التخطي إلى المحتوى

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

أيها الناس إن قطعة الذهب قد تسقط في الوحل فيصيبها الأڈى ولكنها تبقى ذهبا      

والصفيح ليس كالذهب     

والشړ ليس كالخير     

والليل الأسود البهيم ليس كالضحى المشرق المضيء      

مقولة على طنطاوى

فى أحدى محافظات مصر العريقه ومن أحدى قرى الصعيد التى يعمها الدفئ والأمان والاستقرار نظرا لحكمة كبيرها فى تدبر أمرها    

نتجول بين طرقات البلده لنشاهد أحدى المنازل العتيقه وهى ما يطلق عليها الدوار يفوح منه العزة والكرامه وهو ينسب 

للحج عبدالجواد الراوى

رجل سبعينى كبير بلدته ذات هيبه ومكانه   سيطه يذاع فى المحافظه كلها لكرمه وهيبته ونزاهته فى الحكم على الأمور      

زوجته الحجه راضيه 

سيده ستينيه طيبة القلب لها معزة خاصه بقلبه لا يستطيع احد أن يكسر لها كلمه   محبه عطوفه على أحفادها  

سعد عبدالجواد الراوى 

ابنهم الوحيد فى منتصف العقد الأربعينى ولكن من يراه لا يعطيه سنه الحقيقى مازال يتمتع بالشباب والحيويه وكأنه شاب فى مقتبل العمر   يدير أعمال عائلته وهو المتحكم فى جميع شؤونها      

تطل علينا من أحدى طوابق المنزل هنيه الزوجة الثالثه ل سعد ابن الحج عبدالجواد الراوى    أم من سماتها أنها حنونه طيبة القلب    لا يحمل قلبها ضغينه لأى أحد ماعدا ضرتها    فهى دائما متخوفه منها    وحذره إلى أقصى حد حرصا على أن لا يطولها هى وبناتها أى أذى منها    

على باب غرفة بناتها أخذت تطرق عليه لعلهم يستفيقوا     دقيقه اثنتان استنفذت صبرها لتهم بفتح الباب بهدوء    دلفت للداخل واتجهت ناحية الشرفه ثم بسطت يدها لتقبض على ستائرها تجذبها يمينا ويسارا لينبعث ضوء الشمس عبر الزجاج ثم أدارت مقبض باب الشرفه تفتحه لتتسلل نسمه صباحية تداعب الفتيات النيام تحسهم على الاستيقاظ    

وقفت تطالعهم بعيون تفيض سعاده أنهم ابنتيها قطعه من روحها    توأمها الذى وهبهما لها الله ليزيد من وثاق سعد بها     

زينه وفجر فتاتان فى عامهما الأخير بالمرحله الثانويه    ذوات جمال جذاب بملامح هادئه كأمهم   

زينه التوأم الأول متوسطة الطول ذات بشره حليبيه    عينيها بنيه    شعرها كستنائى فاتح كوالدتها طوله لمنتصف ظهرها    روحها مرحه تتمتع بحس الدعابه   مشاغبه تفقدك صوابك من تهورها    عفويه لا تتكلف ولا تتصنع    متقلبة المزاج    ردود أفعالها غير متوقعه    لا تطمح فى مستقبل دراسى عالى همهما الوحيد أن ترتبط وتعيش قصة حب أفلطونيه   

التوأم الثانى فجر تشترك مع أختها زينه فى بعض ملامحها يفرق بينهم لون شعرها كستنائى مائل للبنى وعينيها عسليه   ولكن هى أكثر هدوء وعقل وتدبر للأمور    يميزها حيائها وخجلها    ولكن وقت الڠضب لسانها يطلق كلمات كالړصاص    ثقتها بنفسها عاليه ذات طموح كبير تريد الالتحاق بكلية الطب        

استفاقت هنيه من تأملها للفتيات ودنت منهم تربت على ظهرهم وهتفت بصوت حنون 

زينه يا فجر يالا يا بنات بابا راجع النهارده    عشان خاطرى يالا هتأخر    لسه مجهزتش كلها ساعتين وهيكون هنا        

تخصرت ووقفت تنظر لهم بحنق وهم مازالوا على وضعهم بالفراش يغطوا فى النوم    

هتفت بانزعاج 

يعنى أهون عليكم نسيبونى محتاره كده   

مازال النعاس مسيطر على عينيها أعتدلت فى رقدتها تسند رأسها على مخدع الفراش ثم رفعت يدها تجمع شعرها فى كعكه فوضيه حتى يتثنى لها رؤوية وجهه والدتها

هتفت زينه بتكاسل 

قولي يا أمي حضرتك عاوزه مننا إيه وسبينا ننام شويه لحد ما يوصل وهتلاقينا قدامك    

عقبت

هنيه بسخط 

لا يا حلوه أنتى والكسلانه التانيه دى    قوموا اختاروا معايا العبايه اللي هقبله بيها      

بمهادنه أردفت فجر 

يا مامتي يا حبيبتي مش أحنا اشترينا عبايات كتير إمبارح وكلهم هيجننوا بابا    البسي أى واحد فيهم    

بمدح وإثناء على ملابس والدتها شاركت زينه اختها الرأى وأدعمتها مؤكده 

ياماماتى أنتى فى كل حالاتك قمر وموزه وخصوصا كمان أنك اختارتيهم نفس الألوان اللي بيحبها بابا     

بتوجس ونبره قلقه هتفت هنيه 

ماهو بصراحه أنا خاېفه مش يحبني فيهم ويزعل مني     

استوعبت صدمة كلامها وجحظت بعينيها ثم رفعت إبهامها وهتفت بتحذير 

ساعتها هموتكم من الضړب     

تطلعت الفتيات لبعضهن يتبادلا النظرات بريبه من حدة والدتهم لتغمز زينه ل فجر بطرف عينيها ونهضا من فراشهم حاوطا هنيه من على الجانبين ثم احتضناها بحب هاتفين 

إحنا منقدرش على زعلك ياهنون

خرجت زينه من أحضان أمها تحثها على السرعه نظرا لاقتراب موعد قدوم أبيهم هتفت بتحفيز 

طب يالا بسرعه يدوب تلبسي ونحط ليكي ميك أب خفيف عشان عقل سعد يطير خالص      

عقبت فجر مازحه 

يا لهوى لو طنط مكيده هنا وشافتك انا متأكده إنها هتولع في نفسها   

تزين ثغر الفتيات بالابتسامه الماكره ولم يتمالك ثلاثتهم حالهم ليغوصوا فى موجه من الضحك لتقوم كلا منهم بدغدغة والدتها بطريقه طريفه هاتفين 

أبسط يا هنون هتبقى عروسه النهارده    

بسعاده ضحكت هنيه على أفعال بناتها وبعد قليل من الوقت هدءت وتيرة تنفسهم التى زادت بفعل الضحكات الصاخبه واستقاموا ذاهبين مع والدتهم لغرفتها لتجهيزها لتكون فى استقبال أبيهم بعد غياب دام لأيام بسبب سفره    

دلف ثلاثتهم للغرفه لتذهب زينه للدولاب تقف أمام الضلفه الوسطى لتفتحها على مصراعيها وأخذت تتنقل بين مشاجب الملابس لتختار لوالدتها عباءه مناسبه    

قفزت زينه بحماس مردفه 

ياسلام هو ده   اللون النبيتي هيبقي عليكي طلقه يا مامتي وبابا بيحبه جدا       

تابعت فجر بزهو من جمال والدتها 

وأنا هعملك ميك أب خفيف يظهر جمالك اللي بيسحر سعد الراوى      

همت هنيه تخطو باتجاه الضلفه التى يوجد بها ملابسها الداخليه هاتفه باستعجال 

طب ماشى بس أخلصي أنتى وهي علي ما أخد شور بسرعه   

القت عليهم تعليماتها وفرت تهرول لداخل غرفة الحمام تنعش جسدها بشاور يعيد حيويتها لاستقبال ملاذها      

أمسكت زينه بعباءة والدتها وقوست ثغرها على جانب تصفع خدها خفيفه هاتفه بتهكم 

العبايه على أمك رهيبه طالعه فيها موزه وأبوكي هيقلب عليها وهي هتزعل مننا      

لكزتها فجر فى كتفها لتبادلها نظرة مرحه فخورة بعشق أبيهم لأمهم هاتفه بتباهى 

أبوكي بينسي الدنيا لما يشوفها في العادى    فمبالك لما يشوفها وهي موزه كده    أنا متأكده أنها هتعجبه     

سمعت فجر صوت إغلاق صنبور المياه أشارت بأصبعها على فمها وهتفت تحثها على الصمت 

بس اسكتى لحسن هي شكلها خلصت وخارجه    يالا قومي هاتى لها الشوز اللي بكعب عالي الجديد اللي اشتريناه امبارح      

خرجت هنيه لتسمع اخر كلمات ابنتها لتهتف بحنق 

كمان كعب عالي ده أنتم عايزين سعد يخلص عليا    ربنا يستر من أخرت المشى ورا كلامكم    

همت وبسطت يدها وأخذت العباءة من علي الفراش وارتدتها تحت مشاكسة الفتيات ومرحهم على وجنتيها المتخصبه بالحمره وكأنها عروس حديثة العهد بالزواج    

بأيد مرتجفه بدأت تمشط شعرها وقلبها يكاد يخرج من صدرها من شدة خفقانه أصبحت قدميها كالهلام لم تستطع أن تمكث واقفه جذبت مقعد التسريحه وجلست عليه تكمل تصفيف شعرها    

بينما

فجر ابنتها أخذت تختار لها لون الروچ المناسب وتنسق لها الحجاب الذى يلائم عبائتها ثم همت تقف أمامها تزينها بلمسات رقيقه وتستعدل لها وضعية الحجاب وبعد قليل من الوقت انتهت لتترك لها المجال أمام المرآه لتشاهد نفسها   

تطلعت هنيه للمرآه بريبه من شكلها هاتفه 

حلو كده يا بنات ولا أخف الروچ شويه لحسن سعد يزعل    

بتحذير أسرعت فجر مردفه 

أوعى يا ماما تعملي حاجة أصل هزعل منك أنتي والله رقيقه جدا    

واسترسلت بدعابه 

أبسط يا جميل منافستك الشريره مش هنا وهيخلالك الجو ياعم   

لكزتها والدتها فى زراعها عندما رن هاتفها معلن عن اتصال بنغمه مميزة خصصتها لملاذها هرولت فرحه تقبض على الهاتف تحت ضحكات البنات       

بعشق جارف خارج حدود المنطق والعقل وبنبره متلهفه أجابت 

حبيبي أنت فين

تعالى صخب ضحك البنات لتشاور إليهم بحنق وتجز على شفتها السفلى بغيظ لتمنعهم من استكمال ضحكاتهم    

عقب سعد بسعاده يهاتفها باشتياق أهلك هذا الساكن بين أضلعه مردفا 

قلب حبيبك وعمره    أنا علي باب الفيلا الخارجي    انزلي بسرعه عاوز أول حد أشوفه تكونى أنتى    

غمرتها السعاده وترقرق الدمع بعينيها وهتفت بغبطه 

عيوني حاضر نازله حالا يا عمرى سلام     

أغلقت الهاتف وهرولت تجرى للخارج لتعود أدراجها للفتيات تحثهم على سرعة ارتداء ملابسهم هاتفه بعجله 

يالا بسرعه يابنات خلصوا لبس وانزلوا بسرعه عشان تسلموا على بابا      

هبطت الدرج مهروله لترتبك من رؤيتها لحماتها الحجه راضيه تجلس مع الحج عبدالجواد الراوى حماها طأطأت رأسها في الأرض على استحياء من هيئتها لتهتف بخجل 

السلام عليكم

تهللت أسارير الحجه راضيه وزينت محياها اشراقه جميله تدعى لزوجة ابنها مردفه 

الله أكبر عليكى يا هنيه بسم الله ماشاء الله    العين عليكى بارده    أيه القمر دا كله    ربنا يحميكي   

استرسلت بغبطه فرحه لولدها على هذا الحب الذى يحياه معها 

مدام نزله تجرى كده والفرحه ماليه وشك يبقى بتقولى أن سعد جه بالسلامه     

قاطعها الحج عبدالجواد الراوى قائلا بتحفيز وعجاله 

أكيد السعاده ماليه وشها يبقي جه وواقف بره منتظرها تخرج له عشان تبقي أول واحده شافها    سبيها تخرح زمانه بيعد الدقايق عشان اتأخرت      

ابتسمت بمرح الحجه راضيه هاتفه

اجرى ياختي بس ياريت يقدر يتحكم في نفسه لما يشوفك      

هبطت الفتيات الدرج مسرعين ليهتفا بهلع 

أنتى لسه هنا يا ماما    بابا واقف برا بقاله كتير    وبيرن عليكي وانتي سايبه التليفون فوق    اتفضلي تليفونك     

تطلعت لهم هنيه بغيظ وأردفت 

عجبكم كده أخرتوني   

تركتهم وهرولت للخارج بأنفاس متسارعه مشتاقه متلهفه لرؤية ملاذها      

جحظ سعد وتيبثت قدميه فى أرضها عندما رأها بهيئتها المهلكه لروحه المشتاقه    ابتسم وأصدر صفير عالى وهتف بغبطه يشاكسها بمرح 

أيه القمر ده يابرنسيس حياتي أنا

بسعاده طاغيه عقبت هنيه 

أنت وحشتني اووووى اووووى

اووووى اووووى اووووى اووووى يا سعد   

تزينت شفتيها بضحكه صافيه وهتفت تؤيده 

ده هيبقي أحلى سجن   

واسترسلت بهدوء 

بس لا أنا أهدى أحسن 

الأكل اللي بتحبه من ايدى    

عقب سعد عليها بامتنان 

ربنا يخليكم ليا يارب   

تبطأطأته ودخلت تحت ذراعه   سار بها للداخل   ولج لتقع عينيه أولا على الفتيات لتفسح

هنيه لهم المجال وتقف بجواره سعيده بحنان زوجها الذى يغدق به الفتيات   

حبايب قلب بابا وحشتوني جدا   

هتفت زينه بحب 

أنت كمان وحشتني يا بابا ربنا يخليك ليا     

سبيلي الموز بتاعي شويه

وحشتني يا بابا  

ربت سعد على رأسها بحب هاتفا وأنتم وحشتوني ياحبايبى  

جذب زينه لتتأبط يمينه و فجر يساره وخطي متجه لوالديه يستبارك بوجودهم بحياته دنى من أبيه وضم راسه يقبلها بعرفان وثناء على طيب سمعته التى تلاحقه أينما ذهب 

أزيك ياحج    يارب يديمك تاج على راسى   

ربت الجج عبدالجواد الراوى على رأسه بحب وفخر مردفا 

ويخليك ليا ياسندى   

ترك والده وذهب لوالدته ليجثى على ركبتيه ويجلس تحت أقدامها ينول رضاها وبركتها هاتفا بانشراح لرؤية محياها الذى ببعث فى نفسه السرور 

وحشتيني يا أمي أزاى صحتك    

ابتسمت وهتفت برضا 

الحمد الله يا ابني نورت

الدنيا يا سعد ربنا

ما يحرمني منك أبدا يااااارب     

أمن سعد على دعائها قائلا 

ربنا ما يحرمني منكم

يارب  

اعتدل

ونهض

يستقيم يتطلع فى أرجاء بهو المنزل يفتش بعينيه على هناه ولكن لا يراها   

تعالى غمز ولمز الفتيات وتزينوا بابتسامه مشاكسه وهتفا 

متتعبش نفسك وتدور يا بابا راحت تديهم التعليمات يحضروا الاكل    أنت عارف دى طقوس إجبارية     

بعد قليل أشرفت عليهم هنيه تنادى على الفتيات لتساعد فى تحضير وتجهيز سفرة الطعام أومأت لها زينه وفجر بطاعه وهموا بالمساعده   

وفى جو عائلى مليئ باللهجه والدفئ والسعاده تغمر محياهم تناولوا طعامهم تحت تجاذب أطراف الحديث مع سعد وسؤاله عن كيفية الحال فى سفره ليجيب بسعة صدر ثم يعقب ويسألهم عن أحوالهم فى غيابه ليردوا عليه بأدق التفاصيل انتهى الغداء ليستقيم كلا منهم يغادر إلى وجهته الفتيات الى غرفهم والحج والحجه إلى القاعه الكبيره ويجاورهم سعد وهنيه   

أثناء دلوفهم للقاعه تحدث الحج عبدالجواد الراوى قائلا 

اعملي لنا قهوه يا هنيه وهاتيها نشربها في القاعه  

بابتسامه لينه هتف سعد مستأذنا 

بعد أذنك ياحج    خلي أى حد يعملها عايز هنيه تفضل جانبى   

حدق لولده بسعاده يهز رأسه بالموافقه    بينما هنيه کسى معالم وجهها الحزن عندما أحست بأن الوقت يمرء سريعا وسيطر ملاذها أن يتركها ويذهب لضرتها مكيده 

هتفت بنبره هادئه يشوبها الحزن 

حاضر يا سعد هقولهم فى المطبخ يعملوها وهاجى بسرعه   

فرت من أمامه توارى وجهها بعيدا عنه حتى لا يلاحظ حزنها ولكن ملاذها أكثر الناس درايه بنظرة عينيها التى انطفئت فجأه بعدما كانت تومض بسعاده   

خطى بجوار والديه يستكمل طريقه للقاعه ليجلس كلا منهم على كرسيه المفضل يتجاذبوا أطراف الحديث بخصوص رجوع فهد ابنه البكرى من السفر   

فهو ابنه من زوجته الأولى ابنة عمه التى توفت بعد ولادته مباشرة وتركته رضيع لم يمهلها القدر أن تملى عينيها من وليدها    مما اضطر سعد للزواج من زوجته الثانيه مكيده لتربية ابنه ولكن لم تكن محبه له وغير أمينه على تربيته   

وعندما قابل من سلبت لبه ودق خافقه لها تزوجها على الفور رغم الفروق الماديه والعائليه ورغم صغر سنها ف سعد يكبرها بكثير إلا أن هنيه استطاعت أن تنول محبتهم ورضاهم وأحبت ابنه وكأنه قطعه منها وكأنها أمه التى أنجبته لم تبخل عليه

برعايه ولا اهتمام وزادت من الخۏف عليه أطنان عندما علمت نوايا ضرتها الشريره فى التخلص منه    

على مهل وقفت هنيه تنتظر القهوه فهى لا تريد مواجهته حتى لا يحزن    تحممت ودخلت القاعه وضعت صينية القهوه ثم قدمتها لهم باحترام وجلست فى صمت تضم زراعيها لصدره

تآكله القلق عليها ليبسط زراعه يضمها اليه ليردف سعد بريبه 

مالك زعلانه ليه يا هنايا أنا    

ووشك قلب فجأه وخالتيها تضلم في وشي    أنتى عارفه قلبي بيبقي هيقف لما تزعلي مني   

حاولت أن تبتر أى قلق فأجابته بنبره لينه 

ابدا يا سعد مفيش حاجه  

وتمسكت بكف يده تمسح عليه بحب وابتسمت هاتفه 

حمدالله علي سلامتك يا سعد اسبوع كان طويل أوى من غيرك ياحبيبي    

بشعور بالذنب ولكن لا حيله له فعبئ أعمال العائله على كتفه لا يوجد أحد يحل محله هتف سعد يراضيها 

ڠصب عني يا نن عيني   

ثم مد يده لوجنتها يقرصها بخفه ويتابع بحب 

لو بأيدى كنت أخدتك معايا في كل مكان أروحه   بس أنتى قلبك حنين ومش بترضى عشان البنات ومن قبلهم عشان فهد     

أثناء الأحاديث الجانبيه لكلا منهم

فجأة استمعوا لصوت تكسير أطباق يأتى من المطبخ     

بفزع استقامت هنيه تتحدث وهى تهرول بضيق 

أكيد دى شربات أنا قولتلها أنتى أعصابك تعبانه من الصبح    روحي ارتاحي في وسط ولادك بس شكلها مش بتسمع الكلام     

بأمر أردفت الحجه راضيه 

هاتيها اشوف مالها هي فعلا طول اليوم زعلانه وبوظت الفطير   

بالتماس العذر عقب الحج عبدالجواد الراوى قائلا 

أكيد تعبانه    روحيها ترتاح في بيتها ولما تخف ترجع الشغل   

بموافقة أجابته 

حاضر ياحج بس هنشوف مالها دلوقتي لما هنيه تجيبها   

بصوت خفيض همهمت الحجه راضيه وهى تنظر لولدها سعد هاتفه 

قولي صحيح يا سعد قبل ما هنيه تسمعنا وتزعل وهي الأيام دى حساسه جدا   

إلا يابنى الوقت اتأخر و مكيده لسه مرجعتش من عند اختها كلمها أطمن عليها      

بعدم أكتراث وكأنها لا تخصه     لا يعطى لوجودها اهتمام    لولا وجود ابن له منها ما مكثت على ذمته دقيقه واحده   

أردف سعد بتمنى 

يارتها ما ترجع خالص    افتكرى أى حاجة غير البومه دى    

زين ثغره ابتسامه وهتف باستفهام 

نفسي أعرف اللي سماها مكيده كان عارف منين أنها هتطلع أم أربعه وأربعين وكلها حقد وشړ وغدر كده الاسم متفصل عليها تفصيل   سبحان الله واخده من اسمها صفاته كلها     

تعالت ضحكات الحج عبدالجواد الراوى قائلا 

الله يحظك يا سعد في حد يقول كده علي مراته   

لم يستطيعوا التمسك بزمام ضحكهم لينخرطوا مقهقهين على زوجة ولدهم التى لولا حفيدهم ما ظلت زوجه له     

على الجانب الآخر ولجت هنيه للمطبخ لتراه فى حاله لا يرثى لها الأطباق متهشمه منثوره فى الأرضية   فزعت من المنظر وتطلعت لها بحنق هاتفه 

الله يسامحك يا شربات ده أنتى كسرتي الطقم كله    حرام عليكي

صمتت عندما رأت عينيها باكيه تشهق أنفاسها باڼهيار اقتربت منها تربت على ظهرها بشفقه على هيئتها المذريه وهتفت باستفهام 

مالك بټعيطي ليه    حصل خير حقك عليه    معلش اتعصبت عليكي   اطلعي كلمي الحجه عيزاك وبعدين نتكلم     

استدارت تتطلع للخادمات التى تعاونها فى المطبخ وأمرتهم بتنظيف الفوضى التى أحدثتها تهشيم الاطباق هاتفه بعصبيه

يالا متقفوش تتفرجوا عليا كده ورانا شغل كتير  

تركتهم وغادرت وراء شربات وحاولت اصطناع الابتسامه فقلبها سينشطر كلما لاح أمامها ملاذها وهى تعلم إنها لن بعد أسبوع مضنى فى غيابه وبعده عن وسادة مخدعها التى شهدت على سهدها وأرق عينيها فى مناجات طيفه حتى يغلبها النعاس هذا حالها طيلة اسبوع منصرم ليل نهار أرهقها التفكير لتستيقظ على صڤعة أن هذا الاسبوع ليس لها إنما لضرتها    

حبست أنفاسها التى ټحرقها بلا رحمه وجلست على طرف الكنبه التى يجلس عليها تنظر له بمقلتين تفيض عشق وتزين ثغرها بابتسامة حب تودع فيها اشتياقها له   

اقترب منها بهدوء حتى لا يلاحظه الموجودين ودنى من أذنها حتى لا يسمعه أحد وأردف باعجاب 

مالك يا بت كل يوم أحلى من اللي قبله ليه    

عارفه يا هنايا انتي أجمل نساء الكون في عيونى    يابت اعملي حسابك أنا هفترسك   

وتابع بغيظ 

بس نحل مشكله شربات اللي هقوم أخليها مش بدوده دالوقت عشان تأخرني علي قمرى مراتي حبيبتي   

واسترسل بتمنى 

ااااااااه لو يسبوني كنت أشيلك واطلع بيكي حالا والباقي ربنا يقوينى عليه     

ابتسمت هنيه بخجل هاتفه بسعاده من مشاعره التى لا يخفيها ودائما ما يبث عشقه لها وأردفت بغبطه 

انا حلوه عشان عينيك هي اللي شيفاني وأنت كمان مفيش ولا هيبقي في راجل زيك أنت اللي زيك خلصوا في الحړب يا قلب هنيتك      

استطردت پألم 

أهدي بقي عشان أنت بتوجع قلبي ومش هستحمل بعدك عني بعد كده عشان الأسبوع ده بتاع مكيده    

ألتمع الدمع بعينيها أثناء حديثهم لم تتمالك حالها لتسيل الدموع ټغرق وجنتيها بسطت أناملها تكفكف دموعها لتتوارى سريعا منه وتقوم تجلس بعيدا عنه     

بصوت أجش أخذ ينادي الحج عبدالجواد الراوى على سعد قائلا 

يا سعد سمعني يا سعد ظل ينادي عليه ولكن لا يأتى منه أى رد

تطلع ينظر بحيره لابنه الشارد فيما يحدق بعمق هكذا تلاشت حيرته عندما رأه يحدق بتركيز على هنيه ليتألم عندما شاهدها والدموع تترقرق بمقلتيها   

حول نظراته ل سعد وصدح صوته بنبره خشنه خرجت عاليه نوعا ما حتى يحثه على الالتفات له والأصغاء لحديثه قائلا 

سعد رحت فين أنا بكلمك يا سعد      

ما كان من سعد إلا أنه استدار ينظر له وعلامات الشجن تشق طريقها على محياه وهتف بحزن 

آسف يا حاج    نعم أمرنى 

واستقام من مكانه واقترب منه يجلس بجواره يستمع لحديثه   

بمشاعر حزينه على حال ولده فطن أن سعد حزين حدث نفسه بضيق 

هو علي قد ما هو شايل حمل أشغال العيله وأشغال البلد كلها من وهو صغير   لأنه ابنى الوحيد إلا أنه قلبه حنين وأي حاجه بتأثر فيه    اه ياوجع قلبى عليك يابنى مش عارف ترتاح مع إللى قلبك مرتاح معها   قدرك ونصيبك   ربنا يريح بالك ياحبيبى       

تحدث بهدوء وتريث قائلا 

خد رقم صلاح جوز شربات وكلمه خاليه يجي حالا    عشان اشوف هو اټجنن بيمد أيده علي مراته    ده غير سهر وشرب أيه القرف إللى زارع نفسه فيه ده     

أجلى سعد صوته قائلا 

هاتي يا شربات الرقم

بسط يده وأخد منها الرقم وقام بالاتصال عليه    بعد عدة رنات صدح الصوت على الجهه الاخرى قائلا 

السلام عليكم

بدون مقدمات وبعصبيه مفرطه هاتفه بصوت عالي مردفا 

هقفل الخط ومسافة السكه تكون في دوار الراوى خلال خمس دقايق واياك تتاخر      

أخذت شهقات شربات

تتعالى وصدى بكائها ملئ القاعه لتمد يدها 

سريعا سحب كفه من يدها قائلا 

استغفر الله العظيم    ليه كده يا بنتي تشيلني ذنوب    

بينما الحجه راضيه لاحظت علامات الخۏف والړعب على مظهرها مما آثار تساؤلها 

خاېفه ليه يا شربات    

هو ميقدرش يعمل فيكي حاجه وابوكي الحاج هيشدد عليه أنه لو مد أيده عليكي هيطرده من البلد كلها ومتنسبش هو مرزقه هنا       

فى حين سعد على وضعه يجلس شارد في دنيا هناه سرحان مع معشوقته التى تحاول أن تتوارى وهى تسرق النظرات له ولكن هو يحفظها ككف يده    كيف يخفى عنه ألم روحها    

حدث نفسه بشرود 

ليه كده يا هنيه توجعي قلبي عليكي   ما أنتى عارفه أن دموعك بتدبحني   

وضع يده داخل سترته وقبض على هاتفه وبعت لها رساله علي واتس آب محتواها 

هنايا وعشقي وچنوني   

أقسم لكي أني أراكى سعادتي وموطني وأشياء لا توصف ولا تحكى    

انتهى وقام بإرسالها ورفع عينيه يستكشف نظراتها عندما تقرأ رسالته

ابتسامه عذبه زينت محياها ورفعت وجهها تبادله نظراته 

وحياتى أن كنت أنا سعادتك     

غص حلقها وابتلعت ريقها تعاود الكتابه برجاء 

بفزع ارسل لها 

مليون بعد الشړ عليكي   

أنا مليش غيرك    أنتي دنيتي وكياني وعمرى ووطني وروحي   ربنا يحميكي ليا   

وتابع بدعابه يفك من عبوس وجهها قائلا 

لو عاوزني أبات معاكي النهارده اضحكي    

رفع عينيه يطالع ردت فعلها على ما ارسله     

ابتسمت هنيه فرحه لتفر دموعها بانسياالبارت الثانى

غمزه الفهد حب بالمصادفه 

ياسمين الهجرسي

غمزه الفهد حب بالمصادفه 

ياسمين الهجرسي 

رواية غمزة الفهد حب بالمصادفه 

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

هبطت درجات السلم الداخلى للدوار فى اثناء مغادرتهم للمطبخ ليصل إلى مسامعها صدى كلمات أثارت حميتها على ابنها    كلمات دبت بأوصالها غابات من الحرائق    كل ما يسيطر عليها الآن أن تكيل لها لطمات قاسيه تطيح بغرورها الأرض        

زفرت پغضب وأقسمت لتأخذ من سم كلامها ترياق تشفى به أذنايها وتطيب به كرامة ابنها وسمعته      

كالمحارب فى خطواته دبت

الارض بقدم غليظه تدكها من تحتها    حملت

الفتاك الذى دوما يثير جنون ضرتها وأقسمت أن تعكر

صفو غرورها

الخبيث وتخمد النيران

التى تحاول افتعالها لتفرقة الأخوات      

ولجت لداخل المطبخ مستشاطه من حديثها اللاذع وأردفت پحده وبلكنه صعيديه لا تستخدمها كثيرا إلا لإغاظتها هتفت 

قبل ما تكملي كلامك أنا هكلمك باللغه اللي تفهميها يا مكيده    خشمك دا يتجفل لما تجيبي سيره فهد والدى وتجولي كلمه عفشه عليها هكون جطعه لسانك من لغلوغه    

وأشارت بيدها على فمها بوضعية فتحة المقص كعلامه ټهديد لتحذرها مما يتفوه به لسانها

واسترسلت بثقه وفخر 

ولدى يعرف ربنا كويس وبيصلي ومبيفوتش فرد وبيخاف ربنا من هو عيل صغير ابن سبع سنين   

وبتهكم أشاحت لها بيدها بحركات دائريه وهى تضيق بين عينيها لترمى لها سهام معنى كلماتها التى تحملها بين طيات الحروف

تابعت ضغط حديثها الساخن 

وبلاش أجول كلام يزعلك مني    ولا اعمل حاجه ټوجعك    أصل ياضرتى وقت شرى متقدرش بس أنا شاريه ولادى وأبوهم    عمرى ما أبيع الغالى بالرخيص    حطى الكلمتين دوول فى راسك العفشه وحيلى عن سمايا    ولو مش عچبك اللي بيحصل وبيهرى مصرينك    اطلعي اجفلي عليكي باب منضرتك    عشان الغل اللي بيحرج جلبك لما خلاه فحمه سوده يطولك لوحدك    كفايه الدخان اللي طالع من ودانك ده خنجني بصراحة    

وفى حركه افتعلتها عمدا لاثارة حنقها لوحت بيدها في الهواء وكأن المكان معبأ بالدخان ويتطاير من حولهم فبدأت تلوح يمينا ويسارا وتشهق مصدرة صوت سعال كح   كح   كح 

وبسخريه أكملت كلماتها اللاذعه

يالا أخرجى وفرجينا أحسن هتولعي وأنتي واجفه    ومن الآخر محدش فاضي يطفيكي     

واستدارات للفتيات 

مش كده يا بنات    ابعده أصل الدخان يخنجكم ياحبايبى

بسطت يديها وأخذت تحرك الفتيات بعيدا عن مكان وقوف مكيده بشمئزاز ورسمت على وجهها علامات الخۏف والهلع من أن يصيبهم مكروه بوجودها الغير مرغوب فيه    

تعالت قهقهات الفتيات والخدم لا حيله لهم أمام هجوم هنيه الشرس وهى تكيل لها بوابل من الكلمات التى أطلقتها كالړصاص    أطاحت بغرورها الأرض    تقف كلا منهم تضع يدها على فمها تكتم ضحكاتها    تتجنب سخط مكيده عليهم    حتى لا تصب ڠضبها فيهم     

بذهول ضاحك انحنت زينه تهمس لفجر بأذنها وبصوت خفيض وشوشتها هاتفه 

يا خربيت لهجت أمك لما بتقلب صعيدى    نفسي أعرف اشمعني طنط مكيده اللي بتكلمها صعيدى    بيبقي مشهد عاوز يتصور وينزل مسرح مصر    بجد مسخره أمك مسحت بيها بلاط المطبخ وطلعت متعدد الطلقات إللى نادر ما بتسخدمه     

جذبتها فجرعليها أكثر وأحاطت رقبتها بيدها تبادلها وشوشة كلماتها على نفس نبرتها الخفيضه هاتفه بسخريه 

تعالي أقولك يا هبله    عشان طنط مكيده دايما تتريق علي ماما أنها مش بتعرف تتكلم صعيدى   

تهكمت فى نطق الكلمات واكملت

قال أيه عشان ماما كان أهلها ناس علي قد حالهم وعيشتهم ما بين البندر والصعيد بحكم جدتنا كانت اسكندرانيه وجدك هو اللى كان صعيدى    فهى مش مأصله أبا عن جد    فهى تبقي معندهاش أصل ومتعرفش تتكلم صعيدى   

استطردت بغيظ 

قال الأعيان وولاد العائلات الكبار هم اللي لسه بيتكلموا صعيدى    وطبعا طنط مكيده بتعتبر ماما فقيره ومش منهم    عشان كده وقت الزوم ماما بتطلع قاموسها الصعيدى وبتسحب كلامها اللى مخزناه وطخ طخ طخ طخ 

وفي الآخر طنط مكيده بيبقي ده شكلها هتولع من أمك زى دلوقتي    

باستمتاع كانت الحجه راضيه تشاهد ما يدور بين الكنتين سعيده من تراشق الكلمات التى تقذفها هنيه بوجهه مكيده مما أثلج صدرها وأراح قلبها   هنيه كنه

أهداها لهم القدر لتكون عوض حفيدها عن أمه المتوفاه   

زفرت قليلا وحاولت رسم الڠضب والعصبيه حتى لا يتفاقم الوضع ويخرج عن السيطره هتفت پحده 

يالا انتي وهي بلاها كلام فارغ ملوش لازمه عاد    الكلام مهيفضش ومحناش ناجصين عطلة    إلى هيساعدنا يجف واللى هيتنمظر يورينى عرض كتافه      

واستدارت تهاتف الفتيات بنفس وتيرة حدتها كى تمنعهم من مواصلة همهماتهم الجانبيه 

أنتى يابت منك ليها جهزتوا أوضه أخوكم    عشان هو جايل ومشدد عليا محدش يدخل غيركم أنتو الأتنين يرتبها    

اعتدلت زينه بوقفتها واتجهت إليها تحاوط كتفيها بحب هاتفه 

طبعا يا جدتي الجميلة حضرتك عارفه ست الكل عملت فينا أيه    !

أشاحت بيديها أعلى واسفل بحركات بهلوانيه تشرح لها معانتهم فى تنفيذ تعليمات هنيه واردفت بمزاح محبب 

دى طلعت عنينا عشان نرتب الأوضه    بعد طبعا ما غيرت كل حاجة في الأوضه    بس مقولكيش ياجدتى ولا أخفى عليكى سرا

لتقهقه فتلكزها جدتها لتستكمل 

الأوضه الجديده رهيبه لما اتفشرت وغيرت الستاتر بالألوان اللي بيحبها أبيه فهد ناقصها عروسه       

اقتربت فجر منهم ووضعت يدها على كتف أختها وقاطعتها من الاسترسال بالحديث هاتفه 

بس يابت يازينه أنتى فكرك رغم أن الأوضه ملوكي وټخطف العقل من جمالها    بس ست الكل مش هتسمح أنه يتجوز في أوضه  

فى حركه شقيه بسطت يدها تقرص وجنة أختها بحالميه وأردفت 

مش بعيد تبني له قصر من دهب    

وتطلعت ل مكيده لتزيد من حنقها هاتفه 

مش كده ولا أيه يا مرات أبويا

صفعت رأسها ببلاها وكأنها قد تناست وهتفت 

أوبسسسس اسفه    قصدى يا طنط مكيده     

اغتاظت مكيده من الحوار الدائر ومرارة حقدها تعيق تنفسها زفرت والقت عليهم كلمات أثارت حفيظتهم 

محدش عارف مين هيعيش ومين هيتجوز   

حدقت هنيه بغل وقوست حاجبيها ترفعهم لها بتحدى سافر هاتفه بتهكم 

ادعيله يا ضرتي    ربنا يبارك في عمره عشان يتجوز     

والټفت تنظر للحجه راضيه تزيد على تهكمها حقد ووعيد أظهرته بنبرة صوتها وجحوظ عينيها وأردفت 

وأنتي كمان يا مرات عمي أدعيله أكيد دعوتك فيها البركه     

زمت شفتيها يمنيا ويسار وخطت تجلس علي الكرسي المخصص للحجه راضيه أرادت أن توصل لضرتها أنها كبيرة العائله القادمه بلا منازع    اتكأت بأريحيه تضع قدم على الاخرى تتطلع لها پحقد ترسل نظرات وعيد وټهديد تحذرهم من عاصفة ڠضبها القادمه إليهم       

تزامنا مع حديثهم دلف الحج عبدالجواد الرواى ومعه سعد ولده وسمع حديثها وشاهد جلستها التى صډمته وغصت قلبه   فهو ممنوع وغير مسموح بجلوس أحد عليه غيرها    فهذا الكرسى بالتحديد له مكانه خاصه بقلبه فهو كرسى ملكى ضخم الشكل اشتراه والده من أحدي مزادات التحف والأنتيكات وأهداه لوالدته قديما لرفعة مكانتها فى قلبه وآل لزوجته بعد أن أوصت لها به بعد مماتها نظرا لحسن معاملتها ومراعاتها فى شيبتها وحكمتها فى إدارة الأمور       

دب عكازه الأرض بسخط قائلا بصوته الاجش 

سمعينى بتجولي أيه ياحرمه 

وأشار بعصاه فى اتجاهها وبنبره مشمئزه استرسل 

وقومي فزى من مكانك    الكرسي ده محدش يجعد عليه    لأنه بتاع الحجه راضيه ست النسا والناس    وست الدار والبلد والدنيا كلها      

احتدت نبرته أكثر وعلى صوته بعصبيه يتابع 

وبجولها قدام الكل لو شفت مخلوجه منيكم جاعده عليه هجطع خبرها من الدنيا نهائي     

أصاب الواقفين الهلع من تشنج مظهره وعتامة وجهه حديثة العهد عليه    تبادلوا النظرات مع الحجه راضيه يحثوها على تهدئة الموقف

بخطى هادئه اقتربت منه هاتفه بحب 

حمدالله علي سلامتك يا حاج    وغلاوتى أهدى عشان صحتك      

تطلعت ل مكيده بتقزز واكملت

أنت عارف كلامها اللي زى السم يا حاج    سيبك من كلام الستات الماسخ ده وأجعد ارتاح    

انطلقت الفتيات بمرحهم يقبلوا يد جدهم وأبيهم بحبور       

لتستشعر هنيه القلق والتوتر على محياه تدخلت بطيبتها المعهوده وبسطت يدها تعطيه كوب ماء هاتفه بحنو 

حمد لله على سلامتك ياعمى    اتفضل اشرب بل ريقك شكلك تعبان

مد يده وأخذ الكوب تناول الماء وعندما انتهى أعطاه لها داعيا 

ربنا يرضي عنك يا بنتي    زى ما أنتى بتراضى الكبير والصغير     

أومأت له شاكره لتستكين فى وقفتها تستعيد كلام

ضرتها الذى دب الړعب بقلبها     

عيناه تطالعها دون أن تحيد عنها    لا يرى مخلوق سواها    يترصد نظراتها واستكانتها بصمت    يتقاسم أنفاسها ولكن الدمع الساكن بمقلتيها يؤرقه    يريد أن يكفكف دموعها ويطيب ما يشغل بالها    زفره حارقه شقت صدره يتوجع لألآمها الساكنه محياها هتف يحدث نفسه پألم 

مالك يا هنايا كل ما أسيبك أرجع الاقي شمسك غابت والغيوم كحلت عيونك يا قلب سعد    نفسي أسعدك مش عارف       

استفاق علي صوت غراب البيت تهتف بخبث 

حمدالله علي السلامه يا عمي الحج    آسفه مكنش جصدى طبعا اجعد علي كرسي مرات عمي    

واستدارات تنظر للحجه راضيه بمسكنه وهتفت بنبره لئيمه 

آسفه يا مرات عمي وعشان اصلح غلطتى    هروح اعمل لعمى الجهوه اللي بيحبها  

باستهجان قاطعها الحج عبدالجواد الراوى هاتفا بضيق 

جهوتك ماسخه متتشريبش    بلاش تعمليها عشان أعرف اشربها بمزاج    وبعدين متبجيش تعملي حاجه من غير جصد معدتش صغيره عاد        

هم والټفت للفتيات وارتسم على محياه البشاشه مردفا 

روحوا أنتم يا بنات اعملوا الجهوه بتاعتي    

اومأت له الفتيات وهرولوا فى صمت لتحضير قهوته كما يحب    

وتابع حديثه ولكن يوجهه لزوجته 

وأنتى يا حجه أتاكدى أن الطابخين مش محتاجين حاجة      

عقبت عليه الحجه راضيه بأن كل التجهيزات التى أمر بها تم تنفيذها كما ينبغى       

امتعض وجه مكيده ورسمت ابتسامه صفراء لتقطع كلامه ثم هتفت من تحت أسنانها 

مجبوله منك يا عمي

على أقرب كرسى جلست بتوتر تهز ساقيها بحنق لتثير اشمئزاز الحج الراوى ليهتف بضجر 

بطلي يا بنتي تهزى رجلك هتجبلنا الفجر والغم     

لم تتحمل مكيده نظرات سعد المبتسمه لهنيه ولا انتقادات الحج صفعت عدة صڤعات على ساقيها واندفعت باستهجان هاتفه 

حاضر يا عم الحاج      

لااااااكله ألاااا الفجر والغم طبعا 

ثم قطمت على باطن شفتيها تجز على أنيابها بغيظ تلوى ثغرها على جنب    تكن غيره وكره للجميع يكفى ويفيض

بينما سعد استكفى من النظرات استقام مستأذنا أبيه باحترام قائلا 

طيب يا حج هطلع أنا أغير وأنزل لحضرتك   

والټفت ل هنيه ولمعة عينيه تحكى اشتياقه قائلا 

يالا ياهنيه عشان تساعديني   

لعب على وتر غيرتها من ضرتها لتستشاط أكثر وأكثر وأردفت بعصبيه وبصوت خرجت نبرته تهكميه عالية الصدى هاتفه 

ليه هنيه أن شاء الله   

اشمعني هتغير في أوضتها    ولا هدومك اللي عندى فيها شوك    

مش كفايه امبارح واللي عملته    ونومتك عندها    

اعتدل يواجه وجهها البغيض لقلبه وتحدث پحده 

صوتك دا ميعلاش قدام الحاج    وأن كان علي هدومي اللي عندك مش فيها شوك    لا فيها إهمال وتكبر    وأنا مش عاوز البسها   

تابع بتهكم يقلل من شأنها

تقدرى تقوليلي ابنك فين    ليه مش واقف يشرف علي تجهزات احتفال أخوه    ولا بيستغفلك طبعا    البيه راجع وش الصبح سکړان طينه    وانتى ولا همك    يا شيخه منك لله فسادتي ابني وطلعتيه فاشل   

باامتعاض ساخر واصل كلامه 

ما الهانم مش فاضيه غير كل يوم والتاني عند حد من أخواتها

ومش علي بالها ابنها    هي بس مش فاضيه غير عشان تفكر في اللي حواليها     

أراد

إثارت حنقها أكثر استطرد 

شكلك نسيتي أنا قولت هقعد مع هنيهشهر مش أسبوع       

كلماته أصابت الهدف ليثير

جنون

عظمتها وغرورها كيف

يسبها فى تربية ابنها فقدت السيطره على أعصابها وبنبره محتده رنانه هتفت 

أنا ابني مش فاشل    وبكره هتعرف انه أحسن من فهد اللي طالعين به القلعه    انتم اللي فرقتوا في المعامله بينه وبين ريان    خليتوا فهد سافر واتعلم بره    وفتح بدل الشركه اتنين    وبدل المصنع أربع مصانع    وطبعا الاستاذ سعد ماسك المصانع في مصر وفهد باشا بره    وطبعا كل شويه يأداخد فلوس ما هو اللي علي الحجر       

طفح الكيل وزاد الأمر عن حده هو ترك زمام الأمور لابنه فيما يخصه بزوجاته ولكن فيما يخص حفيده فهو كفيل بالرد على مهتارتها الكاذبه احتدت نبرت الحج عبدالجواد الراوى وزئر بصوته الاجش قائلا 

اسمعي يا مرات ابني أنا مش هسمحلك تجيبي سيرت حفيدى بكلمه

عفشه    كلكم في كفه وفهد في كفه تانيه    وبالنسبه لتلميحك الخايب أنى بفرق في المعامله   

لعلمك أنا لما فتحت حساب خاص فى البنك لكل واحد فيهم ريان حفيدى أخد نفس الفلوس اللي خدها فهد حفيدى بس ابنك ضيعهم في سنتين    وأنا لما اتكلمت معاه عرفت أنه صرفهم في الهلس والمسخره علي الشرب والنسوان        

زفر بحنق وتابع بغصه 

وعشان كده سحبت الباقي وكملتهم تاني عشان يبقي زى فهد أخوه يامرت والدى   

قال الأخيره بتهكم واسترسل 

وقولت اللي انصرف خلاص العوض عليه وحطتهم وديعه في البنك عشان ميعرفش يوصلهم    لأنه مهما طال الوقت مسيره يعقل ويفهم وهيحتاج الفلوس      

تابع بأمل فى الله وثقه فى حفيده 

بس أنا عارف أن اللي هيعدله أخوه فهد        

تعالت نبرته أكثر وصدح بصوت جهور يأمرها 

وعشان صوتك عليا وعلى جوزك وفي وجودى    ومش عامله اعتبار لحد    ولا اتعلمتي تحترمي حد    ولا عاوزه تغيري من نفسك    مشفش وشك النهارده خالص    فهمتي ولا اجولك تاني   

تملك منه الڠضب أكثر بسبب نظراتها الممتعضه    شخط فيها 

يلا علي فوج واجفه زى الصنم ليه     

استدار يهاتف سعد على نفس حدته وأشار له مردفا 

وأنت ياسعد خد مرتك واطلع اتسبح    عكرته دمي    وسبوني مع الحجه وبناتي الحلوين عشان هيرحوا يعملوا لى جهوه بدل اللي بردت دى       

غادرت مكيده والحقد يأكل قلبها تمشى تتمتم تبرطم بكلام غير مفهوم      

بينما الحفيدات تزين وجههم بابتسامه ساحره وجلسا يحاوطا جدهم بحبور 

هتفت زينه بسعاده 

عفارم عليك ياجدو    أنت حبيبى    بجد أنت وحشتني اوووووووي    وبقالى كتيييير مقعدش معاك    أنا مشغوله فى المذاكره وأنت مشغول لاستقبال أبيه فهد      

قاطعتها فجر لتحدث جدها بفخر تشير بيدها بكبرياء 

تعرف يا جدى أنا نفسي أتجوز راجل زيك كده ياااااه        

كلمته تتهز لها جبال     

الټفت تطالع جدتها وهى تحتضن جدها مكمله بغبطه 

يا بختك يا حجه راضيه أخدتى الرجوله والشهامه كلها        

اعتلت الضحكه ثغر الجده وهتفت اتحشمي يا بت انتي وهي    قال عاوزه راجل زيه قال    جدك ده زينة الرجال ومفيش منه اتنين    

ما أحلى الضحكه النابعه من القلب تأتى تزيل هموم عصفتها غيوم الحقد    شاركتهم هنيه الضحكات لينفرج ثغرها متحدث بمزاح 

بتضحكوا استلموا بقي انتي وهي    جدتكم بتغير علي جدكم من الهوا المعدى يخبط فى جلبيته    شفوا هتعمل فيكم أيه    أنا طالعه وهسيبكم لها تأدبكم   

ومازالت على ضحكاتها تابعت

استلمي يا ماما بيعكسوا عمى الحج وحضرتك موجودة    

صدح صوت سعد بداعبه غامزا هنيه بطرف عينيه لتجاريه فى كلامه 

يالا بقي يا هنيه طولتى فى الكلام وأنا عايز اتسبح وأغير خلجاتى       ابتسم لها وسحبها من يدها يصعد الدرج تحت ضحكاتهم   

هللت الفتيات بفرحه وتعالى تصفيرهم      

هتفت زينه بحالميه 

الله الله علي رميو وجوليت     

التقطت فجر منها بقية الكلام وهتفت بفكاهه مرحه 

مفيش أحلى من بتنا فيه كل الأفلام الرومانسيه والدراميه والاكشن    

تخصبت وجنتى هنيه بحمرة الخجل وسحبت يدها منه وطأطأت بنظراتها أرضا هاتفه بحنق 

مبسوط كده بنتك بتتريق علينا    والتانيه هتحفل معها    وهبقي مسخرتهم النهارده   

بس عارفين دى أحلى چوليت في الدنيا     

تركهم وصعد الدرج تحت ضحك الفتيات ومرحهم مع جدهم وجدتهم       

على جهه أخرى من البلده وفي منزل سنطرق بابه لأول مره بيت الاستاذ عزت رشدى رجل خمسينى محاسب فى وزارة الماليه ميسور الحال يمتلك قطعة أرض كبيره تعينه على المعيشه     لديه من زوجته المتوفاه ولد وبنت توأم عبدالله مهندس زراعي وغمزة طبيبه بيطريه          

وحاليا متزوج من السيده أنعام سيده فى أواخر العقد الاربعينى مديرة مدرسه ثانويه للبنات بالبلده    كانت متزوجه قبله ولكن توفاه الله أثر حاډث نتيجة تناول جرعه كبيره من الكحليات الخمور    وأنجبت منه ولد وبنت

أحمد دكتور بشرى و بسنت مهندسة معماريه إلى جانب تصميم الديكور     

فى جو أخوى يسوده الألفه والمحبه يجلس كلا من أحمد وعبدالله وبسنت يرتبوا لتحضير مفاجأه لأختهم غمزه بمناسبة عيد ميلادها الذى يوافق غدا 

تحدث أحمد باستعجال 

يا بابا ياحبيبى تعالى بقي لما نتفق عشان عاوزه انزل العيادة     

صاحت بسنت پخوف 

يا ماما اخلصي زمانها راجعه ومش هنعرف نتكلم اخصلوا بقي    

أتى عزت يشيح بيده قائلا بضيق 

ايه مالكم عاملين هيصه ليه    اخلصوا عاوزين إيه   

وتطلع ناحية المطبخ يهتف على زوجته 

تعالي يا أم أحمد لما نشوف عاوزين أيه       

تحدث عبدالله 

أحنا رتبنا كل حاجه لعيد ميلاد غمزه بكره    وأهم حاجه الهدايا بقي   

وضع هديته على المنضده وأردف 

و أنا أول واحد مجهز هديته جبتلها اللاب توب عشان تبعد عن بتاعى    

وعقب أحمد يخبرهم بهديته هو الآخر 

وأنا جبتلها المتوسكل اللي نفسها فيه وبالمواصفات اللي هي عاوزها    

أما بسنت أخت على درجة صديقه تابعت تسرد هديتها 

وأنا خلصت البيت القديم وعملته عياده تليق بحيونات البلد كلها   

بفكاهه استطردت 

وطبعا عشان أختي حبيبتي بتحب النوم    فرشت لها أوضه يرمح فيها الخيل   

لتقهقه مسترسله 

أوضه نوم كامله وحياتك ياولدى عشان تنام وترتاح جنب البهايم وهى بتعالجهم    

حدقتها والدتها وأشارت على فمها علامة بأن تصمت عن الثرثره التى تتفوه بها  

لتضع بسنت يدها على فمها علامة سكوتها   ولكن تهتف پاختناق 

انا كده هتخنق ولسه مخلصتش كلامى   

ببشاشه ابتسم عزت يحثها على متابعة كلامها   

نفضت يدها من على فمها وتابعت 

بس ناقص حضرتك وست الكل تيجوا تشفوها وتقولوا رايكم    

بغبطه لروح التألف والمحبه التى تسود بينهم هتفت انعام 

ربنا يخليكم لبعض    أنتم أحن اخوات في الدنيا وهي غمزه جدعه وتستاهل     

هم أحمد واستقام قائلا 

كده اجهزوا أنتم الاتنين عقبال ما اسخن العربيه    وتعالوا أخدكم معايا تشوفوا عيادة بنتكم وباركوها    عشان متزعلش أنكم مشفتوش العياده       

أوما عزت بارتياح لمحبة أولاده وأردف 

روحي يا ام أحمد البسي عشان نروح مع ابنك قبل ما ترجع وتقول رايحين فين ونضطر نكدب ونشيل ذنب     

واستدار ووجه كلامه ل بسنت 

وأنتى يا بشمهندسه تعالي معنا

وتابع إلقاء تعليماته 

وانت يا بشمهندس عبدالله خليك هنا عشان اختك لما ترجع متشكش فى حاجه    

أومأ له عبدالله وهتف بمزاح 

ماشي هسيبكم تروحوا من غيرى    بس أبقوا بصوا على جنينه العياده اللي أنا زرعتها    عشان الحيوانات تكون نفسها مفتوحه وهي بتتعالج    ماهو العامل النفسي مهم بردوا   

قهقهه الجميع على طرافته وهموا بالانصراف يقصدوا وجهتهم بسعاده      

فى نفس الأثناء بدوار الراوى نطرق أحد أبواب الدوار    حجرة الحفيد الثانى للعائله

ريان سعد عبدالجواد الراوى شاب فى أواخر العقد العشرين   يافع الطول عريض المنكبين حنطى البشره لديه شارب ولحيه يزيدوه جاذبيه ويدق على جسده أكثر من وشم معصمه اليمين نقش عليه تاريخ سفر أخيه والذى يعتبره تاريخ لبداية انهياره وغرزه فى معاصي الدنيا   والمعصم اليسار وشم طائر العنقاء أملا فى يد تنتشله لبداية ولادة عهد جديد لحياته      

كان يشع فيما مضى حيويه ونشاط ومحبه لمن حوله ولكن الآن هو هزيل ضعيف شاحب الوجهه الهالات السوداء تحيط عينيه طائش متهور عديم المسؤليه   

كان قوامه صحيح وهو تحت كنف عائلته   ولكن لديه أم كالحيه    بخت سم أحاديثها الكاذبه فى أذنه    وأدخلت برأسه قصص واهيه    ليبتعد عن عائلته التى كانت تقومه للصواب وتراعيه بمحبه    لتصبح حياته الآن ما هى الإ لهو

بعد سهره من سهراته ينام مقتول من التعب والإرهاق الذى أحل بجسده طيلة الليل    

حتى دخلت عليه والدته بسمها المعهود تحاول إيقاظه من النوم    ولكن لا حياه لمن تنادى    ذهبت إليه تدعى البرأه والحنيه    فهى وللأسف مشاعرها كلها زيف حتى لأقرب الناس إليها   قلبها لا يعرف الحب ألا لسواها فقط نفسها ثم نفسها والطوفان من بعدها            

اتجهت مكيده بغيظ لمخدعه تجذب من عليه غطاء الفراش تهم بالصړاخ عليه

كى يستفيق هاتفه 

قوم يا ولدى زمان اللى ما يتسمى أخوك علي وصول ولازم يلاقيك في انتظاره          

أردف ريان بنعاس 

يوووه يا ماما سبيني أنام شويه   وأيه يعني لما يرجع   هو لازم يلاقيني منتظره 

لم يمهل نفسه السماع لردها سحب الوساده يضعها على رأسه يحاول استرجاع غفوته التى أفسدتها       

سحبت مكيده الوساده وطرحتها أرضا ثم بحنق واهى هتفت بخسه تشعل حميته تجاه عائلته وبنبره لينه من فرطها يصفق لها الشيطان لإجادة تصنعها الحنان أردفت 

قوم يا ولدى ما هو ده اللي هى عوزاه مرات أبوك   أنك كده متبجاش واجف جنب أبوك وجدك في انتظار أخوك الكبير    جوم ياوالدى الله يرضى عنيك   لازم لما يجى يعرف أنك الكل في الكل هنا  

وتابعت بخ سم الحنيه المزيفه 

أنت متعرفش أنا عملت عشانك أيه النهارده   رغم أنى عارفه أن جدك مش هيعديها لى علي خير   بس أنا مهمنيش وسمعتها لكل كليله فى الدار        

مازل ريان مستلقي على مخدعه يسمعها والنعاس يملئ جفونه وضع يده على جبتهه يدلكها من فرط الصداع الذى ينخر برأسه وهتف بامتعاض ساخر 

يعني لما أقوم أقع تحت هيقولوا عليا راجل    والكل في الكل    ما انتى عارفه أنه محدش بيحبني بسبب تصرفاتك   

وتابع بتهكم 

وأكيد عملتي حاجه خلتيهم يكرهوني أكتر   هو أنا تايه عنك شارب من مقالبك كتييير    

زفر أنفاسه پغضب وحاول الاعتدال واستند برأسه على ظهر المخدع يذكرها بما فعلت فى الماضى القريب 

فاكره زمان وبسبب عمايلك زينه وفجر بقوا

بيخافوا يقربوا مني    ويادوب بيكلموني بالعافيه  

اعتملت غصه بحلقه واستطرد 

حتي طنط هنيه اللى كانت بتحن عليا زى ابنها خلتيها بسبب تصرفاتك معاها خلتني أبعد عنها   عشان تتقى شرك     

صړخت به مكيده پحده هاتفه 

هنيهمين دى اللى تشبها بيا وتقول أمى   أنت مالكش غير أم واحده فاهم ولا لأ    مسمعكش تكرر الحديت الماسخ ده   

أشار على فمه لتصمت من ذكر تلك الاسطوانة التى ترهق أذنه عند سماعها

قائلا بنزق 

عشان اريحك وأخلص من ذنك    انا هقوم ألبس وأنزل يمكن تنزلى من على ودانى   

باستهجان اعتدل

بوقفته يحدثها بسخط قائلا 

أيه العيشه القرف دى    كل اللى يهمك شكلك قدامهم بس    وأنا مش

مهم    مش فارق

معاكى تخافى عليا   

اغتص قلبه على محبة أمه التى يتمناها يستجدى أن يستشعر خۏفها عليه زفر ريان پغضب ينهى حديثها قائلا 

تمام ياأمى اتفضلي اطلعي بره   هلبس وأنزل عشان أشوف سي زفت اللي عامل فيها كبير هو كمان     

خطت مكيدهتجاوره وتمسح على كتفه هاتفه بدعاء باطنه استعلاء 

ربنا يهديك يا ولدى   عوزاك توجف كيف الصجر وسط الناس   فهمت ولا لسه    وأنا هروح استسمح جدك أنه يسبني أنزل عشان أحضر الإحتفال    بدل ما هنيه تاخد كل حاجة    وتخلي البلد كلها تتكلم عليها    وكأن مفيش ست للدار غيرها       

اتجهت للباب مغادره ليركل بغيظ منها المنضده التى توضع فى منتصف الغرفه بقدمه وليعاندها أكثر سحب سيجارته الملفوفه بتبغ يذهب العقل وتناولها يستنشق دخانها وهو يسب ويلعن بأغلظ الشتائم فيهم جميعا          

على صعيد آخر بتناغم تهادى بها صاعدا غرفتهم يطرب أذنيها بمشاعره الغناء 

تعالت ضحكات هنيه هاتفه 

أيوووووه ياسعد 

انت بتهزر كبرنا ياحبيبى على الكلام ده       

بمزاح مردفا بمشاكسه 

حلاوتك لما بتعوجى لسانك إسكندرانى   

أحبووووووو وهو رايق وطعم كده   

بتخرجنى عن شعوري وأنا جوايا ست مؤدبه ينفع كده   

صفق بلهو يمازحها 

سحبها من مقدمة ملابسها لتصطدم بجبهته مردفا بغلاظة مصطنعه 

لااااا ياهنايا انا بقولك فكى    مش تفكرى فى قديمه    عيشى اللحظه يابت    وبعدين متوهيش فى الكلام جد مين ده بقى   

ضحكت على فعلته هو معها ينسى السن ويعيش على سجيته سحبت يده من على ملابسها ورتبتها بزهو لتبادله نظراته المترقبه لحديثها هاتفه بفخر 

هجوز ابني البشمهندس فهد سعد الراوى أول ما يوصل    مش خلاص خلص وأخد الدكتوراه    ملوش عذر بقي    هنقي له بنت زى القمر    تكون شكلي كده    وافرح به بقي وأجوزه    ادفع نص عمرى واشوفه سعيد وفرحان ببنت

الحلال       

باندهاش سألها 

بتحبيه اوى كده ياهنيه رغم انك مش أمه        

پغضب نادرا ما يظهر عليها فى وجوده استقامت بغصه تعتصر قلبها أخذت الدموع تترقرق بمقلتيها خرجت شهقه مؤلمھ شقت حلقها وهتفت بانفعال 

مين قال أني مش أمه    أنا إللى ربيته وهو كان عنده كام شهر    حبيته وكبرته وحسيت أنه ابني   

زادت شهقاتها وانهمرت دموعها كالسيل على وجنتيها واسترسلت 

ده أنا داعيت ربنا ما يرزقنيش بولد    عشان حبه ميقلش في قلبي    ولما خلفت البنات حمدت ربنا    ومرضتش اخلف تاني    

احتد صوتها واسترسلت 

فهد ابني ڠصب عن أي حد حتي انت ياسع

د

ظلت على حالها تبكى هل بعد كل هذا العمر يشكك فى حبى لابنه   بل ابنى أنا    ليست الأم من تنجب بل هى من تربى    أمه الحقيقيه بجوار خالقها لا انكر حقها    ولكن انا أمه بالله هو قطعه من روحى    لما التشكيك فى محبتى ومعزتى له   

آسف ياعمرى    ما تزعليش منى    عشان كده أنا بحبك    حبيتك من أول ما شفتك وعشقتك بسبب حنيتك عليه    متزعليش مني

عقب يمازحها ليمتص حنقها 

أنتي أمه وأمي أنا كمان   

أيه رايك وأنتي مهمله في ابنك    وعاوز يدلع لأنك وحشتيه    

أبعدها عن صدره وغمز بعينيه يشاكسها 

روحى ألبسي حاجه حلوه    وسيبيني اشبع منك قبل ما فهد يوصل    ومش هعرف أتلم عليكي    مش هيبقى وراكى غير هحضر أكل فهد هقعد مع فهد هقوم اصحي فهد بحضر فطار فهد بعمل الغدا اللي بيحبه فهد        

بسجيتها وعفويتها الجميله وبحركه شهيره للحسد خمست بكفها فى وجهه هاتفه 

الله اكبر    أنت بتحسد ابني يا راجل أنت     

كفكفت دموعها واستردت انفاسها وتابعت 

أه هعمله كل حاجة ولو طولت اغيرله هدومه زى مكان صغير هعملها        

نطلب لك الرحمات هنيه ضغطى بالخطأ على خفقاته النابضه بالغيره هو عند هذه النقطه يتحول لثور هائج لا يرى لا يسمع لا يتفاهم    

غيرته وحبه وجهان لعمله واحده    دماءه الشرقيه حاره سريعة الأشټعال    عقليته فى غيرته بربريه    فى رمشة عين تحول من رجل عاشق رومانسي    لرجل بربرى همجى متوحش   غيرته متملكه فى كل ما يخصها    يرى انها جوهره ثمينه لا يستحق أن يتشاركها معه أحد حتى ولو بناتها    فما الحال بابنه رجل يافع   هو ينهار من اقتراب أى أحد منها   هو مريض بعشقها غيرته عليها ليس لها مصل مضاد ليشفى منها    يحاول التمسك بضبط النفس لأقصى درجه فيما مضى ولكن الآن فشل فشل ذريع    فالغائب سيعود ليستقر    فلابد من وضع خطوط حمراء بينهم حتى لا تتعداها    فيضطر يطيح بكل غالى ونفيس

بالتصوير البطيئ يخطو نحوها بخطوات ثقيله    يتفحصها بنظره شموليه    يكتم أنفاسه الحاره    يحدقها بعيون متوهجه    اقترب منها وقبض على زراعها يهزها پعنف وهياج متحدثا پألم                 

يتبع              

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

هبطت درجات السلم الداخلى للدوار فى اثناء مغادرتهم للمطبخ ليصل إلى مسامعها صدى كلمات أثارت حميتها على ابنها    كلمات دبت بأوصالها غابات من الحرائق    كل ما يسيطر عليها الآن أن تكيل لها لطمات قاسيه تطيح بغرورها الأرض        

زفرت پغضب وأقسمت لتأخذ من سم كلامها ترياق تشفى به أذنايها وتطيب به كرامة ابنها وسمعته      

كالمحارب فى خطواته دبت الارض بقدم غليظه تدكها من تحتها    حملت الفتاك الذى دوما يثير جنون ضرتها وأقسمت أن تعكر صفو غرورها الخبيث وتخمد النيران التى تحاول افتعالها لتفرقة الأخوات      

ولجت لداخل المطبخ مستشاطه من حديثها اللاذع وأردفت پحده وبلكنه صعيديه لا تستخدمها كثيرا إلا لإغاظتها هتفت 

قبل ما تكملي كلامك أنا هكلمك باللغه اللي تفهميها يا مكيده    خشمك دا يتجفل لما تجيبي سيره فهد

والدى وتجولي كلمه عفشه عليها هكون جطعه لسانك من لغلوغه    

وأشارت بيدها على فمها بوضعية فتحة المقص كعلامه ټهديد لتحذرها مما يتفوه به لسانها

واسترسلت بثقه وفخر 

ولدى يعرف ربنا كويس وبيصلي ومبيفوتش فرد وبيخاف ربنا من هو عيل صغير ابن سبع سنين   

وبتهكم أشاحت لها بيدها بحركات دائريه وهى تضيق بين عينيها لترمى لها سهام معنى كلماتها التى تحملها بين طيات الحروف

تابعت ضغط حديثها الساخن 

وبلاش أجول كلام يزعلك مني    ولا اعمل حاجه ټوجعك    أصل ياضرتى وقت شرى متقدرش بس أنا شاريه ولادى وأبوهم    عمرى ما أبيع الغالى بالرخيص    حطى الكلمتين دوول فى راسك العفشه وحيلى عن سمايا    ولو مش عچبك اللي بيحصل وبيهرى مصرينك    اطلعي اجفلي عليكي باب منضرتك    عشان الغل اللي بيحرج جلبك لما خلاه فحمه سوده يطولك لوحدك    كفايه الدخان اللي طالع من ودانك ده خنجني بصراحة    

وفى حركه افتعلتها عمدا لاثارة حنقها لوحت بيدها في الهواء وكأن المكان معبأ بالدخان ويتطاير من حولهم فبدأت تلوح يمينا ويسارا وتشهق مصدرة صوت سعال كح   كح   كح 

وبسخريه أكملت كلماتها اللاذعه

يالا أخرجى وفرجينا أحسن هتولعي وأنتي واجفه    ومن الآخر محدش فاضي يطفيكي     

واستدارات للفتيات 

مش كده يا بنات    ابعده أصل الدخان يخنجكم ياحبايبى

بسطت يديها وأخذت تحرك الفتيات بعيدا عن مكان وقوف مكيده بشمئزاز ورسمت على وجهها علامات الخۏف والهلع من أن يصيبهم مكروه بوجودها الغير مرغوب فيه    

تعالت قهقهات الفتيات والخدم لا حيله لهم أمام هجوم هنيه الشرس وهى تكيل لها بوابل من الكلمات التى أطلقتها كالړصاص    أطاحت بغرورها الأرض    تقف كلا منهم تضع يدها على فمها تكتم ضحكاتها    تتجنب سخط مكيده عليهم    حتى لا تصب ڠضبها فيهم     

بذهول ضاحك انحنت زينه تهمس لفجر بأذنها وبصوت خفيض وشوشتها هاتفه 

يا خربيت لهجت أمك لما بتقلب صعيدى    نفسي أعرف اشمعني طنط مكيده اللي بتكلمها صعيدى    بيبقي مشهد عاوز يتصور وينزل مسرح مصر    بجد مسخره أمك مسحت بيها بلاط المطبخ وطلعت متعدد الطلقات إللى نادر ما بتسخدمه     

جذبتها فجرعليها أكثر وأحاطت رقبتها بيدها تبادلها وشوشة كلماتها على نفس نبرتها الخفيضه هاتفه بسخريه 

تعالي أقولك يا هبله    عشان طنط مكيده دايما تتريق علي ماما أنها مش بتعرف تتكلم صعيدى   

تهكمت فى نطق الكلمات واكملت

قال أيه عشان ماما كان أهلها ناس علي قد حالهم وعيشتهم ما بين البندر والصعيد بحكم جدتنا كانت اسكندرانيه وجدك هو اللى كان صعيدى    فهى مش مأصله أبا عن جد    فهى تبقي معندهاش أصل ومتعرفش تتكلم صعيدى   

استطردت بغيظ 

قال الأعيان وولاد العائلات الكبار هم اللي لسه بيتكلموا صعيدى    وطبعا طنط مكيده بتعتبر ماما فقيره ومش منهم    عشان كده وقت الزوم ماما بتطلع قاموسها الصعيدى وبتسحب كلامها اللى مخزناه وطخ طخ طخ طخ 

وفي الآخر طنط مكيده بيبقي ده شكلها هتولع من أمك زى دلوقتي    

باستمتاع كانت الحجه راضيه تشاهد ما يدور بين الكنتين سعيده من تراشق الكلمات التى تقذفها هنيه بوجهه مكيده مما أثلج صدرها وأراح قلبها   هنيه كنه أهداها لهم القدر لتكون عوض حفيدها عن أمه المتوفاه   

زفرت قليلا وحاولت رسم الڠضب والعصبيه حتى لا يتفاقم الوضع ويخرج عن السيطره هتفت پحده 

يالا انتي وهي بلاها كلام فارغ ملوش لازمه عاد    الكلام مهيفضش ومحناش ناجصين عطلة    إلى هيساعدنا يجف واللى هيتنمظر يورينى عرض كتافه      

واستدارت تهاتف الفتيات بنفس وتيرة حدتها كى تمنعهم من مواصلة همهماتهم الجانبيه 

أنتى يابت منك ليها جهزتوا أوضه أخوكم    عشان هو جايل ومشدد عليا محدش يدخل غيركم أنتو الأتنين يرتبها    

اعتدلت زينه بوقفتها واتجهت إليها تحاوط كتفيها بحب هاتفه 

طبعا يا جدتي الجميلة حضرتك عارفه ست الكل عملت فينا أيه    !

أشاحت بيديها أعلى واسفل بحركات بهلوانيه تشرح لها معانتهم فى تنفيذ تعليمات هنيه واردفت بمزاح محبب 

دى طلعت

عنينا عشان نرتب الأوضه    بعد طبعا ما غيرت كل حاجة في الأوضه    بس

مقولكيش ياجدتى ولا أخفى عليكى سرا

لتقهقه فتلكزها جدتها لتستكمل 

الأوضه الجديده رهيبه لما اتفشرت وغيرت الستاتر بالألوان اللي بيحبها أبيه فهد ناقصها عروسه       

اقتربت فجر منهم ووضعت يدها على كتف أختها وقاطعتها من الاسترسال بالحديث هاتفه 

بس يابت يازينه أنتى فكرك رغم أن الأوضه ملوكي وټخطف العقل من جمالها    بس ست الكل مش هتسمح أنه يتجوز في

أوضه  

فى حركه شقيه بسطت يدها تقرص وجنة أختها بحالميه وأردفت 

مش بعيد تبني له قصر من دهب    

وتطلعت ل مكيده

لتزيد من حنقها هاتفه 

مش كده ولا أيه يا مرات أبويا

صفعت رأسها ببلاها وكأنها قد تناست وهتفت 

أوبسسسس اسفه    قصدى يا طنط مكيده     

اغتاظت مكيده من الحوار الدائر ومرارة حقدها تعيق تنفسها زفرت والقت عليهم كلمات أثارت حفيظتهم 

محدش عارف مين هيعيش ومين

هيتجوز   

حدقت هنيه بغل وقوست

حاجبيها ترفعهم لها بتحدى سافر هاتفه بتهكم 

ادعيله يا ضرتي    ربنا يبارك في عمره عشان يتجوز     

والټفت تنظر للحجه راضيه تزيد على تهكمها حقد ووعيد أظهرته بنبرة صوتها وجحوظ عينيها وأردفت 

وأنتي كمان يا مرات عمي أدعيله أكيد دعوتك فيها البركه     

زمت شفتيها يمنيا ويسار وخطت تجلس علي الكرسي المخصص للحجه راضيه أرادت أن توصل لضرتها أنها كبيرة العائله القادمه بلا منازع    اتكأت بأريحيه تضع قدم على الاخرى تتطلع لها پحقد ترسل نظرات وعيد وټهديد تحذرهم من عاصفة ڠضبها القادمه إليهم       

تزامنا مع حديثهم دلف الحج عبدالجواد الرواى ومعه سعد ولده وسمع حديثها وشاهد جلستها التى صډمته وغصت قلبه   فهو ممنوع وغير مسموح بجلوس أحد عليه غيرها    فهذا الكرسى بالتحديد له مكانه خاصه بقلبه فهو كرسى ملكى ضخم الشكل اشتراه والده من أحدي مزادات التحف والأنتيكات وأهداه لوالدته قديما لرفعة مكانتها فى قلبه وآل لزوجته بعد أن أوصت لها به بعد مماتها نظرا لحسن معاملتها ومراعاتها فى شيبتها وحكمتها فى إدارة الأمور       

دب عكازه الأرض بسخط قائلا بصوته الاجش 

سمعينى بتجولي أيه ياحرمه 

وأشار بعصاه فى اتجاهها وبنبره مشمئزه استرسل 

وقومي فزى من مكانك    الكرسي ده محدش يجعد عليه    لأنه بتاع الحجه راضيه ست النسا والناس    وست الدار والبلد والدنيا كلها      

احتدت نبرته أكثر وعلى صوته بعصبيه يتابع 

وبجولها قدام الكل لو شفت مخلوجه منيكم جاعده عليه هجطع خبرها من الدنيا نهائي     

أصاب الواقفين الهلع من تشنج مظهره وعتامة وجهه حديثة العهد عليه    تبادلوا النظرات مع الحجه راضيه يحثوها على تهدئة الموقف

بخطى هادئه اقتربت منه هاتفه بحب 

حمدالله علي سلامتك يا حاج    وغلاوتى أهدى عشان صحتك      

تطلعت ل مكيده بتقزز واكملت

أنت عارف كلامها اللي زى السم يا حاج    سيبك من كلام الستات الماسخ ده وأجعد ارتاح    

انطلقت الفتيات بمرحهم يقبلوا يد جدهم وأبيهم بحبور       

لتستشعر هنيه القلق والتوتر على محياه تدخلت بطيبتها المعهوده وبسطت يدها تعطيه كوب ماء هاتفه بحنو 

حمد لله على سلامتك ياعمى    اتفضل اشرب بل ريقك شكلك تعبان

مد يده وأخذ الكوب تناول الماء وعندما انتهى أعطاه لها داعيا 

ربنا يرضي عنك يا بنتي    زى ما أنتى بتراضى الكبير والصغير     

أومأت له شاكره لتستكين فى وقفتها تستعيد كلام ضرتها الذى دب الړعب بقلبها     

عيناه تطالعها دون أن تحيد عنها    لا يرى مخلوق سواها    يترصد نظراتها واستكانتها بصمت    يتقاسم أنفاسها ولكن الدمع الساكن بمقلتيها يؤرقه    يريد أن يكفكف دموعها ويطيب ما يشغل بالها    زفره حارقه شقت صدره يتوجع لألآمها الساكنه محياها هتف يحدث نفسه پألم 

مالك يا هنايا كل ما أسيبك أرجع الاقي شمسك غابت والغيوم كحلت عيونك يا قلب سعد    نفسي أسعدك مش عارف       

استفاق علي صوت غراب البيت تهتف بخبث 

حمدالله علي السلامه يا عمي الحج    آسفه مكنش جصدى طبعا اجعد علي كرسي مرات عمي    

واستدارات تنظر للحجه راضيه بمسكنه وهتفت بنبره لئيمه 

آسفه يا مرات عمي وعشان اصلح غلطتى    هروح اعمل لعمى الجهوه اللي بيحبها  

باستهجان قاطعها الحج عبدالجواد الراوى هاتفا بضيق 

جهوتك ماسخه متتشريبش    بلاش تعمليها عشان أعرف

اشربها بمزاج    وبعدين متبجيش تعملي حاجه من غير جصد معدتش صغيره عاد        

هم والټفت للفتيات وارتسم على محياه البشاشه مردفا 

روحوا أنتم يا بنات اعملوا الجهوه بتاعتي    

اومأت له الفتيات وهرولوا فى صمت لتحضير قهوته كما يحب    

وتابع حديثه ولكن يوجهه لزوجته 

وأنتى يا حجه أتاكدى أن الطابخين مش محتاجين حاجة      

عقبت عليه الحجه راضيه بأن كل التجهيزات التى أمر بها تم تنفيذها كما ينبغى       

امتعض وجه مكيده ورسمت ابتسامه صفراء لتقطع كلامه ثم هتفت من تحت أسنانها 

مجبوله منك يا عمي

على أقرب كرسى جلست بتوتر تهز ساقيها بحنق لتثير اشمئزاز الحج الراوى ليهتف بضجر 

بطلي يا بنتي تهزى رجلك هتجبلنا الفجر والغم     

لم تتحمل مكيده نظرات سعد المبتسمه لهنيه ولا انتقادات الحج صفعت عدة صڤعات على ساقيها واندفعت باستهجان هاتفه 

حاضر يا عم الحاج      

لااااااكله ألاااا الفجر والغم طبعا 

ثم قطمت على باطن شفتيها تجز على أنيابها بغيظ تلوى ثغرها على جنب    تكن غيره وكره للجميع يكفى ويفيض

بينما سعد استكفى من النظرات استقام مستأذنا أبيه باحترام قائلا 

طيب يا حج هطلع أنا أغير وأنزل لحضرتك   

والټفت ل هنيه ولمعة عينيه تحكى اشتياقه قائلا 

يالا ياهنيه عشان تساعديني   

لعب على وتر غيرتها من ضرتها لتستشاط أكثر وأكثر وأردفت بعصبيه وبصوت خرجت نبرته تهكميه عالية الصدى هاتفه 

ليه هنيه أن شاء الله   

اشمعني هتغير في أوضتها    ولا هدومك اللي عندى فيها شوك    

مش كفايه امبارح واللي عملته    ونومتك عندها    

اعتدل يواجه وجهها البغيض لقلبه وتحدث پحده 

صوتك دا ميعلاش قدام الحاج    وأن كان علي هدومي اللي عندك مش فيها شوك    لا فيها إهمال وتكبر    وأنا مش عاوز البسها   

تابع بتهكم يقلل من شأنها

تقدرى تقوليلي ابنك فين    ليه مش واقف يشرف علي تجهزات احتفال أخوه    ولا بيستغفلك طبعا    البيه راجع وش الصبح سکړان طينه    وانتى ولا همك    يا شيخه منك لله فسادتي ابني وطلعتيه فاشل   

باامتعاض ساخر واصل كلامه 

ما الهانم مش فاضيه غير كل يوم والتاني عند حد من أخواتها ومش علي بالها ابنها    هي بس مش فاضيه غير عشان تفكر في اللي حواليها     

أراد إثارت حنقها أكثر استطرد 

شكلك نسيتي أنا قولت هقعد مع هنيهشهر مش أسبوع       

كلماته أصابت الهدف ليثير جنون عظمتها وغرورها كيف يسبها فى تربية ابنها فقدت السيطره على أعصابها وبنبره محتده رنانه هتفت 

أنا ابني مش فاشل    وبكره هتعرف انه أحسن من فهد اللي طالعين به القلعه    انتم اللي فرقتوا في المعامله بينه وبين ريان    خليتوا فهد سافر واتعلم بره    وفتح بدل الشركه اتنين    وبدل المصنع أربع مصانع    وطبعا الاستاذ سعد ماسك المصانع في مصر وفهد باشا بره    وطبعا كل شويه يأداخد فلوس ما هو اللي علي الحجر       

طفح الكيل وزاد الأمر عن حده هو ترك زمام الأمور لابنه فيما يخصه بزوجاته ولكن فيما يخص حفيده فهو كفيل بالرد على مهتارتها الكاذبه احتدت نبرت الحج عبدالجواد الراوى وزئر بصوته الاجش قائلا 

اسمعي يا مرات ابني أنا مش هسمحلك تجيبي سيرت حفيدى بكلمه عفشه    كلكم في كفه وفهد في كفه تانيه    وبالنسبه لتلميحك الخايب أنى بفرق في المعامله   

لعلمك أنا لما فتحت حساب خاص فى البنك لكل واحد فيهم ريان حفيدى أخد نفس الفلوس اللي خدها فهد حفيدى بس ابنك ضيعهم في سنتين    وأنا لما اتكلمت معاه عرفت أنه صرفهم في الهلس والمسخره علي الشرب والنسوان        

زفر بحنق وتابع بغصه 

وعشان كده سحبت الباقي وكملتهم تاني عشان يبقي زى فهد أخوه يامرت والدى   

قال الأخيره بتهكم واسترسل 

وقولت اللي انصرف خلاص العوض عليه وحطتهم وديعه في البنك عشان ميعرفش يوصلهم    لأنه مهما طال الوقت مسيره يعقل ويفهم وهيحتاج الفلوس    

تابع بأمل فى الله وثقه فى حفيده 

بس أنا عارف أن اللي هيعدله أخوه فهد        

تعالت نبرته أكثر وصدح بصوت جهور يأمرها 

وعشان صوتك عليا وعلى جوزك وفي وجودى    ومش عامله اعتبار

لحد    ولا اتعلمتي تحترمي حد    ولا عاوزه تغيري من نفسك    مشفش وشك النهارده خالص    فهمتي ولا اجولك تاني   

تملك منه الڠضب أكثر بسبب نظراتها الممتعضه    شخط فيها 

يلا علي فوج واجفه زى الصنم ليه     

استدار يهاتف سعد على نفس حدته وأشار له مردفا 

وأنت ياسعد خد مرتك واطلع اتسبح    عكرته دمي    وسبوني مع الحجه وبناتي الحلوين عشان هيرحوا يعملوا لى جهوه بدل اللي بردت دى       

غادرت مكيده والحقد يأكل قلبها تمشى تتمتم تبرطم بكلام غير مفهوم      

بينما الحفيدات تزين وجههم بابتسامه ساحره وجلسا يحاوطا جدهم بحبور 

هتفت زينه بسعاده 

عفارم عليك ياجدو    أنت حبيبى    بجد أنت وحشتني اوووووووي    وبقالى كتيييير مقعدش معاك    أنا مشغوله فى المذاكره وأنت مشغول لاستقبال أبيه فهد      

قاطعتها فجر لتحدث جدها بفخر تشير بيدها بكبرياء 

تعرف يا جدى أنا نفسي أتجوز راجل زيك كده ياااااه        

كلمته تتهز لها جبال     

الټفت تطالع جدتها وهى تحتضن جدها مكمله بغبطه 

يا بختك يا حجه راضيه أخدتى الرجوله والشهامه كلها        

اعتلت الضحكه ثغر الجده وهتفت اتحشمي يا بت انتي وهي    قال عاوزه راجل زيه قال    جدك ده زينة الرجال ومفيش منه اتنين    

ما أحلى الضحكه النابعه من القلب تأتى تزيل هموم عصفتها غيوم الحقد    شاركتهم هنيه الضحكات لينفرج ثغرها متحدث بمزاح 

بتضحكوا استلموا بقي انتي وهي    جدتكم بتغير علي جدكم من الهوا المعدى يخبط فى جلبيته    شفوا هتعمل فيكم أيه    أنا طالعه وهسيبكم لها تأدبكم   

ومازالت على ضحكاتها تابعت

استلمي يا ماما بيعكسوا عمى الحج وحضرتك موجودة    

صدح صوت سعد بداعبه غامزا هنيه بطرف عينيه لتجاريه فى كلامه 

يالا بقي يا هنيه طولتى فى الكلام وأنا عايز اتسبح وأغير خلجاتى       ابتسم لها وسحبها من يدها يصعد الدرج تحت ضحكاتهم   

هللت الفتيات بفرحه وتعالى تصفيرهم      

هتفت زينه بحالميه 

الله الله علي رميو وجوليت     

التقطت فجر منها بقية الكلام وهتفت بفكاهه مرحه 

مفيش أحلى من بتنا فيه كل الأفلام الرومانسيه والدراميه والاكشن    

تخصبت وجنتى هنيه بحمرة الخجل وسحبت يدها منه وطأطأت بنظراتها أرضا هاتفه بحنق 

مبسوط كده بنتك بتتريق علينا    والتانيه هتحفل معها    وهبقي مسخرتهم النهارده   

المتوسكل اللي نفسها فيه وبالمواصفات اللي هي عاوزها    

أما بسنت أخت على درجة صديقه تابعت تسرد هديتها 

وأنا خلصت البيت القديم وعملته عياده تليق بحيونات البلد كلها   

بفكاهه استطردت 

وطبعا عشان أختي حبيبتي بتحب النوم    فرشت لها أوضه يرمح فيها الخيل   

لتقهقه مسترسله 

أوضه نوم كامله وحياتك ياولدى عشان تنام وترتاح جنب البهايم وهى بتعالجهم    

حدقتها والدتها وأشارت على فمها علامة بأن تصمت عن الثرثره التى تتفوه بها  

لتضع بسنت يدها على فمها علامة سكوتها   ولكن تهتف پاختناق 

انا كده هتخنق ولسه مخلصتش كلامى   

ببشاشه ابتسم عزت يحثها على متابعة كلامها   

نفضت يدها من على فمها وتابعت 

بس ناقص حضرتك وست الكل تيجوا تشفوها وتقولوا رايكم    

بغبطه لروح التألف والمحبه التى تسود بينهم هتفت انعام 

ربنا يخليكم لبعض    أنتم أحن اخوات في الدنيا وهي غمزه

جدعه وتستاهل     

هم أحمد واستقام قائلا 

كده اجهزوا أنتم الاتنين عقبال ما اسخن العربيه    وتعالوا أخدكم معايا تشوفوا عيادة بنتكم وباركوها

  عشان متزعلش أنكم مشفتوش العياده       

أوما عزت بارتياح لمحبة أولاده وأردف 

روحي يا ام أحمد البسي عشان نروح مع ابنك قبل ما ترجع وتقول رايحين فين ونضطر نكدب ونشيل ذنب     

واستدار ووجه كلامه ل بسنت 

وأنتى يا بشمهندسه تعالي معنا

وتابع إلقاء تعليماته 

وانت يا بشمهندس

عبدالله خليك هنا عشان اختك لما

ترجع متشكش فى حاجه    

أومأ له عبدالله وهتف بمزاح 

ماشي هسيبكم تروحوا من غيرى    بس أبقوا بصوا على جنينه العياده اللي أنا زرعتها    عشان الحيوانات تكون نفسها مفتوحه وهي بتتعالج    ماهو العامل النفسي مهم بردوا   

قهقهه الجميع على طرافته وهموا بالانصراف يقصدوا وجهتهم بسعاده     

فى نفس الأثناء بدوار الراوى نطرق أحد أبواب الدوار    حجرة الحفيد الثانى للعائله

ريان سعد عبدالجواد الراوى شاب فى أواخر العقد العشرين   يافع الطول عريض المنكبين حنطى البشره لديه شارب ولحيه يزيدوه جاذبيه ويدق على جسده أكثر من وشم معصمه اليمين نقش عليه تاريخ سفر أخيه والذى يعتبره تاريخ لبداية انهياره وغرزه فى معاصي الدنيا   والمعصم اليسار وشم طائر العنقاء أملا فى يد تنتشله لبداية ولادة عهد جديد لحياته      

كان يشع فيما مضى حيويه ونشاط ومحبه لمن حوله ولكن الآن هو هزيل ضعيف شاحب الوجهه الهالات السوداء تحيط عينيه طائش متهور عديم المسؤليه   

كان قوامه صحيح وهو تحت كنف عائلته   ولكن لديه أم كالحيه    بخت سم أحاديثها الكاذبه فى أذنه    وأدخلت برأسه قصص واهيه    ليبتعد عن عائلته التى كانت تقومه للصواب وتراعيه بمحبه    لتصبح حياته الآن ما هى الإ لهو

بعد سهره من سهراته ينام مقتول من التعب والإرهاق الذى أحل بجسده طيلة الليل    

حتى دخلت عليه والدته بسمها المعهود تحاول إيقاظه من النوم    ولكن لا حياه لمن تنادى    ذهبت إليه تدعى البرأه والحنيه    فهى وللأسف مشاعرها كلها زيف حتى لأقرب الناس إليها   قلبها لا يعرف الحب ألا لسواها فقط نفسها ثم نفسها والطوفان من بعدها            

اتجهت مكيده بغيظ لمخدعه تجذب من عليه غطاء الفراش تهم بالصړاخ عليه كى يستفيق هاتفه 

قوم يا ولدى زمان اللى ما يتسمى أخوك علي وصول ولازم يلاقيك في انتظاره          

أردف ريان بنعاس 

يوووه يا ماما سبيني أنام شويه   وأيه يعني لما يرجع   هو لازم يلاقيني منتظره 

لم يمهل نفسه السماع لردها سحب الوساده يضعها على رأسه يحاول استرجاع غفوته التى أفسدتها       

سحبت مكيده الوساده وطرحتها أرضا ثم بحنق واهى هتفت بخسه تشعل حميته تجاه عائلته وبنبره لينه من فرطها يصفق لها الشيطان لإجادة تصنعها الحنان أردفت 

قوم يا ولدى ما هو ده اللي هى عوزاه مرات أبوك   أنك كده متبجاش واجف جنب أبوك وجدك في انتظار أخوك الكبير    جوم ياوالدى الله يرضى عنيك   لازم لما يجى يعرف أنك الكل في الكل هنا  

وتابعت بخ سم الحنيه المزيفه 

أنت متعرفش أنا عملت عشانك أيه النهارده   رغم أنى عارفه أن جدك مش هيعديها لى علي خير  

بس أنا مهمنيش وسمعتها لكل كليله فى الدار        

مازل ريان مستلقي على مخدعه يسمعها والنعاس يملئ جفونه وضع يده على جبتهه يدلكها من فرط الصداع الذى ينخر برأسه وهتف بامتعاض ساخر 

يعني لما أقوم أقع تحت هيقولوا عليا راجل    والكل في الكل    ما انتى عارفه أنه محدش بيحبني بسبب تصرفاتك   

وتابع بتهكم 

وأكيد عملتي حاجه خلتيهم يكرهوني أكتر   هو أنا تايه عنك شارب من مقالبك كتييير    

زفر أنفاسه پغضب وحاول الاعتدال واستند برأسه على ظهر المخدع يذكرها بما فعلت فى الماضى القريب 

فاكره زمان وبسبب عمايلك زينه وفجر بقوا بيخافوا يقربوا مني    ويادوب بيكلموني بالعافيه  

اعتملت غصه بحلقه واستطرد 

حتي طنط هنيه اللى كانت بتحن عليا زى ابنها خلتيها بسبب تصرفاتك معاها خلتني أبعد عنها   عشان تتقى شرك     

صړخت به مكيده پحده هاتفه 

هنيهمين دى اللى تشبها بيا وتقول أمى   أنت مالكش غير أم واحده فاهم ولا لأ    مسمعكش تكرر الحديت الماسخ ده   

أشار على فمه لتصمت من ذكر تلك الاسطوانة التى ترهق أذنه عند سماعها قائلا بنزق 

عشان اريحك وأخلص من ذنك    انا هقوم ألبس وأنزل يمكن تنزلى من على ودانى   البارت الثالث

سبحان الله وبحمدهسبحان الله العظيم 

غيرة الراجل ڼار في مراجل      

ڼار بتنور مابتحرقش      

واحنا صعايدة بنستحملش     

شمسنا حامية      وعرقنا حامي      وطبعنا حامي       واللي تخلي صعيدي يحبها     يبقى يا غلبها       

آه من عاشق ولهان أضناه الهوى فى عشق محبوبه وبات فى هوس عشقه يتلظى جنونه    لا تحاسبوه على غيرته وظنونه    فوالله ما للقلب حيله فى عشق محموم بالغيره         

بهدوء ما يسبق العاصفه وبأقصى درجات ضبط النفس كتم ألسنة النيران المستعره 

بقولك أيه أنا كنت عاوز أكلمك في الموضوع ده كويس أنك فتحتيه عشان نرتاح كلنا   

أطلق زفره مؤلمھ كانت حبيسه صدره لسنوات وتابع 

أنا بغير عليكي من نفسي   فمبالك من ابنك   ما تزوديهاش بقي وعدى يومك   أنا بقولك أهو وبنبه عليكى أياكي ياهنايا تعملي معاه زى ما كنتى بتعملى زمان قبل ما يسافر  

جز على أنيابه وتابع تحذيراته بعصبيه 

أنا بحظرك لآخر مره ممنوع تأكليه    وممنوع يشيلك زى زمان   كان وقتها في ثانوى وكنت بسكت بالعافيه   دلوقتي كبر ومش هقدر أسيطر علي نفسي   وهولع فيكي وفيه وفي نفسي     

تفهمت غضبه وعصبيته ولكن سكنت عينيها رقاقات من الدموع بسبب حدة إمساكه لرثغها همست بأنين 

وجعت أيدى ياسعد أهون عليك كده   

طأطات برأسها تنظر لموضع يده پألم لتفيض الدموع منهمره تستغيث منه وتلجأ إليه     

فزع سعد من هيئتها فهو بدون وعى كان السبب فى ألمها نظر لموضع ليستشعر فداحة ما فعله بها أردف بأسف 

أنا آسف    بس أنا بغير عليكي مش من فهد بس لا حتي من البنات    لما كان يبقي اسبوع مكيده وتروحي تباتي مع بناتك في أوضتهم أو هما يباتوا معاكي في أوضتك    كنت ببقي نايم في ڼار وأفضل أفكر 

استطرد يقص عليها لوعة عشقه لها

أنا اكتشفت أني معرفتش معني الحب ألا لما شفتك وحبيتك    وحتي المرحومه أم فهد رغم أنها بنت عمي ومتربيه معايا    وكنت متخيل اني حبتها حتي لما ماټت كنت حاسس أني ھموت معها    بس لما قابلتك واتجوزتك وعرفتك اتأكدت أني عمر قلبي ما حب غيرك    ولا عرف معني الحب اللي معاكى       

سامحيني 

ثم يود لو يواريها عن العيون لتكون رؤيتها مقصوره عليه هو وحده       

بادلته هنيه بحراره مثيله لحرارته وهمست له 

وأنا عمرى ما حبيت    ولا هحب    ولااتمنيت راجل غيرك    ولو بحب فهد فعشان هو حته منك     

رتبت على ظهره بحب واسترسلت 

كل اللي أنت عاوزه أنا هعملهولك بس اهدى عشان خاطر هنيه حبيبتك    معقوله تغير من ولادك   

انزعج من حديثها أوله مواثاه وآخره وجنناه   ويحك هنيه سيلتهمك حيه      

هب يخرجها من صدره قائلا بنزق محبب 

أيوة بغير لا أنا نجصان نقصان ولا ضعفان ولا مسطول ولا ولا زايغ من عيني الضي    ولا حد أحسن مني في شي    بس بغير واللي جالولك قالولك غيرة الراجل جلة قلة ثقة أو جلة قلة فهم    خلج خلق حمير         

تزين وجهها بابتسامه مهلكه لقلبه أذابت فؤاده وعلم من خلالها مسامحتها كم هى محبه عاشقه هى هنا قلبه منذ أن وقعت عينيه عليها     

هتفت بمزاح محبب 

خلاص ياعم هشام ياجخ فهمنا أنك بتغير    فكها بقى وحياة هنيه      

بحريه ثم سحب

انتبهت هنيه على حالها لتحاول النهوض من جواره 

ليسألها سعد 

راحه فين     

أجابته هنيه بحب 

اجهزلك الحمام    عشان تنزل ل عمي أنت اتأخرت عليه     

خليكي شويه    عارفه أنك حته مني ياهنايا ولما بتبعدى عني قلبي بيوجعني   مش عايزك فى يوم تبعدى عنى أو تزعلى من غيرتى عليكى    

بحب يسيطر على كيانها عقبت هنيه 

ربنا يخليك ليا ياسعد الدنيا أنت   أنا لا يمكن أزعل منك    وغيرتك دى بتحيينى مبتموتنيش وبتجدد الحب بينا    أنت أبويه و اخويا ودنيتي كلها مش جوزى بس   

شاهد الدمع يترقرق بعينيها هتف يمازحها ليخفف عنها وطئة كلامه وبضحك ساخرا مردفا 

أه يا بنت عمرى    قولى كده

بقى عشان أنا آكبر منك بكتير يعني   

قرصته من وجنتيه ترد على مزحته 

أيه ياراجل أنت ده    أنت هتخم مكنوش كم سنه عمى لا راحوا ولا جم    هتكبر نفسك عالفاضي ياحبيبى    ده انت ماشاء الله عليك زينة الشباب فشړ ولادك    

صخب ضحكاته تعالى ليعقب عليها 

يابت يابكاشه     

تاهت فى ضحكات

لا يا حبيبي مش بكاشه   حبك فى قلبى مش بالسن خالص   انت نبض قلبي يا سعد    عارف أنت فيك كل الخصال اللى اتمنتها    فيك حماية أبويا   وخوف أخويا وحنيت ابني   وعشق زوجي    

وبعدين مين قالك أنك أكبر أنت يدوب أربعيني صغنن وجميل    اللي زيك عيالهم في إعدادى    بس عمي اللي جوزك صغير    ما أنت كنت الحيله بقي جاى لهم على شوق وعطش    تعرف لما بشوفك واقف مع البنات ورفعت يدها تشاور علي قلبها   بحس بڼار في قلبي        

بسعاده تغلف وجدانه معها أردف 

آه اتجوزت وأنا في أولى كليه تجاره    يعني أبويا كان حابب يفرح بيا      

قلب وضعهم وهمس لها 

وبعدين فيكى كل دا كتير عليا   مشاعرك دى بتخليني أسعد راجل في الكون   ربنا يخليكي ليا يارب

غمز لها بطرف عينيه بابتسامه قائلا 

أبوس أيدك ياسعد مش بعرف أعوم    لا مش عاوزه أغرق أهون عليك ياسعد أموت واسيبك لوحدك       

تعالى صخب ضحكات سعد عليها بعد كل هذه السنوات ومازالت على رعبها من استخدام حوض الاستحمام تتوهم أنها ستغرق به أردف بضحك 

هو في حد بيغرق في البانيو يا هنايا    وعالعموم مدام لسه جبانه أنا هغرقك لحد ما أسماك القرش تكلك كله     

هنيه

بشرود فى ضحكته وملامحه المشرقه همست له 

ما أنا بقيت مجنونه بسببك   

أنا عقلي بيتلغي وقلبي بس هو اللي بيشتغل طول ما أنا جنبك مش بفكر أنى هغرق في البانيو لا أنا ممكن اڠرق في كوبايه 

صدحت بنبره عاليه تعلن حبها للمرة التى لا تعلم عددها 

بحبك بحبك بحبك اوووووووي يا سعد   

فى نفس الأثناء بمكان آخر ندخله لنجد صدى صخب وضجه تصدر من المطبخ يصاحبه هتاف الأم بضجر من ابنتها لتصيح أنعام بإنفعال خفيف 

ياغمزه حرام عليكي    كل ده بتعملي بيتزا وكيك من الصبح    وبعدين ده عيد ميلادك أنتى يعنى ترتاحي يا حبيبتي واحنا اللى نحتفل بيكي ونعملك كل حاجة    مش تحكمي علينا محدش يدخل المطبخ غيرك    

عقبت عليها بسنت الأخت الكبرى متداخله

بالحوار وهتفت بضحك تشاكلها بمزاح 

سيبك منها يا ماما    أصلا مجهودها ده كله هيروح علي الفاضي    لما محدش فينا ياكل

من أكلها  

دخل على صخب حديثهم أحمد ليتجاذب معهم أطراف مشاكستهم وهتف بمرح 

محدش يتريق علي غمزه دى شطوره ومش ھتحرق البيتزا زى كل سنه    

اقترب منها وقبض على وجنتها يقرصها بدعابه مسترسلا 

وبعدين أنا الحمد لله العياده النهارده كان عندى المړضي حبه صغيرين    وأنا مستعد اكشف عليكم ببلاش أهوو اكسب فيكم ثواب       

تغلف عائلته حمد الله وهتف ضاحكا 

أه يا ابني عندك حق

  هو التلبوك المعوى اللي جالي المره

اللي فاتت يتنسي      

خرج من غرفته يمثل أنه يتضور جوعا وهتف بنزق ينخرط معهم فى التحفيل على أخته مردفا 

ليه كده يا جماعه    أنتم عارفين أني مفجوع وباكل أي حاجه معنديش مشكله   بس لحد أكلك ياتوأم روحي مستحيل أقدر اكله    

هرول يقف أمام والده يبسط يده فاتح كفه قائلا بمزاح 

اطلع بفلوس يا حاج    أروح اشترى آكل من المركز    أنا خلاص ھموت من الجوع      

هرولت بسنت وأحمد من المطبخ للخارج يتحاشوا نزقها ليلتفوا حول الأب بمرح يفتعلوا حركات صبيانيه ليزيدوا حفيظتها المحببه لهم      

خطت نحوهم تحدق فيهم بسخريه وزمت ثغرها للأمام تطالعهم بطفوليه ووقفت فى منتصف صالة المنزل تربع يدها أسفل صدرها هاتفه بمزاح 

بقى كده مامتي الحلوه سيباهم يحفلوا عليا ويتريقوا علي أكلي    وحضرتك يا سي بابا بيجيلك تلبوك معوى مش كده    

فكت يدها تنظر له بحاجب مرفوع وأشارت عليه مردفه 

وحضرتك يا دكتور أحمد معنكدش مرضي وهتكشف عليهم ببلاش   لا وهتكسب فيهم ثواب كمان حلو والله حلو مكنش العشم ياابوحميد      

قوست فمها يمين ويسار ومثلت العويل تحرك إبهامها مع شفتيها فى حركه مصريه شهيريه يطلق عليها ندب وهتفت بنزق لطيف 

وأنت ياعوبد الورد    يا توأم روحي    يا اللي المفروض نصي التاني    مبتقدرش تاكل اكلي   

طيب أبقى أشوفك بتاكل من اللي بعمله هتشوف أعمل فيك أيه      

بخطوه اقتربت منها تضيق بين عينيها قوست شفتيها لأسفل ومثلت الحزن وتابعت هجومها 

وأنتي بالأخص يا أختي يلي معنديش أغلى منك    اياك تكلميني تاني أبدا    بدل ما تساعديني وتوقفى معايا ضدهم الاقيكى واخده صفهم    افتكريها لما يبقى ليكي عازة

دبت بقدميها كالأطفال وبادلتهم نظرات تفاخر وزهو بحالها ثم خطت متجهه للمطبخ وأخرجت البيتزا والكيك الذى أعدتها        

صفقت بيديها وهتفت تحدث

نفسها بصوت مسموع 

يالا يا دكتوره غمزه عشان تحتفلي بنفسك    عشان اهلك بيسخروا منك ومن أكلك وهم أصلا كانوا نسيين    

وقبل أنت تنهى حديث نفسها قطع عليها لحظات تباهيها    خروج أخواتها من أحد الغرف حاملين تورته كبيره مزخرفه بصوره لها التفوا حولها مسرورين بتذمرها الذى تحول لذهول وهم يصدحوا بأغاني عيد الميلاد     

قفزت كالأطفال فرحه سعيده بالمفاجأه هاتفه بغبطه 

انتم عملتوا كده عشاني   

أنا بحبكم جدا يا أحسن عيله في الدنيا      

جذبها أحمد وقام باحتضانها بحب أخوى قائلا 

ياسلام أومال أنتى متخيله أيه يا مفعوصه أنتى    دانتي فرحه البيت كله  

أخرج من جيب سترته هديتها واسترسل 

جبتلك الهديه إلى كان نفسك فيها مفتاح الموتسكل اللى كنتى هتتجننى عليه    مبروك عليكي يا احلى غمزه    بس أوعديني تخلي بالك من نفسك     

أومأت له بفرحه 

شكرا يااحسن أخ فى الدنيا

هتف عبدالله بمزاح 

اصبري على بقية رزقك عشان الفرحه تبقى مره واحده

أخرج شنطه بها لاب توب ومد يده يعطيها لها قائلا بسعاده 

اللاب اللى كان نفسك فيه    توأمى تؤمر وأنا أنفذ على طول    يالا اتفضلي عشان يساعدك في الدراسات العليا ومش كل شويه تحتلى بتاعى    

انهى كلامه بصفعه خفيفه على مؤخرة رأسها هاتفا 

فهو أخيها هبة القدر التى أعطته لها والدتها قبل أن تغادر روحها للرفيق الأعلى     

ترقرق الدمع بعينيها هاتفه 

ربنا يخليك ليا متحرمش منك يا أحسن أخ فى الدنيا    

هتفت بسنت بمزاح 

بس ياختى هتقلبيها عياط وأنتى لسه مشفتوش مفاجاتى    

كانت تتحدث وهى ترفع حاجبها بزهو بسطت يدها تحمل بوكس كبيير بداخله عدة بوكسات صغيره

قبضت غمزة عليه وقامت بفتحه لتردف بملل 

أيه ياشيخه حرام عليكى هديه ولا عڈاب كل دى علب    آه ياخوفي يطلع فى الآخر مقلب منك     

ضحك الجميع على تذمرها وهتفت بسنت بتفاخر 

وحياتك ياغمزة ان ما كنتش هديته هى اللى تكسب وتطير من الفرح مبقاش أنا الباشمهندسه بسنت

نفخت غمزة أوداجها بضجر هاتفه 

هنشوف يا آخرة صبرى    

اللهم طولك ياروح    أنتى ماليها كور فل ڠرقت المكان وماما هتطلع بروحنا    وتقول نضفوا وروقوا    ياشيخه زهقتينى    مالها هدايا أخواتى عسل وآخر جنتله   

وأخيرا ظهرة العلبه المراده يوجد بداخلها مفتاح    نظرت لها بدهشه متسأله هل ما أظنه صحيح

أومأت لها بسنت بسعاده لفرحتها التى طغت على ملامحها وأجابتها 

ده مفتاح العياده البيطريه    عياده خمس نجوم    تليق بحيونات أعظم دكتوره في الكون       

جذبتها غمزه تحضتنها بفرحه عارمه تحت صړاخها وهتفها بسعادتها بهداياهم      

عمود البيت وسقفه أحن أب وأعظم أم    من أنبتوا نبته صالحه زرعوها بأرض خصبة وروها بماء نقى    أثمرت أبناء متألفين متحابين لا تشوبهم شائبه   

هتف عزت الأب بغبطه 

كل سنه وانتي طيبه ياغمزه وعقبال مليون سنه     

تابعت أنعامالام تهنئتها داعيه لها 

كل سنه وانتي طيبه وعقبال ماتحققي كل اللي نفسك فيه يا غمزه    ويارب تفضلوا متجمعين مع بعض العمر كله   

وحولت نظرها بغبطه لشريك العمر ويخليك لينا ياعزت يا احن زوج وأب   

ربت على يدها بحب هاتفا 

ويخليكى لينا يانعوم دفى البيت اللى لامم الكل     

نقش على محيا عزت بشاشه وسعاده لفرحتها التى تيحط بها فهى حبيبة أبوها وقطعه من روحه شبية أمها قلبا وقالبا هديتها له قبل رحيلها فتح زراعيه بغبطه قائلا 

مفيش حضڼ ل بابا حبيبك

هرولت غمزة

طبعا حضرتك الخير والبركه    وأنا فعلا أسعد بنت في الكون    عشان عندى أهل زيكم    ربنا يخليكم ليا     

استكانت بأحضان أبيها هاتفه بتفاخر 

يالا مش خساره فيكم البيتزا والكيكه    رغم أنكم جيبين تورته فظيعه بس يالا ناكلها هي كمان   

استقاموا والتفوا حول التورته أضائوا الشموع وهتفوا بالدعوات والأمنيات   ليمرء الوقت بين الضحك وتناول البيتزا والتورته   والكثير والكثير من حكايات غمزه ومغامراتها مع الحيوانات     

فرغوا من تنظيف وترتيب المكان لتقف غمزة فى منتصف الصاله هاتفه بتذمر 

أنا كده مستحيل أقدر استني وهو واقف كده قدامى     

استقامت وهبت واقفه 

أنا هلبس وهخرج أجرب الموتوسكل بتاعي    والف البلد به شويه   

والټفت ل بسنت تحثها عالسرعه 

وأنتي يابسنت البسي بسرعه وتعالي معايا   

وحولت رأسها تنظر لوالديها بعيون القطط الناعسه تستسمحهم بالموافقه هاتفه 

بعد أذنك يا بابا ونبي يا ماما ما تقولي حاجة    أنا عارفه أنك مش عاوزاني أركب الموتوسكل    بس هو جه خلاص    وبقي أمر واقع    هركبه بس لما تكون البلد هاديه    عشان محدش يغلس عليا    بس دلوقتي سبيني أخرج اجربه    وحياتى عندك       

شړ طريقه       

زفر عزت بالموافقه 

خلاص روحي ومتتأخريش    وتخلي بالك من نفسك ومن اختك  

قاطعته بسنت محتجه 

أختها مين اللي تخلي بالها منها    أنا مستحيل اركبه    أنا هروح علي رجلي احسن وهي تحصلني علي العياده بس متتأخريش عليا قالت الأخيره وهى تنظر لها بنصف عين  

بمرح وفرح قفزت غمزه ثأخذ الخوذه ترتديها وهى تطالعهم قائله حاضر ربنا يخليكم ليا    بس كان نفسى تيجى معايا ياببسنت فكرى هيفوتك كتير      

جذبها عبدالله من الخوده هاتفا بسخريه 

طب قولي تعالى أركب معايا    علي الاقل أنا راجل مش بسنت البنت

نفضت غمزه يدها قاىله بتهكم 

أنت لو ركبت معايا ياخويا انت اللي هتسوق    وأنا اللي عاوزه أسوق وأجربه الأول    متزعلش مني ياعوبد    

أنا بهزر مبروك عليكي ياغمزه   انا أصلا هنام على نفسى هخلص الشاى و هدخل أنام شويه     

تمم أحمد عل أشيائي أثناء حطيهم وهتف يقاطعهم 

طب اسمحولي أنا نازل العياده عشان اتأخرت    متنسونيش من دعواتكم     

التف يغادر ولكن

توقف أمام الباب يهاتف البنات 

خلوا بالكم من نفسكم يا بنات    وابقوا طمنونى عليكم لما توصلوا العياده     

رد عليه الجميع السلام ودخلت الفتيات لارتداء ملابسهم تحت دعوات الأب والأم 

عزت ربنا يسعدكم ويسترها معاكم يارب يا ولادى  

انعام يااارب يا ام احمد ونفرح بالبنات نفسي اطمن عليهم 

قطع وصلة كلامهم عبدالله بمشاكسته المعتاده قائلا 

أنا بقي غيرت رأي ومش هنام    أصل بصراحه المشهد الرومانسي ده عجبني    وهقعد أقطع عليك يا حاج انت والموزه بتاعتك    

لكزه عزت مازحا 

اتلم يا ولد وأدخل نام احسنلك   

استقام عبدالله يهرول ضاحكا 

لا أنا أنفد بجلدى أحسن    

ابتسمت انعام على مشاكسته التوأم ده شغلانه دمهم شربات ربنا يحميهم      

لم تكن صدفه حين عثرت عليك  

كنت مرسومه على حدود أيامى  

كنت شيئا انتظره وينتظرنى  

ولم يكن صدفة لقائنا الا بداية حكايه   صاغها القدر بإتقان          

على الطريق الزراعى المؤدى للبلده تهل علينا سيارة تشق غبار

الطريق   مندفعه بقوه وشموخ كصاحبها   تعبر جنابات الطريق مسرعه للحظة التلاقى التى اشتاقها الجميع    

يجلس بداخلهاحفيد الراوى الكبير زينة شباب البلده فخر جده وعز أبيه

فهد سعد عبدالجواد الراوى

شاب فى أول العقد الثلاثين

مهندس زراعى حاصل على الدكتوراه من جامعة تكساس    رجولى وسيم نحيل الجسم نوعا ما ولكن ذو بنيه رياضيه قويه    طويل القامه عريض المنكبين    بشرته قمحيه بروزنزيه    رقبته طويله تبرز منها تفاحة آدم دليل على صلابته    بينما يبرز من وجهه عينان واسعتان حادتان لونهما بالون القهوه كشعره    تعلوهما أهداب طويله وحاحبان مقوسان تعطيه مظهر غامض يرهب من يراه    أنف بارز بشموخ    له شعر بنى قصير مصفف بعنايه    لديه شارب ولحيه خفيفه   

يتمتع بشخصيه متزنه خلوقه جذابه تأثر من يتعامل معها    حليم صبور ولكن عند غضبه يتحول لإعصار مدمر    يمتلك حنان لا ينضب على أخوته    عائلته خط أحمر ولكن أمه هنيه لها معزه خاصه على أتم استعداد تقديم حياته فداء لها على الأ تمس بسوء    سافر منذ أن أتم التعليم الثانوى وأكمل دراسته خارج البلاد    ظاهريا سافر لاستكمال تعليمه ولكن فى باطن الأمور يوجد سر اضطره لذلك   

ها هو يستقل عربه فارهه أرسلها له جده لتكون فى استقباله بالمطار 

فى الأمام يقود السائق بحذر تجنبا لتذمر رب عمله وهو يجلس بالخلف يضع حاسوبه على قدمه منشغل فى الإنتهاء من بعض أعماله حتى يتفرغ للجلوس مع عائلته دون ضغط من وكيله المكلف بادارة المصانع بالخارج فى

غيابه     يتفحص باهتمام إيميل خاص بإحدى الصفقات   

مرء بجانب السيارة موتوسيكل يصدر صرير احتكاك عالى جدا ثم قطع الطريق على السياره    قفزت من عليه فتاه طرحته أرضا باهمال وهرولت لذلك الطفل الذى يجلس على قارعة الطريق يبكى بحرقه ينعى قطه الذى يحتضر

فزعت الفتاه للمنظر قبضت عالخوذة تنزعها من على رأسها زفرت بهدوء وچثت تجلس بجوار الطفل ليظهر جمالها الذى زينه الحجاب     

لفت انتباه رقة ملامحها جعلته يترك حاسوبه ويتطلع لها بانبهار     

الصدفه أوقعته

مع غمزة فتاه حسناء من نوع فريد مشاكسه شقيه عفويه جمالها يكمن فى ردود أفعالها    تتسم بوجه ملائكى وبشره حليبيه لديها غمازة تزيدها حسن    متوسطة الطول قوامها معتدل لا نقص فيه ولا زياده قدها كأنه غصن بان    أنفها دقيق صغير وكأنها من الأميرات    شعرها كسلاسل الذهب عندما ينسدل على أكتافها تسرح مع بريقه ولمعانه    خفيفه رشيقه كأنها

فتاه تمرح فى حديقه    عيناها لوزتان ناعمتان

بهما كل الألوان تؤثر النظر لها عند سطوع الشمس بهما    صوتها عذبا شذيا كتغريد البلابل وزقزقة العصافير وقت الربيع    عصبيه حساسه عاطفتها قويه تجاه عائلتها    لا تحب التكلف والبهرجه فى مظهرها    تحترم ذاتها وتعتز بشخصيتها   

مسدت غمزة على ظهر الطفل هاتفه بحنو 

أنت بټعيط ليه يا حبيبي    ومين اللي عمل كده في القطه المسكينه دي واسمك أيه وفين مامتك أنت ليه لوحدك       

أردف الطفل پبكاء 

اسمي عمر    القطه بتاعتي كانت بتجري عشان بتلعب معايا جت عربيه سوده كبيره خبطتها وجريت        

تعالت شهقات الطفل وهو يشير على سيارة فهد قائلا 

هي دى العربية وماما في بيتنا وأنا كنت خارج عشان العب       

حولت رأسها تجاه العربه وطالعتها پغضب والتفتت سريعا تنظر مكان صړاخ الطفل وهلعه وجدت القطه تتحرك سريعا جدا فهمت من هيئتها أنها تحتضر

زفرت بحزن

هاتفه 

قوم يا حبيبي ما تعيطش    

صدمة الطفل ازدادت ونحيبه تعالى عندما لاحظ جسد القطه أصبح هامده هتف پذعر 

هي بتعمل كده ليه دي بطلتلت تتحرك        

معلش هي خلاص ماټت وروحها طلعت عند ربنا    متزعلش

تكفكف دموعه هاتفه 

استني هنا متتحركش

استقامت بعصبيه ثم خطت تقف أمام سياره فهد وظلت تخبط على بابها پحده هاتفه بإنفعال 

أنت أعمى عشان تخبطها    أفرض كنت خبطت الولد    كان هيبقى ايه الحل دلوقت    

أشارت پجنون على الطفل عمر فزعه من منظره ومن فكرة إصابته هو بدل القطه واردفت پغضب 

عجبك منظر القطه والولد اللي مڼهار عشانها    أنت السواق بتاعك مستهتر زيك بالضبط    ما شاء الله عليك ما أنت لازم تشغل ناس معندهاش ضمير زيك      

عبر زجاج السياره يشاهدها بتيه سارح بعصبيتها الشرسه يصب تركيزه على مخالبها التى تطلقها بوجهه     

باعجاب حدث نفسه 

أيه النمره الشرسه دى وجايبه الشراسه دى منين    وازى سمحت لنفسها تتكلم معايا كده    وهو أصلا في الصعيد بنات كده    ايه الهلاك ده ياخربيت غمزاتك ياشيخه     

زادت عصبيتها من تجاهله لها فأخذت تركل باب السياره بقدميها وهتفت تعبر عن استياءها من صمته هاتفه بحنق 

أنا مش بكلمك يا بتاع أنت ما ترد عليا سرحان في أيه      

استفاق على صفعها المستميت للسياره واغتاظ أكثر من كلماتها اللاذعه التى تقذفها    حدقها پغضب ودفع الباب يهبط من السياره بطوله المهيب    وقف أمامها وضيق بين حاجبيه يحدقها باستهزاء    ينزع عنه جاكيت بدلته يضعه بالسياره    وبتهديد واهى غرضه الترهيب ليس أكثر قعص أكمام قميصه ليظهر عروق ساعديه رفع حاجبيه باستعلاء ينظر لها من أسفل لأعلى وكأنها لا تزن شئ جواره       

صدح بصوت أجش 

سمعينى بقى بتقول أيه   

ولزيادة حنقها تابع استفزاها مردفا 

وبعدين أنا عارف أنك شرسه   قوليلى بقي أنا زعلت معاليكي في أيه   طلقه مخالبك عليا      

حضوره المهيب طغى علي فكرة هجومها بالانقضاض عليه   

طلته القويه خطڤتها    غامت فى سحر وسامته    شردت فى نبرته الرجوليه    تاهت فى طوله الفاره هى مقارنة به عقلة أصبع    صوبت نظراتها عليه وغاصت فى عيونه ورموشه الكحيله    

الكلمات بداخلها تتزاحم وتتراشق على لسانها تود لو تلفظ بها خارج حلقها ولكنها أثرتها بصدرها تحدث بها نفسها 

هو في كده    أنا مش مصدقه    ياخربيتك أنت تقفيل فين ياجدع    وكمان تفاحه آدم    أيه الرجوليه دى كلها    لا أنا كده اعصابي باظت خالص قلبى الصغير لا يحتمل   

اعتدلت بوقفتها وأخذت ترجع خطوتين للخلف أطبقت على عيونها تهز رأسها تنفض ما بها من أفكار وتخيلات      

عاتبت نفسها 

لا ياغمزه كده خطړ عليكي طوله وعيونه وتفاحه ادم اللي انتي أصلا بتعشقيها    ده زى ما يكون فارس أحلامي طلع قدامى    أيه يا عم يخربيت جمالك أمك    بتعمل أيه في الصعيد   

نهرت نفسها من هيئتها 

فوقي يا مجنونه زمانه بيضحك عليكي      

استفاقت عليه يطرقع بأصبعه أمام وجهه يحثها على الانتباه 

هو انتي كمان مجنونه

أشار بأصابعه على الموتوسكل المطروح ارضا أمام السياره هاتفا پحده 

يالا ياشاطره أبعدى موتوسيكلك عن الطريق عاوز امشي مش ناقصه عطلة مجانين       

استنكرت كلمته رافعه احدى حاجبيها هاتفه بغيظ 

هي مين دى اللي مجنونه   

اللي قدامك دى الدكتوره غمزه

بتهكم تابعت 

وبعدين تمشي أزى مش لما أعلم عليك وأديك درس عمرك ما تنساه     

صدحت ضحكاته بصخب وصفق بيديه بسخريه 

بقى انتي يا عقله الإصبع اللي هتديني درس    وبعدين أنتى مټعصبه ليه أوى كده هااااا

مط شفتيه بالامباله 

وبعدين أنا مالي ومال القطه بتاعتكم    شوفي مين مۏتها    وقبل ما تتهمي الناس حاسبي نفسك الأول    أنت إزاى تسيبي طفل زيه كده يلعب علي طريق    وزى ما بتقولي أنك 

وأن شاء الله الولد هيكدب    يكون بينه وبينك تار مثلا     

فهد أكيد مفيش لسه اللي اتخلق عشان يبقي بينه وبين فهد الراوى تار    وبعدين يكدب دى أنا مليش فيها    لأنها تربيتك يا دكتوره    مش عيب عليكي واحده زيك مش باينه من الأرض    تعلم ابنها الكذب ليزيد من حنقها ألقى كلماته عليها وهو يغمز لها بطرف عينيه     

استهجنت من أسلوبه المتهكم عليها لتقف أمامه تشرأب قليلا رافعه أصبعها بوجهه ورنين صوتها يرتفع پحده 

أنت أزاى تتكلم معايا كده    أنت اټجننت وهبت منك     

وچرح كبريائها قائلا 

نزلي صوباعك ده    وصوتك ميعلاش أصل لو حد سمعك هيفكر أن في عرسه بتصرخ    ما هو مش شايفك أصلا من الأرض    الأحجام إللى زيك لازم مكرسكوب يبينها     

سكنت الدموع مقلتيها هاتفه پغضب 

أنت إنسان مش محترم    وأنا مش هرد عليك    عشان أنا خلقت ربنا ومشى قصيره أوى كده    لكن أخلاقك دى    استحاله انزل لمستواها وأرد عليك   

تركته وأعطته ظهرها وخطت اتجاه الطفل عمر سحبت الأسكرف الموضوع على رقبتها فكت عقدته وبسطته على الارض هاتفه بلين 

شوف يا عمر هي كده طلعت السما ولازم نحطها تحت وڼدفنها حوالين الشجره الكبيره دى    عشان مينفعش نسيبها كده       وأى عربيه ممكن تبجى تدهسها بۏحشيه تانى ماشى ياعمر  

كانت تحدثه بهدوء وتريث فهو مازال طفل لا يفهم أو يستوعب معنى المۏت    أخدته وذهبت نبشت حفره صغيره دفنت بها القطه    انتهت وزفرت بحزن على حال الطفل مسدت على رأسه بحنو هاتفه 

وعد ياعمر أني هجيبلك قطه شبها بالظبط    متزعلش تعالى اوصلك البيت     

هتف عمر بتلقائيه 

أنتي طيبه أوى يا طنط

وقبل تكملة كلامه تقدمت والدته بفزع من هيئة ولدها    أقبلت عليها غمزة هدئتها وقصت عليها ما حدث    شكرتها الأم على صنيع فعلتها مع ابنها وأخذته وغادرت     

متيبث مكانه حاله من الزهول شملته وهو يتطلع لها طريقة احتوائها للطفل    طريقة ډفنها للقطه    وما زاد دهشته الطفل ليس ابنها    رقة الدموع المنسابه على وجنتيها    كلامها الذى أذاب قلبه    تملكه إحساس بالذنب من فظاظته معها فقرر تطيب خاطرها

بينما هى قررت الاڼتقام منه وحړق دمائه البارده ارتدت خوذتها وصعدت تركب الماتور خاصتها

صدح صوته يستوقفها 

يا آنسه ممكن تصدقي أني مليش دعوه

بمۏت القطه     

بحميه ردت عليه 

وبالنسبه للوقاحه اللي كلمتني بيها أيه نظامها    أنا ممكن أصدق لو اعتذرت عن اللي أنت قولته ليا    

بينما السائق يحدق بهم بزهول من حرب تراشق الكلمات التى يسمعها    يدعى بسره أن يمرء الموقف بسلام    فشكلها أضعف من افتعال مشكله مع فهد الراوى غص عليها فهى ليست

بحمل عواقب الوقوف أمامه    

بسخريه صدحت ضحكاته قائلا 

أنتي عوزاني أنا أعتذر منك أنتى صح    شكلك مجنونه لا مش شكلك انتي أكيد مجنونه    فهد الراوى يعتذر يالا يا شاطره روحي بيتكم اشترى مصاصه على قدك وانزاحى من طريقى خليني أمشي     

ضغط على كبريائها واعتزازها بنفسها توعدت له وأعطته ابتسامه ساخره قائله بتاكيد 

أنا مجنونه صح    أنت قولت وانا صدقت وهأكد لك على كلامك وقتي      

أشعلت محركات الموتوسكل واخذت خطوتين للخلف وعلى غره منه جرت تصطدم بأول كشاف للعربه ولم تستكفى بحركه سريعه لفت للجانب الآخر واصطدمت بالكشاف التاني     

شاط وجن من فعلتها يود تحطيم رأسها المتعجرف    بغتة فعلتها بالسياره أسكنته حاله من الذهول هو وسائقه   

ولتزيد عليه جنونه وغضبه قبل أن تغادر هتفت باستمتاع 

متبقاش تلعب مع مجانين 

يابتاع أنت يلي ملكش طول من عرض    

عقب عليها بغيظ 

الكلام دا ليه أنا يا قزمه    

لو الكلام خبط فيك ما يغلاش عليك     

وتركته مستشاط وغادرت قبل أن تسمع رده     

استشاط منها للمره التى لا يعلمها   بعصبيه مفرطه صب جم غضبه على السائق قائلا 

اركب خلي اليوم ده يعدى    وصلني وارجع صلح العربيه اللي كسرتها المجنونه دى    بلوه مش عارف اتحدفت عليا من أنهى مصېبه        

صعد سيارته ولكن تغير حاله عما سبق    ارتخى فى جلسته زفر بضيق وأرجع رأسه للخلف يتكئ على مسند المقعد    اغمض عينيه يسترجع حلاوة صدفتها      

أيتها الشقيه المغويه لقاء صدفتك أغوانى وقع علي قلبى يركله بقوه    جاءت صدفتك كعاصفه هوجاء زعزعت ثباتى    ترى صدفتك عابره أم سيتجدد بنا اللقاء         

ياسمين الهجرسي

البارت الرابع

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

حاله من الفوضى المزاجيه تعبث بكل شئ داخلها يصعب عليها تفسير ما تشعر به هل هو ڠضب من ردود أفعاله المستفزه معها أم بسبب شعور وليد الصدفه وليد اللحظه ترك نبضه جديده علي خافقها على أثرها اختلجت أوصالها مشاعر متضاربه تداهمها كلما تذكرت صدفة لقائهما يخفق قلبها بقوه لينهرها عقلها أفيقى أنها صدفه عابره 

قادت الماتور بسرعه هائله تنفث فيه ڠضبها من ذلك العملاق وصلت العياده البيطريه فى دقائق معدوده هبطت من عليه وترجلت لداخل العياده وعلى

اتفاقهم المسبق وجدت أختها فى انتظارها بعصبيه مفرطه هتفت 

سلام عليكم يابسنت 

علامات الدهشة والاستفهام احتلت وجهها هتفت بسنت باستفسار 

مالك مټعصبه كده ليه العياده مش عجبتك صح قولي وأنا اغيرها بس أهدى بدل ما أنتى راحه جايه خيلتيني 

بانفعال أخذت تلوح بيدها يمين ويسار قطمت على شفتيها وقبضت على كفيها تصفعهما ببعض هاتفه بحنق 

عياده أيه اللي مش عجبتني أنا أصلا مركزتش فيها أنا ھموت من العملاق اللي بهدلني وقالي يا قزمه 

ظلت تأخذ غرفة العياده ذهابا وأيابا عينيها يترقرق منها الدمع تمسكت برأسها تهزها بهستريه تردد ما قاله لها 

أنا مش باينه من الأرض 

أنا مش

باينه من الأرض 

أشارت على نفسها 

أنا قزمه أنا قزمه أنا قزمه

يفتكرني 

نهرت نفسها على تلك الفكره ونفضت رأسها وكأنها تستبعدها عنها 

أنتى غبيه ياغمزة 

هو أنتى كنت هتعرف تطوليه أزاى ده عملاق عايز سلم عشان تعرفى توصليله 

ضحكت بسنت على هيئتها هاتفه 

مين ده ياغمزه اللي عمل فيكي كده اقعدى كده غلط عليكى 

جذبتها بحنو تمسد على رأسها وتابعت 

أهدي عيونك بدمع من الانفعال 

اندفعت منها ضحكه عاليه وأردفت بنبره غناء 

بس شكله

علم عليكي جامد تعالى احكيلي وفضفضيلي وعن همك قوليلى

أختى حبيبتى عندك غيرى تشتكيله 

لكزتها غمزه بامتعاض 

أنتي بتهزرى يابسنت بقولك ھموت من الغيظ وبعدين أنا اللي علمت عليه وكسرتله كشاف العربيه لا الأتنين مش واحد وان شاء الله هكسر دماغه المره الجاية 

بزهول مما تفوهت به هتف بسنت بتساؤل 

ينهار ألوان مين ده اللي كسرتيله كشفات العربية يا مجنونه أهدى واحكيلي من الأول الحكايه كلها 

كتمت غمزه أنفاسها وزفرتها دفعه واحده بغيظ خطت وجلست على أقرب مقعد واستغفرت ربها لتهدئ من وتيرة ڠضبها وهتفت تقص عليها ما حدث 

اسمعي يا ستي أنا خرجت أجرب الموتوسكل وأول ما طلعت الطريق لقيت ولد قاعد يعيط جنب قطه مېته قولت أروح أشوفه ماله ما أختك فقريه وبعد حوار طويل ومرير من الأسئله 

مين عمل كده في القطه وانت ابن مين وجاى مع مين المهم الولد شاور علي عربيه العملاق 

ابتسمت بغيظ تغير لقبه 

لا من هنا ورايح اسمه بقى هولاكو لايق عليه اكتر 

هزت بسنت رأسها وحثتها على تكملة الحوار لتتابع غمزة مسترسله 

المهم الولد قال إنه هو اللي مۏت القطه بالعربيه وأنا چنوني زاد وروحت بهدلته قالي ياقزمه وهراني تريقه 

استطردت بغل تجز أنيابها كما لو هو الذى بين أسنانها 

ما هو هولاكو وأنا قدامه بسكوته 

أيش جاب الرقه للعضلات 

هتفت بسنت بانزعاج 

كملى وبلاش تقطيع عشان أفهم

ردت عليها بنزق 

خلاص هكمل متزوقيش 

نفى خالص أنه هو اللي مۏت القطه وطبعا لما قالي يا مجنونه اټجننت زياده وحبيت اعرفه المجنونه دى ممكن تعمل أيه وكسرتله العربية وعلمت عليه وخدت حقى هى دى تقريبا الحكاية باختصار 

ملامح بسنت رسمت عليها الصدمه والدهشه زمت شفتيها تحركهم يمين يسار وبأبهامها دلكت رأسها وكأنها تفكر هاتفه 

اااه هى دى الحكايه بس أنتى مفكرتيش ولو للحظه أن هو ممكن يكون فعلا مش هو اللي مۏت القطه وخصوصا وأنتي بتقولي علي الطريق يعني في كذا عربيه شبه بعض مشيوا عالطريق والولد ممكن يكون اختلط عليه الأمر ده بردو ولد صغير 

تابعت بتسليه تغمز لها بطرف عينيها 

بس قوليلي عمره قد إيه هولاكو ده كبير في السن مثلا وخلقه

ضيق ولا شكله وحش ومكعبر مثلا 

جحظت غمزة بهيام 

ده مين اللي وحش ده زى القمر حتة موز رهيب طول وعرض عيونه رهيبه عامله زى خليه عسل النحل ولما اتعصب بقت بلون القهوه ولا رموشه جباره واصله لجواجبه من الآخر شاب فآخر وتكه عالمسطره ياخربيت مراته واقعه مع برطمان عسل بالمكسرات حظها بنت المحظوظه ده لو اتساب تشقطه البنات 

ضحكت بسنت وصڤعتها على رأسها بمزاح 

ومين قالك أنه متجوز مش يمكن يكون عذابي ومحتاج قزمه زيك 

هتفت غمزه بسخريه 

اللي زي ده مستحيل يتساب بجسمه ده زمانه متجوز أربعه عشان بس يلاحقه يزغطوه زى دكر البط افتكر عاوز مطبخ متحرك مكان ما يروح عشان يلاحقه عليه 

واحده تفطره واحده تغديه 

واحده تعشيه وواحده تأكله بين الوجبات هههههههههه

استقامت ضاحكه وجذبت بسنت مردفه 

كفايانا كلام عنه صدفه وراحت لحالها قومي يا أختي ياحبيبتى فرجيني علي العيادة بس أول حاجه الجنينة والمرجيحه عشان البلبل اللي نفسي فيه أحطه جنب المرجيحه واقعد جنبه أحكيله وأفضفضله 

جرتها خلفها مهروله 

يالا تعالي مرجحيني الأول عايزة أهدى أعصابى من صدفته الهباب 

ابتسمت بسنت لاعتدال مزاجها 

يالا بينا بس يارب زوقي يعجبك يا قزمه 

القت كلمتها ضاحكه وهرولت تجرى وغمزة خلفها تهاتفها أنا اللي هتمرجح الأول 

مضى وقتهم بسعاده بين الهزار وإلقاء النكات والضحك كلما تذكروا العملاق هولاكو 

الأخوة كنافذة من زجاج صاف نطل منها على أحلى ما في الدنيا ونرى من خلالها كل المعاني الجميلة ولكن عندما تحاوطهم النفوس الخبيثه تعمل على تعكير صفوهم وتفرقة جمعهم 

بعد حديثه المؤلم مع والدته ارتدى ملابسه استعدادا لمقابلة أخيه غادر غرفته يهبط الدرج ليأخذه الحنين لأخوته البنات رمى ببصره تجاه غرفهم زفر بضيق من تعليمات أمه بعدم الاقتراب منهم ولكن بالأخير غلبه اشتياقه لهم تمرد على تحذيراتها ولم يكترث بالعواقب وخطى اتجاه الباب بتردد رفع يده يتحسس سترته ودق الباب دقه اثنتان وها هو يقف بخجل من ردت فعلهم فهو أصبح كالغريب بالنسبه لهم من كترة تقلباته معهم

هرولت زينه تفتح ولكن بداخلها ريبه يثاورها الشك فى شخص من بالباب فهذه الطرقه لشخص عزيز طالما انتظروا قدومه 

ارتجفت يدها وقبضت عالمقبض كأنها تقبض على قلبها فتحت الباب ليتسع بؤبؤ عينيها بفزع هاتفه بتلعثم 

أزيك ياأبيه ريان عامل إيه 

رحبت به باقتضاب وصمتت لم تكثر بالحديث مخافتا من تقلباته المزاجيه 

ڠضب ريان من فعلتها ليتصنم مكانه قبض على كفه يخفف من حدة سخطه على فعلتها لرؤيته آثارها فى نفسه ولكن التمس لها العذر فهو بالأخير السبب فى هذه الفجوه استقر بداخله أن يمرء الموقف ويستمتع بوقته معهم 

التمتعت مقلتيه اشتياقا لهم وابتسم قائلا 

أزيك يازينه ممكن أدخل ولا ممنوع ليا الدخول 

جاءت خلفها فجر تقطع عليها تذبذبها تجيبه بمزاح 

لا طبعا اتفضل ده حتى أنت ياأبيه زى هلال العيد 

تنفست زينه الصعداء بعد إنقاذ أختها للموقف ابتعدت قليلا عن الباب هاتفه 

اتفضل ياأبيه حضرتك تنور طبعا 

ابتسم ريان بحبور وهتف يمازحهم 

ما هو عشان أنا زى هلال العيد قولت أهل عليكم شويه 

تحسس صدره يتمنى الأ يصدوه وتابع بوجه يشع سعاده 

ازيكم يا بنات وحشتونى قوى عاملين إيه وأخبار دراستكم أيه 

وضع يده بداخل جيب سترته وأخرج علبة صغيره واسترسل بغبطه 

أنا جايبلكم هديه أتمني تعجبكم 

وجه بصره ل زينه 

الخاتم ده معمول مخصوص ليكى يازينهجايبه من فتره وشيله فى جيبى مش بطلعه خاېف لحسن تكسفيني أتمنى يعجبك 

استطرد بحنو 

اتفضلي يازينه بس أوعديني أنك مش تقلعيه من أيدك عشان دايما تفتكرينى أنا عارف أنى كنت عصبي معاكم آخر فتره بس عشان خاطرى متزعليش مني 

بسطت زينه يدها وأخدته شاكره بدعابه 

شكرا ياأبيه أنا بحبك من غير هديه أصلا بس هحبك اكتر بالهديا 

صدحت ضحكتها وتلاشت بوقتها عندما حدقها رافعا أحدى حاجبيه بوعيد 

صفعت فمها تغص ضحكتها هاتفه 

خلاص آسفه هتكلم بجد بس ياأبيه حضرتك بتتغير أول ما طنط تدخل بنا وبتبقي عصبي خليك زينا أحنا مش بندخل بين ماما وطنط عشان نبقي مع بعض حلوين 

بسطت أناملها هاتفه بشقاوه لكى تفك عبوس وجهه

هتكرم عليك واعتبرك زى خطيبى المستقبلى يالا لبسهولي وفك التكشيره 

جذبها لأحضانه يمسد على رأسها بحب هاتفا 

معلش يا زينه ادعيلي حياتي تتغير للأحسن وآسف أنى أوقات بفقد السيطره علي أعصابى 

أخرجها من صدره يقبل مقدمة رأسها والتقط منها الخاتم وألبسه لها 

اعتدل واستقام يتجه نحو فجر يبتسم بحنين 

حبيبتي اللي كانت بتستخبي وتخضني عشان اجرى وراها وفي الآخر تتعلق في رقبتي وتخبي عيوني لحد ما أطلع لها الشكولاته ومتستكفاش لأ كمان تطلب مني اشلها واطلعها أوضتها فكره يافجر 

ابتسمت فجر بغبطه 

طبعا فكره ياأبيه 

هرولت تقف خلفه وسحبت يدها توارى عيونه هاتفه بمزاح 

فين الشوكلاته بتاعتي 

ثبتها ريان على ظهره يدور بها وصخب ضحاكاتهم يملئ الغرفه تطوح فى دورانه ليثبت نفسه يستوقف قليلا ألتقط أنفاسه وأنزلها بتروى يأخذها فى صدره يربت على ظهرها بحنو 

مد يده وأخرج من سترته علبة الهدايا مره أخرى ومعها الشيكولاته 

وبحماس رفع يداه هاتفا بمرح 

اللي هتطوليها هتخديها ياالشيكولاته يا السلسله واختارى انتي يافجر 

هتفت فجر بسرور 

أنت عارفني بضعف قدام الشيكولاته 

أخذت فجر تدور حوله تصفق بيدها كالأطفال سعيده فرحه بمرح أخيها معها كسابق عهدهم ظلت تقفز تحاول الوصول ليده أخفاها ريان منها لتبوء محاولاتها بالفشل 

هرولت تجرى خلفه ليقعا على المخدع اعتدلت فجر تجثى على ركبتها تدغدغه لتثير ضحكاته ليسهل عليها تفتيشه 

وأخيرا انقضت علي جيب سترته وأخذتها منه عنوه ثم استقامت تفر من أمامه تهرول خارج الغرفه لتصطدم ب هنيه توارت خلفها تستنجد بها ضاحكه 

الحقيقى ياهنون 

ابتسمت هنيه بحبور على تجمعهم هاتفه 

خير ياريان يابنى عملت فيك إيه الشقيه دى وانا أسلمهالك 

ريان بصخب هتف ضاحكا 

خليها تطلع من وراكي يا هنون أصل لو مسكتها هدهن وشها بالشيكولاته 

انسحبت هنيه هاتفه باستسلام

هو الموضوع فيه شيكولاته لا ياحبيبي أنا مليش دعوه أنتم أحرار أنا مش هدخل بينكم فجر لحد الشيكولاته بتتحول 

انتصب ريان يضع يده بخصره يضيق ما بين حاجبيه قائلا بخبث 

أنتي ملكيش دعوه تمام خلعتي يا هنون مش كنتي زمان بتسلميهالى تسليم أهالي مدام خلعتي سبيهالى بقي وأنا هتصرف 

نبرته تزينت بالضحكات السعيده التى اشتاقها معهم وأردف 

هتطلعي ولا أمسكك أنا وساعتها محدش هيقدر ينقذك مني 

صړخت فجر پغضب مزيف 

خلاص ياأبيه أنا طلعت

أهو اسفه ياأبيه أنا وحشه مش هعمل كده تاني 

زمت شفتيها كالأطفال تقوسهم لأسفل وبحركه كوميديه أمسكت أذنيها صعودا وهبوطا تطلب العفو والسماح فعلتها جعلتهم يترنحوا فى وقفتهم ضحكا على منظرها 

بتذمر وقفت تدب بالأرض فكت قبضت يدها وبسطتها أمامه تعطى له قطعة الشيكولاته 

أوهمها بعكس ما توقعت قائلا 

لفى ضهرك بسرعه 

وأشار على علبة

السلسله 

بسذاجه الټفت له تقف أمامه 

لتصدح ضحكات هنيه وزينه قطم ريان شفته بأسنانه وأشار بأبهامه على فمه يحثهم الصمت 

أمسكها منها يفتح غلافها وعلى غره كان يصبغ وجهها مزوقا أياها بلون الشيكولاته 

فرطت الضحكات من هنيه وزينه لم يستطيعوا التماسك أكثر ليتصاعد رنين ضحكاتهم بصخب فهيئة فجر مذريه بعد أن قبض ريان على وجهها ولطخه كمهرجى السيرك لتصير كالبليتشو 

صړخت فجر بتذمر هاتفه پغضب 

كده بهدلت وشى ياأبيه هو أنت مش هتتغير على طول تعمل فيا المقلب ده وأنا غبيه وبصدقك ماشى ياأبيه أنا زعلانه 

وآه من نظرات تشتعل حقد وكره تراقبهم من الخلف بعيون ناريه توشك على الانفجار من تجمعهم تومض غل وشړ لصفاء جوهم تضمر لهم الوعيد بهلاكهم 

وكأن كل الناس على شاكلتها

خبيثه حدثت نفسها 

لفيتي أنتى وبناتك علي ابني عشان تاخديه في صفك وكمان لما فهد يرجع يسيطر أكتر علي ابني مستحيل اسمحلك بده فرجتكم فرقتكم على يدى اللي معرفتش أعمله زمان آن الأوان يتعمل 

مازالت فجر تتصنع البكاء وتمثيل الحزن فهى تريده أن يجلس معهم أكبر وقت فهى اشتاقت لمجلسه وروحه المرحه اشتاقت أخيها المحب لهم الودود العطوف 

تأفافت فجر هاتفه 

عجبك كده شكلي ياأبيه 

وكمان زينه بتغفلني وتصورني 

ولسه لما يرجع أبيه فهد وتفرجوا الفيديو هبقي مسخره العيله كلها 

دبدبت الأرض بأقدامها وتابعت 

اتصرفي يا مامتي أنتى بتضحكي أنتى بذمتك أم أنتى واحد لغوص وشى والتانيه بتصورنى وأنتى واقفه تتفرجى 

آه

يانى ياللى ماليش حظ مع حد 

هنيه من فرط السعاده تذوب خافقها يرفرف فرحا على تجمعهم وصفاء جوهم هتفت بوجه مشرق تزينه ابتسامه رائعه 

وأنا مالي يا بنوتي

الحلوه 

أنتم أخوات حلوين مع بعض 

ربنا يحميكم ويحفظكم يارب 

أنا مليش دعوه بيكم 

نظرت هنيه لريان تغمز له ضاحكه وتابعت 

الحته دى مش عليها شيكولاته وأشارت على وجه فجر

باتت الضحكه تغيب عن وجهه الا فى حضورهم محياه يشع سعاده وثغره يعلوه الضحكات الجميله سر ضحكاته تكمن فى سعاده قلبه أبدا لم يكن يوما يتصنع معهم السعاده ما ذاقها الا فى أحضانهم 

بادلها ريان الغمزات مردفا 

فعلا عندك حق 

مد يده يكمل تلطيخ وجهها

اعتدل

ينظر ل هنيه مردفا 

افتحي بوقك ياهنون دى مخصوص ليكى فتح قطعه

أخرى وضعها بفمها يطعمها إياها 

مسدت هنيه على زراعه هاتفه بحب 

تسلم يا حبيبي ربنا يخليك ليهم اخ وسند ويحفظك من كل شړ يارب 

ابتسم ريان بحبور قائلا 

يا الله ياهنون بقالي سنين محدش دعالي كده يمكن لو أمي كانت بتدعيلي كانت حياتي اتغيرت وموصلتش للي وصلتله 

بتريث هتفت هنيه 

مهما كان اللي وصلتله أخواتك في ضهرك وهتعدى أي حاجه وصلتلها واحنا معاك كلنا يا حبيبي ربنا يهديك ويبعد عنك شړ النفوس الخبيثه 

جذبته لصدرها تربت عليه بحنان أم اشتاقت لوليدها هى تعتبره بمثابة ابن لها فهى دوما لا تفرق بين اولاد سعد فجميعهم أبنائها مداموا من صلب ملاذها 

سكنت مقلتيه الدموع وتحجرت بصحن عينيه زفر تنهيده حارقه تمزق أضلعه أحشائه تتلوى من مرارة فقد الحنان والاحتواء هو أكثر من محتاج ليرتوى من عطش حرمان الاحضان الحنونه كم تمنى كثيرا أن تكون هى أمه عض نواجزه يكتم تأوهاته يسب سوء حظه الذى ساق له أم مثل مكيده 

قبلها من جبهتها هاتفا بغبطه 

ربنا يخليكى ليا 

وقعت عينه صوب فجر التى تخطو باتجاه غرفة الحمام 

ابتعد عن هنيه هاتفا بمزاح 

ط استني يافجر راحه فين تعالي هنا 

رمقته بغيظ تدب الأرض كالاطفال سبني بقي وشي هيطلع فيه حساسيه وانتم بهدلتوني كلكم أنا مخصماكم 

قبض ريان على أذنها هاتفا بدعابه تعالي أقولك كلمه سر 

قطم وجنتيها بوخزات خفيفه ظل يعضها ويدغدغها هاتفا بمرح 

انا هاكلها الشيكولاته الوحشه اللي ممكن تزعل أختى حبيبة قلبي منى 

فك عبوس فجر وصدحت ضحكاتها 

أخرج ريان السلسال قائلا بغبطه 

لفي بقي عشان تشوفي أنا جبتلك أيه السلسله اللي كان نفسك فيها من زمان ونجمع فيها صورنا كلنا وأنا ياستى وفيت بوعدى ليكي 

قفزت تصفق بفرح هاتفه 

أنت بتهزر صح يعني صورنا كلنا

أنت وأبيه فهد وأنا وزينه صح 

تعالى تهليلها بسعاده ليضمها اليها بحبور هيئتها فرحه أدخلت السرور لقلبه 

علامات البهجة ترسم محيا الجميع استندت زينه ترتكز على كتف هنيه أخرجت هاتفها للمره الثانيه والتقطت لهم صور كثيره توثق تلك اللحظات التى باتت قليله 

ولكن هل تدوم السعاده للاسف عمرها قصير مع ام قلبها يخفق سواد نبضاته تحيا على هدم سعادة الآخرين 

همست زينه ل هنيه 

بزمتك مش طيب أنا دايما أقول طنط مكيده دى عقربه هي اللي بتخليه وحش معانا 

لكزتها هنيه بسخط مردفه 

بس عشان جات وراكى وبعد كده لمي لسانك دى مهما كانت أم اخوكي فهمتي 

بغيظ ردت عليها زينه 

هو أنتى هتبطلي الطيبه اللي بهبل دى أمتي دى لو طالت هتولع فيكي مش هتتأخر وهتعملها 

بحب هتفت هنيه 

ربنا موجود المهم أخوكم قرب منكم متبعدوش عنه تاني 

وحثتها عالصمت عند دخول مكيده ضورتها الحقوده 

جاءت مكيده بزعابيب أمشير تفرق شملهم هاتفه بصړاخ 

أنت بتعمل أيه هنا وأيه اللي في أيدك ده 

جذبت السلسال من يده پعنف هاتفه بسخريه 

ايه الحلاوه دى يا ابن بطني 

بجت الحكايه أكده بتچيب دهب للبنات المدلعه دول وكمان حاطط صورتك معاهم مستحيل اسمحلك تجرب

تقرب منهم 

استوقفها ريان قبل البدء فى مهاترات كلامها التى لا تتوقف عن بخه فى أذنه قائلا 

أمي لو سمحتي مش هسمحلك تدخلي بيني وبين أخواتى 

استدار يهاتف فجر وتركها تستشيط 

يلا عشان البسك السلسله وافرحي بيها يا قلب أخوكي 

هرولت فجر تحتضنه بحبور تهمس

له 

كنت خاېفه أوى لتسمع كلامها 

بادلها ريان الهمس بغبطه 

أنتي نسيه أنك حبيبة أخوكي يالا سيبي حضڼي أصل أخدك في حضڼي زى زمان وأنام 

اومأت فجر بفرح 

حاضر يا حبيبي 

الټفت له ورفعت شعرها يلبسها السلسال 

ارتدته ثم اعتدلت بوقفتها ليجذبها يطبع قبله على مقدمة رأسها هاتفا 

ربنا يسعدك ياحبيبتى زى القمر ماشاء الله 

هزت رأسها تشكره للفرحه التى غمرتها وكان هو السبب فيها

امتعضت زينه وتصنعت العبوس مردفه 

يعني أنا مليش في الأحضان دى كلها طول عمرك بتحبها هي أكتر مني ياأبيه 

نفى ريان قائلا 

عيب عليكي يا غلبويه أنتم الأتنين معزه واحده 

بسط زراعيه يضمهم لخافقه زينه توسطت الضلع اليمين وفجر توسطت اليسار شملهم تحت كتفيه بحبور يبثهم حبه الأخوى المختزل لهم 

مشهد يرق له الحجر ولكن الحجر تتفجر منه ينابيع الخير ولكن قلوب بعض البشر وكأنها نحتت من صخر صلب لا يلين للحب والخير 

اشرقت عين هنيه بسعاده لتنظر ل مكيده بانتصار 

ربنا يجمعكم يا ولاد سعد وما يفرق بينكم أبدا ويبعد عنكم كل شړ 

على غره من حديثم اقتربت مكيده منهم بشړ وجذبت منها السلسال مزقته وألقته أرضا 

صدح ريان بعصبيه يزجرها قائلا 

أيه اللي حضرتك عملتيه ده حرام عليكى مفيش فرحه ليا تكمليها للآخر لازم باستمرار تكونى السبب فى تعاستى 

بهتت سعادته وحل مكانها البؤس دنى أرضا ومد يده وقبض على السلسال قائلا بأسف 

أنا آسف يافجر حقك عليا أنا هصلحها وهجيبهالك 

زفر نفسه بحزن يقطع نياط قلبه واستدار لوالدته 

حضرتك للأسف عشان أمي مش قادر اتكلم معاكي بس لو حد تاني حاول بس يزعل أخواتى أو يعمل اللي حضرتك عملتيه كنت اتصرفت تصرف تاني 

حول نظره لأخوته يبادلهم نظرات حزينه متأسفه على وضعه معهم تركهم وغادر يجر أذيال معاناته مع ام تحجر قلبها لا يهمها سعادة ابنها المهم انتصار حقدها فى تفرقة شملهم 

طالعت مكيده هنيه بتهكم تهاتفها بغيظ 

أنتى فكره نفسك ياهنيه هتجدرى تاخدى مني ولدى وبتضحكي عليه أنتى وبناتك بهزارهم الماسخ ده ولدى تحت طوعي 

وأشارت علي رأسها وتابعت 

ابني ميجدرش يعمل حاجه ڠصب عني واذا كنتي فاكره أنك هتضحكي عليه وتكرهيه فيا عشان اخرج من الدوار وسعد يطلجنييطلقنى تبجي تبقى بتحلمي 

واستطردت بغلاظه تنعتها 

فهمتي يا تربيه المزارع 

باستخفاف عقبت عليها هنيه 

خلصتي كلامك اللي ملوش طعم ده اسمعي بجي بقى الكلمتين دول وخليهم حلجه حلقه في ودانك 

فهد وريان وفجر وزينه ولاد سعد عبدالجواد الراوى من صلبه يعني متربين من حلال وأصلهم طيب لو كالوا بعض في الآخر هم أخوات ومهما يدخل بينهم شياطين أنس أو جن هفكرك أنهم مرجعهم لبعض ريحي شيطانك وخليه يبعد عنهم 

ابتسمت بسعاده مسترسله 

كلها ساعه وفهد يجي وأنا عارفه ابني مش هيسمح لحد علي وش الأرض يفرجهم يفرقهم 

حولت نظرها للفتيات تتابع 

يالا يا بنات كل واحده تتصل علي أخ من أخواتكم شفوهم فين وطمنوني علي فهد وريان أصل مليش نفس دمي يتعكر بكلام ماسخ 

أخدت الفتيات وخطت خطوتين ووقفت تبادل مكيده النظرات التى تطالعها وهى تكاد ټموت غيظا هتفت بسعاده 

عن أذنك ياضرتي أصل عندى فرح النهارده 

لكزتها مكيده باستحقار تعقب عليها 

خلي بالك من فرحك ليجلب يقلب حزن أصل محدش عارف الشړ بيجيله منين وأنتي عودك لسه أخضر مش واخده علي الحزن ومش حمل مصېبه ممكن تحصلك 

بضجر استعاذة هنيه من شرها هاتفه 

أعوذ بالله منك ومن كلامك يا شيخه ربنا يبعدك عننا وبالأخص ولادك يا سعد ربنا يكفينا شرك 

تركتها وغادرت وهى تسلم أمرها لله ان يحفظهم من مكرها 

القپر الحقيقي ليس في الأرض بل في قلوب دفنت فطرتها الطيبه التى خلقت عليها فى غياهب الحقد والكره إفتقار قلوبهم لإعطاء الحب للمقربين هو القپر الحقيقى 

بعد مغادرة غريمتها تتجول فى الغرفه تاخذها ذهابا وإيابا كل ما يشغل تفكيرها كيفية تعكير فرحهم حملت حالها وأخرجت هاتفها تتصل على ولدها تستكمل باقى العبث برأسه أو عذرا تستكمل باقى تدميره 

أدارت مكيده الاتصال وبعد عدة رنات أتاها الرد هتفت بهياج 

أنت فين ترجع

الفيلا حالا عشان ابوك وجدك ميسألوش عليك خلى يومك يعدى 

يضيق عليه تنفسه وكأن الهواء سحب من رئتيه يختنق تكاد روحه تزهق بصعوبه وجد صوته ليتحدث زفر نفسه بتقطع وأجابها بهستره بفعل لفافات التبغ التى يتناولها 

أردف ريان بأنفاس متحشرجه 

الكبير وفهد واقولك والبنات كمان يالا وهنون بالمره هنسبها ليه دى أصلا في نظرك أوس المصاېب واقولك الكبيره والحجه راضيه كمان عشان انتي تورثي مملكه الراوى عشان تبقي مرتاحه 

لم يتمالك نفسه وخر فى البكاء من فكرة فقد عائلته وتابع بمراره 

بس تفتكري ممكن أنا أعيش بعدها أنتى أكبر غلطه في حياتي بس للأسف محدش بيختار أهله لو بأيدى مكنتش أختارتك أمى 

استشاطت مكيده وصړخت عليه 

أنت شربت إيه مخليك بالحاله دى وهو ده وجت وقت أنت تشرب فيه الزفت ده عاوز مرات أبوك الزفت تسخن أبوك عليك اطلع اتسبح عشان تفوج تفوق ومتشمتش حد فيا 

صاح ريان بعصبيه يعقب عليها باستياء مردفا 

كل اللي يهمك نفسك مش مهم انا فيا أيه عاوزه تعرفي أنا شربت إيه هاقولك عشان ترتاحي 

أنا مدمن مبسوطه

وانتي السبب 

لم يفزع قلبها على فلذة كبدها وأجابته بالامباله 

أيه يعني ها

هعالجك في أكبر مصحه في مصر كلها المهم تعمل اللي بقولك عليه 

زاد اختناقه واستبدل بكاءه ضحكات ينعى حاله ويرثيه فى أم فقد الأمل فيها فقد لسانه وكيفية الكلام أمام قلبها الغلف أغلق الهاتف دون سماع باقى حديثها وخر ساجد يقلب كفيه على حاله وما آل إليه همس لنفسه بتيه 

آه من قلوب قاسيه كالحجاره بل أشد قسوه عشرتهم لا تطاق 

آه ممن كنت أظن أنه أحن الناس عليا وجدت فيه قسۏة العالم عليا 

آه من أم قټلت وليدها بسم القسۏه 

ساحة الدوار مكتظه بالحركة الدؤبه متأهبين لاستقبال حفيد كبيرهم بينما كبير العائله وعميدها يجلس على مقعده الوثير والشوق بلغ أقصاه يتحين دخلة الغالى إلى أحضانه تسود الأرجاء فرحه عارمه السعاده فقط هى من تلوح بالافق 

مضى بعد الوقت واستفاق الجد من جلسته على تهليل الغفر بوصول

أما عنه وتعبيرا عن فرحته فالكبير لا يفعلها مع أى أن كان مخلوق فخرا وسعاده بحفيده بنفسه سيرحب به على طريقة الكبار وقف بشموخ وأدخل يده فى جيب جلبابه الداخلى أخرج طبنجته الخاصه ورفع ساعده فى الهواء وبدأ ضړب الڼار والترحيب به لآخر طلقه 

هبط من السيارة يترجل بتبختر ووجاهه برزانه يمشى ومحياه يضج فخر بجده اقترب منه يصافحه بحراره ودنى يقبل يده ليجذبه جده من منكبيه يشدد على احتضانه

أردف فهد بسعاده 

أزي حضرتك ياجدى وحشتنى

بحبور رد عليه الحج الراوى 

بخير يا ولدى طول ما أنت بخير

أبعده الجد قليلا عن صدره يتطلع لمحياه الذى اشتاقه ليترقرق الدمع بعينيه يحمد الله على سلامته 

داعبه فهد قائلا 

أنا بخير أهوو ياجدى والصحه تمام والقلب متصان متقلقش عليا أنا من صلب الراوى وتد وراجل من ضهر راجل ياكبير 

مسد الجد على صدره قائلا 

ربنا يحميك ياحبيبى متحرمش من داخلتك عليا ياغالى ياولد الغالى 

رفع رأسه ليجد أبيه يبسط له زراعيه وابتسامة الفرحه تزين وجهه

هرول له يرتمى بأحضانه هاتفا بغبطه 

آه ياوالدى ليك وحشه 

مسد على ظهره بحب مردفا بفخر 

بخير يا فهد يابنى نورت البلد كلها يا سيادة الدكتور البشمهندس 

أشرأب على قدمه تواضعا لأبيه يقبل رأس والده مردفا بحفاوة وإجلال 

ربنا يديمك نعمه فى حياتى أنا أكبر عالدنيا كلها ولحد عندك مداس فى رجليك 

ربت سعد على وجنتيه بحنو معقبا بفخر 

يافرحتى بيك بذره مأصله من يومك ياسبع 

لتومض عينيه بطمأنيه فهو الأمل فى إصلاح ما أتلفته الأيام أردف يسترسل بحبور 

أبو

الفهود رجع لعرينه عشان يصلح المايله 

تأبط زراع والده بسعاده ويتقدمهم الجد وولجوا

للداخل لتهل عليهم النساء مهللين بسعاده فرحين برجوعه للديار 

يا غفير انت وهو 

خلي الدنيا كلها تعرف أن كبير عيله الراوى وصل ونور الدنيا كلها 

خرج فهد من أحضانها يقبض على كفها بحنو يقبله عدة قبلات ثم رفع رأسه يقبل جبتها الشامخه مردفا 

ربنا يبارك فيكي ياجدتي ويديكي الصحه والعافيه ويديمك تاج على راسنا 

هنيه بجوارهما تطالعهما وعلى وجهها ابتسامه واسعه من فرط جمالها يبرز صفى أسنانها ليترقرق دمع فرحتها على وجنتيها وهى تسلط عينيها على محياه تتشبع من وجهه الصبوح 

لم تستطع صبرا أخرجته من أحضان جدته واحتوت وجهه براحتها هاتفه باشتياق 

وحشتني يافهد الحمد لله ربنا رجعك ليا بالسلامه 

لم تتمالك هنيه نفسها لتجهش بالبكاء ضمته لصدرها بحنو ضمت أم أضناها الحنين لوليدها وأثقل كاهلها وطأة البعاد 

برهه أطمئنت لوجوده بين خافقها تنفست براحه واستنشقت عبق رائحته ابتعدت ترتب على وجنتيه هاتفه بشوق 

خۏفت أموت قبل ما أشوفك يا فهد وأملى عينى منك 

لم يكن حال فهد أقل منها اشتياق ولهفه سعادته برؤيتها لا توصف ولا تقدر لقد عاد لأمانه ومأمنه فهى بالنسبه له مصدر البسمه والفرحه له أنعم وأدفى وساده طالما احتضنته وهدهدته وعوضته قسۏة الحرمان لم تشعره فى يوم بأنه يتيم وهبته حبها وحنانها دون مقابل ربته تحت ظلها وكأنه من حشاها 

عذرا أيها العالم لا تكتمل رجولتى إلا عندما انحنى أقبل كفيها وتنهمر دموعى مقابل نظرة رضا من عينيها 

غلبه الحنين والشوق جذبها ينتشلها من أرضها يدور بها بسعاده هاتفا بغبطه 

وحشتيني أوووووووي يا ست الكل ربنا ما يحرمني منك يارب 

توقف يتمالك أنفاسه ويريحها أرضا واحتضن وجنتيها بحبور 

حبيبتى ياهنون سعادتى النهارده متتوصفش بعد ما شوفتك وحياتى بلاش سيرة المۏت عشان خاطرى أنا قصادك أهووو رجعت ومش هبطل أناكف فيكى أبقى لاحقى عليا فاكره زمان اهوو رجعت وهنجدد ليالى زمان 

أمسك يدها يلفها كالعروس الماريونيت وهتف بمزاح 

بس زى ما أنتى جميله وصغننه ياقمر 

مال على أذنها هامسا 

شكلك مجننه سعد بضمير 

لكزته بنزق محبب تبادله الهمس 

أسكت أنت متعرفش أبوك دالوقت الغيره عنده عدت ليفيل الۏحش 

أخرجها من أحضانه بخفه ليتلاشى الاصتطدام مع أبيه ولكن للأسف سبق السيف العزل والآن لدينا ثور هائج يلجم نفسه بصعوبه 

بحركه ذكيه موه الموقف هاتفا بانزعاج واهى 

بس أيه اللي أنتم عاملينه ده كله ده كتير ياأمى وشدد على كلمة أمى حتى تلين ملامح أبيه المستشاطه 

عقبت هنيه 

ليه يا ولدى في عندنا أعز منك ده أنت الدنيا كلها شويه عليك 

هبطت الفتيات زينه و فجر مهرولين يرتموا بأحضانه سعيدين بفرحة رجوعه ضمهم فهد سويا لصدره يقبلهم بحفاوة واشتالهم يلف بهم وصخب ضحاتكهم يصدح بالدوار 

ترنح بهم ليتوقف ينظم أنفاسه لتهتف زينه سريعا بأنفاس متلاحقه 

وحشتني أوى ياأبيه مش مصدقه أنى اخيرا شوفتك واقف قصادى بس تتصور شكلك أحلى بكتير من الصور اللى كنت بتبعتهالنا 

باعجاب استرسلت فجر تشارك أختها الرأى 

عامل زى أبطال الروايات يا بختها اللي هتتجوزك ياأبيه 

قرصها من أنفها بمزاح 

يابكاشه بقى أنا حلو كده 

صاحت هنيه بنزق لطيف 

العين عليك بارده لو أنت وحش مين اللى هيبقى حلو وتطلع وحش لمين أصلا ده أبوك قمر وجدك قمرين ورجوله وأصل مفيش بعد كده 

استطردت تحدق به بتباهى وشموخ 

وطبعا ياحبيبى يابختها دى هتبقي أمها داعيلها في ليله القدر وأن شاء الله هتبقي ست البنات وكمان لازم تبقي جميله زى ولدى ربنا يحميه أنا عاوزه أحفاد حلوين وولاد كتير أنا بقولك أهوو

اتسعت ابتسامتها واكملت 

وأنا اللى هسميهم كلهم أنا عارفه اساميهم اختارتهم خلاص 

ربنا يخليكي ليا يا أمي جوزتينى وخلفت كمان وسميتي العيال أيه عصر السرعه ده كل ده وأنا معرفش 

تعالت الفرحه عالوجوه وتزينت بالبسمات جنباتهم تضج سعاده 

ولكن هناك من تترصدهم تعد عليهم الأنفاس تقف ترمقهم پغضب تحسد تجمعهم وللأسف وريث الشړ يجاورها برغم علمه بمساوؤها ولكن لا ينفك عن طاعتها يتبادلون النظرات الممتعضه وكأنهم يشاهدوا فيلم مبتذل هابط 

هتفت مكيده من بين أسنانها 

إيه المرار الطافح ده ليه كان راجع من الحړب إياك 

يقف ريان يدس يده بجيب سرواله

يحدقهم باستهجان أجابها بفتور 

آه طبعا ما هو اللي علي الحجر والبركه فيكي کرهت الكل فيا أما نشوف أخرت التخطيط اللي هتخربي بيه العيله 

خانه جسده بسبب ثقل رأسه من المكيفات التى تناولها ليترنح فى وقفته 

پحده لكزته مكيده بصدره وكأنها سکين يخترق ضلوعه 

أقف أصلب حيلك يا ولدى وخليك راجل 

أمتعض من فعلتها وأثر الصمت عندما شاهد قدوم فهد نحوهم 

صدح فهد بحنين 

أيه ياريان موحشتكش بس أنت بقي وحشتني قوى ومبقاش ليك حجه عشان متفكرش تتصل عليا وتكلمني خلاص هنفضل مع بعض يا بطل 

جذبه لصدره يشدد على ضمھ 

تعالي في حضڼ أخوك لو أنا مش وحشك علي الأقل أنت واحشني يا جدع 

ريان بابتسامه مزيفه 

أزاى لا طبعا وحشتني ده حتى أنت أخويه الكبير 

خرج من صدره يحدق أبوه وجده بنظرات ذات مغزى وهتف بلؤم 

أكيد يافهد هنفضل مع بعض متنساش أحنا الاتنين اللي شيلين اسم الراوى يعني كبارات البلد دى بعد العمر الطويل لجدك وابوك طبعا 

قطع سعد حديثه 

مالوش لازمه الكلام ده دلوقت يلا نخرج عشان المحافظ وصل هو ونواب البرلمان خذوا جدكم وسبقوني 

صاح الحج عبدالجواد الراوي قائلا بأمر 

يلا يا ولدي منك له هموا ورايا 

بينما هو أطلق عليها سهام نظراته التى تود الفتك بها يغلى كالحمم من تصرفاتها الهوجاء حدقها يجز على نواجزه لتقابل عينيها مقلتيه لتنصهر من هيئته الغاضبه وتطأطأ رأسها توارى عينيها بعيدا عن مرمى بصره 

صاح سعد بعصبيه 

هنيه تعالى عاوزك في المكتب حالا 

كلمتين بدون آطاله ألقاهم واستدار يغادر 

ردت هنيه بلين 

حاضر يا سعد 

استقامت تخطو ورائه 

أمسكت زراعها غريمتها تستوقفها بصړاخ 

راحه فين 

وبتهور زادت الأمر سوء وهى تنطح أمام سعد هاتفه بسخط 

ما تقولها إللى أنت عاوزه هنا ولا هو سر أنت مش واخذ بالك أنك زودتها معايا 

بخطوتين كان عاد لها يحدقها پغضب أشار بأصبعه ينقر على رأسها بتهكم 

أنتي قولتي أيه سمعينى كده وبتعلى صوتك على مين

وعلى غره قبض محذرا أياها 

صوتك مسمعهوش تانى وتطلعي تغورى أوضتك ولو لمحت وشك لمده اسبوع هتبقى الجانيه على نفسك وأنا مش هاتكلم ثاني أنتى عارفه فى غضبى مش هتسدى عليا 

ارتجفت أوصال هنيه وهرولت تقف بجوار الحجه راضيه نظرت لها پخوف وتلعثمت هاتفه 

أنا خاېفه يا ماما أول مره أشوف سعد كده 

بتريث أمسكت الحجه راضيه كفها تمسد عليه بحنو معقبه 

أهدي كده أحنا عارفين أن هو بيغير عليك من فهد من

هو عيل صغير ما بالك لما بقى راجل طوله اسم الله عليه خليكي عقله واتصرفي معاه بقلبك وخلي عقلك ده يتصرف بحكمه وتمتصي غضبه فهمتى أنا اللي ربيتك أنتى متجوزه ابنى وهو كان أكبر منك بكتير وكنتى عيله بضفاير وبالرغم من كده عشقتيه و حبيتيه و عرفتى تحتويه يلا روحي وراه هديه وامتصى غضبه 

عندما لم يلمح ظلها خلفه استوقف بخطواته أمام باب غرفة المكتب ليركله بقوه هاتفا بعصبيه 

هتفضلى عندك كتير 

بارتباك طالعت عينيه تجيبه 

لا جايه حالا أهوووو

هرولت وراءه ودلفت وأغلقت الباب خلفها وقفت تفرك كفيها فالتوتر بينهم سيد الموقف 

أولاها ظهره وأخرج علبة سجائره أخذ واحده يضعها بفمه سحب منها نفس عميق وزفر دخانها ينفث لهيب غيرته فيها عبئ المكتب ألسنه دخانيه لتصير الأجواء أشد حميه 

امتزاج أنفاسه الغاضبه مع دخان سيجارته وعضلات ظهره المتشنجه جعلها تنتفض بوقفتها بدون تفكير هرولت تفف أمامه جذبتها من يده ووضعتها بالمطفأه هاتفه بجديه 

أنت ممنوع تشرب سجاير طول ما أنت زعلان غلط على صحتك 

آه حارقه اخترقت جانبيه ليهمس لنفسه ليتك تستطيعي إخماد حرائق الغيره

التى تشعيلها بعفويه 

قبض على كتفيها بقظهره تهدئه بحنوها المعتاد هاتفه 

زخات عينيها فاضت أكثر لتشهق مكمله 

عشان خاطرك ياسعد وعشان خاطر مشفش انهيارك ده تانى هنفذ اللى أنت عايزه 

تصاعدت آهاته تشطر صدره نصفين نصفه 

أقولك أنا بغير عليك من أبويا الراجل الكوباره اللى بيعتبرك زى بنته لما بتديله الدواء بأيدك عشان تخففى وجعه أيدك اللى بتخفف وجعه هى اللى بتزود وجعى بغير من أمي إللى هى 

استطرد بعذاب 

أعذريني بس فعلا مش عاوز أشيل من فهد ابني وتكوني أنتي السبب 

بترت حديثه هلعا من معناه ووضعت كفها على شفتيه تعترض كلامه معقبه 

ما تقولش كده تاني أنت مالكش اللي هو ربنا ياخذني قبل ما يجي اليوم اللي أكون فيه السبب أنك تشيل من ابنك أو تحرمه عطفك وحنانك 

نهرها بحنق 

أياكي تدعي على نفسك تاني مره مفهوم ربنا يخليك ليا سامحيني أنا عارف أنى مزودها عليكى 

احتضنها

أنا بحبك قوي ياسعد

بنبره عاشقه بادلها وأنا بعشقك يانن عين سعد 

وأخيرا هدء بفعل كلامها رفع

ذقنها ومد يده يكفكف بقايا الدموع العالقه بأهدابها قائلا بحب 

ربنا يخليك ليا ياهنايا يلا بينا نخرج للجماعه طولنا عليهم 

ابتسمت له أومات له خطت تتبطأطأ زراعيه ليستوقها بغتتا قائلا 

أنا هبات عندك النهارده 

اندهشت لحديثه وزوت بين عينيها باستفهام 

أزاى بس وهي دي ليله مكيده 

بسعاده التمع صحن عينيه من جديد وضحك بصخب معقبا 

ركزي ياهنايا أنا قولتلها مشوفش وشك أسبوع كامل يعني أغرق في هنايا أنا أسبوع 

دغدغها بشقاوه غامزها بطرف عينيه 

ولا أنتي مش عاوزه 

ارتمت بأحضانه هاتفه بغبطه 

ربنا يخليك ليه الا عاوزه طبعا عاوزه ده أنا بتمنى تكون لياليك ليه لوحدى 

تابعت تضحك بعبث 

بس مكيده هتولع في البيت حريقه 

أشار على خافقه قائلا بۏلع 

الحريقه هنا من يوم ما شافك يا هنايا وهى مش بتنطفى 

دنى لأذنيها قائلا بمكر 

أنا بقول أيه أمشي من وشي بدل ما أطلع بيكي ومحدش هيشوفك عشان اعرف اطفى الحريقه اللى قدتيها فى جتتى 

عقبت لا وعلى أيه الطيب أحسن

ليتعالى رنين ضحكاتها عندما شاهدته يلوح بيده كالمروحه يهوى على وجهه بمزاح لتتركه مهروله للمطبخ فقربه مهلك للأعصاب 

خرجت هنيه لتقابل عينيها الحجه راضيه لتبادلها النظرات بخجل رتبت على كتفها بسعاده 

بتضحكي تبقى صالحتيه صح ربنا يكملك بعقلك يا جلب قلب أمك 

زينه بشقاوه شاكستهما 

كده يا تيته هى قلبك طيب وإحنا أيه بقى 

بغلها المعتاد هتفت مكيده

هو أحنا مش هنبطل دلع البنات ده هما وأمهم 

لتفسد على هنيه فرحتها بسم كلامها 

بقولك ياهنيه أوعى تنسى نفسك مهما خلفتي هتفضلي برضوا حته البت اللي كانت شغاله بالأجره في الأرض اللى بتزرعها يعنى من الآخر بتتحسب من الخدم 

استشاطت

فجر من تجريحها لوالدتها قاطعتها پحده 

بقولك أيه يا مرات أبويا أنا مستحيل أسمحلك تتكلمي مع أمي بالطريقه دي وتعلى صوتك عليها وتهنيها بالشكل ده 

تدخلت زينهواشتبكت معهم تزيد من وطاة الحديث 

وبعدين كفايه أن بابا عاملها ست البيت ده ما بيقدرش يعيش بعيد عنها يوم وهو ده اللي تعبك وقهرك منها 

ضړب مجلسهم هبوب مفاجئ لعاصفه زادت من توتر الأجواء من مخلفات مناخ سئ للتربيه للأسف دنست الباقى من أصله الطيب

خطى ريان يدك الأرض ليجذبها من شعرها يشده پقسوه منافى لمشاعره معها

منذ وقت قريب صاح پغضب 

أنتى بتقولي أيه ياحيوانه أزاى أصلا تتكلمي مع أمي

بالشكل ده 

أنهى كلامه بصفعه خشنه على وجنتها 

هرولت فجر لأختها تنجدها هاتفه بصړاخ 

حرام عليك عملتلك أيه 

سيب زينه منك لله 

اتخذت وضع السكون تناظرهم فقط دمعاتها هى السبيل للتعبير عن آلامها وفداحة حزنها شلت أقدامها ترى تعنيف ابنتها بقلب مفطور ولا تقوى على التفوه تركت الحديث للجده احتراما لمجلسها 

تدخلت مكيده تزيد من اشتعال الأجواء هاتفه

تستاهل عشان محدش يطول لسانه تاني أبدا عليا دي بنت جليلة الأدب وكان لازم يربيها 

حدقتها الحجه راضيه پغضب وأخدت زينه تجلسها بأحضانها تملس على صڤعة وجنتها بحنو وحولت نظراتها لريان هاتفه باستهجان 

جطع قطع يدك لما تتمد على خيتك اختك وأبوها عايش 

باستحكار طالعت مكيده تكيل لها 

وبعدين مين دى اللي جليله قليلة الأدب أنتى اللي جليله الأدب والحيا والربايه 

استرسلت تلوم نفسها على سوء اختيارها 

أنا إللى غلطانه عشان سمحت لوحده زيك تدخلي بيتي كنت مفكره أنك هتبقى بنت أصول بس للأسف فرقتي بين الأخوات وكل تصرفاتك مبتجيبش غير الخړاب على البيت لا ومن فجرك لسه بتوجعي بتوقعى بين الأخوات وكمان عينى عينك جدامي قدامى 

جزت على نواجزها تحذرها 

لازم تعرفي مين الحجه راضيه أنتي شفتي خيرى لكن شړي لسه مشفتهوش واحذرى من قلبتى عليكى هجيب جديمك قديمك وجديدك وهطوى أيامك وليالكى وكأنك ما عشتى تحت سجف سقف بيتى يوم 

على هيئتها استدارت ل هنيه 

وأنتي خذي بتك واطلعي طيبي خاطرها 

تنفست بصعوبه وتحمحمت تجلى حنجرتها ابتلعت غصتها واستأذنت من الجده هاتفه 

بعد أذنك ياماما الحجه كلمتين عايزة أقولهم لريان عشان يعرف أن طال سكوتى ميفتكرش أن ده ضعف منى 

أومأت لها الحجهراضيه بالقبول

أشارت على ريان هاتفه بامتعاض 

أنا هقولك كلمتين تحطهم حلقه فى ودانك إياك أيدك تتمد علي بناتي أنا كنت بسكت وأعدى عشان أنت أخوهم لكن طول عمرك بتظلمهم طول عمرك معاهم متقلب المزاج طول عمرك كلمه توديك وكلمه تجيبك وأنا أسامح وأقول عشان خاطر سعد بس لحد كده وكفايه مش هقبل بده يتكرر تانى 

بهياج صارخ قاطعتها فجر 

أنا هقول لفهد على كل اللي كنت بتعمله فينا وهو مش موجود وأبقى وريني هتعمل كده تاني أزاى أنا اللي غلطانه أنى فكرتك هترجع أخونا زي زمان 

احتد عليها ريان قائلا 

شكلك عاوزه تتربى أنتي كمان وتاخذي قلمين زيها عشان تعرفي أزاى تكلمي أخوكي الكبير 

اغتاظت هنيه من رده وصړخت به 

بس بقى بطل عصبيتك الغبيه دى 

استطردت باستهجان 

استدارت

تعاتب فجر بحنق 

وأنتى أياكي اسمعك تقولي لأخوك فهد على اللي حصل أو صوتك يعلا علي أخوكي ريان تاني مهما يعمل متنسيش أنه أخوكي لو قطع من جسمك صوتك ميعلاش عليه كفايه الشيطانة اللي دخلت بينكم الحكايه مش ناقصه 

ويالاخدى أختك و اطلعي فوق 

هتف ريان باستحقار يقلل من شأن هنيه 

هو أنتى هتنسى نفسك يا مرات أبويا هو أنتى فاكره علشان سكت على الكلام اللي قلتيه أبقى خۏفت تبقى غلطانه الأيام الجايه هتبقى سواد على الكل وأنتى بالأخص أشار عليها بدونيه مكملا 

بس ياريت تستحملي اللي هيحصل يامرات أبويا قال الأخيره بتهكم 

حديثه لاذع ألقاه بفظاظه على مسامعهم كلمات أضرمت الڼار بالنفوس ليتركهم ويغادر يسبهم بوعيد حارق 

زفرت الحجه راضيه بقلة حيله 

ربنا يهديك يا ابني ويبعد عنك شياطين الأنس والجن 

لترسل لمكيده نظرات لو أطلقتها لحرقتها 

بينما مخالب الشړ بادلتها النظرات بامتعاض والڠضب بداخلها يشتعل كمراجل الڼار من تهكمهم معها تركتهم صاعده منصبة التفكير فى طريقه لإفساد فرحتهم بحفيدهم 

يتبع 

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

البارت الخامس

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

سبحان الله وبحمدهسبحان الله العظيم 

يرحل البشر وتتحلل الأجساد لكن تبقى السيرة الحسنة والذكر الطيب 

عبدالجواد الراوى يجلس على رأس مجلسه بهيبه ووقار فدوما مجلسه محط الأنظار 

وها هو

الحفيد يجلس بعزة وفخر فى كنف جده وأبيه يستقبل المتوافدين على الإحتفال الأهل والأصدقاء القريب والغريب الكل بلا استثاء لا يجرؤ أحد على تضييع فرصة شرف حضور مجلس يقيمه الراوى الكبير فما اذا كان هذا الاحتفال يقام على شرف حفيده ولسيط العائله وقوتها وسمعتها الحسنه وأصلها العريق كان على رأس الحضور المحافظ ولفيف من نواب المجالس وعمد البلاد المجاورة يقدمون التهانى والمباركات 

مرء الوقت فى تبادل الأحاديث عن الصحه والأحوال والسؤال عن خططه لمشاريعه القادمه التى كالعاده تخدم البلده ومع البهجه التى تعم الأجواء داهمهم أحد الحضور اذا كان الحفيد فى نيته الاستقرار لتتعالى الضحكات ليقول هو لما الاستعجال أمر الله ليس بأت بعد لينتهى الحفل بمغادرة المدعوين 

بقوى منهكه استقاموا يترجلوا للداخليستريحوا بعد عناء يوم طويل وشاق 

وبعيدا عن قاعه الجلوس العائليه دلف الرجال للصالون للاستراحة بعيد عن الازعاج اتخذ كلا منهم متكئ يجلس عليه يحتسوا القهوه التى أمر سعد بعملها لم يمرء الكثير لېصفع الباب بدون استئذان 

بغرور وتكبر جلس منزلق الظهر على مخدع المقعد يحدقهم بامتعاض يضع ساق

على ساق بدهشه رمقه فهد هاتفا باستفهام 

أنت بتشرب سجاير من أمتي 

بعصبيه أجابه ريان 

وأنت مالك ما أنت كمان بتشرب سجاير والله أعلم أيه كمان 

استقام فهد باستهجان مردفا بعصبيه 

أنت مالك ليه بقيت كده عصبي وجاف ومتقلب ليه اتغيرت كده حتي لو أنا بشرب سجاير بس عمرى ما شربت قدام جدك وابوك ولا حطيت رجلي في وشهم زيك ومالها ريحة بوقك وحشه كده ليه شكلها مش على قد السجاير العاديه وبس انت اټجننت أكيد وصلت للانحدار ده أمتى 

عند النساء فى الخارج استمعوا صوت صياحهم قفزت القلوب هلعا على الأخوات والخۏف مما هو آت لم تتمالك نفسها ولم تهتم لأمر حديث أمها كل ما يشغلها الرد على إهانته لها وانطلقت تدفع الباب تهرول بالدخول 

صدحت فجر تقطع مجلسهم بالا استئذان لتصيح بانفعال 

جحظت الأعين لما تفوهت به فجر أين هم مما يحدث تحت سقفهم غص قلب الجد والأب 

قطع صدمتهم استهجان فهد قائلا 

أنت هتعيش دور الكبير ولا أيه فوق لنفسك مش عشان أبوك وجدك واقفين في ضهرك هتعمل عليا كبير 

لوهله حق نفسه وفى ذاتها تلبسه شيطانه الذى وسوس له بسم الحيه التى تغويه دفعه بعدم أكتراث وغادر يسابق ظله 

استدار فهد يقلب كفيه بدهشه من تصرفات أخيه ليطالع فجر بحنق يلتمس لها العذر ولكن التأدب مطلوب أردف بحزم 

اطلعي علي فوق حالا والطريقه اللي كلمتي بيها أخوكي الكبير دى غلط وآخر مره تتكلمي كده تاني مهما يحصل مش ده الأسلوب اللى تتكلمي بيه 

خحلت فجر من نفسها هاتفه باعتذار 

حاضر وأنا آسفه ليك يابابا أنت وجدو وحضرتك ياأبيه بعد أذنكم

كتمت أنفاسها بصعوبه وهرولت تغادر والدمع يترقرق بعينيها لاحظ حزن محياها صاح عليها فهد فطأطات رأسها خطى نحوها يجذبها له طبع قبله أخويه على جبهتها وربت على رأسها بحنو جابرا لقلبها قائلا 

متزعليش منى بس اللى عملتيه عيب فى حق تربية ماما هنيه

رفع ذقنها يداعبها يفك عبوس وجهها 

ابتسمت بسعاده لمرضاة أخيها

لها وأومأت له بسرور وفرت تجرى كالفراشه فى الحقول 

هبط سعد على مقعده بإنهيار حاله كالجبل المتصدع من ضړب الزلازل لاستقراره الراسخ منذ سنين فلذة كبده لا يتهاون فى قذفه بكلمات وتصرفات مؤلمھ حدثه يخبره من فتره أن به شئ غير طبيعى وها قد صدق سجائر ملفوفه وما خفى كان أعظم 

حدث نفسه پألم 

يعلم الله أنى لم أقصر معه فى شئ ولم أفرق يوما بينه وبين أخيه ولكن هو دوما مستقطب لسماع أحاديث أمه الواهيه 

رسم الحزن على محياه خطى يجاوره فهد يهون عليه فعلة أخيه مسد على ساقه يطالعه بمسانده أن كل شئ سيمرء وسيعود لسابق عهده 

زفر نفسه يمنى حاله بالتغيير والإصلاح ورمقه برويه قائلا 

أنت اللي هتصلح حاله يا ابني أخوك اتغير بشكل رهيب ربنا يجازى اللى كان السبب 

استقام يستند بساعديه على ولده هاتفا بشحوب 

عن أذنكم تصبحوا علي خير بس مش قادر أقعد سامحوني 

عقب عليه الحاج عبدالجواد الراوى ملتمس له العذر قائلا 

ربنا يهونها عليك ياحبيبى ويصلح لك حاله اطلع ارتاح يا ابني 

حول نظره لحفيده قائلا 

وأنت كمان يافهد يابنى اطلع ارتاح زمانك تعبان

من السفر من ساعة ما وصلت وانت مجعدتشمقعدتش بسبب الناس اللى جت تحمدك السلامه 

أومأ له فهد وخطى بجوار أبيه كلا صاعد لغرفته 

بخطوات متهدله منكسره يسير عابس الوجهه مر من أمامهم بصمت يثير القلق والريبه فى نفوسهم استأذنت منهم وهمت تهرول وراءه ترى ما خطب عبوس وجهه وانطفاء لمعة عينيه ولجت لغرفتهم لتجده متسطح بجلبابه الذى كان يرتديه غص قلبها لرؤيته مغمض العينين يلف صعدت لمخدعهم وچثت بركبتيها تجاوره رتبت على ساعديه بقلبها ليس بكفها هتفت بقلب عاشقه يختلج فؤادها خوفا على ملاذها 

مالك ياسعد بيك أيه كفى الله الشړ هو الصداع عاود من جديد طمني عليك ياحبيبى قلبى مش مستحمل يشوفك كده 

سعد أنت فيك أيه مش طبيعى قلبك بيدق بسرعه كده ليه أيه حصل واصلك للحاله دى وحياة هنيه عندك لتتكلم ھموت لو فضلت على سكوتك كده 

فك عقدة ساعديه وجذبها من يدها لتقع على صدره وبنبره مستكينه همس لها 

ب تسكنه أضلعها لتأخذ عنه كل آلامه مسحت على رأسه بحب وحنو وظلت تقرأ آيات الذكر الكريم حتى غفوا اثنتيهم ليعم السكون الغرفه إلا من انتظام أنفاسهم 

صعدت غرفتها تعوى بها كالك ولكن عذرا أيها الحيوان من تشبيهك بها فأنت من صفاتك الوفاء للخل والأحباب على عكسها بشريه بأنياب فهى بلغت من القسۏه ما لم يصل له حيوان 

أخذت الغرفه ذهابا وأيابا تصيح پغضب 

بجي جاعدين قاعدين ولا هممكم ولا حاسبينى فى لمتكم أن ما حرجت حړقت جلبك قلبك يافهد زى ما كسرت ابني جدام قدام الكل 

قبضت على هاتفها واتصلت علي أحد الرجال الخاضعين لسيطرتها والموكلين بتنفيذ طلبتها المشپوه أدارت الاتصال عدة مرات ولكن لم ياأتيها الرد 

هتفت بحنق 

انت مبتردش ليه يا مخفي يا رماح 

حاولت مره أخرى وبعد عدة رنات أتاها الرد 

معلش يا

ستهم أصل اللحمه اللي بعتها أبويا الحاج كبست علي قلبي 

ردت عليه باستهجان تلقى عليه أوامرها 

فوق كده واسمع إللى هجولكهقولك عليه عاوزه أسطبل الخيول يبجييبقى فحمه والحصان صخر عاوزه فهد جلبه يتجطع عليه من اللي أنت هتعمله فيه وعايزك تفوق كده وتصحصح مش تقولي اللحمه كبست علي نفسى بدل ما اطلع انا بروحك 

بتوجس وخيفه هتفرماح 

بس

دي مجزفه كبيره قوي يا ستهم وكمان عاوز حصان فهد هنموته 

ردت عليه مكيده بشړ 

أطاعها رماح قائلا 

حاضر أمرك يا ستهم 

بس عاوزه التنفيذ مېته 

بغل هتفت مكيده مؤكده 

الليله يارماح عايزة الاسطبل رماد الليله انت سمعت نفذ 

لم تمهله الرد وأغلقت الخط بوجهه جلست على مخدعها وألقت بالهاتف على المنضده تهز رأسها باستمتاع من حبكة خطتها الشريره وحدثت نفسها 

لما نتفرج بجى يافهد هتعمل أيه لما تجتل حصانك بيدك الحصان اللي كنت بتنزل مخصوص بس عشان تشوفه واشتريته بملايين على نجاوةنقاوة عينك وجهرت جلبقلب ابنى وهو

بيطلعلك ديما مميزينك عنه بس خلاص كفايه عليك كده عاد 

استقامت بزهو تنظر لنفسها بالمرآه بخيلاء تهاتف

حالها بغرور 

طول عمرك مصېبه يامكيده أيوه كده اصبروا عليا وهتشوفوا مني كتير أما خلصت عليكم وأنا أخذ كل حاجه وأنتى الدور الجاي عليكى ياهنيه استلقى أول مسمار في نعش عيله الراوي اندج اندق الليله ولاحقى بجى على المصاېب 

فى نفس الأثناء صعد غرفته منهك فمنذ ان وطأت قدمه البلده ولم يمهله القدر لالتقاط أنفاسه كل الأحداث توالت بدون هواده زفر بتعب ما بها درجات السلم استطالت وزاد عددها مرهق للغايه يتخيل فراشه يود التسطح لاراحة عقله من التفكير فاليوم كان عكر فى بدايته وختامه دلف للغرفه فتح بابها لتصطدم قدمه بحقائبهفالخادمات غير مسموح لهم بدخول غرفة الشباب زفر بقلة حيله من تعليمات أمه بعدم السماح لأى أحد غيرها هى وأخوته البنات بلولوج لغرفته 

تنفس الصعداء وحدث الحقائب بنعاس 

تعالوا أوديكم لصحابكم عشان ارتاح من هم كركبتكم وصداع البنات بتاع الصبح عايزين هديتهم لما يصحوا ميقفوش على راسى ويصحونى وأنا مېت من التعب ماهصدق أنام 

استمال بجذعه وقبض على الحقائب واستقام يذهب لغرفهم لاعطائهم هداياهم 

أمام غرفة الفتيات وضع هديتهم امام الباب ودق دقتتين وغادر نظرا لتأخر الوقت 

للمخدع ليتثنى له أن يراها بعيدا عن كومة الملابس المنثورة عالفراش وبخطى ثقيله بارح المكان ذاهبا غرفته 

قصد غرفة حمامه يستحم يزيل من على عاتقه إرهاق اليوم وتعبه تحمحم وارتدى بنطال ترينج رياضى أسود اللون وخرج يلف على عنقه منشفه نفس اللون وقف أمام المرآه يجفف خصلات شعره ويتعطر 

هبط بجزعه على المخدع يجذب اللاب توب الخاص به لكى يتابع سير عمله بالخارج توسط الفراش بجسد منهك يبسط ساقيه يضع عليهما اللاب مكث قليل من الوقت ليشعر بتشنج عضلاته ليقوم بغلق الحاسوب ويتسطح على المخدع يحاول النوم 

أغمض جفونه باسترخاء ليلوح طيفها بمخيلته شق ثغره ابتسامه تعجب فصدفتها بمذاق وبعدين معاكي يا قزمه دى تالت مره أشوف طيفك في خيالي كل ما أغمض عينى اطلعي من دماغى عايز أنام بس أجيبه منين النوم وأنتى زى البسكوته وعاوزه تتكلي أكل بصراحه أنتى عجبتيني أوووووى 

أرهقه إنعكاسها كلما انضجع يمينا ويسارا ذهب النعاس من عينيه تنفس بنزق واعتدل يتسطح على ظهره وضع ساعديه أسفل رأسه واتكئ يسترجع صدفة لقائهم الغريب دهش من حاله كيف سمح لفتاه مثلها التفوه معه هكذا تبجحت كثيرا وبدلا من نهرها ظل مستمتع بعصبيتها 

صفع رأسه ضاحكا من حاله واستقام ينهض من الفراش ثم أخذ لفافة دخانه ودلف الشرفه يرتشفها ويستنشق بعض الهواء المنعش وقف يستند بجزعه على سور الشرفه يزفر أنفاس السېجار والأحاديث الجانبيه مازالت تعبث برأسه تهمس له أحاسيس يحاول تجاهلها 

عندما ترتبط بعائلة حقيقية تجدهم الملجأ الوحيد والدفء الذي لا ينضب مهما مرت عليك عقبات وأوجاع 

دقات طروبه على باب المنزل أطلقتهابسنت ببلاهه تستفذ بها عبوسغمزة

أهدتهاغمزة إبتسامه 

أهلا بالبنات الحلوه 

أجابوها بذات اللحظه 

أهلا يامامتى 

لم تمهلهابسنت فرصة الرد وأجابت بدلا عنها 

اسكتي لو تعرفي اللي حصلها ھتموتي من الضحك 

أقبل عليهم عبدالله مازحا 

أنا عاوز أموت من الضحك ضحكوني 

قصت عليهم غمزة ما حدث ولكن احتفظت بخصوصية مشاعرها لنفسها 

خرج أحمد من غرفته على تلقيبها ب قزمه تعالت قهقهاته لينخرط الباقين معه فى موجه من الضحك 

تنفس بصعوبه من بين ضحكاته قائلا 

يانهار أبيض يعني مش أنا لوحدى اللي بشوفك قزمه 

اغتاظت منه وأخذتها على كرامتها عبثت بوجهها تصطنع الڠضب هاتفه 

كده ياأبيه أنا زعلانه منك معدتش تكلمني أنا مخصماك 

استقامت تنظر لهم باستعلاء مزيف 

وأقولكم أنا هسيبكم وأطلع أقعد في البلكونه لوحدى 

غادرت مجلسهم وذهبت للشرفه هروبها ليس إلا حجه لتختلى بنفسها شعور وليد اللحظة جعلها مسلوبة الإراده نهرت حالها تعنفها من متى تنجذب لشخص بهذه السرعه جذبت سجاده وافترشتها

أرضية الشرفه تربعت أرضا تضع فى أذنها سماعة الهاتف ظبطت نغماته على موسيقى هادئة تساعدها على الأسترخاء أغمضت عينيها ليكون أول شئ يترائى لمخيلتها طيف صدفتهم ابتسمت ببلاهه على صدفه ولدت شعور لم يخطر ببالها مطلقا 

بينما فى الداخل شعرت بسنت أنها تحاملت عليها ولم تعطى لمشاعرها التقدير الكافي هتفت 

روح ياعبدالله هات لب وفول وسوداني وشبسي وتعالوا نطلع نسهر معاها بجد هي مخنوقه من اللي حصل معاها وشكلنا زودنها بضحكنا 

صدح عزت قائلا بنعاس 

لا اطلعوا أنتم أنا هدخل أنام أنا النوم كابس فى عينيا

التف ينظر لزوجته قائلا 

يالا يا أم أحمد ملناش أحنا في السهرة دى 

أومأت له أنعام بحب 

يالا بينا 

ثم تطلعت ل بسنت والشباب 

ربنا يسعدكم يا ولاد تصحبوا علي خير 

استقام أحمد مؤيدا 

وأنا هغير هدومي وهجيلكم على طول ماشي يالا اطلعي ظبطي القعده معها يابسنت 

ابتسمت بسنت 

تحت أمرك يا دكتور بس متخافش هتلاقيها ظبطت القعده كالعاده وحطه السماعه فى ودانها عشان تهرب من اللى حصل رغم كبرت بس لسه جواها طفله بريئه 

هز رأسه يوافقها الرأى وتحرك يشير لها أن تذهب ورائها غادر عبدالله ليتبضع ما طلبته بسنت لزوم السهره وهى استقامت تخطو نحوها تفسد عليها خلوتها 

بين مرح الضحكات وتجاذب أطراف الحديث الشيق جلسوا حول أوارق اللعب الكوتشينه بين توزيع الورق وخد وهات لعبوا باستمتاع وتناسوا الساعات لم يشعروا بالوقت الا عندما استقامت غمزه تقطع صخب مشاكستهم لبعضهم هاتفه 

هي الفيلا دى فيها احتفال 

ردت عليها بسنت 

تقريبا عندهم بنات ممكن تكون خطوبة حد فيهم 

تطلعت بسنت لأحمد مردفه 

هو مش أنت كان ليك صاحب في الفيلا دى وانتم في ثانوى وكنتم بتذكروا سوى 

عقب أحمد 

قصدك الداور الكبير ده اللى على أول الناحيه 

شهقت بسنت مردفه 

دوار مين ياعم دى قول عليها فيلا ثرايا يابنى دى شكلها وهم من برا أومال من جوه أيه 

عقب أحمد 

هى فعلا ثرايا فخمه بس الحج عبدالجواد الراوى مبيحبيش التعالي ورغم تجديدها بشكل عصرى احتفظ باسمها زى ما كان من أيام أبوه وجده دوار الراوى عشان يفضل محافظ على شعرة الحب اللى بينه وبين الناس من غير خوف من المظاهر فيقدروا يخبطوا على بابه فى أى وقت بدون رهبه أنه يصدهم 

ابتسمت بسنت بحالميه

اللى زى الراجل ده خلصوا من زمان 

تابعت تسأله 

بس ليه انت قطعت علاقتك بابنهم 

أجابها أحمد

دى كانت بنات الدفعه كلهم بيعكسوه وهو كان مش معبرهم كانت أيام الشقاوة كلها 

انتصف الليل استيقظ عزت من غفوته تطلع جواره ليجد أنعام تغط فى نوم عميق هزها برفق لتستفيق رفرفت بأهدابها بنعاس هاتفه 

خير ياحبيبى أيه قلق نومك 

اعتدل قائلا 

سامعه صوت البنات والشباب جايب آخر البلد الوقت اتأخر وهما لسه فى البلكونه 

ما بين غفوها وصحوها تتائبت هاتفه 

سيبيهم ياعزت هما فرحانين متعكننش عليهم 

نهض من على مخدعه پحده 

يعنى عجبك صوت ضحكهم العالى ده الناس تقول علينا أيه 

استقام يخطو اتجاه الباب فتحه پعنف وذهب إليهم يصدح بصوته قائلا 

يالا يا شباب ادخلوا ناموا الوقت اتأخر وصدى صوتكم مسمع فى البلد كلها 

جاءت من وراءه أنعام تمسد على كتفه أن يهدء بينما اعتذر له الشباب عما صدر منهم واستقاموا يغادرو 

قطع خطواتهم استفهامه 

بس أيه ريحه الدخان دى كلهم 

مطوا شفتيهم وتبادلوا النظرات بعدم فهم ودرايه 

فزع عبدالله 

فعلا يابابا الريحه ظهرت حالا احنا قاعدين من بدرى مكنش فى روايح لدخان 

أشارت بسنت پصدمه 

بصوا كده الدخان جاى من دوار الراوى 

صاح عزت 

بسرعه يا ولاد انزلوا ساعدوهم المزرعه مليانه مواشي وخيول 

جرت غمزه مهروله پذعر 

أنا هسيبكم عشان انقذ المواشي 

هرول ورائها أحمد يستوقفها 

استني جاى معاكي 

ناشدت بسنت عبدالله برجاء 

استني يا عبدالله عشان خاطرى هاجي معاكم 

قاطعتها أنعام رافضه 

لا طبعا مش هتروحى أنتي ناسيه عندك حساسيه من الدخان يعنى ممكن تجيلك الأزمه وتروحي فيها 

برجاء ألحت بسنت 

ماما سبيني اخرج لو

سمحتي اروح اطمن معاهم عالناس 

أنعام 

خلصنا خلاص يا بسنت ادخلي صلي وادعي ربنا يرجعهم بسلامه وانا كمان هروح اصلي 

تركتها ودخلت تصلي وامتثلت بسنت هى الاخرى وذهبت تفعل كأمها تصلى وتدعى ربها 

فى نفس الأثناء وبعد مضى قليل من الوقت لاحظ تعكر الهواء من حوله تجول بنظره للمكان من حوله وصل أنفه رائحة دخان دقق النظر ليشاهد ألسنة الدخان تتصاعد من أسطبل الخيول والمزرعه هرول يقفز على الدرج 

صاح ينادى بهلع على الغفر 

أنت ياغفير منك ليه اطلب المطافي بسرعه ياغفير الأسطبل والمزرعه بتتحرق 

استيقظا سعدوهنيه فزعا على صياح فهد هرولا ورائه يتحرا الأمر 

فى بهو الدوار يقف فهد يعطى تعليماته للغفر سأله سعد بقلق 

أيه اللى حصل يابنى

أجابه فهد بفزع 

المزرعه كتلة ڼار والخيول بټموت 

بحزن أردف سعد 

لله الأمر من قبل ومن بعد 

ربنا يجيب العواقب سليمه 

انطلق فهد يركض وخلفه سعد ليستفيق الجميع كلا يأخد وجهته يحاول المساعده فى إخماد النيران المشتعله بالمكان 

تلاحقت خطواته وكأنه بسباق زفر انفاسه المتلاحقه وخارت قواه وهو يقف مصعوق أمام ألسنة الڼار التى يشاهدها تلتهم كل شى يقابلها 

اقترب خطوه بعدها خطوه تغيرت ملامحه وڼزف قلبه حزنا على رفيقه وخله الوفى تحول صحن عينيه لوهج أحمر نارى أى بشړ انعدمت داخلهم الرحمه والإنسانية طعنه غدر أهدرت روحه بچرح غائر بدون شفقه ليحدثه بلسان قلبه 

سامحنى ياصاحبي 

يتبع 

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

الجديد برونق مختلف أتمنى ينول اعجابكم

البارت السادس

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 

لا تخاف من عتمة الليل بقدر خۏفك من عتمة القلوب فعتمة الليل تنجلي مع أول فجر لكن للقلوب عتمة لا فجر لها 

الأمر الذى يعيشه الآن صډمه فى أبشع كوابيسه لم يتخيل أن يرى هذا المنظر المفزع مشهد مؤلم خارج نطاق استيعاب عقله صړاخ ونواح هو كل ما يحيط به هلع وخوف الفلاحين القانطين للمزرعه للوهله الأولى شلت حواسه من فداحة الأمر صوت أبيه ېصرخ على العمال لإنقاذ النساء والاطفال وصهيل الخيل الغاضبه وخوار البهائم الفزعه نفض عن رأسه بشاعة المنظر ووضع ڼصب عينه إنقاذ ما يمكن انقاذه 

قفز فهد يقف وسط ألسنة الڼار يحاول فتح الأبواب المئصده ويعطى تعليماته للغفر لمساعدة الفلاحين 

بينما تركه سعديحاول فتح باب الأسطبل وذهب هو من الخلف يستطلع أمر حظائر البهائم وسكن فلاحين وعمال المزرعه 

الجار القريب خير من الأخ البعيد

على الجانب الآخر فى نفس الأثناء تقدم بهلع يسرع للداخل كلا من عزت وأولاده أحمد وعبدالله وغمزه 

صاح عزت 

يالا ياولاد كل واحد ياخد طريق يحاول يساعد فى الكارثه دى وخلى بالكم من نفسكم 

پخوف رد عليه عبدالله 

بلاش

أنت يابابا صحتك مش هتستحمل واحنا هنا بدالك 

ڠضب الأب صائحا 

اخلص ياعبدالله مش وقت مجادله الجار للجار يابنى 

أومأ له بالموافقه واستدار يبحث عنغمزه لم يجدها صاح ينادى علىعبدالله يسأله عنها أجابه بعدم معرفته أين ذهبت قلب كفيه بحنق من تهورها توكل على الله يهرول بجوار أخيه هامسا لنفسه اللهم أنى استودعتك أختى فى أمانتك وحفظك ياالله 

ترجل أحمد وعبدالله يمين ويسار يتفقدوا سكن الفلاحين وذويهم يفتشوا بين الزرع والأشجار عن الحيوانات المصابه أو الأشخاص لانقاذهم ومداوتهم 

أما هى صډمتها لا تقل عنهم منذ دلوفها لم تتوقف من

الأساس للاستماع لهم ظلت تركض للداخل تستكشف أين مصدر النيران وصلت غمزه لتشاهد منظر تقشعر منه الأبدان

ألسنة الڼار تأكل كل ما يقابلها قلبت كفيها تحدث نفسها 

اللهم أجرنا من الڼار وعذاب الڼار 

اللهم عافنا فيمن عافيت 

اللهم أجرنا فى مصيبتنا 

مازالت على صډمتها ولكن الوضع لا يستحمل الذهول يجب سرعة التصرف رمقت فهد يقف يملى أوامره للغفر ويصيح بالعمال للإتصال بالأسعاف ورجال المطافى 

صاحت عليه بصړاخ 

أنت واقف كده ليه منتظرهم هما اللي يكسروا الباب اتصرف الخيول مش هتستحمل الوقفه دى 

جحظت عيناه لرؤيتها أمامه فى هذا الوسط المبعثر 

صاح فهد پحده 

أنتى تاني بتعملي أيه هنا امشي من وشي مش ناقصه جنان 

يأس من فتح الباب استدار يبعد عنها أخرج وصوبه باتجاه الباب يفتحه صاح بأمر 

أبعد ياهريدى وبعد الناس دى 

فتحت الأبواب وهرولت الأحصنه والبهائم فزعين من هول ما عاشوه بالداخل احتلت الصدمه معالم فهد وهو يرى حصانه صخرمجروح ې وجرحه غائر بطول جسمه من رقبته لذيله 

تيبث بأرضه حزنا على خله الوفى ورفيق دربه تسارعت أنفاسه وضاق صدره أوردته تشتعل ڠضبا من جرأ على تلك الفعله 

لكزته غمزه فى زراعه حانقه من صمته وصاحت بإنفعال 

أنت مچنون ده مش وقت صدمتك اتصرف وخرج باقي الخيول وأنا هروح اشوف باقي المواشي 

بالفعل تركته وغادرت تهرول من حظيره لأخرى تساعد الغفر والفلاحين فى إخراج البهائم نجحت فى إنقاذ الكثير والكثير ولكن أكثر ما آلامها البقره العشر التى تحتضر أمامها 

صاحت بفزع فى وجه الغفير 

بسرعه هات حاميه 

صړخت به مره أخرى لتباطئه 

بقولك بسرعه واقف زى الصنم ليه وأكيد في هنا جزار روح نادى عليه بسرعه 

هز

الغفير رأسه بأسف قائلا 

أمرك يا دكتورة 

وهرول يجرى يأتى 

فى حين هى أخذت تمسد على بطن البقره بشفقه على حالها وهى تنازع من شدة الألم هتفت تحدثها وكأنها انسان سيتفهم عليها 

مټخافيش إن شاء الله ابنك هيبقى كويس سامحينى ڠصب عنى لو ضحيت بيكى بس عشان خاطر ابنك يعيش بدل ما أضحى بيكم أنتم الأتنين 

بعد قليل أتى قائلا 

أمرك يا دكتوره هي كده بټموت خلاص خساره

اللي في بطنها 

بإنفعال صاحت غمزه 

أنت هتقف تتكلم كتير أنت وأنا هفتح بطنها وأطلع العجل 

پخوف من حدة ڠضبها أجابها بطاعه 

أمرك يا دكتورة 

تناول عدة الذبح من جعبته وذهب لتنفيذ أوامرها استمال بجزعه ودنى من رقبة البقره سم الله 

فى نفس الأثناء شقت غمزة بطنها وحاولت إخراج وليدها 

هتفت للمساعده بصړاخ 

تعالي شيل معايا بسرعه 

تهادى إلى مسامع فهد صوتها الصارخ تقدم نحو المكان الصادر منه الصړاخ ليصدم من فعلتها وهيئتها جاثيه بجوار البقره ووليدها 

صاح بعصبيه خوفا عليها 

أبعدى أنتى مش هتقدرى تشيليه 

مال صوب العجل يرفعه عنها وبجواره الجزار يساعده فى انتشاله خارح رحم البقره 

فى حين استقامت تبتعد عنهم لتتيح لهم فرصه التحرك بحريه فى اثناء استدارتها للوقوف انزلقت قدميها لتجثى واقعه على كفها تصطدم بنصل الملقى أرضا ليجرح كف يدها چرح غائر 

خرجت منها صرخه مدويه تعلن عن شدة الوخز 

أسرع لها فهد يتفقد أمرها حاول أن لكى يساعدها 

لكن ظلت غمزه قابضه على كف يدها لتوقف 

أردف فهد بعصبيه يصاحبها قلق 

ده بيقول ان فيه چرح كبير وده مش وقت عناد وغباء 

سحبت كفها عنوه وأعطته ظهرها مستديره توارى ألمها منه وهتفت وهى تغادر المكان 

أنا كويسه يالا ورانا حاجات كتير أبعت حد يساعد الجزار 

وخليهم يسحبوا المواشي لأبعد مكان بعيد عن الدخان تركته وفرت من أمامه 

أما عنه حدق بها فى ذهول 

رقيقه كالنسمه وقويه كالنمره 

بريئه حساسه كالأطفال 

شجاعه مقدامه كالرجال 

هرول ورائها يطالعها بحزم لم يعطيها فرصة للرفض قبض على كفها وسحب من جيب سرواله منديله الخاص ربط على جرحها يضمده جيدا ليمنع تدفق 

اندهشت من جرأته معها وحدجته پغضب قطع تراشق النظرات بينهم

صوت الغفير هريدى يصيح قائلا 

ألحقنا يافهد باشا أحنا مش لقين صخر الحصان بتاع جنابك 

بعد قليل صدح بالأجواء صوت أبواق سيارات الأطفاء وسرينة عربة الإسعاف قام رجال الإطفاء بشد خراطيم المياه وإخماد النيران المشتعله بسكن الفلاحين والعمال القانطين بالمزرعه لادارة شؤون المصانع 

عاون أحمد وعبدالله رجال الإنقاذ فى إخلاء المزرعه من الفلاحين والعمال بينما العمال الذين استطاعو الفرار من النيران وقفوا يساعدوهم فى انتشال المصابين ونقلهم لعربة الإسعاف 

بدأت ألسنة النيران تنطفئ تدريجيا 

ليهدئ الصړاخ إلا من صوت بكاء يأتى من الخلف هرول أحمد يستطلع الأمر ليشاهد سعد وعزت يحاولان دفع باب مازال على وضعه الڼار به مشتعله 

صاح أحمد ينادى عبدالله 

الحق يا عبدالله في صوت أطفال بټعيط وست بتصرخ جاي من هناك وأبوك والحج سعد بيحاولوا يفتحوا الباب ومش عارفين 

هرول له عبدالله وهتف بفزع 

آه فعلا تعالى نساعدهم الباب مولع 

صاح أحمد ليجذب انتباهم 

أبعدوا أنتوا أنا هنط من الشباك وهحاول افتحه من جوه 

أومأوا له بالموافقه وبقوى منهكه وقفوا ينتظروه لاحظ عبدالله علامات الإرهاق والاجهاد على والده أخذ بيده يريحه على أقرب جذع شجره وعمل بالمثل مع سعد 

بقلق على حالتهم الصحيه هتف أحمد

يابابا أنت عملت اللى عليك انت وعمى سعد روحوا والبركه فى الشباب هيكملوا الباقى وهى خلاص تعتبر الڼار اتخمدت وقدرنا نسيطر عليها 

أومأ له سعد قائلا 

اسمع كلام ابنك ياعزت أنت تعبت معايا من بدرى أنت نفسك راح بسبب الدخان وأنا هطمن على العيله المصابه دى وهروح أشوف الحج عبدالجواد عشان أطمنه ميقلقش 

بأنفاس متقطعه عقب عزت

مفيش تعب ياسعد أحنا عشرة من زمان أخوات وأصحاب ياأبوفهد ربنا يواسيكم فى مصابكم قدر ولطف ياخويا وأن شاء الله تعرفوا أيه السبب دى أول مره تحصل حاجه زى كده بالبلد 

زفر سعد بتعب 

أكيد أخوات ياصاحبي ربنا يديم بنا المعروف ربنا يسهل والدنيا تهدى وهعرف أيه السبب ورا ده كله 

فى نفس الأثناء قفز أحمد من الشباك وبعد عدة محاولات لتجنب الڼار نجح فى إمساك مقبض الباب وفتحه ليهرول له عبدالله يأخذ منه الأطفال 

بينما الأم كانت تحتضن نفسها خجلا من ملابسها انتبه أحمد للأمر ليلقى نظره على المكان وجد غطاء فى زاوية الغرفه لم تمسسه الڼار بعد غض بصره وألقاه عليها تمسكت به المرأه جيدا لينتشلها أحمد من أرضها يساعدها أن تهرول للخارج قبل اڼهيار الغرفه بالكامل 

تنفسوا براحه بعد إنقاذ ما يمكن إنقاذه تهادوا فى خطوتهم نتيجة إرهاقهم وفى طريقهم تقابلوا مع الحاج الراوى والحجه راضيه يرتسم على محياهم الحزن والضيق بسبب ما حدث 

صدح بتعب الحج الراوى 

وصلتوا لفين ياسعد يابنى

بنبره مرهقه أجابه سعد 

الحمد لله ياحج الوضع تحت السيطره والخساير بسيطه مدام مجتش فى بنى أدمين يبقى الباقى مقدور عليه 

تطلع عزت إليهم قائلا بمواساه 

قدر الله وماشاء فعل ياحج حمد لله على سلامتكم كله فدى تراب رجليك أنت والحجه والحبايب 

أومأ له الحج الراوى مردفا 

تشكر ياعزت يابنى على وقفتك أنت وولادك ربنا يحميهم ويحافظ لك عليهم 

وبالتبعيه أقبل عليهم أحمد وعبدالله يقبلوا أيديهم باحترام ويشاطروهم المواساه أيضا 

ترجلوا لخارج المزرعه ليستمعوا لصياح فزع صعقوا من هتاف الغفير القادم إليهم بهلع يخبرهم بإصابة صخرحصانفهد 

ترنح الحج الراوى فى وقفته استند سريعا علىسعد ليلحقهعزت 

هتفت الحجه راضيه بقلق 

خدوه على جوه هو من ساعة ما سمع الخبر وهو ضغطه عالى 

سعديمينا وعزت يسارا وغادروا المزرعه بينما الشباب ذهبوا مع الغفير للبحث عن فهد وحصانه 

أما مكيده محراك الأڈى والشړ تقف فى الشرفه تشاهد ما يحدث بقلب فرح سعيد والضحكه تزين ثغرها لنجاح مخططها 

أغلقت باب الشرفه ودلفت تبحث عن هاتفها أمسكته تقبض عليه بغل أدارت اتصال ليأتيها الرد بعد عدة رنات هتفت پغضب 

أنت يا وش البومه أنا قولتك أيه مش قولتك الحصان صخر بس أيه الخړاب اللي أنت عملته

في المزرعه 

برر رماح فعلته قائلا 

مكنش ينفع يا ستهم المزرعه كلها كاميرات وكان لازم أعطلهم وأنا ما ليش في الموضوع ده عملت ماس كهربي عشان يفصل الكاميرات لقيته مسك في مخزن السولار بتاع الجرارات وبدأت الڼار تاكل كل مخازن القمح والمواشي وكل اللي يقبلها 

وتابع يؤكد لها تنفيذ مطلبها الخسيس 

احتد صوت مكيده وتعالى بعصبيه 

مفيش باشا يا ابن المركوب الا ريان ابني وبس غور يلا خذ شنطة

الفلوس من مراتك لما تروحلك وإياك حد يشم خبر عن اللي انا قولتهولك رقبتك هي الثمن 

أغلقت الهاتف فى وجهه پغضب وأدارت اتصال آخر ولكن على ابنها ريان رن كثيرا بدون استجابه ومع آخر رنين للإتصال رد عليها صوت فتاه ناعس 

ردت عليها الفتاه بتكاسل نبرتها تدل على 

مين أنتى بقالك ساعه بترني دوشتينى عاوزه أيه 

بعدم استعنى لشخصها هاتفتها مكيده بغرور مقتضب 

فين ابني أديني ريان اكلمه قوليله أمك 

الفتاه بتأفف أجابتها 

أوف عليكي ست مزعجه ريان حبيبي نايم 

وفعلت فعلتها فالأثنتان واجهان للخسه وعدم الشرف أغلقت الهاتف فى وجهها وألقته بعيدا النائم جوارها وغطت فى النوم 

لم يشغل تفكيرها كونه مع من أو ماذا يفعل شاغلها الوحيد فرحتها بما أنجزته حدث حالها بفرح 

أحسن أنه بعيد وكده بقى أنا عملت اللي أنا عاوزاه نكدت عليهم فرحتهم وحړقت قلب فهد علي صخر أما أشوف هتفرحوا أزاى 

بعد تفكير طويل ومشاورات عميقه مع نفسها بين أن تهبط تشاطرهم المواساه حتى ولو بزيف أم تمكث فى غرفتها وتتصنع نومها دليل على عدم درايتها بما حدث أخيرا عقدت أمرها أن تنزل تشمت فيهم قليلا وهى ترى مظاهر الحزن على وجههم 

هبطت ومقلتيها تلمع بدموع التماسيح لتصطدم فى طريقها بالحجه راضيه جرت عليها تستقبلها تتصنع الزعل هتفت بنبره باكيه أجادت فى تمثيلها 

مين ابن الحړام اللي عمل كده يا مرات عمي 

أخرجتها الحجهراضيه من صدرها بامتعاض لم يدخل عليها الحنيه ونبرة البكاء حدقتها بسخريه وقوست بين حاحبيها وهتفت بتهكم 

هو من جهة مطمرش فيه عيشي وملحي 

صمتت لبرهه تزيد من التحديق بها حكت ذقنها وأشارت بأصبع الإبهام أرضا تحت قدميها دليل على توعدها وأردفت تسترسل 

بس ما هسيبه وهدفنوا تحت رجلي عشان يعرف أن اللعب مع عيلة الراوي ثمنه روحه حتى لو كان له روح من روحي 

تنفست پغضب تطحن على أسنانها هاتفه 

بقولك ايه يامكيده نصيحه خلي بالك من نفسك أصل تاكلي أكل مسمۏم أو يجيلك طلقه طايشه ملهاش صاحب وتروحي في شربت ميه 

اصطنعتمكيده البكاء قائله 

بعد الشړ عليا يا مرات عمي أيه اللي بتقوليه ده أنا حتى لسه صغيره وحلوه 

رمقتها الحجهراضيه بمكر يشابه مكرها وأردفت 

لو

شفتك في الفيلا النهارده هتخسري كثير يامكيده ونفسي شيطانك يقويكي وألمح خيالك 

ألقت عليها حديثها مما دب الذعر بقلبها لتلمح ملامحها المذعوره لتتأكد من ظنها تركتها مستشاطه من رسالتها وغادرت تطمئن على زوجها فهى تركته يستريح مع سعد وعزت يتبادلوا أطراف الحديث فيما حدث 

فى خضم الأحداث تناسىصخر وجرحه لينبه بفقدانه الغفير هريدى 

تعالى صياح فهد على الغفر قائلا بأمر 

يالا بسرعه تعالوا معايا ندور علي صخر لان جرحه كبير 

استغربت غمزه صياحه وهتفت باستفهام 

لو سمحت مين صخر ده كمان 

أقبل عليها فهد يقف أمامها بجسد متشنج حدقها بغيظ كتم أنفاسه وزفرها دفعه واحده

وتحدث بعصبيه 

ده الحصان بتاعي ممكن تسيبيني أدور عليه لأنه كان مجروح 

استدار يخطو بعيدا عنها استوقفه اصطفاف الغفر دون حراك

للبحث عن صخر 

صدح فيهم پغضب 

أخلص منك له واقفين تتفرجوا عليه 

تلعثم الغفير هريدى قائلا 

أمرك يا باشا يالا يا غفير منك له 

تركوه وغادروا مهرولين للبحث عن صخر 

بينما غمزة نمرتنا الشرسه لم تلقى بالا لعصبيته وهتفت تأمره 

تمام بما أنهم

راحو من الاتجاه ده أنت روح من الاتجاه ده وأشارت على نفسها وأنا هروح من الاتجاه ده 

تابعت استرسال أوامرها وهى تشير عليه بأطراف أناملها 

ضحك فهد بسخريه من ثقتها الزائده بنفسها رفع ذقنه يقطم باطن شفتيه هو يرفع حاجبيه باندهاش من تصرفاتها وأردف بتهكم 

علي آخر الزمن مبقاش غير عقله الإصبع دى اللي هسمع كلامها 

تابع بسخريه 

أي أوامر تانيه تأمرى بيها خدامك المطيع فى أى حاجه تانيه ياهانم 

ارتبكت غمزه من قربه المهلك ابتلعت لعابها وهتفت بتخدر 

لو سمحت أبعد شويه وأنا مش هرد عليك لأني مقدره الحاله النفسيه اللي انت فيها 

تلعثمت فى نهاية جملتها لتفر من أمامه مهروله تحدث نفسها 

هو عشان طويل وعنده عضلات ماشاء الله تهد جبل وضخم

يتريق عليه أنا اللي عقله الاصبع ياأبو طويله روح شوف نفسك الأول 

ابتسمت بحالميه 

ده أنا حتي جنبك زى الأميره 

تيبثت قدميها عندما سمعت صياحه بأسم صخر 

همست لنفسها 

هتتخضي ليه ده صوته اللى زى صوت الرعد 

تابعت السير للأمام لتصطدم بجسد ضحم مطروح أرضا كادت تقع عليه نتيجة لظلام الليل 

أخفضت بصرها لتصرخ هاتفه 

أنا لقيت صخر أنا لقيت صخر 

چثت تجلس بجواره وضعت يدها على جسده تستكشف جرحه شفقت على حالته فجرحه كبير وغائر من أول رقبته لنهاية قدمه مسدت برفق على رأسه تطلع لعينيه الباكيه لتبكى على بكاءه 

كفكفت دموعه وحدثته بنبره باكيه 

أنت چرحك كبير أوى مين اللي قدر يعمل في حصان جميل زيك كده 

زفرت شهقاتها الباكيه وأخذت ت تشعره بالأمان الذى بات يفتقده 

استفاقت علي صوت الغفير ېصرخ بصوت جهور علي فهد قائلا 

يافهدباشا صخر هنا مع اادكتوره 

طوى الأرض تحت قدميه مهرولا حتى وصل لمكانصخر وجده مستلقي أرضا يغوص فى بركة فهد بجواره يجهر پبكاء ينتحب على ما أصاب رفيق دربه لأول مره يبكى وينعى عزيز وقعت عينيه على عينيها تتطلع له بذهول من هيئته شتان بين صلابته منذ قليل وقواه الضعيفه الهشه الآن عينيها فاضت بالدمع فحالها لا يقل

عنه حزنا على رفيقه 

رفع رأسه للسماء ېصرخ بۏجع 

الرحمه يارب ليه كده روح بريئه معملتش حاجه لحد ليه يحصل فيه كده 

ربت على شعره پألم وهتف بنبره مخټنقه 

أنا سميتك صخر عشان أنت أقوى حصان أنا شفته عشت معايا من وأنا صغير وكبرنا سوى ليه عاوز تحرمني منك دلوقت 

سبحان من جعل الحيوان يتفهم على الإنسان شعر صخر پألم فهد تبادل معه نظرات العيون ليترقرق الدمع يسيل على خديه أغمض الحصان عينيه يودعه وكأنه يقول له حانت ساعة الفراق صديقى 

وضع فهد رأسه برفق أرضا واستقام والحزن ينخر روحه سحب من خلف ظهره يصوبه ناحيته ابتلع شهقته وكتم تنفسه قبض على زند بأيد مرتعشه يجاهد نفسه لاطلاق الڼار ليريحه من عناء ألمه 

بدموع متحجره وقلب تطلع لعينيه للمره الاخيره مردفا 

آسف ياصخر ڠصب عني لازم أريحك من الألم 

شعور مؤلم أصاب قلبها من المؤلم التنازل عن من نحبهم تحت مسمى الحب مشهد يدمى القلوب عندما تضطر تضحى بحياة من تحب لإراحته من العڈاب قرار صعب وتوقيت أصعب قررت أن تواجهه فى أصعب الأوقات وأشدها وطئه عليه هو الآن

فى قمة انهياره والتشابك معه غير محسوب العواقب ولكن يجب التدخل سريعا عوضا عن ارتكاب خطأ سيندم عليه طيلة حياته 

انتشلت غمزهحالها من شرودها ووقفت أمامه تصرخ عليه تمنعه من هتفت باستهجان 

تحالفت معه كل قوى شياطين الأنس والجن الآن للفتك بها هى معتوهه لا شك تقف أمامه تجادله فى قرار حسم وانتهى 

صړخ فهد بها عصبيته وأفعاله وصل للذروه لا يوجد الآن ضبط نفس هو خارج نطاق العقل صديقه يحتضر بالبطيئ وعليه اراحته وهى بلهاء تثرثر بالوقت الخطأ 

غضبه تزايد وهى تزجه بعيدا عن صخر سريعا حول مسار على رأسها أشار عليها بتهكم يخبط جبهتها بفوهته وبصوت أجش صدح بسخريه 

مش عاوز لعب عيال ياشاطره 

روحى العبى بعيد يا حلوه بقي أنتى اللي كنتي بټعيطي الصبح علي قطه دلوقتي هتعالجي حصان ومش أي حصان ده من سلاله نادره 

تصاعدت أنفاسه واهتاج أكثر من صمودها أمامه دون خوف 

تعالى صياحه وعصبيته تفاقمت مردفا 

بتحدى وكبرياء وقفت غمزه تطالعه بهدوء مستفز هاتفه 

ولو مبعدتش وريني تقدر تعمل أيه 

أمسكت فوهة وثبتتها على جبهتها مردفه بسخط 

زجرها بعيد قائلا باستخفاف مؤلم 

مش لو عاش سبع دقائق مش أسبوع أبعدى من وشي حالا 

قالها ونبرته وصلت عنان السماء 

بثقه فى قدراتها هتفت 

أنا عارفه بقولك أيه ودلوقتي اتصرف وانقله العياده بتاعتي النقطه دى بتاعتك دى مهمتك عاوزاه في أقل من نص ساعه يكون في عيادتي 

تزينت معالم الدهشة وجهه قائلا 

عياده أيه أنتي دكتوره بيطريه 

استغرب من ضعف بنيتها كيف لها أن تكون طبيبة والأدهى بيطريه كيف لهذا الكائن الرقيق أن يتعامل مع الحيوانات 

بنبره تهكميه تابع 

أنا فكرتك آخرك تقدرى تعالجي قطه كلب لولوه مش حصان بالملايين 

انفعلت من دهشته المبالغ فيها وتهكمه فى التقليل من شأنها هتفت بعصبيه 

آه وفيها أيه وأنت ليه بتتكلم باستغراب كده وبعدين اللي تعالج قطه تقدر تعالج حصان وتقدر تعالج باندا كمان 

استدارت تحدث نفسها مبتسمه

جتك نيله وأنت شبه الزرافه 

دفع ظهرها بفوهة مردفا بحميه 

ماشى يا دكتوره لو منفذتيش اللي قولتى عليه 

سحب يرفعه على رأسها اليابسه من وجهة نظره لتشبسها الدائم برأيها وتابع 

راسك الحلوه دى هتطير وأنتى اللى اختارتي 

لم تهتم لكلامه وبثقه أردفت 

بس أخلص بدل ما أنت بتضيع الوقت في كلام فارغ 

حدقها بغيظ واستدار للغفر يصيح بأمر 

هاتوا العربيه وشيلوا الحصان فيها وهات رجاله كتير معاك عشان تقدر تساعدك وأنا اللي هسوق 

يتبع 

الجديد برونق مختلف أتمنى ينول اعجابكم فضلا لا تحرمونى من تفاعلكم ورأيكم فى الكومنتات

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

البارت السابع

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة     

ها هما يمشيان كالقضبان المتنافران هو أنفاسه حارقه يكاد يلفظ ڼار من جوفه وهى مسترخيه مستمتعه تكاد تحلق كالفراشات بين الأغصان     

قطع طريقهم أخيها عبدالله الذى ظل يبحث عنها إلى أن وجدها وبمجرد أن رأها اختطفها 

أهدىفهد ما بك يتاكل بعضك البعض      تروى قليلا يافتى     

ولكن أين التريث من قلب ينبض خافقه بدون أسباب   

دى طلعت متجوزه ولا أيه    بس أزاى أكيد في حاجه غلط    مش معقول أول ما قلبى يدق يبقى إحساسى غلط     

بسعاده وقف بها عبد

الله يحتضن كتفيها وقام بالاتصال على أخيه أحمد يطمأنه عليها قائلا 

الحمد لله لاقيتها    تعال عند الشجره اللي أختك بتحبها     

تأبطت زراعه تحاول تهدئته هاتفه بحنو 

أهدى يا حبيبي أنا كويسه    مفييش أي حاجه     

ربت عبد الله على زراعها بحب 

لتقع عينه على ضمادة كفها     

صاح پذعر 

أيه ده    أيدك مچروحه كده ليه    ده شكله چرح كبير    يلا نروح المركز عند أحمد يشوفك ويطمني عليكي        

تمسكت بيده تهدئ من روعه وهاتفته مبتسمه 

ده چرح سطحي وأنا مش حاسه بيه أصلا    أهدى عشان خاطري لو بتحبني يا عبودي      

بسيطه هى علاقة الأخوات مدام القلب لم تلوثه الضغائن   

بأبسط الكلمات امتصت قلقه      

هتف عبد الله بحبور 

أنا أصلا بمۏت فيكي    وبعد عبودي دي عشقتك     

ضمھا لأحضانه سعيد فرح لسلامتها      

فى حين لدينا عاشق جديد فى درب الهوى يسير يجن جنونه من هيئتهم     عقله ينهره لما العصبيه     وقلبه يواسيه من

الغيره الغبيه      

عصبيه مفرطه بدون سبب مقنع

تملك منه هوس الغيره     إشعارات مفرداته كلها دلائل لعشقها     يظل فقط الاعتراف بحبها      

اختلج عبدالله فى الحال لتهوى غمزة من بين يديه تقع أرضا     

بنزق هتفت غمزة متئفأفه 

أنت مچنون ياعبد الله    

أزاى تعمل كده    أنت وقعتني جامد وانا مش مستحمله أنا مصدقت ڼزيف أيدى وقف       

استقامت بحنق وأشارت له باستهزاء تحدثه باستهجان 

أنتي كويسه    أنا شوفتك واقعه في الأرض    حصلك حاجه    

تنهدة غمزه بإحباط من الضغط النفسى الواقعه فيه بسببه هتفت بضجر 

أهدى ياأبيه أنا كويسه    بس المچنون ده ضړب فى الهوا    وأشارت عليفهد مكمله    وهو علي جنانه أصلا    مچنون رسمى ناقص يروح الخنكه    

ربعت يديها تحت صدرها وقلبت شفتيها كالأطفال واسترسلت باستياء 

والمچنون الثاني عبدالله طبعا وقعني في الأرض    وأنت عارفني حساسه ومش بستحمل شغل العيال ده      

تعالت ضحكات أحمد وهو يشير الى عبدالله قائلا 

هههههههههه المچنون ده وعارفين جنونه    لما بيكون معاكي    لكن مين بقى سعيد الحظ إللى أخذ لقب مچنون من الدكتوره غمزه  

استدار يتطلع لمن يقف خلفه رمقه بتركيز يتذكر أين رأه مسبقا هذه الملامح ليست بغريبه عليه سكنت الدهشه عيناه اقترب منه    

هتف بسعاده لمعرفة هويته 

والله زمان يافهد    وحشنى ياجدع فينك من أيام ثانوى    

عانقه أحمد بمحبه وفرحة لقاء بعد غياب   

بادله فهد العناق مشددا على احتضانه   

أردف فهد باشتياق 

أزيك ياأحمد   وأنت واحشني    انا لسه واصل    كنت هستريح وأنت أول حد هزوره    

صدح أحمد بالضحكات 

يعنى أول

لما تيجي تولع فيها كده    كنت قولونا وإحنا نستقبلك استقبال مفيهوش الدمار ده كله    

وأخذ يشير على حريق المزرعه    وأكمل بدعابه 

كنت ولعت لك شمع واحتفالنا وهيصنا      

عقب فهد بحزن 

حرام عليك ياأحمد وأنا مالي    ده شكل حد بيعزني قوي    عشان كده حب ېحرق قلبي على أغلى حاجه عندي صخر بېموت     

هتف أحمد بمواساه 

معلش يافهد    أنا عارف قيمه صخر عندك    من أيام ما جيبته وأنت فى ثانوى وهو معاك زى ضلك    بس ده نصيبه يا صاحبي     

بتهكم هتفت غمزه 

هنفضل في الذكريات دى كتير    يالا ياأبيه عشان صخر في العياده بتاعتي    وبعدين أبقوا كملوا كلامكم      

أشار عليها فهد بشمئزاز وأردف پحده 

وأشار علي عبدالله    مكنتيش عارفه أن صخر فى العياده   

استطرد بامتعاض ساخر 

البعيده ولا عندك ډم    واقفه وبكل بجاحه بدلعيه كمان    قال عبودي    جاتك نيله في تقل دمك    نفسي اخنقك     

ليستفزها أكثر قلد طريقة دلعها بسخريه عبووووودى    

انهمرت دموعها

بغزاره هاتفه بعصبيه 

مين دي يا متخلف أنت اللي بتعمل غراميات    أنت واحد مش محترم    متكبر ومغرور وما بتفهمش    ومدام غبي ومش فاهم حاجه أصلا يبقى تخرس وبلاش تتكلم     

استشاط فهد من حديثها اقترب منها بعصبيه واخذ ېصرخ عليها پجنون 

أنتي واحده مجنونه    مين سمحلك تتكلمي معايا كده أصلا    أنتى هتنسى نفسك يابت    

علق عبد الله فى المنتصف يفض بينهم قائلا 

أهدوا يا جماعه محصلش حاجه لده كله    أهدى ياغمزه لو سمحتي   

أخذ يدها يشدد عليها لكى تهدئ    سحبتها منه عنوه وهتفت بعصبيه 

أبعد عني    محدش يتكلم معايا

دلوقت   

نظرت ل فهد بنفور هاتفه 

شخص مغرور ومتكبر لا و غبي كمان     

استفحل ڠضب فهد وصاح عاليا 

امشي

من وشي بدل ما أأزيكي

  وأنتى مش هتستحملي اللي هعمله فيكى   

شد وجذب وتطاول لفظى بين الطرفين يحدث أمام أحمد الذى يقف ساكن لا يحرك طرف يشاهدهم باستغراب مصډوم فى عصبية غمزة التى ولأول مره يراها مندهش لفهد الذى ولأول مره يصيح بفتاه      

حك ذقنه بنفاذ صبر من مهترات حديثهم ونحى صډمته جانبا وخرج عن صمته قائلا 

ياترى خلصتوا ولا لسه أنت وهي   

رمق فهد بعتاب 

لو سمحت يافهد    أحنا أصحاب آه   بس أنت كده بټجرح أختى    وكده عيب في حقي    أنا سايبك و بقول أنتم كبار كفايه    لكن اللي أنا شايفه ده شغل عيال صغيره      

بتحدى رمقها فهد 

أنت شايف هي اللي غلطت الأول    وبعدين أختك ازاي بقى    أنت عندك أخت واحده وكانت كبيره مش عيله ولأ قصيره كمان 

قال الأخيره وهو يطالعها باستفزاز     

تطلعت غمزه لأخيها تعتذر منه أن يأذن لها بالحديث 

آسفه ياأبيه بعد أذنك أقوله كلمتين بس   

استدارت تقف أمامه تبادله نظرات التحدى هاتفه باستهزاء 

هو كان حد قالك أن طولك اللي زي عمود النور ده حلو    ولا تكون فاكر أنك مميز يعني    محدش قالك أنهم بيخوفوا العيال الصغيره بيك    عشان متعملش بيبيه علي نفسها يعني من الآخر زى العفريت    يااخى أنت مستحمل نفسك كده أزاى روح أتعالج بدل ما أنت ماشى تخبط فى خلق الله     

صدحت ضحكات عبد الله 

يخربيتك ياغمزه طول عمرك رهيبه بتفصليني فعلا    

امتعض فهد منه وهتف باستهجان أهووو الأراجوز بتاعها هيتكلم هو كمان    

أشار علي عبد الله باشمئزاز 

مش عاوز اسمع صوتك فهمت يالا    أنت بالأخص مش طايقك من ساعة ما شوفتك     

ثار عبد الله لكراتمته وهتف بانفعال 

أنت أيه ياعم ما تهدى شويه    أحنا هنا عشان نساعدك وفي الآخر هو ده جزائنا     

التف يتطلع لأخته بضيق وأكمل

يلا ياغمزه سيبيه يتفلق هو والحصان بتاعه    ليه فاكر نفسك مين    عشان عندك شويه فلوس تتكبر على الناس    لا

أتكبر على نفسك    عشان أحنا ما ينفعش حد يتكلم معنا كده    وبدل ما أنت واقف تحاسبنا    روح شوف مين اللي عمل فيك اللي عمله ده وخرب بيتك     

تدخل أحمد يهدئ الوسط بينهم 

خلاص ياعبدالله    فهد أعصابه تعبانه بسبب اللي حصل    خذ أختك وصلها العياده وأنا جاي وراكم      

وأخير تنفس الصعداء زفر تنهيده سعيده عند سماعه أحمد ينسبها ل عبدالله بأنها أخته ضوت عينيه فرحا وإبتسامه خفيفه زينت ثغره  

انتقلفهد بنظراته يتبادلها بين أحمد عبدالله وأردف 

أنا آسف    بس فعلا أعصابى فلتت مني    سامحني ياأحمد ما كانش قصدي    وأنت ياعبد الله كمان سامحني    أخوك الكبير ولازم تستحملني زى ما بتستحمل أحمد   

ذهب أحمد يتوسط غمزة وعبدالله هاتفا بمرح 

حصل خير    أحب أعرفك على أجمل توأم في الدنياغمزه وعبدالله    

ابتسم فهد معقبا 

الشرف ليا أني أتعرف عليكم   

ثم سلط نظراته علىغمزة خجلت ونظرت أرضا ليلمح ابتسامه مزيونه زينت ثغرها    

ارتبكت غمزة من نظراته تلعثمت

فى محاوله منها لفك حصار عينيه وهتفت باستعجال 

طب يلا عشان أحنا أتاخرنا علي الحصان أوى بقلنا كتير بنتكلم      

أردف عبد الله يبرر 

معلش روحوا أنتم    أنا هاروح أشوف أبوك سيبته مع عمى سعد و معرفش راح فين بعد كده      

انفعلت بدون مبرر هاتفه 

أنا هروح العياده لوحدي مش صغيره عشان حد يوصلوني ياأبيه     

حاول أحمد تهدئتها 

أهدى ياغمزه أنا بعت أجيب الشنطه بتاعتي    عشان أكشف على الناس اللي تعبانه من الدخان    فكده كده هستني شويه هوصلك بالعربيه بسرعه وارجع للناس تانى    

قطع حديثهم هتاف الغفير مستغيثا 

الحقني يا دكتور    الحقني يا دكتور    في واحده مرات مزارع بتولد وتعبانه قوى     

هرولأحمد وراءه قائلا باستعجال 

أنا جاي وراك بسرعه    اسبقني واستعجل الغفير اللي راح يجيب الشنطه بتاعتي من العياده     

خطىعبدالله نحوها يقرص أنفها هاتفا بمزاح 

أنا همشي ياأحمد اطمن على بابا بس هاخد العربيه عشان أوصله البيت    ومتخافش دي غمزه تاكل الأسد لو طلعلها     

اقترب فهد

من أحمد يربت على كتفه داعما أياه 

روح أنت شوف الست بسرعه وأنا كده كده رايح معاها    

صاح عبدالله 

أهوو جه الحل من عند فهد    مش حصانه إللى رايح يتعالج   يبقى ياخد الدكتوره معاه    

ابتسم أحمد بيأس من مشاكسته الدائمه لها مما يجعلها تخرج عن طور تعقلها     

أردف أحمد بغيظ 

أمشى الساعه دى ياعبدالله شكلك مش ناوى تجيبها لبر أنا مسكتها عليك بالعافيه    

فر عبدالله مهرولا 

لا ياعم الطيب أحسن    هروح أشوف أبويا الحج أحسن     

اطمئن أحمد لوجود فهد جوارها أردف بحب 

كده أنا اطمنت عليكى   

سلام يا أعظم دكتوره    طولى بالك وبلاش تكسفيني مع فهد     

هم ليرحل لاحظ عبوس وجهها دليل على تألمها نظر لموضع عينيها شاهد ضمادة على يدها ملطخه بدماء غزيره    

هتف بقلق 

أنت ليه ما قولتيش أن أيدك اټجرحت چرح كبير ده      

أرادت أن تطمأنه هتفت براحه 

ما تقلقش مش حاسه بحاجه    ده چرح سطحي   اعالج الحصان    وأنت تكون خلصت الحالات اللي عندك    وهجيلك العياده تغيرلى عليها      

انزعج من تحاملها على نفسها ولم يقتنع بردها ولكن لضيق الوقت تماشى مع حديثها وأردف 

أنا مش مقتنع    بس تمام هبعتلك مسكن قوى أول لما الغفير يجيب الشنطه    مؤقتا لازم تاخدى منه عشان يسكن لك الالم وتعرفى تكشفى عالحصان    خديه على ما أشوفك

واغير لك عالجرح    

ربت علي يديها هاتفا بحب أخوى 

ماشي ياغمزتى

أومأت له بابتسامه عذبه لكى تريحه من عناء القلق عليها وحاولت ان ترسم القوه هاتفه 

ان شاء الله يا حبيبي روح يلا واطمئن هبقى كويسه    

بينما الآخر عند استماعه لياء الملكيه جز أنيابه يطحنها بغيظ من صديقه سرعان ما تحولت نظراته لدهشه وهى ترسم القوه والثبات وكأن ليس واقع عليها ضرر    

هتف يحدث نفسه 

بجد أنتى رهيبه في التحول    فجأة بقيتى مؤدبه وكيوت    بقي أنتي مش حاسه پألم    ده أنتى ھتموتي من الۏجع بس بتكابري عشان تباني قويه     

قطع أحمد عليه شروده في ملامحها ونظراتها المرتبكه

التى أسرته قائلا 

مش هوصيك يافهد خلي بالك منها    

واقترب يدنو منه وبنره هامسه يستمعها وحده تابع 

هي تبان قويه    بس دي طفله    مش بتستحمل و پتنهار وټعيط زي الاطفال   

عقب يحذره 

هي مش حملك    هحاسبك لو زعلت   

مسد على كتفه يلقى عليه سهام عينيه يحدق به بمعنى هل فهمت

مقصدى  أومأ له فهد بتفهم 

ليحول نظره يتطلع لغمزه قائلا 

سلام يا قلب أخوكي    

الزوجه الصالحه صندوق مجوهرات يكشف كل يوم جوهره جديده لتكون أفضل كنز للرجل مهما عصفت بهم الصعاب فهى تقف صامدة ومهما مر عليها من أزمات تتخطاها ومهما شعرت پخوف تجاوزته     

ها هى هنيه نراها حزينه مهمومه من تكالب الأزمات على زوجها بقلب مفطور تجرى هنا وهناك هى وفتياتها تحاول مساعدة المصابين وإغاثة النساء والاطفال    

يضج جنبات المكان بصړاخ أمرأه تتوجع من آلام مخاض الولاده تقف بجوارها هنيه تحاول تخفيف آلامها تضع يدها على بطنها تمسدهاوهى تدعى بآيات الذكر الحكيم 

صاحت الفتيات پغضب 

فين ياماما الدكتور    اتأخر ليه

أجابت هنيه 

أهدوا يابنات    مسافة السكه الغفير راح يجيبه متنسوش الدنيا برا متبهدله    ربنا يعديها على خير    

دخل الدكتورأحمد مهرولا مع آخر كلماتهم    اعتذر للتأخير هاتفا 

آسف عالتأخير ياجماعه  

التمست له هنيه العذر هاتفه 

كان الله فى العون يادكتور   بس قولي هتحتاج حاجه أساعدك فيها    

أجابها أحمد 

شكرا يا ست الكل    تعبكم راحه    بس عاوز ميه سخن عشان أعقم الأدوات بتاعتي     

أومأت له هنيه 

حاضر على طول   

صاحت بالفتيات 

يالا منك ليها أجروا سخنوا ميه وهاتوها بسرعه  

هزت زينه وفجر رأسهما وانطلقا يفعلوا ما أمروا به     

رتبت هنيه على يد المرأه تشد من أزرها 

شدى حيلك يا أم يوسف  

أم يوسف بصړاخ 

حاضر ياستنا بس مش قادره آآآآآه

بعد قليل دفعت الفتيات الباب ودلفوا كلا

منهم بيديها وعاء ممتلئ بالمياه الساخنه أخذ أحمد ما بيدهم ليصطفوا فى زاوية الغرفه والدموع تترقرق من مقلتيهما     

بنحيب هتفت زينه 

بټعيط حرام ياامي وليديها بقى   

بنشيج صاحت فجر بتذمر 

هي بتصرخ ليه اعمل حاجه يا دكتور    أومال دكتور ازاى وهى لسه پتتوجع     

التف بضجر يصيح بها لتقع عينه عليها تصنم قليلا ولانت ملامحه ليقول بالين 

ممكن تتفضلوا بره ربع ساعه بالكتير وهتكون ولدت وكل حاجه خلصت     

احتوت هنيه الموقف وجحظت بتحذير للفتيات هاتفه 

يالا يا بنات روحوا اطمنوا علي جدكم عشان كان تعبان      

بطاعه أومأت فجر 

حاضر يا ماما   

مدت يدها تقبض على رسغ زينه هاتفه 

يالا إحنا يازينه مش هقدر أقف اكتر من كده    

طواعتها وتمسكت بيدها يفروا للخارج       

نذهب الآن وراء الفتيات نستطلع كيف صارت معهم الأمور نرى تلك الشقيه العفويه تتباطئ فى مشيتها منهكه مبعثرة الهندام تمشى بحنق من مظهرها الفوضى كعادتها ردود أفعالها غير متوقعه شاهدت سياره كبيره تصطف بجوار الدوار بدون تردد تعالى صياحها على أختها فجر تجرها كى تأتى معها لترتب لفة حجابها    

هتفت زينه 

تعالي يافجر اظبط الطرحه في شباك العربيه دى    بدل ما أنا شكلى مسخره كده    

تسير كل صدفه بتوقيتها المحدد 

هذه العربه التى شاهدتها ما هى الإ عربة عبدالله يجلس بداخلها يرتاح بها قليل بانتظار خروج والده من زيارة الحج عبدالجواد الراوي

متهوره لا تحسب حساب لتصرفاتها لم تفكر لثواني أن من الممكن أن يكون بداخلها صاحبها   

وقفت تنظر لزجاج شباك السياره فكت دبوس حجابها تستعدل خصلاتها من تحته لتفاجئ بالزجاج ينزل لأسفل والشباك يفتح ليطل عليها من الداخل عبدالله يبتسم على هيئتها خجلت من نفسها وتلجم لسانها استدارت تفر هاربه منه قبض على يدها يمنعها من الفرار أهدها ابتسامه مرحه وأشار بيده لها أن تكمل ما بدأته ثم قام برفع زجاج السياره مره أخرى    

تطلع لها من خلف نافذة السياره وومضات لطيف يلمع بذاكرته حدث نفسه 

أنا حاسس أنى شوفتك قبل كده    شكلك مش غريب عليا    فيكى حاجه

بتجذبنى ليكى    أنتى طلعتيلى منين ياجنيه       

شرد في وجهها يثبت نظراته عليها وكأنه يرسمها دهش لانجذابه السريع لها ولأستماتة عيناه فى الاحتفاظ بملامحها فى مخيلته   

بينما هى فرت مهروله كمن صعقټ بماس كهربائى ارتجفت

أوصالها خجلا من نظراته ولجت للداخل هى وأختها تناست الأمر مؤقتا وذهبت تستطلع أمر جدها    

قطع شروده دق على نافذة السياره ووالده يهتف باسمه استمال قليلا يفتح الباب استعجب عزت من شروده هتف يسأله عن حاله 

مالك ياعبدالله سرحان فى أيه  

هز رأسه يزوم بشفتيه بتفكير 

مفيش حاجه مهمه    بس مش عارف فى طيف وش حاسس أنى شوفته قبل كده    بس فين مش عارف    

تنهد عزت بتعب 

ده تلاقيه بس تأثير مشكلة الحريق والقلق إللى عيشناه متحطش فى بالك    واتحرك بسرعه عايز ارتاح     

الجمال ليس فقط شيئا نراه وإنما روح جميله تكتشفها   

تبادلت معه نظرات

متمرده وذهبت تمشى أمامه بالامباله    

بصوت متريث ونبره هادئه صاح عليها فهد ولكن لم تعطى لندائه بال باغتها وقطع عليها الطريق يقف

أمامها      

أردف باللين 

لو سمحت ياغمزه استنى هوصلك    

باستهجان تناظره سحقت أسنانها من تحكمه فى أمرها هاتفه پغضب 

حد قالك أنى صغيره هتوه   

هز رأسه بالرفض لتغتاظ أكثر تناست ڼ

هتفت بغيظ 

لو سمحت عديني   أنا اتأخرت على الحصان وده مش فى مصلحته      

شرد فى برأة ملامحها التى تخفيها وراء شراستها وعقله يردد     

يخربيت غمازاتك عدى عليا ستات وبنات أشكال وألوان أول مره أشوف واحده وتسحرنى كده زفر بحنق وأردف      لا أنتى خطړ عليا مش هستحمل

تقفى قدامى كتيير     نفض أفكاره جانبا وهتف بهدوء عكس ما يجيش داخله 

اسمحيلي أوصلك أنا كده كده رايح معاكي    ثانيا مش هسمحلك تروحي لوحدك    وبعدين أنا أديت كلمه لأخوك يرضيك أطلع قدامه عيل     

تنهدت بنزق وهتفت 

تمام بس أنا همشي وأنت ورايا   

تهكم على حديثها قائلا 

ليه الحارس الشخصي بتاع جنابك عشان امشي وراكي     

صدحت ضحكتها وتناست حنقها منه وهتفت بزهو 

هو أنت تطول أصلا عشان تحرسني    أنت ليك الشرف أنك تحرس ليدى زيي    

تركته مستشاط وهرولت تجرى ورنين ضحكاتها يتصاعد يشعل رجولته    

صفع جبهته يستفيق من سطوة حضورها هتف لنفسه 

هو من جهة ليدى فأنتي طلقه صاروخ أرض جو    من كله مفكيش غلطه    ربنا يعني عليكي وجنانى ميكنش على أيديك     

خطت بزهو تمشى وهو خلفها إبتسامة إعجاب شقت ثغره وهو ينظر لخلفيتها انسيابية خطوتها وتناسق جسدها جعلته يردد بهمس 

أيه ده ولا بطله الأفلام الأمريكيه    ولا غمزاتك    هتموتينى ياقزمه    يابركة دعاكي ياهنيه    كنت عاوز اتجوز واحده قصيره وعندها غمزات ولقتها فيها    

باصرار تابع تحديقه فيها 

أنتى بقيتي غمزه الفهد    أما روضتك ياكشمائى     لازم الأول أفرمل لسانك وعنادك      عشان نعرف نتعامل مع بعض     

أما هى مع كل خطوه تشرد فى تفاصيله هتفت تكلم نفسها 

أول مره اشوف شاب وسيم كده    طول وعرض وعضلات وتفاحه ادم وبشره خمريه دى   

سريعا نهرت نفسها على تخيلها واستغفرت ربها        أيه اللي بتقوليه ده يا مجنونه أنتى هبلك علي أيده طول ما هو كتله وسامه متحركه قدامك       

استمع لثرثرتها الأخيره فبدون قصد تعالت نبرتها ليصل إلى مسامعه حوارها التى أدارته مع نفسها تعالت ضحكاته وأراد أن يشاكسها ويعلمها أنه استمع لما قالته       

اقترب منها ودنى بجوار أذنها قائلا 

على فكره أنا مش متجوز أصلا    بس دلوقتي بفكر ونفسي في بصراحه     

أطلق

ضحكه رنانه سحرتها وأربكتها

هتفت بتلعثم 

مين قالك أنى عاوزه أعرف أنت متجوز ولا لأ    لو سمحت أبعد شويه     

تحجر الدمع بعينيها   هيئ لها أنه يسخر منها  

أرارد ايغاظتها أكثر صدح ضاحكا يستفزها 

انا لقيتك اټجننتي وبتكلمي نفسك    قلت أريحك واطمنك أنى مش متجوز     أصل أنا عارف أنى حلو وقمور    

ألقى كلماته وتقدمها يسبقها خطوتين هاتفا بالامباله لعبوسها الذى ارتسم علة ملامحها       هو فاضل علي العياده كتير     

ووقفت تطالعه بعصبيه من تهكمه عليها وهرولت تجرى أمامه هاتفه بسخط      امشي ورايا أحنا تقريبا وصلنا       

وأخيرا وبعد شد وجذب وصلوا لمكان العياده هلع سيطر عليهم من حاله الفزع التى تحيط بالغفر والفلاحين الحصان مازال يعتلى العربه النقل ويستعصى عليهم الإمساك بزمامه هياج وصهيل عالى يرفس بأقدامه ينازع پألم يرنح رأسه پجنون    

بهلع صاح الغفير 

الخلفى وأخرج يوجهه نحو الحصان      

وما كاد أن يصوب عليه طلقات صدح صوت غمزة هاتفه بصړاخ 

هات علبه السكر من جوه اللي علي المكتب عندى    

هز مرعي رأسه بطاعه 

حاضر يا دكتور حالا    

هرول ينفذ أوامرها سريعا أتى ومعه السكر   

أخذته منه وهى تصيح فيهم 

مش عاوزه أشوف ولا واحد فيكم هنا لحد ما أنا أطلب اقفوا بعيد    

حدقت مرعى ليتفهم عليها أوامرها 

أردف قائلا 

سمعتوا الدكتوره قالت أيه يلا منك ليه على جنب       

ما أن أقتربت من العربه أمسك فهد يدها ينظر لعينيها يمتص ڠضبها تكلم بهدوء عكس ما يختلج صدره 

أنتى راحه فين أنتى مش شايفه الحصان هايج أزاى    ده أكيد هيأزيكي وأنا مش هستحمل 

أنا بعفيك من أي مسؤوليه    ده شغلي وأنا هتصرف    

تصاعد صهيل الحصان أكثر أخذ يلف ويدور ويشب ويقفز    من كثرة هياجه ترنحت العربه فى وقفتها     

نفذ صبره فى استمالتها للعدول عن رأيها صاح عليها بعصبيه 

أنتي متعرفيش حاجه اسمها حاضر    لازم تعترضي على أى كلام يتقالك    بس أنا مش هسمحلك   

لمعت في رأسها فكره و تفهمت عصبيته بإصرار حفزت نفسها     أنا اللي مش هسمحلك 

شتت انتباهه وأشارت خلفه هاتفه بفزع واهى 

الحق يافهد 

بمجرد أن استدار يتطلع خلفه قفزت تنط داخل العربه مع الحصان     

ماهى

الا لحظه استمع فيها لتهليل وصياح الغفر والفلاحين حتى التف يتطلع لها پصدمه من جرأة فعلتها صدح بصوت جهورى      

أنت مجنونه انزلي حالا هتموتى ياغبيه     

يتبع           

الجديد برونق مختلف أتمنى ينول اعجابكم

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

البارت الثامن

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

نمرتى معشوقتى

هل خلقتي لتكوني كشمائى

أم لتكوني معذبتي

أعلم إنك لست بنمره عاديه 

بل أشرس حوريه

أعلم أنك أقوى قطه بريه

هل من هدنه لمخالبك القويه

قلبى وعقلى يتراشقان فى قربك يستعصى عليهما فهم الأبجديه من تصرفاتك العفويه

يقف متشنج العضلات عروق وجهه بارزة تكاد ټنفجر من أحمرارها من شدة قلقه عليها يستقدم خطوه نحوها تنهره ليعود ېصرخ عليها لتهبط تصيح ليصمت أخذ يقلب كفيه يقبض على احدهما ېصفع به الآخر يتصارع مع نفسه پجنون

استنفذ صبره صړخ عليها 

أنتى مجنونه انزلي هيموتك

أشارت له بهدوء أن يصمت ويتركها تتصرف وسيرى النتيجه اقتربت من صخر بتروى عندما رأها أخذ يصهل وهو يشب بقدميه الأمامية في الهواء

مع زيادة هياج صخر استقر على أن يصعد لها العربه عاود النداء عليها مره أخرى لتفسح له المجال ليقفز جوارها وبنبره أكثر حده وجنون صاح عليها 

وسعى وقفى على جنب

بطلى تهور هتموتى ياغييه أنتى عايزة تثبتى لنفسك انك دكتوره شاطره 

حدجته بسخريه 

أنا شاطره وهتشوف أرجع أنا هتصرف معاه ده شغلي ياهندسه

أستدارت للحصان مره أخرى تذحف نحوه ببطئ نظرت له بحنو مدت يدها وقبضت تمسك لجامه بإحكام تطلعت ل فهد تنظر بانتصار

ولكن هو بأعصاب على حافة الهاويه يقف مستنفر منها لعصيان كلامه والقڈف به فى الهواء كم يود تحطيم رأسها اليابسه داخله يثور كمراجل الڼار

فى حين أخذ الحصان يرفع قدميه الأمامية في الهواء أحكمت غمزة قبضتها على اللجام تصاعد صوت صهيله رمقته بحنو وتعاطف مع ألمه ثبتت مقلتيها على عيونه ترسل مواساة لروحه ناجته بلين حتى يهدئ قليلا وبدء فى الاسترخاء والاستجابه لنظراتها ابتسمت بسعاده وتعالت ضحكاتها لنجاحها ف احتواء هياجه

أما هو تعب من المحاولات فى أن تعدل عن تهورها حدثه قلبه أنك مقبل على عشق امرأه ليست عاديه

ولكن مهلا بعد قليل قلقه تحول لراحه ابتسم بانبهار وعقله يهنئ قلبه افرح أيها القلب لقد ابتليت بعشق أنثى لا تعرف من صفات البشر غير العند والقوى ازداد إصراره أكثر على عشقها ردد عقله وقلبه ترنيمه واحده أيتها النمره الشرسه سوف أروضك ل تكوني غمزه الفهد

اعتلت الفرحه محياها وهتفت بصوت عالى 

فهد شوفت بعينك أنى قدرت أهدى صخر أزاى لازم تعرف أنى دماغي أنشف وأعند من صخر نفسه 

أخرجت لسانها لتستفزه واحتضنت رأس صخر تتحسسه بحنو ليهدء أكثر

تطلعت تنظر لفهد وتكلمت بتفاخر 

مفيش حد يقدر يقاوم غمزه حتي صخر في الآخر استسلم

أخذت قطع السكر من جيب سروالها وبسطت يدها تأكل صخر السكر المخلوط حتى يهدئ تماما بالفعل استكان فى وقفته ولان هياجه

متمرده عفويه حدث بها نفسه اقترب منهم وفتح الباب الخلفى للعربه وبدأ يصدر صفير مميز صفاره يعلمها صخرويعلم من هوية صاحبها استجاب صخر للنداء هبط بسلاسه وهدوء

نظر لها بإعجاب قائلا 

برافو عليكي أيتها النمره الشرسه

نظرت له بعدم إستيعاب وضيقت ما بين حاجبيها بعدم فهم ولكن لم تعطى لكلامه أهمية أولت ظهرها له ووقف أمام باب العياده وأشارت له هاتفه ډخله هنا 

تركته يأتى بصخر ومشت تحضر بمجرد دخوله احتضنه فهد يربت على رأسه ليطمأن بوجوده وساعده مرعى التمرجى بإمساكه من الخلف تمكنت منه وأعطته الأبره بدون ألم ساعدوه وطرحوه على أرضيه معقمه مجهزه نظرا لكبر حجمه هدء تماما وتسطح يغط فى النوم بدأت فى أداء مهمتها وتقطيب جرحه لعمق الچرح وطوله استغرقت الكثير من الوقت تقطع نياط قلبها عليه وهى تغرز سن الأبره لتضميد الچرح

غلبها ألمها لتهطل دموعها ۏجعا وقهرا عليه هتفت تحدثه وكأن فهد لا يوجد جوارها أردفت 

أنا مش متخيله في حد عنده قلب يعمل كده معقول يوصل اڼتقام انسان من حيوان بالبشاعه دى ليه عاوز يعذبك كده لدرجة أنه يجرحك من رقبتك لديلك ربنا المنتقم الجبار هيجيب لك حقك منه

ترقرق الدمع بعينيه هاتفا بحزن 

هو كان قاصدني أنا حب ېحرق قلبي عليه لانهم كلهم عارفين أنه غالي عندى

عقبت عليه بشجن 

حسبي الله ونعم الوكيل فى كل إنسان مش بېخاف ربنا

استمرت فى عملها تضمد جرحه بإتقان مما أدهشه مهارتها

ردد لنفسه باستغرب 

معقوله أنتى بالشطاره دي خيطتى چرح الحصان بطريقه ماهره ولا أجدعها دكتور تجميل باين عليكى قد حالك ياكشمائى ميتخافش عليكى ياغمزتى

مرء وقت طويل ولم تنتهى بعد بدأت علامات الألم تظهر على وجهها أخذت تطقطق رقبتها وتحركها يمين يسار لعلها تلين من تيبسها

رأف بحالها وحالة الإرهاق التى عليها هتف بحنو 

يادكتوره ممكن تاخدي بريك أنتي تعبتي جدا بقالك تقريبا ساعه بتخيطي چرح الحصان وتقريبا على الاقل لسه ساعه كمان وشكلك تعبتي

عقبت عليه بإجهاد مردفه بأسف 

للأسف مينفعش أسيبه يتألم مدام بدأت في خياطة جرحه لازم اكمل قبل ما مفعول المخدر ينتهى متقلقش أنا كويسه الحمد لله

نظرت إلى مرعي التمرجى تأمره 

جهز الأبره التانيه حالا دى مفعولها قرب يخلص يلا بسرعه مفيش وقت

مرءت ساعه أخرى وبالفعل استطاعت تطيب جرحه بالكامل أطمئنت على الحصان وتركته معه تعطيه مساحته للاطمئنان عليه

خرجت تجلس في الهواء العليل تهدئ من وتيرة ألمها ظلت تبكي فچرح يدها الغائر بدء يؤلمها نتيجة انتهاء مفعول المسكن الذى أعطاه لها الغفير الذى أرسله أخيها أحمد حل التعب لټنهار بالبكاء كالأطفال من يراها حاليا لا يجزم إطلاقا أن تلك الأنثى المتمرد القويه

منذ قليل هى كائن ضعيف هش لا تقوى على فعل شئ سوى الأنخراط فى البكاء لعل أحدهم ينجدها

اطمئن على صخر والتف يبحث عنها لم يجدها خرج للتفتيش عنها بالخارج جذب مسامعه صوت شهقات اقترب من الصوت ليتضح صوت بكائها العالى 

استوقف أمامها وهتف بقلق 

أنتي كويسه في حاجه حصلت مالك تعبانه

بدموع اڼهارت فى البكاء تتمسك بكفها والألم يوخزها بدون رحمه اعتلى نحيبها وهتفت 

أنا فعلا تعبانه جدا مبقيتش قادره استحمل الألم

صفع جبهته لتناسيه أمر جرج كفها اقترب منها قائلا بأسف 

أنا آسف انشغلت بصخر ونسيت أيدك 

بسط يده يستأذنها 

ممكن اشوفها

أمسكها وفك رباط المنديل الضامد للچرح وبالفعل كان الچرح

عميق يحتاج لغرز لتقطيبه ملتهب بإحمرار شديد نتيجة إهمال علاجه لانها اهتمت بعلاج صخر بدلا عنها 

صدم من شكل الچرح وخصوصا بعد تجلط

الډم وما أفزعه تورم كفها بشكل يقلق مخافتا من أن يصيبها ټسمم نتيجة تلوثه

صاح بنبره قلقه متوتره 

يالا نروح المستشفي أحمد شكله هيتأخر 

انتحبت پبكاء هاتفه 

أنا هكلمه ممكن تاخد الفون من جيبي وتتصل عليه

تطلع لها بأسف 

آسف ياغمزه أنا كنت السبب في چرح أيدك 

شرد فى عيونها الذابله أثر البكاء تنحنح بحرج يطلب السماح منها لإخراج الهاتف من جيب سروالها دنى بمحازتها وبأطراف أصابعه حاول أخرجه ارتعشت أوصالها لقربه منها قرعت نبضات خافقها كالطبول أنفاسه تدغدغ حواسها باءت محاولته بالفشل لارتعاش أنامله وتعرق جبينه وكأنه أول مره يشاهد أنثى عن قربزفر بتوتر وقبض على كفه يقلل توتره عاود الكرا مره أخرى

ولكن أدخل كفه بالكامل ليستطيع إمساكه حركته هذه جعلته يلامس جسدها انتفضت تحبس أنفاسها فمن يرى خلفيتهم يحسبه يحتضنها شعر برجفتها واحمرار وجهها حاله لا يقل عنها رمقها بنظرات شغوفه رمقته بنظرات ناعسه وكأنها تناست ألمها نهره عقله وحثه على الاستفاقه من دوامة مشاعره التى لأول مره يختبرها انتفض يبتعد عنها كمن مسه مس من الجن نظر لها يطلب الغفران تنفست هى الصعداء فى بعده وطأطأت رأسها تومأ بخجل

جذبه أخيرا ليتنفس أنفاسه المسلوبه فى قربها طلب منها الباص وورد أملته عليه وما كان الا اسم والدتها المتوفاه زهور فتحه ليشاهد خلفية هاتفها استشف أنها أمها نظرا لتقارب الملامح تطلع لها بابتسامه جذابه فحالها شبيه حاله أغمض مقلتيه وزفر براحه لتدبير القدر عبث قى سجل الهاتف وأخرج اسم أخيها أحمد وقام بالاتصال عليه بعد عدت رنات أتاه الرد

بلهفه قلقه أجاب أحمد على تليفون غمزه 

أنتي فين يادكتوره غمزه

رد عليه فهد بتوتر 

الدكتور تعبانه جدا هتيجي ولا أخدها المستشفى

عقب أحمد 

لا خليها تجيلي العياده أنا لسه مخلص ولادة الست اللى عندكم فى المزرعه وعقبال ما تيجوا هكون انا سبقتكم 

استوقفه بكاءها ليسأله باستفهام 

هي بټعيط ليه كده يافهد أدهالي أكلمها

أجابه فهد 

ثواني 

بسط يده لها قائلا 

أحمد عاوز يكلمك

شهقت هاتفه پألم 

مش هقدر أمسك الفون ممكن تفتح الأسبيكر

حزن على حالها ونظر لها بحنو 

طب ممكن تهدي

قام بفتح الأسبيكر وتابع بتروى 

أحمد اتخض عليكي وأنتى كده هتقلقيه أكثر

بنبره متألمه هتفت 

ياأبيه أنا أيدي بتوجعني جدا وحاسه من شده الألم هيغمي عليا والچرح ملتهب لدرجه مش قادره استحمله وعاوزه اقطعه

تدخل فهد بالحوار قائلا 

الچرح فى كلوة أيديها عميق اللحم بارز لبرا وشكله صعب خصوصا بعد ما التهب جامد بص مش عارف أزاى أوصفلك ايديها أنا أسلم حل هجبهالك و هاجي

رد عليه أحمد

تمام يافهد انا مستنيكم فى العياده

أغلق معه الهاتف واستدار يحثها على النهوض للسياره أشار لها على العريه التى كان بها الحصان فهى المتاحه الآن صعدت تركب فى الكرسى الأمامي المجاور لعجلة القياده وهو جلس بمقعد السائق قاد سريعا ليصل بأقصى سرعه كان ېختلس النظرات لها ليلاحظ بكائها المټألم

أراد أن يهون عليها وطأة الألم هتف يسألها 

دكتوره هو صخر هيفوق أمتى ده اولا وبعدين أنتي سيبني أتكلم ومش عارف الطريق الغريب أعمى ولو كان بصير وأنا مسافر بقالى سنين وفى طرق جديده اول مره أشوفها

بتتكلم پألم 

أمشى شمال هتلاقي المركز بتاعه في وشك 

ابتلعت لعابها من الألم واستكملت 

صخر هيفوق علي بكره الصبح لأن الحركه غلط عليه وبعدين صخر حصان مش عادى بنيانه قوى هيقوم ويبقى زى الأول

تطلعت للطريق وأشارت على العياده وصاحت 

إحنا وصلنا ممكن نقف هنا

صدح صوته بقلق 

استنى افتحلك باب العربيه 

هبط يلتف لجهة الباب المجاور لها جذب المقبض يفتحه نزلت سريعا تجرى للداخل تركته يقف يقلب كفيه يكلم نفسه 

الله يخربيت جنانك يا مجنونه بتجرى و بټعيطي كمان أنا مش عارف أنتى طفله ولا شابه كبيره ذهب ورائها يستطلع أمرها

فى نفس الاثناء صعدت مكيده غرفتها كما أمرتها الحجه راضيه ظلت تأخذ الغرفه ذهابا وإيابا سيجن عقلها من حديث السيده العجوز صدى أحداث الخړاب الذى افتعلته تثير قلقها لان الذى استأجرته لم يسير كما خططت له قبضت على هاتفها تدير اتصال مع أختها

هتفت باستهجان 

الوليه العقربه اللي رجلها والقپر بتهددني عيني عينك زى ما تكون متاكده أنى أنا بس أنا مش هسمحلها أنها تسخن سعد عليه لأن سعد المره دى مش هقدر أقف قصاده 

خرجت للشرفه تكمل كلامها فى سريه حتى لا

يستمع لها أحد صعقټ عندما شاهدت عربات الشرطه تدخل الدوار

هتفت بفزع 

اقفلى أنتى دالوقت الشرطه ماليه الدوار ربنا يستر 

لم تنتظر ردها وأغلقت الهاتف بوجهها وقررت النزول عندهم تستكشف أمرهم

الأخوات بهجة المنزل فرح الجدران أنس المكان الأخوات نعمة لا يعرف عظمتها إلا من تمتع بها

بعد مضى قليل من الوقت دلفت للعياده استمع احمد لصوت بكائها خطى يفتح الباب هرول لها قائلا 

أهدى ياحبيبتي تعالي

استدار وتطلع ل فهد هاتفااتفضل

صړخة ۏجع صاحت بها تسثغيث به 

الحقني ياأحمد هتجنن من الۏجع مش قادره استحمل

أردف أحمد بلين 

أهدى يا قلب أخوكي

بدأ بفك رباط المنديل الضماد على كفها نظر لها پصدمه هاتفا 

ممكن أعرف الچرح ده وصل لأيدك ازاي

انتحبت بالبكاء هاتفه بشهقات متقطعه أثر لصق المنديل للدم المتجلط وأردفت بۏجع 

أنت عارف أنى كنت بولد العجل فى مزرعه الراوى ولما خلصت وجيت أقف اتزحلقت بسبب الميه اللى فى الأرض وقعت على السكاكين اللى الجزار سيبها على الارض وبعدين اتلخمت فى چرح الحصان وفهد ربطه بمنديله عشان أوقف الڼزيف والمسكن اللى بعتهولى سكن لى الألم لحد ما خلصت وبعد كده كنت خلاص مقدرتش على التحمل خلصت

مع آخر كلمه أطلقت صړخة موجعه أثارت فزع فهد و أحمد انتفضت واقفه عندما سأل ډم جرحها

من جديد وهتفت پألم

اتصرف ياأحمد مش قادره استحمل

انفزع فهد لمنظرها آلمه قلبه وغص من أجلها يحمل نفسه الذنب فيما حدث لها

رتب أحمد على كتفها يحاول تهدئتها 

أهدي أحنا هنضف الچرح الأول بس الأول هناخد أبره صغيره في دراعك عشان ما تحسيش بالألم أنا عارف أنك پتخافي من الحقن بس أنا أختى كبرت صح وبقيت دكتوره ومش پتخاف

بهستريه صاحت 

مستحيل أنت بتهزر صح

تعالى بكائها ورفعت رأسها تنظر ل فهد ودموعها تهطل بغزاره تترجاه بنظراتها ولسانها 

قوله أنى بخاف من الحقن جدا يا فهد 

استغرب أستنجدها به ولكن لبى ندائها تعمق فى نظراتها واقترب منها ونظر لأحمد بمعنى حضر الحقنه

اقترب منها يمد يده لها قائلا 

ممكن تهدى هتخافي وأنا معاكي دى حقنه بسيطه غمضي عيونك وفي لحظه مش هتحسي بحاجه خالص

تبادلت النظرات بقلق بين عينيه ويديه

هز فهد رأسه يحثها على الأطمئنان هاتفا 

هاتى أيدك يا غمزه وامسك فيا

كل هذا يحدث تحت نظرات أحمد المندهشه للهدوء الذى يسود بينهم

بالفعل استكانت غمزه وتمسكت بيده ولكن هلعها مازال مسيطر عليها أغمضت جفونها پخوف وغرزت أضافرها في معصمه أدت إلى جرحه لم يبالى بأصابته كل همه توجعها أثره برأة ملامحها شرد فى نقاء طفولتها رغم كبر سنها

انتهى أحمد من تقطيب جرحها ولفه بالشاش واللاصق

بينما هى من شدة الألم مازالت تضغط على يده بينما هو مستمتع ينظر ليدها وقوة تمسكها به بسعاده

زفر أحمد براحه معلنا انتهائه 

الحمد لله ياستى خلصنا خلاص

جحظت غمزه مندهشه 

بجد أنا ليه محستش بحاجه

داعبها أحمد 

اللى شاغل عقلك أكيد كنتى بتفكرى في حاجه مهمه اوى

أردف فهد 

ألف سلامه عليكي يا دكتوره وآسف أنى كنت السبب في اللي حصلك

انتبهت ليدها ممسكه بيد خجلت من فعلتها سحبت يدها بعيدا عن يده لتنتفض فجأة تقفز

من علي سرير العياده

هتفت معتذره 

أنا آسفه أنا جرحت أيدك من غير ما أقصد أنا عارفه نفسى جبانه وغبيه

بود أردف فهد 

أهدى محصلش حاجه ده چرح صغير محستش بيه أصلا

استقام أحمد ضاحكا 

بسيطه تعالى أطهرلك أيدك 

واسترسل بمرح 

معرفش ليه البنات بتحب تربي ضوافرها وتخاف عليهم كأنهم كنز كبير عندها استعداد تخسر أي حاجه بس ضوافرها لا

عبست غمزه وزمت شفتيها 

أنا كده بردوا زعلانه منك علي فكره متكلمنيش تاني

تعالت ضحكات احمد يصفق بكفيه مهما تكبرى هتفضلي طفله

بينما هو غرق في شكلها الطفولي سحر بافتتان من برأتها التى تحثه على أكلها

استفاق علي صوت أحمد يناديه 

اخلص تعالى أطهرلك مكان ضوافرها

عقب عليه فهد 

بسيطه ياأحمد في أيه لده كله 

تركه وخطى بجوار المنضدة الموضوع عليها المطهرات جذب زجاجه ورش نها بضع قطرات على يده

نهره أحمد صائحا 

ايه يا ابني اللي حطيته ده دى ماده هتخليه يلتهب زياده أجرى أغسل أيدك بسرعه

تطلع فهد لعينيها وهتف باعتذار 

عادى دى حاجه بسيطه المهم الدكتوره تسامحني اني كنت السبب في ألمها

توردت وجنتيها خجلا هاتفه 

مفيش حاجه مستدعيه للأعتذار أنا معملتش غير واجبى وكل حاجه بتحصل لينا مقدر ومكتوب الحمد لله أنها جت لحد كده

نهض أحمد يجمع أشيائه بالحقيبه يستعد للمغادره تطلع ل فهد قائلا 

تعالا يافهد اركب معانا مش هتعرف تسوق من أيديك الكحول اللى انت حطيته هيشد عليك مش هتعرف تمسك تارة الدريكسيون وأبقى أبعت حد من الغفر ياخذ عربيتك

أومأ له فهد بالموافقه وترجلوا سويا للسياره استوقف فهد أمام الباب الخلفى كى يصعد

أشارت له غمزه بتهكم 

أنت رايح فين يا أفندي أنت أنا اللي هركب ورا اتفضل أنت أركب جنب أحمد أثار حنقتها كلامه أزاحته بيدها قليلا وفتحت باب العربه وصعدت بهدوء تجلس بكبرياء

حدجته بحاجب مرفوع 

علي فكره أنا بفهم في الأصول

استغراب اندهاش هذا شعوره الطاغي عليه الآن

ابتسم مشدوها من تصرفاتها عندها مقدره رهيبه على التحول فى ثوانى مجنونه وقعت في حبها يافهد اللي جاي كتير شكلها هتجننك وهذا ما حدث به نفسه

استقر كلا منهم فى مقعده وانطلقت السياره فى طريقها

قطع أحمد صمت الطريق قائلا 

معلش يافهد في سؤالى بس مين اللي بيكرهك أقوى كده عشان يدمر الدنيا بالشكل الرهيب ده

نظره متحيره بادله أياها هز رأسه بعدم معرفه مردفا 

مش عارف ياأحمد أنا بقالي كتير مسافر معرفش حاجه ولا سمعت أن في حد بيكرهنا أو بينا وبينه عداوه وعمر جدي ما ظلم حد ولا بابا كمان وأنت عايش في البلد وعارف هما بيتعاملوا مع الناس ازاي

شاركتهم غمزهحديثهم 

الحمد لله أن مفيش خساير في الأرواح ودي أهم حاجه دالوقت والباقي

أن شاء الله يتعوض

حل الصمت من جديد ليقطعه صدوح رنين الهاتف وكان الاتصال من والدها عزت

اتسعت ابتسامتها وردت عليه بمشاغبه 

كده يا حبيبي ما تسألش عليا كل ده قلبك بقى قاسې قوي وانا مخصماك وأنسى أن لك حبيبه اسمها غمزه

عذرا معنا عاشق فى درب الهوى جديد كلماتها أضرمت الڼار فيه حاله حال من يراه يجزم أنه سينفجر من شدة تشنج عضلاته عروق وجه انتفضت بارزه ضاق ما بين حاجيبه بعبوس مكفهر وكأن الشيطان سيتلبس جسده زفر أنفاسه بحنق التف لجهة الشباك حاول تهدئة وتيرة خفقاته أغمض عيونه بشرود هامسا لنفسه 

يا بخته اللي أنتى بتحبيه الحب

ده كله وبتعاتبيه بحب على اهماله لكي

قهرة المحب فى الحب موجعه عاتب حبيبها يحسده وكأنه يراه 

كم أنت محظوظ أيها المحب بما عشقها قلبي

وامتلكت فؤدي

استرسل يناشد قلبه 

اعتذر لك أيها القلب لأن من سكنتك أنت لا تملك قلبها

غص قلبه من همسه المؤلم وتحجرت دموعه أسكنها مقلتيه عسى ألا يفضح أمره

بنزق محبب هتفت غمزه 

اتفضل ياأحمد كلمه أنت عشان أنا مخصماه

بدعابه هتف أحمد 

دايما تجيب لنفسك الكلام رهيب أنت يا بابا عجبك كده أهي قلبت شفايفها علينا استلم بقى لما تجيلك

عزت بقلق 

أختك عامله أيه ياأحمد طمني عليكم الهانم سابيتنا أول ما دخلنا المزرعه ومعرفش عنها حاجه واتلهينا لحد ما عبدالله جه وقالى أنه شافها قولى يابنى هى بخير

عقب أحمد مطمئنا أياه 

أحنا زي الفل حضرتك ما تقلقش ودلوقتي هجيب البرنسيس بتاعتنا عشان ترتاح هى مرهقه شويه لكن زى القرده صاغ سليم وكمان معنا فهد تتصور طلع فهد زميلى من أيام الاعدادي والثانوي

بمحبه هتف عزت 

طيب ياأحمد ادهولي أسلم عليه وأطيب خاطره بكلمتين فى المصېبه اللى حلت عليهم

أما عنده هو أخيرا تنفس الصعداء زفر نفس طويل وكأن حجر يجثو على صدره يعوق تنفسه حمد الله أنه والدها

حدث نفسه يلعن غبائه 

لتاني مره أظن غلط وفي الاخر يكون حد من أهلها

ابتسامه زينت ثغره تطلع لها بالمرآه لتتقابل عيناه بخاصتها هامسا لنفسه 

عشقت نمره شرسه في ملامح طفله

على شروده لم يستمع لصوت أحمد وهو يقول 

اتفضل يافهد الحاج عاوز يكلمك استفاق على أحمد يلكزه من كتفه فهو سارح فى ذات العيون اللوزيه

تنحنح فهد معتذرا 

آسف كنت سرحان 

أخذ الهاتف يجيب على الاتصال قائلا 

السلام عليكم أزيك يا حاج

أجابه عزت 

وعليكم السلام معلش يا ابنى قدر الله وماشاء فعل

عقب فهد مردفا 

الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا كويس شكرا ياحاج على سؤالك وشكرا لحضرتك على وقفه أحمد وعبد الله والدكتوره غمزه معنا

هتف عزت بود 

عيب يا ابنى الجيران لبعضها مابالك بأبوك ده عشرة العمر ربنا يعوض عليكم مع السلامه ربنا يستر طريقك

أغلق المكالمه واستدار يعطى الهاتف لغمزه مدت يدها أخذته وملامحها عابسه فألم يدها مازال يداهما

فى نفس الأثناء تصاعد رنين هاتف فهد يعلن عن اتصال أخرجه من جيب سرواله ليجد المتصل والدته

أجابها على الفور قائلا بقلق 

خير يا أمى فى أيه

عقبت هنيه بصوت مهزوز 

روح هات الدكتور أحمد هو لسه ماشى من المزرعه بس جدك تعب ومش عارفه رقمه عشان اتصل عليه

أردف بلهفه متوتره 

متقلقيش ياأمى ثوانى مسافة السكه هو معايا اصلا هجيبه وأجى

أغلق الهاتف والتف يحدث أحمد 

معلش ياأحمد هتعبك معايا جدى تعبان جدا ومحتاجينك فى البيت ضرورى

أومأ أحمد بسعة صدر قائلا 

حاضر مفيش تعب خالص يالا بينا متقلقش ده كان متوقع بعد اللي حصل

قاطعتهم غمزه 

أنا هاجي معاكم عشان البقره اللي اتولدت النهارده كان لازم اكشف عليها أنا سيبتها ومشيت عشان صخر

احتنق فهد من تهورها مردفا 

أنتي لازم تروحي ترتاحي عشان انتي تعبانه كفايه اللي حصل لحد كده

أيده أحمد مؤكدا 

فهد عنده حق وكمان عشان الحقنه اللي أخذتيها دي هتنيمك في اقل من نص ساعه

بلاش دماغك اللى انشف من الحجر هتضرى نفسك چرح أيدك كبير ممكن ېنزف تانى بلاش تصدرى دماغ الصعايده النشفه دى

اقتنعت برأيه وأومأت بالموافقه وصلوا أمام البيت هبطت

تترجل من العربه ودعتهم واستدارت تدلف للداخل

بينما داخل بيت عزت القلق هو المسيطر عليهم

هتفت أنعام بحنو 

قوم ياعزت ارتاح شويه انت تعبت قوى بسبب اللي حصل النهارده والحمد لله أحمد طمنك على غمزة وأهوو جايين فى الطريق وعبدالله من وقت ما جه معاك دخل أوضته مخرجش شكله نام

جذبت يده تحثه على الخلود للنوم والراحه بعد عناء الأحداث السالفه

تنهد عزت بتعب مردفا 

ماشي ياأنعام 

استقام يخطو بجوارها لغرفة نومه وهو يوصيها 

بس لما الولاد توصل ادخلي طمنيني

أومأت أنعام مبتسمه تجيبه 

حاضر بس ارتاح أنت هم مش لسه صغيرين أنت عندك رجاله حتي بناتك رجاله لما قاعدين جنبنا لحد الوقت من غير جواز

هز عزت رأسه بيأس فزوجته لا تمل من هذه السيره صعد مخدعه يسطح جسده بارهاق

عقب عليها 

لسه مجاش النصيب قولي يارب

أمنت أنعام على دعائه 

يارب يرزقهم بولاد الحلال اللي

يهنوهم ويريحوهم نفسي افرح بيهم قبل ما أموت

بحنو أردف عزت 

ليه السيره دى ربنا يبارك فى عمرك يا انعام احنا هنجوز العيال واخدك ونطلع نحج سوى أن شاء الله

رتبت أنعام على يديه هاتفه 

ربنا يخليك لينا ياحبيبى 

جذبت الغطاء دثرته ودنت منه طبعت قبله على جبهته واستقامت تطفئ الأنوار وغادرت الغرفه تنتظر باقى أولادها

مر قليل من الوقت ليصدح صوت طرقات على باب البيت همت ذاهبه تفتح فوجئت بغمزة بمفردها أفسحت لها الطريق تدلف للداخل على أقرب أريكه جلست غمزة بتعب ظاهر على جسدها المنهك

أنتاب أنعام القلق هتفت بتساؤل 

مالك ياغمزة شكلك عامل كده ليه أيه اللى حصل يابنتى وفين أحمد مش كان جاى معاك

أجابتها غمزة بارهاق 

أهدى ياماما أنا كويسه قدامك أهووو وأحمد عقبال ما وصلنا البيت جه ل فهد تليفون جده تعب فاضطر أحمد يروح معاه عشان يكشف على جده

تصاعد التوتر بقلب أنعام من شكل لفافة يدها دنت منها تجلس جوارها وهتفت باستفهام 

كويسه أزاى وشكل لفة أيدك بتقول مچروحه چرح كبير 

وضعت غمزه يدها على فمها تستحلفها أن تخفض صوتها 

بالله عليكى ياماما وطى صوتك شكل بابا دخل ينام هو مش بيستحمل السهر وأكيد تعب معاهم فى المزرعه فمش عايزة بابا يقلق عليا

أزاحت يدها بحنو 

طب ياقلب ماما هو موصينى أول ما تيجى أطمنه عليكى أيه الحل فى المعضله دى

بنعاس نتيجة المخدر تتأبت هاتفه 

بصى ياماما تقريبا أنا الحقنه اللى أحمد أدهانى بدأت تتقل دماغى سيبنى أدخل أنام ولما بابا يصحى الصبح أنا

هتفاهم معاه

قالت كلمتها الأخيره وهى تضع رأسها على صدر أنعام تغط فى النوم ضمتها لصدرها ب هى الأخرى

مرء القليل من الوقت اصطفوا السياره بجوار الدوار وهبطوا يترجلوا للداخل 

استوقف أحمد خطواته للقدوم للداخل نظرا لحرمة وخصوصية البيت

هتف بحياء 

اتفضل أنت أدخل الأول بلغهم أنى وصلت

نهره فهد مقاطعا 

يالا ياأحمد أنت مش شايف الدوار مليان رجال شرطه بيعينوا الحريق

تنحنح أحمد وولج وراء فهد لغرفة الحاج الراوى ألقى التحيه وذهب يقف بجوار مخدعه هاتفا باطمئنان 

ألف سلامه عليك ياحج

أجابه بأنفاس متلاحقه 

أنا الحمد الله انتم قلقانين ليه انا بس ضغطي عالي شويه

تبادلت هنيه النظرات بينها وبين الحجه راضيه وهتفت 

هو فعلا تعبان بجد يادكتور حتى نفسه مش قادر ياخده

وضع أحمد حقيبته على المنضده المجاوره للمخدع وأخرج سماعته وجهاز قياس الضغط وأخذ يفحصه بعنايه

ربت سعد على كتفه مردفا 

يا حاج متزعلش نفسك وأنا أن شاء الله لازم أجيبلك اللي عمل كده تحت رجلك

عقب فهد 

إن شاء الله هتقوم بسلامه يا جدى وحضرتك يا بابا سيبلي الموضوع ده وأنا هتصرف

قاطعهم أحمد 

مش وقته يا جماعه الكلام ده الحاج لازم له راحه

نظر ل فهد وتابع 

عوزك لحظه بره

ارتاب فهد فى نبرة أحمد وأمأ بالموافقه 

اتفضل ياأحمد عن أذنك ياجدى وأخذه وخرج يستفهم ما فى الأمر

انتاب الفلق هنيه خرجت ورأهم باكيه تسأل بفضول 

عمى في حاجه تعبان صح

أجابها احمد بعمليه 

هو فعلا تعبان ده إنذار بذبحه صدريه هو صحته كويسه وبيقاوم بس الخۏف أنه يتعب في أي وقت

زفر فهد بحزن 

خلاص أعمل اللازم واللي جدى ممكن يحتاجه

تدخلت هنيه بلهفه قلقه 

ننقله المستشفى أحسن

نظرت ل فهد بعيون تفيض بالدمع تستكمل بتوسل لإنقاذ أبيها الروحى 

انقل جدك المستشفى يافهد جدتك هتروح فيها لو حصله حاجه

مسد على كتفها قائلا بحنو 

أهدى يا أمى أن شاء الله مش هيحصله حاجه ولو محتاج انا مش هتأخر

تبادل النظرات مع أحمد وأردف 

قولي يا أحمد ننقله اطلب الاسعاف تيجي حالا

عقب احمد برفض 

لا مش محتاج بس أنتو أبعدوا عنه أي انفعال وأنا هكتبله علي أدويه ياخدها في مواعيدها ويرتاح

قطع كلامهم دخول زينه المفاجئ دلفت تجرى ومن ورائها فجر الټفت تدور حولهم بصخب ضاحك ترنحت خطوتها وتمسكت بظهرفهد تختبئ منها

صدحت زينهبصوت عالى 

صاحت هنيه بانفعال 

أيه أنتوا اتجننتوا مش عارفين أن جدكم تعبان مش كفايه اللي احنا فيه أيه الدلع والمسخره دى

أمسكت زراع فجر تزجرها 

وأنتى يا هانم ياعاقله اطلعي ذاكرى وبطلى دلع ودى آخر مره أشوف وشكم تحت النهارده

موقف محرج وضعتها به أختها لم تستطع الرد انهمرت دموعها ثم رفعت رأسها كى تغادر تلاقت عينيها بمقلتى أحمد رمقها بإعجاب لثانى مره يشده برأتها

تلعثمت خجله من حالها هاتفه 

أنا أسفه يا امي

حاوط فهد كتفيها مهدئا أياه 

خلاص يا ماما محصلش حاجه

ربت على وجنتيها بحنو 

وأنتى يافجر يالا اطلعي ذاكرى وخدى معاكي الجبانة التانيه

أردفت فجر تعتذر 

آسفه ياأبيه مكنش قصدى

ممكن اطمن علي جدو 

قاطعتها هنيه بحزم 

مش وقته اطلعي وبعدين ابقي انزلي لما الدنيا تهدى

ناظرتهم وعينيها تغيم بالدموع هاتفه بحزن 

عن اذنكم 

قالتها وهرولت سريعا كى تتوارى من إحراجها أمامهم

أما عنه فهو تائه مع جمالها الطبيعى سابح فى ملكوت برأتها

ابتسم أحمد يحدث نفسه بشرود 

بسم الله مشاء الله أيه الجمال ده والبراءة دى معقول في كده في الدنيا

وعى لنفسه لينهرها استغفر ربه وطأطأ رأسه ينظر أرضا

صاح فهد 

روحت فين يا دكتور 

تحمحم بإحراج

معاك اهوووو

عقبت هنيه 

اتفضل يا دكتور عند الحج جوا

خطوا باتجاه الغرفه قطع سيرهم صوت الغفير الذى يستأذن للسماح للضابط بالدخول أومأ فهد له بالسماح

صدح صوت الضابط بمهنيه 

بشمهندس فهد ممكن كلمتين عشان أقفل المحضر للأسف مفيش حد شاف حاجه وهو ماس كهربي دا اللي ظاهر قدامي من المعينه المبدئية ودالوقت محتاج الحاج الراوى ووالدك وريان أخوك لأنهم هما اللي فضلين 

أومأ فهد قائلا 

حاضر اتفضل في المكتب اشرب قهوتك علي ما الدكتور يخلص كشف علي جدى هستأذن منك نسيب

أقوال جدى لبكرا لأنه زى ما أنت شايف من ساعة اللى حصل وهو تعبان

الضابط التمس العذر قائلا 

مفيش مشكله يبقى بكرا هاجى بنفسى أساله هنا عشان مجهدوش أدخل أنت اطمن عليه وألف مليون سلامه

صاحت هنيه على الخادمه 

يابهانه وصلي حضرت الظابط المكتب واعمليله قهوه

وحولت نظرها ل احمد اتفضل يا دكتور دلفوا لغرفة الحج الرواى وجدوا يغفو فى النوم وتجلس جواره الحجه راضيه تمسد على صدره بآيات الذكر الحكيم تحمحمت هنيه للكلام قاطعتها تشير لها بالصمت تفهم أحمد الموقف أخذ حقيبته

وغادر الغرفه

بقلق أردف فهد 

أيه المطلوب ياأحمد شكله فعلا تعبان

بتريث عقب أحمد 

أن شاء الله هيبقي كويس بس أنت جيب الأدوية دى وياخدها بانتظام ولو حصل جديد كلمني هكون عندك خلال دقائق

أخرج دفتر روشة العلاج كتب الأدويه المطلوبه وأعطاها له وأمسك حقيبته قائلا بإرهاق 

أسيبك أنا بقي عشان أنا كمان هلكان هروح أترمي علي السرير

أردف فهد باعتذار 

آسف يا صاحبي تعبتك النهارده وخصوصا الدكتوره غمزه

أحمد هتف بود 

عيب عليك كده أحنا أخواتك في ضهرك 

ابتسم يداعبه 

بس فى الخير المره الجايه

وتابع ينبه

طبعا مش معاك رقمى هتلاقى تليفونى متسجل علي الروشته ابتسم يصافحه وخطى يسير للخارج بجواره يمشى فهد لتوصيله لبوابة الدوار الخارجيه

مكان اصطفاف السياره

بتهذيب هتف فهد عند توديعه 

ابقي سلميلي علي عبدالله واشكره هو والدكتوره قولهم ميزعلوش مننا

رد عليه أحمد بود 

حصل خير ربنا يعوض عليكم مع

السلامه ياأبوالفهود

زفر بتعب واستدار يدلف للداخل يرى ما فى جعبة الضابط فهو لم يرتاح لكلماته أحس أنه يوارى بعض الأشياء 

فتح فهد الباب هاتفا 

آسف اتأخرت علي حضرتك

قالها وخطى يجلس علي كرسى المكتب

الضابط أردف 

لا أبدا عادى أنا يدوب لسه مخلص قهوتى 

حك ذقنه وقطب حاجبيه قائلا 

تفتكر مين اللي ممكن يعمل كده 

مط فهد شفتيه لاسفل علامة على على معرفته 

أنا لسه راجع من السفر وفعلا مفيش لينا أعداء وحضرتك عارف الكلام ده كويس جدى ووالدى مشهود ليهم بالنزاهه

تطلع له باستغراب وتابع 

ليه بتقول كده مع أنه برا حضرتك قولت أنه ماس كهربي

الضابط بمهنيه 

ده عشان اللي شغالين في الفيلا لو فيهم حد هو اللي عملها او شريك فيها ياخد الامان بس الچرح اللي في حصانك الخاص بيقول أن في حد قاصد يعمل ده بس للاسف مفيش أي دليل عليه

استرسل بجديه 

بس احنا لسه بنجمع الخيوط والتحقيق هيبقي سرى عشان نحاول نكشف مين اللى ورا اللى حصل ودلوقتي ممكن والدك عشان اخد اقواله وريان شكله مش موجود ياريت تبلغه يجيني بكرا النيابه عشان أقفل المحضر

صډمه احتلته بعد كلام الظابط والذى أكد ظنه من البدايه

هز فهد رأسه قائلا 

حاضر ثواني أندهولك

استأذن منه واستقام يخرج ينادى والده ولج لغرفة جده ألقى التحيه وسأل على صحة جده

أجابه سعد 

الحمد لله نايم فين الأدويه بتاعته

رد فهد 

أنا هبعت الغفير يجيب الأدويه بس الضابط عاوز يسألك كام سؤال

نهض سعد يغادر قائلا 

خليك معاهم عشان لو احتاجوا حاجه

هز فهد رأسه يطمأنه واستدار يهاتف أمه بحنو 

ماما لو سمحتي أكلي تيته أي حاجه عشان شكلها تعبان

هنيه بحب 

عيوني يا حبيبي أنا قولت ل بهانه تحضر الأكل وهأكلها وأنت كمان خلص مع الظابط وهات الأدويه لأن أبوك شكله هو كمان تعبان بس بيكابر من ساعة ما خرج من المكتب بعد حفلة المحافظ وهو شكله متغير

خطى فهد نحوها يقبل رأسها هاتفا بالين 

عيونى ياست الكل متقلقيش ياأمى كله هيبقى تمام بابا قوى بس هى شوية زوابع وهنخلص منها قريب 

ذهب لمخدع جدته وجثى أمامها قائلا بحنو 

كده يا حجه راضيه معقول في حاجه صغيره تهزك كده يا جدتي

مسدت الجده على يده برضا بقضاء الله هاتفه 

مفيش حاجه يا فهد أنا بس قلقت علي جدك

فهد بثقه 

جدى جبل يا كبيره عيله الراوى إن شاء الله هيقوم أحسن من الأول 

تابع بود 

محتاجه مني حاجه يا جدتي 

الحجه راضيه بحب 

ربنا يرضي عنك يا فهد يا كبد جدتك

فهد باستأذان 

عن أذنك يا جدتي

غادر الغرفه ينادى على الغفير هريدى هرول له بطاعه قائلا 

أمرك يا فهد بيه 

فهد بأمر 

روح هات الأدويه في لمحه البصر الأقيك هنا

هز هريدى رأسه بطاعه 

أمرك يافهد باشا رهوان وهكون هنا تركه مهرولا ليأتى بالأدوية

فى نفس الأثناء خرج سعد من غرفة المكتب يجاوره الضابط هتف يودعه 

اتفضل ولو عرفت حاجه هبلغ حضرتك

أجابه الضابط 

إن شاء الله مع السلامه

استدار سعد ليشاهد فهد يخرج من غرفة جده هتف بتساؤل 

جدك لسه نايم أصلي قلقان عليه

عقب عليه فهد بود 

آه لسه نايم متقلقش يابابا إن شاء الله جدى هيقوم زى الحصان 

وتابع يبتسم بدعابه 

ويتجوز كمان علي كبيره االبلد الحجه راضيه

فلتت ضحكات سعد 

دى جدتك كانت تقوم الحړب العالمية الثالثه 

استرسل باهتمام 

المهم طمني علي حصانك حصله ايه بعد ما نقلته عند الدكتوره 

حاول فهد طمأنته 

ده نصيبه يا فهد ونصيبك انت كمان انا خاېف عليك انت من زعلك

عليه بس

عقب فهد 

إن شاء الله ربنا كبير ومش هضطر لكده الدكتوره دى شكلها شاطره

باستحسان هتف سعد 

إن شاء الله خير 

قاطعتهم هنيه 

يالا عشان تتعشوا 

أجابها فهد بإرهاق 

أنا آسف محتاج أنام جعان نوم وراحه وبكره ربنا يسهل أشوف الخړاب اللي حصل في المزرعه هحاول أنام عشان أعرف أروح الصبح أطمن علي صخر ولو حصل حاجه صاحينى

تابع برجاء 

عشان خاطرى ياأمى صالحي فجر قبل ما تنام عشان متنمش زعلانه

ابتسمت هنيه بحب 

هما ناموا بكره أصالحها 

أكملت بأمر 

اطلع نام وأنا هبعتلك الأكل 

فوق ومتقولش لأ 

هتف فهد بطاعه 

خلاص هاتي الأكل أخده معايا عشان لو نمت محدش يقلقني

اومأت له بحنو ودخلت تعد له وجبه خفيف وكوب لبن يساعده على الاسترخاء 

أخد منها الاكل هاتفا 

تسلم أيدك يا ست الكل أنا هظبط المنبه عشان أبقى اطمن علي جدى 

أجابه سعد مقاطعا 

لا يا حبيبي احنا كلنا هنبات معاه ارتاح أنت جيت من السفر ومطبق بقالك يومين بسبب اللى حصل

استدار سعد وهنيه يدلفوا لغرفة الحج الراوى ليقضوا ليلتهم معه حرصا منهم على سلامته

هتفت الحجه راضيه باعتراض 

خد مرتك ياسعد واطلع أوضتك معيزاش حد معاى أنا زينه وابوك زين ولو جد جديد هنادم عليكم ياولدى اطلع ريح جتتك فى فرشتك أنت التعب ظاهر عليك بزياده وبكرا يوم طويل عشان تشوف حال المزرعه والفلاحين فهد لسه جاى مش هينفع تسيبه بطوله 

أنهت كلامها تحدق فى هنيه بنظرات مطوله ذات مغزى فهمت

عليها مقصدها

اقتربت هنيه من سعد تمسد على ظهره هاتفه 

الحجه عندها حق انت من قبل اللى حصل وانت تعبان تعالى نطلع والصباح رباح كل حاجه هتبقى تمام

تنهد بارهاق يوافقهم الرأى مردفا 

تمام ياحجه التليفون جانب راسك اى حاجه رنى عليا هتلاقينى تحت رجليكى

دعت له الحجه راضيه بهدوء البال وصلاح الحال استودعوهم فى حفظ الله وغادروا

فى حين هو

والمقصود به إصابة صخر فعلة خبيثه الغرض منها إيلامى لمعرفتهم الشديده بمدى تعلقى به

تهمهم بسخريه 

الأصابع الخفيه بدأت اللعب من أول وهله لرجوعى بغتينى بوضع العثرات فى طريقى لتنالى منى وتشعرينى بعجزى فى مقاومتك وردعك

بإصرار شحذ عزيمته 

هيهات لم أعد الطفل الصغير ضعيف البنيان ما حدث فى الماضى لن أسمح أن يكرره الزمان افرحى قليلا انتظارك المزيف وأهلا بك فى چحيم اليتيم

قبض على الباب يفتحه پغضب وضع صينية الطعام على المنضده ووقف يضع يده بخصره يزفر أنفاسه بضيق خلع عنه ملابسه إلا من بعضا منها ذهب لمخدعه يتسطح ليسطع بذهنه عدم تواجد أخيه سؤال راوده أين هو من هذه الكوارث التى حطت على العائله اعتدل قليلا وجذب هاتفه يحاول الاتصال به أدار الإتصال عدة مرات كلما حاول يأتيه الرد رنين طويل يتصاعد لنهايته بدون إجابه زفر بملل التعب والإرهاق أخذ منه الكثير اليوم منهك الجسد عينيه بها نعاس لا يقاوم ولكن لابد من طريقه للتواصل مع هذا المستهتر عبث بتطبيق الواتس آب يكتب له رساله لعل عندما يستفيق يقرأها بدأ يكتب ورأسه تترنح بثقل عينيه ترى الأحرف متداخله وأخيرا فاز جسده وغلبه النعاس ليسقط الهاتف من يديه دون إرسال الرساله

سقط على الفراش بجسد منهك يغط فى النوم وكل ما يردده ذهنه الهلاك لهذه الروح الشريره التى استوطنت العائله وآن الأوان لمقاومتها

يتبع

الجديد برونق مختلف أتمنى ينول اعجابكم

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

البارت العاشر

غمزة الفهد حب بالمصادفه

ياسمين الهجرسي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 

انتصف النهار وهى تجلس على وضعها شارده فى نقطه وهميه تسرح مع ماضيهم وأشياء تتراكم قى أعماق قلبها قرار اتخذته بعاطفيه كان نتاجه أن العائله ټنهار بالبطئ إن فتحت مجال للبوح به ستمطر سماء بيتها غيث يحصد الأرواح لن يجدى معه سد من الكلمات أن يوقف سيلها تفكيرها منصب على أنه حانت بداية النهايه لكشف مستور متوارى منذ سنوات يعتمل قلبها جمر خوف على من أحبتهم تحاسب نفسها الآن عندما أيقنت أن الماضى الذى استوطن بيتها تحول لغول يلتهمهم ولعتمة ليل حالك تبتلعهم       

زفرت نفسها تكتمه بجوفها عندما طل عليها ابنها يدلف بخطى متهدله حزينه استرخت ولانت ملامحهما تحاول مواساته فى محنته       

دلف سعد بعد عناء للاطمئنان على العالمين في المزرعة وجد والده الحاج الراوى والحجه راضيه

يجلسون في حديقة الدوار يستنشقوا بعض الهواء النقي لعله يساعده على الشفاء سريعا    القي عليهم التحيه وانحني يقبل كف يدى والده واقترب من والدته طبع قبله على مقدمة رأسها وجلس معهم مهموم ملامح وجهه لا توحي غير بالقلق      

وضعت الحجه راضيه يدها علي كتفه هاتفه

مالك يا جلب أمك الهم راكبك ليه يا والدى    اللي له تمن فداكم يا والدى    

ابتسم لها ابتسامه هادئه هاتفا 

تعرفي أن دا هو اللي يزعلني بردو ياما    أنا اللي مزعلني أن ده حصل بعد ما فهد رجع    خاېف يكون فى حد قاصد يوصلي رسالة معينة      

اعتدالت في جلستها ترفع زراعها المزين بأساور الذهب تلوح بكف يدها علي المكان من حولها قائلة 

مين اللي يقدر يهوب ناحيه أرض الراوي    ده الطير الغريب ېخاف يطير فوق أرضنا    تقول في حد وازه شيطانه يعملها    متخافش يا والدى الكل عارف أنك ماسك الناحيه بأيد من ڼار وأيد من اللين    يعني لو نص البلد پتخاف النص    التاني بيحبونا    سبها علي الله يا والدى ومتشلش هم      

هز رأسه قائلا 

ربنا ما يحرمني منك يا حجه ريحتي قلبي    

ابتسمت له وهي تتهرب من نظارات زوجها لها هي تعلم معني هذه النظره أنه يشك بأمرها     

رفعت نظرها وجدت مكيده تقف تشاهدهم من شرفه غرفتها حدثت نفسها 

ما هو اللي أنا سكت عليكي زمان كان خۏفي من غدر تصيبي بها حفيدى يا بنت الأبلسه    لكن ناويه تعيديه تاني    مكنتش عامله حضڼي وكر أفاعي ليكي تعيشي فيه عشان تبقي تحت عيني    وجايه دلوقتي توجعي قلبي    اصبري عليا يامکيدة أما وريتك النجوم في عز الضهر مبقاش ست ناسها يا واكله ناسك     

حول نظره لوالده هاتفا باستعلام 

الظابط جالك ياحج عشان ياخد أقوالك    

أجابه الحج الراوى بنبره متعبه 

آه يابنى جه أخد أقوالى أنا وريان      

أومأ له بتفهم تنهد بتعب واستقام يغادر معتذرا نظرا لأرهاقه واحتياجه للراحه  

بينما الحج الراوى على نظراته يبادل الحجه راضيه باستفهام ماذا تخفى عنه أدارت وجهها للجهه الأخرى وتلعثمت هاتفه 

هستأذن منك ياحج هدخل اشوف البنات جهزوا الغدا ولا لسه عشان تتغدى وتاخد علاجك      

لم تمهله الرد ونهضت تخطو للداخل حتى تقطع عليه نظرات التساؤل فهى لو أباحت الآن بما يختلج صدرها حتما ستكون العواقب وخيمه         

بعدما انتهى

من استجاوب الضابط صعد غرفته كالثور الهائج هيئتها المتبجحه الرافضه له لا تبارح ذهنه طنين صڤعتها لازال يصفر بأذنيه وهج وجنتيه يضرم ڼار فى صدره يود الفتك بها أطاح بكل

ما تقابله يده أرضا حتى عثر على حقيبة الهدايا الخاصه بأخيه زاد صراخه وغضبه ليلقى بها على آخر زراعه لا يعطى لها أهمية فبالأخير هو يلقى كل اللوم على أخيه فيما هو عليه الآن زاد إصراره على الاڼتقام منها وبداخله يعزز فكرة معاقبتها على رفضها والتقليل منه عقله يشتعل بفكره واحده أنه مرفوض من الجميع لا أحد يرحب به فى حياته هل أنا نكره

لهذه الدرجه الكل ينفر منى حتى من كان ملجأى فى يوم من الأيام خذلنى إلى هنا ظنه السئ هداه إلى فكره شيطانيه أخذ هاتفه وأدار

اتصال بعامل المزرعه التى زوجته وضعت مولودها أثناء الحريق     

تحدث بغطرسه 

عاوز سبوع البلد كلها تتكلم عليه    طبل وزمر وهيصه    عاوزه يسمع البلاد اللي حوالينا 

العامل بفرحه 

ربنا يباركلك ياريان باشا    الفلوس اللي حضرتك ادتهالي هتكفي سبوع عشر ليالي   

أغلق العامل الهاتف وهو لا يعلم نية ريان الخبيثه    بينما ريان ابتسم بشړ قائلا 

أما وريتك يا بوسي وكسرت مناخيرك        

انتهى دوام الفتيات وحان موعد رجوعهم للبيت كلا منهم عادت ولكن بداخلها مشاعر مختلفه غمزة حيره من أمرها بشأن معاملتها المندفعه مع فهد وبسنت قلق متخوفه من رد فعل ريان على صفعها له     

تصادف الاثنتان على باب البيت تبادلوا التحيه مرتدين قناع الراحه لموارة ما يقلقهم استقبلتهم أنعام بابتسامه عذبه وهتفت بحنو 

ماشاء الله بناتى الحلوين جايين مع بعض يامحاسن الصدف    يالا ياقمر منك ليها ادخلوا غيروا الغدا جاهز يادوب يتحط عالسفره     

أومأ لها الفتيات بهدوء ودلفوا لتغيير ملابسهم    

بما انها ساعة الغداء فالجميع متواجد على السفره فدوما عزت وأنعام يحرصون على تناول هذه الوجبه سويا للحفاظ على روح الترابط الأسرى بينهم     

فى المطبخ لاحظت أنعام شرود كلا من غمزة وبسنت هتفت قائلا باستفهام 

مالكم يابنات شكلكم مش عجبنى فى حاجه حصلت النهارده   

سريعا هتفت غمزة 

أبدا يامامتى مفيش حاجه بس چرح أيدى شادد عليا    

عقبت عليه أنعام بحب 

يابنتى انا قولت لك ريحني النهارده أنتى اللى أصريتى تنزلي عشان خاطر الحصان اللى بتعالجيه    عموما اتغدى وادخله ارتاحي شويه   

استدارت ل بسنت هاتفه بريبه 

وأنتى يابسبس أيه حكاية سرحانك   

تلعثمت وأجابة كاذبه 

مفيش ياماما فكرة تصميم محيرانى شويه    

هموا يحملو الأطباق يضعوها على السفره وكلا منهم أخذ مكانها يتناولوا طعامهم بهدوء يتجاذبوا أطراف الحديث عن يومهم وما حدث به     

صدح صوت عزتيسألعبدالله 

أيه أخبار عنبر تسمين العجول    سمعت من بسنت الصبح أنه كان فى مشكله وانت نزلت بدرى لما اتصلوا بيك     

أجابه عبدالله 

لسه مش مبين حاجه ياحج    خدنا عينات للمعمل نشوف أيه سبب المشكله اللى صابت العجول    ربنا يلطف خساير الراوى كتير اوى اليومين دوول    

عقب عليه عزت 

ربنا يجيب العواقب سليمه   

مضى الوقت وانتهى الغدا واستقام كلا لوجهته ومازالت أنعام تتجول بعينيها بين الجميع والقلق يأكلها على ابنتها من حالة الشرود التى بها    

انفردت بها جانبا وهتفت بقلق 

خليكي فاكره عماله أقولك مالك من ساعه ما رجعتي وأنتى مش راضيه تحكي     

أجابتها بسنت بتوتر حاولت اخفاؤه 

مفيش حاجه يا ست الكل    أنا مرهقه من الشغل مش أكتر   

تركتها وفرت من أمامها ولكن قلب الأم لم يرتاح للاجابه دعت الله أن يحفظها بحفظه وغادرت ترتاح قليلا

بعد عناء العمل طيلة اليوم       

أحداث كثيره مرءت طيلة الأسبوع ذهاب فهد لعيادة غمزة للاطمئنان على حصانه وبنفس الوقت المعامله برسميه قدر المستطاع حاول أن يغلف نفسه بها ليحجم اندفاعها وفى المقابل غمزة تتاكل غيظا منه بسبب بروده معها     

بينما ريان رابط فى البلده

لم يبرحها لسهراته ولكن شغله الشاغل مراقبتها عن بعد كلف أناس لمراقبتها وإرسال معلومات شامله عنها بشغف يدرس تفاصيل يومها وتعاملتها بها شئ يجذبه لها كالمغناطيس مسحور بتفاصيلها كمن ندهته النداهه بحكايات القصص قديما يكاد يجزم أن خلاصه على يدها شعور يراوده أن هى من سيرسلها القدر لانقاذه وإعادة ترتيب حياته      

ولكن بداخله اضطراب وتذبذب قاټل

من أقصى اليمين لأقصى الشمال إزدواجية مشاعر وأفكار تخبطات كثيره يحبسها داخله اختلال نفسى يمنعه من إدراك هوية مشاعره وضبط سلوكه وكأنه متلبسه شخصان أو بالأدق لديه انفصام شخصيه شخص ودود محب عشقها من الوهله الأولى يعطيها كل الحق فيما فعلت فهى بالاخير أنثى حره لها الحق فى الدفاع عن سمعتها وشرفها والآخر شخص عڼيف دموى ناقم على حياته يود الاڼتقام ثأرا لفكرة أنها رفضته وكأنه شئ نكره لا يزن شئ دوما إحساسه بالتهميش والتقليل من شأنه هى المسيطره على تفكيره وعند هذه النقطه تلبسته شياطين الشخصيه المضطربه سيئة المزاج متقلبة المشاعر ليصر على ما عزم عليه مهما كلفه الثمن             

اليوم يحتفل عامل المزرعه بمولوده والذى يقام على شرف عائلة الرواى فمن مول الحفل ريان هو من قام بدفع كافة المصاريف فى الخفاء دعى العامل جميع فلاحين البلده بما فيهم الدكتوره غمزة التى أنقذت حظائر البهائم والدكتور أحمد الذى قام بتوليد زوجته وجميع أفراد أسرتهم ليتشاركوا معه فى فرحته بمولوده تزين سكن العمال بأبهى زينه من الأنوار والكهارب الملونه وصدح صوت الطبل والمزامير يدق بصخب فى جميع الأرجاء     

فى السبوع يجلس فهد وأحمد وعبدالله بجوار بعضهم ويبعد عنهم قليلا ريان لتكون زاويته أمام بسنت   

فى الجهه المقابله تجلس الحاجه راضيه وهنيه وزينه وفجر وغمزه وبسنت   ولكن يغيب عن الاحتفال عزت وأنعام لاعتذارهم بسبب مرض عزت    

يتبادل كل معجب النظرات مع من تخصه فى إنبساط مشاعر جديده

كلا منهم يختبرها لأول مره

عند عبدالله هداه القدر ليكتشف هوية من أحبها ودوما طيفها يزور منامه انها تلك الشقيه التى كان يراها بجوار أبيها وهى صغيره وكيف الآن فتاه يافعه تسحر نظر من يراها     

فى حين أحمد يخطف النظرات لكتلة البرأه التى أمامه لتبادله هى النظرات بنفور     هتفت لحالها أى معتوه هذا يفتعل حركات غير ملائمه لشخصيته وعند الإمساك به يتهرب بعينيه كالطفل الصغير     أما عنه النظر لها يجعله يتصبب عرقا رغم برودة الجو فيتنحى جانبا بمقلتيه يستغفر ربه لاستباحته النظر إليها دون رابط شرعى          

بينما فهد يتصيد لها النظرات والضحكات يتابعها بشغف رغم قناع البرود يتحين أى التفاته منها ليشاكسها لا يتعب من عناء التحديق أما هى نظراته تزيدها خجلا وتوترا لتتورد وجنتيها تكاد تنصهر من عينيه التى تخترقها          

فى ظل هذا يوجد لدينا قنبله موقوته الهدوء الذى يسبق العاصف ريان وتدابيره الشيطانيه هل سيمرء فعلتها هكذا دون عقاپ فما جدوى كل تلك المصاريف على مظاهر الاحتفال الا اذا كان السبب الرئيسى الاڼتقام منها         

أخرج هاتفه من جيب سترته وبعث رساله ل بسنت فحواها أن مكتبها أضرمت به الڼار       

اقترب فهد منه بمرح يكسر حدة الجفى بينهم قائلا 

مش هتقوم تنقط المولود وتفرح أهله    أيه يا عم البخل ده      

ارتبك ريان من

قرب فهد المفاجئ وکسى ملامحه التوتر خوفا من ان يكون شاهد الرساله سريعا دس الهاتف فى جيب بنطاله ولم يتفوه معه بكلمه واستقام يحى العامل ببضع ورقات من النقود ويتمايل بالتحطيب بالعصا      

بينما فهد والشباب قرروا الرقص بالعصا استقاموا كلا منهم يتناول العصا للتحطيب أمام فهد يتبارزوا معه إذا ما كان متذكر لعادتهم الصعيديه أم سفره أنساه تلك المظاهر      

الخيانه و الغدر مثل سکين حادة تقطع شرايين المودة والحب والثقة تحول الحياة إلى خړاب والقلب إلى خواء والروح إلى هشيم      

وسط انشغال الجميع بالاحتفال بهدوء انسحب ريان يجلس جانبا يتابع ردت فعلها    

أما عن بسنت أخدت الرساله بأيدى مرتعشه فنظراته منذ قدومها لا تبشر بخير تخوفت علي مكتبها وحدثها يخبرها أنه هو فاعلها افتعل حريق المكتب لينتقم منها لم تخبر أحد من أخواتها وتركتهم وهرولت والفزع يأكل روحها بلا رحمه       

رأى هيئتها ليبتسم بفرح لنجاح مخططه الشرير للأسف هو من نسل حيه بارعه فى التخطيط الشيطانى توارى واستقام يغادر ورائها دون أن يراه أحد    

قادت سيارتها سريعا وصلت فى وقت قياسى حاولت السيطره على أعصابها عندما شاهدت المنطقه هادئه ولا ټشتم أى روائح دليل على حريق صعدت مكتبها تتلفت يمين يسار الوضع آمن مستقر      

زفرت براحه هاتفه 

الحمد لله ده باينه مچنون    هيفضل يهددني كده كتير      

اقتربت تغلق الباب لتغادر وجدت من يضع قدمه يحيل غلق الباب دفع الباب بقوه ودخل عنوه تطلعت له بزهول أخذت تتقهقر للخلف والړعب يسيطر عليها      

هتفت بسنت ونبرة الخۏف هى المتحكمه 

أنت بتعمل أيه هنا يا مچنون    أنا كنت متأكده أنك أنت اللي بتهددني

ريان بسخريه 

أيه كان عندك شك أنى أنا هسيب حقي    ده أنا البنات والنسوان بتبقي ھتموت عليه    

انطلقت صړخة ألم وضعت يدها تتحسس جرحها شهقت بخضه وامتلئت عينيها بالدموع        

هتفت بصړاخ 

أنت واحد مريض ومش طبيعي    أنت أيه ياأخي مبتخفش ربنا        

بانفصام هتف ريان باستمتاع 

اصړخي أنا عاوزك ټصرخي كمان    نفسي الناس تسمعك وتشوفني عندك في مكتبك    وأقولهم إنك جيباني هنا      

إنهارت بسنت لمجرد الفكره وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها تهز رأسها بالرفض تطلعت له تستعطفه بأعز ما يملك        

هتفت پذعر تستجديه 

لا عشان خاطر اللي بتحبهم    بلاش تعمل فيا كده    أنت عندك أخواتك وپتخاف عليهم أكيد       

بكائها ورجائها زاد من ريان بانتصاره بالتمتع بها أردف

أهلا بيكي في جحيمى يا منقذت الديب          

هتفت بسنت بهستريه 

أنت مچنون     قالتها وهى تدفعه بعيدا عنها 

وتابعت بنفور 

أنت متخيل أني ممكن اخليك حتي ولو في احلامك      

تقهقر للخلف    سريعا أخذت تبحث عن شئ تحتمى به وتدافع عن نفسها من بطش غدره     

تلوى ريان بصړاخ أثر ألمه من ضړبتها الغاشمه تدلى بنصفه للأمام وضم يحاول تهدئة جسده نظر لها بتوعد هاتفا بجبروت 

أما وريتك يا روح أمك  

قالها واعتدل قليلا

بقوى متهلكه أدركت استحالة أن يرحم ضعفها و يتركها دون أن يمسها بضرر هداه عقلها لفكره وقررت أن تتعامل معه بالعقل حتى يتثنى لها أن تخلص نفسها من شره        

تنفست بعمق وأهدته نظرات مستكينه بنبره حاولت

أن تكون لينه لتخيل عليه خدعتها وهتفت بوداعه 

سيب شعرى وأنا هريحك وأعملك اللي أنت عاوزه    مش أنت عاوزني وأنا معنديش مانع    لأني فى الآخر مش هقدر عليك    

قالتها وأهدته ابتسامه تومئ برأسها هاتفه 

صح أنا أضعف من أنى أصدك   

حدق ريان بها پصدمه يتطلع لها باشمئزاز قائلا 

كلكم زى بعض

قالها وترك شعرها ينفضه بعيدا عنه بتقزز    

زفرت بسنت براحه لنجاح حيلتها وهتفت بزيف 

الجديد برونق مختلف أتمنى ينول 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *