التخطي إلى المحتوى

رواية مستنقع الذئاب الفصل العاشر 10 بقلم فاطمة احمد 

الفصل العاشر ( الجزء الاول ) : خبث !!
_____________________

في غرفة الاستخبارات.

كان ليث جالسا مع بقية الضباط يتناقشون حول القضية حتى قال عبد الرحيم بجدية :
– احنا قربنا نوصل للرأس المدبر كل العمليات اللي عملناها كانت ناجحة و الفضل كله بيرجع ليك انت.

قالها مشيرا لليث فإبتسم قائلا :
– حضرة الضابط انا معملتش غير واجبي ولولا مساعدتكم بعد ربنا مكناش هنحقق الانجاز العظيم ده.

طارق بضحكة :
– يابني انت هكرت كل شبكات ومواقع المنظمة مسبتلهمش حاجة خالص.

ضحك الجميع بينما ردد زياد وهو ينظر اليه :
– مش جه الوقت عشان تبين هويتك الكل…. يا ليث.

ابتسم و اومأ برأسه ثم رفع يده لينزع ” الماسك ” الذي كان يغطي وجهه و العدسات ايضا لتظهر ملامحه الحقيقية ، اتسعت عيون الاخرين بصدمة وهم يحدقون به فضحك ليث و اردف :
– حقكم استغربو…. انا كنت مضطر اخفي وشي خوفا من الجواسيس اللي هنا ومكنش من مصلحتي ان حد يشوفني عشان كان ممكن يشوفني فمكان تاني و يعرفني و لان المهمة ديه كانت سرية اوي سيادة اللواء أمرني ب اني مقولش اسمي ل اي حد الا زياد لانه كان متعاون معانا من الاول.

خالد باستغراب :
– و ايه اللي خلاك تكشف هويتك دلوقتي ؟

اجابه بغموض :
– مبقدرش اقولكم السبب بس اللي اقدر اقوله اني متأكد من اخلاصكم للشغل و ديه كانت مهمتي من الاول اني اعرف مين الجاسوس منكم.

عقد طارق حاجبيه بتساؤل :
– انت كنت شاكك فينا ؟

نفى برأسه موضحا :
– مش ف حد معين بس من خلال المداهمات اللي كانت بتفشل و المعلومات اللي كانت بتتسرب عرفت ان في خاين وسطينا.
– و عرفت مين هو ؟
هتف بها خالد فأجابه زياد هذه المرة :
– لأ لسه متعرفش بس هنعرفه قريبا.

عبد الرحيم بحيرة :
– انت مش قولت ف اول لقاء انك عرفت مين الجاسوس ؟ ليه اا….

قاطع كلامه صوت الباب وهو يفتح ليظهر جاسر الذي لف انظاره حولهم و عندما رأى ليث همهم باستغراب :
– مين الأخ ؟

ليث بابتسامة حادة وهو يقف امامه :
– الذئب…… اقصد ليث الشافعي.

رفع حاجبيه ثم ابتسم بجانبيه قائلا :
– اااه يعني انت كنت متخبي ورا قناع مزيف و ورا اسم مزيف كمان برافو.

صمت قليلا يفكر لماذا يشعر بأنه رآه من قبل مرة او مرتين على الاقل ثم تابع :
– بس انت كده طالع احلى بكتير من الاول.

ضحك زياد وهو يقول :
– ايه ده انا مش مصدق ان جاسر بيقول كلام حلو كده لحد غير البنات انت متغير جدا اهه.

جاسر بمكر :
– مفيش حد مبيتغيرش كلنا بنتغير للاحسن او للاسوء بس بالحالتين مفيش حد بيفضل على طبيعته.

ساد الصمت قليلا في الغرفة ثم تابعوا التخطيط للمداهمة القادمة و من حين ل اخر ينظر جاسر لليث بحسابية فهو متأكد من رؤيته له من قبل لكن لا يدري اين.

_____________________
قبل قليل.

تفاجأ فارس من كلامها فسألها بتعجب :
– انتي عارفة نفسك بتقولي ايه ؟؟

اجابت متمتمة بشرود :
– ايوة انا مستعدة اكون معاك لو رفضو…. بص يا فارس انا طول حياتي كان وجودي زي عدمه فحياتي محستش بالاهتمام من اهلي بابا كان دايما مهتم بشغله و ماما مهتمة بالحفلات و هالة سيدات المجتمع اللي كانت مسيطرة عليها الاتنين معتقدين ان التربية و الاهتمام مرتبط بالفلوس يعني بدل ما يقعدو معايا زي اي ام و اب مع ولادهم كانو بيوفرولي كل حاجة ماديا فاكرين ان ده كفاية ليا…. بس عمرهم ما فهمو ان الحب مش بالفلوس الحب هو بالاهتمام بالمشاركة في الفرح و الحزن و انا للاسف معشتش اي حاجة منهم.

فارس بترقب :
– و اخوكي ؟

ابتسمت نور بوجع :
– جاسر كان عكسي تماما من صغره بيحوز على اهتمام و حب الجميع حتى مع اغلاطه الكتيرة ماما مكنتش بتعاقبه او تزعل منه خالص كان بتقول انا موجودة عشان اصلح اغلط مدامتي عايشة اعمل اللي انت عايزه…. ببساطة جاسر عاش اللي انا معشتوش.

طالعها قليلا وهو يشعر بالحزن اتجاهها ثم نفض ذلك الشعور و همس ب :
– انا هحاول اعوضك على الفراغ ده فحياتك يا نور و لو باباكي رفضني مش هستسلم هفضل مصر عليكي لحد ما يوافق ، ثم تابع بمزاح :
– وبعدين انتي ليه متوقعة الوحش اتفاءلي ياستي شويا انتو البنات نكديين فعلا.

ضحكت نور من كلامه :
– البنت مش نكدية يا فارس بس مزاجها بيكون على حسب الشخص اللي هي عايشة معاه يعني لو كانت مع راجل بيحبها و مفرحها اكيد مش هتبقى نكدية يا فارس ولا ايه رايك.

فارس :
– اممم يعني الراجل بيتحكم فحياة البنت ؟

نور بابتسامة :
– لا مفيش حد بيتحكم فحياة البنت غير نفسها بس الجانب العاطفي بيلعب دور في حياتها دور مهم انت اكيد فاهمني صح ؟

كاد يتكلم لكن قاطعه رنين هاتفه و كان صديقه وليد فهتف ب :
– انا اسف بس لازم اروح دلوقتي عندي شغل مهم في الجريدة.

تنهدت نور متفهمة :
– ماشي لما تخلص شغلك رن عليا.

ودعها وذهب للشاطئ و هناك التقى بوليد الذي سأله بقلق :
– في ايه يا فارس انت ليه بعتلي رسالة ة قولتلي اني اتصل بيك بحجة الشغل في ايه ؟

مسح على وجهه و صاح بانفعال :
– مش عارف !! انا مش عارف ولا فاهم حاجة يا وليد انا بقيت بحس اني بختنق كل ما اكون قاعد مع نور انا مش زي جاسر الو** مبقدرش اكسر قلب بنت حبتني انا فرحان لان كل اللي بخططله بيتحقق بس تأنيب الضمير ده بيموتني بيخنقني لما اتخيل ان ممكن نور تكون مكان سهر او ربنا يعاقبني ب اختي أسيل !!!

وليد وهو يحاول تهدئته بعدما لاحظ انتباه الناس اليهما :
– طب اهدى شويا يا فارس علشان نعرف نتكلم…. بص انت مش زي اللي اسمه جاسر عشان كده ضميرك بيوجعك و اللي بتعمله ده اصلا غلط فغلط والدليل هو احساسك ان ممكن أسيل تتعرض لنفس الموقف مع ان ربنا مش بيعاقب حد على حساب التاني ، انا حاسي ان مشاعر مش مجرد تأنيب ضمير انا حاسس انك بدأت تحبها و يمكن اا….

قاطعه فارس بحدة :
– انا محبتش فحياتي غير سهر ومش هحب بنت غيرها ابدا و بعدين نور قالت انها مستعدة نتجوز بالسر و ده دليل على انها مش محترمة محترمتش اهلها ولا ثقتها فيهم فهي هتحترم علاقتنا ازاي.

وليد بضيق :
– ايه الكلام ده !! هو اه العلاقة بين البنت و الولد غلط فكل الاحوال بس ده ميعنيش انها قليلة احترام ، احيانا الحب بيخلينا نعمل حاجات غلط و نغض نظر عن كل حاجة و نبطل نفرق بين الصح و الغلط و ده ملوش علاقة بموضوعنا لان حيث كده سهر كمان مش محترمة لانها مشيت مع واحد و….. سلمت نفسها ليه كمان.

رفع فارس رأسه ورمقه بنظرات حادة مشتعلة هامسا :
– سهر شريفة الكلب جاسر خدعها بس هي ندمت و….

قاطعه بابتسامة :
– ده اللي بحاول اشرحهولك…. فارس انت صاحبي وزي اخويا عشان كده بنصحك فوق قبل فوات الاوان ومتعملش حاجة ممكن تندم عليها.

زفر بخنق وصمت قليلا ثم نفى برأسه مغمغما ب :
– انا مش هتراجع عن اللي بعمله…. ابدا.

______________________
في المساء.
دخلت أسيل مع سارة للمول وهي تردد :
– الفستان لازم يبقى حلو اوي يا سارة عشان الحفلة انا لازم اطلع احلى واحدة.

ابتسمت سارة بخفة :
– انتي حلوة من غير حاجة ياحبيبتي.
– ههههه ميرسي ميرسي انا عارفة.

في نفس الوقت دخل ليث مع زياد للمول ليبتاعوا ملابس جديدة و قي اثناء اقتنائهم اختار زياد طقما انيقا و قال :
– ليث انا رايح اجربه و راجع مش هتأخر.

همهم ليث بنبرة جادة :
– ماشي لو اتأخرت انا همشي و اسيبك.

ضحك و ذهب لغرفة تبديل الملابس كان يمشي بسرعة و فجأة اصطدم في احدهم تراجع للخلف وهو يردد بسخط :
– انتي مش شايفة قدامك اا…

قطع كلامه عندما رأى سارة امامه و التي قالت بغضب :
– انا بعرف ان الناس بتمشي وهي باصة قدامها بس بحالتك رافع راسك لفوق و شايف نفسك و ماشي تخبط فخلق الله و فوق كل ده رجعت الغلط عليا انا !!

حمحم زياد بأسف :
– انا اسف ، ثم ابتسم غامزا :
– بقولك ايه انتي ليه مبقتيش تجي تزوري باباكي اقصد اللواء ليكي وحشة والله.

جزت على اسنانها بغيظ ثم رفعت اصبعها في وجهه بتحذير :
– اولا متعملش الحركة ديه تاني و تغمزلي ثانيا هو انت بتعرفني عشان اوحشك بص يا استاذ متتجاوزش حدودك معايا والا…..

– والا ايه ؟

تأفأفت و تحركت لتذهب لكنه قطع طريقها :
– على فكرة انا مش قصدي اضايقك بس صدقيني انا من اول مرة شوفتك فيها مغبتيش عن بالي لحظة كنت بحاول اوصلك بس معنديش الجرأة اني اسأل سيادة اللواء عليكي ولا عندي الجرأة اني ادور عليكي بنفسي مع اني ضابط مخابرات و بقدر اعرف مكانك بسهولة.

تفاجأت من كلامه و تصاعدت الدماء لوجهها ايضا همهمت بشيء من الانفعال :
– كلامك ده مينفعش عيب كده عديني لو سمحت.

ازاح جسده فركضت بعيدا عنه و زياد يتابعها حتى اختفت تنهد بعمق و اكمل طريقه وهو يحدث نفسه :
– ماهي اكيد هتطفش منك بتصرفاتك ديه.

** من جهة اخرى.

كان ليث ينظر للملابس بضجر حتى استمع لصوت انثوي يناديه التفت فورا ليرى أسيل تقف مبتسمة :
– دكتور ليث ؟ انا مبسوطة لأني شوفتك.

ليث باشتياق حاول اخفاءه :
– عدى وقت طويل من لما شوفنا بعض من لما الامتحانات خلصت.

ضحكت و اجابته بعفوية :
– المفروض تكون مبسوط انت مكنتش بتطيق وجودي اصلا.

ليث وهو يجاريها قي ضحكتها :
– يعني انتي اللي كنتي مبسوطة ؟ المهم ازيك عاملة ايه.

هزت أسيل كتفيها بحركة مضحكة :
– اهو عايشين مستنيين النتيجة بقى ربنا يستر.

هز رأسه بتريث :
– اكيد هتنجحي انتي طالبة ممتازة على فكرة مكنتش بحب اعترف بده بس فعلا مفيش زيك.

رفعت احدى حاجبيها و رددت بخبث :
– اممم دكتور ليث بيمدحني انا ؟! الواضح انه البعد كان ليه تأثير كويس عليك صح ههههههه.

قهقه ليث و سألها مغيرا الموضوع :
– انتي جاية تشتري ايه ؟

أسيل : فستان حفلات.

ليث بمكر :
– طب لما تروحي تجربيه روحي على اوضة ستات مش رجالة هااا خدي بالك.

حمحمت أسيل بإحراج :
– انسى الموضوع ده الله ليه الاحراج !!!

بعد مرور بعض الوقت عادت سارة لتجد أسيل تقف مع ليث ابتسمت بسعادة لرؤيته وكادت تذهب اليه لكنها توقفت عندما رأت أسيل تستدير وهو ينظر اليها بابتسامة دون ان تنتبه ، اندهشت سارة وهي تطالعه نظراته وهو يطالع أسيل هي نفس نظراتها عندما تراه و الادهى انه يضحك معها دون توقف وهذا ليس من عادته ، شعرت بالضيق و بعض من الغيرة و الغضب أيعقل ان يكون ليث معجبا بصديقتها ؟! و أسيل هل هي ايضا معجبة به ؟ لالا هي تحب ذلك المدعو جاسر يستحيل ذلك.

اخذت نفسا عميقا و اقتربت منه مبتسمة :
– دكتور ليث !!

انتبه اليها ليث ف ابتسم هو ايضا :
– سارة ازيك ؟
– انا كويسة و انت ؟
– الحمد الله انا تمام.

سارة بضحكة مصطنعة :
– واضح اوي انك مبسوط حضرتك مش مبطل ضحك.

نظر لها ثم ل أسيل و اجابها :
– صاحبتك من لما شافتني مش مبطلة تهريج و ضحكتها اللي بتجيب اخر الشارع كفاية انها تخلي المكتئب يضحك.

أسيل بتذمر وهي تشير لنفسها :
– انا يا استاذ ليث ؟ اخص اخص.

قهقه عليها ثانية و سارة تزداد ضيقا و لتخفف من حدة الامر قالت :
– أسيل انتي اخترتي طقم مناسب ولا لسه ؟

– لا لسه انا محتارة بين دول.
قالتها وهي تحمل فستانين فأشار ليث ل احدهما :
– الزهري هيطلع احلى عليكي بكتير.

نظرت سارة للفستان كان طويلا باللون الزهري الداكن به حزام ستان باللون الفضي الامع بحمالة واحدة تترك الكتف الاخر عاريا كان جميلا بحق فقالت أسيل ب اعجاب :
– زوقك حلو فعلا ، انا هروح اجربه ومش هتأخر.

ركضت بعيدا بينما نظرت سارة اليه :
– الفستان حلو صح ؟
– اه حلو.
تابعت بنبرة ذات مغزى :
– كويس هي اصلا عايزة تطلع الاحلى في الحفلة عشانه.

انتبه ليث لكلامها فسألها باقتضاب وترقب :
– عشانه ؟ عشان مين ؟؟

ابتسمت سارة وقد ادركت بأنها اصابت هدفها :
– حفلة الشاب اللي هي مرتبطة بيه…..!!

الفصل العاشر (الجزء الثاني ) : رغبة حقيرة.
_____________________
انصدم ليث من كلامها و همس :
– مرتبطة بيه ؟ هي أسيل مرتبطة ؟!!

صمتت سارة و شعرت بالندم الشديد لما قالته فعلا هذه حقيقة لكنها لا تريد تشويه منظرها امام الآخرين وخاصة امام شخص محترم مثل ليث ، تداركت نفسها و ابتسمت بتوتر :
– ههههه ايوة اخوها.

ليث باستغراب :
– اخوها ؟

اومأت وتابعت بتلعثم :
– احم اصل أسيل بتحب اخوها اووي عشان كده دايما بقول انهم مرتبطين ببعض و بعد بكره حفلة عيد ميلاده و أسيل عايزة تطلع الاحلى.

تنهد بعمق وراحة و ابتسم :
– اه ماشي…… انتي بقى اشتريتي فستان ولا لسه ؟

كادت سارة تخبره انه لا داعي لتشتري فهي لن تذهب ل اي حفلة لكنها تراجعت و تمتمت بتذمر مزيف :
– انا مش عارفة اجيب ايه الصراحة كل الفساتين هنا يا قصيرة يا ضيقة ومبتنفعش للمحجبات و انا محبتش حاجة منهم.

طالعها بإعجاب و تمنى ان تكون أسيل مثلها لكن للاسف هي دائما تحب ارتداء ما يظهر مفاتنها و جمالها ، تنحنح بحرج قائلا :
– لو مفيهاش ازعاج انا ممكن اختار معاكي على فكرة و بالمرة اجيب طقم حلو لماما.

شهقت بتكتم و همهمت بسعادة :
– طبعا حضرتك…. ااقصد يعني انا اصلا محتاجة حد يساعدني و كمان هختار معاك طقم مناسب لمامتك واحدة بواحدة بقى هههههه.

ضحك ليث و بدأ يشاهد معها الفساتين المعروضة حتى اشار الى فستان ذهبي رقيق مزين بحبات الؤلؤ و طرحة باللون الذهبي و قال :
– ايه رايك في الفستان ده ؟

سارة بإعجاب و فرحة :
– الله حلو اووي زوقك حلو بجد.

ابتسم ليث :
– شكرا يا سارة الفستان هيطلع احلى لو لبستيه.

شعرت بالخجل من كلامه فأخفضت بصرها و لم تعلق لاحظ ليث هذا فطلب منها اختيار طقم مناسب لوالدته و فعلت ذلك و بعد مرور بعض الوقت جاءت أسيل و هي تردد بمشاكسة :
– معقول انتو هنا و انا بدور عليكم فكل حته ، ثم سألت ليث عندما رأته يحمل عدة اكياس :
– انت اشتريت ل طنط زهرة ولا ايه ؟

ليث بضحكة :
– لو عرفت اني اشتريت لنفسي و مجبتلهاش حاجة كانت هتزعل و انتي عارفة ماما درامية اوي.

أسيل : هههههه ده انا اللي بعرفها ، المهم انا رايحة ادفع الحساب تعالي يا سارة ، احم مع السلامة يا دكتور ليث.
– مع السلامة.

ذهبت في نفس اللحظة التي شعر فيها ليث بأحد يربت على كتفه استدار ووجد زياد فقال بدهشة :
– تصدق اني نسيتك !! انت كنت فين.

وكزه زياد في كتفه بغيظ :
– انا كنت فين و لا انت اللي كنت بتتسرمح مع بنتين وساييني بدور عليك !! صحيح قولي انت بتعرف سارة منين ؟

عقد حاجبيه باستنكار :
– سارة ؟ هي حصلت تندهلها بالاسم كمان انت عرفت اسمها ازاي ؟

زياد بحرج وهو يعبث بشعره :
– انا شوفتها مرة لما راحت للواء اصلها بنته و سألت عليها و عرفت ان اسمها سارة و شوفتها من شويا كمان…. المهم انت بتعرفها منين ؟

اجابه بدون مبالاة :
– كانت طالبة عندي و التقيت بيها صدفة وهي مع صاحبتها و سلمو عليا و بعدين انت بتسأل عليها ليه ؟
– انا مهتم بيها يعني.

ليث بجدية :
– مدام مهتم بيها و عايز توصلها في طرق رسمية بتعتمد عليها مش تلحقها من مكان لمكان…. يلا مشي معايا احنا اتأخرنا.

زياد بضجر و استسلام :
– اووووف ماشي يلا.

______________________

في سيارة أسيل.
نظرت اليها سارة متسائلة بضيق لم تلاحظه :
– انتي بتعرفي مامت ليث ؟

أسيل ببساطة :
– هو انا نسيت اقولك اصل انا مرة كنت هعمل حادث و اخبط ست بعربيتي و الست ديه كانت طنط زهرة ام ليث و اتعرفنا على بعض و عزمتني على بيتها و انا كمان عزمتها على بيتنا بعدين ، بس حقيقي الست زهرة طيبة وزوق اوي مكنتش مصدقة انها مامة ليث لانهم مختلفين بس ليث كمان طلع راجل كويس انا معرفتش الحقيقة ديه غير متأخر.

هزت سارة رأسها و نظرت من النافذة وهي توبخ نفسها على التصرفات التي قامت بها من قبل هل يعقل ان تشعر بالغيرة من صديقتها بل و الغضب منها ايضا !! كانت تعلم ان حبها لليث سيجعلها ترتكب اخطاء لكن ليس لهذه الدرجة ياالهي مالذي يحدث معي لو كان هو يحبك او حتى يهتم بك ولو قليلا عندما رآكي لكنه لم يظهر شيئا يدل على اشتياقه لها مثل اشتياقها هي…. حسنا يبدو ان كل شيء واضح الآن.

نادتها أسيل عندما لاحظت شرودها :
– في ايه يا سارة ؟ بتفكري ف ايه ؟

حمحمت و طالعتها بتوتر :
– أسيل انا عايزة اسألك وياريت تجاوبيني بصراحة !! هو انتي لاحظتي على ليث اي حاجة.

– حاجة ايه بالضبط ؟
هتفت بها باستغراب اكبر فزفرت سارة موضحة :
– بصي انا فرحت لما شوفته و انتي عارفة السبب كويس صح…. طب وهو يعني تصرفاته او نظراته كانت بتدل على ان مشاعره هي نفس مشاعري ليه ؟؟

صمتت ولم تدري ماتقوله فهي لم تلاحظ اي حب او اشتياق او حتى اهتمام من ليث اتجاهها كل تصرفاته كانت عفوية و لم يعاملها بشكل خاص او ماشابه…. حمحمت و ابتسمت بارتباك :
– بزمتك يعني هو في حد مبتوحشيهوش انتي عارفة كسرتي كام كام قلب لحد دلوقتي ؟؟

جزت على اسنانها بغيظ :
– أسيييل انا مبحبش الكلام ده على فكرة !!

أسيل وقد ادركت انها نجحت في تغيير الموضوع :
– يعني انتي عارفة و مطنشة صح يا ماما الشباب كلها كانت بتتمنى تبصيلهم بس انما انتي مركبة وش الخشب دايما يخربيتك فقرية.

ضحكت سارة ووكزتها في كتفها بخفة و هي تعتذر منها بداخلها على ما كادت تقترفه في حقها.

______________________
في المساء.

كانت نور تتكلم مع فارس على الهاتف.

نور بقلق :
– انا مجرد ماقعدت مع بابي الكلام اختفى حسيت بتوتر فضيع ومقدرتش احكيله عليك.

فارس بتهكم :
– مش انتي اللي كنتي بتقولي انا قوية و قدها ومبخافش وهحكيله بكل شجاعة هاا يا قوية هانم ايه الاخبار.

اجابته بامتعاض :
– على فكرة اي بنت مكاني كانت هتتوتر زيي مفيش داعي تتريق عليا كده و انا ف اقرب وقت هعرفكم على بعض و متأكدة انه هيحبك كتير و هيوافق عليك و هنتجوز.

فارس بسخرية :
– حتى لو ابوكي وافق مش هنقدر نتجوز غير لما ماما توافق عليكي كمان.

اجابته نور بتلقائية :
– وهي هترفض واحدة زيي ليه يعني.

احتدت عيناه و شعر بالغضب من كلامه فصاح بعصبية :
– تقصدي ايه بكلامك ؟!! اولا مسمهاش هي اسمها امك و تانيا انتي فاكرة نفسك مين ان شاء الله عشان مترفضكيش هااا ؟!!!!

انتفضت نور من صراخه و همست بدموع :
– انت فهمتني غلط يافارس انا كنت بقصد ان مامتك لما تشوفني و تعرف قد ايه انا بحبك مستحيل ترفضني والله مش قصدي حاجة تانية خالص.

اغمض عيناه بندم و تمتم :
– انا…. انا اسف فهمتك غلط متزعليش مني.

لم ترد عليه و بدأ يسمع شهقات بكائها فقال بمرح :
– طب والله آسف انتي عارفة ان فهمي على قدي وبتنرفز بسرعة من غير ما افهم وبعدين انتي البنت القوية اللي مبتعيطش ليه بقى بتعيطي دلوقتي.

ضحكت نور على طريقة كلامه وتشدقت بصوت مختنق :
– انا دلوعة شويا ، و اصلا كلامك جرحتني وكمان انت عارف اني بخاف من عصبيتك.

ابتسم بحنان متمتما :
– اسف ياحبيبتي متزعليش مني.

مسحت دموعها هاتفة :
– ماشي سماح المرا ديه ، فارس انا بحبك.

صمت وبلع ريقه ثم تمالك نفسه و تمتم ب :
– و انا….. انا بحبك يا نور.
ودعها بحجة انه متعب ويريد النوم و اغلق الخط ، استدار لينصدم بوجود أسيل وهي تطالعه بعدم تصديق تنحنح و كاد يذهب لكنها اوقفته بحدة :
– استنى يافارس…. هي مين البنت اللي كنت بتقولها بحبك ؟

فارس ببرود :
– ملكيش دعوة يا أسيل.

تابعت بإصرار :
– لا ليا دعوة….. انا اكتر واحدة عارفة قد ايه كنت بتحب سهر الله يرحمها و لسه بتحبها امال مين البنت اللي كنت بتكلمها ؟ هو انت لحقت تنسى سهر بالسرعة والسهولة ديه انت ااا…..

قاطعها فارس بغضب حاد :
– انا لا يمكن انسى سهر ابدا هي الوحيدة اللي فقلبي و هتفضل على طول ومش هحب بنت غيرها ابدا….. اما بالنسبة للي انتي سمعتيه فده انا بقوله عشانها عشان البنت اللي حبيتها طول عمري.

أسيل بحيرة و استنكار :
– بتقول لبنت انا بحبك عشان سهر ؟ انت بتقول ايه انا مش فاهمة عليك !!!

تنهد فارس بعمق و اردف :
– هتفهمي كل حاجة بس مش دلوقتي ، ودلوقتي لو سمحتي انا عايز ارتاح.

زفرت بضيق قائلة :
– ماشي ، انت مش عايز تتعشى ؟
– لأ.

أسيل : براحتك.

تركته و خرجت لتتناول الطعام مع امها ثم دلفت لغرفتها لتر. فستانها وتتأكد من تجهيز نفسها لحفلة الغد.

______________________
مساء يوم اخر.

كانت القاعة مليئة بالحضور من اصدقاء وصديقات جاسر و المكان مزين بطريقة جميلة تصدع فيه موسيقى هادئة كان الجو راقيا هادئا بدرجة لا تليق بحفلات عيد الميلاد فكل شخص موجود يريد اظهار شخصية متصنعة غير شخصيته الحقيقية.

كان جاسر يقف منتظرا قدوم أسيل وكان يرتدي بدلة سوداء انيقة ومصففا شعره بطريقة جميلة فكان وسيما حقا.

تنهد بملل وهو ينظر لساعة يده وسرعان ما ظهرت ابتسامته عندما لمح أسيل تدخل بتوتر…. طالعها من الاعلى للاسفل بدقة و خبث فهي اليوم جميلة للغاية خاصة مع المكياج الصاخب الذي اقنعها بوضعه.

اقترب منها و امسك يدها مقبلا اياها بهمس :
– طالعة قمر ، انا عمري ما شوفت بنت بجمالك ابدا.

أسيل بابتسامة توتر :
– ميرسي.

جذبها من خصرها و سحبها لتمشي معه ذهب ليعرفها على اصدقائه و كان الجميت يمدح جمالها كجاسر ، لم ترتح أسيل بالجو خاصة مع رؤيتهم يشربون الخمر و كل رجل يتعمد لمسها و النظر لها بنظرات غير طبيعية و جاسر يلاحظ ذلك و لا يتضايق مطلقا شعرت بالغضب فهمست :
– جاسر ممكن افهم ليه صحابك دول مش شايلين عيونهم من عليا ايه القرف ده انا عايزة امشي.

جاسر وهو يحاول تهدئتها :
– اهدي ياحبيبتي هما اكيد مبيقصدوش ني طبيعتهم كده ، طب تعالي نقعد لوحدنا انا وانتي هناك ومحدش هيضايقنا.

زفرت و هزت رأسها و ذهبت معه جلست على احدى الطاولات المعزولة فقال جاسر :
– هجبلك عصير و اجي.

اتجه لمكان الخمر و طلب عصيرا ووضع به بعض حبات منوم دون ان تنتبه أسيل ، ابتسم بمكر و عاد اليها قائلا :
– خدي ياحبيبتي.

أسيل باقتضاب :
– ده عصير ولا خمرة ؟

جلس امامها هاتفا بغموض :
– عصير طبعا ، يلا اشربي.

هزت رأسها و ارتشفت منه عدة مرات وهي تتكلم معه بخصوص الحفلة ثم فجأة شعرت بالدوار يلفح رأسها فوضعت يدها عليه متأوهة.

جاسر بقلق مصطنع :
– مالك يا أسيل ؟

ردت عليه بتعب :
– مش عارفة حاسة نفسي مصدعة.

ابتسم بانتصار ثم نهض وجذبها من ذراعها بلطف :
– طب تعالي اخدك على اوضة فوق عشان ترتاحي شويا.

أسيل برفض :
– لالا مفيش داعي انا ااا…..

قاطعها بحزم :
– مفيش لأ انتي تعبانة يا أسيلا يلا امشي معايا.

اومأت باستسلام و تحركت معه صعدا لإحدى الغرف و اجلسها على السرير جلس ملتصقا بها و همس :
– انا بحبك و بموووت فيكي.

رفعت رأسها اليه هامسة بضعف :
– وانا كمان بحبك يا جاسر.

مرر جاسر يده على شفتيها قائلا بخفوت :
– وحشتيني اووي ببالي زمان و انا بحلم بيكي.

أسيل بدون وعي :
– و انا كمان.

تحرك و القى جسدها على السرير خلفها ببطئ و مال عليها يقبل كل انش في جسدها برغبة حتى وصل لشفتيها انقض عليها يقبلها بعمق و شهوة و يداه تزيح ملابسها حاولت أسيل المقاومة و ابعاد يده بضعف لكنها لم تستطع فهي غير واعية لما يحصل من حولها ، بعد دقائق كانت قد اغمضت عيناها بينما هو يطالع جسدها العاري بقذارة و بدأ يتلمسه و يقدم على ما حرم عليه…… !!

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *