التخطي إلى المحتوى

رواية ” حزن بين احضان الفرح ” – الحلقه الخامسه

خرجت سوسو من مكتب الرائد فاروق ، الذي سارع بالإتصال ب جوري ، ودار بينهما هذا الحوار …

الرائد فاروق :

ازيك يا دكتوره

رد جوري بترحاب مصطنع :

مساء النور

الحمد لله منيحه

نشكر الله

وانت كيف حالك حضرت الضابط

رد فاروق :

الحمد لله

انا هابعت لك صوره دلوقتي على الواتس

وعاوزك تقوليلي

هل هي دي صوره سواق التاكسي

اللي قابلتيه ولا مش هي

تفقدت جوري الصوره ، ثم ردت بتوتر واضح :

نعم هو ده احمد

لكن بتلصوره مبين انه متأنق

ولابس اشي بدله غاليه

انا محتاره كتير يا حضرت الضابط

كيف سواق تاكسي يلبس هيك شكل

رد فاروق بسعاده واضحه :

يا جوري ده واحد من اخطر المجرمين في مصر

وشهرته روسيا

قليل جدا اللي يعرفوا

اسمه الحقيقي

واحنا بنحاول نقبض عليه من فتره طويله

لكن للاسف هو ذكي جدا

ومش عارفين نمسك عليه دليل

ردت جوري وهي تبكي :

اما ما قادره اصدق اللي عم بسمعه منك

اكيد في شي غلط بهالحكي

احمد مستحيل يكون مجرم

ده انسان طيب ومزواق وابن حلال

ايه هي جريمته اللي بسببها مطلوب للعداله

ممكن تفهمني ارجوك حضرت الضابط

رد فاروق بكل تحفز :

هو ايه الموضوع بالظبط

ممكن افهم

هل تربطك بالمجرم ده اي علاقه

ياريت تحكيلي بكل صراحه

لاني مقدرش اثق فيكي واعتمد عليكي

الا لما اتاكد انك تستحقي الثقه دي

وعموما البني ادم ده قاتل

ومهرب لكل انواع المحظورات

من مخدرات واسلحه واثار

وعاوز اقولك على موضوع كمان

احنا شاكين انه كان سبب في الحريقه

اللي حصلت من كام سنه

في نفس المطعم اللي حضرتك شغاله فيه !!!

زاد رعب وبكاء جوري وهي ترد بحسره :

ما فيك تقلق يا حضرت الضابط

ما في بيني وبين هالحيوان اي شيء

واذا هو فعلا قاتل كيف ما بتحكي

فأنا هاكون اول شخص يساعد العداله

انه ياخد جزاءه وينعدم

رد فاروق بكل هدوء وثقه :

يبقى اتفقنا يا دكتوره جوري

انا كل اللي هاطلبه منك

انك تقوي صداقتك بيه

وتعرفي عنه كل شيء ممكن

يخلينا نقدر نقبض عليه

وطبعا كل ده هيتم في سريه تاااامه !!!

ومن ناحيتي انا

مش بس هامنع السلطات انها تتعرض لك

بسبب موضوع الاقامه ده

لا ده انا هاعمل كل جهدي انك تاخدي

اقامه ساريه مدى الحياه

انتهت المكالمه واغلقت جوري الخط ، ثم انخرطت في موجه بكاء محمومه

فهي الان مطالبه بأن تقود روسيا الى حتفه !!!

فبعد ان كان احمد هو اقرب شخص الى قلبها ، فقد اصبح الان هو اكثر شخص تبغضه في هذا العالم

فهو الان نموذج متجسد للظلم والووحشيه والدموويه ، التي عانت بسببهم طوال طفولتها ومراهقتها !!!

وفي المساء من نفس الليله …

ومن داخل قلعة روسيا الحصينه

كانت صفاء قد ذهبت للاطمئنان على صحه روسيا ، وقد اصر والدها الحاج ” صابر علوان ” على اصطحابها بنفسه الى هناك

وما ان وصلوا الى بوابه القصر ، حتى استقبلهم زاهر ، الزراع اليمنى لروسيا ، قائلا بتهكم واضح :

يا اهلا يا اهلا

يا ترى ايه سبب الزياره السعيده دي

يا حاج صابر

ما تقولش اننا وحشناك

ردت صفاء بتوتر :

اهلا يا حاج زاهر

انا وبابا جايين نطمن على روسيا

لاني عرفت انه تعبان

وضهره واجعه

رد زاهر بابتسامه مصطنعه :

فيكم الخير يا جماعه

بس الحمد لله روسيا بخير

بس روسيا للاسف خرج

تدخل صابر في الحوار

طب هنفضل واقفين

ولا ناوي تتعطف وتدخلنا

ولا الحاجه انتصار

هي كمان مش موجوده !!

رد زاهر وهو يبتسم ابتسامه خبيثه :

اتفضل يا حاج

بيتك ومطرحك

ثواني ابلغ الحاجه بزيارتكم الكريمه دي

ودخل الجميع وقد ارتدت انتصار ثوبا انيقا ، ونزلت من الدور العلوي وهي تقول بكل ترحاب :

يا خطوه عزيزه

اهلا يا حاج صابر

ازيك يا صفاء

مش كنتوا تقولوا يا جماعه

انكم جايين

كنا عملنا حسابنا

وكان احمد قعد استناكوا

تقدم منها صابر وصافحها بكل حماس قائلا بابتسامه عريضه :

اهلا بيكي يا ست الكل

انا واللهي من ساعه ما البت صفاء

قالتلي ان روسيا تعبان

وانا حلفت اني لازم اجي بنفسي اطمن عليه

جلس الجميع ، وتسللت صفاء لتتحدث على انفراد مع زاهر ، بينما انتهز صابر الفرصه ، وقال مخاطبا انتصار بصوت هامس :

وحشتيني يا نصنوصتي

انا خلاص ما بقتش

عارف اودي الشوق ده فين

بحبك يا بت

ردت انتصار بنفس الصوت الهامس :

اتلم يا صابر

انت عارف كوبس لو احمد

شم خبر باللي انت بتهببه ده

مش هيحصل كويس

تنهد صابر ورد بكل حنيه :

طب واخرتها يا نصنوصتي

اعمل ايه عشان احل مشكله

ابنك اللي واقف لنا

زي اللقمه في الزور ده

انفعلت انتصار وردت بكل حسره :

انا ابني ده اهم عندي من روحي وحياتي

ومستحيل اعمل اي حاجه تزعله او تضايقه

وبعدين احنا خلاص كبرنا يا صابر

على الحب والجواز والحاجات دي

رد صابر بكل تأثر :

لا يا انتصار

انتي زيك زي اي ست في الدنيا

من حقك تحبي وتتحبي

وتسمعي كلام حلو

وتتعاكسي

وتتحضني

وتلبسي قمصان نوم وتتغندري

ردت انتصار بخجل يكسوه ضيق :

هانبدأ نعك في الكلام بقا

وهتلاقي كف ايدي

معلم على وشك يا صابر

رد صابر وهو يكتم ضحكته :

وماله يا نصنوصتي

ضرب الحبيب زي اكل الزبيب

وانا بموت في الزبيب

نظرت اليه انتصار باستنكار وتعجب ، ثم قالت بانفعال :

ولما انت هاتموت عالزبيب

ما تروح تتجوز بت حلوه وصغيره

وهي بقا تدلعك وتفرفشك

ويا سعدها وهناها اللي

تتجوز صابر علوان باشا

قاطعها صابر وهو يمسك يدها برفق وحنان :

كل البنات والنسوان اللي في الدنيا

ما يساووش عندي خصله من شعرك

انتي يا انتصار

وانتي عارفه كويس اني كنت بحبك

من ايام ما كنا عيال صغيره

وانتي كمان كنتي بتحبيني

بس اهلك غصبوكي تتجوزي

من “مرسي” الله يرحمه

وفي رد فعل مباغت ، سحبت انتصار يدها من يد صابر ، وقالت بحزم شديد :

مالوش لزوم نفتح في الماضي

يا صابر

مرسي الله يرحمه كان صاحب عمرك

وانا عشت معاه اجمل ايام عمري

واللي جاي من عمري هاعيشه

لابني وروح قلبي احمد

وانا راضيه بحياتي كده

رد صابر بكل غضب وهو يقف استعدادا للرحيل :

لا يا انتصار

انا هاكلم احمد في موضوعنا

وهاطلب منه ايدك

واللي يحصل يحصل

ثم تقدم خطوتين باتجاه زاهر وصفاء وقال بصرامه :

يلا يا صفاء

احنا خلاص عملنا الواجب

حصليني على العربيه

سلامو عليكو

رد زاهر بكل تهذب ، وهو يرافق صابر وابنته الى سيارتهم :

انستو ونورتوا يا جماعه

متشكرين يا صابر بيه

في امان الله

انلطت صابر وابنته بسيارتهم مغادرين قصر روسيا ، بينما عاد زاهر الى الحاجه انتصار ، قائلا :

اي اوامر يا حاجه انتصار

انا هاروح اكمل شغلي

ردت انتصار بهدوء :

استنى يا زاهر

البت المسلوعه دي كانت عاوزه منك ايه

خدتك على جنب وقاعدت ترغي ساعه

خيررررر !!!

رد زاهر بابتسامه خفيفه :

بصي يا حاجه

البت دي بتحب ابنك حب عباده

وابنك قالبها زي فردة الشراب

ومش بيديها اي وش

والنهارده كانت هتموت وتعرف روسيا فين

وانا ما ادتهاش اي عقاد نافع

قلتلها خرج يشم هوا

ويلف شويه بالتاكسي !!!

———————–ء

وفي نفس الاثناء ….

ومن داخل اروقة المطعم

كان العمل قد انتهى وبد عاد الجميع الى منازلهم ، ولم يتبقى سوى جوري وفاتن ، اللتان قد ارهقهما هذا اليةم الحافل بالاحداث ، فخلدا الى فراشهما في احد اركان المطعم

وقد اعتلى الحزن الشديد ملامحهما ، فبادرت فاتن بالكلام وقالت :

بصي يا جوري

احنا مش هنفضل عايشين كده

نبات كل ليله في ارضيه المطعم

احنا لازم ندور على سكن

ونعيش سوا

ولا انتي ايه رايك ؟

ردت جوري بكل اسى وحزن :

معك حق احنا يلزمنا مطرح ادامي

نعيش بيه بس هالشيء مكلف

وانا وانت ما معنا اي مصاري

حتى نجيب سكن وفرش واغراض

كيف بدنا نتصرف !!!

حتى ندبر هالمصاري !!!

ردت فاتن :

احنا بكره لازم نكلم مستر عبد الفتاح

ونطلب منه سلفه

وتتخصم من مرتبنا جزء كل شهر

ومش ضروري نجيب عفش في الاول

انا بعد استلم ورقة طلاقي من الزززفت منير

هاخد عفشي وهاجيب زيزو يعيش معانا

ردت جوري وقد لمعت الدموع في عينيها :

هالموضوع راح ياخد وقت طويل

وانا فبالي فكره تانيه

ممكن تحل الموضوع

راح اخبرك بيها في وقتها باذن الله

تحركت فاتن واحتضنت جوري بكل حنان وقالت :

مالك يا جوري

انتي مش على بعضك

من ساعة المكالمه اللي جتلك

من ساعتها وانتي حزينه ووشك مقلوب

مين اللي كلمك

وقالك ايه ضايقك اوي كده !!!

ردت جوري بحسره :

هذا موضوع خاص فيني

وسامحيني فاتن

ما حابه احكككككك

وفجاة …

قطع حوار جوري طرقات خفيفه على الباب ، فانتفضت فاتن ، وقالت بلهفه :

ده اكيد الواد احمد بتاعك

ردت جوري وهي تتوجه نحو باب المطعم :

اتصور انه فعلا احمد

ياريت ما تحكي امامه اي شيء

عن موضوع التحقيق ومرواحتنا لقسم الشرطه

ارجوك يا فاتن

وبالفعل …

فتحت جوري الباب لتجد احمد ، فقابلته بترحاب وقد رسمت على وجهها ابتسامه مصطنعه ، وقالت بارتباك :

اهلين احمد

كيف حالك

وكيف ظهرك الان

رد روسيا ، وقد لمح حالة الارتباك الواضحه على صوت وملامح جوري :

ازيك يا جوري

انا الحمد لله تمام

بس انتي اللي فيكي حاجه

هل انا جيت في وقت مش مناسب !!!

ردت جوري وهي تحافظ على ابتسامتها :

بالعكس المكان يتنور بيك باي وقت

وانا كتير فرحانه بشوفتك احمد

خصوصا بعد هالموقف البطولي

وانك انتزعت الفيديو تبع فاتن

برافو عليك

بس انت كيف بدلته بفيديو تاني

كيف سويت هالشيء ؟؟؟

رد روسيا باقتضاب :

اهم حاجه اننا حلينا المشكله

مفيش داعي تشغلي بالك بالتفاصيل

دي حاجات بتتعمل بالكمبيوتر

عن طريق برامج بتشتغل بالذكاء الاصطناعي

ردت جوري بنبره اعجاب مزيفه :

ما شاااااء الله عليك

واضح انك فهمان ودارس منيح

انت شو دراستك يا احمد

ووين ساكن

وليش ما حابب تحكي اي شيء عنك

وعن حياتك

بدأ الارتباك واضحا على ملامح روسيا وهو يقول بصوت متلعثم :

جوري ارجوكي

انا فعلا عاوز احكي لك كل شيء عني

لكن مش هينفع دلوقتي

ما تستعجليش واستحمليني شويه

انا بس حبيت اطمن عليكم

ولازم امشي

ردت جوري بانفعال :

واضح انك مليت مني ومن اسئلتي

عموما انا اسفه

ما راح اسألك عن اي شيء تاني

وكتر خيرك على االي سويته معنا

شعر روسيا بضيق جوري من جراء تكتمه الشديد عن تفاصيل حياته ، فقرر تلطيف الاجواء ، وقال بصوت حنون :

جوري انا مش عاوزك تزعلي مني

وفي نفس الوقت مش حابب اكدب عليكي

واقولك تفاصيل غلط عن شخصيتي الحقيقيه

انا مش سواق تاكسي

زي ما انتي فاهمه

انا حياتي معقده جدا

وفيها جانب مظلم

انا مش حابب انك تعرفيه دلوقتي

لكن الحاجه الوحيده اللي لازم تعرفيها

ان اجمل وقت في يومي

هو الوقت اللي بشوفك فيه

قتل ذلك ثم امسك اطراف اصابع جوري برفق ، ورفعهم للاعلى ، باتجاه شفتيه ، ثم وضع قبله حانيه داخل كف جوري

فشهقت جوري واهتز جسدها بشده ، ثم انسحبت مسرعه ودخلت الى المطبخ وصكت بابه بقوه ، تاركه روسيا يقف وحده في قاعه المطعم !!!

كانت جوري مرتبكه لاقص حد …

فهي لا تعلم هل ارتعاشه جسدها نبعت من تاثرها العاطفي تجاه احمد ، ام من رهبتها من روسيا الذي اكتشفت انه مجررم خطيرر !!!

فانفجرت في نوبه بكاء ، وقد اقتربت منها فاتن واحتضنتها برفق ، ثم قالت :

مالك يا جوري

انتوا اتخانقتوا ولا ايه

صلي عالنبي كده

واحكيلي ايه اللي عمله

مقصوف الرقبه ده

اللهي ينشك في قلبه

ردت جوري وهي تغالب دموعها :

والله انا اللي قلبي مشقوق نصفين

وما عارفه كيف اتصرف

الله يعني على هالورطه اللي

غرزت حالي فيها

وبعد بضع دقائق …

كانت جوري قد هدأت بعض الشيء ، وتهللت اساريرها عندما سمعت خطوات احمد تقترب من الباب ، وقالت باندهاش :

شو هادا

احمد ما رحل

ولساته هووون

وقبل ان تكمل جوري عباراتها ، كانت قد اندفعت مسرعه لتفتح باب المطبخ ، وتجد ان مفاجأه من العيار الثقيل في انتظارها !!!

فقد وجدت نفسها في مواجهه ثلاثه رجال ، ضخام البنيه ، كل منهم يحمل سلاحا ناريا ضخما

فبادرها احدهم وهو يصوب فوهه سلاحه نحو رأسها :

ولا كلمه يا اموره

لو صوتك طلع

هتلاقي الرصاصه في نافوخك

انتي وصاحبتك

حاول كلا من فاتن وجوري الصراخ ، الا ان خوفهما من العواقب الوخيمه قد منعهما

وبسرعه البرق …

قام المسلحون الثلاثه بتقيبد وتكميم الفتاتين ، ثم تخديرهما

وسقطت جوري وفاتن في حالة اغماء ، وقد فقدتا وعيهما تماما

————————–ء

ومرت بضع ساعات على تلك الواقعه ، حتى استفاقت جوري تدريجيا ، وتكتشف انها مازالت مقيده ومكممه الفم ، في غرفه صغيره مظلمه ، فحاولت ان تصرخ وتستغيث بأي شخص لنجدتها

ومرت دقائق حتى دخل احد المسلحين وقال بلهجه سوريه سليمه :

اذا ما بطلتي صياح

راح ارزعك كف

يخلع راسك عن جسمك

باقي كام ساعه ونوصل طرطوس

ارتعبت جوري بشده ، وتفقدت الغرفه ونوافذها ، لتكتشف ان تلك الغرفه ، تقع داخل سفينه عملاقه !!!

وقد ادركت ان تلك السفينه تشق البحر في طريقها الى الشواطيء السوريه !!!

السادس من هنا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *