رواية نافذة العمر الفصل التاسع 9 بقلم دعاء الحادي وعلا السعدني
فى المساء جلست (رهف) في غرفتها ومعها صديقاتها
يتناقشون في موضوع المرآة وقاطع صوت طرقات على الباب قامت (رهف) لتفتح
فوجدت آخر شخص تتوقع قدومه..
وقفت أمامه كالصنم حتى الحركة لا تستطيع تحركها فجاء صوته ليجعلها تستفيق من تلك الصدمة
-مش هتخلينى ادخل ولا ايه يا بنت اخويا ؟!
افسحت له الطريق ليدخل وقالت متلعثمة
-ا… اتفضل يا عمى
دخل عمها بهيبته فعلى الرغم أن عمره خمسة وخمسون عاما الا أن من يراه لا يعطيه ذاك السن أبدا كان طويل عريض المنكبين يرتدى حلة لونها اسود يبدو أنيقا للغاية وجد بالداخل أصدقائها فهو يعلمهم جيدا جلس على أقرب أريكة ..
كان اصدقائها يشعرون بتوتر كبير فكلهم يعلمون رد فعل عمها وأنه سيجبرها على العودة إلى (جمال) .. ابتلعت (رهف) ريقها ودلفت نحو الداخل هى الأخرى وجلست بالقرب من عمها الذى قال
-(جمال) كلمنى وقالى على اللى حصل .. هو قالى انك طلبتى الطلاق وجيتى تعيشى هنا فى بيت جدتك .. ايه اللى حصل يا (رهف)
ابتلعت ريقها وشعرت بتوتر بالغ حاولت إخراج الكلمات المتحشرجة فى حلقها نظرت لأسفل وهى تقول
-ا….. ا… أنا شوفته فى أوضة نومى مع واحدة .. طلقنى عشان معملوش فضايح .. ورجعنى تانى لعصمته وانا مش عاوزة ارجعله
ضم عمها قبضة يده بغضب شديد ثم قال
-انتى ازاى كل ده يحصلك ومترجعليش
-خ.. خفت .. خفت من رد فعلك عارفة أن شغلك كله مع (جمال)
-عمر الشغل ما هيكون أهم منك يا (رهف)
اتسعت عينان (رهف) بفرحة وهى لا تصدق ما سمعته للتو بينما نظرت الفتيات إلى بعضهم البعض وهم لا يصدقون ما يحدث .. ليتابع عمها قائلا
-بكرة نخليه يطلقك رسمى عند مأذون طلاق بائن يعنى ميعرفش يرجعك غير بأذنك .. وهتلمى هدومك وترجعى معايا البلد … ملكيش قعاد لوحدك ابداا
عضت شفتاها بغيظ بينما نظرت الفتيات إلى بعضهم البعض ولا يعجبهم ذلك الحديث لتخرج (رهف) عن صمتها
-بس .. بس يا عمى …أنا شغلى كله هنا .. وحياتى هنا وفى البلد لا هعرف اشتغل ولا اعمل حاجة
-يعنى ازاى هتقعدى لوحدك هنا يا (رهف) .. انتى هتبقى مطلقة والعين هتبقى عليكى
تدخلت (داليا) بالحديث قائلة
-مين قالك يا عمى انها هتبقى لوحدها… أنا معها وممكن اقول لماما تيجى تقعد معانا وهى مش هتمانع وماما هتاخد بالها مننا كمان (إسراء) و (أسماء) معانا
ثم نظرت إلى الفتيات وتابعت
-كده ولا ايه يا بنات ؟!!
-اه طبعا مش هنسيب (رهف) ،لوحدها
قالتها كلا من (إسراء) و (أسماء) لم يعجب عمها ذلك الحديث ولكنه نظر إلى الفتيات ونظر إلى (رهف) التى نظرت له بترجى وقال
-وبعدين وياكى يا (رهف)
-ارجوك يا عمى الشغل هو اللى هينسينى اللى انا فيه… لكن الحبسة بين أربع حيطان هتتعبنى
صمت عمها للحظات ثم قال
-ماشى يا (رهف) … رغم انى مش مقتنع انك تقعدى لوحدك .. بس مش عاوز اخد منك كل حاجة
-عموما شوفيلى اوضة انام فيها .. عشان بكرة الصبح هخلى الكلب ده يطلقك ورجله فوق رقبته ..
ابتسمت (رهف) وابتسمت معها الفتيات . .
********************
فى فجر اليوم التالى حيث كانت (سارة) بالمخيم شعرت بالأرق فخرجت خارج خيمتها لتشتم رائحة الهواء النقى فى وقت الفجرية وتنظر إلى الطبيعة من حولها ولكنها وجدت شخص يجلس وكأنه يتأمل كل شيء محيط بالبيئة منتظر شروق الشمس فى صمت ينظر إلى الحمام والعصافير التى بدأت أن تزقزق مع بداية الشروق تلك السماء التى تبدء بتحول لونها من الأسود إلى الازرق السماوى جلست بجواره تتأمل الطبيعة هى الآخرى حتى وجدها بجانبه فابتسم لها فبادلته بسمة خفيفة ثم قال لها
-المنظر يجنن .. لازم كل يوم الصبح أقعد ربع ساعة فى صمت بتأمل الجمال ده
-فعلا مريح ومهدئ للأعصاب
ابتسم لها ثم قال هو يمد يده لها
-اسمى (طارق)
مدت يدها لمصافحته وهى تقول
-وانا (سارة)
-اهلا بيكى يا (سارة) … اتشرفت بمعرفتك.
-انا كمان انبسطت لما لاقيت هنا ولاد مهتمين بالطاقة.. لأن انت عارف فى ناس كتير مبتصدقش فيها
-دى ناس معندهاش اى هدف فى حياتها.. الطاقة هى أساس الحياة.. هى اللى بتوجهنا لكل شئ فى الدنيا
-معاك حق
******************
فى صباح اليوم التالى استيقظ عم (رهف) ثم قام بالصلاة وبعدها ارتدى ملابسه وحدث (جمال) فى الهاتف أنهم سيتقابلون عند محامى لكى تتم أجراءات الطلاق شعر (جمال) بغضب شديد يتملكه فلم يكن يتوقع ذلك رد الفعل من عمها ابداا ..
ارتدت (رهف) ملابسها وتركت اصدقائها نائمين ثم توجهت نحو غرفة عمها وطرقت باب الغرفة عليه لتسمع صوته من الداخل
-ادخل
دلفت إلى الداخل ثم نظرت إلى عمها وهى تقول
-أنا جاهزة يا عمى
أخذ نفس عميق ثم أقترب منها واحتضنها فشعرت هى بالأمان الذى تفتقده ومسد عى شعرها بحنان ثم قال
-عايزك تتأكدى إنى سندك وظهرك يا بنتى .. وعمرى ما هاجى عليكى عشان خاطر الحيوان ده
ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة ثم قالت
-انت زحت هم كبير من على قلبى يا عمى
-طب يلا يا هانم عشان منتأخرش
ثم أعطاها ذراعه كى تتأبطه وذهبا معا نحو الخارج واستقلا السيارة معا وذهب إلى المحامى ووجدوا (جمال) بانتظارهم هناك وما أن وجدهم أمامه حتى وقف أمام عمها قائلا
-(محسن) بيه اللى بتعمله ده غلط وهيخسرك فلوس كتييير
قالها وهو يشعر بغضب وهو ينظر إلى (رهف) التى كانت تشعر بالخوف منه ليجيب (محسن) بهدوء
-مفيش أغلى من بنت اخويا
ثم نظر إلى المحامى وهو يقول
-ابدء فى الأجراءات يا متر
بدء المحامى بالأجراءات ثم مضى كلا منهما على وثيقة الطلاق شعرت (رهف) بغصة فى قلبها فمن أحبته وعاشت معه سنة كان يخدعها ويلعب بقلبها فلو كان احبها بصدق كما أحبته هى لما كان خانها يوما ..
شعرت وكأنها ستفقد الوعى على الرغم من كل ما حدث إلا أنها لا تستطيع أمر قلبها بكرهه فهى مازلت تحبه ولكن كرامتها فوق الحب فلا حب بدون كرامه ..
بينما شعر (جمال) بغيظ شديد يتملكه يا ليته ما حدث عمها ولكنه لن يتركها بسلام هكذا فهى قد هانت كرامته خسرته نقود كثيرة بسبب انتهاء الشراكة بينه وبين عمها تبا لها ولكنه أخذ على نفسه عهدا الا يتركها فى حالها بعد الآن سيقتص منها ولكن الصبر …
********************
فى ظهيرة اليوم كانت (نسمة) متحمسة لتلك المحاضرة ولكنها شعرت بحزن شديد ها هى الدورة التدريبية على وشك الأنتهاء اخذت نفس عميق وانتظرت حضور (فهد) كثيرا ولكنها وجدت مدرب آخر قد دخل عليهم شعرت بالأنزعاج فقد أخبرته أنها لما تعد تتضايق من وجوده إذا لما فعل ذلك ولكن قبل أن تبنى سوء فهمها ذاك قال المدرب
-اسمى كابتن (عادل) وانا جاى بدل كابتن (فهد) لأن حصله ظروف صديق عمره اتوفى وهو مش هيقدر يدربكوا النهاردة
شعرت (نسمة) بغصة فى قلبها وتسألت عن حاله الآن .. كيف يشعر واين هو الآن ؟!! كم كانت تود لو تعتذر عن تلك المحاضرة ولكنها لا تستطيع.. حاولت التأقلم مع المحاضرة ولكن عقلها وقلبها مشغول ب (فهد) يا لتلك المحاضرة إنها طويلة للغاية لا تريد أن تنتهى على عكس ما كان يدربهم (فهد) كانت تنتهى على وجه السرعة ..
انتهت المحاضرة فركضت (نسمة) إلى ساحة الفندق لتبحث عنه لعلها تجده فى اى مكان لكن ليس له أى أثر ..
شعرت بالضيق والغضب لأنها تريد أن تطمئن عليه ولكن دون جدوى فلا إثر له…
**********************
انتهت (رهف) من كل شيء يربطها بذلك الوغد ومع ذلك تشعر بكسرة فى قلبها فهى حتى تلك اللحظة لم تستطع إخراجه من قلبها ..
ودعها عمها لأنه لديه الكثير من الأشغال ولن يستطع الجلوس أكثر من ذلك .. شعرت بحنانه الدافئ عليها لأول مرة .. أو ربما هو شخصية حنونه منذ زمن ولكنها كانت لا تدرك هي ذلك فكانت دوما تخشى مواجهته منذ أن تولى هو تربيتها منذ أن كانت فى العاشرة من عمرها بعد أن توفى والدايها .. وأخبرها بإن لو تعرض لها ذلك الوغد عليها أخبره فطمأنته ..
صعدت إلى غرفتها كى تستريح من يوم صعب وكانت تشعر بغصة فى قلبها شاهدتها الفتيات وعلموا ما تمر به وقرروا فعل شيء يخفف عنها ذلك الألم الذى يعتريها لكنهم تركوها فى غرفتها لتأخذ قسط من الراحة حتى يقوموا بتحضير ما اتفقا عليه ..
******************
فى وقت الغداء وجدته يجلس وحده يتناول الطعام فاقتربت منه وهى معها صحن الغذاء الخاص بها وجلست بجواره وهى تقول
-مش هبقى متطفلة لو جيت قعدت جنبك ؟
رفع رأسه لينظر ويعلم انها فتاة شروق الشمس فابتسم ابتسامة هادئة ثم قال
-لا خالص يا (سارة)
بادلته البسمة وشعرت براحة كبيرة ثم وجدته يتناول الخضروات مثلها فقالت
-هنا مش متوفر لحوم اوووى غير المعلبة .. بس أنا كده كده نباتيه .. فالموضوع جاى على هوايا
ابتسم لها ثم قال
-أنا كمان نباتي
اتسعت عينيها وهى لا تصدق ثم قالت
-عارف معظم البنات والاولاد جايين هنا for fun لكن أنت الوحيد اللى حاسة أنه مهتم بالموضوع والطاقة وبالتأمل
-مش كل الناس زى بعض يا (سارة) .. كل واحد ليه ميوله وأهدافه
-فعلا .. للأسف .. الناس بتاخد الكلام فى الموضوع ده على أنه شيء مش علمى وملوش لازمة
شعر بالحزن فى نبرة صوتها فقال لها
-مش مهم الناس فاكرة ايه .. المهم انتى بتحبى ايه
ابتسمت قليلا ثم قالت
-معاك حق
ظلا يتناولون الطعام ويثرثرون فى أمور شتى وبعد ذلك دخلت (سارة) الخيمة الخاصة بها وتمنت لو يحدثها (هشام) ظلت تفكر به كثيرا حتى وجدت هاتفها قد أتى منه صوته نظرت للهاتف ووجدت أن المتصل (هشام) شعرت بسعادة كبيرة ثم إجابته على الفور
-وحشتنى اووووى يا اتش
-ماهو واضح عشان كده اتصلتى
-اصلا انت جتلى بالتخاطر وقوة الجذب
-ايه يا ماما ؟!!
-انا كنت بفكر فيك وانك تتصل فى نفس الوقت ده معناه إنى اتخاطرت معاك .. يعنى أنا مخى اتواصل مع مخك وخلاك تتصل بيا ودى حاجة مبتحصلش مع أى حد، أنا جذبتك بقوة الجذب
تمتم (هشام) قائلا
-ربنا يشفيكى يا حبيبتى
فتابعت هى دون أن تستمع إلى ما قاله
-انا بحبك اووووووى يا اتش
-وانا كمان يا حبيبتى… المهم اخبارك ايه طمنينى عليكى
-الحمد لله بخير … اتعرفت هنا على شاب اسمه (طارق) .. تقدر تقول إنه النسخة الذكورية منى
تجهم وجه (هشام) ثم قال
-ومتتعرفيش ليه ع بنات
-معظم الناس جاية هنا for fun .. محدش مهتم بالطبيعة وجمالها والتأمل غيرى أنا و (طارق)
عض على شفتيه بغضب ثم قال:
-أنا قايلك إنى بكره إنك تتعاملي مع شباب .. أنا فى الحتة دى يا (سارة) مخى شرقى جداا .. ومعنديش الانفتاح بتاع أن يكون ليكى صديق
-وأنت عادى يبقى ليك
-انا مبتخطاش حدودى مع حد يا (سارة) وانتى عارفة كده كويس .. لكن أنتى فى مخيم وفى مكان منعزل مع الشاب ده .. ده ميطمنيش ومش كل الرجالة بيعرفوا ميتخطوش حدودهم
-أنت راجعي يا (هشام) وعايز تقفل عليا زى مانت قافل على (نسمة) وأنا مش هكون نسخة من اختك تتحكم فيها براحتك أنا ليا شخصيتى وبعرف اميز الكويس من اللى مش كويس
شعر بغضب يعتريه ثم قال
-أنا مش موافق على العلاقة دى إنك يبقى فى بينك وبينه كلام
-وأنا مش موافقة على كلامك
-مع السلامة يا (سارة) لما تعرفى تتعاملى مع خطيبك كويس ابقى كلمينى
قالها ثم اغلق الهاتف .. فألقت هى الهاتف بغضب وشعرت بأنه يود التحكم بكل شيء بحياتها .. بينما على الجهة الآخرى كان يشعر بغضب شديد هو الآخر كيف لها أن لا تهتم بمشاعره إلى تلك الدرجة فهو يشعر بالغيرة ومع ذلك هى لا تأبه …
******************
استيقظت (رهف) من النوم فمنذ أن جاءت من زيارة المحامى وهى نائمة حيث أنها لم تنم طوال الليل .. كانت تشعر بالضيق والأرق نظرت من الشرفة الخاصة بها وجدت اصدقائها يعلقون الزينة فى حديقة المنزل ويبدوا أن يقوموا بتحضير لحفلة ابتسمت بآسى ثم توجهت نحو المرآة لتمشيط شعرها البنى ذو السلاسل الذهبية نظرت للمرآة وهى تسئل نفسها لما قام بخيانتها نزلت الدموع من عينيها المتورمتين اثر بكاء الأمس واليوم ولكنها وجدت فجاءة داخل المرآة صورة لها وهى صغيرة تتحدث مع جدتها وهى تقول
-يا تيتا أنا نفسى العب معاهم
قالت جدتها بصرامة
-لا يا حبيبتى قلت لا … أنا اخاف عليكى .. انتى بنت جميلة ومبقتيش صغيرة على اللعب انتى عندك ٩ سنين دلوقتى مش هينفع تلعبى معاهم
-بس يا تيتا دول جيرانا وبشوفهم كل يوم يلعبوا سوا وانا معنديش حد العب معاه
-قلت لا يا (رهف) يعنى لاااا
شعرت (رهف) بالآسى وظلت تنظر للحديقة التى يلعب بها الأطفال وهى تشعر بالوحدة فليس لها أقارب تلعب معهم خصوصا بعد وفاة والدها ووالدتها بحادث أليم لذا كانت تخاف عليها جدتها كل الخوف لأنها ما تبقى لها من ذكرى ابنها فكانت لا تريد أن تنحرم منها كما انحرمت من والدها …
مسحت (رهف) دموعها واستكفت من مشاهدة تلك المشاهد فى المرآة لماذا تعود إليها ذكرياتها الأليمة كتلة واحدة اتجهت لخزانة غرفتها وانتقت فستان لونه اسود وقامت بإرتدئه وقررت أن ترى ماذا يفعل اصدقائها المجانين…..
****************
فى المساء كان يجلس (هشام) وهو يشعر بالضيق لما حدث بينه وبين (سارة) فى تلك اللحظة استمع لأحدهم يطرق باب غرفته فأذن له بالدخول ليرى أن الذى أمامه هو (مؤمن) شعر (مؤمن) أن صديقه ليس على ما يرام فنظر له وسئله
-مالك يا برو ؟! اللى يشوفك كده يقول إن حصلك سطو مسلح
نظر له (هشام) ببرود ثم قال
-انا مش ناقصك يا (مؤمن) … آخر همى هزارك البايخ ده
-الله ده الموضوع جد بقى
ثم اقترب منه وجلس بجواره وقال
-مالك بجد ؟!! متقلقينيش عليك
-مش قادر اتكلم ولا عاوز .. عاوز فعلا تخرجنى من المود ده افتح اى موضوع تانى
تنهد (مؤمن) بآسى ثم قال
-ماشى يا عم… وأنا جاى شفت (مجدى) معلق زينة ومشغل اغانى والدنيا والعة معاهم.. أوعى تقولى أن (مجدى) اتخطب
ابتسم (هشام) رغم عنه ثم قال
-انت مش هترتاح الا لما الكوماندا تجيب أجلك .. عموما تلاقيهم عاملين كده عشان (رهف) تخرج من المود
-ما تيجى نروحلهم طيب
– متبقاش متطفل بنات وبيحتفلوا مع بعض أنت إيه دخلك
-مانا عاوز اشوفها
هز رأسه بآسى حتى دلف عم (بيومى) للداخل وهو يقول
-يا (هشام) بيه أصحاب الست (رهف) عازمينك عندهم جم وقالولى ابلغ حضرتك
ابتسم (مؤمن) ثم قال
-اهى جت من عندهم يا غتت .. يلا نقوم
-طب استنى هلبس طيب .. يلا هوينا انت وعم (بيومى) عشان اغير هدومى
-ماشى هستناك تحت….
*********************
كانت تقف بالمطبخ تقوم بتحضير الكعكة حيث أن رائحة الخبز تشعرها بسعادة كانت تقوم بخفق الكريمة لكى تزين الكعكة حتى أتت من خلفها (اسراء) وهى تقول وهى تشم رائحة التجهيزات
-الله يا كوكو بقى على ريحة الكيكة بتاعتك اللى ملهاش مثيل
-يا سلام يا بكاشة .. المهم قوليلى عاملة ايه مع حماتك
-اهو الحمد لله .. لأجل الورد ينسقى العليق .. ادينى مستحملها عشان خاطر (ياسين)
-ربنا يسعدك يا حبيبتى
كانت الكيكة قد بردت قليلا فظلت تحاول تزيينها بالكريمة والفاكهة وما أن انتهت حتى شعرت (اسراء) بالرضا عن مظهرها فقالت
-تحفة يا كوكو تجنن… لدرجة انى قررت اكلها لوحدى
-يلا يا طفسة على بارة
-طيب طيب متزقيش
فى تلك الأثناء دلف كلا من (هشام) و (مؤمن) إلى داخل الحديقة فاقتربت (داليا) من (هشام) لتسلم عليه بسعادة وعندما رأت (مؤمن) خلفه تجهم وجهها فقالت بنبرة منخفضة قليلا ،
-عامل ايه يا اتش ؟!
-لا على صوتك كده يا (مجدى) أنا سمعى على أدى
قالها (مؤمن) بنبرة مرحة لتقترب (داليا) من (هشام) وتقول له بصوت منخفض
-ايه اللى جابه معاك ؟
-عيل لازقة شبط فيا
ابتسمت (داليا) ثم قالت
-طب اتفضل يا اتش
-الحفلة دى بمناسبة ايه بقى
-طلقها رسمى يا اتش … اخيرااا وميقدرش يرجعها غير بإرادتها وطبعا عمرها ما هترجع للواطى ده
ابتسم (هشام) فسئل (مؤمن) ببراءة
– بقوا بيحتفلوا بالطلاق هنا فى مصر .. هو أنا غبت عن مصر بقالى اد ايه ؟!
ضحك (هشام) رغما عنه ثم قال
-ده انت فاتك كتييير يا (مؤمن)
لتقول (داليا)
-سكت الكائن ده يا اتش .. بيقول كلام غريب
ضحك (مؤمن) ثم قال
-مش اغرب من الحفلة
ابتسمت رغما عنها ليتابع هو قائلا
-الله يا (مجدى) مانت بتعرف تضحك اهو
عضت شفتاها بغيظ ثم قالت ل (هشام)
-سكتواا .. سكتوا
اتت (اسماء) من خلفها ثم قالت
-وحشتنا يا اتش .. عامل ايه
-بخير يا (اسماء)
فقال (مؤمن)
-مش تعرفنا بالقمر
أضيقت عينان (داليا) بغيظ فهاهو يتحدث مع (اسماء) بلطف لما يطلق عليها إذن اسم (مجدى) ليقوم (هشام) بقوله
-دى (اسماء) يا (مؤمن) … وده (مؤمن) يا (اسماء) من الشلة برده يا (مؤمن)
-اهلا يا جميل
-نورت شلتنا يا (مؤمن)
فى تلك الأثناء أتت كلا من (رهف) و (اسراء) بالكعكة التى كانت تقول
-اعملوا حسابكوا أنا ليا نصها
ضحك الجميع فقال (هشام)
-شكلها تحفة… مين اللى عاملها ؟
قالت (داليا) بزهو
-طبعا رهوفة احسن واحدة تعمل كيك فى الدنيا ومتقدرش تميزه ولا تفرقه عن بتاع بارة
ابتسمت (رهف) وقالت بغرور مصطنع
-هاخد مقلب فى نفسى كده
لتجيبها (اسماء)
-ان مكنش رهوفة تاخد مقلب فى نفسها مين هياخد .. ده انتى ملكة جمال العالم
شعرت بغصة فى قلبها فلم تعد تشعر بجمالها ذاك ولا أنوثتها بعد أن هان (جمال) أنوثتها وخانها.. ظلوا يمرحون معا ويغنون مع اصوات السماعات حتى لاحظت (رهف) شرود (هشام) فجلست بجواره وهى تقول
،-مش حساك طبيعى
لم ينتبه لسؤالها فابتسمت ثم قالت
-اللى واخد عقلك
انتبه (هشام) لحديثها ثم قال
-ابدااا
-شكلك مضايق
-يعنى
-هبقى متطفلة لو سئلتك ؟!!
ابتسم (هشام) على برائتها ثم قال
-ابدااا .. أنا اللى اسف صحابك عاملين الحفلة دى عشان تتبسطى وانا مش قادر اعملك حاجة
-طب قولى يمكن اساعدك
ظل يقص عليها كل شئ حدث بينه وبين (سارة) وكيف يشعر بالغضب لأنها تتحدث وتجلس مع رجل غيره ابتسمت قليلا ثم قالت
-انا معاك .. بس الدنيا اتغيرت دلوقتى .. ده غير مانت كمان قاعد معايا اهو هى بقى تتضايق
– بس أنا وانتى جيران يا (رهف) مبنقعدش لوحدينا نتكلم .. معانا دايما جروب .. لكن هى مسافرة و لوحدها وفى منطقة منعزلة مع شاب .. مش قادر حتى افكر
ابتسمت قليلا ثم قالت
-انت كمان لازم متخنقش عليها .. وبعدين مادام وافقت على طلوعها الرحلة دى كان لازم تتوقع أن شئ زى ده ممكن يحصل .. عموما انا حابة اقابلها اوووى واتكلم معها
ابتسم (هشام) ثم قال
-اما ترجع من المخيم هعرفكوا على بعض … بس عارفة اللى نفسى اعرفك عليها بجد (نسمة) اختى دماغكوا زى بعض جدا هتحبوا بعض
-وهى فين (نسمة) ؟!
-فى دورة تدريبية للغطس.. مجنونة هى كمان أنا محاط بشلة من المعاتيه
ضحكت من قلبها ثم قالت
-انت مشكلة يا اتش
ابتسم ثم قال
-شكرا جداا .. بكلامى معاكى بقيت احسن
-طب كويس .. اى خدمة
فى تلك الأثناء كانت كلا من (اسراء) و (اسماء) يتهامسون بإن ،(هشام) و (رهف) مناسبين لبعضهم البعض ..
*********************
كانت تشعر بالحزن لأنها لم تجده طوال النهار حتى أنها لم تأكل شئ طوال يومها لأنها تشعر بالقلق عليه قررت النزول إلى ساحة الفندق والبحث عنه مرة آخرى ووجدته جالس على إحدى الطاولات وعلى مظهره يبدو الحزن والتعب والاجهاد شعرت بالحزن من أجله لكنها قررت أن تقترب منه وتتحدث معه فبالتأكيد هو بحاجة للحديث مع شخص ما .
التعليقات