التخطي إلى المحتوى

رواية بين الرحيل والبقاء الفصل الثالث 3 بقلم هند حسين

رواية بين الرحيل والبقاء الجزء الثالث

رواية بين الرحيل والبقاء البارت الثالث

بين الرحيل والبقاء

رواية بين الرحيل والبقاء الحلقة الثالثة

نور كانت مصدومة من كلامي وإني إزاي هعمل كده وبدأت تنفعل عليا أكتر وأكتر .
-وتضيعي حبك الوحيد.! ده أنتِ مكنتيش بتحلمي غير إنك تبقي مع أحمد وبس.
رديت ظاهريًا بلامبالاة لكن جوايا كسرة ووجع وقلت :
-وهو ضيعني من إيده فعادي يعني
-عادي ..!!
-آه عادي هو إنتوا عايزني لحد إمتى أفضل كده ؟!
أنا اللي أدور عليه وأنا اللي أحب وأنا اللي أهتم وأنا وأنا وأنا ..أنا تعبت ومش حمل أي تعب تاني وكفاية كلام في الموضوع ده لأنه انتهي ومفيش فيه رجوع ممكن منتكلمش فيه تاني.
نور لما لقيتني انفعلت وبدأت دموعي تظهر خدتني في حضنها وقالت :
-حقك عليا أنا آسفة، والله ماقصدي أي حاجة إهدي وكل حاجة هتعدي بإذن الله .
نفسي يحصل زي مابتقول كده كل حاجة تعدي اليوم عدى طبيعي صحيح خالتو كانت متضايقة بس أنا فهمتها الوضع وإني خلاص الموضوع إنتهي بالنسبة ليا وكفاية مشاكل وخناق لحد كده وتقبل بها الكل كان مستغرب تصرفاتي حتي أنا حسيت إني مش نفس البنت اللي كانت بتعمل كل حاجة بطيبة قلب حاسة إني مش أنا اتغيرت والتغير ده قلقني ..!
تاني يوم وأنا في الطريق للشغل طلعت النوت بوك بتاعتي كالعادة بكتب فيها لما بكون متضايقة أو مخنوقة وكتبت ..
لم أعد تلك الفتاةُ السابقةُ كثيرة الضحك ،طيبة القلب ،أصبحتُ فتاةً لا أعرفها ؛فتاةً باهتةٌ،ضائعةٌ بداخلها خيباتٍ متتاليةٌ،جعلت منها إنسانةٌ أخرى لا أحد يعرفها ،حتى هى لم تعد تعرف نفسها.
اليوم كان تقيل في الشغل ضغط جامد وكنت بشوف شغلي وبحاول أثبت نفسي وكمان فرصة ألهي نفسي عن التفكير في اللي حصل وأثناء الاستراحة قعدت أشرب القهوة اللي بحبها وخرجت النوت بوك تاني من شنطتي وكتبت فيها شوية ورجعت أكمل شغل ..
-واضح إنك ممتازة يومين قدرتي تفهمي كل ده!.
خالد كان عاجبه شعلي الحمد لله وكنت مبسوطة بنفسي .
-يعني أنفع
ضحك علي الكلمة لما قلتها وقال :
-طبعًا .
قالها بنبرة ثقة خلتني كنت مبسوطة بنفسي أكتر المهم كملنا شغل ومشيت مع نور بس واحنا في الطريق لاحظت حاجة إن النوت بوك بتاعتي مش موجودة!!.
-مليش دعوة نرجع نشوفها.
-نرجع فين ياندى أنتِ بتهزري وبعدين متخافيش أي حد من العمال هيشوفها هيخليها وبكره بقى نسأل عليها.
-نور أنا كاتبة فيها حاجات مهمة حاجات خاصة عني فاهمة يعني إيه حاجات خاصة!.
كنت متضايقة اليوم كله عليها وخايفة تكون وقعت في إيد حد أنا يمكن عشان متعودتش أخرج بيها في مكان وشغل لأن دي أول مرة أشتغل فكنت بكتب فيها دايمًا وأنا في البيت قعدت اليوم كله وأنا بفكر مين أخدها واللي أخدها ده عمل بيها إيه لدرجة معرفتش أنام من كتر التفكير مش بحب حاجة تضيع مني وكمان حاجة خاصة زي دي مشكلة .
-مش عارفه أنام يانور متضايقة أوي تفتكري حد خدها طب اللي خدها قرأ اللي فيها أنا اتفضحت
نور ضحكت علي اخر كلمة قلتها وقالت :
-يابنتي اتفضحتِ إيه هو أنتِ عملتِ حاجة غلط أكيد لأ نام بالله عليكِ لحسن نتأخر بكره وتبقي مشكلة .
-طيب حاضر.
قلتها بضيق وخنقة بس قررت أنام وأخلص من التفكير اللي في دماغي ده، تاني يوم روحت علي الكافيه اللي بنقعد فيه في الاستراحة وسألت العمال اللي هناك عنها الكل قال محدش شافها وفجأة سمعت من ورايا بيقول :
-ندى بتعملي إيه هنا .!
-مستر خالد أنا كنت ..بدور على..
قطع كلامي وأنا أصلا بقطع في الكلام ومش عارفة أرد وأقول إيه لكن رد عليا وقال :
-تعالي علي المكتب أنا عايزك.
روحت وراه بسرعة لما لقيت ملامحه فيها من الزعل الحزن مش عارفة بس كانت ملامحه واقفه وجد لدرجة إني خوفت:
-ممكن أعرف سايبه شغلك ليه ورايحة هناك بتعملي إيه هو أنتِ شان قولتلك إنك ممتازة فقلتِ خلاص بقى أريح .!
رديت بخنقة وزعل علي النوت بوك بتاعي وقلت :
-حضرتك أنا النوت بوك بتاعي مش لاقياها من إمبارح و…
قطع كلامي وفجأة ظهرت في إيده وقال :
-دي بتدوري علي دي ..هي دي بتاعتك أنتِ؟!.
حسيت إنه مش مصدق إنها ليا بس قلت بضيق وخنقة :
-أيوه بتاعتي ممكن أخدها بقى
-هو أنتِ اتطلقتي ليه؟!.
-وبتسأل ليه هو حضرتك قرأت اللي فيها إزاي تسمح لنفسك تقرأ وتشوف حاجه خاصة لحد تاني حتي لو مش عارف دي بتاعت مين بس ده ميديش ليك الحق إنك تفتحها وتدور فيها و..
-حيلك حيلك إهدي كده، أولا أنا مفتحتها..ش
بص في الأرض كأنه عامل عمله زي العيال الصغيرة وكمل وقال :
-بصراحة شوفت كذا حاجة فيها أنا آسف و..
قطعت كلامه وأخذتها بقوة وقلت :
-ياريت حضرتك متدخلش في خصوصيات الناس بالشكل ده تاني
-أنا آسف أنا أخذتها لما لقيتها في الكافية وآسف بجد إني فتحتها مكنتش أقصد .
كنت متضايقة ومخنوقة ورديت عليه بصوت كله خنقه وضيق وقلت :
-ممكن نشتغل بعد إذنك .؟!
-آه طبعا وبعتذر مرة تانية
-حصل خير
_______________________
-هي اللي قالتلك كده ..؟!
-آه يا مريم هي اللي قالتلي كده ندى قالتلي أسيب الموضوع عليها مستغربة ليه !
-عشان مفيش واحدة بتحب تعمل كده يعني كان على الأقل حاولت ترجعك كده
-مريم ندى هي اللي سابتني مش أنا اللي سبتها
-بس بتحبك أوي على فكرة ومستعدة تعمل أي حاجة عشانك، علي فكرة أنا لو مكانها مكنتش هسيب الشخص اللي بحبه لحد تاني
-وتعيشي مع حد مش بيحبك .!!
-كفاية إني بحبه وهيجي اليوم ويحبني .
-أنا مش معاكِ في الرأي ده وبصراحة ندى عملت الأصلح ليا وليها .
-بصراحة أنا مش مصدقة إنك معايا .
______________________
خلصت شغل وقلت لنور نخرج شوية في أي مكان لأني مخنوقة خرجنا وقعدنا في كافيه المهم نور بصت ليا وقالت :
-تعرفي إنك أنتِ وخالد زي بعض
-زي بعض إزاي يعني عشان مطلقين !.
-لأ قصتكم.
-وإنتي عرفتي قصته من فين؟!.
-الموضوع حصل من حوالي 8شهور والشركة وقتها أنتِ عارفه بقى ما بيصدقوا يعرفوا حاجة عن حد .
لما نور قالت كده انفعلت بعصبية وقلت :
-ياسلام وأنتوا أي حاجة تحصل تقعدوا تحكوا عليها من إمتى كدَا أنتِ يانور!.
-إهدي ياندى أكيد مش أنا يعني هعمل كده أنا بقولك الناس مالك؟!.
حسيت إني انفعلت على نور جامد هديت وقلت :
-معلش يا نور أنا آسفة انفعلت شوية .
-مالك ياندى لسه بتفكري في موضوع أحمد هو أنتِ لسه عايزه تقنعي ماما!.
-أنا مغيرتش رأيي في الموضوع ده بس خايفة
خايفة يكون في يوم من الأيام في أمل إنه يكون معايا وأكون بضيعه من إيدي وفي نفس الوقت كرامتي تعباني أوي وكله إلا كرامتي مش ههين نفسي وخليه يستمر معايا وأنا أصلا حتى اسمي بيغلط فيه إحساس إنك تبقي محتارة مابين قرارين ده صعب والأصعب إن قرار واحد فيهم هيكون هو مصير حياتك ..!
-كان نفسي تفضلوا مع بعض مش عشان أنتِ بنت خالتي أو صحبتي الوحيدة والمقربة ليا ولا علشان هو أخويا بس عشان مش حابة الحب ده يروح أنتِ بتحبيه وهو موهوم بحب مريم دي.
-بس هو مش موهوم إزاي موهوم وهو اليوم كله بينطق اسمها بس أخده عقله وتفكيره وهو بيحبها يبقي إيه تاني بقولك إيه يلا بينا دلوقتي انا هكلم خالتو توافق علي الموضوع ده .
-بس ..
-مبسش يلا بينا
وفعلا روحنا وفضلت أقنع فيها كتير وكانت رافضه:
-إزاي عايزاني أوافق وأنا هبقى شايفه البنت اللي كسرت قلبك وأخذت حب عمرك منك ..؟!
-خالتو حبيبتي هو بيحبها وهى بتحبه بلاش نقف قصادهم أنتِ مش نفسك ابنك يبقي مبسوط.
-أكيد.
-يبقى وافقي عشان خاطري مش يمكن دي بداية جديدة بجد ليا .
-أمري إلى الله موافقة.
خالتو لما قالت كلمتها دمعت وبصت ليا وأخدتني في حضنها وقالت :
-حقك عليا يابنتي، والله تستاهلي اللي أحسن منه الأهبل ده مش ابني بس أهبل .
ضحكت على كلامها وكنت في نفس الوقت خايفة بس قررت مفكرش وأقعد أحسبها وأسيب أموري علي ربنا وقلتلها :
-يلا بقى كلميه فرحيه
-مين أحمد لا برضو كلميه أنتِ أنا لسه زعلانه منه شويه
-طب أنتِ يانو..
قاطعتني وقالت :
-أنا مش موافقة أصلا.
-خلاص ياجماعة في إيه هكلمه أنا.
وفعلا قررت إني أكلمه:
-بجد هو أنتِ عملتِ كده فعلا !!.
-آه عملت كده ليه الكل مستغرب كده المهم كلمها بقى وفرحها سلام .
قفلت وأنا موجوعة بس بقول كده أحسن وجع دلوقتي أحسن ماأتوجع حياتي كلها وبعد أسبوعين
كانت خطوبتهم لأن أهلها رفضوا إنهم يتجوزوا على طول .
“وحين اخترت الرحيل عن البقاء، شعرتُ بنفس تلك الحيرة بين الرحيل والبقاء، ولكن حتى لو كنت لا أريد الرحيل فأنا لا أستطيع البقاء، فالبقاء بلا رغبة يقتل جميع مشاعر الحب فينا،
فمن أراد رحيلك ارحل عنه ولا تفضل البقاء حتى لو أردتُ ذلك .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين الرحيل والبقاء)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *