زينب سعيد
❈-❈-❈
قال الإمام الشافعى: «ولرب نازلة يضيق لها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخـــــرج»، «ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت.. وكنت أظنها لا تفرج».
مر شهر وضع نورسيل كما هو يوسف دائماً جوارها وكذلك الجميع يأتي كل يوم لزيارة حالتها مستقرة وضع الأجنة علي خير ما يرام كما علم يوسف نوعهم كم تمني أن تشاركه نورسيل هذه اللحظة لكن شاهدها هو أثناء تحويلها لدكتور النساء والتوليد التي قامت بإجراء السونار للإطمئنان عليهم وأخبرته أنها تحمل ذكرا وأنثي ..
أما والدة عامر فأصابتها نوبة جنون عندما علمت بما صاب إبنها وتحولت إلي مستشفي الأمراض العقلية……
في إحدي الأيام صلي يوسف فرضه وعاد إلي زوجته يجلس جوارها أمسك يدها كالعادة يحركها فتفاجي بحركة يد نورسيل نهض سريعا وقال:
-نوسيل حبيبتي أنتي سمعاني أنا يوسف يا قلبي أنا هنا جنبك ردي عليا سمعاني ؟
بدأت تحرك أهدابها بالفعل فتحت عيناها ببطئ وأغلقتها سريعا من شدة الضوء.
ابتسم بفرحة وصاح :
-نورسيل أنتي فوقتي يا عمري.
لم يدري بنفسه سوي وهو يتركها ويسجد شكرا للمولي ودموعه تنساب علي وجنتيه.
نهض سريعا وغادر الغرفة ونادي الطبيب الذي حضر معه في التو.
اقترب منها الطبيب وبدأ يفحصها بالفعل فتحت عيناها ببطئ لكن أغلقتها مرة آخري وهي تهمس:
-يوسف.
ابتسم بفرحة واقترب منها وقال:
-قلب يوسف أنا هنا جنبك يا عمري فتحي عينك.
التفت الي الطبيب بقلق وتسال:
-هي ليه بتقفل عينها يا دكتور؟
ابتسم الطبيب واسترسل بإيضاح:
-بقالها شهر كامل في غيبوبة وضلمة طبيعي آول ما تفتح عينها متبقاش قادرة تفتح في النور مبروك يا يوسف باشا حمد الله علي سلامة المدام.
ابتسم يوسف بفرحة وقال:
-الله يبارك فيك يا دكتور يعني هي خلاص كده فاقت ؟
ابتسم الطبيب بعملية وقال:
-أيوة هي فاقت خلاص وبخير أطمئن ولو عايز تسأل في حاجة تانية أسألها بس براحة عليها.
أومآ يوسف مبتسما وتحدث بإمتنان:
-متشكر يا دكتور متشكر جدا.
ابتسم الطبيب بعملية وقال:
-العفو أنا معملتش غير واجبي بعد إذنك.
غادر الطبيب وجلس علي المقعد يتسأل بلهفة:
-نوري قلبي أنتي سمعاني ؟
ردت بوهن:
-سمعاك.
❈-❈-❈
تنهد براحة وقال:
-حمد الله علي سلامتك يا قلبي كده تعملي فيا كده ؟ أنا كنت بموت بالبطئ.
فتحت عيناها ببطئ وتطلعت له بضعف وهي تجاهد ألا تغلق عيناها وتسالت بتشوش:
-هو انا لسه عايشة ؟
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-لسه عايشة أيوة يا حبيبتي أنتي لسه عايشة ؟
رددت بآلم :
-آخر حاجة فكراها عامر وهو حاطط السكينة علي رقبتي وبيدبحني أتشاهدت وغمضت عيني ده الي فكراه.
تنهد يوسف بأسي وقال:
-أنا جيت ولحقتك يا قلبي وخرجت بيكي.
تساءلت بضعف:
-طيب وعامر والناس الي معاها؟
زفر يوسف بحنق وقال:
-النار مسكت فيهم وماتوا والعين.
اغمضت عيناها وقالت:
-منه لله .
صمتت قليلا وتسالت بلهفة:
-عليا كويسة؟
امتعض وجهه وقال:
-بخير.
رمقته بحيرة وتسالت:
-ولما بخير أنت ليه متضايق كده ؟
زفر بحنق وقال:
-عشان عرضت نفسها وعرضت للخطر ده يا نورسيل لو مكنتش بعتي الرسالة مكناش وصلنا ليكم او كنا هنوصل بعد فوات الاوان عليا كان واحد هيعتدي عليكي وأنتي.
صمت قليلا ابتلع غصة مريرة بفمه وقال:
-كنت هخسرك للأبد أنتي وولادي.
عند ذكر أولادها وضععت يدها علي أحشائها بلهفة تطمئن عليها وما زاد حيرتها بروز بطنها.
قطبت جبينها وتساءلت بقلق:
-ولادي كويسين صح ؟
ابتسم بحب وهو يتحسس أحشائها هو الآخر:
-بخير يا قلب يوسف.
تنهدت براحة وعقبت:
-طيب بطني كبرت ليه ده كله في كام ساعة ؟
إبتسم ساخرا وعقب:
-كام ساعة نورسيل روح قلبي أنتي بقالك شهر في غيبوبة يا عمري وأنا هنا جنبك بموت.
أتسعت عيناها وتسالت:
-شهر ؟ غيبوبة أنت بتتكلم جد ؟
إبتسم مازحا وعقب:
-أكيد في وضعك ده مش ههزر.
اشار إلى وجهه وتسأل مازحا:
-يعني أخدتي بالك من بطنك وما أخدتيش بالك من الدقن والشنب.
انتبهت اليه وتسالت :
-تصدق ماخدتش بالي طيب هو ايه الي حصل تاني كلهم كويسين صح ؟
ابتسم بحب وقال:
-كلهم بخير وكل يوم بيجوا يطمنوا عنك.
تسالت بفضول:
-وأنت ؟
غمز بخفة وعقب:
-أنا بقالي شهر قاعد جنب القمر يا دوب اصلي ادخل الحمام وأرجع ليكي تاني.
تساءلت بحب:
-للدرجة دي بتحبني.
❈-❈-❈
اتسعت عيناه بعدم تصديق وتساءل :
-للدرجة دي بحبك ؟ بزمتك ده سؤال يتسأل بعد ده كل نورسيل أنا أتخطيت حبك لو كان حصلك حاجة يا عمري كان زماني حصلتك.
هتفت بلهفة:
-بعد الشر عنك يا حبيبي.
تنهد براحة وقال:
-ياه يا نورسيل أخيرا سمعت صوتك الي محروم منه بقالي شهر كامل.
ابتسمت بضعف وقالت:
-يوسف عايزة أنام هتفضل جنبي صح ؟
رمقها معاتبا وقال:
-هو أنا سيبتك قبل كده لما أسيبك دلوقتي.
تنهدت براحة وقالت:
-طيب ممكن أنام في حضنك ؟
ابتسم يوسف بحب وتسأل :
-من عيوني بس أزاي ؟
ردت ببراءة :
-هنا علي السرير.
تطلع الي الفراش بحيرة لكن لم تعطه مجال للرفض وأفسحت له المكان جوارها تنهد بقلة حيلة وصعد جوارها وأخذها داخل أحضانه وتشبثت هي به كطفلة صغيرة ويا للعجب غفت هي بأحضانه كما غفي هو بأحضانها.
تناسوا المرض الزمان المكان كل ما مروا به لا يهم غير شئ واحد أنهم سويا وقد تلاقت القلوب وتعانقت الأياذي من جديد.
مهما طال الفراق سيأتي يوم تلتقي فيها القلوب لكن كن علي ثقة ويقين أن الخير أت.
❈-❈-❈
وصل الجميع في موعد الزيارة المحدد لكن رفضت الممرضة إدخالهم.
تسأل عدي بقلق:
-ده معاد الزيارة وكل يوم بندخل ايه الي جد ؟ حصل حاجة ؟
ابتسمت الممرضة بعملية وقالت:
-طيب إهدي حضرتك بس وأطمنوا مدام نورسيل فاقت.
تطلع الجميع الي بعضهم بفرح وتسالت صفاء بعدم فهم:
-طالما كده ليه مندخلش نطمئن عليها ويوسف فين ؟
ردت الممرضة بإيضاح:
-المريضة لسه قايمه من غيبوبة طويل وهي حاليا نايمة وكمان جوزها ما صدق انها فاقت أخيرا قرر ينام ويرتاح أنتم بقي حابين تدخلوا تشوفوهم وتقلقوهم ولا تسبوهم نايمين ومرتاحين.
ردت صفاء علي الفور:
-لا نسبهم طبعا أحنا بس كنا عايزين نطمئن عليهم.
ابتسمت الممرضة بعملية وقالت :
-بخير الحمد لله أطمنوا ونصيحة مني روحوا لان بحالتهم ما أظنش أنهم يفوقوا قبل بكره الصبح .
تدخل عاصم في الحوار:
-كلامها صح فعلا روحوا يا جماعة وأنا هفضل هنا.
هتفت عليا بلهفة:
-وانا هفضل معاك.
أومأ بإيجاب وقال:
-زي ما تحبي.
تدخلت الممرضة في الحوار:
-ياريت تبقوا تجيبوا هدوم للمريضة.
ردت نايا بلهفة:
-حاضر طيب ونجيب أكل ؟
حركت رأسها بلا وعقبت:
-أكلها هيبقي مسلوق حاجات بسيطة لسه .
ردت صفاء مبتسمة:
-مش مهم يا نايا الأكل أحنا كنا فين وبقينا فين.
ابتسم عدي وقال:
-يلا بقي يا جماعة نروح.
❈-❈-❈
يجلس في المسجد يفكر فيما مر بإمعان شديد وجهه ذابل بشدة كأنه كبر سنوات فوق عمره فما فعله إبنه بهم كسرهم ونهايته المؤلمة قلبه ينهشه علي ما حل به هناك إذا كانت هذه نهايته في الدنيا فماذا سيكون مصيرة في الآخرة إرتكب العديد من الجرائم الآثمة وأبشعها إذهاق النفس البشرية بمنتهي القسوة والفجور هل كان مخدوع في ولده لهذه الدرجة هل كان هكذا منذ البداية وهو كان كالمغيب.
فاق من شروده علي هزة ولده الخفيفة له انتبه له و تسأل:
-علي أنت هنا من إمتي ؟
تطلع له علي بإشفاق وقال:
-أنا بكلمك من بدري يا بابا.
تنهد عوني بحزن وقال:
-كنت سرحان يا أبني في الي فات.
تنهد علي بسأم وقال:
-وآخرتها يا بابا ؟ هتفضل كده لأمتي يا بابا ؟ إلي الماضي عدا بحلوه ومره ملوش لازم ننبش فيه .
اغمض عينه بندم وقال:
-أخوك ضاع يا علي وبيتعذب هناك وأنا مش بإيدي حاجة يا أبني.
زفر علي بحنق وقال:
-بابا عامر هو إلي ضيع نفسه بنفسه ومفيش حاجة في إيدنا نعملها ليه غير ندعي ليه بالرحمة رغم أن الرحمة للي زيه متجوزش.
رمقه عوني معاتبا وقال:
-ولما أنت تقول كده عنه الباقي يقول ايه؟
تنهد علي بقلة حيلة وقال:
-إلي عملوا يا بابا كان صعب أوي واديك شايف حضرتك وصلت لأيه وكمان ماما حالتها أيه ؟
غير علي ضفة الحديث وقال:
-نورسيل فاقت.
التفت عوني بلهفة وقال:
-فاقت امتي ؟
رد علي مبتسماً:
-النهاردة عاصم بلغني حابب تروح ليهم؟
تنهد عوني بحزن وقال:
-محدش عايز يشوفني ولا حد بقي عايزني من الأساس.
تحدث علي معاتبا:
-مين قال كده ؟ لا طبعاً كلنا عايزينك لو مش يوسف وولاد عمي أنا وعاصم وأحفادك محتاجينيك أيه رايك أنا فكرت في اقتراح وهقول لعاصم عليه.
انتبه عوني وتسأل:
-اقتراح ايه ؟
رد علي مبتسماً:
-هناخد فيلا كبيرة جنب قصر عمي أعيش فيها أنا وهو وأنت معانا.
ابتسم بأمل وقال:
-تفتكر هيوافق ؟
ابتسم علي وقال:
-بإذن الله قوم يلا روح ريح جسمك وبكره الصبح نروح المستشفى.
أومأ عوني بإيجاب ونهض وتحرك برفقة ولده.
❈-❈-❈
في منتصف الليل شعر يوسف بحركتها فتح عينه سريعاً واعتدل بلهفة:
-مالك يا حبيبتي عايزة حاجة ؟
ردت بوهن:
-عطشانة يا يوسف عايزه اشرب.
نهض سريعاً من جوارها وقال:
-حاضر يا حبيبتي هسال الدكتور وراجعلك.
خرج من الغرفة سريعاً بحثاً عن الطبيب وجد عاصم وعليا يجلسون بالخارج نهضوا فور رؤيته.
اقترب عاصم منه وتسأل:
-خير يا يوسف نورسيل كويسة ؟
رد بلهفة:
-عطشانة عايزة تشرب بدور علي الدكتور.
إبتسم عاصم بتفهم وقال:
-تمام تقدر تشرب بس بوق صغير خالص يا دوب تبل شفايفها.
اومأ بإيجاب وتسأل:
-هي الدنيا هادية ليه ؟ وفين بقية العيلة ؟
إبتسم بهدوء ورد:
-الساعة واحدة ونص بالليل يا يوسف جينا الضهر وعرفنا أن نورسيل فاقت وأنتم نايمين سبناكم مرتاحين.
أتسعت عين يوسف مرددا بعدم إستيعاب:
-نمت ده كله ؟
إبتسم عاصم واجاب:
-طبيعي أنت بقالك شهر مش بتنام غير دقايق يا يوسف.
تنهد يوسف براحة وقال:
-الحمد لله.
اقتربت عليا منه بحذر شديد وقالت:
-حمد الله علي سلامة نورسيل يا يوسف .
التفت لها يوسف وتطلع لها قليلاً وما كان رده سوي صفعة مدوية علي وجنتيها.
جعلتها تشهق بآلم ووقف عاصم حائلاً بينهم لكن يوسف تخطاها وجذبها من يدها بعنف واخذها في أحضانه وهو يربت علي ظهرها بغل ويقول:
-لو فاكرة كان خوفي علي مراتي وعيالي وبس تبقي غبية يا عليا خوفي كان عليكي انتي قبلهم يا غبية الاخ مبيتعوضش من وأنتي صغيرة كنا بنقول عليكي صغيرة وهبلة وبردوا كبرتي ومازالتي هبلة وغبية كمان من سنتين بالظبط وثقتي في عامر ودمرتي حياتك ما صدقنا بدأت تتصلح بكل غباء تثقي فيه تاني وتروحي تقابليه لا وكمان تاخدي نورسيل معاكي ومتقولوش لحد يمكن نورسيل اتصرفت صح لاول مرة لما بعتت الرسالة ليا وكانت هي الخيط إلي عرفنا منه أنكم اتخطفتوا وقدرنا نرجعهم.
ابتعد عنها وألقاها في أحضان زوجها ورفع يده بإستسلام:
-مراتك أهه ومن رأي تحاول تشوف حل لغبائها ده وتعرف ممكن يتنقل العيال ولا لا عشان نلحقهم بدري أنتبه إلي شئ وقال:
يا ختاي نسيت البت عايزة تشرب.
ركض إلي الداخل سريعاً وخلفه عاصم وعليا ركضت عليا إلي نورسيل وضمتها بلهفة وبدأت وصلة البكاء بينهم .
❈-❈-❈
في اليوم التالي حضر الجميع وأطمأنوا علي نورسيل وغادروا وكذلك حضر عوني واطمأن عليها وطلب منها السماح هي ويوسف .
وبعدها غادر خارج الغرفة وجد عاصم يقف في إنتظارهم اقترب منه وتسأل:
-أنت كويس ؟
ابتسم عوني من لهفة ولده عليه ولم يكن رده سوي أن جذب عاصم إلي أحضانه يضمه بقوة ودموعه تنساب علي وجنتيه بغزارة.
ابتعد عنه بعد فترة وهو يقول بندم:
-حقك عليا يا أبني عارف أني أذيتك وجيت عليك كتير سامحني.
ابتسم عاصم وقبل جبينه بحب وقال:
-فيه أب يطلب من إبنه السماح أنت أبويا وكلامك أوامر ليا يا بابا.
ابتسم بفرحة وقال:
-بابا ياه يا عاصم كانت وحشاني منك أوي .
ابتسم مازحاً وعقب :
-لأ اطمئن من هنا ورايح هزهق منها.
ابتسم عوني بفرحة وضمه مرة أخرى لأحضانه.
بينما في الداخل.
بعد أن غادر الجميع تحدث يوسف بترقب:
-نورسيل وأنتي في الغيبوبة عملوا ليكي سونار عشان نطمئن علي الاولاد وعارفنا نوعهم.
ابتسمت بفرحة وقالت:
-بجد ؟ طيب هما أيه ؟
رد بترقب:
-ولد وبنت.
ابتسمت بخفة وعقبت:
-مالك خايف كده ليه ؟ فاكر أني ممكن أكره بنتي يا يوسف ؟ أو أغير منها ؟ ديه هتبقي أميرتي هعوضها أنا وأنت عن كل الوجع والحرمان إلي مريت به طول حياته.
تطلع لها بعشق وتسأل:
-هو أنا قولت ليكي أني بحبك النهاردة ؟
ابتسمت بدلال وقالت:
-توء توء توء نسيت.
غمز لها بخفة وعقب:
-أخص عليا أنا وحش خالص أنا مش بس بحبك أنا بعشقك يا قلب يوسف.
ردت بصدق:
-وأما بحبك وعايشة علي حبك ده يا يوسف حب هو النفس إلي بتنفسه يا أغلي ما ليا .
❈-❈-❈
بعد مرور خمسة أشهر حدث بهم الكثير اشتري علي وعاصم فيلا جوار يوسف ومكثوا بها وبرفقتهم عوني بينما والدة علي وعامر وفاتها المنية في مشفي الأمراض العقلية.
عاصم وعليا غفر لها وسامحها وبدأوا صفحة جديدة خالية من الآلم والوجع وقد من الله عليهم مرة اخري بالخلف الصالح وها هي عليا تحمل ثمرة حبهم للمرة الثالثة وها في في شهرها الثاني.
عدي ونايا حبهم مازال ينمو وينضج بعد أن زين طفلهم الحبيب يوسف حياتهم.
عهد وشادي أنصلحت علاقتهم عن ذي قبل وأصبحت الثقة هي أساس علاقتهم وحبهم ببعضهم البعض.
شريف وحنين إستطاع أن يبرز حبه لها بوضوح وأصبح يغدقها هي وطفله بالعشق والحب ، ويا للعجب حنين هي الآخري باتت تشعقه وتحسنت علاقتهم كثيراً وأصبحوا كأنهم شخصين متزوجين عن قصة حب طويلة.
نورسيل ويوسف أبطالنا الأعزاء ذاق يوسف الويلات طوال فترة حمل نورسيل ما بين الذهاب الي متابعة الطبيبة النفسية وطبيبة النساء فقد تغيرت نورسيل كثيرا للأفضل وكل يوماً يزداد عشقها هي ويوسف أكثر عن زي قبل.
في حفل كبير أقيم في قصر المغربي حفل سبوع وعقيقة الطفلين ” نورسين و عبد الرحمن ” نورسين التي أصر أن يسميها بهذا الإسم كي يكون مقارب لحبيبة قلبه والتي تكاد تكون نسخة مصغرة منه بينما عبد الرحمن فهو نسخة مصغرة منه هو .
كان حفل جميل ومبهج لكل من به وأهم ما يميزه أن كل من به متاحبين ونفوسهم صافية.
“دائماً ما نحزن من البدايات المؤلمة رغم أن دائما ما تكون نهايتها معوضة”
لا تحزن ولا تبتسم من مكر الماكرين وحقد الحاقدين فخيرك وسعادتك تكمن في مكرهم.
مساء بعد انتهاء الحفل ومغادرة الجميع يقف يوسف في الشرفة حاملة صغيرته التي خطفت قلبه كما فعلتها والدته سابقاً وهي تقف جواره حاملة طفلهم عبد الرحمن.
وضع صغيرته علي يد وحملها بحرص وباليد الآخري ضم زوجته إلي أحضانه ابتسمت بخفة وإستندت برأسها علي صدره ونظر الإثنين إلي القمر الساطع بصمت تام.
قاطعه هو :
” كيف لي أن أنظر للقمر في السماء رغم أنه هنا إلي يساري وبين أحضاني ، لو أخبرني أحد من قبل أني سأقع في الحب يوماً لم أكن لأصدقه لكن الله هو من يضع الحب في القلوب وجعل حبك يسري في نبض الوريد”
قبل جبينها وضم بحب إلي صدره وهو يحمد الله داخله علي كرم الله عليه زوجته وطفليه بأحضانه كأنه ملك العالم أجمع.
مر بكثير من الإبتلاءات والإختبارات لكن دائماً ما كان يصبر وهو علي يقين أن الخير أت فعوضه الله بما أكثر مما يراضيه وقد كان أخذ نصيبه من إسمه.
التعليقات