التخطي إلى المحتوى

رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني عشر

(ملحمة قاتلة، )
جموعٍ لا حصر لها من الكائنات المريبة، تنقسم كلاٍ منهم لفرق متشابهة في الشكل عن الأخرى، فكل مملكة تتشابه بالشكل عن المملكة الأخرى فتلك المعركة تضم أكثر من مملكة كلا منهم يريدون القضاء على ملك السراج الأحمر أو كما تصنعوا ذلك…
إبتسم لوكاس وهو يتأمل الجموع بأبتسامة تسلية عما سيحدث بهم بعد قليل، أقترب منه لوثر بغضب يخيم بعيناه فابتسم دون النظر إليه: ما بك؟

صاح بسخرية: أشعر بأني لم أفهمك من قبل لوكاس! أن كان الملوك السبع على تحالف مع الملك لما سمحت لهم بالانضمام للمعركة ولصفوف لومان؟
أزدادت بسمته قائلاٍ بغموض: أنضمامهم للومان أثباتٍ ولاء للملك…
تطلع له بذهول فأبتسم قائلاٍ وهو يتوجه بالخروج: أنتظر وسترى…

وتخفى سريعاً ليظهر أمام جيشه المتحفز لتلك الملحمة، وقف أمامهم بعيناه المشعة بشرار الغضب، عيناه لم تتمكن من تحديد أخر الصفوف العتيدة، نعم يعلم بأنهم أقوياء ولكنه وضع خطة للقضاء على لومان بدون إراقة دماء جيشه ليدفع الثمن من كانوا حلفٍ للخيانة من قبل…
وقف بجواره لوثر قائلاٍ بهدوء: حاصر لومان المملكة بأكملها
أكتفى لوكاس بإشارة من رأسه ثم أستدار له قائلاٍ بثبات: أنتظر أشارتي
أوقفه سريعاً: إلى أين؟

رفع عيناه له والثبات يستحوذ على ملامحه ليخرج صوته الحازم: لا تفعلها مجدداً
وتركه وغادر ليزفر بغضب على غموض لوكاس الذي لم ينجح يوماً في فك شفراته…
توجه للخروج من المملكة فرفع رأسه للأعلى ؛ فوجد الملك بشرفته يتأمله بملامح متراقبة تخفى خوفه الشديد على خطته المتهورة ولكن عليه الوثوق به كالمعتاد…

خرج لوكاس من المملكة ليجد جيش الحوريات بأكمله بأنتظار أوامره بقيادة ملكتهم راوند فأستدار لها بوجهه قائلاٍ بثبات: تعلمين جيداً ما عليكِ فعله…
ابتسمت بسعادة قائلة بأمل الحصول على فرصة الانتقام من ذلك اللعين: على الرحب والسعة.
آبتسم الأخر وأكمل طريقه…
بالخارج…

وقف لومان يتأمل جيوشه بفخر حتى أنه شرع برسم صورة أنتصاراته الساحقة عليهم، أستدار خلفه حينما شعر بحركة خافتة فأشار لهم بالأستعداد ظناً بأن جيش مملكة السراج الأحمر يقتربون منه ولكنه تفاجئ بلوكاس بمفرده!
رفع يديه لهم قائلاٍ بسخرية: أخشى والدك الملك أن لا يصاب جيوشه العظيمة بالسوء لذا قرر أن يضحى ب لوكاس العظيم؟

هبط عن كائنه المخيف روجان ثم أقترب ليقف أمام لومان بنظراتٍ ثابتة جعلته موقد للتوتر، وقف أمامه شامخاً كالجبال ليخرج صوته بعد مدة طالت بالصمت قائلاٍ وعيناه تتركز عليه: بل رأى الملك بأن قائده العظيم سيتمكن من هزم جيوشك.
تعالت ضحكات لومان الساخطة فأقترب منه قائلاٍ بصوتٍ هامس: حسناً لنرى ذلك.

ورفع يديه للأعلى قائلاٍ بصوتٍ مخيف وعيناه تترقب في رؤيته جثة ممزقة بعد أن قدم له فرصة ذهبية خارقة، : أقضوا عليه…
تحرك جيش لومان سريعاً لتلبية أمره الصارم فأبتسم لوكاس ورفع صوته قليلا وعيناه متعلقة بعين لومان بتحدى: الآن.
لم يفهم كلماته الا حينما وقعت الصدمة على مسامعه مع تردد كلمة لوكاس ليستمع لجيشه العريق يتلوى آلماً فاستدار ليرى ماذا هناك؟.
فإذا بمعركة حاسمة بداخل جيوشه!

صعق لومان وتابع ما يحدث بذهول لينصدم بشدة حينما رأى جيشه بمعركة قاتلة مع جيوش الممالك السبع!..
تابعه لوكاس بنظرات تسلية وهو يرى الخوف يكاد يقتله وهو يتأمل ما يحدث بصدمة كبيرة ليعلم الآن بمن يقف تلك المرة…

كانت المعركة ساحقة بين الجموع، فوقع عدد مهول من جيوش لومان والممالك السبع حينها شعر لوكاس بحاجتهم للمساعدة فأشار بيده لمن أقتحمت المعركة بجيوشها الخبيثة التي تمكنت في وهلة صغيرة بقلب مسار الحرب للأنتصار الساحق لهم.

تراجع للخلف بزعر وهو يرى جيشه القوى تنهار حصونه واحداً تلو الأخر، فربما الآن هلاكه على يديه لا محالة، أقترب منه لوكاس بعدما توهج ليصبح مشعاً بقوة قائلاٍ بصوتٍ كالرعد المزلزل: ظننت أنك الأذكى حينما تمكنت من أقناع الممالك السبع لخوض تلك المعركة فأردت أن أريك ما يتمكن ملك السراج الأحمر فعله لتكون عظة لمن يفكر مرة واحدة بالوقوف أمام الملك.

إبتلع ريقه برعب فأبتسم لوكاس بسخرية: أتعلم لا طالما كرهت الوعود فكم وددت أن أنهى أمرك بنفسي ولكن وعد لوكاس العظيم يحتمه على تركك لها.
لم يفهم كلماته الا حينما اقتربت منه راوند بنظراتها الممتلئة بالوعيد ورغبة الانتقام…
أعتدل لومان بوقفته بفرحة لتمكنه من القضاء عليها في لمح البصر ولكنه صعق بها تزداد قوة بعيناها المشعة بلهيب من جحيم لتبدأ المعركة بينهم…

تمكن منها لومان ببدأ الأمر حتى أوشك لوكاس على التدخل ولكنها أشارت له بألا يفعل ذلك، لترتد سريعاً عن الأرض ثم بحركة سريعة تحتضن رأسه بجسدها ليعلو صوت حطامها القوى ثم بلمح البصر جعلت جسده وقود من نيران.
إبتسم بخفة ثم أقترب منه لينحنى أرضاً قائلاٍ بشفقة: الموت بين يدي حورية!، يا لها من مأساة.

ثم نهض ليصدر أمره الأخير باعتقال ما تبقى من جيوش لومان فخرجت جيوش السراج الأحمر على أهبة استعداد للمعركة ليصعق كلا منهم حينما وجدوا شعار مملكتهم يحلق عالياً دون الولوج للمعركة!..
وقف بيرت جوار لوثر يتأمل ما يحدث بستغراب فخرج صوته بذهول
: -أعلم بأن أخي غامض بعض الشيء ولكن لتلك الدرجة؟
أستدار لوثر له برأسه قائلاٍ بغضب: حسناً ما رأيك بالعمل والكف عن الحديث
أشار له بتأييد: أعتقد ذلك…

وبالفعل تم أسر ما تبقى من جيوش لومان تحت سلطة ملك السراج الاحمر فوقف يتأمل ما حدث بفخر بقدرات إبنه ودهائه البادي للجميع حتى أنه حسم قراره بتوليه العرش عن قريب فهو الوحيد القادر على حمايتهم جميعاً…

بداخل أحد الكهوف…
كانت تجلس بصمت تراقب الطريق بتلهف وصوله إليها ولكن خاب أملها حينما طالت المدة القصيرة بالنسبة لها!..
تابعتها من تجلس على مقربة منها فحاولت تجاهلها ولكن لم تتمكن فقالت بهدوء: أتحبينه حقاً؟
استدارت روكسانا لها ببعض الخوف والصمت قطعته حينما قالت بيأس: لم يتمكن أحد من قبل من غزو ذلك القلب حتى أتى هو وجعلني أشعر بحياة غريبة للغاية. جعله قلبِ سلطانٍ فتمنى الموت على أن يفترق عنه.

أقتربت منها ضي ثم جلست جوارها لتستند بجسدها على أحد الصخور قائلة بذهول: لا أصدق ذلك. آخر ما توقعته حب أخى لبشرية!
أستدارت لها بوجهها قائلة بحزن: أعلم جيداً لما لا تحبون البشر. أخبرني لوكاس بالأمر فوددت أن أساعده ولكنه رفض ذلك.
تأملتها ضي بستغراب: كيف يمكنك المساعدة؟
أجابتها بلهفة: أنا طبيبة قد أتمكن من إيجاد الدواء المناسب لتلك الحالات.

أجابتها الأخرى سريعاً: ولكن الأمر خطير للغاية فذلك المرض قاتل للغاية كما أنني قضيت عهد من الزمان ببحوث وتقارير عن تلك الحالات وجميعها باتت بالفشل، لم يتمكن أيٍ من جنسنا الصمود أمامه وأنتِ الآن تحملين بمصير المملكة بأحشائك لذا من الصعب تعرضك لذلك الخطير.
رفعت يديها تزيح خصلات شعرها المتمردة على عيناها قائلة بهدوء: ولكنى مازالت بشرية ولن يتمكن المرض مني.

صمتت ضي تحسم الأمر لتقترب منها روكسانا قائلة برجاء: من الممكن أن أتمكن من إيجاد العقار المناسب لهم أريني تلك البحوث ربما أتمكن من مساعدتك.
تطلعت لها ضي بتفكير ثم تقدمت من حقيبتها لتخرج مستنداتها الهامة التي لا تفارقها قط ثم قدمتها لها، طالت المدة بتأمل روكسانا للأبحاث لتردد بهمسٍ ساخر: لا أعتقد ذلك.

ضيقت ضي عيناها بعدم فهم ما تقول فصاحت بصوت مسموع لها: هل من الممكن أن تنقليني لتلك المنطقة المحظورة…
أجابتها بخوف وصدمة: أجُننت حتى أفعل ذلك؟
أقتربت منها قائلة بملامح تسعى لرسم الجدية والحزن: أن تمكنت من إيجاد العقار المناسب سينتهي العداء للبشر وحينها سيتقبلني البعض.
صاحت ضي بجنون: سيقتلني لوكاس أن أصابك أحدهما بالسوء فهذا المرض اللعين معدي للغاية…
أسرعت بالحديث: لن يصيبني آذي وسترين ذلك…

صمتت تحسم قرارها الأخير فهى تود معاونة الكوكب على ذلك المرض الخطير الذي أنتشال الكثير والكثير منذ سنوات. ليجتاز من يصيبه عن عائلته ليواجه موتة بطيئة للغاية، أستحق الأمر المجازفة فأشارت لها ضي بتحذير: أن شعرت بالسوء سأنقلك على الفور
أجابتها بأبتسامة كبيرة: حسناً…
وبالفعل نقلتها ضي لهناك والخوف ينهشها فهى تعلم بماذا سيعاقبها لوكاس أن تعرضت لأذى…

ولجت ضي للداخل وأتابعتها روكسانا بخطى بطيئة تتفحص المكان بأعين ثابتة حتى تخفوا للداخل، فتشت بعيناها بحرص وهي ترى المكان معبأ ببعض الظلام والرائحة الكريهة المتسللة لها، أغلقت فمها بين لائحة يديها الصغيرة وأكملت دربها للداخل حتى تعثرت بشيء يجتاز طريقها فكادت السقوط ولكن تمسكت بها ضي جيداً، أستندت على أحد الصخور وعيناها تنساب برعب حينما رأت كائن مريب يقف أمامها، تطلعت له برعبٍ وقد بدأت بالتراجع للخلف فأشارت لها ضي بالتماسك.

أقترب منها بنظرات كالسهام الحارقة حينما بدأت له بجسدها الهزيل…
تفدمت ضي لتقف أمام عيناه قائلة بحذم: أنتبه جيداً تلك البشرية ذات شأن بمملكة السراج الأحمر وملمساتها تعد جريمة لعينة.
كف عن الأقتراب ونظراته المميتة تتمكن منها، إبتلعت ريقها بخوف لا مثيل له فأسرعت بالحديث. قائلة بأرتباك: أعلم جيداً ما تشعر به حيال البشر. ولكني سأتمكن من معالجتك.

تطلع لها بعينٍ من لهيب ثم صاح بصوتٍ واهن: وكيف ستتمكن بشرية لعينة من معالجتي وهي من نسل هؤلاء اللعناء!..
وجود ضي جعلها تتمكن من ألتقاط أنفاسها ؛ فأكمل حديثه بحقد بعدما أقترب منها، كادت ضي بالتحرك ولكنها ساكنت محلها مع أشارة روكسانا لها: أنتظر الموت هنا مع زوجتي بعد أن تسلل المرض إليها، لذنبٍ وحيد أنها تعمل بقصر الملك، أراها بعيني تحتضر ولم أقوى على تخفيف معانتها!..

لم يعد يفصلها عن الموت كثير فأبتلعت ريقها برعب جعله يشكل على جسدها بأكمله أشعة صفراء متوهجة بقوة جعلته يتراجع للخلف بأستغراب: كيف ذلك؟ لم يتمتع أحد من الكوكب بتلك القوة سوى إبن الملك، الوريث للعرش، لوكاس العظيم.!
تسلل لها الآمان فأعتدلت بوقفتها قائلة بهدوء: أن أخبرتك بالأمر ستعده جنون.
تطلع لها بأهتمام فأسترسلت حديثها قائلة بارتباك: أنا زوجة لوكاس المستقبلية حتى أنى أحمل بجنينه بأحشائي…

صعق الرجل فأقتربت منه ضي قائلة بحذم: أتينا هنا لنقدم المساعدة إليكم فدعنا نتفحص زوجتك
رفع عيناه لروكسانا فقالت برجاء: أعدك بأنني سأتمكن من إنقاذها…
ألتمس الصدق بحديثها فشرد قليلا ليحصد إجابة سؤاله المميت بأن زوجته ستلقى الموت لا محالة. فربما عليه ألا يخشى عليها من أمراً سيقع على حتفها لا محالة…
تتابعت بنظرات متفحصه لتجده يتحرك للداخل فعلمت بأنه صرح لها ذلك ليتبعوه على الفور…

لحقوا به لطريقٍ قصير نهايته بتلك المرأة ذات الجسد العملاق تفترش الأرض بتعبٍ بادي على تعبيرات جسدها، نظرات حزن الرجل نقلت لروكسانا كم يعشقها فأسرعت بالحديث: لا تقلق ستكون على ما يرام…
أكتفى بإشارة بسيطة فأقتربت ضي منها وأخذت تتفحصها تحت نظرات روكسانا المتتابعة لها…

أشارت لها ضي بالأقتراب فأنحنت روكسانا والذهول والصدمة حليفتها فرددت بصوتٍ هامس يحمل السخرية بين أطيافه: كيف تمكن الضُّنَاك (نزلات البرد، الزكام) من إيقاع كائنات قوية هكذا؟.
لم يتمكن من فهمها حتى ضي لم تفهم كلماتها فسرعان ما تدرجت الموقف لتخفي ذهولها ؛ فأشارت لضي للمغادرة قائلة بثبات: سنرحل الآن لنعد العقار المناسب لها وأعدك بأني سأعود سريعاً من أجلكم جميعاً…

أجابها بأمل يرتاد عيناه منذ سنوات: أتمنى ذلك.
أكتفت بأبتسامة بسيطة له فحملتها ضي وغادروا سريعاً…

بالمملكة. وبالأخص بجناح بيرت…
صاح بغضب لا مثيل له وهو يشدد من قوته على معصمها: كيف فعلتِ ذلك؟ ألم يتورد لكِ أن تمكن هو منك ماذا سأفعل بدونك؟
طافت ذراعيها وجهه قائلة بعشق: أهدأ بيرت فأنا على ما يرام.
أجابها بقسوة: وماذا لو قتلك هو؟
قاطعته بهدوء: ولكنه لم يفعل!
نظرات عيناه غامت بالضيق والغضب ليصرخ بها بجنون: حسناً لما لا تخبريني بخطتك اللعينة؟
اقتربت منه قائلة بارتباك: لم يصرح لوكاس بذلك.

صاح بجنون: ولكنى زوجك
كادت الحديث ليوقفها بإشارة يديه الغاضبة ثم تخفى من أمامها ليظهر بقاعة الملك…

بقاعة المملكة…
ولجت الملكة للداخل بلهفة الاطمئنان عليه فأقتربت منه قائلة بحنان: لوكاس أنت بخير بني.
إبتسم قائلاٍ بسخرية: هل كنتِ تشكين بذلك أمي؟.
تعالت ضحكاتها على تعجرفه الدائم ولكن لا تنكر بأنه يعجبها بنهاية الأمر…
ترك الملك العرش وهبط ليكون جوارهم قائلاٍ بغضب مصطنع: كل ما يعينكِ هو إبنك المدلل ولكن ماذا عني؟.

صعق لوثر من حديث الملك المتودد لملكة السراج الأحمر ولكن سرعان ما تحكم بذهوله البادي على وجهه ووضع رأسه أرضاً أحتراماً لهم…
ابتسمت الملكة قائلة بصوتٍ هامس سمعه لوكاس جيداً: وهل للأمر سواك؟ وهل للقلب دونك الحياة!
أقترب منها قائلا بابتسامة تحتل وجهه: لا أعلم إلى متى سأظل متيم بكِ؟
قاطعه لوكاس قائلاٍ بسخرية: هل من الممكن أن تكملا حديثكم بالأعلى.

تطلع له الملك بغضب أحتل ملامحه ولكنه لا ينكر بعودته لواقع أنه وسط حاشيته فعاد لثباته المعتاد أما الملكة بُوران فصعدت للأعلى تاركتهم يكملا حديثهم بعدما اطمأنت عليه…
جلس الملك مجدداً على العرش المزين بآلوانٍ يصعب وصفها ليعلن انتمائه لمملكة خلقت لتصنع الإنجازات وتحفل الأنتصارات. ليخرج صوته أخيراً: الآن تخلصنا من لومان وللأبد…

لوكاس بهدوء: نعم مولاي ولكن المعارك والحروب مازالت قائمة بعد فمن المؤكد ظهور عدو جديد للمملكة
قاطعه لوثر بثقة: ومن المؤكد أنتصار لوكاس العظيم على من هب له عقله الأحمق بالوقوف أمام مملكة السراج الأحمر.
ابتسم الملك قائلاٍ بتأييد له: أنت على حق لوثر ملك السراج الأحمر المستقبلي قادر على هزيمة جيشاً بأكمله بدهائه الماكر…
ابتسم بغرور مصطنع: حسناً تلك الأشادات ستجعلني متعجرف للغاية…

ضيق الملك عيناه بمكر: لا أعتقد ذلك.
قطع حديثهم ولوج بيرت الغاضب قائلا بصوتٍ يخرج ما يشعر به: لا طالما كنت مطيعٍ لك لوكاس لكن الآن لا أعتقد ذلك
تطلع له الملك بأستغراب قائلا بثباته المتلاحق: ما بك بيرت؟
أقترب منه ثم أحني مقدمة رأسه قائلا بأحترام: الرحاب والتحية على ملك السراج الأحمر العظيم
أكتفى بأشارة يديه قائلا بغضب: دعك من ذلك وأخبرني لما تتحدث مع أخيك كذلك؟

تطلع بيرت للوكاس بغضب ثم قال: لماذا جعلت راوند تشارك بتلك المعركة رغم أن الجيوش كانت على أهبة الاستعداد للقضاء على لومان؟.
تدخل لوثر سريعاً قائلا بنبرة منخفضة: أهدأ الأمر ليس كذلك…
رفع لوكاس يديه قائلاٍ بحذم: دعه يفرغ ما بجوفه.
أقترب منه قائلاٍ بعصبية: أنت تعلم جيداً ماذا تعني لي؟ ظننتك من ستعنفها على ما فعلته ولكن الأمر كان صادمٍ لى حينما اكتشفت مخططك اللعين…

كاد الملك بالتداخل ولكن نظرات لوكاس جعلته ساكناً فتأمل أخيه بصمتٍ وثبات حتى أنتهى من حديثه فقال بهدوء: جعلتها تشارك بالمعركة لرغبتها بالأنتقام أما عن حديثك الأحمق فأنا لم أتركها أبداً كنت بجوارها حتى أتدخل بالوقت التي ستحتاج المساعدة…

صمت بيرت بخجل على طريقته الغاضبة بالحديث فرفع لوكاس يديه على كتفيه قائلا بتفهم: أعلم جيداً ماذا تعنى لك بيرت، الآن أصبحت أشعر بك وبعشقك المتيم لذا حرصت عليها لأجلك. فكر جيداً أن لم تثأر لما حدث لوالدتها كيف ستتمكن من رفع رأسها عالياً وسط مملكتها؟.
رفع عيناه له قائلاٍ بخجل: أعتذر عن طريقتي لوكاس.
إبتسم الأخر قائلا بحب: لا عليك
وأحتضنه لوكاس تحت نظرات سعادة الملك ولوثر …

إبتعد عنه قائلاٍ بضيق مصطنع: هيا عد لها وأنا سأغادر لأعيد روكسانا و ضي…
أسرع لوثر بالحديث قائلا بلهفة: سألحق بك.
أشار له بهدوء ثم أسرع ليرى ملكة قلبه…

بالكهف…
أجابتها بذهول: وهل ستتمكنين من إيجاد ذلك العقار هنا؟
زفرت روكسانا بخوف: لا أعلم ولكن علينا البحث فربما نجد أعشابٍ تحتوي مكوناتها.
أشارت لها ضي بتفهم: حسناً بعد عودتنا للمملكة سنبحث معاً.
ابتسمت قائلة بسعادة: أعتقد بأننا سنكون أصدقاء
بادلتها ضي البسمة قائلة بالتأكيد: وأنا أعتقد ذلك…
قطع حديثهم صوت حركة بالخارج فوقفت ضي سريعاً ثم أخرجت سيفها لترى من بالخارج؟

تأملتها روكسانا باهتمام ليظهر أمامهم لوكاس بطالته الثابتة، عيناه تنبش عنها بتوق لها حتى وقعت عليها تقف وتنظر له بفرحة تكاد تخرج من عيناها وتصل له.
لم تشعر بذاتها الا وهي تركض سريعاً لتحتضنه بلهفة قائلة بهمس ساطع للقلب: خشيت أن يصيبك مكروه.
إبتسم وهو يشدد من أحتضانها هامسٍ جوار أذنيها بعشق: لم يصاب جسدى ولكن القلب تألم ببعدك روكسانا…

أقتربت منه ضي قائلة بسخرية: هيا لوكاس أنت لم تتركها سوى ساعات معدودة!..
استدار لها برأسه وعيناه تتقمص مكرٍ لم تفهمه ضي الا حينما ظهر أمامها لوثر بعيناه المتوهجة بعشقٍ طالماً أنبعث من القلب لسنوات…
أقتربت منه بلهفة فاحتضن وجهها بعشق وخوف: أفتقدتك عزيزتي
ابتسمت بخجل: أعتقدت بأن لوكاس يتمادى بالحديث ولكن أشعر بأني لم ألقاك منذ قرون.

سعد للغاية فجذبها بقوة لأحضانه ليصبح ذاك الكهف المخيف مزين بنثرات الروح والعشق الخالد بين ثنائيات ستصنع المجد للمملكة.
إبتسم لوكاس بخبث ثم تخفى بها بعيداً عن الكهف ليعود لجناحه الخاص أما لوثر فأبتعد عنها قائلاٍ بعشقٍ: شاركت بالعديد من المعارك ولكن لم أشعر بالخوف من قبل سوى اليوم.

ضيقت عيناها بعدم فهم فقبل رأسها بشغف ثم أستند بجبهته على جبهتها قائلا بهمسات حاملة لريحان مخلد: خشيت أن ألقى حتفي دون رؤياكِ، أتمنى الموت بين يديكِ. أستمع نبض قلبك الجارف حينها سأكون سعيداً بأنكِ أخر ما رأت العينان…
رفعت يدها على شفتيه قائلة بحدة: لا تتحدث هكذا مجدداً وإلا قتلتك بنفسي
قبل يدها ثم أزاحها عنه بحنان: حينها سأكون محظوظا للغاية فمن يحظى بنظرة إبنة الملك العظيم.

خجلت للغاية وجاهدت للحديث وهي تشعر بالحرج من معاملتها له من قبل، : لا أعلم كم ستظل تعشقني هكذا.
قاطعها بهمس: إلى أن يتوقف القلب عن الخفق ويعلن نهايته عن تلك الحياة، إلى أن ينفصل جسدي فيخرج أحدهم قلبِ ويمحو أسمك بنيران ستكون له الجحيم…
غامت عيناها بالدموع لتحتضنه قائلة بحب ذاب عشقا حصونه: أحبك لوثر…
إبتسم قائلاٍ بسخرية: ربما قليلا بجانب عشقي لكِ سمو الأميرة.

إبتعدت عنه بغضب: حسناً سأعتاد معاملتك برسمية كما تود قائد الحرس الملكي.
تعالت ضحكاته الفتاكة وهو يقربها إليه قائلا بلهفة: لااا لن أفعلها مجدداً زوجتي العزيزة.
ابتسمت وهي تستدير له قائلة بخجل وصوتٍ يجاهد للخروج: أردت أخبارك بشيئاً هام ولكن لم تسنح لى الفرصة بذلك.
رفع وجهها بأنامله قائلا باهتمام: ماذا هناك حبيبتي؟
أخفت عيناها عنه فزرع القلق بقلبه ليسرع بالحديث: هل فعل لوكاس شيئاً؟

أسرعت بالحديث: لا لم يفعل بل أنت.
ذهل كثيراً فقال باستغراب: وماذا فعلت؟
ابتسمت وهي تتخفى بين أحضانه: قريباً سنستقبل مولودنا الأول…
أبعدها عنه بصدمة وسعادة لا مثيل لها قائلا بعدم تصديق: حقاً. لا أصدق
إبتعدت عنه بضيق مصطنع: رفقتك لأخي جعلتك مثله.

تعالت ضحكاته وهو يحتضنها بين ذراعيه ويطوف بها بجنون ليتخفى سريعاً ويظهر بالمملكة ليحتفل بهذا الخبر السعيد لا يعلم بأن من تحمله بأحشائها سيقلب المملكة رأساً على عقب حينما ينضم لملك السراج الأحمر المستقبلي ليقلب الموازين ليصبح المتحدي الوحيد لقوة أبيه لوكاس العظيم ليترك بصمة بتاريخ العالمين ويضع القلم ليجلي الازهاق…

بجناح لوكاس…
أبتعدت عنه بأعين تلمع بشوق اللقاء فجلس جوارها يتأمل نظراتها بجنون…
خرج صوتها أخيراً: شعرت بأنك على ما يرام لذا لم أقلق أبداً…
أعاد خصلات شعرها البنية خلف أذنها قائلاٍ بسحر عيناه الزرقاء: ربما رسالة القلب شطره الأخر.
أغمضت عيناها بقوة ثم فتحتها لترى عيناه تلمع بلونٍ رأته من قبل حينما أعترف بحبه لها، أقسمت بأنها لم ترى مثلهم من قبل فربما لأنها بعالم غير عالمها لذا تراه!

خرج صوته المحطم لشرودها قائلاٍ ويديه تحتضن وجهها: غداً سأعلنك زوجة لى أمام الجميع
ابتلعت ريقها برعب: ولكن ماذا عن الملك؟
قربها لصدره لعلها تستمع خفق القلب بترنيمة خاصة بها: لا يستطيع أحد الوقوف أمامي روكسانا خلقتِ لى وأنا لكِ لذا سأحارب العالم بأكمله لأجلك أنتِ…
نعم بشرية تمكنت من قلبِ. أنتِ تمكنتِ مني، روكسانا…

ابتسمت والدمع يخفق بعيناها قائلة بصوتٍ يحمل شجنٍ مصرح: أين كنت حينما كنت بمفردي؟، أتعلم لوكاس كنت أبكي لوحدتي كثيراً ولم أتمكن من أن أمنح قلبي لأحداً من قبل حتى ظننت بأني مختلة ولكن الآن عرفت لماذا؟، لأنك سلطان قلبِ العاشق لهواك.
داثرها بأحضانه والأبتسامة الصغيرة تزين وجهه الرجولي قائلاٍ بعشق: وأنا علمت بأنى كنت أتوهم الحب من قبل…

غامت عيناها بطيات الأمان لتسبح بنومٍ عميق، نومٍ لم تحظى به سوا بين أحضانه. أحضان ملك السراج الأحمر. العدو الأول للبشر جميعاً يحتضن بشرية ويخبرها بأنه على أهبة الاستعداد بالتضحية بحياته لأجلها!..
نعم فتلك الأقصوصة ستهتز لها العوالم لتصنع خاتمة بتواريخ المؤرخون، وتضع بصمة خاصة بعشق لوكاس و روكسانا…

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *