التخطي إلى المحتوى

رواية نافذة العمر كاملة وحصرية بقلم دعاء الحادي وعلا السعدني

فصل الأول

وقفت رهف أمام إحدى المتاجر الفخمة لتبتاع هدية لزوجها جمال بمناسبة عيد ميلاده
كانت السعادة تلمع كالنجوم في عينيها وهي تبحث لزوجها عن ساعة فخمة لعلمها أنه مولع باقتناء الساعات الفخمة وبرغم راتبها الكبير إلا أنها أخذت تتدخره لمدة ٧ أشهر حتى تستطيع شراء ساعة تناسب ذوقه
وصلها رسالة من زوجها يسألها إن كانت ستعود مبكرا اليوم
ابتسمت ابتسامة جانبية وقالت تحدث نفسها:
– حبيبي يا جمال معقول تكون فاكر اني نسيت عيد ميلادك … ده أهم يوم في حياتي …. بس أحسن خليك فاكر كده عشان يبقى المفاجأة ليها طعم مختلف

ابتسمت في خبث وهي تكتب له رسالة لتخبره بأنها ستتأخر اليوم في العمل وطلبت منه أن لا ينتظرها
اختارت رهف ساعة تناسب زوجها وطلبت من البائع أن يغلفها بشكل أنيق يتناسب مع هذه المناسبة الهامة التي تعني لها الكثير
لم تمر ساعة حتى وصلت إلى منزلها
صفت رهف سيارتها ثم نظرت للهدية التي ابتاعتها لجمال وقالت تحدث نفسها :
– لو كنت أقدر كنت جبتلك الدنيا كلها
تنهدت بسعادة ثم قالت بحماس وهي تضحك:
– أكيد جمال دلوقتي زعلان مني وفاكر إني نسيته
عايزة أعرف رد فعله ايه من المفاجأة!
*******************************************
لم تكن رهف تعلم أن المفاجأة من نصيبها هي
لقد رأت أسوأ مشهد يمكن أن تراه إمرأة
لقد رأت بعينيها خيانة زوجها
و في قلب بيتها
وكأن هناك عاصفة عاتية صفعتها على وجهها
واقتلعتها من جذورها

كانت مفاجأة غير متوقعة لجمال الذي ظن أنها ستتأخر في عملها
وقفت رهف كالصنم وقد أخذتها الصدمة
لا تدري ماذا تفعل؟ وماذا تقول
وكذلك صُدم جمال فلم يكن الأمر يحتاج لشرح أو تبرير
خرجت رهف من بيتها مسرعة وكأن شياطين الكون تطاردها، لحق بها جمال واستوقفها قائلا:
– رهف صدقيني دي غلطة ومش هتتكرر تاني
قالت رهف في استنكار :
– غلطة !! بتسمي الخيانة غلطة
أمسك رسغها وهو يقول بغلظة:
– طيب انا آسف أعملك ايه تاني
نظرت له رهف بعدم تصديق وهي تبعد يده عنها و تقول بكل غضب الدنيا:
– تعملى ايه؟! هتعمل فيا ايه أكتر من اللي انت عملته انت مستوعب انت عملت ايه وبتقول ايه، إنت ازاي حقير كده، وأنا إزاي كنت بحبك في يوم من الايام وازاي كنت شيفاك بالصورة اللي كنت شيفاك بيها، لكن بجد بشكرك إنك شيلت الغمام من على عيني وخلتني اشوف صورتك الحقيقية بكل غرورها وغطرستها و خستها
أمسك رسغها مرة أخرى بقوة جعلتها تتأوة وهو يقول بحدة :
– انا مش هحاسبك على كلامك دلوقتي عشان مقدر اللي انتي فيه بس لو مطلعتيش بيتك دلوقتي مش هيحصل طيب
صرخت فيه رهف بكل غضب الدنيا قائلة :
– أنت اتجننت أنت أكيد إنسان مش طبيعي بيت ايه اللي بتتكلم عنه
اقترب منها وقال بلهجة مرعبة :
– وطي صوتك احنا في الشارع
ازداد صراخها وهي تقول بحزم:
– مش هوطي صوتي ولو مطلقتنيش حالا هفضحك
أقسم بالله يا جمال هلم عليك كل الجيران واهز صورة جمال بيه في عيونهم
كظم جمال غيظة وكبت غضبه ثم تراجع قائلا بقلة حيلة :
– انتي طالق
نظرت له رهف باستحقار واستقلت سيارتها لتبتعد عنه وعن هذا المكان الذي شهد على خيانته لها

********************
اشتاق لرؤيتها ولسماع صوتها وكان اليوم مخطط لهما أن يتقابلا فى منزلها حيث عائلتها كان يعلم أن الوقت مازال مبكرا على الغداء ولكن ماذا عليه ان يفعل فقد سلبت عقله منه تأنق كعادته أمام المرآة وهو يرتدى قميص كلاسيك لونه ازرق وبنطال باللون الاسود صفف شعره أمام المرآة وشعر بالرضا عن مظهره وهو ينظر لعينيه البنية ذات السحر الخاص به ثم قام بوضع عطره الخاص وقرر الذهاب إلى محبوبته ..
استقل سيارته وفى غضون نصف ساعة كان قد وصل إلى منزلها وجدها فى حديقة المنزل تمارس تمارين اليوغا الخاصة بها فهز رأسه بآسى وجدها تقف بإستقامة مع تباعد مابين قدميها قليلا وترفع اصابع قدميها على الأرض مغمضة العينان وترفع يديها إلى الأعلى بحيث أن راحة كفاى يديها متطابقتين فتحدث بسخرية قائلا بصوت خافت
-المجنونة دى !!!
ثم اقترب ووضع يده على كتفها وهو يقول
-ينفع اخدك من اليوغا دى شوية
انتفضت ثم نظرت له بغضب وقد ميزت صوته
-(هشام) انت بوظلتى التمرين ..
ثم نظرت الساعة التى بيدها اليسرى وقالت
-الساعة ١٢ الظهر .. هو فى غدا ١٢ الظهر ؟!
أجابها ببرود
-اهو مزاجى كده
ثم قال مسترسلا
-جعت وجتلك مش هتأكلينى
ابتسمت ثم قالت
-المفروض يبقى فى ترابط بين جسمك وعقلك انت الترابط الموجود عندك بين جسمك ومعدتك
ابتسم ثم قال
-ماهو اقرب طريق لقلب الراجل معدته يا (سارة) هانم بس انتى مش مهتمية غير بالطاقة بتاعتك دى هى واليوغا
نظرت له بلوم وهى تقول
-كان نفسى ابدء يومى بطاقة إيجابية بس انت بهدلت الدنيا وانا مش متفائلة باليوم ده خلاص
ضربها فى مؤخرة رأسها بخفة وهو يقول
-يا بنت فوقى لنفسك وبطلى الهطل اللى بتقوليه ده…. طب ده يومك هيبقى عسل عشان اصطبحتى بوش اتش حبيبك .. يلا قدامى قولى لام سارة تعملى قهوة
-انت عارف مامى لو سمعتك بتقول كده هتشرب من دمك .. اسمها طنط (نجلاء)
-شحط زيى ويقول طنط .. عيب .. هزلت
-يلا قدامى على جو قال طنط قال
*******************
كانت بداخل سيارتها لا تعلم إلى اين عليها أن تذهب مسحت دموعها التى لا تتوقف عن الأنهمار ثم قررت الذهاب إلى منزل جدتها رغم أنه بعيد جدا عن عملها لكن ليس لها مأوى غيره قادت سيارتها بسرعة جنونية وبالرغم من ذلك لم تصل إلا بعد ساعتين فقد كان الطريق طويل وممل وطوال الطريق لا ترى إلا صورة خيانه زوجها لها وصلت إلى المنزل لتجد حديقة المنزل قد ذبلت وقد أصبحت الورود ذابلة للغاية شعرت بالحزن وتذكرت طفولتها التى عاشتها بذلك المكان وكيف كانت تزدهر تلك الحديقة بالزهور مسحت دموعها ثم ذهبت تجاه الباب وقامت بفتحه بالمفتاح لتتفاجئ بكمية تراب غير طبيعية تحيط الباب حتى أنه سقط التراب على رأسها بعد أن فتحت الباب وكان السقف ملئ بعش العنكبوت والفرش كان مغطاة بملاءة اخذت نفس عميق ثم قالت محدثة نفسها
-ابدء منين ؟!!
انشغلت طوال اليوم بتنظيف الردهة وهى لا تعرف هل حقا سيعود هذا المكان مرة أخرى ملئ بالحياة ..
*****************
بالغردقة كانت تقف فى دورة تدريب للغطس للمبتدئين حيث استغلت الإجازة الصيفية الخاصة بها فى عمل شئ جديد عليها فهى فى السنة النهائية من كلية فنون جميلة وقفت وهى تنتظر المدرب الخاص بالغطس فقد كانت كل واحدة منهم تتحدث بجوار الآخرى فشعرت هى بالوحدة لأن ليس لديها صديقة هنا فجميع اصدقائها لم يروق لهم أمر تلك الدورة التدريبية واضطريت للمجئ بمفردها بعد أن استأذنت من شقيقها ووافق بعد عذاب أن تسافر بمفردها دخل عليهم مدرب الغطس وقد كان شاب ثلاثينى وسيم بعينيها الزرقاء وبشرته الخمرية الذى اخذها من كثرة جلوسه داخل وخارج الشواطئ كان يرتدى تيشرت لونه اخضر وبنطال ابيض بدأت الفتيات التى خلفها يعلقن كم هو وسيم وجذاب وشعرت بسخاقة ما يتحدثون عنه وأنهم مجرد فتيات سطحية لا ينظرن إلا إلى الشكل الخارجى فقط بدء هو بالحديث لأسكات الجميع وعرف نفسه أن مدرب الغطس الخاص بهم اسمه (فهد كمال الغيطى ) وظل فى البداية يعرف لهم أسامى ادوات الغطس وكان يبدو جديا فشعرت هى بالسعادة لأن بالأخير ستتعلم شئ تحبه ظلت تنصت إليه باهتمام ثم بدء فى الحديث قائلا
-بعد ما عرفتوا اجزاء بدلة الغطس اول درس هتتعملوه هو انك لازم تتنفس ببطئ تحت المايا ولازم تتحكم فى تنفسك عشان توفر الهواء … واهم شئ هعلمكوا بعض الأشارات اليدوية اللى هتحتاجوها وتستخدموها تحت المايا .. النهاردة المحاضرات الحاية هتبقى كلها نظرى لحد ما ميعاد اول محاضرة علمى يجى ..
وبدء فى شرح بعض الأشارات بعدها قام بشرح كيفية التعامل مع الطوارئ مثل فقدان المنظم فى الفم أو مشكلة انقطاع الهواء ..
ظل لمدة لا تستطيع حسابها يشرح وهى كانت تدون ما يقوله فى نوتة خاصة بها جاءت عينيه عليها فابتسم هو لإجتهاد تلك الفتاة وما أن انتهى حتى قام بتوديعهم وخرج خارج الغرفة …
ابتسمت هى وشعرت بسعادة فحلمها بدء بالتحقق الآن ثم خرجت هى الأخرى من الغرفة وذهبت لغرفتها بالفندق المقيمة لتأخذ حماما ساخنا لعله يكسبها طاقة وحيوية فى منتصف ذلك اليوم فقد شعرت بالخمول بعد تلك المحاضرة خرجت وقد ارتدت ملابسها وقامت بتمشيط شعرها أمام المرآة وقررت الذهاب بأدوات الرسم الخاصة بها لترسم على الشاطئ لحظة الغروب التى تعشقها ..
ذهبت حيث الشاطئ وقامت بالرسم على لوحتها الفنية لاحظ (فهد) وجود فتاة ترسم فى ذلك الوقت اقترب منها وهو يقف خلفها وقد أعجبته بداية تلك اللوحة من منظر غروب الشمس نظر إليها وجدها تلك الفتاة المجتهدة التى كانت بالمحاضرة الأخيرة له بعد أن تمعن النظر بها فقال لها
-شكلك متعددة المواهب يا آنسة
شعرت بالتوتر فمن ذا الذى يقتحم خصوصيتها الآن فنظرت خلفها لتجد أنه مدرب الغطس بها تلعثمت وهو تقول
-ك.. كابتن (فهد) ؟!
-لا خياله
ابتسمت بسماجة على تلك الداعبة القديمة ثم قالت له
-انا اصلا بدرس فى فنون جميلة
-جميل …
-ونفسى ارسم الحياة تحت المايا اوووى وعايزة اقدم فى مسابقة للوحة دى .. ده حلمى
ابتسم هو على حديثها ثم قال
-وانا معاكى يا ستى عشان تحققى حلمك ده
ابتسمت له ابتسامة ودودة ثم قالت
-شكرا يا كابتن .. ممكن اكمل بقى
لاحظ هو تطفله عليها فقال بنبرة خاجلة
-اه اه طبعا اتفضلى ..
ثم تركها لتعود هى لعالمها الخاص بالرسم الذى تنسى به الدنيا وما بها ….
*******************
فى المساء بعد أن أنهى (هشام) الغداء والعشاء أيضا برفقة حبيبته وخطيبته (سارة) نظر لها وجدها تتثائب وهى تضع يدها على فمها فاضيقت عيناه بغيظ وهو يقول
-انتى بتطردينى بالذوق يا (سارة)
-يا سلااام .. انت جاى من الظهر اصلا والساعة دلوقتى ٨ بليل ناقص تطلع تنام معانا
-ياااريت
قالها بنبرة وقحة وهو يغمز لها بعينه اليسرى لتهز هى رأسها بآسى وتقول بنبرة محذرة
-(هشااااام)
تنحنح قليلا ثم قال
-يوووم خدته إجازة من الشركة هتعمليلى عليه حوار ده انا بقعد ايام كتير مشوفكيش وانا مشغول فى الشركة دى
ابتسمت قليلا ثم قالت بنبرة حانية
-انت كمان بتوحشني على فكرة .. بس برده مامى تقول ايه ؟!
-ام (سارة) …. متقلقيش دى طيبة وحنينة وبتحبنى
-نفسى مامى تسمعك وانت بتقول عليها كده ؟!!
وضع يده حول رقبته بطريقة تمثيلية ثم قال
-لا يا ستى أنا هقوم امشى .. اصلا أنا ضيف خفيف على القلب كده
-انت هتقولى على الخفة اللى انت فيها.. ده انت خفيف خف الريشة يا اتش
-عيوووون اتش … انتى لسه مزهقتيش لالا متضغطيش عليا عشان أنا اقعد يا بنتى الوقت اتأخر
ابتسمت عليه ثم نهضت ومسكت يده لتجعله ينهض معها فنهض ووقف وقالت وهى تقوم تدفعه
-يلا هوينا … وقتك خلص خلاص
ابتسمت وتعثر وهى تدفعه فوقعت مزهرية على الأرضية فاتسعت عينان (سارة) وقالت هى تلملم تلك المزهرية
-يا خرااابى .. ألفاظا انكسرت … شوف بقى كمية الطاقة السلبية اللى هتحيط بيا سحبت كل الطاقة الايجابية اللى فى البيت وترقرت الدموع بعينيها قال (هشام) بصوت خافت
-ربنا يشفيكى
فتابعت (سارة)
-يعنى مش كفاية قطعت عليا تدريب اليوغا الصبح كمان الفاظا اتكسرت … ده ايه اليوم اللى ملوش ملامح ده
رفعها لأعلى وأخذ منها بقايا المزهرية المكسورة حتى لا تجرح يدها ثم قال وهو يحتضنها قائلا بخبث.
-خرجى يا حبيتى الطاقة السلبية اللى عندك .. خرجى .. أنا عارف ان العياط بيخرج كل سلبى انتى قلتى كده قبل كده
قالها وهو يربت على كتفها بحنان فبكت هى قليلا ثم ابتعدت عنه وهى تقول بعد أن اكتشفت مقصده
-انت مستغل على فكرة
ابتسم ثم قال
-فى الاستغلال معنديش ياما ارحميني
-طب امشى بقى امشى بوظتلى اليوم
قالتها وهى تدفعه مرة أخرى فقال
-حاضر يا ستى متزقيش لحاجة تانية تتكسر وتحميلنى ذنبها واقعد اواسى طول الليل
-امشى يا قليل الادب … امشى
*******************
انتهت (رهف) من ترتيب الدور السفلى ثم جلست على اقرب مقعد وهى تشعر بالأنهاك ثم تذكرت ما حدث معها فى أول اليوم وشعرت بغضب يعتريها فقد كان تنظيف البيت يجعلها تصب غضبها على ذلك الأبله المعتوه الذى قام بخيانتها وهى لم تفعل به شئ بل هو يعلم مدى عشقها له تذكرت أول مقابلة بينهم
(حيث كانت حديثة التخرج وعائدة من عملها فى السادسة مساءا وكان المطر يهطل بشدة شعرت بالبرودة تسرى فى جسدها حاولت أن تنزوى فى مكان بعيد عن المطر لكنها لم تجد ظلت تنظر فى جميع الاتجاهات عن مكان لا يطوله المطر لكن دون جدوى جلست بقرب محطة الحافلة ووجدت فجاء أن المياة لم تعد تسقط عليها نظرت حولها فوجدت شخص بجانبها ويضع اعلاهم مظلة شعرت بتوتر بالغ لقرب ذلك الغريب منها فقال هو ليبث فيها الآمان
-انا اسف.. بس لاقيتك قعدة لوحدك ومش معاكى شمسية وهدومك كلها غرقانة
إجابته متلعثمة
-ش… شكرا
-الباص شكله هيتأخر الجو وحش جداا.
-فعلا .. معاك حق
-ايه اللى نزلك فى الجو ده
شعرت بتوتر بالغ فهى لم تعهد التحدث إلى الغرباء
-انا شغالة فى شركة (……….) وكان عندنا اجتماع اتأخرنا شوية
-صدفة حلوة انتى شغالة عند (ادهم الصرفى) مش كده
هزت رأسها إيجابا وهى تقول
-انت تعرفه
-ده صديق عمرى .. طبعا اعرفه أنا (جمال خلدون) مدير شركة (………..)
شعرت بالراحة قليلا معه وظلا يتبادلان أطراف الحديث ولم تعلم كم مر من الوقت رأت من على بعد أن الحافلة قادمة فاعطاها المظلة الخاصة به فنظرت له رافضة
– لا ياستاذ (جمال) لا ميصحش
امسك يدها ووضع بها الشمسية ثم قال
-انا عربيتى هناك .. انتى هتحاتجيها اكتر منى
وقفت الحافلة أمام المحطة فصعدتها ومعها المظلة وودعته ثم جلست بأقرب مقعد ونظرت للمظلة وابتسمت قليلا لقد جلس معها ليؤنسها بالرغم أنه ليس بحاجة لذلك قد كانت معه سيارته … شعرت بسعادة بالغة لا تعرف ما سببها فقد شعرت معه بالألفة والسكينة من اول لقاء يجمعهم)
عادت إلى الواقع وانهمرت الدموع من عينيها وهى تقول
-كدب … كدب كل ده كدب
نهضت عن مجلسها وقررت الذهاب إلى الحمام لتأخذ حماما باردا شعرت أن المياه الباردة تلك تغسل كل ما مرت به اليوم فما حدث كان صعب بداية من خيانة زوجها لطلاقها انتهت من حمامها ثم لفت منشفة حول جسدها واخذت من الحقيبة منامة تجلس بها ودلفت إحدى الغرف بالدور السفلى لترتدى ملابسها وشعرت أن عليها تمشيط شعرها قبل أن تغفو جلست على المقعد الذى أمام المرآة الصغيرة المعلقة على الحائط وظلت تمشط شعرها وهى تبكى بشدة نظرت للمرآة لكى ترى هل هى قبيحة هل بها سوء يجعله يقوم بخيانتها فقد كانت عينيها فيروزيتان واسعة وبشرتها بيضاء ناصعة وأنفها صغير وذو فم كبير نسبيا لكنه يتناسب مع وجهها كل من يراها يشهد لها بالجمال إذا لماذا لماذا قام بخيانتها هل قصرت معه الفترة الأخيرة… هل اللوم عليها ام عليه ..
بدئت فى مسح دموعها ولكنها شعرت وكأن المرآة تهتز وبدأت فى عرض مزيج من الصور والغريب انها لم تشعر بالرعب بل بدأت تشاهد ما يحدث

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *