التخطي إلى المحتوى

رواية “حزن بين أحضان الفرح” – الحلقه الاولى

《معلش يا جوري ، مش هينفع تباتي الليله في المطعم》

نطق المدير هذه العباره مخاطبا “جوري” ، تلك الفتاه السوريه التي قد تم تعيينها مؤخرا ، كمشرفه على قسم الوجبات السوريه في ذلك المطعم الفاخر بالقاهره

رد المدير وهو ينظر الى جوري بشفقه واضحه :

انا اسف يا بنتي

معلش نسيت ابلغك

ان المطعم محجوز الليله لحد الصبح

وعموما هي ليله وتعدي

حاولي تتصرفي بقا

روحي باتي عند اي حد

ردت جوري بحسره :

حضرتك بتعرف انه ما إلي حدا بمصر

والليله كتير برد ومطر

وما فيني ابات بالشارع !!!

وبدي افهم ليه مصمم اترك المطعم الليله

شو بيصير يعني

لو نمت بالمطبخ

بدأ الضجر يعتلي ملامح على وجه المدير :

يا بنتي ما تتعبيش قلبي

المطعم محجوز الليله لشخصيه مهمه جدا

واللهى … انا لولا اني عايش لوحدي

لكنت قلت لك تيجي تباتي عندي

بس عندك “فاتن” زميلتك وصاحبتك

اظن انها مش هتمانع انك تباتي عندها

وانتهى الحوار بأن صاح المدير في كافة العاملين بالمطعم :

يا شباب باقي ساعه واحده

ولازم نقفل

وعاوز المطعم بيلمع

والكل يكون واقف بره عالباب

قبل الساعه دي ما تخلص

كلامي واضح !!!

رد جميع العاملين في المطعم في صوت واحد :

واضح يا افندم

وبالفعل … ، قبل انقضاء تلك الساعه ، كان الجميع قد خرج من ابواب المطعم ، وفي مقدمتهم جوري وزميلتها المقربه “فاتن”

حيث سار الفتاتان بإتجاه موقف الحافلات ، وقد دار بينهما الحوار التالي …

جوري وهي في قمه الخجل :

انا كتير محروجه منك يا فاتن

بس والله ما إلى حدا غيرك الجأ له

وخايفه “منير” زوجك

ينزعج من وجودي

فاتن بنظرة عتاب :

اخص عليكي يا بت

ده انا بعتبرك زي اختي

ده البيت هينور بيكي

والواد “زيزو” ابني هيفرح اوي

لما يعرف انك هتباتي معاه في اوضته

ابتسمت جوري بارتياح وقالت :

والله ما بعرف كيف بدي اشكرك

معروفك فوق راسي يا فاتن

فاتن بانفعال :

جميل ايه بس اللي بتتكلمي عليه ده

بطلي هبل يا بت

خليني بس الحق اكلم منير قبل ما ينام

واخليه ينقل الكنبه

ويحطها جوا اوضه زيزو

بدل ما نتدبس في شيلها انا وانتي

وبالفعل اتصلت فاتن بمنير :

الوووو

بقولك يا منير

والنبي عاوزك تنقل الكنبه من الصاله

وتدخلها اوضه الواد زيزو

عشان جوري صاحبتي

هتيجي تبات عندنا الليله

وفجأه تغير وجه فاتن ، ولاحظت جوري انها بدأت تتحدث مع منير بصوت منخفض ، فتقدمت خطوتين للامام ، حتى تفسح المجال لزميلتها فاتن ، لتتكلم بحريه مع زوجها

وانهت فاتن المكالمه ، وقد بدأ العرق يتصبب من جبهتها برغم بروده الجو ، وهطول الامطار ، وقالت بصوت مرتبك :

انا اسفه يا جوري

الوليه ام منير واخواته البنات

طبوا علينا من البلد فجأه

بس انا هاتصرف

هاكلم خالتي

واستأذن منها تباتي عندهم الليله

هي قاعده مع ابنها لوحدهم

في شقه طويله عريضه

امتقع وجه جوري ، واعتلاه الضيق والحرج ، وقالت بابتسامه مصطنعه :

كتر خيرك فاتن

حبيبتي انا اللي اسفه

وعملت لك مشكله مع زوجك

لا تتعبي حالك ، راح ارجع عالمطعم

وهبات بالمطبخ

واللي بده يصير … يصير

ردت فاتن بجزع واضح :

انتي اتجننتي يا بت

ده لو المدير عرف

هايخرب بيتك

وبعدين هاتدخلي ازاي يا فالحه

ردت جوري بارتباك :

لا تشيلي هم

اختك ابضاي وبتعرف تدبر حالها

رتبت جوري على كتف فاتن ، وقد احتضنتها بود ، ثم سارت بخطوات سريعه ، عائده الى المطعم

وفي خلال دقائق …

كانت جوري قد اعتلت اسوار الواجهه الخلفيه للمطعم ، ثم تسللت برشاقه عبر نافذه صغيره في المطبخ

ما ان دخلت جوري المطبخ ، حتى خلعت حذائها ، وخطت بحذر لتتفقد قاعة المطعم ، حيث اكتشفت ان المطعم لا يزال خاليا ، وقد عم السكون والظلام دامس في ارجاء المكان

فتنفست الصعداء ، وارتدت ثوب نومها ، ثم انزوت في احد اركان المطبخ وقد انهكها التعب ، فاستسلمت للنوم ، وهي تدعو الله ان تمر هذه الليله بسلام

وبعد اقل من ساعه …

حدث ما لم يكن يخطر في بال جوري !!!

فقد انفزعت من نومها على صوت صيحات مدويه تأتي من قاعة المطعم ، وقد بدت تلك الصيحات وكأنها استغافه من فتاه تتعرض لخطر ما !!!

ارتعد جسد جوري بشده ، وقامت تسير على اطراف اصابعها ، لتكتشف حقيقه ما يجري بالخارج

ومع اقترابها ، اصبحت تميز صوت تأوهات الفتاه المستغيثه ، مترافقا مع صوت ضربات قويه على جسدها !!!

وفي تلك اللحظه …

اتخذت جوري قرارها ، بأن تتدخل وتنقذ تلك الفتاه المسكينه ، حتى وان كلفها ذلك الامر حياتها !!!

فعادت الى المطبخ ، واستلت سكيينا حاده ، وانطلقت باتجاه قاعه المطعم

وما ان وصلت للقاعه ، حتى تجمدت في مكانها من شدة الصدمه ، وسقطت السكين من يدها من هول ما رأت !!!

———————–ء

وفي نفس تلك الاثناء …

كانت فاتن قد عادت الى منزلها ، وهي تلوم نفسها ، بعد ان خذلت صديقتها المسكينه وتخلت عنها

وقد زاد من حنقها ، انها م تجد ام منير بالمنزل ، فصاحت بغضب مخاطبه زوجها :

هو انت بتهزر يا منير

هي فين امك واخواتك دول !!!

انت خلتني احرج البت الغلبانه

وطلعت شكلي زي الززززفت

بعد ما كنت قلتلها تيجي تبات معايا

بدل ما تبات في الشارع

انت ليه بتعمل كده فيا

رد منير بكل سخافه ولا مبالاه :

ما تكبريش الحوار يا فاتن

ولا انتي نفسك نتخانق وخلاص

انا عملت الصح

مهو بالعقل كده

مش كل من هب ودب

ييجي بيتي ويبات فيه كمان

البت دي احنا لا عارفين اصلها ولا فصلها

مش جايز تطلع حراميه

وتقلب الشقه واحنا نايميين !!!

ردت فاتن والاسى يعتصر قلبها :

هو انت بتقول اي كلام فارغ وخلاص

اللي انت بتتكلم عليها دي واحده بنت ناس

ولولا الظروف بس …

ما كانتش تقبل اصلا

انها تحط رجلها في الشقه

اللي انت فرحان بيها اوي دي

وعيب اوي انك تكلم كده

على واحده صاحبتي

بس انا عارفه انك عملت كده

عشان تحرجني وخلاص

ومش فاهمه ليه بتعمل معايا كده

رد منير بنفس هدوءه المستفز :

هي عادتك يعني يا فاتن ولا هتشتريها

لازم تعكنني عليا كل ليله

ولازم اطلع انا اللي وحش وفيا كل العبر

ردت فاتن وقد سالت دموعها على وجنتيها :

ايوه انت فعلا وحش يا منير

وعمرك ما حسيت بياولا قدرتني

ولا حتى عاملتني بحب وحنيه

زي ما اي راجل بيتعامل مع مراته

انا بجد ما بقتش حاسه اني متجوزه اصلا

انا حاسه اني واحده انت جايبها

عشان تخدمك انت وابنك

انا بقيت خدامه ليك

وخدامه لابنك

وخدامه في الشغل

رد منير بكل عصبيه :

بقولك ايه يا فاتن

انا مش ناقصك

انتي بقيتي وليه نكديه

عموما

انا سايبها لك مخضره وداخل اتخمد

ثم تركها تبكي ، ودخل غرفته لينام ، وكأن شيئا لم يحدث !!!

اما فاتن …

فقد افرغت كل طاقتها في نوبة بكاء حار ، حتى هدأت ، ثم حاولت الاتصال بجودي ، للاطمئنان عليها ، الا ان الاخيره لم ترد !!!

نعود بك عزيزي القاريء الى ثلاث ساعات للوراء

الى ما قبل انطلاق كل تلك الاحداث !!!

ففي مكان منعزل بقلب الصحراء ، بالقرب من القاهره

حيث تقع اكبر ساحه لحطام السيارات القديمه في مصر

خرجت سياره اجره متهالكه من بين تلال الركام ، متجهه الى قلب العاصمه ، يقودها ” احمد مرسي ” مالك تلك الساحه متراميه الاطراف ، ذلك الشاب الغامض ، الذي لم يكمل عامه الخامس والثلاثون بعد ، والشهير بلقب “روسيا” كما يدعوه المقربون منه

وما ان دخل الى احد الاحياء الراقيه بالقاهره ، حتى استوقفته فتاه منقبه تحمل في يدها شنطه صغيره ، وجلست بجواره ، وقد دار بينهما ذلك الحوار …

الفتاه المنقبه بلهجه ساخره :

ايه العربيه الكحيانه دي

وايه اللي انت لابسه ده !!!

شكلك كوميدي اوي يا “روسيا”

وانت عامل فيها سواق تاكسي

رد روسيا باقتضاب :

جبتي المفتاح

ردت الفتاه المنقبه وهي تبتسم :

ايوه ما تقلقش

مدير المطعم عدى عليا

واداني المفتاح

وبلغني ان المطعم هيكون فاضي لحد الصبح

بس انا نفسي افهم

اشمعنا المطعم ده بالذات

وليه لازم يكون ليله ١٨ يناير من كل سنه

رد روسيا بنفس الاقتضاب :

تاني يا صفاء !!!

كام مره لازم اقول لك

ما تسأليش عن اي تفاصيل

تخص الموضوع ده

المهم …

جبتي الكرباج والكلبشات

ردت صفاء وقد بدا الضيق واضحا على صوتها :

ايوه يا روسيا بيه

جبت كل حاجه

بس انا فعلا مش فاهماك

دي رابع سنه نكرر نفس الموضوع الزفت ده

وبرضوا انت لسه مش واثق فيا

ومش عاوز تفهمني

احنا بنعمل كده ليه !!!

عموما دي اخر مره

والسنه الجايه ابقى هات

اي حد من رجالتك بدالي

وانت عندك بدل الراجل ميت الف

رد روسيا بكل هدوء :

ماشي يا صفاء

دي اخر مره هاخدك فيها المشوار ده

ردت صفاء بانفعال واضح :

بجد انت اغرب حد

انا قابلته في حياتي

ولولا اني عارفاك كويس

كنت قلت انك فعلا مريض نفسي

لم يكترث روسيا لكلمات صفاء ، وظل منهمكا بالقياده ، حتى وصلا الي المطعم ، ودخلا بهدوء شديد وسط الظلام الدامس

فخلعت صفاء النقاب والجلباب الاسود الواسع ، وقد كانت ترتدي تحته ، بدله رياضيه انيقه تظهر مفاتنها بكل وضوح ، فعدلت هندامها ، ثم اعادت تصفيف شعرها بعنايه

بينما تركها روسيا وبدا يتجول بحذر داخل المطعم ، وتفقد كل ارجاءه ، ليتأكد من خلوه تماما من البشر ، ثم قام بفصل كافة كاميرات المراقبه

وعاد ووقف امام احدى الطاولات ، ووضع سلاحه الناري جانبا ، ثم خلع سترته وقميصه ، كاشفا عن صدره مفتول العضلات

واقتربت منه صفاء بكل حذر ، وقالت بصوت حنون وهي تناوله السوط الجلدي الطويل :

اقسم بالله لو حد شافنا

هيقول علينا احنا الاتنين مجانين

بس اقول ايه بقا

انا ما اقدرش اكسر اوامرك

بس المره دي لازم تضربني انت الاول

كام ضربه خفيفه كده

التفت اليها روسيا باندهاش وقال وهو يلتقط السوط من يديها :

اشمعنا المره دي يا صفاء

جسمك مش هيتحمل ضربه واحده بالكرباج ده !!!

ردت صفاء بكل ثقه :

اولا انا عارفه انك هتضربني بالراحه

ثانيا انا يا سيدي عاوزه اشاركك احساسك

حتى لو كان الاحساس ده هو الوجع !!!

ثالثا بقا وده الاهم

انا …..

وقبل ان تكمل جملتها ، قاطعها روسيا بمنتهى الحزم وقد تبدلت ملامح وجهه وغيم عليها حزن عميق :

صفااااااء

مش وقت نحنحه خاااالص

استدارت صفاء واعطته ظهرها ، ثم مالت بجسدها على احدى الطاولات في وضع مثير ، واشارت بيدها الى مؤخره ظهرها ، وقالت بكل ثقه :

اضربني هنا

كام ضربه خفيفه

عاوزه اتغاظ منك

عشان اعرف اضربك بضمير

وقبل ان تتم عباراتها ، كان روسيا قد بدا فعلا برفع السوط عاليا ، ثم هوى على مؤخرة ظهرها

فانتفضت صفاء بقوه ، وبدات تصرخ وتبكي بحرقه ، ثم جذبت السوط من يد روسيا ، وقد دفعت جسده بغيظ ، واجلسته مقلوبا ليتحضن احد الكراسي المعدنيه بكلتا ذراعيه

فقال روسيا بكل هدوء :

هاتي الكلبشات الاول

وحطيهم في ايدي من بين ضهر الكرسي

عشان ممكن الوجع يخليني

افقد اعصابي واقوم اضربك

وبالفعل ربطته صفاء بكل قسوه في الكرسي ، وبدات تنهال بالضرب على ظهره مفتول العضلات ، وهي مازالت تصرخ وتبكي ، بينما هو صامتا متماسكا

وفي تلك الاثناء …

كانت “جوري” قد تسللت الى المطعم ، وتوالت الاحداث ، حتى وقفت جوري امامهما ، وقد الجمتها الصدمه ، مما جعل السكين تسقط من يدها !!!

وتجمد ذلك المشهد لبضع لحظات ، وثلاثتهم يحدقون في بعضهم البعض بذهول تام !!!

حتى انتشلت صفاء نفسها من ذهولها ، ووثبت على جوري فأسقطتها ارضا ، ثم انقضت فوقها ، وقد امسكتها باحدى يديها من شعرها بكل قسوه ، بينما التقطت السكين بيدها الاخرى ، ووضعتها على رقبة جوري ، ثم صاحت بكل حده :

انتي مين يا بت انتي !!!

وايه اللي جابك هنا

ومين اللي باعتك ؟؟؟

انطقي والا هأنحر رقبتك دلوقتي حالا

تدخل روسيا بصوت هادر :

قتل هنا لأ

بطلي جنان يا …

وقبل ان يكمل روسيا عبارته ، كانت صفاء قد ادارت رأسها بإتجاهه ، فاستغلت جوري تلك اللحظه ، وباغتت صفاء بضربه من ساقها ، فالقتها ارضا

ودخل الفتاتان في عراك عنيف بالايدي ، انتهى بأن ارتطمت رأس صفاء باحدى الطاولات ، وسقطت مغشيا عليها !!!

وبسرعة البرق ، نهضت جوري وهرولت باتجاه المطبخ ، ثم عادت وهي تحمل بخاخا صغيرا ، ثم قامت برش رذاذه في وجه صفاء

فصاح روسيا بانفعال واضح :

انتي بتعملي ايه !!!

ايه اللي رشيتيه عليها ده !!!

قامت جوري وتقدمت ببطء نحو روسيا وهي ترمقه بنظره كلها شفقه ، من شده بشاعه منظر الدماء التي تسيل من ظهره بسبب ضربات السوط ، وقالت بكل ود :

لا تخاف

هادا مخدر

ما بتفوق منه الا بعد ساعه

لكني بدي افهم

مين هاي المجنونه

وليش عملت هيك فيك

ووين مفتاح هالاساور ؟؟؟

ادرك روسيا ان جوري المسكينه ، قد خدعها ذلك المشهد ، وانها تظن انه “ضحيه” لبطش صفاء ، فأكمل اداء دور المجني عليه ، وقال بصوت منهك متالم :

هي فعلا ست مجنونه

بس مش وقته احكيلك تفاصيل

دوري على المفاتيح في جيوبها

وفكيني

وبالفعل وجدت جوري المفاتيح ، وقامت بفك وثاق روسيا ، ثم احضرت شنطة الاسعافات الاوليه ، وبدات في تضميد جراحه ، وهي تقول بصوت متاثر جدا :

الله يلعنها شو وحشه

بس انت مين

وكيف هالناعمه المقشمشه عرفت تقيدك

وانت ماشالله عملاق

انت شو اسمك

وشو قصتك

رد روسيا وهو مازال متالم :

انا سواق تاكسي

واسمي احمد

والست دي ركبت معايا مشوار

وبعدها رفعت عليا الطبنجه دي

وجابتني هنا

وعملت فيا اللي انتي شايفاه ده

اهم حاجه دلوقتي نخلص منها

انا هاخدها ارميها في اي مكان

قبل ما تفوق وتعملنا مشكله

ردت جوري بتوتر :

طب انت راح تقدر تحملها لوحدك

ولا بتحب اجي نعك وساعدك

رد روسيا بصوت هاديء :

اه طبعا هاحتاج مساعدتك

انتي اسمك ايه

وكنتي بتعملي ايه هنا

ردت جوري بكل ود :

اسمي جوري

انا من سوريا

عمري ٢٥ عام

وبشتغل طباخه هون بالمطعم

رد روسيا وهو مبتسم :

طب عندكم حبل هنا يا جوري

عشان عاوز اربط الست المجنونه دي

لحسن تفوق قبل ما نلحق نرميها في اي حته

ردت جوري بحماس :

تكرم عينك

استناني تكه واجيب لك اياه من المخزن

هرولت جوري بإتجاه المخزن ، بينما التقط روسيا سلاحه الناري ، وقام بتلقيمه ، وهو يفكر في خطه لتكميم جوري وربطها ، ثم استدراجها لمكان معزول وقثلها

ولكن شيئا ما حدث ، وغير كل مخططات روسيا !!!

فقد عادت جوري ومعها الحبل ومعطف كبير ، وناولتهم لروسيا

ثم مدت يدها في جيبها واخرجت مبلغا من المال وقالت وهي تبتسم بكل ود :

هادا هو الحبل اللي طلبته

وهادا المانطو البسه

لان الجو برد ومطر

وارجوك اعتبر اني متل اختك

واقبل مني هالمبلغ الصغير

اكيد انت كنت نازل

ومتامل تجيب مصاري لاولادك

والليله ضاعت عليك الشغله

فجأه تبدلت ملامح روسيا ، وشعر بالاحتقار الشديد لنفسه ، فقد كان يخطط لتقثل تلك الفتاه المسكينه ، التي لم يرا منها الا فيضا من العطاء والحنان والرقي !!!

فرد يدها بكل ود وقال :

انا مش عارف اقولك ايه

بس انتي فعلا انسانه جميله اوي

وكتر خيرك على

كل اللي عملتيه معايا

وعموما انا معنديش اولاد

ومش متجوز اصلا

خللي فلوسك معاكي

مستوره والحمد لله

ردت جوري بكل حنان :

ارجوووك اقبلهم مني

اعتبرهم سلفه لحتى تدبر حالك

على الاقل تكون حجه نلتقي تاني

ويلا نربط هالمجنونه

ونشيلها ونطلع فيها من هون

قبل ما تفيق ويصير مشكل

ابتسم روسيا ، وقال بكل هدوء :

لا يا جوري

خلي الفلوس والحبل معاكي

انا هاخد الجاكيت بتاعك بس

وهو ده الحجه يا ستي

ومش لازم تخرجي معايا خلاص

انا هاعرف اتصرف لوحدي

قال ذلك ، ثم التقط جسد صفاء من الارض ، وكأنه يحمل عصفورا صغيرا على كتفه ، وودع جوري بكل ود ،ثم اختفى

تاركا جوري وهي في حاله من السعاده ، لم تعرف سببا لها

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *