التخطي إلى المحتوى

رواية نافذة العمر الفصل الخامس 5 بقلم دعاء الحادي وعلا السعدني

الفصل الخامس

على الرغم من اهتزاز المرآة إلا أنها لم ترى شيء أمامها وجدتها عادية كأى مرآة، أخذت تتنفس بعمق لتهدأ من روعها، وفجأة شعرت بأن رأسها سينفجر مما يحدث ذهبت نحو فراشها وجلست عليه وهى تبكى رافعة قدميها عند صدرها ودفنت وجهها عند قدمها، كانت تحدث نفسها بأنه لابد أن يكون هناك سبب لخيانته لها، من الوارد أنه لم يعد يراها كما كان

تخبطت أفكارها هل هو لم يعد يرى فيها عالمه؟ هل زال جمالها من عينيه؟ رغم أن الجميع يشهد بجمالها لكن ما الفرق إن كان العالم كله يراها جميلة عدا زوجها
ظلت تبكى بشدة حتى جفت الدموع من عينيها فمسحت ما تبقى منها ثم قررت النهوض نحو الشرفة وجدته يقف أمامها فى الشرفة المقابلة لها فابتسم لها فقطبت جبينها فأشار لها بأصابعه الأربعة بمعنى (هاى) ترددت (رهف) ثم أشارت له نفس الإشارة وابتسمت له على مضض فاتسعت بسمته دون أن يشعر
زفرت في ضيق وهي تعاود أدراجها لغرفتها وقالت بضيق وهي تغلق النافذة:
-مش ناقصاك بصراحة يا اسمك ايه انت ..
******************
مر يومان والحال كما هو، وها قد بدأت المحاضرات العملية للغطس وقف (فهد) بين طلابه وبحث بعينيه عنها حتى وجدها واقفة مع تلك الفتاة وذلك الفتى اللذان يراها معهما دائما ابتسم قليلا ثم بدء بالتحدث قائلا:
-النهاردة اول محاضرة عملية ليكم .. طبعا مش هنغطس فى البحر ع طول .. هنتعلم ازاى نغطس فى حمام السباحة الأول يعني هو منطقة مغلقة ومنضبطة عشان نعرف نتصرف لو حصل اى حاجة .. شايفكوا كلكوا لبستوا بدل الغطس
ثم اتجه نحو (نسمة) ووقف بجانبها مما جعلها تشعر بتوتر بالغ
– أول حاجة نعملها نربط المنظم باسطوانه الغطس
قالها وهو يشرح لهم كيفية عملها على (نسمة) التى كانت تشعر بتوتر بالغ وضيق ثم تابع قائلا:
– قبل الغطس لازم نعمل فحص الهواء والتأكد من عدم وجود تسريبات ..فحص الزعانف والقناع .. عشان تقدر تكون متأكد انك هتنزل بأمان
شعر بتوترها وحاول كتم تلك البسمة التى كانت ستكثو وجهه وتحرجه أمام طلابه ليتابع قائلا:
-لازم وتحافظوا على أن أنتم تتنفسوا ببطئ عشان نوفر هواء ومجهود ده اهم شيء .. يلا جاهزين يا شباب ..
-ايوة يا كابتن
جائه رد طلابه ثم بدء بالغطس معهم
كانت(نسمة) تشعر بسعادة بالغة فهاهى قد بدأت تحقق ما حلمت به ..فقد شعرت بنسمة باردة تغزو كل خلية فيها. كان الماء يحتضنها ببطء، كأنها تحاول استيعاب الشعور الجديد بين خوفٍ طفيف وفضولٍ جارف. أغمضت عينيها للحظة، وسكنت في هدوء المياه الذي غمرها، تاركةً نفسها للعمق يجذبها، وتنساب بين موجاته كريشة تتهادى. كان كل شيء مختلفًا… صمتٌ غريب، وكأن العالم بأسره أصبح بعيدًا، تلاشت الأصوات واختفت الألوان، إلا من زرقة المياه التي تحتضنها وتغمرها في سلام مطلق. تخلت عن وزنها، شعرت بحرية لم تعرفها من قبل، وكأنها تطير في عالم مائي لا حدود له.
كان (فهد) يتابع الجميع ويستخدم الأشارات تحت الماء للأطمئنان عليهم ويقوم بتعلميهم الطفو الأيجابى للأعلى والطفو السلبى لأسفل ..
كان الحماس يحيط بالجميع تحت الماء حيث شعورهم بوزنهم الخفيف كان مذهلا سكت العالم من حولهم حيث الهدوء فلا تسمع سوا صوت الفقاعات والتنفس عبر المنظم.
*********************
شعرت (سارة) بالوحدة وبأنها تشتاق إلى وجود (هشام) فهو لم يتصل بها طوال اليومين الماضيين فقد علمت من والدتها والخادمة أنه قد أتى لزيارتها لكنهم لم يدخلوه كما امرتهم، فقررت أن تذهب له بالشركة كى تراه .. استقلت سيارتها واتجهت نحو الشركة الخاصة به وصلت لمقر الشركة وطلبت مقابلته من السكرتيرة الخاصة بها لكنها أخبرتها أنه لديه اجتماع فانتظرت حتى ينتهى ذلك الاجتماع وما أن انتهى حتى شعر (هشام) بالإرهاق ووضع يده كى يمسك رأسه فدلفت (سارة) لمكتبه وقالت بصوتها الرقيق
-وحشتنى يا اتش موحشتكش ؟!!
ميز صوتها على الفور وحاول كتم تلك الابتسامة التى لاحت على شفتيه ثم رفع رأسه لينظر إليها قائلا
-وحشتك بإمارة انك مش عاوزة تدخلينى البيت عندك .. طاقة سلبية ايه اللى هجبهالك أنا
-يا حبيبى مش كده مش انت بالذات.. لما بعمل تنضيف لكافة المكان لازم محدش يدخل لحد شروق الشمس عشان المكان يبقى كله بهجة وسعادة
زفر بضيق فقد قرر الا يحادثها فى ذلك الأمر فعندما يحدثها يشعر بالغليان فى دمه لذا قرر الصمت فتابعت هى تسئله
-تحب نتغدا فى اى مكان النهاردة ؟
أخذ نفس عميق ثم قال
-زى ما تحبى
ابتسمت ثم توجهت نحو المقعد الذى يجلس عليه واوققته ثم تأبطت ذراعه وهى تقول
-يلا يا اتش
ابتسم لها ثم ربت على يدها بمحبة وتوجه معها نحو الخارج واستقلا معا السيارة ثم توجه بها إلى مطعم فخم وجلسا على إحدى الطاولات ثم قال لها
-ها يا حبيبتى تحبى ناكل ايه ؟!
-اى حاجة بس تكون نباتية
-نباتية !!!
ابتسمت بزهو مصطنع ثم قالت
-انا اخيراااا قدرت احقق ده يا اتش وقررت خلاص ابقى نباتية ده بيعزز الطاقة الجسدية والعقلية
عض شفتاه بغضب شديد لكنه حاول تمالك نفسه فقد قرر أنه سيتركها وشأنها هى وطاقتها ثم طلب من النادل الطعام ونظر فى عينيها قائلا:
-وحشتنى اوووى يا (سارة)
-انت كمان جدا
ظلا يتحدثان فى أمور شتى حتى أحضر النادل الطعام فأخذت تتناول الطعام بشهية ثم قالت
-عارف أنا بقيت احب الخضار اكتر من اى حاجة دلوقتى
-بالهنا والشفا يا حبيبتى
-صحيح، فى مخيم هطلعه مع اصحابى، هيكون مخيم وسط الطبيعة، بجد محتاجة احس بالهواء الطلق بعيد عن التلوث والدوشة عشان اجدد كل طاقتى
نظر لها بطرف عينه وهو يسألها
-والرحلة دى بنات بس ولا مختلطة؟
-اكيييد طبعا يا اتش مش بنات بس .. وبعدين بطل غيرتك دى
زفر بضيق وترك الطعام ثم مسح فمه بالمحرمة التى على الطاولة ثم قال
-مش مسألة غيرة .. لكن خوف عليكى يا (سارة) .. (سارة) انتى بقيتى مش مهتمة بحياتك اكتر من الطاقة
-انا بعمل كل ده لنفسى ولحياتى
نظر فى عينيها بإلم وهو يقول
-طب وانا ؟
إجابته بهدوء
-انت طبعا جزء كبير من حياتى
هدء قليلا ثم ارتسمت على شفتاه بسمة بسيطة وقال
-خلصى اكل عشان اروحك
-انا خلاص خلصت
استقلا معا السيارة مرة أخرى ثم ذهب بها إلى بيتها فقالت قبل أن تهبط
-مش عاوزك تزعل منى .. انت عارف انى بحبك
ابتسم قليلا ثم قال
-مش زعلان يا حبيبتى
أوصلها هشام لمنزلها ثم عاد لمنزله، صف سيارته ونزل منها، لكن قبل أن يصعد لبيته تفاجأ ب (رهف) تقف في الشارع بمنامتها الحريرية، اندهش من خروجها من بيتها على هذه الهيئة، فبالرغم من أن ملابسها ساترة، إلا أنه شعر بضيق لأنها في النهاية جارته، كاد أن يبدي لها استنكاره ودهشته لولا أنه لاحظ معالم الرعب على وجهها فترجل من السيارة واقترب منها ثم قال بقلق بالغ:
-فى حاجة يا (رهف) ؟!
شعرت وكأنها وجدت طوق نجاة فقالت متلعثمة وهى تشر على منزلها
-ف .. فااار في فار عندي فى البيت
لاحظ على وجهها القلق والرعب ثم قال لها:
-طب أهدى أهدى فى ايه .. مقولتيش ليه لعم بيومى بدل مانتى واقفة كده
قالها وهو يتنحنح فنظرت إلى منظرها وشعرت بالخجل ثم قالت
-مش موجود.. وانا لا يمكن اقعد معاه فى مكان واحد.
-عم بيومى ؟!!
قالها مستعجبا
-الفار طبعا.. انت بتقول ايه
-طب تعالى ورايا
احتمت به وهى تقول بخوف
-هتعرف تموته
-ليه شايفانى سوسن .. هعرف طبعا.. بس هو فين
-انا حبسته فى الاوضة قفلت عليه بالمفتاح
فقال لها بسخرية
-ليه خايفة يهرب
نظرت له بغيظ شديد ثم قالت
-مانا مش هدخل البيت إلا وانا شايفة جثته قدامى
نظر لها ليشعرها بالإطمنان قائلا بطريقة تمثيلية
-هنتاوه متخافيش
ثم سار نحو الداخل وهى سارت خلفه تحتمى به فدخل لمنزلها ثم قال:
-فى اى اوضة
أشارت على غرفتها بالدور السفلى فقال لها:
-هاتى العصايا و مفتاح الباب
فى ثوان كانت قد أعطت له العصاة ومفتاح الباب ويدها ترتعد فأخذ منها المفتاح وقام بفتح باب الغرفة ثم قام بغلقها مرة أخرى وظل يبحث عنه حتى وجده وقتله كانت مطاردة دامت لنصف ساعة تقريبا ولكنها انتهت بإنتصار (هشام) بالأخير ففتح باب الغرفة وهو يقول
-خلاص يا ست (رهف) هانم تواناااه
شعرت بالأطمئنان ولكن سرعان ما شكت بالأمر وقالت
-بجد ؟!! ولا بتضحك عليا
-تعالى شوفى جثته
اقتربت من الغرفة أكثر واكثر ثم وقفت عند باب الغرفة وقد رأته طريحا ع الأرض فابتسمت قليلا ثم هدأت ونظرت إلى (هشام) قائلة
-انا مش عارفة اشكرك ازاى يا ….
قالتها وهى تشعر بتوتر كبير لأنها أدخلته المنزل وهى بمفردها فظن انها لا تعرف اسمه فاضيقت حدقتاه ثم قال:
-مش عارفة أسمى ولا ايه .. ده انت حتى سألتِ عليا بنفسك البواب
اتسعت عينان (رهف) وهى لا تصدق ما قاله للتو تبا لأصدقائها قد وضعوها فى مأزق بسبب سؤالهم عنه تلعثمت ثم قالت
-ا . أنا … أنا .. ده صحابى اللى سألوا مش انا
شعر هو أنه قام بإحراجها فقال ممازحا إياها:
-مانا كمان سألت عليكى .. الجيران لازم تسأل ع بعض
ابتسمت له بتوتر فتابع هو:
-(هشام) .. اسمى (هشام) .. وممكن تنادينى بأتش خلاص مبقتيش غريبة
كانت مذهولة من أسلوبه الغير متكلف والطريقة التي يتحدث بها وكأنهم أصدقاء منذ زمن
نظرت له بدهشة ماذا يعني بأنها ليست غريبة فهي لا تعرفه من الأساس، فمعرفتها به لا تتعدى سوى ذكريات طفولة ليس لها اى قيمة، فابتسمت ابتسامة باهتة وقالت بتحفظ:
-شكراا يا (هشام) .. بس ممكن اطلب منك طلب كمان
-اتفضلى
-خلى البواب يجى ينضف الاوضة ويشيله .. أنا مش هقدر اعمل كده
ابتسم عليها ثم قال
-من عينيا .. اى خدمة تانية
هزت رأسها نافية وشكرته مرة أخرى وتابعته حتى خرج من المنزل وشعرت بسعادة كبيرة لأنها قد تخلصت من ذلك الفأر المزعج ..
******************
فى المساء كانت (نسمة) تشعر بالجوع فنزلت إلى مطعم الفندق كى تتناول العشاء فقد كانت تشعر بملل إلى حد كبير لأن شقيقها ليس معها فقد اشتاقت له ولوالداتها تناولت هاتفها وفتحت صورة تجمعها مع (هشام) وأخذت تتأمل الصورة بسعادة كأنها عادت لرؤيته مرة آخرى حتى جاء صوت من خلفها يقول:
-حبيبك ده
نظرت لمصدر الصوت فوجدته فهد الذي أسرع يقف أمامها ليجلس على الطاولة فى المقعد المقابل لها فقالت هى بتعجب:
-انت !!! انت ازاى تسمح لنفسك تيجى تقعد معايا من غير ما اسمحلك
نظر لها وابتسم ثم قال:
-انتى معقدة كده ليه…. الدنيا أبسط من كده يا بنتي .. بس مقولتليش ده حبيبك
-ده اخويا … ولو سمحت قوم من هنا ولا أقولك انا اللى هقوم
-انا مش فاهم انتى مغرورة كده ليه .. أنا عمر ما في بنت رفضتني بالشكل ده.. انا حاسس انى مشدود ليكى ومش شايف فين المشكلة لو اتصاحبنا
نظرت له بإزدراء ثم قالت
– اتصاحبنا!…..ايه اللى بتقولوا ده .. ايه اللفظ ده اصلا … انت مش عارف إن ده حرام
-حرام !!!
قالها مستعجبا وكأنه قد نسى تلك الكلمة منذ زمن بعيد ففي محيطه كل شيء مباح وخصوصا أن أكثر تعاملاته مع الأجانب وكل شيء لديه مباح فلا حدود واضحة ولا قيود، صمت قليلا ثم قال مترجيا :
-طب هتعشى معاكى وأقوم .. دى بسيطة
اندهش فهد من نفسه فلم يحدث أن ترجى فتاة ولم يحدث أنه أمتلك مثل هذا الإصرار من قبل
نظرت له نسمة بإشمئزاز ثم قالت :
-انا هقوم .. سديت نفسى اصلا
فنهضت وأخذت هاتفها و حقيبتها معها لينظر هو الصحن الفارغ الذى كان أمامها وهو يردد
-سديت نفسك !!! .. أمال لو كانت مفتوحة كنت عملتي ايه؟!
*******************
فى عصر اليوم التالى قررت الفتيات الذهاب إلى (رهف) ليهونوا عليها، وليخبروها أن (داليا) اكتشفت أن (جمال) لديه مبلغ ضخم من التهرب الضريبي وقد قررت ان تستخدم هذه المعلومة ضده لكى تأخذ بثأر صديقتها
وصل الفتيات إلى منزل (رهف) فقد كانت (رهف) حقا بحاجة شديدة لهم وما أن فتحت باب المنزل ورأتهم حتى ارتمت فى احضانهم وفجاءة قامت بضربهم جميعا بشكل طفولي وعشوائي،فتعجبت الفتيات وقالت (اسماء):
-ايه يا مجنونة مالك .. حصل ايه
-ادخلوا الاول
دلفت الفتيات فتابعت (رهف) في حنق وغيظ:
-سؤالكم عن استاذ (هشام) خلاه يفكر اني انا اللي سألت عليه و مهتمة بيه
قالت (اسراء)
-مش فاهمة ايه اللى حصل .. نقطة ومن اول السطر واحكى
ظلت تقص عليهم ما حدث بدءا من دخول الفأر عليها نهاية بأنه امسكه وقتله وكيف احرجها بسؤاله عن سؤالها عنه فغمزت (اسماء) ل (اسراء) قائلة
-ده يظهر أنه معجب بقى ده ولا ايه
فردت عليها (اسراء)
-شكله وقع من أول نظرة يا بنتى .. مش قالها فى المرايا انتى اخيرا رجعتى شكله واقع لشوشته
زفرت (رهف) بضيق من حديثهم السخيف ذاك قائلة
-انتوا مجانين معجب ايه ووقع ايه.. أنا لسه فى العدة وانتوا بتقولوا ايه اصلا .. ده غير انى لايمكن احب حد غير (جمال)
نظرت لها (داليا) بشدة وهى تقول:
-سمعينى كده قلتى ايه معلش؟!
ابتلعت (رهف) ريقها بخوف فهى تعلم تلك النظرة جيدا من (داليا) وقالت متلعثمة:
-كنت يا (داليا) كنت يعنى
فأجابتهم (داليا) قائلة:
-سيبكوا من كل الهرى ده بقى.. أنا ابن خالى قالى أنه استاذ (جمال) عليه تهرب ضريبى اد كده .. عاوزين نفكر نستغل ده ازاى ضده
ايدتها كلا من (اسماء) و(اسراء) وقالت (اسراء)
-يا بنت الأيه يا كوماندا ..
ثم قالت (اسماء)
-نلعب بيه الكورة بقى
فقالت (رهف) بعصبية
-انا مش عاوزة ائذيه . . اسكتوا بقى .. أنا خلاص سبته وكل واحد بقى فى حاله .. يلا نقوم عشان تساعدونى نظبط الجنينة
لم يعجب اصدقائها بحديثها لكنهم هموا للخروج إلى الحديقة وما أن خرجوا حتى دبت حالة من النشاط وبدأ الجميع فى تهذيب الشجر حتى استمعوا إلى صوت صرير باب الحديقة يفتح واندهشوا جميعا عندما وجدوا أن الزائر هو (جمال) .
يالا وقاحته! كيف يجرؤ على القدوم إلى هنا لم يأبه لأصدقائها اللاتى معها وتوجه نحوها ممسكا بيدها بقوة وهو يقول :
-مش كفاية عند بقى .. أنا سايبك لحد ما ترجعى لوحدك وقت ما تهدى بس أنتي زودتها….يا ستي أنا غلطان أنا آسف أنا مش قادر على بعدك يا (رهف)
عندما رأته (رهف) لم تستطع مقاومة النار التي تعتمل في قلبها فقد تذكرت خيانته لها فظلت تبكى بشدة وتنهمر منها الدموع دون توقف .. شعر أصدقائها بالحزن والغضب من رد فعلها ذاك لأنها بهذه الطريقة تشعره بإنها ضعيفة فقالت (داليا) بقوة وغضب :
-سيبها
لم يهتم (جمال) بحديثها فأردفت داليا تقول بحدة و بصوت مرتفع:
-بقولك سيبها
تجاهلها (جمال) ثم قال بغضب عارم موجها حديثه لرهف :
-انا بإرادتى ممكن ارجعك دلوقتى وقت ما احب بس أنا صابر عليكى وصبرى ابتدأ ينفذ.
فى تلك الأثناء كان (هشام) يقف فى حديقته يسقى الزرع لكنه لاحظ صوت مرتفع بالحديقة التى أمامه ووجد (رهف) تبكى وأحدهم ممسكا برسغها بقوة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *