الفصل الثالث عشر
ذلك هو قدري
في غرفة معتز كان جالسا علي مقعده المتحرك ينظر للصور المعلقة امامه علي الحائط يتأملها بغضب وهو يتذكر خيانتها له وما فعلته معه وكم الاذية التي اذاتها لعائلته وهو يقف بجانبها ويساندها فكل ما تفعله ظل يتأمل تلك الصور إلى ان وقعت عينيه علي صورة قديمة جدا لهما معا قبل ان يتزوجها اكتسح الجمود قسمات وجهه وهو يتذكر حديثها وقتها وهي تخبره كم تحبه وتتمنئ ان تجتمع معه في اقرب وقت حاول التحدث كثيرا ولكنه لم يستطيع همهم بالكثير من الكلمات اراد سبها ولعنها ولكن كلماته لم تخرج من بين شفاهه ، اراد الوقوف وجلب تلك الصور وتمزيقها جميعا كما مزقت قلبه لاشلاء ولكنه لم يستطع ان يفعلها فليس لديه الجرأة ليحاول الوقوف فقدمه ستخونه ولن تتمكن من حمله فيخشئ ان يرتطم بالارض ويراه احدا علي تلك الحالة فكم يمقت نظرات الشفقة التي يراها في اعينهم .
فتح فارس باب الغرفة ودخل ثم تحرك ووقف امامه يطالعه بنظراته ليري الحزن والالم المرتسم علي ملامحه وناظره الموجه لتلك الصور المعلقة علي الحائط فشعر بالحزن والحسرة علي ما اصاب اخيه ولكنه حاول ان يتمالك نفسه وهو يقول بصوت متحشرج
(( سنذهب اليوم لمركز متخصص لبدا جلسات العلاج الطبيعي ))
اومأ له معتز بالايجاب وهو يحلم باليوم الذي سيعود فيه كما كان يتحدث وقتما يريد ويصمت وقتما يريد ويقف علي قدميه من جديد .
خرج فارس من المنزل بعدما اجتمع مع والدته واخواته علي طاولة الفطور وقد اتفق مع والدته بان يذهبوا في المساء لمنزل ليال ليطلبها رسمي ويتم الاتفاق مع والدها علي كل شئ متجها بمعتز لمركز العلاج الطبيعي ليبدا رحلة العلاج .
ترددت مي كثيرا في ان تعمل لدي سليم ولكنها قررت وحسمت امرها فهي من تحتاج إلي العمل لديه لو كانت لا تمر بما تمر به الان واحتياجها الشديد للمال ما كانت لتوافق ان تعمل لديه وتسمح له بأن يكون قريبا منها .
طرقت علي باب غرفة مكتبه وانتظرت قليلا ثم استمعت لصوته يأذن لها بالدخول فامسكت بمقبض الباب تفتحه ببطء ثم تحركت تخطؤ للداخل .
يتابعها بنظره وهي مقبلة عليه يتأملها بنظرة ذكورية فما ان وقفت امامه تنحنح وهو يقول بصوت حازم
(( لقد تأخرت عن موعد حضورك انا لن اسمح بأي تأخير اعرفي مواعيد عملك وكون هنا في وقتها وإلا .. ))
صمت ولم يكمل حديثه يرمقها بنظرة ساخرة يستفزها لتتخلي عن برودها .
فلم تعقب مي بل ظلت صامته تطبق علي اسنانها ولكنها وجدت نفسها مسيرة وليست مخيرة فتحدثت بكل الغضب المستعر داخلها
(( وإلا ماذا لن اسمح لك ان تتحدث معي بتلك الطريقة وكأني خادمة لديك ))
كسا الجمود محياه وهو يقترب منها قائلا بصوت فاتر اجوف
(( منذ اليوم انتي تعملين لدي فكوني مطيعة ))
زمت مي شفتاها للحظات ثم رفعت ذقنها قائله
(( حسنا كما تريد هل يوجد شئ اخر تريد قوله ))
كان واقفا علي مقربة منها ينظر إليها بنظرات مبهمه فتحاشت النظر في عينيه بينما انتشلهم من هذا الجو المشحون بالمشاعر المختلطة صوت طرقات الباب التي اعلنت عن قدوم صديقا له .
وقف منير ينظر لها متمعننا في ذلك الحزن الطاغي الذي يسكنها وقد تكلل بالبؤس والضعف وهو يحدث سليم ويرحب به الاخر .
رمقته بنظرة غاضبه ثم قالت
(( ساذهب لعملي ))
اومأ لها سليم فالتفتت مغادره بينما الاخر ظل يتابعها وينظر في اثرها إلي ان اختفت رفع سليم كفه يدير وجهه بإتجاهه بغضب فالتفت إليه منير وهو يقول بنبرة متحرجه
(( من تكون تلك الفتاة اراها للمرة الاولي ))
غلت دماء سليم وهو يستمع لتسأل صديقه عن من تكون ونظرات الاعجاب الواضحة علي وجهه وهو يسأل عنها فقال بجدية يعنيها
(( لم انت هنا هل تريد شيئا ))
تحولت نبرته للمشاكسة وهو يقول
(( اتيت لاراك فلقد اشتقت اليك ))
اشار له سليم بالجلوس ومازالت ملامحه متجهمة وغاضبة فهو اكثر من يعرف منير وما تعني نظراته التي كان يرمقها بها فتنهد سليم بإجهاد وهو يفكر بأنها ملكه ولن يسمح لاحد بالاقتراب منها .
في المدرسة الثانوية في وقت الراحة كانت تجلس نورين بمفردها يراقبها مجموعة من الشباب يجلسون ويتحدثون عنها فخطط شخصا منهم لشئ ما وعزم علي تنفيذه استمعت لصوت الجرس يعلن عن انتهاء وقت الراحة والعودة للفصول من جديد لاكمال اليوم الدراسي فوقفت تخطؤ بخطوات بطيئه لتجد من يرتطم بها وينسكب العصير الممسك به علي ملابسها شهقت بفزع ورفعت بصرها تنظر لمن تسبب في ذلك ليتحدث ببرائة قائلا
(( اسف صدقيني لم اقصد فأنا كنت علي عجلة من امري ولم انتبه لكي ))
نظرت لملابسها الملطخة كليا فجأة بدأت الدموع تتساقط علي وجنتيها بطريقة رقيقة للغايه تناسب نعومتها وهي تهمس كمن تحدث نفسها قائله
(( ما الذي سأفعله الان ))
بينما ذلك الشاب يناظرها بنظره منتصرة سعيدة وجدت من يقف امامها يسالها قائلا
(( ما الامر ))
نظر لقميصها الابيض الملظخ بالعصير وقد تجلي الذهول علي ملامحه فقال
(( من فعل هذا ))
نظر له ذلك الشاب ببرائة وهو يقول بصوت مرتجف
(( لم اقصد لقد ارتطمت بها دون قصد مني ))
اشار إليه كريم أن يذهب وتحدث يقول بصوت مهتز
(( اذهبي للمرحاض ونظفي ملابسك))
اومات له وتحركت بإتجاه المرحاض لتنظف ملابسها خرجت بعد قليل وجدته ما زال في مكانه ينتظرها نظر لبلوزتها المبتلة والتي تلتصق بجسدها من الامام ظل ينظر إليها وإلي كفها التي تربط علي ملابسها يتابع حركتها فشعر بمشاعره تحترق وتنصهر كالجمر ازدرد ريقه بتوتر وهو يحاول ان يتمالك نفسه ويتحكم في رغبته التي اشعلتها حركتها تلك فتنحنح وهو يخلع جاكيته ويطلب منها ارتدائه
رفضت في البداية ولكن مع إصراره في النهايه رضخت له وارتدت جاكيته وانسحبت من امامه دون النطق بحرف لتعود لفصلهم واكمال يومها .
فما ان دخلت للفصل حتي توجهت جميع الانظار إليها وإلي ما ترتديه فمنهم من تعرفت علي لمن هذا الجاكيت الذي ترتديه نورين فظلوا يتحدثون وينسجون الاشاعات حولها بأنها تريد الايقاع بمدرسها بينما هي تجلس بشجاعة مزيفة تحاول عدم الرد علي ما يرمونها به وكانهم يتحدثون عن فتاة اخري تغمرها رائحته المنبعثة من جاكيته لتسكرها وتخدر حواسها ..
دخلت إلي زنزانتها كتفاها متهدلان بيأس وعيناها خاملتان بإستسلام مرير فالآلم ينهش قلبها فقد اخبرتها والدتها بما حدث لمعتز وان فارس سيتزوج من ليال قريبا شعرت بالارض تميد بها فالقت بجسدها علي الفراش وانفجرت في البكاء غير مصدقة ما ألت إليه الامور فقد تخيلت بأنها إذا ما فضحت ليال ستختفي من الحي وتكون فرصة ارتباطها بفارس اقل لا ان تتزوجه فهي كانت علي علم بأن ملاك تحمل مشاعر حب تجاه فارس وان والدته تريدها زوجة لفارس ، تشعر بالصدمة من سجنها وحرمانها من حريتها والشعور بالخزي الناجم عن ذلك وتفكيرها بإحتمال بقائها هنا دائما وما زاد الامر عليها معرفتها لزواج فارس ظلت تفكر وتعصف بها افكارها كثيرا إلي ان استمعت لهلاوس تخبرها بأن الموت افضل من السجن .
جلس والد مالك ينظر لصورها بعدما قرأ تقريرا مفصلا عن حياتها وما مرت به علي مدار سنوات عمرها فقد طلب من شخص يعمل لديه بجلب معلومات مفصلة عنها ظلت يتأمل ملامحها كم تبدو بريئه وجميلة في ذات الوقت دخلت زوجته إلي غرفة مكتبه لتجده يكب تركيره علي ما بين يديه اقتربت لتلقي نظرة فما ان رات تلك الصور تحدثت بيأس قائله
(( هل هذه هي الفتاة التي اخبارك عنها ))
اومأ لها زوجها واخذ نفسا عميقا ثم قال بصوا مهتز
(( نعم هي منذ ان رايت صورتها وانا اشعر بشعور غريب لا استطيع شرحه لكي ولكني قررت ان اذهب معه لمنزل الفتاة واراها بنفسي ووقتها استطيع ان اتخذ قراري ))
التفتت لزوجها بملامح ثائره تقول
(( لم يكن ذلك ما اتفقنا عليه لقد اخبرتني بانك ستبعدها عنه ، هل كان يرفض كل هؤلاء الفتيات التي رشحتهم له من اجل هذه .))
انهت حديثها بنبرة مشمئزه ثم تحركت تخطؤ خطوات سريعة لخارج الغرفة وملامحها يكسوها الغضب نظر زوجها في اثرها ثم اخفض بصره ينظر لصورة ملاك وقد ارتسمت علي وجهه إبتسامة هادئه ..
في المساء توجه فارس ووالدته لمنزل ليال جلسوا جميعا ما عدا ليال التي قررت المكوث بغرفتها وعدم الخروج لرؤيته اتفق فارس ووالدها علي موعد عقد القران والمعاد المناسب للزفاف بعد عشرة ايام تحت نظرات الاندهاش المرتسمة علي وجهها وهي تراقب ما يحدث من بعيد متوارية عن اعين الجميع ..
التفاعل علي الفصل اللي فات وحش جدا ويؤسفني اقولكم انه لو الفصل ده مجبش تفاعل كويس هوقف الروايه دمتم في رعاية الله .
متنسوش المتابعه والتصويت
بعدما عاد فارس من منزل ليال جلس بمفرده في غرفته ينظر لاركان الغرفة يطالعها بشئ من القلق فبعد عشرة ايام ستشاركه ليال غرفته وفراشه فهل هو مستعد ليزيد من اعبائه ويتحمل مسئوليه شخصا اخر تنهد بتعب وهو يتذكر بأن والد ليال لم يعترض علي اي شئ مما قاله وكم اغضبه واحزنه ذلك ولكن ليس بيده شئ اكثر ليقدمه لها فذلك ما في استطاعته فقد اخبره بانه سيحضر لها محبسا فقط وان الزفاف وعقد القران سيكون في يوم واحد وسيقتصر علي العائله فقط زفر فارس بغضب وهو يفكر بأن ليال ستحزن وقد تفكر بانه فعل ذلك من اجل ما حدث من قبل بسبب الفضيحة التي طالتها وانه يرخص منها ومن شأنها او يبخل عليها ولكن ليال فتاة عاقله تعلم بما يمر به وما يحدث معه ظل يفكر طويلا حتي شعر بثقل علي صدره وكأن حجرا ضخما قد القي علي صدره ومنع عنه التنفس بصورة طبيعية فما عاد يستطيع استنشاق الهواء من حوله …
اخذ يستنشق الهواء ويزفره ببطء عله يرتاح قليلا فما ان بدأ يشعر بالتحسن وقف واتجه ناحية المرحاض يفتح صنبور الماء ويضع رأسه اسفلها لتتساقط المياه علي رأسه ووجهه لعلها تهدي من آلأمه والنيران التي بداخله ..
في صباح يوم جديد ذهبت نورين لمدرستها بحثت عنه كثيرا لكنها لم تجده في فأتجهت ناحية الغرفة المخصصة للمعلمين وقد قررت وضع جاكيته بداخلها وعندما ياتي سيراه امسكت بمقبض الباب بتردد تخشئ ان تجد احدا بالداخل فما ان فتحته حتي تنهدت بإرتياح تام واعتدلت واقفة في مكانها تخطؤ ناحية الداخل نظرت لمقعده ثم امسكت بجاكيته ووضعته علي ظهر المقعد تحفزت نورين بتشنج ما ان استمعت لصوت خطوات خلفها فالتفت بتوتر لتجد كريم يقف علي مقربة منها يتمعن في ملامحها ويرمقها بنظرات عاشقة ..
اخفض بصره قليلا عنها وتحدث بعتاب رقيق يقول
(( لما لا تعطيني فرصة للتقرب منكي حاولت كثيرا نسيانك والمضي في حياتي ولكني لم استطيع أخبرتك من قبل بأنني جدي في علاقتي معك واريد الارتباط بك مازلت انتظر اليوم الذي ستخبريني فيه بموافقتك وتطلبين مني مقابلة عائلتك .))
لم تجيبه نورين بشئ لبعض الوقت ولكن كان صوت انفاسها مسموعا فلم يعرف كريم عما يجول بعقلها او ما تعتمل بداخلها استمع لصوتها بعد لحظات تقول بهدوء
(( ارجوك يا كريم لا تضغط عليا اكثر فنحن نمر بظروف قاسية تلك الفترة فلا استطيع ان ارتبط بك او اوعدك بشئ ))
عقد حاجبيه وتجهمت ملامحه من رفضها له للمرة التي لا يعرف عددها ولكن سرعان ما تبدل تجهم وجهه للبرود الغير معبر الغامض وهو يقول
(( حسنا كما تشائين يا نورين اعملي بأنني لم احب احدا مثلما احببتك ولكنني لن افاتحك في ذلك الامر مجددا سانتظر اليوم الذي ستأتين إلي وتخبريني بأنك مستعدة لنكون معا .))
نظرت له بنظرة قد خيم عليها الحزن فهي تعلم بأن ذلك اليوم لن يأتي فهناك اخواتها الاكبر سنا وعليها مراعاة مشاعرهم والترفق بفارس فهو لم يستطيع ان يأخذ نفسه من شئ ليظاهر غيره واهم شئ بأنها مازالت صغيره لا تنكر بأنها تحمل مشاعر ناحية كريم وتميل له تريد الارتباط به مثله واكثر ولكنها تخشئ من كل شئ حولها .
ما ان شعرت بنظراته المستقرة عليها ينتظر ردها يترجاها بعينيه ان تطلب منه ان ينتظرها ارادت ذلك وبشده ان تجعله يتمسك بها وتخبره ان ينتظرها ما دام حيا ولكنها لم تنطق بشئ فأخفضت بصرها وتحركت تتخطاها للخارج .
لم يلتفت كريم ينظر إليها وهي تغادر ولا حاول ايقافها بل اطبق علي اسنانه يكظم غيظه بشق الأنفس وقد فار دمه من تجاهلها لحديثه ..
كان فارس منكبا علي عمله يحاول جاهدا انهاء ما بين يديه فمنذ ما حدث لمعتز وهو يجهد نفسه في العمل ويعمل ساعات اضافيه ليستطيع جلب مال اكثر يساعده في علاج معتز وجد شابا يعمل معه يقترب منه ويحدثه بنبرة هادئه قائلا
(( هناك فتاة في الخارج تريد رؤيتك من اجل العمل .))
اتجه فارس للخارج حيث تلك الفتاة التي اخبرها عنه ذلك الشاب وصل لمكانها ليجدها تقف تعطيه ظهرها شعرت به خلفها فأستدارات تنظر إليه لينصدم فارس من وجودها هنا طالعها بنظرة محتقرة ومشمئزه ثم تحدث بغضب يكتسحه قائلا
(( لما انتي هنا الم تنهي ما بيننا من قبل .))
فغرت شفتيها في البداية من مقابلته وجفائه فلم تتوقع هذا ولكنها وجدت نفسها تفكر في شئ اخر سيجعلها تتقرب منه من جديد لتتحدث ببرود خالي من اي اسف علي ما فعلته معه من قبل قائله
(( لقد تفاجأت بوجودك هنا فلقد اتيت لاقابل احدا مما يعمل هنا ليساعدني في إعادة ترميم فن الخشب والارابيسك في منزل عائلتي .))
ما ان انتهت وقفت تطالع ملامحه المستاءة فهي لا تعرف من اين خطرت تلك الفكرة علي بالها ارادت ان تراه وتتحدث معه ولكنه لا يجيب علي مكالماتها فعرفت مكان عمله وقررت الذهاب إليه ولكنها لم تتوقع تلك المعاملة منه لذلك فكرت في شئ اخر .
أغمض عيناه يستعد رباطة جأشه ثم فتحهم ينظر لها بعينين تبرقان وحشيه ثم قال بفظاظة مهينه
(( ساخبر احدا ليذهب معك ويفعل ما يلزمه الامر ))
توجهت خضرة عينيها وارتسم علي ثغرها إبتسامة بارده وهي تقول
(( اتأسف علي ما فعلته من قبل لو قبلت ان نعود لبعضنا ساكفر عنه بحبي لك وحبك لي . ))
ازدادات ملامح السخرية علي وجه فارس فخرج عن طوره يقول
(( لقد ابتعدتي عني في اكثر وقت كنت بحاجة لك بجواري اردت ممن احبها ان تفهمني وتشاركني احزاني ولكنك كنت انانيه واخترتي البعد والان تأتي وتخبريني بأنك اسفه وتريدين تعويضي .))
كان يضع عينيه في عينيها ويتحدث بصوت اجش يخترق اذنيها فهو لم يخطئ معها ابدا بل هي من اخطأت وعليها تحمل خطأها ليكمل حديثه قائلا
(( اذهبي يا زينه واتركيني امضي في طريقي فنحن لا نشبه بعضنا البعض وإذا كنت جدية بخصوص المنزل سأرسل معك احدا ليراه.))
همست له نافية بصوتها المختنق قائله
(( معك كل الحق نحن لا نشبه بعضنا ))
استدار ليغادر ولكنها اوقفته قائله
(( هل اطلب منك شيئا وتفعله من اجلي ومن اجل الايام الخوالي ارجوك لا ترفض ))
اعترض ببطء ويداه تتقبضان ولكنه اراد سماع ما تريده منه
(( ما الذي تريدينه ))
راقبته بعينين شاخصتين ثم انفرج ثغرها بإبتسامة باهته لتقول
(( اريدك ان تعيد ترميم الارابيسك في منزلي انت من تفعله لا احد اخر ارجوك اترك لي ذكرة كلما رايتها اتذكرك بها ))
بهتت تعابير وجه فارس لما تطلبه منه ثم سرعان ما انفجر في الضحك يودع داخل قهقهته العاليه كل توتره وغضبه منها ..
اتسعت عينا زينه وتحدثت بغضب قائله
(( ما المضحك))
خفت ضحكاته تدريجيا وناظرها وهو يؤمي براسه ويقول بإستفزاز
(( حسنا لكي ما تريدين . ))
طالعها بوجهه الخالي من التعابير يرمقها بنظرة سوداء من علو ثم تحرك مغادرا ليستمع لصوتها وهي تقول سأبعث لك رسالة تحمل عنوان المنزل ..
خرج من مكتبه والشرار يتطاير من عينيه فقد اخبره الساعي بأن منير كان هنا في مكتب مي اقترب منها سليم وجدها تنظر من الشرفة للخارج تتابع منير وهو يستقل سيارته مغادرا وقف خلفها بهدير أنفاسا متصاعد شعرت بأحد يقف خلفها وصوت تنفسه يلفح ظهرها فأستدارات للخلف تنظر إليه بفزع من هيئته فقد اتسعت عينيه بغضب وعروق رقبته وذراعيه بارزة بشده تدل علي غضبه الشديد همست بداخلها ياويلك يا مي ماذا فعلتي لينظر إليكي بتلك الطريقه انتشلها مما تفكر فيه وهو يضغط علي اسنانها هادرا
(( لما كان منير هنا في مكتبك ولم يمر عليا ))
اجابته وهي تزدرد ريقها بتوترثم نفخت اوداجها قائله
(( وما دخلي انا هل هو صديقي ام صديقك اتصل به واسأله))
ضغط علي اسنانه وتشوشت ملامحه بحقد من منير وقد وضح الامر امامه فهو يريد التعرف علي مي والتقرب منها ظل يفكر والحيرة تلفه ثم تسأل بصوت خطير حائر قائلا
(( ما الذي قاله لكي ))
كتفت ذراعيها وهي تنظر له بغموض ثم تحدثت تقول بقنوط
(( شئ لا يعنيك ))
اقترب منها وامسك بكتفها ووجه حديثه لها وهو ينظر بداخل عينيها قائلا بتهديد صريح
(( لا تقتربي من منير او تعطيه فرصة للاقتراب منكي فانتي هنا للعمل فقط لا لبناء صداقات مع منير او غيره تجنبي غضبي يا مي واسمعي الكلام .))
لا تنكر بأنها كانت خائفة منه فكم تخشئ نظراته وهو ينظر بداخل عينيها فأذدردت ريقها بخوف وهي تنفض ذراعيه بعيدا عنها ليرفع إبهامه وهو يشير لها محذرا ثم تحرك مغادرا غرفة مكتبها ..
ما ان خرج سليم تذكرت لما اتي منير إليها فلقد كان يدعوها لتتناول العشاء معه وان تسمح له ليتعرف عليها لم تسمح له بالتمادي معها وصدته من اول محاولة للتقرب منها ولكنها تعلم أيضا بأن اشباه منير لن ييأسوا حتي يحققوا ما يريدونه أرادت أن تخبر سليم بكل شئ ولكنها قررت الاعتماد علي ذاتها ولكن نظرات ذلك الشاب الذي يدعي منير نظرات خبيثه لا تفهم معناها تشعر بأنه يجردها من ملابسها ما ان تقع عينيه عليها تنهدت مي بغضب وقلق في الوقت ذات وهي تفكر بأنها ستقف بالمرصاد لمن يريد أذيتها وإذا تطلب الامر منها اللجوء لسليم فستخبره ولكن الان قد قررت الاعتماد علي الذات .
في المساء كان معتز نائما علي ركبة والدته واخواته البنات يجلسون بجوارهم فكانت تمسد علي خصلات شعره بأناملها وقد طل من عينيها حنان جارف فتدعو له ان يعوضه الله خيرا علي كل ما حدث معه ويرزقه بزوجة صالحه كانت ملاك تستمع لدعوات والدتها وهي تأمن خلفها بينما كان فارس في غرفته فقد عاد من عمله واتجه لغرفته ليأخذ حماما ويبدل ملابسه استمعوا لصوت طرقات هادئه علي باب المنزل فتحركت ملاك تخطؤ ناحيته لتري من هذا أمسكت بمقبض الباب وفتحته لتقف تنظر بذهول للواقف امامها يحمل باقة من الزهور بين كفيه ينظر لها بوجه بشوش وعيناه تلمعان ببريق لا تعرف ما سببه ظلت تطالعه كالبلهاء لا تعرف ماذا تفعل هل تدعوه للدخول ام تسأله لما هو هنا واقفا امامها كالمهرج بتلك الابتسامة الواسعة علي وجهه ..
متنسوش التفاعل وهستني رايكم في الفصل دمتم بخير .
التعليقات