التخطي إلى المحتوى

رواية عذرا لكبريائي للكاتبة أنستازيا الفصل الثالث

تعالى صوت جرس المنزل فقلت أتجه إلى الغرفة: لن أتأخر!

أغلقت الباب وبدأت بالبحث عن ملابس مناسبة في حقيبتي، صحيح بانني لم أحظر معي ملابس كافية ولكن لحسن الحظ بأنني قد وضعت فيها ملابس ملائمة، ثبت نظري على الفستان البسيط الذي ظهر أمامي، إنه فستان ذهبي امتزجت الوانه باللون البني الداكن وفي نهايته يتدرج إلى اللون الأبيض، كان قصيرا وبسيطا جدا. ارتديته بتمهل وحذر ولا أنكر بأنني شعرت بالرضى التام وأنا احدق بنفسي بالمرآة!

هذا الفستان معي منذ سنتان، لقد أهداني إياه إيثان في يوم ميلادي التاسع عشر، سرحت شعري لأتركه ينسدل على ظهري ولكنني في النهاية قد غيرت رأيي وقمت برفعه قليلا. كما أنزلت غرتي على جبيني ووضعت ضلا للعيون وأحمر شفاه.
نظرت إلى نفسي للمرة الأخيرة. وهنا.
استوعبت!
ما الذي فعلته في نفسي بحق الإله؟ لما كل هذا! لما أبالغ في مظهري أصلاً ولماذا كل هذا الحماس والإنفعال؟

ازدردت ريقي بصعوبة أنظر إلى نفسي وأحدث انعكاسي: ما الذي تريدينه بالظهور بهذه الإطلالة؟
أظهر انعكاسي وجه مستنكراً ولم أجد إجابة وأنا أشعر بأن فعلتي هذه ستقودني للجنون، تنهدت بعمق هامسة بتشجيع: لا بأس. لا بأس!
ثم خرجت من الغرفة ببطء نحو غرفة الجلوس، ولم أجد سوى شخصين!
امرأة تبدو في منتصف الأربعين من عمرها ورجل يبدو قريبا من عمرها كذلك!

أكثر ما لفت انتباهي هو الأناقة والمظهر الراق لكل منهما! المرأة ترتدي قميص وتنورة من الكتان بلون أزرق داكن بتطريز لطيف أبيض اللون ممسكة بحقيبة صغيرة الحجم ذات لون سكري لامع! إنها امرأة رشيقة ترفع رأسها بشيء من الثقة والشموخ، ملامحها حادة وجميلة تزين ثغرها ابتسامة هادئة وهي تنظر إلى بنظرات غامضة!

الرجل كذلك كان يرتدي بدلة سوداء رسمية، كان طويل القامة نسبياً وعريض المنكبين. هناك هالة غريبة وُجدت في الشقة فجأة!
قلت مبتسمة بلطف: مرحبا.
كنت أقترب لأجدهما يحدقان إلى بنظرات متمعنة جدا ومتفحصة أربكتني! حتى شعرت بالقلق والارتباك رغماً عني.
تقدمت لأصافح السيد الواقف بجانب كريس، فامتدت يده ببطء وهو ينظر إلى مطولاً بطريقة جعلتني أنظر نحو كريس بحيرة وتوتر شديد!
إلا أنني تجاهلت الأمر قائلة: أ. أنا شارلوت!

قال بهدوء لطيف: مرحبا يا شارلوت. أنا جوشوا!
أضاف: نادني بجوش فقط.
تشرفت بمعرفتك!
ثم اقتربت المرأة ذات الشعر البني الذي يجتاز كتفيها بقليل والذي يميل الى اللون العسلي تماما كشعر كريس!
صافحتها بابتسامة هادئة حيث قالت: مرحبا آنسة شارلوت، أنا كلوديا عمة كريس، وجوش يكون زوجي.
اكملت بحيرة: أنت رائعة يا عزيزتي لم أتوقع مقابلة شابة بمثل ملامحك!
م. ملامحي؟ ما الذي تشير إليه وما دخل ملامحي في لقاءهما!؟

همست بإستغراب: ملامحي؟ ما الذي تقصدينه سيدة كلو.
عمتي.
قالها كريس بهدوء ليقاطعني و يرمقها بنظرة سريعة فابتسمت عمته وجلست بعد أن جلس زوجها وقالت: سعيدة بلقائك عزيزتي.
جلس كريس مقابلهما فجلست بجانبه مرددة: وأنا كذلك!
أخفضت عينيها البنيتان ببطء ثم عاودت تنظر إلى قبل أن تتساءل بحاجب قد ارتفع قليلا: كم عمرك يا شارلوت؟
أنا في الحادية والعشرون!
هاه!

كانت ردة فعل جوش الذي سرعان ما سمع بإجابتي لتتسع عينيه بينما قالت زوجته وهي تنظر لكريس فوراً بدهشة: ماذا!
ارتبكت لردة الفعل هذه ونظرت إلى كريس بصمت!
ثوان حتى وقفت عمته وسحبته من ذراعه فتبعها بعيدا عن الطاولة باتجاه النافذة، لا أدري ما الذي كانا يتهامسان بشأنه فجلست اشبك يداي بتوتر.
رفعت رأسي باضطراب أنظر إلى جوش الذي ابتسم بلطف فبادلته الابتسامة بهدوء.

حسنا لن أنكر بداية شعوري بالارتباك! لماذا تغيرت نظرات عمته فجأة؟
نظرت إلى كريس الذي همس بغيض: فليكن. سأشرح هذا لاحقاً.
عادا مجددا إلى الطاولة ليجلسا فتساءلت عمته مبتسمة: شارلوت هل انت من هذه المدينة يا عزيزتي؟
نفيت برأسي: لا سيدة كلوديا، مدينتي تبعد ساعة تقريبا من هنا.
هكذا إذاً! هل تعملين؟
سأتخرج قريباً جداً.

طرفت بعينها بسرعة بعدم استيعاب، ظهرت تقطيبة بين حاجبيها وسرعان ما عاودت تقف وتسحب كريس من ذراعه وهو يتنهد بملل وضجر.
م. ما خطبهما!
ظلا يتهامسان بعيداً ولم يخفي عن مسامعي صوتها وهي ترص على أسنانها، لحظات ثم عادت عمته وجلست متسائلة بسرعة: هل تعرفين كريس منذ وقت طويل؟
أسرع كريس يقول بهدوء: عمتي. لقد اعدت شارلوت العشاء ماذا عن تناوله؟

كريس كنت أعتقد بأنك على وشك فقدان عقلك ولكنني لم أتصور انك فقدته بالفعل!
لا يجب ان أشرح كل شيء الآن! ثم أنني اتخذت قراري مسبقاً.
يبدو انك لن تتعظ! لماذا فكرت بالأمر كما يحلو لك؟ ماذا عنا نحن؟ ألا أهمية لرأينا أو لوجودنا!
ليس وكأنني تجاهلتكم! ولكنه قرار يخصني.
أكره طريقتك في الحديث هذه! أنت لا تعيش وحدك يا كريس. لقد أخبرتك بأنك.
تدخل جوش بحزم: هذا يكفي.
صمت الاثنان وهما يشيحان بوجهيهما بعيدا.

م. ما حوار الألغاز المريب هذا!؟ تأملتهما بتمعن وتفحصت النظراليهم!
أشعر بأن وجودي. لا داعي له في هذه النقاشات الأسرية.
وضعت كلوديا قدمها اليسرى على اليمنى ونظرت لكريس موبخه بعناد: أنت تورط نفسك لا أكثر، انصت إلى ولو لمرة فقط فأنا أقول هذا لمصلحتك ولا يجب أن تفكر بطريقة مستقلة في أمور كهذه ل.
أنا أعلم ما الذي أقوم به، منذ متى انتظر من أحد إعطائي الأوامر والتعليمات يا عمتي!
أكمل ممتعضا: سنتفاهم لاحقا!

بالطبع ستوضح لنا الأمور ومن الأفضل أن تكون قادراً على إقناعي.
قالتها بحزم ثم اطبقت شفتيها بقوة وهي تشيح بوجهها بعيداً بتهكم، بينما تمتم زوجها: على كل حال نحن لن نطيل الجلوس كثيرا فعلينا الذهاب إلى المشفى، والدك متعب اليوم وبحاجة إليك.
شعرت به يترقب ردة فعل كريس، ولكنه دُهش عندما قال الأخير بمرح: الرائحة شهية للغاية و لم أعد أطيق الانتظار.
تنهدت السيدة كلوديا ونظرت لزوجها باستياء! ما الأمر؟

ما الذي يحدث أمامي.؟ أعلم أنها أمور عائلية ولا أريد التدخل فيها ولكن الشحنات في الهواء باتت مكهربة ومشحونة بطريقة غريبة! ، في النهاية اتجهت انا وكريس إلى المطبخ لإحضار الأطباق وكنت أنظرإليه بصمت وحيرة وهو يساعدني دون ان يتفوه بكلمة.!
بعد انتهائنا من تناول الطعام لم تكف عمة كريس عن ابداء رأيها ومدح ما قمت بطهيه، فشعرت بالرضى والسرور لما قالته كثيرا!

بعد أن رشفتُ من العصير، قابلني سؤال السيد جوش: هل والديك على قيد الحياة؟
نعم إنهما كذلك.
أصدر همهمة خافته وعاود يسأل: ماذا عن الأخوة؟
أجبته أخفي استغرابي من هذا الإستجواب: لدي شقيقان أحدهما سافر منذ فترة طويلة نسبيا والآخر في مدينتي.
بدى الاهتمام جليا على وجهه وهو يسند مرفقيه على الطاولة ليقول: لقد قلت بأنك على وشك التخرج، ماذا تدرسين تحديدا؟

لقد تم قبولي مؤخرا ولا أعلم متى سأعمل رسميا، على أولا أن أخوض بعض الإختبارات النظرية والتطبيقية في المعهد الطبي، أنا ممرضة سيد جوش.
تغيرت نظراتهما ونظرا لكريس بنظرة لوم فجأة!

هل قلت أمراسيئا؟! أطرقت برأسي بارتباك ولم استطع منع نفسي من الشعور بالضغط الشديد، إنها يسألانني عن الكثير من الأمور ولو كان كريس من يوجهها لقمت بالرد عليه بطريقتي المعتادة ولكن الأمر صعب ومختلف الآن وأجد نفسي مضطرة للإجابة!، نظرت إليهم وأنا أقوم بضم يدي تحت الطاولة بتوتر، بينما الثلاثة يتبادلون النظرات بصمت حتى تنهدت كلوديا وقالت بلطف: لقد استمتعت بالتحدث معك يا شارلوت وبالمناسبة أنت ماهرة في الطبخ، الطعام بالفعل لذيذ جدا.

ثم وجهت نظرها نحو كريس: أراك لاحقا. لا أستطيع التأخر على والدك أكثر، يمكنك مشاورة عقلك بالذهاب فكما تعلم المشفى مفتوح على مدار الأربع وعشرون ساعة ودقائق قليلة لن تؤثر او.
ولكن كريس بعثر شعره هامسا: من الجيد أنك استمتعت إذا.
وقفا فوقفنا نحن أيضا، صافحتها بحرارة وقلت: سعيدة بلقائكما أرجو أن يكون لنا لقاءا آخر.
صافحني السيد بابتسامة هادئة: أرجو ذلك.

اقتربت كلوديا من كريس وعانقته فانحنى وأحاطها بهدوء، وعندما ابتعدت تمتمتْ: إلى اللقاء!
ثم لا أعلم ما الذي تحدثا به إذ كانا يتهامسان معا، وبعدها خرجا مودعين فأغلق الباب الا انه ظل واقفا أمامه دون أن يستدير، وجدت نفسي أخذ نفسا عميقا جداً لأعيد الحياة إلى جسدي وعقلي مرة أخرى بعد كل هذا التوتر الذي شعرت به!
وأطلقت زفيرا قوياً مخففة عن نفسي لأجده لا يزال على وضعه أمام الباب فتساءلت متنهدة بملل: ما الامر؟

هل يمكننا التحدث في أمر ما؟
لم أجبه وإنما حدقت بظهره بترقب فاستدار يرمقني بصمت وهدوء.
ما الأمر؟ ما الذي تود التحدث عنه!
خلع سترته وفتح ازرار قميصه العليا وجلس على الأريكة بابتسامة مرحة فزفرت وجلست أمامه واخفيت فضولي وارتباكي.
تنهد ببطء ونظر إلى مباشرة وارتخت ابتسامته قليلا: أخبريني يا شارلوت. ماذا إن كنت الشخص الوحيد القادر على مساعدة شخص يحتاج مساعدتك بشدة وقد يخسر كل ما يملكه؟

علقت باهتمام: وما هي هذه الممتلكات؟
لأكن صريحا وواضحا معك، الأمر باختصار هو.
انتظرته لثوان معدودة حتى أكمل: تزوجيني.
قطبت جبيني واتسعت عيناي قليلا متمتمه بعدم استيعاب: عذراً؟
زم شفتيه بحزم وهو ينظر إلى بتمعن وقد تلاشت تلك الابتسامة تماما وتمتم بهدوء: تزوجيني.
في هذه اللحظة ساد صمت مطبق وكم شعرت بثقل غريب على كاهلي فجأة!

استمرت حالة الجمود هذه ونحن نقف مقابل بعضنا البعض، لم أسمع في هذه الأثناء سوى صوت الشارع والسيارات في الخارج والستارة يحركها نسيم الهواء العليل قبل ان تتعالى ضحكاتي في المكان!
ابتسم ابتسامة صغيرة مضمرة وهو ينظر للأرض لثوان ثم عاود يرمقني بنظرات شبه ساخرة: هل ما قلته مضحك لهذه الدرجة؟

كنت مستمرة في الضحك حتى هدأت قليلاً وقلت من بين ضحكاتي: نعم فأنت مازلت تواصل رمي هذه الدعابات التي لا تحتمل! توقف عنها وحسب.
ضحك بخفوت: انتِ محقة في عدم تصديقي، لك الحق في ذلك.
ثم تقدم خطوات معدودة وهو يضيف عاقداً حاجبيه: شارلوت، انا جاد الآن ولست أمازحك. تزوجيني!
واصلت الضحك بخفوت ثم تمتمت ساخرة: إلى متى سيستمر هذا الحوار الهزلي؟
زفر بملل: يبدو بأنني مضحك جداً.
انت كذلك! اتساءل لماذا تكذب كثيرا.

قلتها وقد بدأت اتهكم شيئا فشيئا، فأمر مثل هذا لا يجب أن يتمادى ويمزح بشأنه وكأن أمر عادي، استرسلت وانا اقف ببرود: تصبح على خير انا بالفعل متعبة. ولا تنسى ما اتفقنا بشأنه، انتهت مهلتي وسأغادر غداً.

اتجهت نحو الغرفة متثائبة بنعاس بعد الجهد المبذول في الترتيب والطهي، وعندما تذكرت مزحته السخيفة قبل قليل والإستجواب الغريب الذي تعرضت له من عمته وزوجها وجدت نفسي أتمتم كلمات خافتة بإنزعاج، فتحت الباب بغية الدخول ولكنني تفاجئت به يمسك بي ليديرني نحوه فجأة ويدفعني على الحائط بقوة متسببا في وقوع مشبك شعري على الأرض فانسدل على ظهري!

وجدت نفسي استند على الحائط بدهشة أحدق إلى عيناه اللتان جعلتني أتسمر في مكاني مجفلة.
أذهلني نوع البريق فيهما في هذه اللحظة! أكاد أقسم أنهما ليستا للشخص المرح نفسه! لم تكونا تلك العينان الهازئتان المستهترتان.
ما خطب هذه النظرات بحق الإله!

حين طرف لمعتا ببريق عسلي بات داكن اللون وكأنها دلالة على غضب أو نفاذ صبر! تداركت الأمرمخفية دهشتي لأصرخ بغضب وألم شديد: ما الذي تظن نفسك فاعل، هل جننت لتدفعني هكذا؟! كيف تجرؤعلى.
ولكنني ارغمت نفسي على التوقف حين شعرت بهاجس يجبرني على الحذر وهو يواصل التحديق إلى بنظراته السابقة تلك ووجدت الأمر يصبح غريبا أكثر!
هناك أمر خاطئ.
هناك شيء غريب بلا شك!

نظرة كهذه لا يمكن ان تصدر منه! ليس من كريس الذي اعتدت هاذان اليومان على سخريته!
لا أدري كم مر من الوقت حتى اقترب مني أكثر وهمس بهدوء: لا ترغميني على التصرف معك بعنف، مزاجي لا يسمح لي باحتمال أي تصرف! دعيني أكمل ما كنت سأقوله وأنصتِ دون مقاطعتي فهذا لمصلحتك ولا ت.
قاطعته بألم وغضب: ليس قبل ان تبعد يداك عني! هذا مؤلم.

ولكنه قال بسخط أفزعني وأجبر شهقة خافتة تُفلت من شفتي: أنا لا أكرر كلامي مرتين! لقد قلت بأنه علينا التحدث لذا توقفي عن إهدار الوقت باعتراضاتك.
نبرته تلك جعلتني أقف كالتمثال متخشبة أحاول أن أستوعب إن كانت هذه إحدى دعاباته وهو يتقمص دور مختلف عن شخصيته مثلاً! أنا حتى تناسيت الألم الذي أشعر به في كتفاي بسبب شعوري أن الشخص الواقف أمامي. لا أعرفه!

وكأن من يقف أمامي شخص آخر تماما! ما مناسبة كل هذا الإنفعال أصلاً؟!
أملت برأسي بصمت إيجابا وبحذر وترقب فابتعد ببطء، رمقته بتردد وعدم استيعاب فتحرك ليجلس على الأريكة مبعثرا شعره وهو يزفر بإنزعاج واضح!
هل ما فعلته أمر يدعو للغضب لهذه الدرجة! مهلا. سأعاود استرجاع ما حدث قبل قليل!
القى بطرفته الحمقاء تلك وقال تزوجيني. ضحكت ثم قلت بأنني سأخلد للنوم!
أين الجزء المستفز فيما فعلته تحديداً!

تحركت بخطى واثقة وجلست مقابله مخفية ارتباكي.
هل آلمتك؟
تساءل بنبرة هادئة، لم أجبه وإنما اشحت بوجهي بعيدا عنه بغيض فأكمل: أعتقد بأنني بالغت قليلاً.
قليلا؟!

هل حقا لا يدرك ما فعله؟ كان على وشك أن يكسر عظامي للتو! لويت شفتي بصمت ولم أعلق على ما قاله بعناد وانا لا أزال اتظاهر بالتحديق إلى الستارة التي كلما ارتفعت اظهرت من خلال الزجاج الشفاف جزءاً من أضواء المدينة وسماءها الملبدة بالغيوم الداكنة. بصراحة لم أدرك انني بدأت أندمج في النظر لخارج النافذة حتى سمعته يزفر بنفاذ صبر!
لذا بادرته أقول بحزم اوجه نظري نحوه مستوعبة: حسناً أنا بخير!

قلت ذلك بالرغم من أنني شعرت بتكسر عظام ظهري وتشنج كتفاي!
لانت ملامحه إلى هدوء ولطف غريب وحدق بي مطولاً حتى قال: لنكمل ما توقفنا عنده، كما قلت لك للتو. تزوجيني! لم أجد امرأة مناسبة في هذه الفترة لأتزوجها غيرك!
سألته بعدم فهم واستغراب: مناسبة! مهلاً. هذه لم تكن مزحة؟

رفع أكمام قميصه إلى رسغه واسند مرفقيه للأمام منحنيا قليلا ليجيب: قلت لك أنني جاد، أنا لا أقصد زواجا حقيقيا! إنه زواج قضاء مصلحة مهمة وحسب، لست امزح، أنا أعني كل كلمة أقولها!
اتسعت عيناي مرددة: مصلحة؟ زواج مؤقت!
أردفت بغضب: ما الذي تتفوه به؟!
قد لا أستطيع إقناعك بالفعل، ولكن.
لم أسمح له بإكمال حديثه اذ قلت معترضة بإنزعاج شديد: أنت تثبت لي أنك مجرد مختل.

أردفت ساخرة: أنت تسخر مني بلا شك، من الصعب عليك التوقف عن هراءك! أنصت. لا رغبة لي في الإستماع إلى هذا الجنون، إن كان هذا ماتقوله أثناء جديتك فعد إلى حديثك الفارغ الساخر من فضلك! هذا أفضل بكثير من سماع أمور مشابهة.
انهيت جملتي وأنا أقف فأشار إلى بأن أجلس بهدوء لم يُخفي فيه نبرته الحادة: توقفي عن الثرثرة واطبقي فمك قليلا لأنهي ما أحاول قوله!

اتسعت عيناي بذهول لتلك النبرة والكلمات الحازمة ولا أدري كيف. أو لماذا جلست فوراً وكأنني أقول له سمعاً وطاعة!
أنا حقا لا أعلم كيف جلست هكذا كالآلة التي لا تجيد سوى تنفيذ الأوامر.!
لن أنكر أن نبرته تلك أخافتني ودفعتني للجلوس على الفور. ولكن.!

رمقته بتردد واقتضاب منزعجة من نفسي في حين نظر إلى بصمت ثم عاود يرفع القميص إلى رسغه مجدداً بحركة سريعة وقال: سأدخل في صلب الموضوع لأنك لن تكفي عن مقاطعتي، لقد كنتُ متزوجاً قبل بضعة سنوات ولكننا انفصلنا والآن أنا بحاجة ماسة للزواج.
اتسعت عيناي بذهول: هاه!
طرفت بعيناي عدة مرات محاولة استيعاب الأمر.
تلعثمت متمتة: أنت. كنت متزوجاً! لماذا انفصلت عن زوجتك؟!

أجابني ببرود: نعم، كنت كذلك، وبالنسبة لسؤالك فلست مجبرا على الإجابة. لا أود التحدث عن الأمر!
أكمل: إنها تقضي شهر العسل حاليا لذا على الإسراع في الزواج. شارلوت!
يسرع في الزواج لأنها تقضي شهر العسل!؟
سألته بضيق وانقباض غريب: لماذا! لتشعل غيرتها؟
أجاب بإندفاع وإزدراء فاجأني: قطعاً لا!

أكمل بإنزعاج: انها قصة طويلة. سأختصرها ببضع كلمات، أريد أن أرعى جيمي ولكن الأمر لن يكون سهلاً بالنسبة لي كما أن كلارا لن تتوقف عن محاولة إقحام نفسها في حياتنا مرة أخرى حتى لو تزوجت برجل آخر، لا يمكنني تركه مع امرأة مثلها أوحتى ت.
مهلا، مهلا! لحظة واحدة رجاءً! من هي كلارا ومن هو جيمي!
لمعت عيناه العسليتان بالهدوء وهو يعتدل في جلسته ويلوي شفته قليلاً ثم أجاب: إنها زوجتي السابقة، بينما جيمي هو ابني!

فغرت فاهي وشعرت بفكي يكاد يسقط إثر الدهشة أحاول استيعاب كل حرف قاله.
هل ما سمعته صحيح؟
كريس. أب!
أي صدمة هذه! هذا العابث المتهور والطائش أب؟ لا يبدو ان ذلك صحيح أبدا. مظهره لا يوحي بهذا.
بغض النظر عن مظهره، فلم أكن لأتخيل حتى بأن يكون أباً! سأصدق أن يرعى قطة ظالة أو كلباً مسكينا أو حتى نعجة تائهة ولكن.
أن يرعى طفل!
أشرت باصبعي نحوه بدهشة: أنت جاد الآن اليس كذلك؟ هل تقسم أنك لا تمازحني؟

أمال برأسه فاسترسلت ويداي معلقة في الهواء: أنت. أب! شخص مثلك يكون أب!
زفر بملل: كم مرة على أن أجيب بنعم لتقتنعي!
ثم وقف مبتعدا عن اريكته ليتجه إلى الأريكة التي أجلس عليها.
جلس بجانبي فنظرت إليه باستغراب يجوبه حذر شديد حتى قال: لم يتجاوز العام الخامس بعد.

ابتعدت قليلا حتى جلست في زاوية الأريكة وانا امسك الوسادة الصغيرة اضعها في حجري متسائلة: إذاً؟ هل تريد الزواج لتحظى برعاية ابنك؟ هل هذا كل شيء! غريب أمرك، لقد رأيتك محاطا بالكثير من الفتيات كما أذكر فلمالا تقترح أمر مجنونا كهذا على إحداهن؟!
أتى رده ببساطة: أنتِ إختياري، هذا كل شيء. والآن أخبريني. ما رأيك؟

حصد اجابتي المندفعة سريعاً وفي أقل من ثانية بعد سؤاله: ما رأيي؟ كيف لك ان تسأل سؤالا كهذا! حسنا إذاً فلتسمع رأيي إن كان يهمك! أرى أنك ذو خيال صخب واسع جدا، فأنا من المستحيل أن اوافق على شيء كهذا، من الأفضل ان تقترح شيئا كهذا على امرأة مجنونة مستعدة للتضحية بشبابها وعمرها ووقتها الثمين لأجل شخص مثلك! ثم انت غريب جدا، لماذا تعرض على هذا الزواج وكأنني سأوافق فوراً بل وأنك قلت بأنه زوج قضاء مصلحة وأنا أرى أن المصلحة ستكون لصالحك أنت فقط و.

ولكنني بترت حديثي حين اقترب واضعا يده على فمي يمنعني من الكلام بإنزعاج: بحق الإله إلى أي مدى أنت ثرثارة! أصمتِ قليلا وانصت إلي! ألا يجهدك تحريك لسانك بإستمرار!
ابعدت يده بإمتعاض: أسمعني ما لديك، هيا، كلي أذان صاغية! أسرع.

أخذ شهيقا عميقاً وهو يبتعد ثم قال بإنزعاج: أنا صريح معك، أنتِ محقة إنه زواج لقضاء مصلحة وهذه المصلحة لن تكون نافعة لكلانا. وإنما سيكون الزواج مفيداً لي لرعاية جيمي وحسب ولكنني لن أجبرك على تخيل نفسك زوجة لوقت طويل. أريدك أن تخوضي الأمر لأشهر قليلة فقط. لنقل ثلاثة أشهر فقط وبعدها لكِ حرية الإختيار!
هاه! وتقولها بكل بساطة! إلى أي مدى أنت أناني؟ وتعترف وكأنه أمر طبيعي. لا يمكنني تصديقك!

استرسلت بإمتعاض: ثم هي والدته ولها الحق في رعايته.
لن أسمح لها بالإقتراب منه.
ما الذي تقوله! ألا ترى أنها أنانية منك؟، إنها والدته ولا يمكنك أن تحرمها من اب.
لا شأن للأنانية بالموضوع، كلارا محال أن تكون أما مناسبة لجيمي.

انهى جملته تلك وهو يقف مبتعدا عن الأريكة ليجلس على طرف الأريكة الأخرى ممرراً يده على عنقه بشيء من التعب، فثنيت قدماي فوق الأريكة بإندماج قائلة: لنترك موضوع أنانيتك جانباً، لستُ أفهم لماذا أنا؟ لا تخبرني أن عمتك وزوجها كانوا هنا لتقييمي وأنا التي كنت أجيبهما كالمغفلة؟ أخبرني أرجوك بأي جواب مختلف.
رفع كتفيه ببساطة: هذا صحيح. وبالنسبة لسؤالك عن سبب اختياري أخبرتك قبل قليل. أنتِ مناسبة.

أنا لا أفهمه! يريدني أن أتزوج به لأرعى ابنه؟! بأي حق يعرض على هذه الفكرة الدنيئة؟ ولماذا يظنني سأوافق أصلاً! الأمر لا يقبل النقاش، أولا هو شخص فاسد، ثانيا لن أقحم نفسي في مشاكله الخاصة ولا رغبة لي في التعرف عليه أكثر حتى. ثالثا لدي طموحي وأريد تحقيق ما أهدف إليه بالدراسة والعمل!

تساءلتُ بضيق: ألا تعتقد بانك قاسي؟ تريدني أن أبقى مع طفلك لأشهر قليلة ثم تخيرني بين البقاء والعودة متناسيا شعور ابنك في حالة تعلق بي مثلاً؟ لا أستطيع استيعاب ما تريد فعله.
أكملت باستيعاب وحذر: لحظة واحدة! قف عندك ويكفي حديثا عنك فأنا لن أتعاطف معك كما تظن!، ما الذي يجعلك واثقاً بأنني سأقبل بهذا العرض وأقول لك هيا يا كريس لأحزم أمتعتي وأذهب للقاء ابنك المسكين؟

تمتم بملل: تبدين منفعلة. بالطبع لن توافقي ببساطة فلديكِ أسبابك وعلى رأسها صديقك ذاك.
أردف مفكرا: كيف نسيت اسمه! أوه. إيثان!
رددت بهمس: ا. ايثان!
هذا المجنون! ما الذي يقوله؟ متى وضع هذا الإفتراض السخيف!
انفصلي عنه.
انتابتني رغبة في الضحك بالرغم من انزعاجي ولكنني قلت اتمالك نفسي: انفصل عنه؟!
أردفت بحزم: أنا لست بهذه الحقارة!
تكتف بملل: لا يهم. إنفصلي عنه وحسب!

انفجرت ضاحكه رغما عني فارتفع حاجبه الأيسر: أستطيع مشاركتك الضحك!
تلاشت ضحكتي بالتدريج ثم قلت بهدوء: أنت ميؤوس منك!
ما الذي يظنه؟ أن أكون على علاقة مع إيثان! وهل قلت ذلك أو لمحت به حتى. كم هو أحمق!
أخبريني إذا. لماذا يتركك وحيدة؟ أين هو على أي حال ولماذا لا يب.
لا شأن لك! توقف عن التدخل بكل شيء وحشر أنفك فيما لايعنيك هذا بالفعل كثير جدا!
بعثر شعره ولم يبعد عيناه العسليتان عني وهو يهمس: مكانه لما تركتك.

جحظت عيناي الخضراوان بشدة وحدقت به بعدم استيعاب ثم أسرعت أطرق رأسي بتوتر شديد! ما الذي يقوله الآن؟ هل يحاول أن يربكني مثلا! نعم إنه فخ واضح جدا ولن يوقعني به، إنه زير ذو لسان معسول ويعتقد بأنني تلك المغفلة التي من السهل الإيقاع بها.
رفعت اصبعي السبابة بتحذير: لن تخدعني بكلماتك اللطيفة الملتوية.
ابتسم مستمتعاً فازدردت ريقي وقلت بجمود: أنا متعبة وأفضل أن أرتاح على أن أهدر وقتي معك.
رأيك أولا.

قالها وهو يقترب مني واقفا أمامي مباشرة بمسافة صغيرة!
حاولت ألا أظهر توتري وأجبت بهدوء: أنت تعرف رأيي مسبقا، إن أردت الزواج فربما عليك أن تتزوج بإمراه مجنونة غيري، ولا سيما من شخص مثلك!
ضحك بخفوت ووضع يده خلف عنقه متمتما بسخرية: شخص مثلي؟ لماذا تتعمدين حشو كلامكِ بالإهانات!؟ حسنا لا يمكنك أن تنكري أنك منجذبة إلى ولو قليلا!
لقد ارتشف جرعة زائدة من الثقة! مستوى التعاظم والتعجرف لديه مرتفع لأقصى حد!

ابتسمت ساخرة بإنزعاج: ياللغرور! ليس أنك لم تحسب لمشاعر ابنك حساباً فقط أو تحاول إرغامي على الخضوع لفكرتك ولكنك أيضا تريد مني الإنفصال عن إيثان. لا عجب في أن زوجتك امرأة معذورة إلى حد ما!
تلاشت تلك الملامح الساخرة والمرحة تماما دون سابق إنذار وتجهم وجهه ليصبح جامدا وهو يرمقني بعين غاضبة، ولم أستوعب الحماقة التي تفوهت بها سوى الآن! كانت عيناه تقدحان بكل أنواع التحذير لي!

همست بتلعثم واندفاع: كنت أقصد بأنك.
ما الذي تعرفينه أنتِ بحق الإله.
همس بها بسخط ووقف فتسمرت وأنا أراه يستدير متجها إلى غرفته، جلست في مكاني بلا استيعاب حتى عاد مجددا لأراه يلتقط هاتفه الذي نسيه على الطاولة والقى على نظرة خاطفة يملؤها الإزداراء فأدهشني الأمربشدة!، وسرعان ما انتفضت حين صفق الباب بقوة ليدوي الصوت في كامل الشقة وأراهن على ان من يمشي في الخارج قد وقع على مسامعه هذا الصوت العالي!

حسنا. اعترف بأن عيناه تتحدثان وتعبران عن كل شيء! لاداعي ليتفوه بكلمة او يوضح لي ازدراءه وإشمئزازه الذي فاجأني للتو، كل شيء كان واضح! لماذا جعلني أشعر كمن لو كنت مجرمة في حقه!
مهلا أنا لا يمكنني أن انكر جزءً من خطأي! ما كان على أن اقول أمرا كهذا! فأنا لا أعلم بما حدث أثناء زواجه من تلك المدعوة كلارا ولكن.
علي اي حال ما كان عليه أن يستفزني منذ البداية!

وكأنه يرتدي أقنعه عديدة ويشتتني. لا أفهم شيئا ولم أعد أستطع استيعاب الأمور!
علي الأقل لنكن واقعيين، لا شيء يجبرني على الزواج من شخص مثله! لا شيء.
أنا حتى لا يمكنني تخيل ردة فعل سام أو إيثان لو علما بشأن تشاركنا لشقة واحدة وعيشنا تحت سقف واحد معاً!
قد يتفهم سام قليلا ولكن إيثان لن يمهلني فرصة لشرح الأمر لا سيما وأنني هنا لأجل انتظار ورقة التوظيف والاستقرار.

فماذا لو تفاجأ كلاهما بأنني سأتزوج من شخص مثل كريس دون سابق إنذار!
سيكون الأمر مثيرا للريبة بلا شك.
وكل هذا في كفة، وما قد يفعله أبي وأمي في كفة أخرى!
شخص مثلي؟ لماذا تتعمدين حشو كلامكِ بالإهانات!؟ حسنا لا يمكنك أن تنكري أنك منجذبة إلى ولو قليلا!
انتفضت في مكاني كمن تعرضت لصفعة على وجهها بماء كالصقيع وأنا أتذكر جملته تلك التي ومضت في مخيلتي بشكل مفاجئ! بل أن صداها يتردد في ذهني وصوته يخترق عقلي!

شعرت بالارتباك دون سبب فحاولت أن أخرجها من رأسي جاهدة وانا اغمض عيناي بقوة وبغيض.

آه يا الهي، وما شأني أنا بما حدث في عائلته! لن أقبل بعرضه أبدا أبدا، تفكيره أناني جدا فما ذنب ابنه في كل هذا؟ هذا ليس عدلا. وبغض النظر عن ابنه أو عنه هو فطريقته في عرض الإقتراح لم تكن وكأنه يخيرني أو يأخذ برأيي، بل استشعرت وبشدة بأنه يحاول إرغامي على قبول الفكرة! ويجرؤ على ذكر كلمة مصلحة في عرضه، لم أرى في حياتي مصلحة كهذه غير متبادلة وستظر الطرف الآخر!
تنهدت باستياء وانزعاج شديد.
لماذا أنا منزعجة؟

هل بسبب ما حدث للتو!
أشعر بأنني. نادمة! فماذا لو ذكرته بأمور سيئة ومؤلمة؟!
زفرت بحنق وأنا ارتمي على الأريكة حتى انني شعرت بألم في مرفقي لارتمائي عليها بقوة، ولا أعرف كم من الوقت بقيت أفكر. فلا زلت أستنكر أن هذا الشاب أب. بل ولطفل في الخامسة وسيبلغ السادسة قريباً، أي جنون هذا! تهاوت الأفكار والأحداث على رأسي لتحوم فوقي حتى أرهقتني ولم أشعربنفسي وأنا أغط في نوم عميق.
في الصباح.

حاولت فتح عيناي بكسل عدة مرات، أشعر بأن جفناي ثقيلان وبالكاد أستطيع تحريكهما.
لا أدري كم عدد المرات التي حاولت فيها حتى استطعت فتح عيناي قليلاً لتقتحم اشعة الشمس القوية مقلتاي بشراسة فأسرعت أغمضهما واعاود فتحهما لتعتاد على الضوء.
ما هذا؟
فكرت في الشيء الذي شعرت به فوق جسدي والذي لم يكن سوى غطاءاً.
لا أذكر بأنني جلبت شيئا من الغرفة!
ربما هو!

اعتدلت قليلاً واسندت جسدي على مرفقي الأيسر متثائبة حتى شعرت بوجود حركة ما في المكان.
ادرت رأسي قليلا وحينها استوعبت وجود الشخص الجالس على الأريكة المقابلة!
من هذا! حُلم؟ خيال؟ هل هذا كريس؟ لماذا تقلص حجمه إلى هذه الدرجة بحق السماء؟
فركت عيناي أحاول الاستيعاب والتركيز حتى قال هذا الشخص بصوت طفولي يملأه الحماس: أبي! لقد استيقظت أمي.!

قطبت جبيني بعدم فهم وحيرة، ونظرت من حولي ابحث عن والدة هذا الطفل ولكنني لم أجد سواي وحينها أدركت بأنه يقصدني!
مهلا.
أنا لست في شقة أخرى صحيح؟ ولا عالقة في حلم ثلاثي الأبعاد! إذاً. من هذا!
ابتسم الصغير بمرح ولطف، واقترب مني وقال بوجنتين متوردتان: صباح الخير آنسة شارلوت!

عجز لساني عن التحرك بينما كانت عيناي متسعتان أحدق إليه حتى أنني شعرت بهما ستخرجان من مكانهما!، وفي اللحظة التي لمحت كريس يخرج فيها من الغرفة بابتسامة واثقة وعين تلمع بخبث لاحظت بأن الصغيرليس سوى نسخة مصغرة منه!

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *