لفصل الثالث
عندما تنتهى السبل ، عندما يقف المرء عاجزاً أمام مشيئه القدر ، عندما تجبرنا الظروف على تحمل ما لا نطيق ، ننشد طرق قد لا تنتهى بنا الى وجهتنا ولكننا نتحرك مكرهين صوب المجهول !!
بعقل غائب تنظر للورقه بيدها ، تطالع الرقم المدون بهاx ، ألاف الأفكار تطرق عقلها ، لا تستطيع تقبل ما سمعت
نظرت للباكيه أمامها بأسي ، ماذا يدفع بإمرأه مثلها لذاك الطريق ومن هذا الوحش الآدمى الذى يدفع بزوجته لموقف كهذا ، ربتت على كتفها وهمست
ليلى : متآخذنيش يا ست ندى انتى ازاى تخليه يعمل فيكى كده ثم أردفت بحقد : واحده زيك ألف راجل يتمنى ضوفرها ومن غير عيال كمان ثم تشدقت وهتفت بسخريه : كنتى تعالى شوفى المحروس طليقى الى كان هيموتنى علشان عاوزة أخلف
نظرت لها ندى بحزن ، دموعها تنساب دون وعي منها وأردفت : حقه يا ليلى مش من حقى ألومه
ليلى بانفعال : جاته كسر حقه ثم أضافت بشراسه : بصى يا ست ندى كلامك على راسي بس الراجل ده انا لو شوفته هاكله بسنانى
إبتسمت ندى من بين دموعها وأردفت : انتى طيبه أوى يا ليلى ولو مكانش انتى هيتجوز غيرك ويمكن من غير علمى تانى ثم أضافت بتوسل : هتساعدينى ؟
ليلى بتوتر : ا انا محتاجه فلوس المستشفى آآه بس ….
قاطعتها ندى : من غير بس انا هدفعلك فلوس التحاليل كمان علشان نتأكد ان معندكيش موانع للحمل
ليلى : مش عارفه أقولك ايه
ندى : متقوليش فكرى ثم اشارت للورقه بيدها وأردفت : ورقمى معاكى هستنى تليفونك وحساب المستشفى انا هدفعه وانا ماشيه متشيليش هم
ثم اضافت بنبره متوسله : بس فكرى كويس
أومأت لها ليلى فابتسمت ندى بامتنان واردفت : هروح انا للدكتور
————————————————
فى احد الشقق السكنيه الفاخره
نظرت لذلك الواقف امامها موليا ظهره لهاx بحزن وهتفت ودموعها تسبق كلماتها
مها : يعنى إيه يا ماهر الى بتقوله ده انا ممكن أموت فيها
إلتفت لها وهتف بلا مبالاه : والله دى مشكلتك مش مشكلتى ثم أشار بيده لبطنها وأردف : الى فى بطنك ده ينزل وانا جدعنه منى هقولك عنوان الدكتور الى بيعمل العمليات دى
نظرت لذلك الواقف أمامها بذهول لا تصدق ان ذلك البغيض هو حبيبها الحنون رقيق المشاعر الذى أمطرها حبا وغزلا حتى وقعت كفريسه فى شباكه
ماهر بسخريه واضعا يده فى جيوب بنطاله : إيه صورتينى كام صورة
نظرت له بغيظ وهتفت : انا مراتك انت ازاى تعمل معايا كده
إبتسم بسماجه وتحرك الى غرفه جانبيه وعاد ممسكا بورقه العقد العرفى فى يده وأردف ملوحا بها
ماهر : مش هى دى الورقه الى مصدعانى بيها أهى ثم أبتسم وهو يمزق الورقه وكأنه يستمتع بفعلته تلك
اندفعت نحوه بانفعال هاتفه من بين اسنانها : هموتك قبل ما تفضحنى انا وأهلى
أمسك يدها قبل ان تصل له وثناها خلف ظهرها وقربها منه هاتفا باشمئزاز : ده على اساس انى ضربتك على إيدك ثم غمزها بوقاحه واردف : ما كله كان بمزاجك ولا إيه ؟
نظرت له بحقد واردفت : انت حيوان انا مراتك
أستوقفها باشاره من يده مصححا : عرفى
مها : يعنى إيه ؟
ماهر باستخفاف مشيرا للورقه الممزقه على الأرض : يعنى الى بينى وبينك كانت الورقه دى … وقطعتها
مها من بين اسنانها : انت حقير
قهقه باستمتاع ثم دفعها حتى سقطت أرضا … وضع يده فى جيبه بنطاله ثم رمى لها بورقه وأردف : ده عنوان الدكتور ويلا يا شاطره من هنا
إمتلأت عيناها بالدموع ولازالت ناظره له باستجداء فاردف صارخا مشيرا للباب : قولت بره
لملمت بقايا كرامتها المهدوره تحت قدميه وتناولت حقيبتها ووقفت ناظره له
نظر لها ثم للورقه واردف : لمى الى وقع منك وبالسلامه متورينيش وشك تانى
بأيدٍ مرتجفه إنحنت أمام قدميه وتناولت الورقه وخرجت
————————————————
جالسه بغرفتها تطالع صفحتها الشخصيه على موقع التواصل الإجتماعى تويتر تدون تغريده جديده
(مأساه حقاً ان تكونى انثى فى مجتمع شرقى فالبعض يراكى مجرد وسيله للإنجاب لا أكثر ، سلعه تباع وتشترى فى سوق الجوارى ، لا كيان لها سوى من خلال ذكور نصبوا كأولياء أمورها ، مجرد كيان تابع وجب عليه الطاعه وحرم عليه الخطأ ، بينما الرجل وكأنه منزه على كل خطأ ، سيد المجتمع ومالكه ، عندما يخون فالذنب علىx المرأه ، وعندما يتجبر فلتتحمله المرأه ، عزيزتى لقد ألقى على عاتقك مسئوليه حمايه البيت من الدمار بغض النظر عن مشاعرك كأنثى
قد يرانى البعض متعسفه ضد الرجال ولكن الحقيقه تعسفى ضد أفعال بعض الذكور وسلاماً على الرجال) .
نظرت حلا لما خطته يدها برضا وفركت بين عينيها بإرهاق ثم أغلقت حاسوبها وتوجهت الى سريرها مناشده النوم
————————————————
شاحبه كالأموات تجلس على سريرها محتضنه قدماها ، تذرف دموع القهر وتعض أصابعها ندماً على غالٍ فرطت به بأرخص الأتمان ، على كبرياء دهسته الأقدام ، وعقل غيبته بضع كلمات زائفه رفعتها لعنان السماء وها هى تلقى بها وحيده حامله لذنب لم تقترفه وحدها .. ووحدها هى الملامه به
تستحق ما أصابها ، تلعن نفسها وغبائها ألف مره ، واستسلامها وخضوعها آلاف المرات تنعى أباً بين أيادى الرحمن دنس إسمه بسببها
تحركت كتمثال آلى وأمسحت بحقيبتها ، بعثرت ما بها على الأرض وركعت تبحث عن ظالتها
تناولت مها الورقه بين أناملها وهتفت محدثه نفسها : مفيش حل تانى قدامى يا إما أخلص من الى فى بطنى يا إما أموت ويموت عارى معاياx
————————————————
للمره الثالثه تدلف للحمام فى خلال ساعه واحده ، إعتدل فى جلسته ونظر لباب الحمام المغلق الذى إختفت خلفه منذ قليل والأفكار تتلاعب بعقله
خرجت من الحمام واقتربت من الفراش فنظر لها بتساؤل
محمد : مالك يا ندى انا واخد بالى دى تالت مره تدخلى فيها الحمام فى ساعه واحده ودى مش أول مره تحصل ثم أردف بتساؤل : انتى كويسه ؟
ندى بسخريه : ياااه واخد بالك مره واحده عموما انا كويسه
محمد بشك : فى ايه يا ندى
ندى : ولا حاجه ثم أشارت لجهاز الحاسوب المتوسد قدمه واردفت : كمل شغلك انت انا هنام
إقتربت من الفراش وتمددت ثم أولته ظهرها
نظر لها بشك ثم أغلق جهاز الحاسوب ووضعه بجانبه واقترب منها هامساً : تحبى تروحى للدكتور
ندى وقد ترقرقت العبرات فى عينيها و هى لازالت على وضعيتها تلك : لا ملهوش داعى
قبل كتفها ومسح على شعرها بحنان ثم أردف وهو يعدل من نومتها لتصبح مقابله له : طب موحشتكيش
نظرت له قليلا بصمت ثم أولته ظهرها من جديد وهتفت : وحشتنى بس عاوزة انام تصبح على خير
نظر لها بحيره واردف : براحتك يا ندى وانتى من أهله
زفر بضيق ثم تناول حاسوبه مكملاً عمله …
لم تنم وكيف للنوم أن يزورها وهى تنتظر رد ليلى والذى سيؤلمها على أيه حال رفعت عيناها وهمست : ياارب الصبر
————————————————
جوووووون
هتف بها باسم مصفقا بيده فى حين ينظر بجانب عينه لأخيه مردفا : لا لا منظرك بقي وحش اووووى انتوا بتلعبوا ليه اصلا
نظر له نادر بغيظ وهتف : انتوا الى لعبكوا كله غلط دى تسلل ازاى الحكم الغبى ده حسبها جون انتوا اصلا بتكسبوا بسبب الحكام
قهقه باسم ونظر لوالدته المستمتعه بالجدال الكروى الدائم فى بيتها وأردف : شايفه يا بطه ثم إقترب منها محتضناً كتفها وأضاف مشيرا لأخيه : الأستاذ نادر بيقول اننا بنخم وبنكسب بالحكام
فاطمه بابتسامه حنون : يابنى انا مبفهمش فى الكوره ثم أردفت ضاحكه انا بتفرج عليكوا انتوا
أشار له نادر بسخريه وأردف : اهو اتفضل يا سيدى أمك بتتفرج علينا ثم إقترب بدوره من أمه وهتف مقبلا وجنتها خلاص بقينا فرجه يا بطوط ينفع كده
ضربته على كتفه بمزاح : انا أعمل الى عاوزاه يا ولد
نادر متصنعا الحزن : ولد حرام عليكى يا بطوط ده انا كلها سنه وأتخرج ثم تنحنح وأردف : إحم وابقي جناب المحاسب على سن وقمع
ضحك كل من باسم وأمه على مزحه أخيه ثم نظر حوله وأردف : امال فين هاجر
فاطمه : بتذاكر فى أوضتها انت عارف الثانويه وقرفها
ربت على كتف والدته وأردف : ربنا معاها ان شاء الله هتبقي دكتورة أطفال زى ما هى عاوزة
فاطمه : يااارب ثم إعتدلت ناظره له وأردفت : وانت ؟
باسم بتساؤل : أنا إيه ؟
قهقه نادر واردف : إعمل من بنها أعمل بس على مين كان غيرك أشطر
نظر له باسم بتوعد فرفع يده باستسلام وأردف : على إيه الطيب أحسن ثم نهض مغادرا الغرفه
فاطمه بجديه : رد على سؤالى
زفر باسم بضيق واردف : هو بمزاجى يا بطه مهو مفيش
فاطمه بتساؤل : هو ايه الى مفيش ؟
باسم بتوضيح : مفيش يعنى واحده فى دماغى
فاطمه باستنكار : مهو طول مانت عايش فى الماضى عمرك ما هتعرف تتجوز يابنى إنسي بقي أهى راحت لصاحب نصيبها
تقلصت ملامح باسم وهتف بضيق : ملهوش لازمه الكلام ده يا ماما
فاطمه : طالما قولت ماما تبقي زعلان
باسم وقد لانت ملامحه : مبعرفش ازعل منك يا بطه
فاطمه : طب ريح قلبى بقي
وقف باسم مقبلا راسها : حاضر يا بطه ثم إنصرف الى غرفته
أغلق الباب خلفه وجلس على حافه سريره ثم فتح هاتفه وقلب فى الصور حتى وجد مبتغاه .. تلمس شاشه هاتفه وهمس بأسي ربنا يسامحه أبوكى
————————————————
طرق باب الغرفه فتوجهت لتفتح الباب
نظرت ليلى للواقف أمامها بذهول .. ذلك الوقح كيف يجرؤ على القدوم بعد ما قال !
نظرت لوالدها من خلف كتفها ثم أعادت نظرها له وهتفت محدثه والدها وهى تدفعه فى صدره لخارج الغرفه : شويه وجايه يابا دى الممرضه عاوزانى
أومأ لها والدها بإرهاق . فخرجت وأغلقت الباب خلفها
نظرت له والشرر يتطاير من عيناها وهتفت من بين أسنانها : إيه الى جابك ؟
مصطفى مقتربا بخبث : جايلك يا قمر
دفعته وهى تتلفت حولها وهتفت بانفعال
ليلى : انت اتجننت يا راجل انت إمشي إطلع بره أمى مش هنا وأبويا زى ما انت شايف
غمزها وأردف : طب ما انا عارف ان أمك فى البيت أمال انا جيت ليه
ليلى : جيت ليه ؟
مصطفى متفحصا لها بوقاحه غارزا أسنانه فى شفته السفلى : علشان نتفق
أعتصرت قبضتها حتى إبيضت سلامياتها وأردفت وقت علا صوتها : مفيش بيننا اتفاقات يا راجل يا ناقص يالى معندكش دم وكلمه كمان وهلم عليك أمه لا إله الا الله
كور قبضته بغيظ ثم تلفت حوله وخبط الحائط بجانب راسها وأردف بوعيد : انا ماشي بس هرجعلك تانى .. وتركها وانصرف
أسندت رأسها على الحائط وسقط عنها قناع القوة وصرخت الأنثى بداخلها …..
انتى كويسه
نظرت لمحدثتها التى ما كانت سوى الممرضه المسئوله عن حاله أبيها … أومأت برأسها ثم نظرت ليد الممرضه ولمعت عيناها فجأه وهتفت
ليلى : معلش يا أوختى ممكن بس أعمل مكالمه من تليفونك
إبتسمت لها الممرضه وناولتها الهاتف مردفه : إعملى مكالمتك على ما أدى لوالدك الدوا ثم تحركت منصرفه فاستوقفتها ليلى
ليلى مناوله لها الورقه : معلش أطلبيه انتى انا مبعرفش فى التليفونات دى
تناولت الممرضه الرقم وطلبته لها وانصرفت
وضعت ليلى الهاتف على أذنها وضربات قلبها تعلو … فتح الخط
ليلى : انا ليلى يا ست ندى .. انا موافقه
التعليقات