رواية / غسان الصعيدي-بقلم/ سهيلة عاشور
=الحلقة 19
في غرفة غسان وتغريد
دخل الغرفه بتثاقل فهو يلعن تلك المدعوه بشده….. كيف تحملت ان يرى جسدها شخصان غير زوجها؟!!… كيف تحملت
ان ُتغضبهللابتلك الطريقه؟!…. كان يكرهها بشده وعندما يراها يكره حياته بأكملها ولكنه ال يريد انُي غضبهللافيها
او ان يخسر حياته وابنائه ومحبوبته نجاة بسببها…. فلو عليه لمزق جسدها ارًبا والقاه في البحر…..
تغريد بدالل: غسان حبيبي….. وحشتني اوي
نظر لها بأشمئزاز فكانت ترتدي منامه قصيره للغايه باللون االحمر الغامق للغايه كما انها كانت تضع الكثير من
مستحضرات التجميل الصارخه بشده…
غسان بأقضاب: انا عاوز انام يا تغريد…. تصبحي على خير
تغريد بغيظ: هو اي اللي عاوز تنام….. ثم اكملت وهي تعبث في ثيابه: بقلك وحشتني يا غسان
رواية غسان الصعيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهيلة عاشور
غسان بغيظ: ايوه يعني عاوزه اي دلوقتي؟
تغريد بجرأه: عوزاك…..
غسان بإشمئزاز: وانا تعبان وعاوز انام….. نامي
ثم تركها وتوجه نحو الفراش وخلد للنوم …. او حاول ان ينام فتوجهت هي نحو واقتربت منه ولفت ذارعها حول خصره
بتملك شديد…
تغريد في نفسها: لو مبقتش ليا عمرك ما هتبقى لحد يا غسان…. انت بتاعي انا وبس وانا مش هسكت للبت
المفعوصه دي وبكره نشوف انت اللي هتجيلي راكع…. مش انا يا ابو ابني….
************************************
انقضى الليل عليهم وكأنه سنوات…. فمنهم من كان يفكر كيف يتملك الدنيا بأسرها!!…… ومنهم من كان قلبه ممزًقا
على فراق الحبيب وغيابه بعيًدا ومنهم من كانت السعاده تغمر قلبه……..
***********************************في صباح اليوم التالي
تململت نجاة في سريرها بتعب وارهاق على صوت هذا الهاتف اللعين الذي لم يكف عن اصدار صوت منذ وقت طويل
نجاة بنعاس: الوو
صباح بلهفه: ايوه يا بتي…. فينك يا نجاة بقالي كتير بتصل بيكي وانت مفيش في اي؟!…. خلجتي قلبي عليكي يا بنتي
نجاة: انا كويسه يا ماما…. بس كنت نايمه… في حاجه؟
صباح بغيظ: في حاجه دا في حاجات….. مين مرت جوزك اللي ظهرت فاجأه اكده وازاي ما تقوليش على حاجه زي دي
نجاة بهدوء:طيب يماما انا هقلك بس وعد متقوليش لحد خالص
صباح بتأكيد: طبعا مش هقول لحد…. قولي
نجاة بتنهيد: بصي يا ستي……
وبدأت في سرد كل شيء ألمها تحت لحظات حزنها على بنتها التي لم يتسم لها الحظ ابًدا………….
صباح بحزن: وبعدين يا بتي؟
نجاة بعدم فهم:وبعدين اي يا ماما منا فهمتك اهو هفضل صابره زي غسان قال لحد ما نشوف هيحصل اي
صباح بغضب:كيف يعني تفضلي صابره…. االول كنا ساكتين ونقول معلش علشان خاطر جوزك اما دلوقتي يا بتي ان في
بطنك عيل ملهوش زنب في كل دا…… افرضي الحيه ضرتك دي حاولت تأذيه
نجاة بهدوء: متعرفش وغسان منبه عليا مبينش قدامها حاجه…. متخافيش انت بس
صباح بقلق: خلي بالك من نفسك يا بتي الست دي باين عليها مش سهله واصل….. دي سمها باين في وشها….اهو رشا
ربنا هداها يا بتي وهللافرحانه ليها
نجاة بعدم فهم: ازاي مش فاهمه قصدك اي؟
صباح: بقت زينه مع الناس اوي يا بتي ونزلت تدير شغلها بنفسها وعماله توزع خير على الفقره وتساعد الخلق…. واضح
ان ربنا هداها… النور ظهر في وشها لو شفتيها دلوقتي متعرفيهاش
نجاة بصدمه: انت بتتكلمي جد؟
صباح بثقه: امال اي…. انا شفتها بعيني وانا بشتري طلبات السوق كانت واقفه تضحك وتهزر مع الناس وتدي العيال
الصغيره ورد وحلويات….
نجاة بإبتسامه: طب كويس فرحتلها وهللا…..هللايهديها ان شاءهللا.
صباح بحب: ويعدل حالك يا بتي يارب
نجاة: ان شاءهللا….. دلوقتي الزم اقفل علشان انزل تحت عاوزه حاجه
صباح: سالمتك ومن غير ما تقولي هوصل سالمك ألبوكي
ابتسمت نجاة على هذه االم الحنون التي تملكها ولكن قاطعها دق الباب
نجاة: ادخل
سلمان بطفوله: اي يا حبيبتي كل دا نوم….. وحشتيني
جاة بضحك: دا اي الدلع اللي على الصبح دا….. كنت بكلم تيتا صباح يا عم وخالص هلبس وننزل تحت مع بعض
سلمان بغضب: ايوه احسن ننزل تحت…. ألحسن الست الرخمه دي تحت وعماله ترخم عليا وانا مش طايقها اصال
فهمت نجاة مقده لنتظر له بحزن فهي باألخير والدته وهو يكرهها بهذه الطريقه…… دلفت للمرحاض واستعدت
للنزول لألسفل ارتدت عبائه واسعه وواسعه للغايه من اللون السماوي ومعها حجاب ابيض ووضعت بعض ملمع الشفاه
والكحل فكانت جميله بحق…….
سلمان بمشاكسه: قمر يما…..انت حلوه اوي
نجاة بضحك: اااه ياني طالع ليه في كل حاجه!!
سلمان بعدم فهم: مين دا يما
نجاة بهيام: حبيبي
…… :طب مش تعرفينا بحبيبك دا…..
نجاة بشهقه: غسان……
غسان بخبث: اه غسان…. انزل يا سلمان الغفير هويديك تلعب مع عيال البلد زي ما وعدك
سلمان بفرحه: هيييه….. ربنا يخليك ليا يا ابوي….هجبلك حاجه حلوه وانا جاي يما
نجاة بحب: ربنا يخليك ليا يا حبيب امك انت
قبلها سلمان من وجنتيها ورحل تحت انظار هذا العاشق الغيور بشده على زوجته…. حتى من طفل صغير
ظل يقترب منها ببطئ وهي ترجع للخلف وتنظر له بتعجب حتي التصقت بالحائط
نجاة بشهقه: اي في اي؟!!
غسان بغيره: وبعدين معاكي يا بنت صبحي!!
نجاة بمرح: مالك يا بن اسماعيل حد زعلك وال اي…. ثم اكملت بغيظ: لو كانت الرحبايه الصفره اللي تحت دي سيبني
عليها بس وانا هاكل مصارينها
لم يستطع كتم ضحكته فأنفجر ضاحًكا تحت نظراتها الهائمه في وسامته الجذابه…..
غسان بخبث: عجبك صح؟….. حلو انا مش كده
نجاة بخجل: انت مغرور اوي على فكره…. اوعا كده خليني انزل تحت
خذبها غسان من جديد حتى التصقت به: مش قبل ما تقولي مين حبيبك دا!
نجاة بخجل وتوتر: منتى عارف….. او اقلك ملكش دعوه احسن
غسان بخبث: اممم… طيب إذا كان كده يبقى هنفضل هنا لحد ما تقولي هو مين دا…….
نجاة بغضب قليل: اوووف…. انت طفل اوي على فكره زمان ممتك شغاله تحت في البيت لوحدها وسع كده خلينب انزل
ليها
غسان بتفكير: طب قوليها وانا اسيبك
نجاة بخجل: انت
غسان بمكر: انا اي!……
نجاك بخجل اكثر: انت حبيبي
لم تكمل الكلمه حتى اخذ شفتيها في رحله قصيره يعبر بها عن حبه وانتمائه لهذه النجاة…. التي تعتبر بالنسبه له
حبل للنجاة بالفعل يرتاح بقربها بشده يتمنى لو يظل بين احضانها لألبد………ولكن في النهايه قد ابتعت عنها بسبب
حاجتها للهواء……..
