التخطي إلى المحتوى

 رواية وود الفصل التاسع 9 بقلم اسماعيل موسي

كأن تلك الكلمات أطلقت شيئًا في الهواء. فجأة، انطفأت الأضواء الخافتة في الغرفة وحدها، والهواء أصبح أكثر برودة. شعرت كريس بشيء يزحف على بشرتها، كأن شيئًا غير مرئي يمر بجانبها ببطء.

حاولت أن تستدير نحو وود، لكن الصغيرة كانت لا تزال على سريرها، عيناها مغمضتان، تتظاهر بالنوم.

في الخارج، كان الظل لا يزال هناك، لكنه لم يكن وحيدًا بعد الآن.

دون أن تدري متى أو كيف، شعرت كريس بأن الغرفة أصبحت أضيق، كأن الجدران تزحف نحوها بصمت ثقيل. لم تكن تسمع شيئًا سوى صوت أنفاسها المتسارعة… حتى ذلك لم يكن وحده.

من الزاوية المظلمة للغرفة، صدر صوت خافت، أشبه بصوت أظافر تنزلق ببطء على الخشب.

جفلت كريس، جاحظة العينين نحو الزاوية، حيث لم يكن هناك سوى الظلام… لكنها رأت شيئًا.

عينان، صغيرتان، سوداوين، تحدقان بها من الفراغ.

لم يكن لهما انعكاس. لم يكن لهما جفن.

ثم، في اللحظة التي حاولت فيها كريس أن تصرخ، تحركت وود بجانبها ببطء شديد، والتفتت إليها بوجه هادئ تمامًا، ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها.

لكن عندما فتحت فمها لتتحدث، لم يكن صوتها هو الذي خرج.

كان صوتًا آخر.

صوتًا لم يكن بشريًا.

                 

                

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

جاري كتابة الفصل الجديد للرواية حصرية لعالم الشروق للروايات 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *