا:
جلس الجميع على طاولة الطعام، وكان محمد يجلس في المنتصف بين ليلى وحسام. كانت الأجواء هادئة في البداية حتى بدأ محمد الحديث.
محمد مبتسمًا: “إيه رأيك في القاهرة يا ليلى؟”
ليلى وهي تأخذ نفسًا عميقًا: “جميلة.. مختلفة عن أمريكا تمامًا. فيها حياة وروح.”
محمد وهو ينظر لحسام: “وإيه رأيك في شركتنا؟ هتبدأي تشتغلي معاهم قريب.”
حسام وهو ينظر لجده بحدة: “أنا مش فاهم إيه لزمت الكلام ده.”
محمد بجدية: “بنت أحمد هتبقى معانا في الشركة، وأنا واثق إنها هتكون إضافة كبيرة.”
حسام وهو يحاول إخفاء ضيقه: “زي ما تحب.”
ليلى وهي تنظر لحسام بمرح: “واضح إنك مش موافق.”
حسام ببرود: “أنا مالي.. اللي جدو يقوله يمشي.”
محمد وهو يضحك: “خلاص يا حسام، إنت هتتعود.”
انتهى العشاء، لكن التوتر ظلّ معلقًا في الأجواء بين ليلى وحسام. وبينما كانت ليلى تصعد إلى غرفتها، أوقفها محمد قائلاً بابتسامة: “استعدي بكرة، هتنزلي الشركة مع حسام.”
ليلى باستغراب: “أنا؟”
محمد وهو يغمز لها: “أيوه، لازم تتعرفي على الشغل من بدري.”
من بعيد، كان حسام يقف يسمع الحديث وملامحه غاضبة. همس لنفسه: “واضح إن الموضوع ده مش هيعدي على خير.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوتار العشق)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *