التخطي إلى المحتوى

” أسيل… ساكتة ليه ؟

لم ترد عليه… وضعت أسيل يداها على صدره… وقفت على أطراف اصابع قدماها لتصل اليه فهو طويل عنها… و قَبَلته على خده بلطف… اتسعت عينا آدم بصدمة… لم يصدق انها فعلت هذا بنفسها ! ابتعدت عنه و نظرت لعيناه السوداء الحادة و هو نظر لعيناها الزرقاء الجميلة و كل واحد شرد في عيون الآخر… ابتسمت أسيل و قالت

‘ شكرا…

‘ لانك فكرت تغير مزاجي لاني بجد كنت داخلة على مرحلة اكتئاب هتجيب اجلي… شكرا لانك فكرت فيا…

” فكرت فيكي !

قالها بتفاجئ و استدراك لمعناها…

” عشان انا جبت صحبتك تقعد معاكي شوية يبقى انا فكرت فيكي ؟

اومأت له و هي تبتسم… شعر آدم بغرابة… لم يعتقد انه بفعلته هذه انه يفكر بها… هو فقط شعر بأن يجب عليه فعل ذلك و فعل… لم يكن يوجد في تفكيره اي شيء آخر… لم يفكر بها كما هي تعتقد… او فكر بها لكن هو لا يعرف معنى ذلك من الأساس !

حمحم بصوته الرجولي و يحاول تلاشي النظر اليها لان قُربها منه يُهلكه… و بدون اي كلمة ابتعد و اخذ اللاب خاصته و مفاتيح السيارة و خرج… شعرت أسيل بغرابة… لم يرد عليها حتى كأنها قالت شيئًا خاطئ… او بالفعل هذا خطأ من منظوره… لم يفعل له أحد شيء من قبل دليلا انه ” يفكر به ” لذلك هو لا يعرف معنى هذا…

************

* خلاص يا أسيل والله شبعت…

‘ آخر لُقمة يا تسنيم…

* شبعت والله…

‘ عشان خاطري… آخر لُقمة…

* يوووه طيب ماشي…

اكلتها أسيل آخر لقمة و ابتلعتها تسنيم بصعوبة لان أسيل جعلتها تأكل كثيرا حتى انتفخ بطنها

‘ يلا آخر معلقة مربى…

* قسمًا بالله ما يحصل يا أسيل… يخربيتك بوظتي الدايت بتاعي…

ضحكت أسيل و اغلقت عُلبة المربى…

‘ طيب يا تسنيم… قفلت العلبة اهو…

* طب اعمل ايه في ام الدايت اللي انتي بوظتهولي…

‘ ولا حاجة… انا لسه عملالك كيكة شيكولاتة و كراميل…

* يلهوي يا أسيل… هو انا جاية اكل ؟ كده همشي من عندك زايدة 10 كيلو و انا بتعب عشان اخس…

‘ مجتش على مرة يعني…

* و النبي ما تشليني… تعالى نشيل الاكل ده و نكمل كلامنا…

‘ ماشي…

**************

* بس يا عم هو ده كل الحوار…

” يعني محمد عايز يشتغل معايا و كمان يستثمر في شركتي… و في نفس الوقت عايز يستثمر في شركة معتز المهدي ؟ ايه تفكير الكلا*ب ده !

* على رأيك… ده تفكير حمـ,ـير…

” لو كلمك تاني قوله اني مش موافق…

* قولت… والله قولت… و مُصِر يقابلك انت وجهًا لوجه على اساس يقنعك…

” لا لا مش هقابل حد… لو حاول تاني قوله ردي ده…

* ماشي… انت فتحت باب التوظيف تاني ؟

” اه… عايز سكرتيرة…

* لسه هتلف تاني !

” اعمل ايه يعني ؟ ما كل ما اوظف وحدة يا تطلع مستهترة يا تطلع نصا*بة عايزة تسر*قني… يا تطلع فا*شلة و مش فاهمة اي حاجة بس بتتفزلك عليا و تخسرني… يا تطلع شما*ل عايزة تغو*يني…

* اه طبعا اكيد المدام بتغير… ما انت بقيت راجل متجوز برضو…

” يا ابني انت كل ما اتكلم تحشر جملة اني متجوز ؟! و بعدين متجبش سيرتها…

* شوفت ! انت اللي بتغير اهو… هتخلفوا امتى ؟

” مصطفى متخلنيش اقوملك !

* يا ساتر عليك… سكت اهو… جاتلي فكرة !

” هاا انطق…

* ما توظف سلمى بنت عمك…

” هي سلمى تنفع بس…

* ليه لا ؟

” مش عارف… مش حاسسها…

* ليه يا عم ؟ دي بنت عمك و انتوا متربين سوا…

” مش حوار متربين سوا… الحوار ممكن متوفيش الشروط اللي انا حاططها…

* كلمها و اعرض عليها و شوف… مش هتخسر حاجة… و بسرعة ياريت لان دماغي لفت من هنا لـ هنا و شغلي زاد اوي لان سيادتك لسه فاكر تدور على سكرتيرة…

” معلش عارف اني ضاغطك معايا الفترة دي…

* يا عم انا في الخدمة في اي وقت… بس انت بتستغل الحتة دي… يا استغلالي…

” خلاص يا عم… قول ازود مرتبك كام بدل المقدمة دي كلها…

* الحلو فيك انك فاهمني… احم… زود 4000 جنيه عشان عايز اجدد الريسيبشن عندي…

” طب اللي تشوفه… يلا على مكتبك يلا صدعتني من اول اليوم و النهاردة يومي طويل…

* اشرب شوية من اللي انا بشربه… ده انا كل يوم برجع البيت الساعة 1 بالليل… مش عارف حتى اروح البا*ر بسببك…

” معلش فترة و هتعدي…

* ايوة صح انت بقالك كتير مروحتش البا*ر… ولا هي المدام لحقت تسيطر عليك و تربيك ؟

فتح آدم الدرج و اخرج المسد*س… شد المقبض و رفعه

” هتمشي من قدامي حالًا ولا اربيك انا بطريقتي ؟

* طب و ليه الغلط ؟

” اختفي عشان متهورش عليك…

* حاضر انا هتز*فت امشي قبل ما تقتـ,ـلني…

” يلا اتحرك…

نهض مصطفى و خرج… ارجع آدم المسد*س في مكانه… تنهد بضيق لكنه ابتسم عندما تذكر انها قَبَلته في خده… وضع يده على خده و اغمض عينيه… تذكر ذلك الشعور عندما لامست شفتاها خده و قَبَلته عليه… كان شعورا جميلا و مختلفًا… اول مرة يشعر بهذا… كم هذا جميل عندما تقترب منه بنفسها و إرادتها !

**************

كانت سلمى في غرفتها… تضع آخر حلق في أذنها… وضعته و نظرت النظرة النهائية لنفسها في المرآة

* بس كده… اوتفيت النهاردة ياخد 10/10 و نجمة كمان… يخربيت حلاوتي…

ابتسمت و امسكت هاتفها لتضعه في الحقيبة… رن هاتفها و نظرت للأسم… انه آدم ! دق قلبها بعنـ,ـف و ابتسمت بسعادة…

* انا بحلم ولا بتخيل ! اخيرا ظهرت !

فتحت الهاتف و رد عليه

” ألو ازيك يا سلمى…

لم تصدق انها تسمع الآن صوته الذي اشتاقت اليه…

” سلمى ؟

* انا تمام و انت ؟ فينك مختفي ؟

” انا هنا في الشركة…

* مبتجيش القصر ليه ؟

” عندي كام حاجة بعملها… بقولك… فاضية دلوقتي ؟

* أكيد… قصدي لو عندي حاجة افضالك عادي…

” تمام… ممكن تجيلي الشركة دلوقتي ؟

* ماشي… مفيش مشكلة… دقايق و هكون عندك… باي…

اغلقت الهاتف و ضمته لحضنها و تقفز من الفرحة

* اخيرا يا آدم ! اخيرا سمعت صوتك و هشوفك كمان ! وحشتني اوي…

*************

كانت أسيل جالسة أمام المرآة و بجانبها تسنيم التي بيدها مكواة الشعر و تكوي شعرها… فتسنيم تفهم بتلك الاشياء جيدا لان والدتها تمتلك محل كوافير فتسنيم تعلمت من والدتها منذ صغرها…

* بس كده خلصت… رجع شعر الأميرة أسيل حلو زي ما كان…

‘ تسلميلي يا تسنيم…

* احطلك ميكب ؟!

‘ ليه ؟

* مثلا عشان انتي دلوقتي متجوزة… و مفروض تدلعي جوزك…

‘ اتلمي يا تسنيم !

* اتعصبتي ليه ؟ انا بقول الحقيقة على فكرة… بِلِي ريق الراجل بدل ما السكرتيرة بتاعته تعمله كده…

‘ انا مالي… هو حُر…

* حُر ! لا مش حُر طالما انتي مراته… ليكي حق عليه زي ما هو له حق عليكي…

‘ تسنيم انتي ليه بتتكلمي كأنك متعرفيش احنا اتجوزنا ازاي ؟

* عارفة بس ده ميمنعش انك تفتحي عينك كويسة و تحافظي على جوزك لوحدة كده ولا كده تخطفه منك…

‘ مش مهم…

* مش مهم ! يا بت انتي قاصدة تشليني ؟

‘ فكك يا تسنيم…

* فكيت اهو… صح مامتك سألت عليكي كتير…

‘ والله ؟

* اه… نسيت اقولها اني جيالك النهاردة لان جوزك جابني على فجأة ف ملحقتش… أكيد لو كانت تعرف اني جاية هنا كانت هتيجي معايا…

‘ مش عايزة اشوفها ولا اكلمها… ولو سألت عني تاني قوليلها متسأليش و تبطل دور الحنية اللي بترسمه عليا ده…

* ليه بتقولي كده يا أسيل ؟

‘ انا عرفت كل حاجة…

* قصدك ايه ؟

‘ الفلوس اللي اخدتها هي و بابا دي تمن انهم يتخلوا عني و يتبروا مني !

صُدمت تسنيم و أسيل امتلأت عيناها بالدموع… تتأ*لم كثيرا كلما تتذكر انهم فضلوا المال عليها… حضنتها تسنيم… ربتت على ظهرها و قالت

* انا اتصدمت… ازاي يعملوا كده ؟ طب ماشي ابوكي انا عرفاه ده مش بيحب حد غير نفسه… بس مامتك ازاي توافقه على حاجة زي دي ؟ ليه تعمل كده ؟

‘ مش عارفة… بحاول ادورلها على مبرر… مش لاقية يا تسنيم… انا كنت بنزل اشتغل بدالها عشان متتعبش… شليت حاجات كتير عنها… في الاخر دي مكافأتها ليا… انها توافق على بيعـ,ـي عشان الفلوس !

* خلاص متعيطيش… متزعليش يا أسيل… كويس انك عرفتيهم على حقيقتهم و جوزك ده جدع لانه بعدك عنهم… هم ميستاهلوكيش… يا خسارة السنين اللي ضيعتيها من حياتك عشانهم…

ظلت أسيل و تسنيم تهدأها… و هي في حضن تسنيم قالت لها

* بصي للحاجات الإيجابية… انتي دلوقتي متجوزة… متجوزة راجل بيحبك…

ضحكت أسيل بسخرية و قالت

‘ مش بيحبني يا تسنيم… آدم مش بيحبني…

* ازاي ده ؟ اومال متجوزك ليه ؟

‘ عشان عاجبه جسـ,ـمي مش اكتر… بيتسلى يعني…

* والله ؟ انتي يمكن اختلط عليكي الامر… الراجل لما بيحب يعني عادي بيكون عايز يقرب من اللي بيحبها…

‘ لا آدم مش كده… بيتسلى زي ما قولت… هو قالي كده بنفسه…

* ماشي بس انا شايفة انه كويس و بيحبك…

‘ لا… اللي زي آدم ده مش بيحب… هو عايز يمتلكني و خلاص…

* طب ما تحاولي معاه… خليه يحبك…

‘ اخليه يحبني ازاي ؟

* اهتمي بيه… اعرفي كل حاجة عنه… اعملي الحاجات اللي بيحبها… حسسيه انك ملجأه الوحيد… خليكي آمانه و اكتر حد بيحبه و يخاف عليه… جربي يا أسيل… مش هتخسري حاجة… ده بالعكس ممكن تنجحي و يعشقك عشق كده لدرجة ان يسيب الناس كلها و يجيلك انتي… لانه هيكون عارف انك مش هتخذليه و دايما في ضهره… و صديقني الراجل لما بيحب بيكون واحد تاني خالص… و حُبه هيكون مميز ليكي و مش هيشوف قدامه غيرك…

‘ صعب اعمل كده مع واحد دماغه زي آدم ده…

* جربي… مش هتخسري حاجة والله… قوليلي… هشوف امتى عيالك ؟

‘ شوف انا اقول ايه و هي تقول ايه ! مفيش عيال يا تسنيم و اسكتي…

* يوووه… طب هنعمل ايه دلوقتي ؟

‘ مش عارفة…( نهضت بفزع ) انا نسيت الكيكة في الفرن !

* يا مصيـ,ـبتي السودة !!

***********

كان آدم يقف بجانب النافذة و ينظر من الزجاج و بيده قهوته و يشربها… طُرق الباب فإلتفت و قال

” ادخل…

فُتح الباب و دخلت سلمى… ابتسمت عندما رأته و هو بادلها الابتسامة… اغلقت الباب و ركضت إليه و عانقته… تفاجئ آدم لانها اقتربت منه لهذا الحد… حتى لم تعطيه فرصة ليرفض ذلك… خرجت من حضنه بحرج و قالت

* آسفة بس انت وحشتني…

” ولا يهمك… اتفضلي اقعدي…

جلست على الكرسي و هو جلس الكرسي الذي في وجهها…

* قولت اجيلك… و جيت اهو…

” كنت عايزك في حاجة كده… بس لو موافقتيش عادي انا هفهم كده….

* هااا عايزني في ايه ؟

” انا بدور على سكرتيرة… و اللي قدموا على الوظيفة دي فِستِك من الآخر مش نافعين معايا… فقولت يعني انتي متعلمة و شاطرة و فاهمة شغل الشركات ماشي ازاي… ممكن تاخدي المنصب ده ؟

* جايبني لحد هنا عشان كده ؟! انت بتهزر معايا يا آدم !

” ايه ؟ انا قولت حاجة غلط ؟

* بتستأذني عشان كده ؟

” مش فاهم !

* مفروض تكون عارف اني موافقة من غير ما تتكلم…

” بجد ؟!

اومأت له و هي مبتسمة و سعيدة للغاية… ان يكون لها عمل يجمعها به سيقربهم من بعض… بادلها الابتسامة و قال

” بجد مبسوط اوي لانك وافقتي…

* انا عيوني ليك يا آدم… كويس انك قولت… بكره كان عندي انترڤو في شركة… بس خلاص مش هروحه… انا هشتغل معاك…

” حلو اوي… تحبي تستلمي الشغل امتى ؟

* دلوقتي… لو معندكش مانع يعني…

” حلو النشاط ده…

* اومال انت فاكر ايه ؟ يلا على الشغل…

” يلا بس تحبي تشربي ايه الاول ؟

* عصير أڤوكادو…

” ليه العصير ده انتشر ؟

* طعمه حلو و صحي…

” حتى مصطفى بيشربه…

* انت مبتحبهوش ؟

” جربته بس محبتهوش خالص…

* انصحك تديه فرصة تاني… صح بقالك شهور مبتجيش القصر ؟ في حاجة ؟ ولا انت اتخانقت مع عمو فريد تاني ؟

” لا لا مفيش حاجة… انا حابب ابعد شوية…

* ليه كده ؟ طب انت قاعد فين دلوقتي ؟

” في الڤيلا…

* اه اللي انا معرفش مكانها دي… مش واثق فيا ف مش راضي تقولي مكانها ؟

” الحوار مش كده… بعدين محدش يعرف مكانها مش انتي بس… بس صدقيني انا حابب ابعد شوية…

* لحد امتى ؟

” في اقرب فرصة هرجع… قريب اوي…

* زي ما تحب… عندك شغل دلوقتي ؟

” حاليا لا ( نظر في ساعته ) لسه بعد ساعة و نص من دلوقتي…

* طب تعالى اعزمك على الغدا…

” يا سلمى بس…

* ششش ولا كلمة… هاخدك على مطعم تحفة لسه عرفاه من فترة قريبة…. تعالى بس…

امسكت يده و اخذته معها…

************

كانت أسيل و تسنيم في المطبخ… جالستان على الطاولة يأكلان و يدردشان…

* الكيكة دي تحفة… بحب اوي نفسك في الاكل…

‘ تسلميلي… طب و الكراميل بالبندق حلو ؟

* حلو اوي… اي نعم انا زعلانة على الدايت اللي باظ بسببك… بس مبسوطة اوي لان اكلت الكيكة بتاعتك…

‘ اعيش و اعملك…

* حبيبتي… بقولك صح انا خلاص حددت معاد خطوبتي…

‘ بجد ؟

* اها…

‘ الف مبروك مقدمًا… امتى بقا ؟

* يوم 3 فبراير… بعد شهر بالضبط من دلوقتي…

‘ احلى حاجة انها في الشتاء…

* اه كده كويس عشان كل حاجة تظبط… هستناكي…

‘ هاجي طبعا… هتلاقيني نطالك في بيتك من اول اليوم…

* لا يا حبيبتي اول اليوم ده لعماتي الحرابئ اللي هيلزقوا في البيت من اول اليوم… يا بنتي انتي البيست بتاعتي… هتكوني قبلها بيومين عندي…

‘ صعب يا تسنيم…

* لا صعب ولا حاجة… بجد لو مجتيش قبلها بيومين تجهزي معايا كل حاجة هيكون فيها زعل كبير اوي يا أسيل عشان يكون في علمك… و اذا كان على جوزك انا هكلمه و ان شاء يوافق… و ابقي هاتيه معاكي كمان…

‘ اجيبه معايا ليه ؟ انا عايزة اقعد براحتي…

* ما تقعدي براحتك يا أسيل… هو هياكلك ؟! لا بجد ابقي هاتيه عشان اعرفه على باسم خطيبي و خليهم يتصاحبوا… عشان في المستقبل القريب هم يبقوا صحاب و متجوزين اتنين صحاب… اللي هو انا و انتي…

‘ اه ده انتي مخططة لكل حاجة بقا…

* اومال انتي فاكرة ايه… خليهم يتصاحبوا على بعض عشان طلباتنا انا و انتي تتنفذ بسرعة…

‘ عندك بُعد تفكير بجد بحسدك عليه…

* خمسة في عينك…

ضحكوا هم الاثنتان و اكملوا دردشة مع بعضهم…

************

” بس يا ستي… هو ده كل اللي حصل…

* ساعات بحسهم غيرانين منك…

” طبيعي يغيروا يا سلمى… شايفة فارق السن اللي بينا… رغم كده محققوش ربع اللي انا حققته…

* ف اشتغلت بقا حروب عالم البيزنس…

” بالضبط كده… مرة يعملوا حملة تشو*يه ليا على النت و في الجرايد… و في الواقع… بس بعرف اسكتهم كويس اوي…

* بتسكتهم ازاي بقا ؟

” بفتح فرع جديد للشركة من الارباح اللي بتجيلي كل ساعة… و بزود مرتبات الموظفين مع كل سهم ربح يدخل حساباتي في البنوك… و جزء من الناس بتتصارع انها تاخد اي وظيفة في شركاتي… و الجزء التاني يقول ما هو لو وحش او نصا*ب… ليه بيكسب ؟ ليه الناس بتروح تتوظف عنده ؟ و بعد كَم الاسئلة دي اللي اجابتها واضحة… الجزء التاني بيقرر الانضمام ليا…

* أكيد منافسيك بيتشلوا من كده… و الحقد بيزيد…

” أكيد طبعا… بس انا مش بهتم… انا بهتم لنفسي و شغلي و بس… انتي لو فاتحة محل عصير صغير هيكون عندك اعداء و منافسين برضو… هي الحياة كده… فلوس و عداوة…

ضحكت سلمى و هو ايضا ضحك… وضعت يداها على خدها و قالت بهيام

* ضحكتك حلوة اوي…

نظر لها لوهلة و صمت… شعرت سلمى بالحرج لتجاهله لها و حاولت الخروج من تلك النقطة و قالت

* حلو الجمبري ؟

” حلو اوي… شكرا على العزومة دي… بس انا هدفع…

* لا مينفعش… انا اللي عزماك…

” سلمى… مبحبش بنت تدفعلي… انا مش صغير…

* ما انا فاهمة بس انا من و احنا في الطريق قيلالك ان انا اللي عزماك على غدا…

” ما انا عارف بس معلش انا اللي هدفع…

* هزعل منك كده…

” يا سلمى قولت مينفعش ! ( نادى على الجرسون ) الفاتورة هنا لو سمحت…

جاء الجرسون و اعطاه الفاتورة و آدم دفع ثمن الاكل… اثناء كل ذلك سلمى تنظر له و هي مبتسمة و تشعر بوجود أمل في تطوير علاقتهم…

************

كانا أسيل و تسنيم في الغرفة… الاغاني شغالة و يرقصان… يُغنيان… و على وجههم ماسك خيار و زبادي… ظلا يرقصان بمرح استلقت تسنيم على السرير و قالت بتعب

* بس كفاية يا أسيل… انا حيلي اتهد بجد…

‘ و انا كمان…

اغلقت أسيل الاغاني و استلقت جانبها بتعب

‘ اي نعم انا تعبت من كل اللي عملته النهاردة معاكي… بس اتسليت اوي… و اليوم كان تحفة و الصور اللي اتصورناها مع بعض حلوين اوي… ابقي تعالي تاني

* في المشمش يا أسيل…

‘ ليه ؟

* خلاص هتخطب و انتي عارفة باسم… ده وافق بالعافية اني اجيلك مع اننا متخطبناش لسه بس دمه حامي و بيغير…

‘ عنده حق… حد يكون معاه المُزة دي و ميغيرش عليها ؟

نكزتها على كتفها و قالت بخجل

* بس يا أسيل انا بتكسف…

‘ يا غوتي عثولة و بتتكسف ؟ بس اشكريني اديكي عملتي بروڤة لرقصك في خطوبتك…

* اه فعلا… طلعت كل طاقتي…

‘ و انا كمان…

* عشان كده بقولك يا أسيل لما تكوني مضايقة… قومي ارقصي… مزاجك هيتغير 180 درجة… كده كده لازم ترقصي بما ان بقا معاكي راجل دلوقتي…

‘ ما تتلمي يا تسنيم في ايه ؟

* يا عم روحي… تعرفي انا لو متجوزة باسم حاليا… هرقصله 24 ساعة لحد ما يزهق… فَتَحِي دماغك… الرجالة بتعشق الرقص… انا اصلا اتعلمت الرقص عشان باسم مش اكتر…

‘ مش كان لسه من شوية الرقص بيخَرج الطاقة السلبية ؟ دلوقتي بقا عشان باسم ؟

* اه فعلا بيخرجها… بس لولا وجود باسم في حياتي مكنتش هطور مهارتي في الرقص… ده انا بروح كورس رقص مخصوص عشان عيون باسم…

‘ و هو يعرف كده ؟

* لا طبعا… انا هفاجئه لما نتجوز…

ضحكت أسيل و قالت

‘ طب يلا يا بتاعت باسم قومي نغسل الماسك ده…

* اديني قايمة اهو…

بعد نصف ساعة… اغلقت تسنيم حقيبتها و مستعدة للعودة الى بيتها… قالت أسيل بحزن

‘ مش مصدقة ان اليوم خلص بالسرعة دي… ما تخليكي بايتة معايا ؟

* انتي ليه محسساني اني ماشية بمزاجي ؟ ما انتي عارفة اهلي… الساعة داخلة على 7… لازم امشي…

افأفت أسيل بضيق… ارتدت تسنيم حقيبتها و نظرت لأسيل… وجدتها تنظر لها بغضب

* انتي عايزة تضر*بيني ولا ايه ؟

‘ اه و عايزة اقتـ,ـلك كمان… فيها ايه لو قعدتي معايا الليلة دي بس ؟

* والله ما ينفع يا أسيل… لو عليا نفسي اقعد معاكي اكتر… بس يلا… هي الدنيا كده…

عانقتها و أسيل بادلتها العناق

‘ هتوحشيني اوي…

* و انتي كمان…

ابتعدت عنها و قالت بتحذير

* تكوني عندي قبل خطوبتي بيومين… اوعي تنسى هااا !!

‘ حاضر…

* يووه انا مبحبش لحظات الوداع دي…

‘ ولا انا… طب اتصل على مامتك اقولها انك اتخطفتي و بكره ابقي ارجعيلها ؟

* اه و هي تمو*ت من القلق عليا !

‘ اووف… خلاص امشي زي ما انتي عايزة… يلا اطلعي بره…

* ايه التحول ده ؟

‘ اهو ده اللي عندي…

* مش هتوصليني لتحت يعني ؟

‘ لا… يلا امشي… انا ماسكة دموعي بالعافية… غوري…

ضحكت تسنيم و حضنتها و ربتت على ظهرها و أسيل بَكت بالفعل…

* خلاص متعيطيش… هعيط انا كمان…

ابتعدت أسيل عنها و قالت و هي تمسح دموعها

‘ مكنتش عايزة نبعد عن بعض بالشكل ده… بيتي و بيتك كان فرق شارع واحد بس مش بلاد… كنا بنشوف بعض وقت ما نحب…

وضعت تسنيم يدها على وجنتها و قالت

* مش مهم المسافة يا أسيل… المهم ان مكانتنا عند بعض متغيرتش… ولا انتي لقيتي بيست غيري ؟

‘ لا طبعا… انتي بيستي الوحيدة… ده انتي صحوبية 12 سنة… احنا نعرف بعض من و احنا اطفال و كبرنا مع بعض… مستحيل حد ياخد مكانتك عندي…

* هو ده العشم برضو… احم… انها اللحظة المنتظرة… هتوصليني لتحت ولا لا ؟

‘ طبعا هوصلك… تعالي…

امسكت يدها و نزلا… كانت السيارة في انتظارها… عانقتها أسيل العناق الاخير و قالت

‘ ابقي سلميلي على مامتك و اخوكي صغير…

* ده اللي كان نفسك تتجوزيه لما يكبر…

‘ اه والله و مازلت عايزة اتجوزه…

* يا بت اتلمي انتي متجوزة دلوقتي…

‘ بس ده ميمنعش ان اخوكي الصغير امور… ده عليه كاريزما خطيرة… مشروع ممثل مستقبلي كبير…

* شوف البت ! اسكتي يا أسيل اسكتي…

‘ سكت اهو يا بتاعت باسم…

* هضايق انا كده ؟ ماله باسم يا ختي ؟ حبيبي امتى اتجوزه يارب…

‘ يا مدلوقة اركبي العربية و اخلصي…

* ماشي… صح ابقي افتحي تليفونك و ابعتيلي على الواتس كل الصور اللي اتصورناها و الفيديوهات…( ركبت السيارة ) سلام يا أسيل…

‘ حاضر… سلام يا تسنيم !

شغل السائق السيارة و لوَحت تسنيم بيدها لأسيل… ابتسمت لها أسيل بحزن ثم ذهبت تسنيم…

************

عاد آدم لڤيلته… كان عطشًا فدخل للمطبخ… فتح الثلاجة و اخذ زجاجة مياة… شرب منها ثم اعادها لمكانها… و قبل ان يغلق الثلاجة… لاحظ طبق به قطعة كيكة بالشيكولاتة و كراميل بالبندق من الذي اعدتهم أسيل بنفسها… امسك الطبق و اخذ الورقة التي بجانبه… فتحها و قرأ المكتوب بها و الذي كان /

‘ حبيت اشكرك بطريقتي… على فكرة انا عملتهم بنفسي… كُل و قولي رأيك… أسيل ‘

ابتسم و اغلق الورقة… نظر للطبق… كم شكله جميل و رائحته ذكيَّة… واضح انها ماهرة في المطبخ… وضع آدم الطبق على الطاولة و جلس… امسك الشوكة و أكل منهم… اعجبه طعمهم جدا و اكل الطبق بأكمله… رجع بضهره للورا و قال

” حلوين اوي… بالذات الكراميل بالبندق خطير…

وسط سعادته بالكيكة و الكراميل الذي اكلهم كلهم و ابتسامته… فجأة اختفت ابتسامته عندما تذكر نظامه الغذائي الذي يمشي عليه هذا الشهر… لقد خرج عن نطاقه تمامًا !

” انا نسيت اني عامل دايت و اكلت الطبق كله كمان… كده الدايت باظ خالص… منك لله يا أسيل خلتيني ابوظ الدايت !!

تنهد بضيق و نهض… توجه لغرفته… و عندما دخل وجد أسيل نائمة… فهم ان صديقتها ذهبت… اغلق الباب بهدوء و ذهب ليبدل ملابسه… ارتدى بنطاله القُطني الذي ينام به و تيشيرت منزلي نُص كُم… رغم برودة الجو لكنه لا يحب ان يرتدي ملابس شتوية في المنزل… يكتفي ان يغطي نفسه بالغطاء اثناء النوم…

شعرت أسيل بحركة في الغرفة ف فتحت عيناها… وجدت آدم يبحث عن شيء… لاحظ انها استيقظت فقال

” معلش صحيتك… مشوفتيش الشاحن بتاعي ؟

‘ اللي لونه رمادي ده ؟

” اه هو ده…

‘ هتلاقيه عندك في درج التسريحة…

فتح الدرج و وجده… اوصله بالمكبس و ترك هاتفه يشحن… نهضت أسيل و دخلت الحمام… كانت بطنها تؤلمها لانها اليوم اكلت الكثير… و عندما خرجت… وجدت آدم كأنه ينتظرها… اقترب منها و امسك يداها ليراهم… اصبحوا بحالٍ افضل من البارحة

‘ انا حطيت من نفس المرهم تاني… بقيوا كويسين… حلو اوي المرهم اللي انت جايبه ده و مفعوله سريع… جايبه من انهي صيدلية ؟

” جبته من صيدلية بعيدة اوي…

‘ ايوة فين يعني ؟ في بورسعيد مثلا ؟

” من ألمانيا…

‘ ايه !

” اه… مالك مستغربة ليه ؟

‘ طبيعي استغرب… و انا اقول مفعوله سريع كده ليه…

” ألمانيا عندها ادوية حلوة اوي… بس للاسف عندهم نقص في الدكاترة… عشان كده تلاقيهم بيصطادوا الدكاترة و بيحطولهم مرتبات كبيرة اوي عشان يشتغلوا في المستشفيات و العيادات عندهم…

‘ اه فهمت… و المرهم وصلك ازاي ؟

” كنت هناك في شغل…

‘ تبع الادوية و كده ؟

” لا الحوار مش كده… انا كنت مدعو لمؤتمر هناك تبع شغلي… فروحت… بعد كده خرجت ألعب كورة… ف وقعت و رجلي اتجر*حت… فصاحبي الالماني جابلي المرهم ده…

‘ انت بتلعب كورة ؟

” اه…

‘ بعد السن ده ؟!

” ليه هو انا عندي 60 سنة ؟

‘ انت عندك كام سنة اصلا ؟

” انتي متعرفيش ؟!

‘ لا معرفش… هعرف ازاي و سيادتك مقولتش اصلا…

” طب تديني كام سنة ؟

‘ اممم… يعني… ممكن 37 سنة…

” 37 سنة ؟!

‘ ايه ؟ غلط ؟

” اه طبعا غلط… ليه ادتيني السن ده ؟

‘ مش عارفة… ممكن من شكلك ؟

” شكلي ؟ هو انا كبير للدرجة ؟

‘ لا بس حساك هتطلع في التلاتينات…

” يعني ده آخر كلام عندك ؟

‘ والله انت في التلاتينات…

” طب متحلفيش… انا 28…

‘ ايه ده ؟ بجد ؟

” اومال بهزر ؟

‘ ده انت اصغر مما توقعت… بس شكلك يوحي انك في التلاتينات…

” و انتي شكلك اصغر من سنك…

‘ طب تديني كام سنة هااا ؟

” 24 سنة و خمس شهور…

‘ صح بس انت عرفت ازاي ؟

” عادي…

‘ طب يوم ميلادي امتى ؟

” لحظة استني افتكر….( فكر و بعد صمت اكمل ) يوم 11/12…

‘ ايه ده صح !! عرفت ازاي بقا ؟

” عادي…

‘ هو ايه اللي عادي ؟ لا مش عادي طبعا… انت ازاي عارف الحاجات دي ؟

” يمكن عشان حطيتك في دماغي…

‘ و انت اي وحدة هتحطها في دماغك هتعرف عنها التفاصيل دي كلها ؟

” محطتش اي وحدة في دماغي قبل كده… غير لما قابلتك انتي…

امسكها من يدها و شدها اليه… اصدمت بجسده و قال

” انتي بس اللي حطيتك في دماغي يا أسيل…

نظرت في عيناه و قالت

‘ اشمعنا انا ؟!

نظر لعيناها و لتفاصيل وجها الجميل… اقترب منها اكثر و قال

” صدقيني… انا ذات نفسي مش عارف اشمعنا انتي…

‘ حبيتني ؟

” لا…

تفاجئت من سرعة إجابته… لم يفكر لوهلة حتى !

‘ عجبك جسـ,ـمي ؟

” اه… و الغريب اني لسه بتشدلك… مش عارف ليه… بس لما ببقى قريب منك كده… في حاجة جوايا بتخليني عايز اقرب منك اكتر و اكتر… انتي جميلة اوي يا أسيل… جمالك ده بيهلكني…

اغمضت أسيل عيناها بأ*لم… اتضح الآن انه لا يريد منها الا جسـ,ـدها… لا يفكر في قلبها و مشاعرها… هذا لا يُهمه و ليس في باله حتى… هي فقط بالنسبة له للاستمتاع لا غير… ” زواج متعة ” هي بالنسباله هكذا…

فتحت عيناها و نظرت له بغضب… ابتعدت عنه و إلتفتت… دفعها على السرير و مال عليها و دفن رأسه في رقبتها ليستنشق رائحتها الجميلة و هي لا تطيق قُربه منها

‘ ابعد عني…

” عايزك…

نظر لعيناها و قال

” عايزك اوي يا أسيل…

‘ على أساس موافقتي بتهمك عشان تاخد أذني ؟

” انا مش باخد أذنك… انا عايزك تبادليني… زي امبارح… عايز احس نفس الاحساس بتاع امبارح لما بادلتيني…

‘ انسى اني اقربلك برضايا !!

” ليه ؟

‘ لانك مبتحبنيش !!

” يادي ام الكلمة دي ! افهمي… انا مش بحبك ولا هحبك اصلا…

دمعت عيناها و قالت

‘ يبقى بتقرب مني ليه ؟

” عادي…

‘ هو ايه اللي عادي بالضبط ؟ العادي ان الواحد ينام مع وحدة مش بيحبها ؟ و المضحك انها تبقى مراته !!

” انا اتجوزتك عشان مبقاش بعمل حاجة غلط…

‘ بس الصح انك تنام معايا بغرض تتسلى و خلاص !! مش كده يا آدم نصار ؟

” عايزة توصلي لإيه ؟

‘ اسمع اللي هقوله ده كويس… عمري ما هقرب منك برضايا طالما انت شايفني مجرد جسـ,ـم بتتسلى بيه و بس… انسى !!

ابعدت عيناها عنه و نظرت للجانب الآخر و دموعها تسقط على وجنتها… و الصدمة أن آدم لم يبتعد… بل اقترب منها و فعل ما يريده… اخذها بالاجبار مجددا !! في كل لمـ,ـسة لمسـ,ـها لها كان قلب أسيل يتحـ,ـطم ألف مرة… هذه المرة كرِهته بالفعل… وقعت مع رجل أناني… لا يحب الا نفسه !

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *