التخطي إلى المحتوى

رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني

(رحلة مميتة)
اليوم هو الحاسم بحياتهم جميعاً البعض يتمكن منه الخوف فيرتج له القلب، والأخر يغلبه الحماس لأستكشاف ذلك الكوكب الغامض…
أنهوا أرتداء بذلتهم بداخل تلك المركبة الفضائية المثيرة، تأملتها روكسانا بنظرة غامضة كأنها تحسم مصيرها المجهول…
وقف إندور لجوارها وعيناه تتفحصها وهي تتأمل المركبة بغموض يختذل ملامحها ليخرج صوته أخيراً: معرفة ما يشغل عقلك أمراً محال.

أستدارت بوجهها قائلة بأبتسامة هادئة تحمل نوع من السخرية: إذا لما تشغل عقلك بي، دعني وشأني
وتركته وتقدمت من كيفن الذي يتفقد الخزانات الخامسة عشر وأجزاء تحكم المركبة بعناية للأقلاع الآمن.
تطلعت لينا له قائلة بأبتسامة تحمل الحماس: نحن على وشك إكتشاف أحد الكنوز الثمينة.

أستدار لها كيفن بملامح متخشبة فقد جازف بحياته لأجل تلك الحمقاء التي تود إستكشاف ذلك الكوكب بجنون، إبتسمت روكسانا وهي ترى تذمره على لينا فرفعت يدها على كتفيه قائلة بهدوء: لن يحدث مكروه كيفن
أستدار بوجهه لرفيقته المقربة قائلاٍ بأملٍ كبير: أتمنى ذلك
تعالت ضحكات لينا قائلة بسخرية: أعتقد أنك تقوم برحلتك الأولى وليست روكسانا.

رمقها بغضب فجذبتها روكسانا مرددة بهمس وحدة: كفي عن مزحك السخيف والا سيلغي الرحلة بأكملها
جحظت عيناها بصدمة فوضعت يدها على فمها سريعاً بخوف تحت ضحكات سخرية روكسانا على عقل تلك الفتاة الحمقاء…
أنضم لهم باقي أعضاء الفريق بعدما أكملوا أرتداء البذلات الخاصة ؛ فأقترب منهم ديفد قائلاٍ بحماس وهو يتأمل مؤشرات التحكم: فلح ذلك العالم الأمريكى بأختراعه مركبة هكذة.

شاركته تلك الفتاة التي أنضمت إلى الفريق وتدعى جيمونا: تمكن يروارو ليونار بعد أن فشل الكثير بأختراع تلك المركبة التي تمكنت ولأول مرة من الوصول للكوكب بفترة لا تتعدى الثلاث أعوام بسرعة 3500 كيلو في الساعة الواحدة بعدد محركات لم يتوصل لهم أحداً إلى الآن…
قاطعتها لينا بستغراب: مهلاٍ، لما لم نتلقي معلومات بوصول الرحلات السابقة للكوكب؟
تدخل ديفد قائلاٍ بتأكيد: لينا محقة.

روكسانا بتعجب: إذاً لماذا أختفت تلك الرحلات الأخيرة؟، حتى الإشارات لم تتمكن من العثور إليهم!
رفع ديفد اللوحات قائلاٍ بهدوء: من الممكن أن يكون حدث شيئاً ما بالمسارات أو لم يتمكن القائد بتحديد وجهته للكوكب
تأملهم إندور بصمتٍ خرج عنه بسخرية: شكراً لكم على تلك المعلومات المثيرة والآن هل يمكننا الأقلاع إن كان لديكما إعتراض؟
تأفف ديفد قائلاٍ بثبات مصطنع لكونه القائد بالأخير: المركبة مهيأة للأقلاع.

أشار إندور لكلاٍ منهم بأحتلال موقعه بالأنبوب المشابه للفراش فأستجابوا له جميعاً وتبقى كيفن ليتحكم بالأقلاع ثم يلحق بهم. وبالفعل أغلق الأنبوب تلقائياً على أجسادهم فألتقطوا أنفاسهم بقوة وشجاعة للتأهب للقادم حيث تم حقنهم بمادة جعلتهم يغيبوا عن الوعى حينما تلتمس المركبة الآمان بالاقلاع، لحق بهم كيفن لينغلق عليه الأنبوب ويحقن هو الأخر…

أخترقت السفينة الغلاف الأرضي بسرعة مهولة فالمركبة (ليونار7) مصنعة حديثاً ومزودة بعدد خمسة عشر محركات تجعلها بسرعة قصوى لا مثيل لها.

بالعالم الأخر…
وبالأخص بمملكة السراج الأحمر…
أهتزت بصوته الغاضب فكاد أن يقتلع أحجار المملكة بأكملها وهو يصيح بأخيه: أخبرتك من قبل أن لا تعبث معي
كاد الحديث ولكن تحلى بالصمت حينما أقترب منه لوكاس مشيراً بيديه: كف عن الحديث بيرت والا لن أستطيع التحكم بذاتي.
زفر بيرت بغضب: لمتي ستظل هكذا!
ظهر ضوءٍ بني بالمكان لتظهر ضي أمامهم فأقتربت منهما سريعاً قائلة بلهفة وخوف: ماذا يحدث هنا؟

حاولت بشتي الطرق أن تعلم ما يدور بينهما ولكن لم ينصاع لها أحداً فتخفت من أمامهم لتظهر بقاعة المملكة بسرعة لا مثيل لها تستدعي الملك فهو القادر على إيقاف ما يحدث…
: هل أنتهى الأمر أم سيستدعى القتال؟
صوتٍ حازم تردد بأنحاء الغرفة الملونة باللون الأحمر اللامع، صوت الملك الغاضب الذي أفاق عليه لوكاس لينقل نظراته من على أخيه ويتطلع للملك…

أقترب الملك منه فأخفض عيناه إحتراماً للوالده ليخرج صوت الملك الحازم: سئمت رؤية الشجار الدائم بينكما. ألم يحين وقت النضوج!
كاد بيرت بالحديث ولكن أوقفه إشارة الملك بالرحيل من المكان بأكمله ؛ فأستجاب له وتخفي بعد أن رمق لوكاس بنظرة أخيرة.
جلس على الحجر بأهمال قائلاٍ بغضب لمعرفة ما سيقوله الملك: أعلم أنك غاضب ولكن هو من أخطئ بحديثه عنها.

تخل الملك عن سلطاته قليلاٍ وأقترب ليجلس جواره على ذلك الحجر الضخم المثير للأهتمام قائلاٍ بصوتٍ يكسوه الحزن: ألم يحن وقت النسيان؟
رسم بسمة صغيرة محملة بالسخرية: نسيان! كيف سأتمكن من نسيان ما حدث أبي وأنا من قتلها!
شعر الملك بنبرته الحاملة للعناء الذي يمر به فتحدث بجدية وحذمٍ زائف: وماذا كنت ستفعل غير ذلك؟، هي من قامت بخيانتك وقانون المملكة يحتم عليك ما فعلته!

خرج صوته الهادئ الحامل لهمس الآنين: أتعلم أبي. تلك القوانين والمملكة جعلت الحياة أشبه بصراع وحروب حتى في المنزل لم أحظى بنومٍ هانئ من قبل.
تحل بالصمت ليكمل بعين تلونت بأشعتها الصفراء ليعلم الملك بأن إبنه بأقصى درجات الغضب والآنين: لم أشعر يوماً بالندم على ما فعلته معها، ظنت بأنها ستظل تخدعنى حتى تتمكن من قتلى!..

رفع الملك يديه على كتفى إبنه قائلاٍ بنبرة جعلته يلتمس الشجاعة والقوة: أنت حامى المملكة لوكاس لذا كن متيقن بمحاولات قتلك للحصول على المملكة
رفع عيناه التي عادت للونها الطبيعي يتأمل والده الذي أسترسل حديثه قائلاٍ بلهجة يسمعها لأول مرة: أعلم يابني بأنك تعانى من أجلنا جميعاً ولكن لم يكن الأختيار يوماً حليف المرء.

ملك الجحيم الأحمر يريد الوصول إليك بأي ثمنٍ حتى لو لجئ لما فعله بأخر مرة بعد أن بعث بأبنته لتتخفى لتوقع بك مثلما فعلت.
إبتسم لوكاس بسخرية: ولكنها أوقعت ذاك القلب أبي.
حلق الملك ليسحب إبنه معه ليخرج من ذلك الحاجز الضخم ليرى شعار مملكة السراج الأحمر تحلق عالياً…
أشار له قائلاٍ وعيناه تتأمل نقطة بعيداً عنهم: أنظر بني ما يفصلنا عنهم ذلك الحاجز ولن يطول صموده كثيراً.

تحولت عيناه لجمرات من لهيب: ولما الأنتظار! أخبرتك من قبل أن تسمح لى بأن أنهي على ذلك المتعجرف وجيشه اللعين
هبط الملك على أرض الساحة الواسعة ليلحق به لوكاس فجلس على مقعده قائلاٍ بهدوء: الأمر ليس بتلك البساطة لوكاس فأنت لا تعلم بعد مدى قوة تلك المملكة
جلس والغضب يتمرد على ملامحه: أتعتقد أننا ضعفاء أمامهم!
إبتسم الملك الحكيم: لا بني، الأمر ليس متعلق بالقوة وليس بكثرة عددهم.

قاطعه بنفاذ صبر: إذاً ما الأمر؟
زفر الملك بملل لعلمه عدم تمكنه الهرب من تحقيق لوكاس ليستسلم بنهاية الأمر قائلاٍ بثبات مازال يتسم به: جيش لومان يسانده جيشٍ خبيث للغاية
ضيق عيناه بعدم فهم فأسترسل الملك حديثه بشرود: حوريات الجحيم.
قاطعه بسخرية: وماذا إذا؟
أجابه الملك بجدية: تلك الوفود ليست بهينة لوكاس لا تستهين بقوة حورية الجحيم فأنت لا تعلم قوتهم بعد.

أخفى شبه بسمته الماكرة فمن تلك الحورية التي ستوقف لوكاس العظيم ليخرج صوته أخيراً متصنع بعض الخوف: حسناً. وما دافع الحوريات بالمشاركة بتلك المعاركة المميتة؟
أستند الملك برأسه للخلف قائلاٍ بشرود: للثائر من ملك السراج الأحمر
ضيق عيناه بعدم فهم: ماذا؟
أعتدل بجلسته وهو يهمس له بمشاكسة: أجل فوالدك العظيم على خلاف بملكة حوريات الجحيم.

إبتسم لوكاس على طريقة والده ثم همس هو الأخر: وماذا فعل والدى ليحظو بذلك العداء؟
شرد بذكرياته بجمال تلك الحورية الفتاكة وكيف أنه وقع أسيراً لها ليقرأ لوكاس ما يفكر به فيظهر جانب زائف من الغضب: أتمنى أن لا تقتحم والدتى عقلك والا ستحدث معركة أكبر هنا.

تعالت ضحكات الملك ليتلون وجهه البنى للون البنى القاتم فيخرج صوته الساخر: لا عليك بنى فملكة السراج الأحمر هي والملكة الأم بحداد النطاق النوري ولن تعد الا بالغد
: هل إشتقت إلى موالى الملك
كان صوتها الساطع كنور وجهها المضيئ وخصلات شعرها الطويل ذو اللون الذهبي، حقاً جعلها تسحر القلوب.
أستدار الملك بصدمة من أمره أجتازها بأبتسامة سريعة: مرحباً بعودتك ملكتي الحبيبة.

إبتسمت قائلة بحب وهي تحتضنه: شعرت بأنك بحاجتي فأخبرت الملكة الأم بأنى سأعود لأجلك
إبتسم الملك وهو يحتضنها قائلاٍ بهمس العاشق: خير ما فعلتي ملكتي
تطلع لهم لوكاس بأبتسامة ماكرة وهو يحك أنفه الشديد البياض فأقترب منها يقبل يدها بوقار: الرحاب والتحية على ملكتي وأمي الغالية.
رفعت يدها تمسد على شعره البنى المائل للأصفر فلوكاس يشبهها قليلاٍ: الرحاب والتحية على أميري الوسيم.

رفع رأسه يبتسم بخفة: مازالت وسيمٍ بعيناكِ!
تعالت ضحكاتها: أوهناك بالمملكة بأكملها بجمال القائد العظيم؟
زمجر الملك قائلاٍ بغضب: حقاً!
خطى للخارج هامساً لوالدته بخفة: بلى هناك الملك الغاضب
تعالت ضحكاتها حينما تلون لوكاس باللون الأصفر ليتخفى عن الأنظار وينتقل لجنته المفضلة المنعزلة عن الجميع، مكان خفي بأعلى غرفته الحجرية لا يعرفه أحداً سواه. هو من أنشائه بسحره الخاص ليكون منفرد عن الجميع…

بمملكة الجحيم الأحمر…
غضب الملك عصف بالجميع حينما علم بأمر هزيمة دكستر أمام قوة لوكاس لتصبح مملكة الصفعاء تابعة لمملكة السراج الأحمر…
صاح الملك لومان بغضب وحقداً دافين: لوكاس، لوكاس. أليس هناك طريقة للتخلص من هذا الأبله؟
زفر ملك الحلف الجنوبي قائلاٍ بنفاذ صبر: ماذا سنفعل الآن؟
أجابه ملك الحلف الشمالى بوعيد يلمع بعيناه: سنجتمع لقتل ذلك الوغد حتى تسنح لنا فرصة الوصول لمملكة السراج الأحمر.

قاطعه أحد الملوك قائلاٍ بتفكير: ولكن ماذا علينا فعله؟
تدخل ملك النيران السبع قائلاٍ بغضب هو الأخر: لقد سئمت الخطط التي تصبح مصيرها الفشل، حتما سنجد أنفسنا قيد معتقله.

لمعت عين لومان بالشرار، كلمات ذاك الرجل أشعلت جمرات من حقد دفن لسنوات، لم يشعر بغضبه الا حينما نغزوه بمخالبه التي تشبه السيوف الحادة ليهوى الملك أرضاً قتيلاٍ، تأمله باقى الملوك برعبٍ حقيقي ليرج صوته المكان: الخوف من ذلك اللعين مصير سأحرص على إنهائه بنفسي. سنحاربه وسنري إن كان سيتمكن من هزيمة جيوشنا أم سيعلن أستسلامه بتذلل.

ثم تطلع لذراعيه المخيفة لتمتد منها مخالب لم يراها بشري من قط، موزعاً نظراته بينهم بتحدى: من يريد الأنسحاب من تلك المعركة سيكون مصيره مثل ذلك الحقير.
وألقاه أرضاً ليلتزم الجميع الصمت بخوف شكل بالوجوه ؛ فوقف يتأملهم بقوة وغرور ثم جلس على عرشه بعينٍ من تحدى.

تمدد لوكاس على المياه الممتلئة بالورود الزرقاء على سطحها وبقاع المياه، جسده يترنح بسهو وراحة دون التحكم به فربما قوته كافيلة بجعله مسيطر المياه…
تمادت ذكرياته بتذكراه بها، ليرى وجهها مرسومٍ أمامه، للحظة كاد الضعف بالحنين لها ولكن سرعان ما تذكر خيانتها فهى بالأخير إبنة ملك الجحيم الأحمر…

أخر توقعاته بأنها فعلت كل ذلك لتكتشف قواه أو لتبحث عن نقاط ضعفه حتى يتمكن والدها من الأنتصار عليه ربما لم تعلم بأنها من صارت ضحيته فلم يتردد للحظة لقتلها هكذا هو قانون السراج الأحمر الخيانة مصيرها الموت…
###
أعتلى وحشه المخيف بمهارة جسده العملاق ليطوف به بذاك الشلال الأحمر المرتفع، عل صوته بغضب حينما وجده يتذمر: أهدأ. روجان
لم يستمع لفارسه وظل يزوم بصوته المخيف فزفر لوكاس قائلاٍ بنفاذ صبر: ما بك؟

أشار بعيناه لخلف الشلال الأحمر المخيف فهبط لوكاس ليرى ماذا هناك لجعله متمرد هكذا؟

أخترق الشلال بسهولة ليجد بالكهف المغلق طيف بالظلام لحيوان ضخم الحجم، أخرج لوكاس سيفه فبدا الظل بالتحرك ليخرج من الظلام للنور الضئيل ليتفاجئ لوكاس بكائن ضخم أبيض اللون يمتلك أجنحة عملاقة، وجهه ليس متماثل مع حجمه الضخم يقترب منه بغضب وهو يشيح بأجنحته ليتأهب لوكاس للقضاء عليه بعدما تلونت عيناه بالأشعة الصفراء التي أحتلت جسده لتصنع واقى لامع، كور يديه بكتلة من لهيب طاقته الصفراء تكفى لأبادة ذلك الكائن وأستجمع قواه ليلقى بها عليه ولكنه تخشب محله حينما ظهرت أمامه فتاة بزي أبيض اللون وشعر مموج باللون الأبيض تتراجاه الا يقتله حتى أنها صاحت بالكائن قائلة بغضب: أهداي قليلاٍ.

وبالفعل إستمعت إليها وتمددت أرضاً فأستدارت تلك الفتاة له قائلة برجاء وعيناها أرضاً: أتوسل إليك أيها القائد العظيم ألا تقتلها وأعدك بأنها لن تفعلها مجدداً فهى لا تعلم بأنك إبن ملك مملكتنا العريقة.
تطلع لها بأعجابٍ شديد وهو يرى عيناها أرضاً ليخرج صوته أخيراً: أعجبنى أختيارك للكلمات فيبدو لي أنك ماهرة بذلك حتى أن أمير السراج الأحمر يتراجع عن قراره في الوهلة الأخيرة!

ظلت كما هي عيناها أرضاً وهو يتأملها بأهتمام لرؤية عيناها…
ألتزم الصمت قليلاٍ ثم قال بصوته الثابت: حسناً عفوت عنها
رفعت عيناها بأمتنان: أشكرك. قائدنا العظيم
لبس مكانه كحجر الكهف حينما رأى عيناها القرمزية ووجهها الشديد البياض كشعرها المثير. ظل يتأملها قليلا ثم قال بصوتٍ حازم: أخبريني ماذا تفعلين هنا؟
أجابته بكل وقار: خرجت أنا وهي للتنزه بعيداً عن المملكة حتى لا نتسبب الضرر لأحداً.

أعتلت الدهشة قسمات وجهه: الا تخشى ذلك المكان المخيف!
إبتسمت بخفة: أعتدت المجئ هنا منذ الصغر
ضيق عيناه بشك: ولكني أتى هنا كثيراً ولم تسنح لي رؤيتك!
إبتسمت بخجل: كنت أختبئ لحين تنتهي من تدريباتك
أقترب منها قائلاٍ بأعجاب: لوكاس العظيم كان مراقب ولم يعلم!، أعجبنى ذلك…
أفترشت عيناها الأرض قائلة ببعض الخوف: أعتذر منك أيها القائد سأنسحب حتى لا أزعجك
وكادت الرحيل ليوقفها صوته: لن أتذمر من وجودك غداً.

إبتسمت بسعادة وهي تحاول إخفاء خجلها: حسناً
وألتزمت محلها ليتقدم هو ويتوجه للرحيل فأنبطح روجان
ليعتليه لوكاس ومازال يقف أمام الشلال قائلاٍ بتذكر: ما أسمك يا فتاة؟
إكتفت بأبتسامة هادئة وهي تردد بصوت منخفض: هانا
مال برأسه وهو يحرك روجان بأتجاه العودة: أسماً لطيف
ليعلو صوته وهو يتخفى من أمام أنظارها: سأنتظرك غداً هانا
لحقته بسمتها التي ظن أنها خلابة لا يعلم بأنه تعالت بالخبث للنيل منه…

فتح لوكاس عيناه المشتعلة بحرارة الذكريات فتخل عن المياه ليجلس على الفراش المندثر بالورود وأوراق الأشجار الخضراء، أهتز به ببطئ لتغزو ذكرياتها مجدداً عقله.

جلست ضي بالخارج تعيد ترتيب أقواسها بعناية فهى تعد لها أثمن الأشياء…
أقترب ليتلصص عليها كالمعتاد وهي تجلس على الحجر الضخم ترتب الأسهام والأقواس الخاصة بها…

شرع دائماً بتأملها من بعيد لم يجرء أبداً على الأقتراب منها منذ أن أخبرته بأن هناك فروق بالطوابق بينهما فهى بالأخير إبنة الملك العظيم شون وهو مجرد قائد الحرس الملكي حتى ولو كان الرفيق المقرب للوكاس فهذا لا يعنى أن يتمنى أكثر من حمايتها المكلف بها كما أخبرته.
أستدار بوجهه عائداً لوجهته فتوقف على صوتها ومازالت تجلس بسكون: إلى أين أيها القائد؟

أعتدل لوثر بوقفته يتأملها بصمت فحملت السهام الخاصة بها وسلطتها عليه قائلة بتسلية: تخشي الموت لوثر
لم يهتز ووقف كما هو ليخرج صوته الثابت: هو الرفيق المصاحب لى
رمقته بنظرة إعجاب وهي تقرب السهم من رقبته فبقى ثابتاً للغاية…
شعرت بمعاملته الجافة رغم أنها كانت تود ذلك فأسرعت بالحديث المحمل بالسخرية: هل أزعج قائد الحرس الملكي العظيم؟
لم يجيبها وتوجه للخروج لتوقفه بغضب: لم أسمح لك بالرحيل.

توقف محله ثم أستدار قائلاٍ برسمية: في خدمتك سمو الأميرة
تطلعت له بضيق ثم حملت أغراضها ورحلت وهي بحالة غامضة لا تعلم ما يصيبها فهى من أردت أن يعلم حدوده معها وها هي الآن تشعر بالضيق الشديد لتجاهله لها…

بمملكة الجحيم الأحمر
علم الملك لومان بأن ملك مملكة حناذ يعيد جيوشه للهجوم على مملكته فأبدل مسار خططه للقضاء عليه ثم يتفرغ للوكاس ومملكة السراج الأحمر…

بعد مرور عامٍ كاملاٍ…
بالمركبة الفضائية (ليونار7)…
فُتح الأنبوب حينما وصلت المركبة لمسارها الآمن بالفضاء وأعلن المذايع الداخلي عن قُرب وصولهم لكوكب(كيبلر بي 452) فبدأ إندور بفتح عيناه ببطئ شديد وأرهاق لا مثيل له بعد أن ظل عامٍ كامل داخل ذلك الأنبوب الفضائي المزود بمواد غذائية وتكنولوجيا عالية تجعل الرائد مغيب عن الوعي لفترة استقرار المركبة بالفضاء الخارجي…

خرج إندور وجسده منهمك للغاية فثبت قدماه أرضاً بفعل الجاذبية المتاحة لأشعة الشمس، شعوره بالأغماء قوياً للمحاربة ولكنه تمكن أخيراً من إستجماع قواه، توجه للأنبوب الخاص بكيفن والجميع ثم عاونهم على الأفاقة.
فتحت روكسانا عيناها بصعوبة لتجد إندور أمامها لم تعلم كم ظلت غائبة عن الوعى كل ما تعرفه بأنها تشعر بالأعياء الشديد.
عاون إندور روكسانا على التأقلم بالمركبة وكذلك فعل كيفن مع لينا وجيمونا.

تفقدت جيمونا الأنبوب الخاص بديفد قائلة بستغراب: لما لم يفق ديفد بعد؟
وضع إندور عيناه أرضاً بحزن: لم يحتمل الضغط
هوت دمعاتها قائلة بعدم تصديق: ماذا تقول؟ تفقد المؤشرات مجدداً.
جذبها كيفن لتتطلع له قائلاٍ بهدوء: لا بأس جيمونا كل شيء سيكون على ما يرام…

حزنت لينا وروكسانا عليها ولكن ما عليهم سوى متابعة تلك الرحلة المميتة للوصول لمكمن الألغاز الغامضة. ربما ستكون رحلة مميتة للبعض وربما مصير مجهول لقصة ستهز أرجاء التاريخ بأكمله…

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *