رواية عشق الذئاب الفصل العشرون 20 بقلم إسراء علي
رواية عشق الذئاب الجزء العشرون
رواية عشق الذئاب البارت العشرون
رواية عشق الذئاب الحلقة العشرون
وكأن الصدمات هى من نصيبه..وكأن الحياه تضع بينه وبين السعادة حاجز…..
وكأن عيناه خُلقت لتدمع فقط..وكأن يداه خُلقت لتبطش بمن أحب..
وكأنه أحبته تآمروا عليه لشقاءه..ليته لم يُخلق من الأساس…..
ظل ينظر لواده بملامح مبهمة..لا حزن..ولا غضب..وكأنه ملامحه قد تم محوها..ظل محي ينظر لولده بنظرات ثابتة عله يستشف ما يدور بخلده…تشدق رائف بنبرة جامدة…
-يعني إيه
-حدثه محي بهدوء : يعني اللي سمعته..رحمة والدتك..
ما أن سمع كلماته حتى جمح هدوءه وأخرج غضب سنوات مضت ..حان وقت العقاب…..
زمجر رائف بصوت هادر…وظل يسب ويلعن في عائلته قائلاً
رائف : أنا عاوزة أفهم عاوزين مني إيه..حالفين تتدمرو حياتي..أنتو إيه علية ****..كفاية بقى…مش عارف أغفرلكوا إيه ولا إيه..
ظل والده يتابعه بهدوء…فهو يعلم تمام العلم ردة الفعل تلك..ليرد عليه والده بهدوء أستفزه أكثر
-عملت كدا لمصلحتك…
قام رائف بقذف مقعده بعيداً..ومن ثم بدأ بتخريب المكتب وإزاحة ما عليه بقوةوغضب..عيناه تطلقان الشرر وكأنهاتُنذر بوقوع حادث ناري..إنطلق ناحية والده الذي تراجع للخلف..ثم أمسكه من تلابيبه وأخذ يهزة بعنف..وهو يقول
-مصلحتي!!…مصلحة إيه..ها قولي..أنا عرفت أنا طلعت ***..ماشاء الله أستاذ..كفاية بقى أتقي ربنا فنفسك وفيا..
أجابه والده بنبرة متعقطعة إثر ما يفعله رائف
-وأنت..تعرف..إيه..عن..ربنا..
أجابه رائف بشراسة : أعرف أنه ميرضاش بالظلم..وميرضاش بـوساختك دي
جحظت عينا محي بشدة ثم هتف مدافعاً بحدة
-أنت مفكر كل الناس حقيرة زيك..البنت اللي برة دي ربنا بيعذبك بيها
أزداد رائف في عنفه وقال
-بسببكوا..كنت هاخد حقها اللي ربنا إداهولها..عملتو مني مسخ واحد ميهموش إلا شهواته..ويوم ما حبيت..إزاي الست سعاد هانم تسبني عشان مش من مستوانا
دفعه والده بقوة وهتف بحدة بالغة
-طفلة!!..تقوم تحب طفلة..أنت أتجننت!!………..
كانت جالسة في الخارج..تنتظر حضوره..ولكن غيابه ذاك مُقلق..تعلم جيداً مدى توتر العلاقة بينه وبين والده..وسبب التأخير هذا غير مطمأن…
تحركت وسألت إحدى العاملات عن مكتب محي الأسيوطي..فأجابتها العاملة
-أخر الطرقة دي شمال
-إبتسمت مجاملة وقالت : شكراً
-العاملة : العفو
وسارت بخطى مترددة حتى وصلت الغرفة..وقبل أن تدخل سمعت صوت شجارهم الحاد………
في الداخل
-ملكوش دعوة بيا..حياتي وأنا حر فيها..ثم أضاف بسخرية…..ومن أمتى كنتو بتهتمو بمصلحتي..
دلفت إسراء..لتجد رائف يُمسك والده من تلابيبه ومن دون أدنى تفكير إندفعت ناحية رائف وأبعدته عن والده وقالت بحدة
-أنت أتجننت يا رائف!!
تحولت عيناه لظلام تام وقال بقتامة
-أنا أبقى مجنون لو فضلت فـ العيلة دي..نظر لوالده وقال بقساوة…..أمي ماتت ومليش أم..حتى ولا ليا أب أنتو أنتهيتوا من حياتي…..
خرج مسرعاً..لتنظر إسراء لمحي الذي يبدو أنه في عالم أخر لتسأله بتوجس
-حضرتك كويس!!
تنهد ثم قال : كويس..بس خليكي مع رائف..
أماءت برأسها ثم إنصرفت..ظلت تبحث عنه..ولكنها لم تجده..تحركت خارج المشفى لتجده يركب سيارته..أسرعت هى الأخرى وركبت جانبه ليقول لها بحدة
أجابته بعناد : لأ
-رائف بصوت هادر : قولت أنزلي
-كتفت يدها أمام صدرها وقالت : لأ
-أنتي حرة….
قالها ثم أدار سيارته بسرعة جنونية…………….
******************
دلف محي غرفة العناية المركزة..ليجدها نائمة أعلى الفراش ساكنة بلا حراك..أقترب منها وجلس على مقعد بجانبها..أمسك يدها ثم بدأ في الحديث
محي بصوت حزين : شوفتي يا رحمة أبننا..لا بقى عايزني ولا عايزك..
أكمل بنبرة متحشرجة
-أبننا ضاع..قومي يا رحمة خدي بـ أيده..حاولت أفهمه بطريقته..ضحك بسخرية وقال…جيت أعدلها أندلتها…
ضغط على يدها بقوة وقال بحنو
-خليكي قوية عشاني أنا وأنتي…ورائف……..
*******************
وصل رائف لمنطقة المقطم..وملامح وجهه مقتضبة..خرج من السيارة تارك تلك المرتعدة بداخلها..هلعت من فرط السرعة حيث ظنت أنه سيحدث أكثر من حادث..حاولت طمأنة نفسها..وجابت ببصرها تبحث عنه..لتجد يقف على حافة الجبل..ويضع يده في بنطاله
شجعت نفسها لتخرج..علها تساعده في تخطي أحزانه..رأته يتجه لصخرة ويجلس عليها..خرجت وقبل أن تجلس سألته
-ممكن أقعد
أجابها بـ إقتضاب : لأ
-ماشي
قالتها وجلست لينظر لها بـ إستنكار..ثم نظر مرة أخرى إلى الفراغ..أما هى فجلست جانبه بصمت مع إختلاس نظرات من حين للآخر..لتقطع ذلك الصمت وهى تقول بضيق
-هتفضل ساكت كدا كتير
لم يرد..أو حتى ينظر وبدا وكأنه في سلام..ولكن الأفكار التي تعصف برأسه كانت في قمة صخبها..نظرت له وتنهدت ولكنها لن تستسلم..وضعت يدها المرتجفة على كتفه وقالت بجدية
-اللي عملته يا رائف غلط..وغلط كبيير كمان
نظر لها شزراً ولم يرد..لتُكمل هى بضيق
-أنا بكلمك بصلي
-نظر لها وقال ببرود : نعم!!
-زفرت أنفاسها الحارة وقالت : كان لازم تسمع باباك الأول..
حاول أن يقاطعها ولكنها وضعت يدها أمام وجهه وقالت بجدية
-متقاطعنيش سبني أكمل
زفر بضيق..ومسح على وجهه كي يتفادى نوبة غضب لم تهدأ بعد..فأكملت هي
-بص يا رائف كلنا بنغلط..وأنت أهو مش فيك حاجة صح أصلاً..ليه معتبرتش دا عقاب من ربنا ع عمايلك..
-نظر لها بجمود وقال بوقاحة : ملكيش دعوة..متدخليش فـ حاجة هتزعلك مني…
هبت واقفة..ووقفت أمامه وظلت تلكزه بحدة..وهدرت بشراسة
-أنت إيه مش ناوي تتغير..مفكر نفسك ملكت كل حاجة وليك كل الحق..فوق بدل ما تخسر الكل
وزادت شراسة في لكزه..مما أغضبه بشدة وجعله ينتفض من مجلسه وملامحه لا تُبشر بالخير..تراجعت هى للخلف خوفاً مما قد يحدث..ظل يتقدم وهى تتراجع حتى وصلت للحافة وإنزلقت ساقها………
****************
وصل طارق لفيلا رائف ليجد الشرطة والإسعاف هناك والمكان شبه مهجور مما حدث..ظل طارق ينظر مدهوش مما يحدث..حاول أن يندفع للداخل فمنعه أحد العساكر قائلاً بعملية
-ممنوع حد يدخل
-هدر طارق بصوت مرتجف : بس..بس دا بيت أخويا عاوز أطمن عليه
العسكري ببرود : دي أوامر يا أستاذ ومقدرش أخالفها..
وأشتد الجدال فيما بينهما حتى وشكت على التطاول بالأيدي ليتدخل ضابط ذا شأن وهو يقول بحدة
-إيه اللي بيحصل هنا دا!!
أعتدل العسكري في وقفته وأدى التحية العسكرية وقال
-يا باشا الأستاذ دا عاوز يدخل والتحقيقات شغالة جوه
نظر له طارق بـ أحتقار : قولتلك أنا أخوه وعاوز أطمن
-فتساءل الضابط : أخو مين بالظبط
-طارق بنبرة ثابتة : رائف الأسيوطي
عقد الضابط حاجبيه بدهشة..هو يعلم رائف الأسيوطي وأنه لا يوجد سواه وريث عائلة الأسيوطي..ليتساءل الضابط موضحاً
-قصدك رائف الأسيوطي رجل الأعمال الشهير
-زفر طارق بضيق ونطق بضيق : أه هو
إبتسم الضابط إبتسامة غريبة لم يعرف طارق تفسيرها..ثم تشدق الضابط قائلاً
1
-تمام يا طارق بيه..هو مش هنا متقلقش..ولو عرفت عنه حاجة يا ريت تبلغنا..
-رد طارق بجدية : تمام يا حضرة الظابط..بس إيه اللي حصل!!
رد الضابط : مش مسموح أوضح أي حاجة..لما رائف بيه يشرفنا نقدر نتكلم..بعد إذنك عندي شغل
-طارق بتفهم : تمام..بعد إذنك
تركه طارق ورحل..لكن ظل الضابط يتابعه ومن ثم قال في نفسه بشيطانية
-وأدي تاني ضربة قاضية لعيلة الأسيوطي..بالذات أنت يا رائف
3
قاطعه أحد العساكر وقال
-باشا..محتاجين سياتك جوة
-رد هو بـ إقتضاب : ماشي
ثم رحل للداخل..وهو يمني نفسه بكم المال الوفير الذي سيحصل عليه من معلومات كتلك…………
1
*********************
وقبل أن تسقط يده التي حاوطت خصرها بفزع وقلق..أحالت دون سقوطها..جذبها في أحضانه ليشعر بـ إرتعاشة جسدها..فكانت بحالة لا يُحسد عليها..فهى كانت على بُعد خطوة عن الموت..ولكنه كالعادة ينفذها..سألها بقلق واضح
-إسراء أنتي كويسة
تشبثت أكثر في أحضانه ظناً منها أنها ما زالت بخطر السقوك..ليُشدد أكثر هو من أحتضانها..وقال مهدئًاً إياها
-خلاص أنتي بخير أهو..
هدأت قليلاً..ثم أدركت الوضع ذاك..فدفعته قليلاً..بخجل..لمح هو معالم الخجل التي إرتسمت على وجهها وقال بمرح
-في حد يتكسف من جوزه
-نظرت له بسرعة وقالت بـ إستنكار : جوزه..وليك عين تهزر كنت هموت بسببك وبتهزر..
حاولت الركض بعيداً عنه..ولكنه الأسرع في القبض على معصمها..ومن ثم جذبها إليه..أدار يدها خلف ظهرها..وظل يتطلع بـ بنيتيها الساحرتين..ضاعت زرقاوتيه..في سحر عينيها..إقترب بجانب أذنها وقال بهمس
-اللي بيقرب مني بيتحرق يا زهرتي..بس لما بقرب منك أنا اللي بتحرق..ديما أنتي أستثناء..فـ قربك بنسى كل حاجة وكل الناس..أنتي دنيتي إللي مقدرش أتخلى عنها…
و في ظل حضرة زرقة عيناه التي تُشبه البحر في هياجه وتشبه السماء في صفوها..أيعقل أنه أحبها لتلك الدرجة!!..أوصل حد الجنون في عشقه لها!!..يُجبرها ويُجبر قلبها الأحمق على التصديق..ولما لا وهو رأفت..الصديق الوفي…
فاقت من سحره القاتل على أنفاسه الساخنة التي ألهبت وجهها..حملقت بفزع وهي ترى عيناه تتفرس النظر لشفتيها..أقترب هو أكثر..لتسمع دقات قلبها التي أصبحت كدقات الطبول..أنتفضت وإرتعش جسدها..وضعت قبضتيها على صدره وأبعدتخ بهدوء وقالت بصوت متهدج
-ر..را..رائف…
فتح عيناه وقال : ليه بتبعديني..لسه مش مصدقة حبي ليكي
أبعدته أكثر..حتى أبعد وجهه بعيداً عنها..ولكنه ظل محتضناً إياها..لتقول هى بخفوت
-رائف..محتاجة وقت..أمحي فيه كل اللي عملته فيا..أمسح كل ذكرى وحشة منك عشان أعرف أبدأ معاك صح..حاول تعمل حاجة غير إنك تثبت حبك بالكلام
-رد هو بدهشة حقيقية : وهو أنا معملتش حاجة صح..لما رحت أقول وأعترف بكل حاجة
-هزت رأسها بموافقة وقالت : صح..بس دا ليك لنفسك مش ليا..أنا هطلب منك طلب ولو عملته..يبقى أثبتلي فعلاً أنك بتحبني
-تهللت أساريره وقال بتلهف : وأنا موافق
-أجابته بتريث : أسمع شرطي الأول
-ليرد بسرعة : ها قولي
-إبتلعت ريقها بتوتر..ثم قالت بنبرة متردد : صـ..صالح جدتك وباباك..ورحمة مامتك……………
9
********************
دلفت سعاد مكتب إبنها بعد أن حادثها وحثها على القدوم..تقدمت من مكتبه وجلست ثم سألته
-خير يا محي
-رفع رأسه بملامح مرهقة وقال : مش خير أبداً يا أمي
سألته سعاد بتوجس : خير يا محي قلقتني
2
أراح جسده للخلف وقال بنبرة حزينة
-رائف عرف كل حاجة
ملامح الصدمة إرتسمت على وجهها لتسأله بقلق
-وعمل إيه
-أجابها بصوت هادئ : طربق المكان ع اللي فيه..ومسحنا من حياته
-لتقول سعاد هى الأخرى بصوت يحمل في طياته حزن عميق : طب وهنعمل إيه
نظر لها محي بشرود..ثم أردف
-مقدميش غير إني أعرفه كل حاجة
-سألته بعدم فهم : اللي هي
-قال محي بقوة وتصميم : هقوله وأقول لرحمة أنها لسه ع ذمتي……….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الذئاب)
التعليقات