التخطي إلى المحتوى

رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس

الفصل الخامس…
(لقاء مريب، )
صرخاتها كانت تشبه بعداد الموتى، هرعت ضي للمختبر لتتخشب محلها حينما رأت أشعة تحتل بطن روكسانا لتعلو بسمتها وهي ترى بعيناها بداية تحقق حلمها الثمين، لم تكن على خطأ حينما علمت بأن أخيها مميز عن الكوكب بأكمله…
صرخت روكسانا بآلم وهي تطلع لها بغضب: ماذا فعلتي بي أيتها الحقيرة؟

أقتربت منها ضي ويدها تتحسس بطنها بذهول من تكوين الجنين ببضع ساعات! ؛ فأمرت التابعين بحل وثاقها على الفور فهى تحمل بمجهول مملكة السراج الأحمر.
ارتعبت روكسانا حينما ظهرت تلك الكائنات المريبة التي لا تراهم الا حينما تشير ضي بيديها فيظهروا على الفور، أمرتهم بأحضار الطعام الشهي لها وبعدم التعرض لها أبداً حتى تتأكد من حملها بعد حوالى سبعة أيام…

خرجوا جميعاً وضحكات ضي تشيعها لتبث القلق بقلب روكسانا التي أشتد عليها الآلم شيئاً فشيء فأخذت تجاهد للبقاء ولكن بداخلها أحساس مريب يكاد يفتك بها.

بالمملكة.
زين القصر في دقائق معدودة بمساعدة تلك الكائنات المخيفة التي تختفي وتظهر بمهارة عالية…
شعر الملك بالقلق الشديد مما سيحدث مع ملكة حوريات الجحيم فهو يعلم تفكيرها ويعلم أيضاً مهارة إبنه المحترف…
بغرفة ضي…
ولج لوكاس ليتأكد من أن الأمور على ما يرام ؛فتفاجئ بالجناح فارغ، أستدار ليغادر ليجدها أمامه والسعادة تخيم بعيناها فخرج صوته الساخر: لم أكن أعلم بأن أمر زفافك سيسعدك هكذا!

أنكمشت ملامح وجهها بستغراب: عن أي زفاف تتحدث؟.
ضيق عيناه بتعجب: ما سر سعادتك إذاً؟
أقتربت منه بسعادة وفرحة كبيرة: لقد أوشك حلمي على التحقق أخي قريباً سأتمكن من مباشرة عملي على زجة التناسل البشري حينما ت…
قاطعها حينما رفع يديه بلا مبالاة: لا يعنيني الأمر أبدلي ثيابك فاليوم هو تحقيق وعدك لى.
ظهر الغضب على وجهها قائلة بضيق: كيف ذلك؟

جلس على المقعد وعيناه قد تلونت بلهيب الغضب: وعدك بالزواج منه مقابل مساعدتي!
أسرعت بالحديث فهى تعلم بغضبه الفتاك: لم أقصد ذلك ما عنيته هو أعلم الملك بأمر الزواج؟
لمعت عيناه الماكرة وهو يناولها ذلك الوشاح الأحمر الطويل: كوني على إستعداد وأتركِ أمر الملك لى
وتركها وغادر لتكتظ غيظٍ منه.

بغرفة بيرت.
أنهى أرتداء ملابسه وتوجه إليها ليتخشب محله حينما رأى تلك الحورية الفتاكة بجمالها الجذاب فحوريات الجحيم يمتلكن جمال أخاذ.
استدارت الملكة بُوران لتجد ابنها يتأمل حوريته بأنبهار شديد فأبتسمت قائلة بخفة: يمكنك الدخول أفضل من وقفتك الحمقاء!
إنتبه له الجميع فتعالت الضحكات، ولج للداخل بتذمر من كلمات والدته ليقف أمامها بأبتسامة نقلت لها العشق بأفواه مترسلة على نغمات الريحان…

رفعت راوند عيناها بخجل لتلتقي بسحر عيناه فلمعت بشرر يعلمه بيرت جيداً ليبتسم بفرحة من رؤية شرارة العشق تلون عين حوريته.
تمسك بها ليختفي من أمامهم جميعاً ويعلن قدومه بذلك الزفاف الضخم الذي أهل بأستقبال الأمير الأصغر لملك السراج الأحمر.
توافدت الجموع لحضور الزفاف المميز وهي تتمسك بذراعيه بخوفٍ شديد من قرار الملكة رفع بيرت يده على يديها قائلاٍ بأبتسامة هادئة: لا تقلقي حبيبتي سيكون كل شيء على ما يرام.

ابتسمت ومازال الخوف يستحوذ عليها: أتمنى ذلك بيرت فأنت لا تعلم غضب ملكة الحوريات بعد…
تعالت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة في الحديث: ولكني أعلم خبث لوكاس جيداً لذا أعلم بأن الأمر سيكون على أكمل وجه
شاركته البسمة فما حدث أمام عيناها جعلها تعلم بقوة لوكاس العظيم ودهائه بالحديث.
طل الملك على الجميع فأخفضوا رؤوسهم بأحترام ووقار حتى جلس على مقعده اللامع بين الجموع وبجواره الملكة الأم وعلى يمينه زوجته الملكة…

بغرفة ضي
أنهت أرتداء الوشاح الأحمر الطويل لتنظر لنفسها بإعجاب قُطع مع طرقات لوثر …
استدارت لتجده يقف أمامها بطالة أقسمت بها على عدم رؤية محاربين من قبل، طالت نظراتها بتأمله وهو أيضاً اختطف بعض النظرات لها.

قطع لوثر حافة الصمت بأن أقترب منها قائلاٍ وعيناه تتحاشى النظر إليها: لا أعلم ما الذي فعله لوكاس ليحصل على موافقتك على هذا الزواج ولكن الأمر مازال بيديكِ بأمكانك الرفض أمام الملك وحينها لن يتمكن لوكاس من التداخل بالأمر.
شعرت لأول مرة بمعاناته فقالت بصوتٍ يكاد يكون مسموع: ولماذا لم تفعلها أنت؟

وضع عيناه أرضاً قائلاٍ بغضب مكبوت: نجح لوكاس باستخدام مكانته كونه الملك المستقبلي لعرش مملكة السراج الأحمر ولم أتمكن بعدها من رفض الأمر الملكي.
تأملته قليلاٍ وساد الحزن وجهها لم تكن تعلم أن كلماتها ستفعل به هكذا نعم كانت سعيدة بمغزلته الدائمة لها بكلماته العطرة ولكن غبائها من جعل تلك الكلمات القاسية تخرج منها ليتعامل معها لوثر بعملية دقيقة لم يتخطاها أبداً إلى الآن.

رفعت وشاحها على شعرها الطويل قائلة بتصنع اللامبالاة به: لا داعي لمعرفة والدي الملك بالأمر تزوج بي وبعدها أعدك بالتحرر ولكن لا أريد لأخي معرفة ذلك.
ضيق عيناه بشك في أن هناك أمراً خفى بينها وبين لوكاس فأشار برأسه سريعاً لتقترب منه قائلة بهدوء وثبات مخادع من لمسه: هيا أنقلني لهناك وتذكر جيداً بالتعامل الحذر أمام الجميع.

تبقي لدقائق يتأمل يدها الموضوعة على جسده ويدها الأخري الممدودة ليحملها وينتقل بها لمكان الزفاف، قطع سيل النظرات تحرك يديه ليحتضن يدها ثم تخفي ليظهر سريعاً على المقعد المخصص لهم، تطلعت لهم الملكة كثيراً بسعادة وهي ترى إبنتها تتألق بردائها الأحمر، أما الملك فلم يسغل عقله سوى حوريات الجحيم هل سيكون اليوم حارباً أم معاهدة للسلام بينهم؟..

بعيداً عن نطاق الزفاف كان يقف القائد الأعلى وولي عرش مملكة السراج الأحمر لوكاس العظيم يترقب وصول ملكة حوريات الجحيم بثقة من حضورهم ؛ فتأكد من وصولهم لذا سمح بعبورهم الحاجز سالمين كان بأمكانه حرقهم جميعاً وذلك بمثابة فرصة ذهبية للقضاء عليهم ولكن دهائه بعيداً عن ذاك الحد.

وقف يستقبل الملكة بأبتسامة ترحاب جعلتها تشعر بالأمان ليرفع يديه ويشير بمحبة: مملكة السراج الأحمر ترحب وتزداد توهجاً بملكة حوريات الجحيم.
بقيت ملامحها ثابتة لتقترب منه قائلة بهدوء: علينا الحديث لوكاس
إبتسم بمكر لعلمه بما حدث فلم يتخفى عنه شيئاً قط: أعلم ماذا هناك؟، أتركي الأمر لي.
ثم رفع يديه بأبتسامة ثابتة: سيسرنا تشريفك للحفل.
تطلعت له بصدمة من معرفته للأمر ولكن لم يمنع ذلك حسن أختيارها تلك المرة.

خطى للأمام فلحقت به ليريها مكان الزفاف الملكي وبالفعل تتبعته لتجد زفاف أقل ما يقال عليه أسطوري، سعادة إبنتها المرسومة على وجهها جعلت الفرحة تتسرب لقلبها…
راقبت عيناها الزفاف وإبنتها حتى وقعت على الملك الذي تخل عن عرشه مشيراً برأسه بوقاره العطر: المحبة والرحاب على ملكة الحوريات.

بقيت تتأمله بطوفان من ذكريات الماضي لتحتفظ بصمتها لدقائق فهي تعلم جيداً بأنه بأمكانه القضاء عليها هي وجيوشها ولكنه لم يفعلها حتى نقاط ضعفها يعلمها جيداً.
أنحنت الملكة بأحترام ليفعل مثلها الجيش بأكمله فتعلن الولاء للملك بحركتها قائلة بغموض: الولاء والمحبة لملك السراج الأحمر.
أقترب لوكاس وعلى وجهه إبتسامة نصر لوالده بأنه تمكن من ضم الحوريات لصفهم بفضل عشق أخيه الأحمق كما ظن.

رفع يديه للملكة وهو يشير على مقعد مشابه لوالده ليكون لها الأحترام المتماثل بالحفل، لم تنكر الملكة إعجابها بذكاء لوكاس ؛جلست على العرش الذي أمر لوكاس بصناعته لتنضم لهم، طافت سعادة راوند حينما رأت والدتها تحضر الحفل وتجلس على المقعد الذي يليق بها، السعادة المرسومة على وجهها جعلتها تشعر بفرحة لا مثيل لها فأستدارت بوجهها تبحث عن لوكاس لتقدم له شكراً لن يضاهي له مثيل ولكنها تفاجأت بأختفائه عن الزفاف ربما لا تعلم بأنه على وشك الوقوع بمجهول سيجعل ذاك القلب يتمرد ليجعل المحال حقيقة…

وقف الملك وأقترب من بيرت و راوند ليرفع صوته أمام الحشود قائلاٍ بفخر: أعلن أمام الجميع زواج إبني الأمير بيرت على إبنة ملكة الحوريات راوند
تعالت الصيحات حينما أعلن الملك الزواج ووضع قلادة تحمل شعاع المملكة على عنقها لتتطلع له بفرحة ممزوجة بدموع السعادة ليعم السلام بين المملكتين وأكتملت بأعلان ضيافة المملكة لحوريات الجحيم لسبعة أيام متتالية تنعم بهم الحوريات بكرامة الضيافة…

كما أعلن زواج إبنته الأميرة ضي على قائد الحرس الملكي لوثر ومنحه سيفٍ مميزاً للغاية يلمع بشعار المملكة ليعم الأحتفال على الجميع وتعلن البهجة أسوار المملكة…

تململت لينا بتكاسل ففتحت عيناها لتجده مستند برأسه على الحجر، عيناه مغلقة ويديه تحتضنها بقوة وخوف التمسته لينا فأبتسمت بحب، فتح كيفن عيناه ليجدها تتأمله فأبتسم قائلاٍ بنوم: الخروج من هذا الكوكب اللعين أولى من تأملي
تعالت ضحكاتها لتعتدل بجلستها قائلة بسخرية: التفكير بالخروج هي أمنية ثمينة الواقع نهايته الموت كيفن
تحولت ملامحه للغضب: لن أسمح لهم بأيذاكِ عليهم أن يتخطوني ليتمكنوا من ذلك.

احتضنته قائلة برعب ودموع: أحبك كيفن
شدد من أحتضانها بأبتسامة بسيطة: أعلم ذلك
لكمته بصدره بغضب لتعلو ضحكاته فشاركته بأبتسامة هادئة…

بالمختبر…

تحرر يدها جعلها تنبش للخروج من ذلك المعتقل، أقتربت من الحجارة وحاولت أن تحركها بيأس يطوف بها فكيف لها بتحريك حجارة هكذا؟ ولكنها صعقت حينما أنهارت أمامها كأنها ورقيات صغيرة!، لا تعلم بأنها قوة مستمدة من ما تحمله بأحشائها! لم تمنح ذاتها وقتٍ للتفكير فركضت بسرعة جنونية حتى تحظى بالنجاة من ذلك القبر المخيف، بحثت بعينيها الباكية عن طريق للخروج أو طريق تتمكن منه بأنقاذ فريقها ولكن الطريق مظلم ومخيف للغاية، لم تجد حلا سوى الركض فمن المؤكد وجود طريق للخروج…

أزداد الظلام وشهقات بكائها ترتفع شيئاً فشيئاً، أنقبض قلبها فوقفت بمحلها تبكى برعبٍ، لا تعلم إلى أين تمضي؟ أو ماذا ستواجه بذلك الطريق المميت؟
توقفت محلها حينما شعرت بوجود أحدهم بالمكان فحاولت التراجع ولكن الظلام حائل عليها، تفاجأت بضوء أصفر خافت يظهر بركنٍ مظلم فيبرز لها تلك الأحجار الفريدة من نوعها، بدأ الضوء يتضاعف ومعه يزداد خوفها…

أعتادت على الإضاءة القوية لتصعق حينما رأت أحداً ما يقف على بعد ليس ببعيد عنها، جسد ممتد بالعضلات القوية، تحاوطه هالة من الأشعة الصفراء الخاطفة للاهتمام، ملامح وجهه ليست مخيفة كمن رأتهم من قبل، وجهه شديد البياض وعيناه بلونٍ عجزت عن تحديده من تلك الأشعة المضيئة بقوة، تراجعت روكسانا للخلف بخوفٍ شديد حتى تعثرت بشيء ما لم تتعرف عليه بفعل الظلام فنزفت يدها لترفعها سريعاً وتتفحصها بألم تحول لفزع حينما رأت هذا الكائن أمام عينيها لا يفصلهما شيء!

شعرت برجفة تحاوطها وهي تحاول التراجع للخلف لتجد حاجز قوى يمنعها من الحركة فلم يكن سوى قوة لوكاس لجعلها هادئة!

إنسدلت دموعها برعبٍ حقيقي فأغلقت عيناها تستلم لموتها القاسي المحتوم، أما هو فكان بحالة غامضة له!، يتأمل تلك البشرية بفضول كبير، ليست تلك المرة الأولى التي يرى بها بشراً! ولكن تلك الفتاة بها شيء ما يجذبه إليها، ليست ملامحها الصغيرة ولا جسدها الضئيل أمام قوة جسده العملاق، ربما لا يعلم بأن ما يجذبه إليها ما تحمله برحمها!

فتحت عيناها برعب لتجده مازال يقف أمامها ولكن القيد الخفي على جسدها محرر بأكمله ؛فوقفت سريعاً وحاولت الابتعاد عنه أو الركض ولكنها صرخت بألمٍ وهي تحتضن بطنها بقوة، تعجب لوكاس من صراخها القوى وزادت دهشته حينما حاوطت بطنها أشعة صفراء تنتمي له. نعم لم يملك تلك الأشعة المميزة سواه!
صعق للغاية فوقف متخشباً لثواني لم يعلم بها ما عليه فعله، أينهي حياتها؟، ولكن ما سر تلك الأشعة المشابهة له؟

أستدعى لوكاس أحد تابعيه الذي ظهر على الفور وأشار له بأعادة تلك البشرية للمختبر على الفور ثم أمر الأخر بأستدعاء ضي…

أنتهي الزفاف وتخفى كلا منهم مع عروسه حتى الملكة صعدت بأستضافتهم للجناح المخصص بها.
بقاعة المملكة.
جلس الملك والغضب ممتد على وجهه وهو بانتظار لوكاس ليوضح له ما يحدث؟
وما هي الا ثواني معدودة حتى ظهر أمامه معلناً التحية ليجد الملك الذي تخل عن العرش الغضب الجامح: هيا أخبرني سريعاً لما طلبت أستضافة الملكة وأعوانها سبعة أيام؟

رفع لوكاس يديه لمن بالقاعة فأنصرفوا على الفور ليتحدث هو بثبات: فعلت ذلك لأضمن ولاء الملكة وأتباعها
لبث الأهتمام عين الملك: وكيف ستعلم ذلك؟
إبتسم لوكاس قائلاٍ بخبث يضاهيه: أن كانت الملكة على تحالف مع لومان لن يحاول مراسلتها ولكن أن كانت معانا سيحاول بشتى الطرق الوصول إليها
قاطعه الملك بستغراب: ولكنه خطف أبناءها ليضمن ولاءها له؟
إبتسم بمكر: ربما ما فعله يستحق ذلك.

ضيق الملك عيناه بعدم فهم ليكمل بمكر: الولاء من أتباعها أمراً مؤكد وخاصة أن تلك المدة تكفى للأيقاع بقصة حبٍ لا مثيل لها مع جنود السراج الأحمر ليصبح الخوف الأكبر هو خسارة الحبيب، لن تسمح الحورية منهما بأن تخسر حبها بسهولة لذا ستحارب بقوة وشجاعة لحمايته وحماية مملكته
جلس الملك على عرشه بزهول: حقاً لوكاس أنت تمتلك عقلا كارثي.

إكتفى لوكاس بأبتسامة بسيطة للغاية ليقطعه تذكار الملك بما حدث: أخبرني بأمر زواج ضي
خرج صوته الجادي الثابت: أنت تعلم جيداً أن لوثر يعشقها حد الجنون وهو من سيتمكن من حمايتها
إبتسم الملك قائلاٍ بتأييد: لذا لما أعارض زواجهم
وتركه قائلاٍ ببعض التعب: سأتركك الآن أشعر ببعض الإرهاق
أحنى رأسه بوقار: تفضل مولاي الملك.

وبالفعل تخفى الملك سريعاً ليظهر أمام جناحه ولكنه تفاجئ بها بأنتظاره، أقترب منها قائلاٍ بابتسامة هادئة: كيف حالك ريلام
ابتسمت الملكة قائلة بهدوء مخيف: أشعر بالتحسن لمعرفة ما حدث منذ سنوات
علم الملك بما تقصده فقال بتوتر: أنا.
قاطعته قائلة بثبات: أعلم شون ورأيته بعينى لم أحزن لرؤية الحب لزوجتك الجميلة كل ما أسعدني بأنك جُبرت على تركي ظننت بأنك من تعمد ذلك ولكن لوكاس أخبرني بأن والدك الملك من تسبب بهذا.

أعجب الملك بقيم تلك الحورية التي لم تخسرها بعد، لم ينكر حبها المختبئ بداخل قلبه النابض ولكن إخلاصه لزوجته هو ملاذه، أسترسلت ريلام حديثها قائلة بصدق ألتمسه الملك: سأكون لجوارك بالمعركة لن أدع لومان يفوز أعلم بأنك ستتمكن منه ولكن أسمح لي معاونتك فما فعله جعل النيران تنغرس بقلبي
إبتسم الملك قائلاٍ بترحاب: سيكون شرف لجنودي وفخر لي أما عن أبنائك فلا تحزني لوكاس سيتكفل بالأمر.

هامت عيناها به فقالت بتعجل: حسناً سأذهب الآن.
أكتفي بإشارته لها فغادرت لجناحها بصمت.

بالمختبر.
ولجت ضي بعدما أخبرها التابع بما حدث لتجد الآلآم اشتدت عليها بقوة وهي تصرخ من الألم، صعق لوثر مما يرأه فصاح بغضب: ما الذي يحدث هنا؟
لم تجيبه ضي وهرولت تبحث عن مسكن يتمكن من تخفيف آلمها فمن الواضح لها بأن تجربتها باتت بالنجاح حتى من قبل الموعد المحدد لنتيجته.

حقنتها بمسكن قوي للغاية ولكن المحاولات باتت بالفشل فصراخ روكسانا أشتد أضعافٍ مضاعفة جعلت القلق يتسرب لضي فهى لن تحتمل قوة ذلك الكائن…
حاولت أستجماع عقلها بشيء من التفكير ولكن صوت لوثر يجعلها تفشل بنهاية المطاف لتصرخ بغضب: أرجوك لوثر دعني وشأني
أجابها بعصبية شديدة: ليس قبل أن أعلم بما يحدث هنا. ألم تكتفى من تجاربك الحمقاء التي كادت أن تتسبب للمملكة بالهلاك؟

زفرت قائلة بغضب: أتركني الآن وسأشرح لك فيما بعد
رمقها بنظرة غاضبه ثم تخفى من أمام عيناها لتقترب منها وتحاول مساعدتها فعليها النجاح مهما كلف الأمر…

بمملكة الجحيم.
صاح بغضبٍ عاصف: كيف حدث ذلك؟
أجابه التابع بتأكيد: كما سمعت مولاي الملك حتى أن الملكة ريلام ستكون بضيافتهم سبعة أيام
تزلزل القصر بغضبه وهو يشدد من قبضته قائلاٍ بوعيد: لوكاس أعلم بأنك من تمكن من ضم الحوريات لك ولكن لن تتمكن من القادم أعدك بذلك.
ثم رفع يديه لتابعيه: أقتل أحد أبناءها وأرسالها لها كتهديد للقادم.
أنحني قائلاٍ بأبتسامة ماكرة: كما تريد.

بغرفة لوكاس…
صراخها مازال يستمع إليه، فضوله بمعرفة بما يحدث معها جعله يتنقل للمختبر اللعين من وجهة نظره ليجدها مازالت تصرخ بقوة وتلك الهالة الصفراء مازالت تحيط ببطنها…
فزعت ضي من وجوده فظنت أنه سيقتلها كما يفعل ؛ فوقفت أمامه سريعاً تحميها بذراعيها قائلة برعب: لن أسمح لك بذلك. فحلمي أصبح قريب للغاية.

ظل ثابتاً بطالته ليخرج صوته بغضب: وجود تلك الكائنات خطر عليكِ ضي فهذا المرض اللعين ينجح بقتلنا.
أجابته بإصرار: لا تقلق أخي لن أدع هذا يحدث مجدداً
رمق روكسانا بنظرة متفحصة ليقول بصوتٍ فضولي: ما بها؟
حل الحزن ملامح ضي: لا أعلم ولكن أعتقد بأن الجنين يفوق قوتها
صعق لوكاس ليردد بصدمة: جنين!
ابتسمت بتأكيد: أجل أخبرتك من قبل بأنك مختلف عن الجميع.

تلونت عيناه بجمرات الغضب فتراجعت للخلف قائلة بارتباك: أخبرتك من قبل ما بك؟
أقترب منها ولون عيناه القاتمة لا توحي بالخير: ظننت أنها ستحظى بالفشل المعتاد
قطعته بسعادة: ولكنها نجحت والمذهل في الأمر حدوث كل ذلك في أول ساعات!
بكت روكسانا وهي تتأملهم فوضعت يدها على بطنها بآلم يتضاعف فصرخت بقوة جعلتهم يكفوا عن الحديث وينتبهوا لها.

أقترب منها لوكاس بضيق من أنها تحمل جزءٍ منه بداخلها فصعق حينما رأى ما يحدث، لم يكن حال ضي أقل منه بل أزداد أضعافٍ وهي تري هذا الرابط الذي ربط بين جسد لوكاس بالجنين الذي بدأ طاقته بالتضاعف حتى صراخها بدأ بالهدوء عن ما قبل…
تطلعت له ضي قائلة بفرحة لمعت بالدموع: أقترب لوكاس.

أنصاع لها وأقترب لتتزايد الأشعة المتوهجة على بطنها فرفعت ضي يد لوكاس ووضعتها على بطن روكسانا لتهدأ حينما شعرت بزوال آلمها النهائي وغاصت بنوم عميق لم تذقه من العناء.
تطلعت له ضي قائلة بفرحة: يستمد طاقته منك!
رفع عيناه المجفلة من الغضب الجامح: أتمنى أن أقتلع عنقك
وكاد أن يرفع يديه ولكنه صعق حينما شعر بتحرك شيئاً تحت يديه جعله يشعر بشئ لم يختبره من قبل…

إبتسمت ضي لثقتها الآن بأنه لن يتمكن من إيذائها ولكن مع وجودها ربما سيقتلها فغادرت على الفور…
جلس لوكاس جوارها ومازالت يديه موضوعة على بطنها فطافت عيناه تلك الفتاة الضئيلة الحجم بملامحها الصغيرة.
رفع يديه الأخري يتلامس خصلات شعرها البني بأهتمام بدأ بعيناه ربما لا يعلم بأنها مجهول غامض له.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *