شهد تنظر لها وتضحك على طريقتها في مسح الميكب وترد: “أنتي بتهبب أي، لو كنت دخلت حمام مش كان أحسن؟ وعلى فكرة، مرايات السيارة مش هتنفع وبتعكيها أكتر.”
أماني تنظر إلى السيارة، إلا لونها أسود: “أنا حظي هباب دايماً. حتى السيارة كلها أسود في أسود، كأن صاحبها رجل مهم خايف من عيون الحسد. طب يحط أي دبدوب على المرايا أو كان اختار سيارة رمادي بدل السواد دا.”
وعد النمر الفصل الثالث
ضحكت شهد بهستيريا على أماني: “يا بنتي، هموت حرام عليك! مفيش حاجة عجبك؟”
ضحكت شهد والله أموت من الضحك: “متركزيش أوى مع الدكتور دا! هو شيوعي وتفكيره قديم. مش شايفة شكله رغم سنه مش كبيرة، لكن عقله غريب.”
ردت أماني بعد ما انتهت من دعك وجهها مثل ما قالت صاحبتها وهي تقول: “نجرب هنخسر أي.”
وعد النمر # الحلقة ٣
الكاتبة صفاء حسنى
تتذكر شهد ما حدث وتقهقه على شكلهم وهما بيجروا وبيهربوا وتدخل في نوبة ضحك عالية: ربنا يسترها، أنه مش لحقين وقتها.
تتحدث أماني بثقة: كل حاجة مدروسة ومتكتك، لم بخطوة خطوة، لازم أكون عارفة نهايتها. أي متقلقيش.
تبتسم شهد وترد: ماشي يا صاحبة المخ العالي والتكتك، عاوزة أروح المول.
تستعجب أماني وترد: ما تروحي، حد مانعك.
تستعجب شهد من ردها وتصرخ: يالهوى علي البرود، أنتي نسي عيد ميلادى يا بت؟ لازم أجيب فستان سورى علشان الحفلة.
ترسم أماني عليها إنها متفاجأة وترد بحرج: أخ، اسف نسيت. هو يوم الخميس صح؟
يرتسم على وجه شهد الحزن: يعني نسيت. طب الحمد الله، اني فكرتك. يالا باقي، ترفض.
ترد أماني وتطلب منها الانتظار: طب استني لبكرة، تكون ماما قبضت الجميعي واللي لا. تتعاطف شهد معها ومضيقة وتقول: ومن قال ليكي ان عاوزة أكلّفك بحاجة؟ أنتي اختي يا عبيطة.
ترسم أماني ابتسامة هادئة وتؤكد كلامها: علشان كدا، أنتي غالية عليّ، لازم أجيب هدية بمقامك. تزید حزن شهد وتزيح وشها بقماشة: مقام أي اللي بتتكلم عليه يا بنتي؟ اه، أنا ابوي ظابط، لكن مستوانا عادي. والحفلة هتكون في نادى الظابط. غير كدا، عمرى ما كنت أعمل عيد ميلاد وتكليف القاع هدية لبابا من عمله. تقترب أماني منها وتضمها: طب متزعليش، طب علي الأقل أجيب لنفسي فستان والهدية هتكون بسيطة. اتفقنا. كفاية فضل والدك علينا ووقفته معنا من يوم وفاة بابا. الله يرحمه.
تلوي وجهها شهد وتتحدث: أنتي مالك النهاردة، بدل ما تصلحيها، تعوكيها يا بنتي. ابوكى شهيد ودفع عن بابا وضحى بنفسه علشان بابا كان بيعتبره صديق، مش سواق. ومهم عمل بابا، مش يقدر يوفي أي دين عليه، وهو عمل أي مجرد معاش وتأمين بسيط. ورغم كدا، لسه ظروفكم صعبة، وبتعملوا جمعية.
تدخل الأم في الحديث: لا يا بنتي، مستورينا. الحمد الله، والجميعية دا، صحبتك هي اللي عملتها علشان يوم عيد ميلادك وبتحلم باليوم دا من شهور.
تتفاجأ شهد وتضربها على صدرها ضربة خفيفة: يعني كنتي بتشتغلني وعمل نفسك نسي. ماشي، وتجري وراها. تضحك أماني وتجري أيضا: شوفتي يا ستي، انا مخطط من زمان علشان أكون مميزة في الحفلة وب ابتسامة. وممكن أوقع عريس في الحفلة. ونطبق نظريت الدكتور التساوي في الطبقات. بنت سواق تتجوز ظابط. اقد الدنيا. أي رايك؟
ينقطع نفس شهد من الجرى والضحك وتجلس: أنتي ازي بتعرفي تتكلم وانتى بتجري؟ طب تعالي، مش تخافي. ونظرية أي دا كل حاجة مكتوبة.
تنظر لها الأم بغضب: من امتى تفكيرك كدا؟ وماله السواق كان راجل شريف ومحترم ومات محترم.
تلطف شهد الجو: هي متقصدش يا تنط الموضوع وما فيه. كنا في ندوة تنمية بشرية، وكان الدكتور بيتكلم عن النفوس والحقد ما بين الطبقات. وأن أولاد الطبقة البسيطة لم بيدخلوا الجامعة، طموحتهم بتتغير. رغم أنهم بيكون
………….
عند عائلة وعد
وقرارات عتاب تحرج أبوها:
مش لم تشوف هي اتقرار أي؟ يا بابا?
سالها عمر بحشرية وفضول:
بتتكلمو عن أي؟ ردت عتاب: مفيش، بابا. عايز يعين وعد عندنا في الشركة، وأنا بقول هي بنفسها تقرر. أنا غلط.
اتعصب عزمي: نفسي أعرف، أنتِ طالعة لمين؟ ومشاعرك جامدة كده. حد يتكلم كده؟
قالت عليا: أبوكي عنده حق. هي ملهاش حد دلوقتي غيرنا. قطعت وعد حديثهم: شكراً جدًا على اهتمامكم. وفعلًا، أستاذة عتاب عندها حق. أنا، الحمد الله، بقيت كويسة. وممكن أرجع البلد من بكرة.
رد عزمي بغضب: لا، مش عندها حق. أنتِ بنت أخوي. يعني بنتي. فاهمة؟ والكلام دا للكل. وأنتِ ليك نسبة في الشركة يعني هتشتغلي في مالك مش عند حد، مفهوم الكلام؟
عتاب قالت بخبث: هو أنا قلت غير كده، تعالي يا عمر في اجتماع مهم.
طلبت وعد: عمي، أنا كنت عاوزة أزور قبر ماما وبابا وأخذ العزاء ليهم وكمان في بيوت في البلد كانت مفتوحة.
طلب عزمي: ارتاحي أسبوع يا وعد ونتكلم في كل دا مفهوم.
كانت عتاب متغظ وهما في الخارج، توجهت كلامها ل عمر: نسبة أي باقي اللي بابا بيقول عليها ويديها ل بنت فلاحة؟ ومن امتى هما شركاء مع بابا؟
رد عمر بهروب ويهرج: وأنا أي اللي عرفني أنتِ شافني بفتح المندل أو بقرأ الودع؟
ردت عتاب بغضب: أي الكلام الفراغ دا؟ أنا مش بهزار، أنا لما أروحي أروح أشوف موضوع النسبة دى.
اتكلم عمر بعقل: نصيحة مني بلاش تلعبي بالنار مع أبيك. دلوقتي هو زي الطير المجروح، واكيد في حاجة هو شايفه احنا مش شايفنها. بلاش الكلام الدبش اللي بتقوله دا ماشي.
اتعصبت عتاب: ومن امتى العقل اللي انت فيه دا؟ واللي أنا بدافع عن حقي أنا وبس مش حقنا الاثنين.
رد عمر: أنتِ مش شايفة حالة أبيك من يوم وفاة عمي ومراته قدام عينيه والبنت فضلت تعبانة فترة كبيرة لحد ما فاقت، دا رد طبيعة أن يخليها اقدم عيونه.
نظرت عتاب له بدون اقتناع: طب يا طيب يا حنين. بكرة يجبرك تتنزل عن مكتبك وتاخدها هي وممكن كمان يجبرك تتجوزها. شوف باقي وقتها هدافع عنها ازي؟
انصدم عمر: أوعى تقترح ده يا ماما عليه. أنا زي النحلة اقف على كل زهرة ارتشف رحيقها، مش مجبر أكون سجين حد، مفهوم؟
وقالت عتاب: لا طبعاً بنت فلاحة تكون مرات أخوي. لا، نحنا نصبر ونشوف مفاجآت عزمي العيسوي.
ابتسم عمر بارتياح: يالا هنتاخر.
وركبت عتاب سيارتها وانتظرت السائق الخاص لكن وجدت سائقًا آخر. قالت عتاب بستنكر وعدم ادراك: أين عمي جاد ومن أنت؟
رد السائق وهو يبتسم: أنا جاسم يا هانم ومعاكي بالي أسبوع وكل يوم بتسألي السؤال.
استمعت عتاب إلى أغنية “Something just like this” وشرحت لها جاسم أنها تتحدث عن المدفون الذي لا يظهر لشخص.
بعد خروجهم، كان عزمى راح مكتبه وهو غاضب من عتاب.
عمل اتصال وطلب من وعد: “وعد، تعالي معايا يا بنتي على المكتب، عايز أتكلم معاكي.”
ردت وعد بخجل من اللي حصل، مكنتش تتصور كل دا. كانت ترتدى وعد أسود على وفاة أهلها ودايماً بالحجاب، لكن لم أحد يلاحظ هذا.
ردت وعد:
“حاضر يا عمي، توقف عليا بتانيب، أكل أكلها الأولي يا عزمى وتيجي اعتذر.”
رد عزمى بأسف: “أنا آسف، كملي يا بنتي.”
قامت وعد بسرعة: “لا، أنا خلصت، شبعت يا مرات عمي. أغسل إيدي واصلي واجي ليك يا عمي.”
سالها عزمى بحب: “لسه هتصلي الصبح يا وعد؟”
ردت وعد بابتسامة هدى وبنفي: “لا يا عمي، دى الضحى، أنا صلت الفجر. حاضر، ما تقلقش، مش هاخرك عن شغلك.”
يقرب عزمى منها ويحط إيديه على رأسها: “ربنا يبارك فيك يا بنتي. ممكن أصلّي معاكي وآيمك في الصلاة؟”
ابتسمت وعد: “أكيد يا عمي. أتوضي والبس الأصدال وهجى أتكلمت عليا بحراج: استنوا، أنا جي معاكم بالي كتير، مبصليش النوافل، مجرد الفرض وبس.” وفعلًا، بعد عشر دقائق، عليا وقفت جانب وعد واقدمهم عزمى وصلوا.
بعد شوية جيه واحد كان منتظره عزمى في الشركة.
وصلت عتاب ولكن اتعصبت عندما رأت عمر وهو نازل من سيارته بدون سائق وذهبت نحوه: “الف مرة اقولك جيب سواق، أنت غوى تعب ينظر لها عمر وهو وصل لمرحلة ضيق من تدخلها في كل حاجة:
“هو أنا اشتكيتلك من حاجة؟ أنا يستى بستمتع لم بسوق تتكلم.”
ردت عتاب بعصبية: “هدخل غصب عنك علشان أنت متهوار دايماً في السواقة.”
يتجاهلها عمر ويدخل على الشركة. أما جاسم كان مستغرب من تحاوله العجيب دا في لحظة أصبحت عصبية.
نفخت عتاب ودخلت على مكتبها، ومحدش عارفه ليه هل السبب كلام أبوها عن النسبة اللي مكتوب ل وعد أو علشان الأغنية لمست الشيء اللي خايفه يخرج.
ذهبت عتاب لتحضر اجتماع، لكن كل تفكيرها في اللي حصل وياترى أبوها نوى على إيه. وفعلًا، كتب حاجة والا كان بيتكلم من باب المجملة. وبعد دقائق، جاءت السكرتيرة الخاصة بأبوها وقطعت شروده وتركت أوراق واعتذرت بالنائب عن عزمى لحضوره الاجتماع.
انصدمت عتاب وكانت متوترة طول الاجتماع. بعد الانتهاء من الاجتماع، ذهبت إلى مكتبها وبعصبية طلبت السكرتيرة.
قالت السكرتيرة: “يارب استرها، واضح من دخلتها للشركة من الصبح إن اليوم دا مش يعدى.”
وتدخل: “نعم، يا باشمهندسة عتاب، أنا تحت أمرك.”
اتكلمت عتاب بعصبية: “نادى مصطفي، رئيس الشؤون القانونية، يكون أقدمى حالاً من غير تأخير.”
ارتبكت السكرتيرة بخوف: “أنا هروح بسرعة.”
اتعصبت عتاب: “أنتي لسه هتهتيه؟ روح بسرعة! قرارت السكرتيرة تقول واللي يحصل يحصل: أصل المهندس عزمى طلبه وراح عنده.”
انصدمت عتاب: “ازى يخرج وهو عارف إن في اجتماع تاني بعد ساعة؟”
ردت السكرتيرة: “لا، هم اجلوا الاجتماع التاني واخد
“كانت عتاب في قمة غضبها. يبقى، بابا، مصممي، باقي كدها. والله العظيم، لو مخليتش الفلاحة دي، ترجع بلدها مبقاش، أنا!”
تتبع
التعليقات