رواية الهجينة الجزء الثاني للكاتبة ماهي أحمد الفصل الخمسون
كان فريد يقود سيارته ولكن عقله ذهب في جوله للمواجهه التي تمت منذ قليل مع ياسين ومع هذه الجمله تحديداً. حاول فريد انتزاع ورقه الزواج من يد ياسين ولكنه فشل في انتزاعها من كف يده فنطق ياسين متهكماً:
لو هسمح لحد يشوف ورقه جوازنا فا أگيد مش هيبقى أنتَ.
تطلعت مشيره الى ياسين وقد انكمش حاجبيها بريبه تطلب اجابه عما يحدث ولكن تلك النظره التي اصابتها من ياسين كانت الأسرع حيث فرضت على مشيره الصمت طالعت شمس تلك المتشبثه بكف يدهُ فكانت نظراتها لها ليست إلا ناراً وشراراً تشتعل في الخفاء تنظر إليها نظرة مفترس يترقب فريستهُ كان الجميع مصوب نظراتهم اليهم كالسهام لا تستطيع عقولهم استيعاب ما يحدث يطالع احدهم الأخر بنظرات من الجلي معرفه بأنها نظرات عدم رضا.
هبت زُهره واقفه تحاول أن تستوعب ما يحدث ولكن أنهتها الخاله عن فعل شىء أمام الحضور قام والد فريد وهو ينظر هنا وهناك بعينيه فوجد جميع من بالمكان ممسك بهاتفه ويقوم بتصوير ما يحدث ضغط على أسنانه ولكنه حافظ على ثباته الأنفعالي زرر چاكيث بدلته السوداء يستعد للرحيل فأوقفه فريد ينطق بقهر وهو يرى والده يبتعد ناحيه الباب: بابا أنتَ هتسيبني كده احنا لازم نعلمه الأدب شمس دي بتاعتي. شمش ليا مش لغيري.
قاطعه ياسين وهو يقترب منه وجعل كل من بالغرفه يوجه أنظاره عليه يطالعه بتحدي وهو يقول: شمس من اللحظه دي بقت عقيده محرمه على أمثالك
عاد والد فريد يقترب من ياسين بنظرات مشتعله لو كانت ناراً لأكلت الأخضر واليابس تصنع البسمه على وجهه وهو يقول بهمس: أنا صحيح مكنتش موافق على الجوازه دي بس وحياه القهره اللي شرخه قلب ابني وشوفتها في عيونه لا هخلي المو ت من ضمن احلامك اللي مش هتعرف تحققها في يوم.
هنا حيث ظهر على وجه ياسين تقاسيم مسترخيه على عكس ماتوقعه والد فريد فقد انتظر غض به وثورته على ما قاله ولكنه لبس قناع البرود وهو يقول باستفزاز مع ابتسامه ساخره زينت ثغره: إن شاء الله. مستني.
طالعه والد فريد الذي اشتعلت ثورته من هذا المتبجح الذي يتحدث معه بطريقه لا تتناسب مع مركزه يراقب الحضور بعينيه وهو يحاول تنظيم تنفسه رحل ومن خلفه والدة فريد وهي تقول بصوتٍ عالِي نسبياً عل صوتها يصل إليه: استنى يادمنهوري خدني معاك
أشارت برأسها بنبره صارمه الى فريد قائله: يلا بينا يافريد
فأجاب يحثها على الأنتظار: استني ياماما ماتمشيش.
عاد يطالع ياسين بعيون ثابته تابعها بقوله: هتندم. أنتَ ماتعرفش ايه اللي مستنيك لو تعرف كنت فكرت ألف مره قبل ما تعمل حركه زي دي
فأجاب بما هو بعيداً تماماً عن سؤاله يشير الى والدته بعينيه: ماما حلوه يافريد
تسارعت أنفاسه وهو يخبره بقهر: انا عايزك تفرح بنفسك دلوقتي عشان هتزعل عليها بعدين
طالعه ياسين وتحدث بنبره ذات مغزى أدت دورها جيداً في جعل فريد يستشيط غضباً: أتكل.
كلمه واحده فقط قالها ببطىء شديد وهو يشير برأسه ناحيه الباب يحثه على الخروج فطالعه
فريد بنبره تحمل من التوعد ما يكفي: بكره تشوف يا ياسين
جذبته والدته من مرفقه تحاول اخراجه للخارج قائله: ماتحرقش دمك مع ناس زي دول لا هما مننا ولا من مستوانا
استدار ياسين بجسده يطالعها وقال بابتسامته الماكره: نورتي ياطنط كان نفسي افرحك بابنك بس مبسوط انى معرفتش افرحك.
مما ادى الى اشتعال ثوره فريد ووالدته تجذبه من ذراعه وهو يقول: أنا هوريك. انا هندمك. انا هخليك تشوف النجوم في عز الضهر، انا
صفق ياسين بيديه في حركه مسرحيه وهو يقول ساخراً: ماشي يا ابن الأحبه
طالعته والده فريد بغضب فاصطنع ابتسامه مزيفه وهو يقول: الغاليين طبعاً. الأحبه الغاليين
رحل فريد وترك المكان ولم ينطق بحرف بعدما رحل. الصمت اصبح رفيقه الاول والغضب رفيقه الثاني.
افاق فريد من تلك الذكرى التي حدثت منذ دقائق على صوت والده يستغيث بصوت مرتفع:
حاسب. حاسب يافريد أنتَ كده هتموتنا.
أستفاق فريد من ذاكرته يضغط بقدمه على دواسه الوقود بقوه ولكن دون جدوى فقد اصطدم بجرو صغير على الطريق هبط من السياره يصفع الباب من خلفه يرى ما الشىء الذي قام بالأصطدام بهِ فوجده جرو غارق بدمائه جلس القرفصاء بجواره لم تعد تتحمله قدماه يتكىء بظهره على السياره وهو يبكي. يبكي بحرقه عما حدث فهبط والداهُ من خلفه فقامت والدته باحتضانه تراهُ يبكي من جديد فدمعت عيناها وبدأت بقول:.
قولتلك من زمان يافريد البنت دي مش عايزاك ولا عمرها حبيتك بس أنتَ ماسمعتش كلامي
طالعه والدهُ بنظرة استحقار مما يفعله بنفسه قائلاً:
أخس على الرجاله حته بت فلاحه مالهاش لازمه تعمل فيك كده. تعمل في فريد ابن الدمنهوري وزير الداخليه كده. قوووم. قووم اقف على حيلك ولو ماجيبتهاش راكعه تحت رجليك وجييتلك الواد ده يبوس جزمتك مابقاش الدمنهوري.
انتعشت روح فريد وكأن عادت إليهِ الحياه عند سماع حديث والده وقد عاد الأمل لهُ يقول وهو يقف على قدميه:
بجد يابابا. بجد مش هتتخلى عني
أشار لهُ والده بالأيجاب يتابع بقوله:
الأيام دي في حركه تنقلات في الوزاره والعين مفتحه عليا حبتين اصبر عليا شويه لحد ما ابقى في الوزاره الجديده واياك ثم اياك تعمل أي شىء قبل ما ابقى ضامن انى من ضمن الوزاره الجديده وقتها بس هجييهولك راكع
تطلع لوالده وهو يقول بقهر:.
وانا لسه هستنى يابابا. وافرض مكنتش من ضمنها هنسيبه
فأكد عليه والده بقول:
انا ماقولتش اني هسيبه بأي حال من الأحوال بس لازم نستنى اليومين دوول انا محطوط تحت المكرسكوب الايام دي و اي شوشره عليا هطلع منها خسران
أخذ يربت على كتف ابنه مسترسلاً حديثه ينطق كلماته الأتيه ببطىء:
اصبر يافريد. الصبر حلو يابني
–.
ما زال الحضور و كذلك المأذون الجالس على الأريكه في صدمه مما حدث أما عن ياسين فبمجرد رحيل فريد تأفف بأنزعاج، فكل شىء يضغط على أعصابه أكثر.
مدت شمس كفها وقبضت على ستره ياسين من الخلف كانت تنتفض من نظراتهم الملامه على ما حدث تحاول الهرب بعينيها من نظرات الجميع وبالأخص نظرات والدتها لها فاختارت أن تختبىء خلف ظهره تشعر بالأمان بوجوده ذلك الأمان الوحيد الذي نشعر به في لحظات خوفنا. وكأنه سد منيع بينهم وبينها وقد قطع صمتهم الرهيب صوت الخاله وقد اقدمت على الحديث:.
كتب الكتاب واتكتب واليوم وخلص. مشكور كل واحد جه وبارك نردها لكم في افراحكم، وواجب كل واحد فيكم هيتردلكم يارجاله في يوم.
خرجت كلمات الخاله حاسمه لهذا الموقف فغادر كل من بالمنزل من خارج عائله ال صاوي ومع خروج أخر شخص من المنزل أشارت الخاله بعينيها الى حسان تحثه على غلق الباب خلفه أسرع حسان لغلقه واصبحوا بمفردهم من جديد اقتربت زهره من شمس وهي تصيح بنبره لاذعه. نبره متهكمه ضربت ياسين في مقتل سائله ابنتها بقول:
ياسين اعتدى عليكي يابت المهدي؟
بانت الصدمه على ملامح شمس دون ان تنطق فرد ياسين وكان رده ينم عن وجع كبير من سؤالها:
أنتِ اتجننتي يازهره. أنتِ بتقولي ايه؟
اعترضت زهره بقولها على كلامه بنبره ساخره من طريقه حديثه:
ايوه. ايوه اتصنع البراءه اللي في عينيك واكنك معملتهاش عشان تغصب بنتي انها تتجوزك، تقدر تقولي فستانها متقطع ليه؟ وشعرها وشكلها وانت كمان شايف نفسك عامل ازاي
انتِ بتقولي ايه! انا لا يمكن أأذي شمس بالشكل ده.
اتهام ونفاه عنه، فضربت الخاله على الطاوله ناطقه باسمها بنبره محذره فهي تحدثت بما لا يصح قوله فاعترض زوجها هو الأخر وحاول منعها ولكنها استكملت ما بدأته تردد بقول:
مكنتش مصدق نفسك انها ممكن تعيش وتتجوز وتبقى مبسوطه، تعيش حياه طبيعيه مع بني ادام زيها زيه قولت تجيب مناخيرها الارض وخطفتها واعتديت عليها و.
قاطع حديثها الطبيب وكأنه كان ينتظر دوره حتى يجعلها تندم أشد الندم على اللحظة التي قالت فيها هذه الكلمه بقول:
أنتِ زودتيها أوي يازهره. كفايه كده. انا استحملتك كتير بس الظاهر مافيش فايده فيكي
ردت زهره بأصرار:
لاء مش كفايه تقدر تقولي ايه السبب اللي يخليها تتجبر انها تتجوز ياسين بعد ما كانت موافقه ومصممه انها تتجوز فريد لاء وكمان يوم كتب كتابها
طالعت مشيره تتابع حديثها بضيق:.
وأنتِ ياست مشيره أنتِ مش المفروض خطييته وهتتجوزوا ساكته ليه؟ ماتنطقي
وقفت مشيره ولكن بعدم ارتياح وصدق ظنها حين رأيت أعين الجميع مصوبه تجاهها فأشار ياسين لها بعينيه يحثها على قول الحقيقه يطمئنها بنظراته فقالت بتردد:
بصراحه. بصراحه انا. انا وياسين
قاطعتها الخاله بقول:
عمرك ما كنتى هتبقى مراته ولا خطيبته في يوم صح يابتي
اندهشت مشيره بمعرفتها للأمر فتابعت الخاله بقول:.
كنت عارفه بكذبتك وملامحك اللي حاولتي تداريها وأنتِ بتعرفينا انك مراته وياسين جه ودارى عليكي. نظرته اللي اتسحبت ونبرته اللى اتغيرت وهو بيوافق على كلامك بينت انه بيكذب زيك بالظبط انا مش عايزه اعرف انتِ كذبتي ليه قد ما عايزه اعرف استفدتي ايه؟
لم يتدخل يزن بالحديث معهم بل قال بعد ان انهت حديثها:
مش وقت ياخاله الكلام ده دلوقتي عايزين نسأل الاسئله المهمه واتمنى مشيره ماتبقاش وسطنا واحنا بنسألها.
تركتهما مشيره بأنفعال فأشارت الخاله الى حسان بعينيها حتى يلحق بها الى الخارج في محاوله بائسه لأعطائها بعض الهدوء
أتت زهره لتتحدث ولكن منعتها نبره الخاله المحتده:
أنتَ صحيح اتجوزت شمس ياياسين
فأشار ياسين برأسه بالأيجاب يطالعها بعينين صادقه:
ايوه يا امي بس طبعاً لسه ورقه الجواز ما طلعتش والورقه اللي في ايدي دي مجرد ورقه فاضيه مافيهاش شىء
اشار بكف يده للخارج وهو يقول:.
انا حتى كنت هرميها بره مش عارف جيبتها منين. بس اللي جت في ايدي والاتهام اللي زهره بتتهمني بي مش انا اللي رد عليه
استدار يطالع شمس يحاول طمئنتها يضع وجهها بين كفيه يخبرها وعيناه تحاوطها يخبر نقاؤها عن صدق حديث صاحبه وكأنه يمارس السحر فيسلب نظراتها بقول:
لو عايزه تحكي اللي حصل احكي وهتلاقيني هنا
أشار على ظهرها فأتبع بقوله:.
عايزك بس تعرفي انك دايماً هتلاقيني جنبك وفي ضهرك ياشمس. وزي ما اتفقنا قبل ما نيجي لو مش مستعده تحكي وتقولي اللي حصل فانا هفضل استنى لحد ماييجي اليوم اللي تحكي فيه من غير ما حد يجبرك على الكلام
بان تأثير كلماته عليها حين لانت تقاسيمها انتظر ردها وبقت هي صامته فقط تطالعه حتى نطق هو بحسم وقد ابعد عينيه عنها يوجه حديثه لزهره:.
عموماً لو أنتِ شايفه اني وحش أوي وممكن أأذيها بالشكل ده. فمعنديش مانع. يبقى افتكري اللي أنتِ عايزه تفتكريه
وتابع بقوله الذي اثار غيظها:
ياحماتي
هبت زهره من مكانها وأبعدتها عنه وقد طفح الكيل وقد نطقت:
ده بعيد عن عينك أنك ممكن تحلم ابقى حماتك في يوم ياياسين
فطالعها بنظره ساخره مما تقول وقد نجح باستفزازها فالاستفزاز شىء يبرع هو فيه:.
غريبه! مع ان المأذون واحنا بنكتب كتب الكتاب اكدلي وقالي ياياسين زهره كده بقت حماتك رسمي
مطت زهره شفتيها بضيق وقد وصل الأمر لنقطه لم ترد أن تصل اليها ابداً فنطقت بحزم:
أنتَ فاكر انك بتلوي دراعي بعملتك السودا دي ده انا اروح فيك في داهيه حق بنتي مش هسيبه
فنطقت شمس من بين دموعها تحاول تجميع كلماتها على شفتيها:
ماما ياسين ماقربليش زي ما أنتِ فاكره وفستاني المتقطع وشكلي المتبهدل ده. ده عشان انا.
حاولت سرد ماتبقى من حديثها ولكن نظرات الجميع المصوبه ناحيتها زادت من ارتباكها فنطقت زهره بحده وهي تقترب منها:
ده عشان ايه ماتنطقي يابت المهدي؟
انتهت زهره من سؤالها وانتبه الجميع حين سمعوا شمس تقول ما جعل ياسين يطالعها:
لولا ياسين اللي واقف قدامك وبتتهميه تهمه بشعه زي دي مكنتش انا هبقى موجوده ياسين انقذ روحي بعد ما حكمت عليها بالمو ت.
ارتخت تقاسيم وجه ياسين بلين بينما ظهرت على وجوههم علامات الاستفهام كانوا ينتظروا المزيد وأرضت هي انتظارهم بقول:
أنا هربت من الفرح بأرادتي هربت بعد ما اخدت قرار أني لازم انهي حياتي بأيدي واللي انتي شيفاه قدامك ده وفستاني المتقطع وشعري المنعكش ده عشان نطيت بالعربيه من فوق الجبل وياسين هو اللي ماسمحش بموتي
انهت حديثها وظلت محاوطه بنظرات من الجميع والخاله التي سألت بخوف مستفسره:.
ليه يابتي عايزه تنهي حياتك هو حد غصبك على فريد بالعكس أنتِ الوحيده اللي كنتي ماسكه فيه
حاله الانهيار التي اصابتها جعلت الكل يشفق عليها فخرجت ساره عن صمتها تجذبها من مرفقها بلين:
تعالي. تعالي معايا ياشمس ندخل اوضتك عشان ترتاحي شويه
تبعتهم زهره بعدما ألقت بنظرات الاتهام عليها وعيناها بها من الأسئله ما يكفي
فوجه يزن حديثه للجميع:.
مش مهم دلوقتي نعرف هي ليه شمس وافقت من الاول واضح انها مش حابه تحكي. بس الأهم ان احنا داخلين على حرب جديده قصاد الدمنهوري وابنه، انتوا فاكرين ان الدمنهوري هيسكت بعد الاهانه اللي حصلتله هو وابنه ده وزير الداخليه. عارفين يعني ايه وزير الداخليه يعني ممكن كلنا نروح ورا الشمس ومحدش يعرفلنا طريق
نطق ياسين بعدوانيه وقد نجحت عيناه في بثها ببراعه:.
اللي عندهم يعملوا. وبعدين ياريت تشيل نون الجماعه دي محدش فيكم يدخل في الموضوع ده ولا حد فيكم يقول لشيخ عجوه حاجه من اللي حصلت
وجه نظراته التحذيريه لغدير:
ولا حتى رعد وميرا ياغدير سيبهوهم يعيشوا في امان دي مشكلتي وانا هعرف احلها كويس
قال كلماته مما جعل شقيقه يزداد غضبه عليه فنطق متهكماً:.
ومن أمتى لما حد فينا بيقع بنسيبه يقع لوحده ياياسين احنا لازم نفكر كويس في اي خطوه هنعملها واللي انا متأكد منه ان الايام اللي جايه دي الدمنهوري مش هيقدر يعمل حاجه
جلست الخاله على المقعد مستفهمه حديثه:
ليه بتقول كده ياولدي
فرد عليها بنبرة ثقه مما يقول:.
في حركه تنقلات الايام دي في الوزاره والدمنهوري الكلام كان بيشوشر عليه الايام اللي فاتت ومافتكرش انه هيعمل اي حاجه تضره الايام دي لحد ما يبقى متأكد انه مكمل فيها
هز يزن رأسه بالموافقه وهو يقول:
عشان كده جه من غير حراسه يادوبك هو والسواق بتاعه
تحدث ياسين مدركاً تماماً لحقيقه الأمر:.
سواء كمل فيها او مكملش نظرات عينيه والاهانه اللي حس بيها تخليني متأكد انه مش هيسكت عشان كده قولتلكم أبعدوا انتوا عن الموضوع ده انا مش عايز حد يتأذي بسببي كفايه اللي انتوا فيه
انهى ياسين جملته يهرول الى الخارج يمتلك عاده سيئه وهي عاده الاختفاء المفاجىء ولكنها تريحه قليلاً عند شعوره بالأنزعاج يعلم بأنها تغضب من حوله ولكن هذا ما يريحه ولن يؤذي من أحب سيتجه الى عزلته دوماً
–.
جالسه على المقعد في احدى زوايا الحاره بجانب عم مدبولي صاحب قدرة الفول تنتظر قدومه بفارغ الصبر وعند رؤيته طلبت من عم مدبولي احضار طلباتها التي طلبتها قبل مجيئه فارتسمت بسمه على وجهها وهي تقول:
اتأخيت ليه يابيدقوس
جاء يلهث بأنفاس مقطوعه طالعها جيداً حالتها عاديه لا دليل على انها ليست بخير ولكنه أراد ان يطمئن قلبه اكثر فسألها بخوف:
أأنتِ بخير يامارال
حاولت طمأنته قليلاً:.
اي يابيدقوس التوتي اللي باين على وشك ده
كل ده عشان اتصلت بيك وقولتلك عايزه اشوفك
فأكمل هو حديثها يخرج اول كلماته من فمه ببطىء:
ضروري. لقد انهيتي جملتك بكلمه ضروي
اشارت له على المقعد المقابل لها بالجلوس فتسائلت ساخره:
أتعشيت. انا بصياحه ماتعشيتش وماصدقت ماما نامت واخويا النهايده هيبات في الشغل قولت نتعشا سوا ووصيت عم مبلولي يعملنا طبق فول وعليه التحابيش بتاعته.
ابتلع ريقه وعلامات الاشمئزاز تظهر عليه يطالع عم مدبولي الذي بادله النظرات هو الأخر بضحكه مرعبه يضع القليل من الزيت في الفول بعدما وضع اصبعه بمنخاره وهو يقول:
ماتقلقيش يا انسه مارال مانسيتش التحابيش
رباه
كان هذا صياح بربروس ووقف على الفور بأنزعاج والأشمئزاز يظهر على تفاصيل وجهه ممسكاً به من ظهره يرفعه بيد واحده وهو يقول:.
يارچل. يارچل ماذا تفعل بحق الله فوالله وبعقد الهاء لولا ان الله حرم القت ل لكنت ذبحتك بيدي العاريتان ووضعت جثتك على اول الحاره حتى تكون عبره لمن يعتبر مثلما تأتي بالذبحه الصدريه للخلق تباً لك ايها المزندع السفيه
تسائلت مارال بعدم فهم:
في ايه يابيدقوس
اشار لها بكف يده يحثها على الوقوف:
هيا. هيا من هنا ولا اريد ان اراكِ تضعين بفمك شىء من هذا العجوز
ارتفع صوت عم مدبولي وهو يقول:.
استنى بس ياشيخ بربروس طب هعملك طبق تاني يعجبك
تمتم بربروس بغيظ شديد وهو يدخل لأحدى الشوارع الجانبيه يلعن عم مدبولي وقدرة عم مدبولي ويلعن حياته هو شخصياً
وسرعان ما وقفت مارال أمامه وانفرجت شفتيها ببسمه واسعه تنظر اليه قائله:
بيدقوس نسيت اقولك
انتبها بربروس ينتظر تكمله حديثها فاخبرته قائله:
مش انا جايلي عييس
انكمش حاجبه باستغراب وقد كانت ملامحه عابسه اشار بكف يده وهو يقول:
عي. ماذا
فنطقت هي تستكمل الكلمه:.
عييييس. انا قولت اقولك. ها هتعمل ايه دلوقتي؟
وكيف لكِ ألا تخبريني بهذا الخبر التعيس من قبل
أنهى حديثه فبررت له:
انا لحقت يابيدقوس انا لسه شيفاك دلوقت ها هتعمل ايه؟
تحدث بربروس بجديه:
سأتي بالتأكيد حتى أتقدم لخطبتك من شقيقك
ابتسمت بلطف واخبرته وهي تبتعد عنه
ماشي هاتيوح على البيت ولا هاتيوح الجامع
اجابها وهو يزفر فقد اشتعلت غيرته مما اخبرته الأن فنطق بتهكم:.
لا شىء سأكمل جلسه الأطفال فمن المؤكد بأنهم بانتظاري الأن
اشارت برأسها بالأيجاب وعادت وهي تخبره ما تذكرته للتو:
اه بيدقوس نسيت اقولك اوعى تيجي لوحدك يعني هات دكتوي على وياسين معاك على اساس انهم اخواتك وكده اللي في القييه اوعى تنسى.
أشار بربروس بالموافقه يعود للمسجد من جديد يتذكر ما قالته للتو بأن جاء لها عريس دلف الى المسجد ليجد اهالي الأطفال بأنتظاره يمسك كل والد طفل بكف أبنه متهكماً طالع ابو المعاطي بمعني ماذا يحدث فأشار له أبو المعاطي بكتفه بعدم المعرفه فنطق والد طفل منهم يقول:
الأطفال اتأخرت اوي النهارده ياشيخ بربروس احنا خوفنا على أطفالنا وابو المعاطي مانعهم يطلعوا عشان يروحوا ينفع كده.
طالع ابو المعاطي بلوم بعدما اعتذر لأولياء أمورهم وهو متعصب بعض الشىء ولكن جلس الجميع من حوله كالدائره فنطق والد اخر يسأله:
بما أننا اتجمعنا على غير معاد فعايزين نسألك شويه اسئله ياشيخنا
جلس بربروس بالمنتصف شاعراً بنار تندلع داخله يتخيل مارال وذاك العريس الغبي ولكنه نفض ذلك عن ذاكرته يستمع الى اسئلتهم فبدأ رجل بقول:
انا اتزوجت أمرأه وطلعت عرجاء اطلقها ولا انت ايه رأيك؟
زفر بربروس يهمس بداخله بقول استغفر الله فأكمل حديثه وهو يقلب حباته بأصابعه:
أذا انت تزوجتها حتى تتسابق معها فانصحك تطلقها
فسأله أخر:
انا بدخل بالتليفون الحمام ياشيخنا وطبعا بيبقى في قرأن كده يبقى حرام ولا حلال
تحدث بربروس بضيق مجاوباً:
يا أخي بعقلك ايضاً تحفظ القرأن ضعه بالخارج أيضاً قبل أن تدخل الى المرحاض
ابتسم الجميع فزفر ذاك السائل فقام اخر بسؤاله:
برأيك ياشيخ بربروس الشيطان بيولد ولا بيبيض.
تصنع بربروس البسمه قائلاً بسخريه من سؤاله:
والله وبعقد الهاء لم يعزمني على عرسه حتى اعرف اذا يولد او يبيض
قهقه الجميع بضحكات عاليه إلا هو ولكن لم يكن يعلم أحد بأن بداخله نار لا يستطيع احد اخمادها فسأل اخر بمرح:
والدتي كبيره بالعمر وما تقدرش تمشي وهي دلوقتي بتزحف كده هي من القواعد ياشيخنا:
بل هي من الزواحف.
قالها بربروس بعينين باحثه عن هاتفه بعدما استأذن الجميع بالأنصراف اخرج هاتفه يبحث عن الرقم الخاص بياسين حتى يستطيع الحضور بأسرع وقت.
في أكثر الأوقات نريد الأختلاء والعزله والبقاء بمفردنا يتفنن المزعجون في افساد خلوتنا
يقت لها فضولها لمعرفه الحقيقه الكامله وهذا ما تفعله زهره الأن تحاول اجبار ابنتها على الحديث بالقوه بقول:
انطقي ياشمس ايه اللي خلاكي تسيبي كتب الكتاب بعد ما كنتي موافقه على فريد. كده مره واحده تهربي من كتب الكتاب كده تحطي وشنا في الأرض قدام اهل القريه كلهم. اوعي يابت ياسين يكون دخل عليكي ولا لمس شعره منك.
حاولت شمس الأبتعاد عنها ولكن منعتها يد زهره التي قالت:
ما انا مش هسيبك يابت المهدي غير لما اعرف الحقيقه
لم تكن الا نبره مليئه بالبغض من فعلتها الكارثيه هذه ولو طالت الأن لأزهقت روحها بدم بارد
حررت شمس ذراعها من كف زهره بعنف ثائره تنطق من بين دموعها:
مالمسنيش ورحمه ابويا ما لمسني ولا دخل عليا ولا حتى حاول انه يقربلي
كلماتها هذه هدئت من روع زهره قليلاً فأتت ساره من خلفها ممسكه بفستان شتوي قائله:.
سبيها ياطنط زهره دلوقتي ارجوكي خليها على الأقل تغير هدومها كده هتموت من البرد تهدى كده وأكيد هتحكيلك على كل حاجه
احتدت نظرات زهره وهي تعلق بغيظ تكرر كلماتها بسخريه:
هتموت من البرد. وهي لسه هتموت ياساره ماهي خلاص ماتت من وقت ما وافقت بكتب كتابها على ياسين
ليه بس كده ياطنط زه.
غادرت زهره ولم تترك ل ساره الفرصه لأستكمال حديثها صافعه الباب خلفها أغمضت عيناها بقوه أثر صفعه الباب الحاده فمدت يدها ل شمس التي ما زالت تجلس على الأريكه بجانب النافذه تسرق النظرات لها وعلى حالها المبعثر بقول:
ماتزعليش من طنط ياشمس اللي حصل مكانش حد يتوقعه خدي غيري هدومك عشان خاطري وانا هاروح اعملك كوبايه شاي سخنه تدفيكي في الساقعه دي.
مدت شمس كف يدها تأخذ منها الرداء بيد مرتعشه تتبعت أثرها بعينيها حتى خرجت من الغرفه تغلق الباب خلفها أدارت وجهها بصمت تطالع النافذه سندت وجهها بكف يدها تنظر للسماء الصافيه المرصعه بالنجوم تلقي بألامها وأمالها في بئر عميق تركت نفسها لتسترجع ذكرى لم يمض على حدوثها سوى ساعات قليله وهما اسفل المياه.
يطالع كل منهما الأخر ممسك بكف يدها حول عينيه الى اللون الأحمر ليستطيع الرؤيه وسط العتمه بهذه المياه أما عنها فقد استطاعت الرؤيه بوضوح كما علمها من قبل وهي صغيره هنا ابتسمت وهي تلفظ انفاسها الأخيره عندما عادت بذاكرتها بالماضي تسترجع ذكرى لهما وهما بالقبو يخبرها بقوله:.
مش عايزك شخص ضعيف الدنيا بره ما بترحمش عايزك استثنائيه تفتحي في النور والضلمه حتى لو هتفضلي تكرهيني طول عمرك بكره تعرفي قيمه اللي بعمله عشانك حتى لو على حساب كرهك ليا.
عادت بذاكرتها تطالعه من جديد وهي مازالت اسفل الماء تخرج فقاقيع الهواء من فمها تلفظ انفاسها الاخيره لم يتحمل رؤيتها هكذا لتجده يركل باب السياره بقدمه بقوه اعترضت على فعلته هذه بنزع كف يدها من يده بالقوه انعدمت الرغبه في الحياه وفي كل شىء ولكن منعها هو من أن تتركه فاستدار ينظر لها يحاوطها بعيناه
فنطقت روحه بما لا يستطيع لسانه نُطقه، فكانت تحادثها عيناه يخبرها نقاء عيناه بصدق:.
أنا الذي لا يهزني برقً ولا رعدِ، بعينيكِ الخضراء فقد تاهت سُفني لم يعد لي مرسى فبحر عيناكِ قد هزم ثباتي.
بان تأثير نظراته عليها وكأنها وضعت تحت تأثير سحر عيناه الصافيتان صدق من قال ان للعيون لغه وهي الوحيده التي استطاعت فك شفراته وقراءة ما بهما لانت تقاسيمها بعد نظراته فهدأت حركتها استدار هو ومازال ممسك بكف يدها بقوه لا يقدر على تركها فأخذ يسبح للأعلى يجذبها للسطح من خلفه فشهقت بعمق حين خرج بها من المياه تلك الأنفاس التي كانت تريد أن تتركها بأرادتها منذ قليل تعود لها من جديد رغماً عنها أخذت أولى أنفاسها فابتسم هو ابتسامه ظهرت على محياه يراها تتنفس أمامه من جديد فقال هامساً بداخله:.
ده أنتِ حبيبه العين ياشمس.
أرتعش جسدها الصغير من بروده الماء وشفاها الزرقاء التي لا تستطيع التحكم بهما من رعشتهما المتتاليه استفاق من نظراته لها وأخذ يسبح بقوه حتى استطاع الخروج بها فهو يعلم جيداً بأنها لا تستطيع السباحه وصل اخيراً على الشاطىء مسد على عنقه بتعب استقامت تضم جسدها بيدها من كثره رعشته وجدها هكذا فاقترب منها ببطىء يحاول ضمها اليه حتى تنعم بحرارة جسده ولكنها دفعته بيدها عاد خطوه للوراء وهو يقول:.
شمس أهدي. أطمني. أنتِ بخير ياشمس
فصاحت بهِ بشراسه فقد كانت على حافه الأنهيار وهي تقول:
بخير! مين قالك أني بخير. أنتِ نفسك مش هتبقى بخير بعد عملتك السودا دي وانقاذك ليا مش هتبقى بخير ياياسين. محدش فيكم هيبقى بخير. أنا مهما احكيلك مش هتفهم.
انكمش حاجبه باستغراب فلم يستطع فهم ما تقول ولكنه أدرك من ردود فعلها بأنها تؤمن بأن احتضان الماء لها افضل من عالم قاسي لم يرحمها فأكملت من بين شهقاتها وارتعاشه جسدها:
أبعد عني ياياسين قربك مني هيأذيك مش هينفعك. أبدأ حياه جديده مع مشيره كفايه اللي حصلك بسببي في يوم أنتَ وعمار
شعر بألامها فاقترب منها ببطىء جذبها من مرفقها
يضع يده على خصرها، دفعته بانفعال لتبعده بعيداً عنها:.
مالكش دعوه بيا انتَ ايه مافيش فايده فيك لو مابتخافش على نفسك فخاف على غيرك
فرد هو بانفعال نابع من عدم صبره:
لو كان جوازك من فريد ده كان بالنسبالك خطه عشان تحميني منه تبقي عبيطه. عبيطه وهبله كمان وماتعرفيش ياسين ليه مش راضيه تفتحيلي قلبك احكيلي هددك بأيه فريد الزفت ده عشان توافقي على جوازك منه عرفيني ياشمس.
لم يتلقى رد ابتلعت ريقها بعيون حائره استدارت تبتعد عنه وتتركه خلفها فتنهد هو بعمق يسير خلفها فعرقل حركتها وأحكم الأمساك بها فلم يعد أفلاتها ممكن تجمدت أطرافها حين لاحظت اقترابه اكثر وقد احتضن عينها بعينيه ولكن بنظراته الأسيره تم أجبارها ان تنظر اليه لم تعلم ماذا تفعل حتى يبتعد عنها أخذت تضرب صدره بعنف بضربات متتاليه حتى يتركها.
نعم هو تركها ولكنه تركها تخرج غضبها بين أحضانه دمعت عيناها وهو يتلقى ضرباتها قائله:
سيبني. سيبني ياسين. أبعد عني. مش عايزه اجيبلك تهمه. كفايه اللي انت فيه.
لم يتزحزح انش واحد بل اقترب منها اكثر حتى اصبح وجهها على مقربه من وجهه أعاد خصلات شعرها الجانبيه الى الخلف و هدئت قليلاً بعدما افرغت كامل غضبها به شعر بألامها فقال بأنفاس متقطعه وقد مال بجبينه على جبينها وقد ثبت رأسها بكف يده من الخلف:.
اسف ياشمس. مش هسمع كلامك ولو التهمه هتيجي منك فامسحي التهمه دي في قلبي.
لم تستطع قول شىء بعدما قال أخذت تضرب برأسها على فؤاده تنهمر دموعها على وجنتيها رفع كف يده ببطىء بتردد وما مر سوا ثواني حتى مسد بأصابعه بين خصلات شعرها وكأن كل شىء سكن من حولها. نعم كانت تريد الموت ولكن قلبها يستغيث طالباً من ينتشله من كل هذا. مر دقائق وما زالت بنفس الوضعيه مائله برأسها على فؤاده يحاوطها بذراعه بحنان افاقت مما فيه وابتعدت عنه بذعر قائله:
أنا. انا عايزه اروح.
اشار برأسه بالأيجاب يجذبها من ذراعها خلفه صعد على الموتور فحاولت هي الصعود من خلفه فعركلها ذيل الفستان انحنى ياسين ومزق لها ذيل الفستان يلقيه بعيداً وهو يقول:
في ستين داهيه مش لايق عليكي الفستان ده
قاد الموتور واتجه الى عم نصير على الفور قائلاً:
مأذون القريه فين ياعم نصير
استغرب عم نصير مما يحدث ولكنه ابتسم قائلاً:
عمك حسين لسه ماشي من عندي كان قاعد بيتسامر معايا روح الحقه هو لسه ماطلعش على الطريق.
ابتلعت شمس ريقها باعتراض:
مأذون. مأذون ليه ياياسين أنت بتعمل ايه
لم تتلقى منه رد جذبها من ذراعها داخل الكوخ وأغلق بابه عليها اخذت تطرق الباب بكل قوتها
افتح الباب ياياسين. انت فاكر نفسك بتعمل ايه. ياسين افتح الباب بقولك
تجاهلها ياسين يوجه كلامه لعم نصير بتحذير:
عارف لو فتحتلها الكوخ ياعم نصير هعمل فيك ايه؟
فرد يتتبع فضوله:
هتعمل ايه؟
فرد ساخراً يغمز له بطرف عينيه:
هجوزك كوكي.
اختفى من أمامه فسمع صياحها من ضربات الباب المتتاليه:
افتح الباب ياعم نصير ماتسمعش كلامه هو مش فاهم بيعمل ايه
لم يستمع لها بل أسرع بالجلوس على المقعد المقابل له قائلاً:
وانتِ مش فاهمه لو فتحت الباب هيعمل فيا أنا أيه؟ ده ياسين مجنون ويعملها ويجوزني حكيمه وما أدراكي ما حكيمه
فحسمت أمرها بقول:
حتى لو جاب المأذون انا لا يمكن اوافق على الجوازه دي ياسين ده مجنون و
لم تكمل حديثها حتى وجدته فتح الباب قائلاً:.
المأذون بره وياريت توكلي عم نصير عشان جوازنا
ياسين أنتَ مش عارف بتعمل ايه على الأقل اسمع كلامي
قابلها بلهجته المنفعله وقد امتزجت بالسخريه:
مابسمعش كلام حد ودي قله ادب مني وانا قليل الادب كوكي ماعرفتش تربيني.
يبدو الأمر وكأنه حسمه فترددت بالقبول فابتسم وهو يقترب منها يربت على ذراعها بحنان:.
اسمعيني ياشمس انا عمري ما هقربلك ولا هلمس شعره منك في يوم ولا جوازنا ده هيبقى جواز حقيقي واضح انك في خطر وانتِ مش عايزه تقوليلي عشان اساعدك قربك مني هو الحل مش بعدك. الورقه اللي هتربطنا ببعض هتبقى فيها أمانك وحمايتك من فريد انا مش هغصبك تقولي هو بيجبرك على جوازك منه بأيه بس هقولك زي ما انتِ كنتِ عايزه تموتي نفسك عشان تحميني انا وغيري انا هتجوزك عشان احميكي منه
فابتسم ساخراً يحاول تهدئتها قليلاً:.
وده بالنسبالي موت برضوا
عادت ملامحه للجديه من جديد وهو يقول:
القرار قرارك يابنت الناس وعايزك تثقي فيا عشان ياسين ابن الصاوي مابيقولش أي كلام انا خارج ياشمس وهبعتلك عم نصير وهستنى قرارك معاه
دلف عم نصير الى الكوخ وجلس هو ينتظر مع المأذون بالخارج كانت دقايق معدوده ولكنه شعر بها تمر كالساعات حتى خرج يخبره بقرارها النهائي وهو الموافقه.
ابتسمت شمس بسمه حانيه دون قصد شارده بما حدث منذ ساعات فأتت ساره بكوب الشاي الساخن على الحامل المعدني تمد يدها بالشاي قائله:
أنتِ لسه ماغيرتيش ياشمس كده هتبردي خدي اشربي الشاي ده يدفيكي وبعد كده غيري هدومك على طول
أفاقت شمس من شرودها تمد كف يدها تأخذ منها كوب الشاي وهي تقول:
أيه. اه. ايوه نسيت
جذبت ساره المقعد المقابل لها تجلس عليه وهي تقول:
لاااا. أنتِ مش هنا خالص
أشارت برأسها بالأيجاب وهي تخبرها:.
أنا خايفه أوي ياساره
بدأ الأهتمام على وجهها وهي تسألها:
ما أنتِ لو تحكيلي اللي حصل ممكن اقدر اساعدك
استجابت شمس لها تهز رأسها بالأيجاب:
هحكيلك
–
الغل والحقد هي مشاعر امتزجت ببراعه على وجه مشيره وهي تركض بين الطرقات حتى وجدت حظيره بالقرب منها دلفت اليها مسرعه ولم يستوعب عقلها ما حدث للتو كانت تحادث نفسها بصوت مسموع قائله:.
أتجوزها. اتجوزها يعني أيه. يعني كل السنين اللي فاتت واللي عملته ده كله عشان يبعد عنها راح على فشوش دي اكيد سحراله
وقع على مسامعها صوت رنه هاتفها فأجابت على هاتفها بيد مرتعشه ودموع على وجنتيها ترد على الفيديو كول قائله:
شوفت ياسين اتجوز يامنير. ياسين اتجوز
حاول تهدئتها بعض الشىء بقوله:
اهدي يامشيره من ساعه ما بعتيلي الرساله على الواتس وانا بحاول اتصل بيكي وانتِ مش بتردي
فأجابت بما هو بعيداً عن سؤاله:.
أنا لازم اخلص منها. البت دي ماطلعتش سهله يامنير زي ما كنت فاكره. فيها ايه زياده عني. انا عملت كل حاجه عشانه لميته من الشوارع وخليته عليه القيمه. مستناه عشر سنين ووقفت جنبه وفي ضهره وفي الأخر يروح يتجوزها كده بكل سهوله وانا. انا فين يامنير
عصبيتك دي مش هتحل شىء خلينا نفكر هنعمل ايه ونرجعه تاني ألمانيا ازاي الشركه من غيره بتنهار والعملاء كلهم بيثقوا فيه
فصاحت به صارخه بانزعاج:.
هو ده كل اللي يهمك طب وانا
ماهو لما يرجع يامشيره هيرجع ياسين تاني بتاع زمان الا قوليلي انتِ بطلتي تحطيلوا الحبوب في المشروب بتاعه ولا أيه وفين الشخصيه الوهميه اللي بتظهرله
قاطعته مشيره تصرخ بحقد راكمته السنوات:
مافيش حاجه نافعه معاه ولا حبوب ولا شخصيه عمار من ساعه ما بنت ال دي بقت معاه. اقسم بالله لو وصلت اقتلها بأيدي لا هقتلها ولا اخليها تتهنى بي في يوم.
وصل غيظ مشيره وحقده الى ذروته فحاول من تهاتفه تهدئتها من جديد فصرخت به قائله:
ماتقوليش اهدى. انت سامع ماتقوليش اهدى
القت بهاتفها بعرض الحائط بأيد مرتعش تبحث بعينيها عن اي شىء معدني بالأرضيه حتى وجدت قطعه من الزجاج المكسور أخذتها مسرعه ترفع كم ذراعها للأعلى تقطع يدها بالزجاج حتى تشعر بالألم فهدئت قليلاً بعد فعلتها تلك
-.
لا يعلم كم مر من الوقت سوى هو الأن يجلس بمكانه المفضل أمام البحيره يفكر فيما سيحدث بعد اتخاذه لهذه الخطوه كم سيخسر بعد الأن فوجد من يجلس بجواره قائلاً بهدوء وكأن شيئاً لم يكن:.
عارف ياياسين انا حذرتك أنك ماتقربش منها قد أيه وانت قولتلي انك مش هتقرب ورغم وعدك ليا اديك دلوقتي اتجوزتها. طب عارف انك من ساعه ما رجعت القريه وأنتَ بقيت ترفض طلباتي. ومابقيتش مهتم بيا زي الأول. هو ده اللي كنت بقولك عليه وانت ماصدقتنيش
اسكت
لم ينطق سوى بهذه الكلمه نطق بها ببطىء شديد فأكمل عمار حديثه:.
المشكله مش فيها المشكله فيك أنتَ. أنتَ اللي مش قادر تبعد عنها مش هي. شوفت كنت بتتذللها ازاي عشان تتجوزك كان منظرك يضحك بصراحه
كان ينظر للبحيره وما ان نطق حتى رفع رأسه يطالعه وهو يقول:
قولتلك اسكت
فأكمل حديثه الساخر:
هتفضل تحبها لحد امتى ياياسين قولي لحد ما الجاموسه بتولد والطور مش عارف بيعمل ايه
فصرخ ياسين صرخه صدحت بالأجواء وهو يقول:
اسكت.
هنا تجمدت صوره عمار لم ينطق بشىء لم تتحرك صورته وكأنه ولأول مره هو الذي يتحكم بهِ رفع ذراعه دون ان ينظر جانبه ودموعه تنهمر على وجنتيه يشعر بالفراغ بجانبه ولم يجده بجواره فنطق حروف اسمه بصوت مرتعش:
عمَار
حتى وجد من جلس بجواره طالعها بحزن يملىء عينيه فقالت تمسح الدموع من على وجنتيها:
أنتَ خسرت عمار ياياسين. مكانش ينفع تخسره
استدار بوجهه لمشيره متحدثاً بهدوء:
انا مش عايز اخسره
اقتربت منه سائله بهدوء:.
بعد ايه ياياسين. بعد ما راح منك
كان الرد جاهزاً سريعاً:
أنا ممكن اعمل اي حاجه عشان ارجعه الا اني ابعد عنهم وعن
فقاطعته بيقين:
وعن شمس
اقتربت منه تقول بود تجبر نفسها على الابتسام بوجهه:
وانا هعمل اي حاجه عشان تفضل معاها ياياسين وجنبهم انت عارف انا طول عمري هفضل في ضهرك وفي نفس الوقت نحاول نقنع عمار انه يفضل معاك ومايسبكش
طالعها بامتنان على ما تفعله لأجله:.
أنتِ دايماً جنبي يامشيره ومش هنسالك شىء عملتيه معايا في يوم
ابتسمت بوجهه بحب:
ماتقولش كده ياياسين انت أغلى حاجه عندي في الدنيا دي واللي يبسطك يبسطني.
التعليقات