الفصل الثالث والستون
رواية وفاز الحب .
الفصل الثالث والستون
يقف رجال يظهر عليهم الإجرام وكل منهم يتطلع الي الصورة التي بيده.
تحدث بمكر:
-أيه حلوين ؟
رد احدهم بخبث:
-حلوين دول حتة كنافة بالقشطة هما الي عندنا دول نسوان .
رد الآخر بإشتهاء:
-مالهم دول يا باشا ؟
استند علي منكبيه واسترسل بمكر:
-دول هدية مني ليكم تتمتعوا بيهم ؟
اتسعت عين الرجلين بفرحة.
وأكمل هو مؤكدا:
-تتمتعوا بيهم وبعدها يتقدموا للقربان.
تحدث احدهم معترضا:
-بقي دي تتقدم قربان ما أديك مراتي وسيب الموزة يا باشا.
ضحك عامر بقوة وعقب:
-مراتك متتقدمش قربان يا شاطر دي يخافوا منها ويقلبوا علينا أحنا…
أشار بيده علي الصورة التي بيد أحدهم وعقب ساخراً:
-القطة إلي عينك هتطلع عليها دي حامل.
تطلع لها الرجل بخيبة أمل وقال:
-نعم يعني متجوزة ؟ يعني مش هكون آول واحد يقص الشريط ؟
رمقه عامر شذرا وعقب:
-يا سلام سلم يا أخويا ؟ هو أكل ولا بحلقة ؟
صمت الرجل بغيظ وتسأل الأخر بفضول:
-طيب والمزة دي يا باشا واضعها أيه ؟
زفر بحنق وعقب:
-متجوزة ومعاها عيلين.
نظر الرجلين إلي بعضهم وتسأل أحدهم بحيرة:
-يعني هما متجوزين وليهم أهل ؟
أومأ بإيجاب وقال:
-أيوة عندك إعتراض ؟
حرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ يا باشا إلي تشوفه طبعاً بس دي آول مرة دايما بنشوف إلي ملهمش حد ولا ليهم أصل من فصل نضمن أن محدش يتكلم.
أكد الآخر علي حديثه وقال:
-بالظبط يا باشا ومن شكلهم واضح أنهم متجوزين ناس واصلة اوي.
ابتسم عامر بغموض وقال :
-أطمئن المهم تجهزوا نفسكم عشان الوقت المناسب لما يجيي.
تسأل الرجل بفضول :
-طيب دول مين هيجبهم ؟
حك عامر ذقنه بخفة وقال:
-أطمئن وخليك في حالك أنا عارف هجبهم أزاي.
نظر الرجلين إلي بعضهم بحيرة وقال:
-زي ما تشوف يا باشا حضرتك محتاج حاجة تانية ؟
حرك رأسه نافياً وقال:
-لأ أطلعوا أنتوا مع الصعيد وجهزوا كل حاجة النهاردة ١٠ في الشهر العربي فاضل ٤ ليالي وكل حاجة تخلص جهزوا نفسكم الطالعة دي غير يلا أتكلوا أنتوا.
غادر الرجلين بينما ظل عامر جالسا يفكر في مخطتته بمكر شديد.
❈-❈-❈
بعد مغادرة شقيق زوجته وأطمئن أنها بالفعل تحبه كما يحبها لم يستطيع أن يظل ساكناً غير ملابسه سريعاً وآخذ سيارته وغادر متجهاً إلي قصر المغربي.
وصل وفتحت له الخادمة دلف ووجد نورسيل هي من تجلس بالأسفل.
اقترب منها وتسأل:
-أزيك يا نورسيل عهد فين ؟
تجاهلت سؤاله ونهضت تتسأل:
-أيه الكلام الي عهد قالته ده ؟ عامر إلي قتل شهاب فعلاً وعشان كده هتطلقوا ؟ وأنا ويوسف هنطلق ؟
زفر بحنق وعقب:
-نورسيل محدش هيطلق ممكن تهدي شوية.
صاحت بغيظ:
-ابعدي ايه وزفت أيه ؟ ها رد عليا أهدي أزاي عايزني أطلق أنا وجوزي وتقولي اهدي ؟
حرك رأسه بيأس وأشار إلي نفسه بحيرة:
-نعم يا أختي أنا عايزك تطلقي هو أنا شوفتك إمتي ولا أتكلمت معاكي إمتي من الأساس ؟
رمقته بغيظ وقالت:
-بجد طيب وايه إلي مراته قالته ده ؟ رد ساكت ليه ؟
تنهد بنفاذ صبر وقال:
-طيب ملكيش دعوة بيا ماشي ولا دعوة بمراتي خليني فيكي أنتي عايزة تتطلقي ؟
حركت رأسها نافية ورددت:
-لأ طبعاً.
استرسل بإيضاح:
-جوزك عايز يطلقك ؟
حركت رأسها نافية وقالت:
-بردوا لأ.
ابتسم ساخراً وعقب:
-يعني مفيش أي بوادر طلاق أهو الحمد لله يبقي تحطي لسانك في بوقك وتخرسي خالص تعرفي عشان كلامك ده بيجيب مصايب أنا مش عارف يوسف مستحملك ازاي كان الله بعينه والله.
رمقته بغيظ وقالت:
-ملكش دعوة بجوزي أبعد عنا أنت بس هو انت وأخواتك عايزين أيه مني بالظبط عشان أنا تعبت في البداية أخوك شهاب ربنا ينتقم منه مطرح ما راح وشريف وإلي عمله فيا وفي جوزي وفي النهاية أنت.
❈-❈-❈
أشار إلى نفسه وتسأل:
-وأنا عملت ليكي أيه أن شاء الله أنا لا عملت ليكي حاجة ولا جيت جنبك من الأساس بالنسبة لشريف انتي الي وصلتي نفسك لكده أنتي إلي مسكتي في إيد شريف نورسيل فوقي لنفسك وبطلي غباء دلوقتي يوسف بعيد خالص عن موت شهاب انتي بقي يا إلي اتفقتي علي موت جوزك لو كان جوزك مات ساعتها كنتي هتعملي أيه دلوقتي ؟ أتمني إنك تعقلي اه يوسف بيبحبك ويغفر ليكي لكن مش ناسي هو فاكر كويس أوي إلي عملتيه حافظي علي جوزك بلاش كل شوية تحطي ملح علي الجرح مش في مصلحتك يا ماما وبلاش وش العكننة إلي أنتي مركباه وآول ما جوزك يرجع من الشغل يرتاح يلاقي وصلة الندب شغالة أنت هطلقني أنت مش بتحبني أنت أنت وكلامك الأهبل ده يوسف لو مش بيحبك مكنش ردك لزمته بعد إلي حصل مكنش رجعك بيته من الأساس يا نورسيل بعد كل إلي عملتيه يوسف كان ناوي يسيبك فعلاً وقتها لكن بمجرد ما راح وشافك كل ده نسيه ليه أنتي دايما تحاولي تفكريه ؟ صدقيني يا نورسيل هو بيحبك حافظي علي الحب ده وبلاش وش النكد بتاعك جوزك الفترة دي فيه إلي مكفيه هيرجع علي وش النكد بتاعك ده بدل ما يرجع يلاقي إبتسامة حلوة وحضن دافي يتسند عليه نورسيل أنتي أختي الصغيرة وعشان كده بنصحك خدي بالك من جوزك وبيتك يوسف بيحبك وهيسامحك بس محتاج منك انتي إنك تحبيه عارف إنك بتحبيه بس بتقدمي الحب ده ازاي ؟
صمت ينتظر إجابتها لكن لم تجد إجابة فهو محق بكل كلمة قالها استرسل بإيضاح:
-ولا حاجة صح ؟ كنت متأكد هو بيتفنن أزاي يقدم ليكي الحب وأنتي بتتفني أزي تنكدي عليه فوقي لنفسك لو خسرتيه مش هتقدري ترجعيه فكري بعقل موضوع عهد ميخصكيش من قريب ولا بعيد يبقي متتكلميش فيه نهائي بلاش كل شوية تقولي أنا بيتي من أزاز عشان في الآخر محدش هيندم غيرك يا بنتي رغم إنك محظوظة أوي أن ربنا يكرمك و تتجوزي واحد زي يوسف تخيلي حياتك مع شهاب بعد ما عرفتي حقيقته ؟ كنتي هتعيشي معاه أزاي ؟ علي فكرة شهاب كان متجوز عارف متجوز مين كان متجوز طليقتي بس مش عشان بيحبها عشان هو مريض بيحب ياخد إلي في إيد غيره أنا كده خلصت كلامي فكري براحتك يا بنت عمي بعد إذنك.
غادر المكان متجهاً إلي الأعلي بينما هي تهاوت علي المقعد خلفها تفكر في ما قاله فحديثه صحيح مئة بالمئة يوسف يتفنن في إغراقها بحبه لكن هي لا تفعل شئ سوي أن تزيد الفجوة بينهم.
❈-❈-❈
وقف أمام غرفة زوجته وطرق الباب إستمع لسؤالها من الطارق لكنه تجاهل الرد على سؤالها وإقتحم الغرفة وجدها تجلس علي الفراش مرفقة رضيعها إلي صدرها يرضع بنهم ودموع هذه الحمقاء تتساقط على وجنتيها وجبهة صغيره.
اغلق باب الغرفة ورمقها شذرا اقترب منها وجد الصغير غفي أخذه منها برفق ووضعه علي الفراش.
أشار لها أن تتبعه خارج الغرفة عدلت ملابسها وخرجت خلفه وجدته يقف في الطرقة بالخارج فتح باب إحدي الغرف التي يعلم أنها فارغة ودخل بها وهي خلفه أغلق الباب وألتفت لها متسائلاً بغيظ:
-هو سؤال واحد محتاج إجباته منك يا هانم .
أشار إلى نفسه وتسأل:
-أنا جبت سيرة طلاق أنا قولت كده حاولت ابعد عنك ؟ ردي عليا.
حركت رأسها نافية.
فإغتاظ منها وتسأل:
-وطالما لا بتندبي ليه ؟ ها عاملة مناحة وسايبة البيت ؟ هو أنتي دماغك دي فيها أيه بالظبط يعني إمبارح سهرانين سوا وفرحانين الصبح تعملي كده عارف إنك كنتي ورايا وسمعتي وسكت قولت خليها تعرف رغم أن الطريقة مش مقبولة نهائي إن تجسسي عليا تاني وده عدم ثقة فيا سكتي علي كده لأ سيبتي البيت وجيتي هنا يا عهد وإلي سمعتيه وقولتيه يعني خرجتي سري بره البيت ده ينفع يا متربية يا بنت الناس ؟ ساكته ليه أتكلمي ! صدمتي فيكي يا عهد .
ردت بصوت مبحوح من البكاء:
-كنت فاكرة إنك لما تعرف الحقيقة هطلقني وترجع لحبيبتك تاني.
لم يجد رد سوي صفعة مدوية علي وجنتيها جلعتها تتراجع إلي الخلف وتسقط أرضاً وهي لا تصدق ما فعله حتي الأن.
هبط إلي مستواها وأمسك شعرها من جذوره وصاح بجنون:
-أنتي أيه بالظبط ردي عليا أتكلمنا في الموضوع ده وقولت ليكي مفيش حاجة ما بينا وقصتها خلصت للأبد ومفيش في حياتي غيرك انتي ايه الي عملته بس يخليكي تقولي أني لسه بحبها أو عايز أرجع ليها ؟
لم ترد بل زاد بكائها مما جعله ينفعل أكثر ويصيح بجنون:
-بس كفاية بطلي ندب لما أموت أبقي أندبي براحتك.
تركها بعنف ووقف يمسح على وجهه عدة مرات بضيق يحاول أن يهدأ نفسه .
هتفت بصوت مبحوح يكاد يكون أشبه بالهمس:
-بعد الشر عنك..
❈-❈-❈
استمع لها وابتسم ساخراً:
-بعد الشر عني لا فيكي الخير الصراحة طيب شوفي بقي يا بنت المغربي هما كلمتين تحطيهم حلقة في ودنك لأني خلاص قرفت من الحوار ده انتي مراتي حبيبتي أم أبني غير كده مفيش ولا هيكون في بعدك حد تاني مش عايزة تصدقي براحتك ومستعد أطلقك دلوقتي حالا أنا كده عداني العيب يا بنت الناس أنا هنزل تحت هقعد نصف ساعة بالظبط حابة ترجعي معايا يا بنت الناس وتمسحي الهبل إلي في دماغك ده أهلا وسهلاً أنزلي أنتي وابنك مش حابة علي راحتك خالص متنزليش وأنا هخرج من البيت ده ومش هتشوفي وشي التاني بس وقتها حكايتنا هتكون خلصت للأبد معاكي نصف ساعة بالظبط.
تركها وغادر الغرفة وجد صفاء تقف أمام الغرفة وتنظر له معاتبة.
نظر أرضاً وتحدث بإحراج:
-أسف علي صوتي العالي أو طريقتي بس أنا بجد تعبت أنا تحت نص ساعة وهمشي الي هي عايزاه هيحصل عايزة تطلق ماشي عايزة ترجع معايا فوق راسي بعد إذنك.
هبط الدرج سريعاً بينما هي دلفت الغرفة وجدت إبنتها في حالة يرثي لها.
إقتربت منها وجثت علي ركبتيها أمامها وقالت:
-الإختيار بين ايدك يا بنتي جوزك بيحبك هتختاري أيه ؟ شادي تعب معاكي ويوسف تعب مع نورسيل حرفياً كنت فاكرة لما تتجوزا البنات هي إلي هتتظلم بس ما شاء الله عليكم أنتم إلي ظلمتوهم مش هتكلم ولا هنصحك أظن إنك دلوقتي أم وكبيرة كفاية تعرفي الصح من الغلط أنا راحة أوضتي معاكي نص ساعة بس زي ما جوزك قال بس حابة الفت نظرك لحاجة لو خرج من هنا من غيرك وبعد كده انتي قررتي ترجعي ليه وقتها هيبقي الوضع غير وممكن هو إلي يرفض إنك ترجعي بعد إذنك.
نهضت صفاء هي الأخري وتركتها تواجه مصيرها بمفردها ظلت جالسة بعض الوقت إلا أن حسمت أمرها.
يجلس في الأسفل ونظراته منصبة علي الدرج يتطلع له تارة وتارة آخري ينظر إلي ساعته مر ثمانية وعشرون دقيقة ولم تهبط بعض.
اغمض عيناه بألم ووقف بوهن قام بإغلاق أزرار چاكيته والقي نظرة أخيرة علي الدرج وتوجه صوب الباب لكن أوقفه صوت وقوع اقدام علي الدرج ألتفت خلفه بلهفة وجدها تهبط الدرج تحمل صغيرها بيد والحقيبة باليد الآخري.
وكأن الروح قد عادت له من جديد ودبت بأوصاله رسمت ابتسامة فرح زينت وجهه وتحرك تجاهها سريعاً وقام بحمل الحقيبة منها وتمسك بيدها بقوة وغادروا سويا وبداخلها سعيده علي أنها قررت أن تختاره هو.
بينما في الأعلي وقفت صفاء تطالع ما يحدث بابتسامة هادئة بعد أن أطمأنت علي حال صغيرتها تمنت داخل قلبها أن يرتاح قلب بكرها هو الآخر وإبنتها الآخري تريد أن تطمأن تجاههم يكفي ما ذاقاه من مرارة الآلم والفراق لكن ما باليد حيلة ليتها تستطيع أن تمحي لهم هذا الألم لفعلتها حتي أن تجرعته هي دفعة واحدة.
❈-❈-❈
عاد من عمله مساء واطمأن من والدته علي عودة شقيقته تنهد براحة وصعد إلي غرفته وهو علي يقين أنه علي وشك تصادم مع زوجته فهي لم تمرر حديث الصباح يمر مرور الكرام فهو أعلم الناس بها.
فتح باب الغرفة وهو يحاول تهدئة نفسه كي يستطيع أن يتحدث معها بعقل وروية لكن صدم مما رأه تقف أمامه وعلي شفتيها إبتسامة عذبة ترتدي فستان هادئ مطلقة العنان لخصلات شعرها الغرفة مزينة بالورود والعشاء موضوع علي الطاولة بشكل مشهي.
أغمض عينه وفتحها عدة مرات ظن أنه يتوهم ابتسمت بخفة وعقبت:
-مالك يا حبيبي في أيه ؟
تسأل بحيرة:
-ها لأ مفيش انتي كويسة ؟
ضحكت بخفة وقالت وهي تشير الي نفسها وإلي التحضيرات من حولها:
-أنت شايف ايه ؟
شملها بنظرة وغمز لها بخفة وعقب:
-شايف القمر نزل من السما وواقف قدامي.
ابتسمت بحب واقتربت منه تساعده في خلع جاكيته وتحدثت بحب:
-ممكن حبيبي بقي يدخل ياخد شور عشان يفوق ؟
طالعها بتوجس تفهمت هي خوفه وقالت:
-عارفة إنك مستغرب بس إلي حصل الصبح ولا يعني ليا بشئ من الأساس أنا بحب جوزي وجوزي بيحبني غير كده ميهمنيش.
تنهد براحة وقبل جبينها بحب وقال:
-أيوة كده يا قلبي ربنا يهديكي ويكملك بعقلك هروح أخد شور وأفوق ليكي يا جميل.
تحرك بضع خطوات واستدار لها واستطرد قائلاً:
-شكرا بجد يا نورسيل.
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-شكرا علي أيه ؟
إبتسم بحب وقال:
-عشان أنتي في حياتي يا سبب فرحتي.
ألقي جملته وتحرك إلي المرحاض وتركها مبتسمة براحة لأول مرة تستمع الي نصيحة أحد وكانت بمحلها لو لم تكن إستمعت إلي نصيحة شادي ونفذت ما بعقلها لكانت هي النادمة بالفعل يكفيها بسمة زوجها في وجهها لا غير.
خرج بعد فترة وجلسوا سويا يتناولون العشاء في جو من الدفئ والحب.
في منتصف الليل استيقظ يوسف بفزع وقلبه ينبض بعنف وثائؤ جسده يتصبب عرقا تطلع سريعاً إلي زوجته وجدها غافية تنهد براحة وضمها بقوة وهي يستعيء بالله:
-أعوذب الله من الشيطان الرجيم ،أعوذب الله من الشيطان الرجيم ،أعوذب الله من الشيطان الرجيم.
قررها ثلاث مرات وضم زوجته بقوة ومازال كابوسه يراوده حتي الأن فهو رأي زوجته تركض في مكان مظلم وتصرخ بصوت عالي كي ينقذها وهو لا يستطيع الوصول إليها فجأة تظهر أفعي كبيرة تكاد أن تبتلعها وفجأة استيقظ هو من كابوسه.
لم يستطيع النوم بتاتاً بعد ما عاشه في كابوسه نهض بحذر كي يستيقظ ووقف في الشرفة يتنعم بنسمات الهواء باردة علها تهدأ من نيران قلبه المتوهجة.
❈-❈-❈
لم يكن الأمر مختلف عند عاصم الذي إستقيظ من نومه وهو يصرخ بفزع اعتدل علي الفور وهو يشهق ويتطلع حوله بقلقك إستعاذ بالله وظل جالسا وقلبه يكاد يخرج من مكانه يشعر أنه سيحدث ما لا يحمد عقباه اغمض عيناه وهمس بآلم:
-عليا.
ظل جالسا علي وضعه وداخله يرتعد من فكرة أن يصيبها مكروه يريد أن يخرج من هنا في هذه اللحظة ويخبائها داخل أحضانه ويحميها من كل شر.
استمع إلي أذان الفجر نهض بوهن وتوضأ وصلي فرضه وبداخله يدعي الله يحفظ زوجته وأطفاله من كل مكروه.
أنهي صلاته وحاول النوم من جديد ولكن دون فائدة فكيف يغفي وباله مشغول علي مدللته.
طمأن نفسه أنها الأن وصل عائلتها ومن المؤكد أنها ستكون علي خير ما يرام .
ولكن هل ستكون علي خير ما يرام بالفعل أم سيكون للقدر رأي آخر ؟ ونهاية آخري ؟
التعليقات