غسان بغيره: شيلي الكحل دا…. وبالش تحطي اللي كنتي حطاه على شفايفك دا
نجاة بخجل وغضب: على فكره ما ملمع بس ودا كحل خفيف وكمان انا قاعده في البيت مش طالعه في مكان يعني
غسان بغيره اكبر: والبيت دا مش فيه ابوي والغفر…. البيت كله مليان رجاله وزي ما بتنزلي بحجابك كمان تنزلي وشك
خالي من كل حاجه فاهمه
نجاة بدموع: حاضر…….
اقترب منها بسرعه عندما شاهد دموعها فلم يتوقع ان تبكي بسبب حديثه معها
غسان بلهفه:مالك يا حبيبتي….. حاسه بوجع فيكي اي
نجاة ببكاء طفولي: انت بتزعقلي لي….. مش بحب حد يزعقلي
ابتسم رغم عنه على برائة صغيرته هذه واخذها بين احضانه يهدأها ثم جلب بعض المناديل المبلله ومسح الكحل واالثار
المتبقيه من ُملمع الشفاه وسحبها خلفه لألسفل……….
************************************ في االسفل
كانت تجلس تغريد على احدى الكراسي وهي ترتدي بنطال جينز الضيق للغايه ومعه بلوزه من اللون االصفر فاقع
لونها…….
وكان اسماعيل يشاهد االخبار في التلفاز وسميه تقوم بوضع االفطار وكانت تنظر لهذه التغريد بطريقه فظه للغايه…..
فمنذ زمن وهي تكره وجودها بشده…. ولكن قاطع هذا الصمت هبوط االثنان من األعلى
نجاة بخجل: عنك يا ماما…. انا اسفه بجد راخت عليا نومه
سميه بحب: وال يهمك يا ضنايا…. بس اي العبايه الحلوه دي زي القمر بيها ما شاءهللا.
غسان يهيام لنفسه: هي قمر بعقل…. دا انا خالص عقلي هيطير وهتبقى جرس ونوايب….
اسماعيل بنبره حنونه: ما شاءهللاعليكي يا بنتي جمال ربانيهللايبارك فيكي
تغريد بغيظ: وال جمال وال حاجه…. دي البسه البتاع دا عامل زي الشوار…. ثم اكملت بإستفزاز: وانت سايبه نفسك لحد ما
طخنتي كده لي يا حبيبتي بجد جسمك مقرف كدا مليان بزياده وشكله مش اليق على سنك… اصل انا سمعت من ماما
وغسان حبيبي انك صغيره في السن يعني..
نظرت لها نجاة وهي تحاول كبت دموعها فعلى الرغم انها في اشهرها االولى اال ان جسدها كسول للغايه فبدأ
بالفعل وزنها يزيد ولكن بطريقه كبيره كما توصف هذه الحرباء……
نجاة بهدوء: وهللاوال انت وال غيرك لي رأي في كده جوزي هو اللي ليه رأي فيا يقولي اطخني او خسي زي ما هو
عاوز…… وبعدين هو حاببني كده انت مالك بقااااا…. صح يا غسان؟
غسان بضحك على طريقتها الطفوليه: اااه ااه صح…. يال نفطر بقا وال اي؟!
بالفعل تجمع الجميع على طعام من دون غسان. الذي ذهب لملعب البلده حتى يشارك في االلعاب مع اصدقائه……..
الوقت وذهب اسماعيل وغسان لألعمال وبدأت نجاة في تجهيز الغداد وانهاد اعمال المنزل بحب ومنعت سميه
انقضى
من المشاركه في اي شيء…. واما تغريد فكانت تحاول اثارة غضب نجاة بإي طريقه وكما ايًضا انها تحاول دخول مكتب
غسان……….
************************************في منزل بالل
كان قد استيقظ من نومه بفضل هذه الصغيره
زهره بطفوله: بالل…. حبيبي يال قوم… عندك شغل يا كسالن
بالل بإبتسامه: صباح الخير يا عمري…… انا صحيت اهو
زهره بفرحه: هيييه… اخيًرا
بالل بإنتباه: اي دا؟!…. اي اللي مخليكي البسه ومتشيكه كده
فكانت ترتدي فستان من اللون االسود المنقط باالبيض وكان شعرها غير مرتب فمن الواضح انها لم تجيد تمشيطه
زهره بضحك: انت نسيت…. مش احنا اتفقنا امبارح انك هتاخدني معاك عن الست اللي ادتك الورده علشان اشكرها
وعلشان اشوف ارض الورد
بالل بإبستامه فهذه الطفله مشاكسه للغايه: حاضر يا ستي…. استنيني وانا جاي نفطر وننزل
زهره بسعاده: بسرعه يا بالل….
بالفعل دلف للمرحاض وارتدى مالبسه وادى فرضه بخشوع فكان ملتزم بصالته بشده…. وذهب وحضر االفطار هو
وصغيرته وبدأ يطعمها بحب كبير وكأنها ابنته وليست اخته….. وبعدها ذهبوا للمزرعه وهو حاملها طوال الطريق…
فكانت غاضبه للغايه ألنه لم يجيد تمشيط شعرها
بالل بضحك: هتفضلي زعالنه مني كده كتير
زهره بفم ملتوي:……….
بالل: منتي اللي شعرك بقا طويل ومبقتش عارف اعمله كيف يعني….
زهره بغضب: منا فهمتك…..
بالل بضحك في نفسه: هي اختي وال مراتي هي بتزعق كده لي!!
بالل: طب خالص…. هبقي اتعلم واعملك وهللا…. بصي االرض اهي
زهره بإنتباه:حلوه اوي يا بالل…. ثم قبلته في وجنته بحب: انا بحبك اوي يا احال بالل
بالل بإبتسامه؛ كل دا علشان جبتك هنا
زهره بنفي: ال بس غلسان طلعنا من البيت الرخم دا…. طول الوقت قاعده لوحدي وخلقي بيضيق انا
بالل بضحك: جبني منين خلقي بيضيق دي
زهره بهمس: من التليفزيون…..
كل هذا وكانت رشا تراقبهم بحب شديد فيبدوا انهم متعلقيين ببعض بشكل كبير للغايه….. فآقتربت منهم لتتعرف
على هذه الصغيره التي اثرت قلبها بشده…..
رشا: احم…..صباح الخير
بالل بإنتباه: صباح الخير يا هانم….انا اسف جدا اني جبتها معايا بس شبطت فيا وهللاهرجعها بسرعه واجي حاال
رشا بسرعه: ال ال….. سبها وهي هتعمل اي يعني وبعدين دي شكلها قموره ومؤدبه صح؟…. بس اي اللي بوظ شعرك
كده يا قمر
زهره بإيماء: ايوه انا جميله خالص…. زهره جميله…. ثم اكملت بغضب: مش انا اللي بوظته دا بالل هو اللي مش بيعرف
يعمله
رشا بإبتسام: طب اي رأيك اعمله انا ليكي
زهره بفرحه: بتعرفي؟
رشا: جربيني وقولي رأيك
زهره بإيماء: يال…. يال
بالل بحرج: ملهوش لزمه تعبك يا هانم انا هبقى اعمله…. بالش عطله لحضرتك
رشا بإبتسامه: صدقتي انا اللي محتجلها مش هي
واقتربت منه لتحمل الصغير ولكن تالمست ايديهم بالخطأ فشعرت كل منهم بقشعريره تسير في جسده وصوت دق
عالي يصدر من قلبهم بشده…… ولكن رشا اخدت الطفله لمنزلها ومشت مسرعه….
************************************ في المساء
في قصر غسان
كانت السيدات ومعهم سلمان جالسون يشاهدون التلفز حتى دخل عليهم غسان وكان وجهه ال يبشر بالخير بتاًتا وكان
معه والده اسماعيل
نجاة بقلق: في اي يا غسان انت تعبان؟!!
غسان بحزن:خسرنا كل حاجه
=الحلقة 19
في غرفة غسان وتغريد
دخل الغرفه بتثاقل فهو يلعن تلك المدعوه بشده….. كيف تحملت ان يرى جسدها شخصان غير زوجها؟!!… كيف تحملت
ان ُتغضبهللابتلك الطريقه؟!…. كان يكرهها بشده وعندما يراها يكره حياته بأكملها ولكنه ال يريد انُي غضبهللافيها
او ان يخسر حياته وابنائه ومحبوبته نجاة بسببها…. فلو عليه لمزق جسدها ارًبا والقاه في البحر…..
تغريد بدالل: غسان حبيبي….. وحشتني اوي
نظر لها بأشمئزاز فكانت ترتدي منامه قصيره للغايه باللون االحمر الغامق للغايه كما انها كانت تضع الكثير من
مستحضرات التجميل الصارخه بشده…
غسان بأقضاب: انا عاوز انام يا تغريد…. تصبحي على خير
تغريد بغيظ: هو اي اللي عاوز تنام….. ثم اكملت وهي تعبث في ثيابه: بقلك وحشتني يا غسان
رواية غسان الصعيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهيلة عاشور
غسان بغيظ: ايوه يعني عاوزه اي دلوقتي؟
تغريد بجرأه: عوزاك…..
غسان بإشمئزاز: وانا تعبان وعاوز انام….. نامي
ثم تركها وتوجه نحو الفراش وخلد للنوم …. او حاول ان ينام فتوجهت هي نحو واقتربت منه ولفت ذارعها حول خصره
بتملك شديد…
تغريد في نفسها: لو مبقتش ليا عمرك ما هتبقى لحد يا غسان…. انت بتاعي انا وبس وانا مش هسكت للبت
المفعوصه دي وبكره نشوف انت اللي هتجيلي راكع…. مش انا يا ابو ابني….
************************************
انقضى الليل عليهم وكأنه سنوات…. فمنهم من كان يفكر كيف يتملك الدنيا بأسرها!!…… ومنهم من كان قلبه ممزًقا
على فراق الحبيب وغيابه بعيًدا ومنهم من كانت السعاده تغمر قلبه……..
***********************************في صباح اليوم التالي
تململت نجاة في سريرها بتعب وارهاق على صوت هذا الهاتف اللعين الذي لم يكف عن اصدار صوت منذ وقت طويل
نجاة بنعاس: الوو
صباح بلهفه: ايوه يا بتي…. فينك يا نجاة بقالي كتير بتصل بيكي وانت مفيش في اي؟!…. خلجتي قلبي عليكي يا بنتي
نجاة: انا كويسه يا ماما…. بس كنت نايمه… في حاجه؟
صباح بغيظ: في حاجه دا في حاجات….. مين مرت جوزك اللي ظهرت فاجأه اكده وازاي ما تقوليش على حاجه زي دي
نجاة بهدوء:طيب يماما انا هقلك بس وعد متقوليش لحد خالص
صباح بتأكيد: طبعا مش هقول لحد…. قولي
نجاة بتنهيد: بصي يا ستي……
وبدأت في سرد كل شيء ألمها تحت لحظات حزنها على بنتها التي لم يتسم لها الحظ ابًدا………….
صباح بحزن: وبعدين يا بتي؟
نجاة بعدم فهم:وبعدين اي يا ماما منا فهمتك اهو هفضل صابره زي غسان قال لحد ما نشوف هيحصل اي
صباح بغضب:كيف يعني تفضلي صابره…. االول كنا ساكتين ونقول معلش علشان خاطر جوزك اما دلوقتي يا بتي ان في
بطنك عيل ملهوش زنب في كل دا…… افرضي الحيه ضرتك دي حاولت تأذيه
نجاة بهدوء: متعرفش وغسان منبه عليا مبينش قدامها حاجه…. متخافيش انت بس
صباح بقلق: خلي بالك من نفسك يا بتي الست دي باين عليها مش سهله واصل….. دي سمها باين في وشها….اهو رشا
ربنا هداها يا بتي وهللافرحانه ليها
نجاة بعدم فهم: ازاي مش فاهمه قصدك اي؟
صباح: بقت زينه مع الناس اوي يا بتي ونزلت تدير شغلها بنفسها وعماله توزع خير على الفقره وتساعد الخلق…. واضح
ان ربنا هداها… النور ظهر في وشها لو شفتيها دلوقتي متعرفيهاش
نجاة بصدمه: انت بتتكلمي جد؟
صباح بثقه: امال اي…. انا شفتها بعيني وانا بشتري طلبات السوق كانت واقفه تضحك وتهزر مع الناس وتدي العيال
الصغيره ورد وحلويات….
نجاة بإبتسامه: طب كويس فرحتلها وهللا…..هللايهديها ان شاءهللا.
صباح بحب: ويعدل حالك يا بتي يارب
نجاة: ان شاءهللا….. دلوقتي الزم اقفل علشان انزل تحت عاوزه حاجه
صباح: سالمتك ومن غير ما تقولي هوصل سالمك ألبوكي
ابتسمت نجاة على هذه االم الحنون التي تملكها ولكن قاطعها دق الباب
نجاة: ادخل
سلمان بطفوله: اي يا حبيبتي كل دا نوم….. وحشتيني
جاة بضحك: دا اي الدلع اللي على الصبح دا….. كنت بكلم تيتا صباح يا عم وخالص هلبس وننزل تحت مع بعض
سلمان بغضب: ايوه احسن ننزل تحت…. ألحسن الست الرخمه دي تحت وعماله ترخم عليا وانا مش طايقها اصال
فهمت نجاة مقده لنتظر له بحزن فهي باألخير والدته وهو يكرهها بهذه الطريقه…… دلفت للمرحاض واستعدت
للنزول لألسفل ارتدت عبائه واسعه وواسعه للغايه من اللون السماوي ومعها حجاب ابيض ووضعت بعض ملمع الشفاه
والكحل فكانت جميله بحق…….
سلمان بمشاكسه: قمر يما…..انت حلوه اوي
نجاة بضحك: اااه ياني طالع ليه في كل حاجه!!
سلمان بعدم فهم: مين دا يما
نجاة بهيام: حبيبي
…… :طب مش تعرفينا بحبيبك دا…..
نجاة بشهقه: غسان……
غسان بخبث: اه غسان…. انزل يا سلمان الغفير هويديك تلعب مع عيال البلد زي ما وعدك
سلمان بفرحه: هيييه….. ربنا يخليك ليا يا ابوي….هجبلك حاجه حلوه وانا جاي يما
نجاة بحب: ربنا يخليك ليا يا حبيب امك انت
قبلها سلمان من وجنتيها ورحل تحت انظار هذا العاشق الغيور بشده على زوجته…. حتى من طفل صغير
ظل يقترب منها ببطئ وهي ترجع للخلف وتنظر له بتعجب حتي التصقت بالحائط
نجاة بشهقه: اي في اي؟!!
غسان بغيره: وبعدين معاكي يا بنت صبحي!!
نجاة بمرح: مالك يا بن اسماعيل حد زعلك وال اي…. ثم اكملت بغيظ: لو كانت الرحبايه الصفره اللي تحت دي سيبني
عليها بس وانا هاكل مصارينها
لم يستطع كتم ضحكته فأنفجر ضاحًكا تحت نظراتها الهائمه في وسامته الجذابه…..
غسان بخبث: عجبك صح؟….. حلو انا مش كده
نجاة بخجل: انت مغرور اوي على فكره…. اوعا كده خليني انزل تحت
خذبها غسان من جديد حتى التصقت به: مش قبل ما تقولي مين حبيبك دا!
نجاة بخجل وتوتر: منتى عارف….. او اقلك ملكش دعوه احسن
غسان بخبث: اممم… طيب إذا كان كده يبقى هنفضل هنا لحد ما تقولي هو مين دا…….
نجاة بغضب قليل: اوووف…. انت طفل اوي على فكره زمان ممتك شغاله تحت في البيت لوحدها وسع كده خلينب انزل
ليها
غسان بتفكير: طب قوليها وانا اسيبك
نجاة بخجل: انت
غسان بمكر: انا اي!……
نجاك بخجل اكثر: انت حبيبي
لم تكمل الكلمه حتى اخذ شفتيها في رحله قصيره يعبر بها عن حبه وانتمائه لهذه النجاة…. التي تعتبر بالنسبه له
حبل للنجاة بالفعل يرتاح بقربها بشده يتمنى لو يظل بين احضانها لألبد………ولكن في النهايه قد ابتعت عنها بسبب
حاجتها للهواء……..
غسان بغيره: شيلي الكحل دا…. وبالش تحطي اللي كنتي حطاه على شفايفك دا
نجاة بخجل وغضب: على فكره ما ملمع بس ودا كحل خفيف وكمان انا قاعده في البيت مش طالعه في مكان يعني
غسان بغيره اكبر: والبيت دا مش فيه ابوي والغفر…. البيت كله مليان رجاله وزي ما بتنزلي بحجابك كمان تنزلي وشك
خالي من كل حاجه فاهمه
نجاة بدموع: حاضر…….
اقترب منها بسرعه عندما شاهد دموعها فلم يتوقع ان تبكي بسبب حديثه معها
غسان بلهفه:مالك يا حبيبتي….. حاسه بوجع فيكي اي
نجاة ببكاء طفولي: انت بتزعقلي لي….. مش بحب حد يزعقلي
ابتسم رغم عنه على برائة صغيرته هذه واخذها بين احضانه يهدأها ثم جلب بعض المناديل المبلله ومسح الكحل واالثار
المتبقيه من ُملمع الشفاه وسحبها خلفه لألسفل……….
************************************ في االسفل
كانت تجلس تغريد على احدى الكراسي وهي ترتدي بنطال جينز الضيق للغايه ومعه بلوزه من اللون االصفر فاقع
لونها…….
وكان اسماعيل يشاهد االخبار في التلفاز وسميه تقوم بوضع االفطار وكانت تنظر لهذه التغريد بطريقه فظه للغايه…..
فمنذ زمن وهي تكره وجودها بشده…. ولكن قاطع هذا الصمت هبوط االثنان من األعلى
نجاة بخجل: عنك يا ماما…. انا اسفه بجد راخت عليا نومه
سميه بحب: وال يهمك يا ضنايا…. بس اي العبايه الحلوه دي زي القمر بيها ما شاءهللا.
غسان يهيام لنفسه: هي قمر بعقل…. دا انا خالص عقلي هيطير وهتبقى جرس ونوايب….
اسماعيل بنبره حنونه: ما شاءهللاعليكي يا بنتي جمال ربانيهللايبارك فيكي
تغريد بغيظ: وال جمال وال حاجه…. دي البسه البتاع دا عامل زي الشوار…. ثم اكملت بإستفزاز: وانت سايبه نفسك لحد ما
طخنتي كده لي يا حبيبتي بجد جسمك مقرف كدا مليان بزياده وشكله مش اليق على سنك… اصل انا سمعت من ماما
وغسان حبيبي انك صغيره في السن يعني..
نظرت لها نجاة وهي تحاول كبت دموعها فعلى الرغم انها في اشهرها االولى اال ان جسدها كسول للغايه فبدأ
بالفعل وزنها يزيد ولكن بطريقه كبيره كما توصف هذه الحرباء……
نجاة بهدوء: وهللاوال انت وال غيرك لي رأي في كده جوزي هو اللي ليه رأي فيا يقولي اطخني او خسي زي ما هو
عاوز…… وبعدين هو حاببني كده انت مالك بقااااا…. صح يا غسان؟
غسان بضحك على طريقتها الطفوليه: اااه ااه صح…. يال نفطر بقا وال اي؟!
بالفعل تجمع الجميع على طعام من دون غسان. الذي ذهب لملعب البلده حتى يشارك في االلعاب مع اصدقائه……..
الوقت وذهب اسماعيل وغسان لألعمال وبدأت نجاة في تجهيز الغداد وانهاد اعمال المنزل بحب ومنعت سميه
انقضى
من المشاركه في اي شيء…. واما تغريد فكانت تحاول اثارة غضب نجاة بإي طريقه وكما ايًضا انها تحاول دخول مكتب
غسان……….
************************************في منزل بالل
كان قد استيقظ من نومه بفضل هذه الصغيره
زهره بطفوله: بالل…. حبيبي يال قوم… عندك شغل يا كسالن
بالل بإبتسامه: صباح الخير يا عمري…… انا صحيت اهو
زهره بفرحه: هيييه… اخيًرا
بالل بإنتباه: اي دا؟!…. اي اللي مخليكي البسه ومتشيكه كده
فكانت ترتدي فستان من اللون االسود المنقط باالبيض وكان شعرها غير مرتب فمن الواضح انها لم تجيد تمشيطه
زهره بضحك: انت نسيت…. مش احنا اتفقنا امبارح انك هتاخدني معاك عن الست اللي ادتك الورده علشان اشكرها
وعلشان اشوف ارض الورد
بالل بإبستامه فهذه الطفله مشاكسه للغايه: حاضر يا ستي…. استنيني وانا جاي نفطر وننزل
زهره بسعاده: بسرعه يا بالل….
بالفعل دلف للمرحاض وارتدى مالبسه وادى فرضه بخشوع فكان ملتزم بصالته بشده…. وذهب وحضر االفطار هو
وصغيرته وبدأ يطعمها بحب كبير وكأنها ابنته وليست اخته….. وبعدها ذهبوا للمزرعه وهو حاملها طوال الطريق…
فكانت غاضبه للغايه ألنه لم يجيد تمشيط شعرها
بالل بضحك: هتفضلي زعالنه مني كده كتير
زهره بفم ملتوي:……….
بالل: منتي اللي شعرك بقا طويل ومبقتش عارف اعمله كيف يعني….
زهره بغضب: منا فهمتك…..
بالل بضحك في نفسه: هي اختي وال مراتي هي بتزعق كده لي!!
بالل: طب خالص…. هبقي اتعلم واعملك وهللا…. بصي االرض اهي
زهره بإنتباه:حلوه اوي يا بالل…. ثم قبلته في وجنته بحب: انا بحبك اوي يا احال بالل
بالل بإبتسامه؛ كل دا علشان جبتك هنا
زهره بنفي: ال بس غلسان طلعنا من البيت الرخم دا…. طول الوقت قاعده لوحدي وخلقي بيضيق انا
بالل بضحك: جبني منين خلقي بيضيق دي
زهره بهمس: من التليفزيون…..
كل هذا وكانت رشا تراقبهم بحب شديد فيبدوا انهم متعلقيين ببعض بشكل كبير للغايه….. فآقتربت منهم لتتعرف
على هذه الصغيره التي اثرت قلبها بشده…..
رشا: احم…..صباح الخير
بالل بإنتباه: صباح الخير يا هانم….انا اسف جدا اني جبتها معايا بس شبطت فيا وهللاهرجعها بسرعه واجي حاال
رشا بسرعه: ال ال….. سبها وهي هتعمل اي يعني وبعدين دي شكلها قموره ومؤدبه صح؟…. بس اي اللي بوظ شعرك
كده يا قمر
زهره بإيماء: ايوه انا جميله خالص…. زهره جميله…. ثم اكملت بغضب: مش انا اللي بوظته دا بالل هو اللي مش بيعرف
يعمله
رشا بإبتسام: طب اي رأيك اعمله انا ليكي
زهره بفرحه: بتعرفي؟
رشا: جربيني وقولي رأيك
زهره بإيماء: يال…. يال
بالل بحرج: ملهوش لزمه تعبك يا هانم انا هبقى اعمله…. بالش عطله لحضرتك
رشا بإبتسامه: صدقتي انا اللي محتجلها مش هي
واقتربت منه لتحمل الصغير ولكن تالمست ايديهم بالخطأ فشعرت كل منهم بقشعريره تسير في جسده وصوت دق
عالي يصدر من قلبهم بشده…… ولكن رشا اخدت الطفله لمنزلها ومشت مسرعه….
************************************ في المساء
في قصر غسان
كانت السيدات ومعهم سلمان جالسون يشاهدون التلفز حتى دخل عليهم غسان وكان وجهه ال يبشر بالخير بتاًتا وكان
معه والده اسماعيل
نجاة بقلق: في اي يا غسان انت تعبان؟!!
غسان بحزن:خسرنا كل حاجه
.
سميه بعدم فهم: يعني اي مش فاهمه؟
اسماعيل: كل امالكنا وكل فلوسنا راحت….معدش لينا اي حاجه حتى البيت دا
نجاة بصدمه وهروت سريعا لزوجها وقامت بأختضانه: فداك يا غسان… كفايا انك بخير….
تغريد بضحك: انتو بتهزروا صح؟!!…. ازاي يعني…
يتبع…
التعليقات